شعار الموقع

29- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
13

 

متن: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

يقول الإمام ابن القيم في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) والكلام بعد أن فصّل في الفرق من الجبرية والقدرية، والقضاء والقدر عند أهل السنة 4 مراتب: العلم وكتابته، ومشيئته وخلقه.

شرح: نعم.

متن: قال: ‹‹ واعلم أن الإيمان بحقيقة القدر والشرع والحكمة لا يجتمع إلا في قلوب خواص الخلق ››

شرح: واعلم.

متن: ‹‹ واعلم أن الإيمان بحقيقة القدر والشرع والحكمة لا يجتمع إلا في قلوب خواص الخلق ولب العالم، وليس الشأن في الإيمان بألفاظ هذه المسميات وجحد حقائقها كما يفعله كثير من طوائف الضلال ››

شرح: يعني الإيمان بالعلم، بالقدر، من العلم والشرع والحكمة، لابد من هذا، يكون عنده علم، علم بالشرع، وعلم بالقدر، ولا يعارِض هذا بهذا، بعض الجهال وبعض الفرق، يجعل القدر معارض للشرع، وهذا باطل، ولهذا قال المؤلف إن هؤلاء العلماء هم الذين يجتمع عندهم الإيمان بالقدر والإيمان بالشرع والحكمة.

هم القدرية، الجبرية يعارضون الشرع بالقدر، ويقول فأنا أصلي خاضع، قال خاضع بالقدر، وهذا غلط، وهو مأمور، الإنسان مأمور بالعمل، مكلف، أما القدر (مش) هو (2:08)

أنت عليك أنت تأتمر بالأوامر وتنتهي بالنواهي، نعم.

واعلم أن

متن: ‹‹ واعلم أن الإيمان بحقيقة القدر والشرع والحكمة لا يجتمع إلا في قلوب خواص الخلق ولب العالم، وليس الشأن في الإيمان بألفاظ هذه المسميات وجحد حقائقها كما يفعله كثير من طوائف الضلال، فإن القدرية تؤمن بلفظ القدر، ومنهم من يرده إلى العلم، ومنهم من يرده إلى الأمر الديني ويجعل قضاءه وقدره هو نفس أمره ونهيه ويفسر مشيئة الله لأفعال عباده بأمره لهم بها وهذا حقيقة إنكار القضاء والقدر ››

شرح: نعم، لأنه ما يفرق بين القدر وبين الشرع، يجعل الأمر بالقدر هو أمر الشرع، وهذا غلط.

قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا}، هذا أمر قدري.

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}، هذا أمر شرعي. نعم.

متن: ‹‹ وكذلك الحكمة فإن الجبرية تؤمن بلفظها وتجحد حقيقتها ››

الجبرية ما يثبتون الحكمة، وإنما يقولون يفعل بالمشيئة، نعم.

متن: ‹‹ فإنهم يجعلونها مطابقة علمه تعالى لعلومه، وإرادته لمراده ››

شرح: (ايش)؟ فإنهم يجعلونها

متن: ‹‹ فإنهم يجعلونها مطابقة علمه تعالى لعلومه، وإرادته لمراده، فهي عندهم وقوع الكائنات على وفق علمه وإرادته. ››

شرح: (ايش)؟ أعد، فإنهم يجعلونها.

متن: ‹‹ فإنهم يجعلونها مطابقة علمه تعالى لعلومه ››

شرح: لعلومه ولا لمعلومه؟

متن: لمعلومه.

شرح: لمعلومه، نعم.

متن: ‹‹ فإنهم يجعلونها مطابقة علمه تعالى لمعلومه، وإرادته لمراده، فهي عندهم وقوع الكائنات على وفق علمه وإرادته. والقدرية النفاة لا يرضون بهذا، بل يرتفعون عنه طبقة ويثبتون حكمة زائدة على ذلك، لكنهم ينفون قيامها بالفاعل الحكيم ويجعلونها مخلوقاً من مخلوقاته كما قالوا في كلامه وإرادته ››

شرح: هم المعتزلة، قالوا الكلام مخلوق وكذلك بقية الصفات، يجعل العلم هو المعلوم، علم الله هو المعلوم، المعلوم هو المنفصل، الكلام المنفصل، ويجعل الإرادة هي المراد، أعد، فمن، من الطوائف.

متن: فإنهم؟

شرح: قبل.

متن: وكذلك الحكمة

شرح: نعم.

متن: ‹‹ وكذلك الحكمة فإن الجبرية تؤمن بلفظها وتجحد حقيقتها، فإنهم يجعلونها مطابقة علمه تعالى لمعلومه، وإرادته لمراده ››

شرح: يعني ما عندهم حكمة، منكروا الحكمة المستقلة، الحكمة هي العلم عندهم، نعم.

متن: ‹‹ فهي عندهم وقوع الكائنات على وفق علمه وإرادته. والقدرية النفاة لا يرضون بهذا، بل يرتفعون عنه طبقة ويثبتون حكمة زائدة على ذلك، لكنهم ينفون قيامها بالفاعل الحكيم ويجعلونها مخلوقاً ››

شرح: يثبتون الحكمة ولكنهم يجعلونها ليست قائمة بالرب، مخلوق منفصل، نعم.

متن: ‹‹ ويجعلونها مخلوقاً من مخلوقاته كما قالوا في كلامه وإرادته ››

شرح: وكذلك، الكلام مخلوق، والإرادة مخلوقة، وكذلك الحكمة مخلوقة عند القدرية، نعم.

وهم المعتزلة، معتزلة في الصفات، معتزلة في الصفات قدرية في الأفعال، نعم.

متن: ‹‹ فهؤلاء كلهم أقروا بلفظ الحكمة وجحدوا معناها وحقيقتها. وكذلك الأمر والشرع، فإن من أنكر كلام الله وقال: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، ولا قال ولا يقول، ولا يحب شيئاً ولا يبغض شيئاً، وجميع الكائنات محبوبة له وما لم يكن فهو مكروه له، ولا يحِب ولا يُحَب ولا يرضى ولا يغضب، ولا فرق في نفس الأمر بين الصدق والكذب والبر والفجور، والسجود للأصنام والشمس والقمر والنجوم وبين السجود له ››

شرح: هذا قول الجبرية والصوفية وغيرهم، يجعلونها شيئاً واحداً لا يفرقون، حتى يصل القول بوحدة الوجود، ويقول كل من عبد شيئاً فهو مصيب، نعوذ بالله، أعد.

متن: ‹‹ فهؤلاء كلهم أقروا بلفظ الحكمة وجحدوا معناها وحقيقتها. وكذلك الأمر والشرع، فإن من أنكر كلام الله وقال: إن الله لم يتكلم ولا يتكلم، ولا قال ولا يقول، ولا يحب شيئاً ولا يبغض شيئاً، وجميع الكائنات محبوبة له وما لم يكن فهو مكروه له ››

شرح: نعم، جميع الكائنات محبوبة له، كل ما وُجد فهو محبوب له، ما يفرقون بين الكون وبين الشرع، بين القدر والشرع.

كل مخلوق، كل موجود، فهو له محب، لولا أن الله أحبه لما أوجده وهذا باطل، فالكفر والمعاصي يقول هي محبوبة لله، ما في فرق بينها، ما في شيء محبوب وغير محبوب، إنما غير المحبوب هو الذي ما وُجد، وكل ما وُجد فهو محبوب، هذا من ابطال الباطل.

إن ما خلقه الله، منه ما يحبه شرعاً، ومنه ما يبغضه شرعاً، نعم.

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ ولا يحِب ولا يُحَب ولا يرضى ولا يغضب، ولا فرق في نفس الأمر بين الصدق والكذب والبر والفجور، والسجود للأصنام والشمس والقمر والنجوم وبين السجود له، ولا يكلف أحداً ما يقدر عليه بل كل تكاليفه تكليف ما لا يطاق ››

شرح: ولا يكلف أحداً

متن: ‹‹ ولا يكلف أحداً ما يقدر عليه بل كل تكليفه تكليف ما لا يطاق ولا قدرة للمكلف عليه البتة، ويجوز أن يعذب رجالاً إذ لم يكونوا نساءً ويعذب نساءً إذ لم يكونوا رجالاً وسوداً حيث لم يكونوا بيضاً وعكسه ››

شرح: هذا، نسأل الله العافية، هذا قول كفري، هذا أكفر من اليهود والنصارى، نعوذ بالله، نعم.

متن: ‹‹ ويجوز أن يظهر المعجزة على أيدي الكذابين ويرسل رسولاً يدعو إلى الباطل وعبادة الأوثان، ويأمر بقتل النفوس وأنواع الفجور ››

شرح: كل هذا يجوز على الله، لأن الله يتصرف في ملكه ما يشاء بزعمهم، هذا قول الجبرية، وفساد، قول فساد في الدنيا والآخرة، نعوذ بالله.

متن: ‹‹ ولا ريب أن هذا يرفع الشرائع والأمر والنهي بالكلية ››

شرح: نعم، يُبطل الشرع، الشرع عبث والرسل عبث على قول هؤلاء، نعم.

متن: ‹‹ ولولا تناقض القائلين به لكانوا منسلخين من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم ››

شرح: ولولا تناقض.

متن: ‹‹ ولولا تناقض القائلين به لكانوا منسلخين من دين الرسل، ولكن مشى الحال بعض المشي بتناقضهم ››

شرح: ولكن

متن: ‹‹ ولكن مشى الحال بعض المشي بتناقضهم وهو خير لهم من طرد أُصولهم والقول بموجبها. والمقصود أنه لم يؤمن بالقضاء والقدر والحكمة والأمر والنهي والوعد والوعيد حقيقة الإيمان إلا أتباع الرسل وورثتهم.

واستحسن ابن عقيل هذا الكلام من أحمد ››

شرح: ولم يؤمن (ايش)؟ ولم يؤمن، ولم يؤمن حقيقة الإيمان

متن: ولا ريب؟

‹‹ ولا ريب أن هذا يرفع الشرائع والأمر والنهي بالكلية، ولولا تناقض القائلين به لكانوا منسلخين من دين الرسل، ولكن مشى الحال بعض المشي بتناقضهم وهو خير لهم من طرد أُصولهم والقول بموجبها. ››

أحد الحاضرين: (11:16) الصوت غير مسموع

شرح: نعم، يقول أن التناقض هذا يخفف الأمر، ولكن ما، كلام، ظاهر أنهم منسلخين، تناقضهم هذا هل يخفف التناقض، نعم.

متن: ‹‹ والمقصود أنه لم يؤمن بالقضاء والقدر والحكمة والأمر والنهي والوعد والوعيد حقيقة الإيمان إلا أتباع الرسل وورثتهم.

واستحسن ابن عقيل من أحمد هذه الكلمة غاية الاستحسان وقال إنه شفا بهذه الكلمة وأفصح بها عن حقيقة القدر ››

شرح: هذا القول عزاه لأحمد؟

متن: المؤلف ما ذكر.

شرح: واستحسن (ايش)؟ قال ابن عقيل، واستحسن ابن عقيل.

متن: ‹‹ واستحسن ابن عقيل هذا الكلام من أحمد غاية الاستحسان وقال إنه شفا بهذه الكلمة وأفصح بها عن حقيقة القدر ››

شرح: الإمام أحمد له كلام، قال: "القدر قدرة الله"، واستحسن بعضهم هذا، نعم.

متن: ‹‹ ولهذا كان المنكرون للقدر فرقتين: فرقة كذبت بالعلم السابق ونفته، وهم غلاتهم الذين كفرهم السلف والأئمة وتبرأ منهم الصحابة. وفرقة جحدت ››

شرح: وهؤلاء خرجوا في أواخر عهد الصحابة، وهم الذين تكلموا في القدر وقالوا إن الأمر أُنُف، مستأنف وجديد يعني، لم يسبق به، إن الله لا يعلم الأشياء حتى تقع، وهؤلاء الذين ابتغضهم ابن عمر وكفرهم الصحابة، وانقرضوا هذه الطائفة، كذّبوا بالعلم، وقالوا إن الله لا يعلم بالأشياء حتى تقع، نسبوا الله إلى الجهل، هؤلاء هم كفار، ثم انقرضوا، وبقيت الفرقة الثانية الذين أقروا بالعلم والكتابة والإرادة والخلق والمشيئة إلا أنهم أخرجوا من عموم المشيئة والإرادة والخلق أفعالَ العباد، لشبهة عرضت لهم، وهم المعتزلة، مبتدعة.

الطائفة الأولى انقرضت، الكفار الذين ما آمنوا بالمرتبتين الأوليين من المراتب، العلم والكتابة أنكرُوها، وأما الطائفة الثانية، المعتزلة، آمنوا بجميع المراتب إلا أنهم أخرجوا أفعال العباد من عموم المشيئة والخلق، لشبهة عرضت لهم، نعم.

متن: ‹‹ وفرقة جحدت كمال القدرة وأنكرت أن تكون أفعال العباد مقدورة لله تعالى وصرحت بأن الله لا يقدر عليها ››

شرح: نعم، أنكروا كمال القدرة، وهم المعتزلة، أنكروا كمال القدرة، قالوا لا يقدر على أفعال العباد، يقدر على كل شيء إلا أفعال العباد، فأنكروا الكمال، نعم.

متن: ‹‹ فأنكر هؤلاء كمال قدرة الرب تعالى، وأنكرت الأخرى كمال علمه، وقابلتهم الجبرية فحافظت على إثبات القدرة والعلم وأنكرت الحكمة والرحمة ولهذا كان مصدر الخلق والأمر ››

شرح: وقابلهم

متن: ‹‹ وقابلهم الجبرية فحافظت على إثبات القدرة والعلم ››

شرح: فـ (ايش)؟

متن: ‹‹ وقابلهم الجبرية فحافظت على إثبات القدرة والعلم ››

شرح: نعم.

متن: ‹‹ وأنكرت الحكمة والرحمة ››

شرح: نعم، أنكروا الحكمة والعلل والأسباب والغرائز، نعم.

متن: ‹‹ ولهذا كان مصدر الخلق والأمر والقضاء والشرع عن علم الرب وعزته وحكمته، ولهذا يقرن تعالى بين الاسمين والصفتين من هذه الثلاثة كثيراً كقوله: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}. وقال: {تَنْـزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، وقال: {تَنْـزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}، وقال: {حم * تَنْـزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ››

شرح: نعم، إثبات أن القرآن منزل من عند الله، نعم.

متن: ‹‹ وقال في حم فصلت بعد ذكر تخليق العالم: {ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، وذكر نظير هذا في الأنعام فقال: {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}.

فارتباط الخلق بقدرته التامة يقتضي أن لا يخرج موجود عن قدرته، وارتباطه بعلمه التام ››

شرح: فارتباط الخلق بقدرته

متن: ‹‹ فارتباط الخلق بقدرته التامة يقتضي أن لا يخرج موجود عن قدرته، وارتباطه بعلمه التام يقتضي إحاطته به وتقدمه عليه، وارتباطه بحكمته يقتضي وقوعه على أكمل الوجوه وأحسنها ››

شرح: فارتباطه (ايش)؟ بالعلم

متن: ‹‹ وارتباطه بعلمه التام يقتضي إحاطته به وتقدمه عليه ››

شرح: نعم، فارتباطه، فارتباط (ايش)؟ وارتباطه

متن: ‹‹ وارتباطه بعلمه التام يقتضي إحاطته به وتقدمه عليه، وارتباطه بحكمته يقتضي وقوعه على أكمل الوجوه وأحسنها واشتماله على الغاية المحمودة المطلوبة للرب تعالى. وكذلك ارتباط أمره بعلمه وحكمته، وعزته فهو عليم بخلقه وأمره، حكيم في خلقه وأمره، عزيز في خلقه وأمره ››

شرح: فهو، فهو، فهو حكيم.

متن: ‹‹ فهو عليم بخلقه وأمره، حكيم في خلقه وأمره، عزيز في خلقه وأمره، ولهذا كان الحكيم من أسمائه الحسنى والحكمة من صفاته العلى، والشريعة الصادرة عن أمره مبناها على الحكمة، والرسول المبعوث بها مبعوث بالكتاب والحكمة، والحكمة هي سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهي تتضمن العلم بالحق والعمل به والخبر عنه والأمر به، وكل هذا يسمى حكمة وفي الأثر "الحكمة ضالة المؤمن". وفي الحديث: ‹‹ إن من الشعر حكمة ››. فكما لا يخرج مقدور عن علمه وقدرته ومشيئته فهكذا لا يخرج عن حكمته وحمده ››

شرح: نعم، لابد من العلم والقدرة والحكمة، كلها، الجبرية أنكروا الحكمة، أنكروا الحكمة، والقدرية أنكروا كمال القدرة، نعم.

متن: ‹‹ وهو محمود على جميع ما في الكون من خير وشر حمداً استحقه لذاته وصدر عنه خلقه وأمره، فمصدر ذلك كله عن الحكمة ››

شرح: نعم، أعد، وهو.

متن: ‹‹ وهو محمود على جميع ما في الكون من خير وشر حمداً استحقه لذاته وصدر عنه خلقه وأمره، فمصدر ذلك كله عن الحكمة، فإنكار الحكمة إنكار لحمده في الحقيقة.

فصل: وإنما يتبين هذا ببيان وجود الحكمة في كل ما خلقه الله وأمر به، وبيان أنه كله خير من جهة إضافته إليه سبحانه، وأنه من تلك الإضافة خير وحكمة، وأن جهة الشر منه جهة إضافته إلى العبد، كما قال -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الاستفتاح: ‹‹ لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك ›› فهذا النفي يقتضي امتناع إضافة الشر إليه تعالى بوجه، فلا يضاف إلى ذاته ولا صفاته ولا أسمائه ولا أفعاله، فإن ذاته تعالى منـزهة عن كل شر، وصفاته كذلك إذ كلها صفات كمال ونعوت جلال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وأسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم ذم ولا عيب، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وإحسان وعدل لا تخرج عن ذلك البتة، وهو المحمود على ذلك كله فيستحيل إضافة الشر إليه، وتحقيق ذلك أن الشر ليس هو إلا الذنوب وعقوباتها كما في خطبته -صلى الله عليه وسلم-: ‹‹ الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ›› فتضمن ذلك الاستعاذة من شرور النفوس ومن سيئات الأعمال وهي عقوباتها، وعلى هذا فالإضافة على معنى "اللام" من باب إضافة المتغايرين، أو يقال: المراد السيئات من الأعمال، فعلى هذا الإضافة بمعنى "من" وهي من باب إضافة النوع إلى جنسه، ويدل على الأول قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ}. قال شيخنا -رحمه الله- -يعني شيخ الإسلام-: وهذا أشبه، لأنه إذا أريد السيئات من الأعمال، فإن أريد ما وقع منها فالاستعاذة إنما تكون من عقوباتها، إذ الواقع لا يمكن دفعه، وإن استعاذ منها قبل وقعها لئلا تقع، فهذا هو الاستعاذة من شر النفس، وأيضاً فلا يقال في هذه التي لا توجد بعد سيئات أعمالنا فإنها لم تكن بعد أعمالاً فضلاً عن أن تكون سيئات، وإضافة الأعمال إلينا يقتضي وجودها إذا ما لم يوجد بعد ليس هو من أعمالنا إلا أن يقال: من سيئات الأعمال التي عملناها كانت سيئات. ››

شرح: نعم، نقف على الفصل، من أول الفصل، يحتاج إلى إعادة.

يقول كلام جيد -رحمه الله-، نعم، من أول الفصل (اللي) بعده إن شاء الله.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد