شعار الموقع

30- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
25

 

متن: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه (طريق الهجرتين وباب السعادتين) والكلام على الحكمة، حكمة الله سبحانه تعالى، وأن من أسمائه الحسنى ومن صفاته العلى والشريعة الصادرة عن أمره مبناها على الحكمة.

‹‹ فصل: وإنما يتبين هذا ببيان وجود الحكمة في كل ما خلقه الله وأمر به، وبيان أنه كله خير من جهة إضافته إليه سبحانه، وأنه من تلك الإضافة خير وحكمة، وأن جهة الشر منه من جهة إضافته إلى العبد، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في دعاء الاستفتاح: ‹‹ لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك ›› فهذا النفي يقتضي امتناع إضافة الشر إليه تعالى بوجه، فلا يضاف إلى ذاته ولا صفاته ولا أسمائه ولا أفعاله، فإن ذاته تعالى منـزهة عن كل شر، وصفاته كذلك إذ كلها صفات كمال ونعوت جلال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، وأسماؤه كلها حسنى ليس فيها اسم ذم ولا عيب، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وإحسان وعدل لا تخرج عن ذلك البتة ››

شرح: وأفعاله

متن: ‹‹ وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وإحسان وعدل لا تخرج عن ذلك البتة، وهو المحمود على ذلك كله فيستحيل إضافة الشر إليه، وتحقيق ذلك أن الشر ليس هو إلا الذنوب وعقوباتها ››

شرح: نعم، الشر لا يضاف إلى الله، ولهذا قال الله تعالى عن الجن أنهم قالوا: {لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} فالشر، لما جاء الشر قال {أُرِيدَ} بالمبني، قال بالمبني للمجهول، ولما جاء الخير نسبه وأضافه إلى الله، قال: {أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا}، فلا يضاف الشر إلى الله، وإنما يُؤتي بالمبني للمجهول كما في الآية {أُرِيدَ}، أو يدخل في عموم الخلق، {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}، وذلك أن الشر لا يضاف إلى الله، لأن المضاف إلى الله إنما هو تقدير، والتقدير مبني على الحكمة، وإنما الشر يُسمى شراً بالنسبة إلى العبد الذي فعله وباشره، فحصل عليه الضرر، فأضره، فهو شر بالنسبة إليه، الذي فعل الكفر والذي فعل المعاصي، هذا شر بالنسبة إليه، لكنّ الله تعالى قدره، قدّر تكون المعاصي، قدّر لحكم، وما دام قدره لحكمة، يكون خيراً بالنسبة إلى الله، نسبته إلى الله وأنه قدّره، فتقديره مبني على الحكمة، وما دام مبني على الحكمة، فلا يُسمى شراً، وقيل المعنى ‹‹ والشر ليس إليك ›› يعني الشر المحض، الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره، لا يوجد، لا يوجد الشر المحض، يعني الشر المحض الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره، لا يوجد، والشرور، كل الشرور الموجودة نسبية، ولا يوجد شر محض لا حكمة في إيجاده وتقديره، ولهذا نفى النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ‹‹ والشر ليس إليك ›› يعني الشر المحض الذي لا حكمة في إيجاده وتقديره ليس إليك، نعم

متن: أحسن الله إليك.

‹‹ وتحقيق ذلك أن الشر ليس هو إلا الذنوب وعقوباتها كما في خطبته -صلى الله عليه وسلم-: ‹‹ الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ›› فتضمن ذلك الاستعاذة من شرور النفوس ومن سيئات الأعمال وهي عقوباتها، وعلى هذا فالإضافة على معنى "اللام" ››

شرح: فـ(ايش)؟ فتعين

متن: ‹‹ فتضمن ذلك الاستعاذة من شرور النفوس ومن سيئات الأعمال وهي عقوباتها ››

شرح: (ايه) فتبين، أعد، فتبين بذلك

متن: فتضمن ذلك

شرح: فتضمن، نعم

متن: ‹‹ فتضمن ذلك الاستعاذة من شرور النفوس ومن سيئات الأعمال وهي عقوباتها، وعلى هذا فالإضافة على معنى "اللام" من باب إضافة المتغايرين، أو يقال: المراد السيئات من الأعمال، فعلى هذا الإضافة بمعنى "من" وهي من باب إضافة النوع إلى جنسه، ويدل على الأول قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} قال شيخنا -رحمه الله-: وهذا أشبه لأنه إذا أريد السيئات من الأعمال، فإن أريد ما وقع منها ››

شرح: قال شيخنا، يعني شيخ الإسلام ابن تيمية

(ايش)؟ أعد، قبل قال شيخنا (ايش)؟

متن: قبل شيخنا؟

شرح: (ايه) قبل سطرين

متن: ‹‹ وعلى هذا فالإضافة على معنى "اللام" من باب إضافة المتغايرين، أو يقال: المراد السيئات من الأعمال، فعلى هذا الإضافة بمعنى "من" وهي من باب إضافة النوع إلى جنسه، ويدل على الأول قوله تعالى: {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ} قال شيخنا -رحمه الله: وهذا أشبه لأنه إذا أريد السيئات من الأعمال، فإن أريد ما وقع منها فالاستعاذة إنما تكون من عقوباتها، إذ الواقع لا يمكن دفعه، وإن استعاذ منها قبل وقوعها لئلا تقع، فهذا هو الاستعاذة من شر النفس، وأيضاً فلا يقال في هذه التي لم توجد بعد سيئات أعمالنا فإنها لم تكن بعد أعمالاً فضلاً عن أن تكون سيئات، وإضافة الأعمال إلينا يقتضي وجودها إذ ما لم يوجد ››

شرح: (ايش)؟ وإضافة

متن: ‹‹ وإضافة الأعمال إلينا يقتضي وجودها إذ ما لم يوجد بعد ليس هو من أعمالنا إلا أن يقال: من سيئات الأعمال التي إذا عملناها كانت سيئات. ولمن رجح التقدير الثاني أن يقول: العقوبات ليست لجميع الأعمال، بل للمحرمات منها، والأعمال أعم وحملها على المحرمات خاصة خلاف ظاهر اللفظ. بخلاف ما إذا كانت الإضافة على معنى "من" فتكون الأعمال على عمومها والسيئات بعضها، فتكون السيئات على عمومها والأعمال على عمومها ››

شرح: (ايش)؟ بخلاف

متن: ‹‹ ولمن رجح التقدير الثاني أن يقول: العقوبات ليست لجميع الأعمال، بل للمحرمات منها، والأعمال أعم وحملها على المحرمات خاصة خلاف ظاهر اللفظ. بخلاف ما إذا كانت الإضافة على معنى "من" فتكون الأعمال على عمومها والسيئات بعضها، فتكون السيئات على عمومها والأعمال على عمومها، ويترجح أيضاً بأن الاستعاذة تكون قد اشتملت على أصول الشر كله، وهي شر النفس الكامن فيها الذي لم يخرج إلى العمل، وشر العمل الخارج الذي سولته النفس فالأول شر الطبيعة والصفة التي في النفس والثاني شر العمل المتعلق بالكسب والإرادة، ويلزم من المعافاة من هذين الشرين المعافاة من موجبها وهو العقوبة، فتكون الاستعاذة قد شملت جميع أنواع الشر بالمطابقة واللزوم، وهذا هو اللائق بمن ››

شرح: وتكون (ايش)؟

متن: ‹‹ ويلزم من المعافاة من هذين الشرين المعافاة من موجبها وهو العقوبة، فتكون الاستعاذة قد شملت جميع أنواع الشر بالمطابقة واللزوم، وهذا هو اللائق بمن أُوتي جوامع الكلم ››

شرح: فتكون

متن: ‹‹ فتكون الاستعاذة قد شملت جميع أنواع الشر بالمطابقة واللزوم، وهذا هو اللائق بمن أُوتي جوامع الكلم ››

شرح: فتكون (ايش)؟ فتكون

متن: ‹‹ فتكون الاستعاذة قد شملت جميع أنواع الشر بالمطابقة واللزوم، وهذا هو اللائق بمن أُوتي جوامع الكلم، فإن هذا من جوامع كلمه البديعة العظيمة الشأن التي لا يعرف قدرها إلا أهل العلم والإيمان.

وإذا عُرف هذا وأنه ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها، وكونها ذنوباً ناشئ من نفس العبد، فإن سبب الذنب الظلم والجهل وهما من نفس العبد، كما أن سب الخير الحمد والعلم والحكمة والغنى وهي أمور ذاتية للرب تعالى، فذات الرب سبحانه مستلزمة للحكمة والخير والجود، وذات العبد مستلزمة للجهل والظلم، وما فيه من العلم والعدل فإنما حصل له بفضل الله عليه وهو أمر خارج عن نفسه، فمن أراد الله به خيراً أعطاه هذا الفضل فصدر موجبه من الإحسان والبر والطاعة، ومن أراد به شراً أمسكه عنه وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وقبيح، وليس منعه لذلك ظلماً منه سبحانه، فإنه فضله، وليس من منع فضله ظالماً، لاسيما إذا منعه عن محل لا يستحقه ولا يليق به. وأيضاً فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادته من نفسه أن يلطف بعبده ويوفقه ويعينه ولا يخلي بينه وبين نفسه، وهذا محض فعله وفضله، وهو سبحانه أعلم بالمحل الذي يصلح لهذا الفضل ويليق به ويثمر فيه ويزكو به.

وقد أشار تعالى إلى هذا المعنى بقوله: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} فأخبر سبحانه أنه أعلم بمن يعرف قدر هذه النعمة ويشكره عليها فإن أصل الشكر هو الاعتراف بإنعام المنعم على وجه الخضوع له والذل والمحبة، فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها، ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها أيضاً، ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها ››

شرح: أعد، أعد، يعني، إذا رجعت، أعد

متن: ‹‹ فمن لم يعرف النعمة بل كان جاهلاً بها لم يشكرها ››

شرح: نعم، يعني ما عرفها من الأساس، جاهل، هذا ما يعتبر شاكر، كيف يُعد شاكر وهو ما يعرف النعمة؟! نعم.

متن: ‹‹ ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يشكرها أيضاً ››

شرح: كذلك، عرف هذه نعمة، وما عرف المنعم وهو الله، ما شكرها، نعم

متن: ‹‹ ومن عرف النعمة والمنعم لكن جحدها كما يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها، ومن عرف النعمة والمنعم وأقر بها ولم يجحدها ولكن لم يخضع له ويحبه ويرضى به وعنه لم يشكرها أيضاً، ومن عرفها وعرف المنعم بها وأقر بها وخضع للمنعم بها وأحبه ورضي به وعنه واستعملها في محابه وطاعته فهذا هو الشاكر لها.

فلابد في الشكر من علم القلب، وعمل يتبع العلم –وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له- كما في صحيح البخاري عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ‹‹ سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها إذا أصبح موقناً بها فمات من يومه دخل الجنة، ومن قالها إذا أمسى موقناً بها فمات من ليلته دخل الجنة ››

فقوله: ‹‹ أبوء لك بنعمتك عليَّ ›› يتضمن الإقرار والإنابة إلى الله بعبوديته، فإن المباءة هي التي يبوء إليها الشخص –أي يرجع إليها رجوع استقرار- والمباءة هي المستقر، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: ‹‹ من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ›› أي ليتخذ مقعده من النار مباءة يلزمه ويستقر فيه، لا كالمنـزل الذي ينـزله ثم يرحل عنه. فالعبد يبوء إلى الله عز وجل بنعمته عليه، ويبوء بذنبه، فيرجع إليه بالاعتراف بهذا وبهذا رجوع مطمئن إلى ربه منيب إليه، ليس رجوع من أقبل عليه ثم أعرض عنه، بل رجوع من لا يعرض عن ربه بل لا يزال مقبلاً عليه إذ كان لابد له منه، فهو معبوده وهو مستعانه، لا صلاح له إلا بعبادته، فإن لم يكن معبوده هلك وفسد، ولا يمكن أن يعبده إلا بإعانته.

وفي الحديث: ‹‹ مثل المؤمن مثل الفرس في آخيته: يجولُ ثم يرجع إلى آخيته. كذلك المؤمن يجولُ ثم يرجع إلى الإيمان ››. فقوله: ‹‹ أبوء ›› يتضمن أني وإن جلت كما يجول الفرس –إما بالذنب وإما بالتقصير في الشكر- فإني راجع منيب أواب إليك، رجوع من لا غنى له عنك.

وذكر النعمة والذنب لأن العبد دائماً يتقلب بينهما، فهو بين نعمة من ربه وذنب منه هو، كما في الأثر الإلهي: ‹‹ ابن آدم خيري إليك نازل، وشرك إليَّ صاعد، كم أتحبب إليك بالنعم وأنا غني عنك، وكم تتبغض إليَّ بالمعاصي وأنت فقير إليَّ ولا يزال الملك الكريم يعرج إليَّ منك بعمل قبيح ››. وكان في زمن الحسن البصري شاب لا يرى إلا وحده، فسأله الحسن عن ذلك فقال: إني أجدني بين نعمة من الله وذنب مني فأريد أن أُحدث للنعمة شكراً وللذنب استغفاراً، فذلك الذي شغلني عن الناس أو كما قال ››

شرح: (ايش)؟ أعد، وقال من

متن: ‹‹ وكان في زمن الحسن البصري شاب لا يرى إلا وحده، فسأله الحسن عن ذلك فقال: إني أجدني بين نعمة من الله وذنب مني فأريد أن أُحدث للنعمة شكراً وللذنب استغفاراً، فذلك الذي شغلني عن الناس أو كما قال. فقال له: أنت أفقه عندي من الحسن. فالخير كله من الله كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، وقال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً}، وقال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}، وقال تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}، وهؤلاء المنعم عليهم هم المذكورون في قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} فالنعم كلها من نعم الدين والدنيا وثواب الأعمال في الدنيا والآخرة من نعم الله ومَنِّهِ وفضله على عبده، هو تعالى –وإن كان أجود الأجودين وأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين- فإنه أحكم الحاكمين وأعدل العادلين، لا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها ولا يناقض جوده ورحمته وفضله حكمته وعدله، ولو رأى العقلاء واحداً منهم قد وضع المسك في الحشوش والأخلية ووضع النجاسات والقاذورات في مواضع الطيب والنظافة لاشتد نكيرهم عليه والقدح في عقله ونسبوه إلى السفه وخلاف الحكمة، وكذلك لو وضع العقوبة موضع الإحسان والإحسان موضع العقوبة لسفهوه وقدحوا في عقله، كما قال القائل:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
 

 

مضر كوضع السيف في موضع الندى
 

 

  وكذلك لو وضع الدواء موضع الغذاء والغذاء موضع الدواء، والاستفراغ حيث يكون اللائق به عدمه والإمساك حيث يليق الاستفراغ، وكذلك وضع الماء موضع الطعام ووضع الطعام موضع الماء، وأمثال ذلك مما يخل بالحكمة، بل لو أقبل على الحيوان البهيم يريد تعليمه ما لم يخلق له من العلوم والصنائع، فمن بهرت حكمته العقول والألباب كيف ينبغي له أن يضع الأشياء في غير مواضعها اللائقة بها؟ ››

شرح: نعم، هو الحكيم سبحانه، علام الغيوب، نعم، كيف يُقال تُنفى الحكمة، نعم، ويُنفى العلم، نسأل الله العافية، هذه البدع من الجهمية وأشباههم، نعم.

متن: أحسن الله إليك

‹‹ فمن بهرت حكمته العقول والألباب كيف ينبغي له أن يضع الأشياء في غير مواضعها اللائقة بها؟ ومن المعلوم أن أجلَّ نعمه على عبده ››

شرح: هذا مما ينزه عن الرب -سبحانه وتعالى-، نعم.

متن: ‹‹ ومن المعلوم أن أجلَّ نعمه على عبده نعمة الإيمان به ومعرفته ومحبته وطاعته والرضا به والإنابة إليه والتوكل عليه ››

شرح: هذه أجل نعمة، هذه أجلّ، يقدرها الله على العبد، أعظم نعمة يقدرها الله على العبد أن منّ عليه بالإسلام وهداه للإيمان، نعمة عظيمة، وأعظم مصيبة تحل بالإنسان هو تقدير، قدّر الله عليه الكفر، نسأل الله العفو والعافية، هذه أعظم مصيبة، نعم.

متن: أحسن الله إليك

‹‹ ومن المعلوم أن أجلَّ نعمه على عبده نعمة الإيمان به ومعرفته ومحبته وطاعته والرضا به والإنابة إليه والتوكل عليه والتزام عبوديته.

ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذي لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك ››

شرح: (ايش)؟ ومن المعلوم أيضاً

متن: ‹‹ ومن المعلوم أيضاً أن الأرواح منها الخبيث الذي لا أخبث منه، ومنها الطيب، وبين ذلك، وكذلك القلوب منها القلب الشريف الزكي، والقلب الخسيس الخبيث. وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبر والبحر والحر والبرد والداء والدواء ››

شرح: وهو الذي، وهو الذي خلق، الليل والنهار، وهو الذي

متن: ‹‹ وهو سبحانه خلق الأضداد كما خلق الليل والنهار والبر والبحر والبرد والحر والداء والدواء والعلو والسفل وهو أعلم بالقلوب الزاكية والأرواح الطيبة التي تصلح لاستقرار هذه النعم فيها، وإيداعها عندها، ويزكو بذرها فيها، فيكون تخصيصه لها بهذه النعم كتخصيص الأرض الطيبة القابلة للبذر بالبذر، فليس من الحكمة أن يبذر البُر في الصخور والرمال والسباخ ››

شرح: فليس من الحكمة

متن: ‹‹ فليس من الحكمة أن يبذر البُر في الصخور والرمال والسباخ، وفاعل ذلك غير حكيم فما الظن ببذر الإيمان والقرآن والحكمة ونور المعرفة والبصيرة في المحال التي هي أخبث المحال.

فالله عز وجل أعلم حيث يجعل رسالاته أصلاً وميراثاً فهو أعلم بمن يصلح لتحمل رسالته فيؤديها إلى عباده بالأمانة والنصيحة وتعظيم المرسل والقيام بحقه والصبر على أوامره والشكر لنعمه والتقرب إليه، ومن لا يصلح لذلك. وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يصلح من الأمم لوراثة رسله والقيام بخلافتهم وحمل ما بلغوه عن ربهم.

قال عبد الله بن مسعود: إن الله تعالى نظر في قلوب العباد فرأى قلب محمد -صلى الله عليه وسلم-خير قلوب أهل الأرض فاختصه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد فرأى قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاختارهم لصحبته ››

شرح: فاختارهم لصحبته؟

متن: فاختارهم لصحبته.

شرح: النبي -صلى الله عليه وسلم-، نعم

متن: ‹‹ وفي أثر إسرائيلي أن الله تعالى قال لموسى: أتدري لم اخترتك لكلامي؟ قال: لا يا رب. قال: لأني نظرت في قلوب العباد فلم أرَ فيها أخضع من قلبك لي. أو نحو هذا.

فالرب سبحانه إذا علم من المحل أهلية لفضله ومحبته ومعرفته وتوحيده حبب إليه ذلك ووضعه فيه وكتبه في قلبه ووفقه له وأعانه عليه ويسر له طرقه وأغلق دونه الأبواب التي تحول بينه وبين ذلك، ثم تولاه بلطفه وتدبيره وتيسيره وتربيته أعظم من تربية الوالد الشفيق الرحيم المحسن لولده الذي هو أحب شيء إليه، فلا يزال يعامله بلطفه ويختصه بفضله ويؤثره برحمته ويمده بمعونته ويؤيده بتوفيقه ويريه مواقع إحسانه إليه وبره به، فيزداد العبد به معرفة وله محبة وإليه إنابة وعليه توكلاً، ولا يتولى معه غيره ولا يعبد سواه، وهذا هو الذي عرف قدر النعمة وعرف المنعم وأقر بنعمته وصرفها في مرضاته.

فاقتضت حكمة الرب وجوده وكرمه وإحسانه أن بذر في هذا القلب بذر الإيمان والمعرفة، وسقاه ماء العلم النافع والعمل الصالح، وأطلع عليه من نوره شمس الهداية، وصرف عنه الآفات المانعة من حصول الثمرة، فأنبتت أرضه الزاكية من كل زوج كريم، كما في الصحيح من حديث أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ‹‹ مثل ما بعثني الله من الهُدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضاً، فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعُشب الكثير، وكان منها طائفةٌ أجادبُ أمسكت الماء فسقي الناس وزرعوا، وأصاب منها طائفةً أخرى إنما هي قيعانٌ لا تمسك ماءً ولا تُنبتُ كلأً، فذلك مثل مَنْ فَقِهَ في دين الله ونفعهُ بما بعثني الله به، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدى الله الذي أُرسلتُ به ››  فمثَّل القلوب بالأرض التي هي محل النبات والثمار ومثل الوحي الذي وصل إليها من بارئها وفاطرها بالماء الذي ينـزله على الأرض، فمن الأرض أرض طيبة قابلة للماء والنبات، فلما أصابها الماء أنبتت ما انتفع به الآدميون والبهائم أقوات المكلفين وغيرهم، وهذه بمنـزلة القلب القابل لهدى الله ووحيه والمستعد لزكائه فيه وثمرته ونمائه، وهذا خير قلوب العالمين.

ومن الأرض أرض صلبة منخفضة غير مرتفعة ولا رابية، قابلة لحفظ الماء واستقراره فيها، ففيها قوة الحفظ وليس فيها قوة النبات فلما حصل فيها الماء أمسكته وحفظته فورده الناس لشربهم وشرب مواشيهم وسقوا منه زروعهم، وهذا بمنـزلة القلب الذي حفظ الوحي وضبطه وأداه إلى من هو أفهم له منه وأفقه منه فيه وأعرف بمراده، وهذا في الدرجة الثانية.

ومن الأرض أرض قيعان –وهي المستوية التي لا تنبت إما لكونها سَبَخَة ››

شرح: سَبِخَة

متن: ‹‹ سَبِخَة أو رمالاً، ولا يستقر فيها الماء- فإذا وقع عليها الماء ذهب ضائعاً لم تمسكه لشرب الناس ولم تنب به كلأ لأنها غير قابلة لحفظ الماء ولا لنبات الكلأ والعشب وهذا حال أكثر الخلق وهم الأشقياء الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأساً، ومن كان بهذه المثابة فليس من المسلمين، بل لابد لكل مسلم أن يزكو الوحي في قلبه فينبت من العمل الصالح والكلم الطيب ونفعه نفسه وغيره بحسب قدرته، فمن لم ينبت قلبه شيئاً من الخير البتة فهذا من أشقى الأشقياء. فصلوات الله وسلامه على من الهدى والبيان والشفاء والعصمة في كلامه وفي أمثاله.

والمقصود أن الله سبحانه أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه، ومن يصلح لها ممن لا يصلح، وأن حكمته تأبى أن يضع ذلك عند غير أهله، كما تأبى أن يمنعه من يصلح له، وهو سبحانه الذي جعل المحل صالحاً وجعله أهلاً وقابلاً، فمنه الإعداد والإمداد، ومنه السبب والمسبب. ومن اعترض بقوله: فهلا جعل المحالّ كلها كذلك، وجعل القلوب على قلب واحد! فهو من أجهل الناس وأظلمهم وأسفههم، وهو بمنـزلة من يقول: لم خلق الأضداد، وهلا جعلها كلها شيئاً واحداً! فلم خلق الليل والنهار والفوق والتحت والحر والبرد والدواء والداء والشياطين والملائكة والروائح الطيبة والكريهة والحلو والمر والحسن والقبيح؟ وهل يسمح خاطر من له أدنى مسكة من عقل بمثل هذا السؤال الدال على حمق سائله وفساد عقله؟ وهل ذلك إلا موجب ربوبيته وإلهيته وملكه وقدرته ومشيئته وحكمته، ويستحيل أن يتخلف موجب صفات كماله عنها؟ وهل حقيقة الملك إلا بإكرام الأولياء وإهانة الأعداء؟ وهل تمام الحكمة وكمال القدرة إلا بخلق المتضادات والمختلفات وترتيب آثارها عليها وإيصال ››

شرح: نعم، هذا من الحكم، قدرة الله على إيجاد المتضادات، بياناً، ومتقابلات، الليل قبله النهار، والحر قبله البرد، والبرودة تقابلها الحرارة، والملاسة تقابلها الخشونة، وهكذا، والشياطين وإبليس في مقابلهم الملائكة، وهكذا، قدرة الله على إيجاد المتضادات، نعم، وهذا من الحكم والأسرار، نعم.

متن: ‹‹ وترتيب آثارها عليها وإيصال ما يليق بكل منها إليه؟ وهل ظهور آثار أسمائه وصفاته في العالم إلا من لوازم ربوبيته وملكه؟ فهل يكون رزَّاقاً وغفاراً وعفوّاً ورحيماً وحليماً ولم يوجد من يرزقه! ولا من يغفر له ويعفو عنه ويحلم عنه ويرحمه؟ وهل انتقامه إلا من لوازم ربوبيته وملكه؟ فممن ينتقم إن لم يكن له أعداء ينتقم منهم، ويُرِي أولياءه كمال نعمته عليهم واختصاصه إياهم دون غيرهم بكرامته وثوابه؟ وهل في الحكمة الإلهية تعطيل الخير الكثير لأجل شر جزئي يكون من لوازمه؟ فهذا الغيث الذي يحيي الله به البلاد والعباد والشجر والدواب، كما يحبس من مسافر، ويمنع من قصاد، ويهدم من بناء، ويعوق عن مصلحة؟ ولكن أين هذا مما يحصل به من المصالح؟ وهل هذه المفاسد في جنب مصالحه إلا كتفلة في بحر؟ وهل تعطيله لئلا تحصل به هذه المفاسد إلا موجباً لأعظم المفاسد والهلاك؟ وهذه الشمس التي سخرها الله لمنافع عباده وإنضاج ثمارهم وأقواتهم وتربية أبدانهم وأبدان الحيوانات والطير، وفيها من المنافع والمصالح ما فيها كم تؤذي مسافراً وغيره بحرّها، وكم تجفف رطوبة وكم تعطش حيواناً، وكم تحبس عن مصلحة، وكم تنشف من مورد وتحرق من زرع؟ ولكن أين يقع هذا في جنب ما فيها من المنافع والمصالح الضرورية والمكملة؟ فتعطيل الخير الكثير لأجل الشر اليسير شر كبير، وهو خلاف مُوجِب الحكمة الذي ››

شرح: موجَب

متن: ‹‹ موجِب الحكمة الذي تنـزه الله سبحانه عنه.

قلت لشيخ الإسلام: فقد كان من الممكن خلق هذه الأمور مجردة عن المفاسد مشتملة على المصلحة الخالصة فقال: خلق هذه الطبيعة بدون لوازمها ممتنع، فإن وجود الملزوم بدون لازمه محال، ولو خلقت على غير هذا الوجه لكانت غير هذه، ولكان عالماً آخر غير هذا ››

شرح: لكانت غير هذه

متن: ‹‹ لكانت غير هذه، ولكان عالماً آخر غير هذا. قال: ومن الأشياء ما تكون ذاته مستلزمة لنوع من الأمور لا ينفك عنه –كالحركة مثلاً المستلزمة لكونها لا تبقى- فإذا قيل: لِمَ لم تخلق الحركة المعينة باقية؟ قيل: لأن ذات الحركة تتضمن النقلة من مكان إلى مكان والتحول من حال إلى حال، فإذا قدر ما ليس كذلك لم تكن حركة. ونفس الإنسان هي في ذاتها جاهلة عاجزة فقيرة كما قال تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}، وإنما يأتيها العلم والقدرة والغنى من الله بفضله ورحمته، فما حصل لها من كمال وخير فمن الله، وما حصل لها من عجز وفقر وجهل يوجب الظلم والشر فهو منها ومن حقيقتها. وهذه أمور عديمة، وليس لها من نفسها وجود ولا كمال والأمور العدمية من لوازم وجودها، ولو خلقت على غير ذلك لم تكن هي هذه النفس الإنسانية بل مخلوقاً آخر.

فحقيقة نفس الإنسان جاهلة ظالمة فقيرة محتاجة، والشر الذي يحصل لها نوعان: عدم، ووجود. فالأول بعدم العلم والإيمان والصبر وإرادة الخيرات وعدم العمل بها وهذا العدم ليس له فاعل إذ العدم المحض لا يكون له فاعل، لأن تأثير الفاعل إنما هو في أمر وجودي، وكذلك عدم استعدادها للخيرات والكمالات هو عدم محض ليس له فاعل، فإن العدم ليس بشيء أصلاً، وما ليس بشيء لا يقال إنه مفعول لفاعل، فلا يقال إنه من الله، إنما يحتاج إلى الفاعل الأمور الوجودية، ولهذا من قول المسلمين كلهم: "ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن". فكل كائن فبمشيئته كان وما لم يكن فلعدم مشيئته.

والعدم يعلل بعدم السبب أو الشرط تارة، وبوجود المانع أخرى. وقد يقال علة العدم عدم العلة. وبعض الناس يقول: الممكن لا يترجح أحد طرفيه إلا بمرجح، فلا يوجد إلا بسبب، ولا يعدم إلا بسبب قال: والتحقيق في هذا أن العدم ليس له فاعل ولا علة فاعلة أصلاً، بل إذا أُضيف إلى عدم السبب أو عدم الشرط فمعناه الملازمة، أي عدم العلة استلزم عدم المعلول وعدم الشرط استلزم عدم المشروط. فإذا قيل: عُدِم لعدم علته، أي عدم علته مستلزمة لعدمه، والنفس تطلب سبب العدم، فتقول: لِمَ لم يوجد كذا؟ فيقال: لعدم كذا، فيضاف عدم المعلول إلى عدم علته، لا إضافة تأثير ولكن إضافة استلزام وتعريف ››

شرح: ولكن إضافة استلزام و(ايش)؟

متن: وتعريف

شرح: وتعريف، نعم.

متن: ‹‹ وأما التعليل بالمانع فلا يكون إلا مع قيام السبب إذا جعل المانع مقتضياً للعدم، وأما إذا أُريد قياس الدلالة فوجود المانع يستلزم عدم الحكم سواءٌ كان المقتضى موجوداً أو لم يكن.

والمقصود أن ما عدمته النفس من كمالها فمنها ››

شرح: هذا الخلاص، والمقصود

متن: ‹‹ والمقصود أن ما عدمته النفس من كمالها فمنها فإنها لا تقتضي إلا العدم، أي عدم استعداد نفسه وقوتها هو السبب في عدم هذا الكمال، فإنه كما يكون أحد الوجودين سبباً للآخر فكذلك أحد العدمين يكون سبباً لعدم الآخر، والموجود الحادث يضاف إلى السبب المقتضي لإيجاده وأما المعدوم فلا يحتاج استمراره على العدم إلى فاعل يحدث العدم، بل يكفي في استمراره عدم مشيئة الفاعل المختار له، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لانتفاء مشيئته. فانتفاء مشيئته كونه سبب عدمه، وهذا معنى قولهم: عدم علة الوجود علة العدم، وبهذا الاعتبار الممكن القابل للوجود والعدم لا يترجح أحد طرفيه إلا بمرجح، فمرجح عدمه عدم مرجحه، ومعنى الترجيح والسببية ها هنا الاستلزام لا التأثير كما تقدم، فظهر استحالة إضافة هذا الشر إلى الله عز وجل.

وأما الشر الثاني، وهو الشر الوجودي كالعقائد الباطلة ››

شرح: قف على،

رحمه الله، دقيق مفيد، رحمه الله، نحتاج إلى دقة، نحتاج إلى -يعني- تأمل، نعم

متن: أحسن الله إليك.

شرح: سمّ الله الرحمن الرحيم.

 

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد