شعار الموقع

32- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
11

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي أشرف الأنبياء والمرسلين، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

يقول الإمام ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين" في الكلام عن الحكمة وقدرة الله -سبحانه وتعالى- قال:

متن: والناس في هذا المقام أربع طوائف:

(الطائفة الأولى): الجاحدة لقدرته وحكمته فلا يثبتون له تعالى قدرة ولا حكمة، كما يقوله من ينفي كونه تعالى فاعلًا مختارًا وأن صدور العالم عنه بالإيجاب الذاتي لا بالقدرة والاختيار.

شرح: هذا الفلاسفة واليعاذ بالله ومن شابههم، ويقولون إن الله ما خلق العالم بقدرته، وإنما العالم لازم له أزلًا وأبدًا.

متن: (الطائفة الأولى): الجاحدة لقدرته وحكمته فلا يثبتون له تعالى قدرة ولا حكمة، كما يقوله من ينفي كونه تعالى فاعلًا مختارًا وأن صدور العالم عنه بالإيجاب الذاتي لا بالقدرة والاختيار، وهؤلاء يثبتون حكمة يسمونها عناية إلهية، فهم من أشد الناس تناقضًا، إذ لا يُعقل حكيم لا قدرة له ولا اختيار وإنما يسمون ما في العالم من المصالح والمنافع عناية إلهية من غير أن يرجع منها إلى الرب تعالى إرادة ولا حكمة.

شرح: ما الفائدة؟ ما في فائدة، ما في إرادة ولا حكمة، تسمع ولا تفيد.

متن: وهؤلاء كما أنهم مكذبون لجميع الرسل والكتب فهم مخالفون لصريح العقل والفطرة.

شرح: مكذبون للرسل والشرائع، ومخالفون للعقول والفطر، خالفوا العقول وخالفوا الرسل نسأل الله العافية.

متن: قد نسبوا الرب تعالى إلى أعظم النقص، وجعلوا كل قادر مريد مختار أكمل منه وإن كان من كان.

شرح: هذه الجبرية، هذا يشمل مذهب الفلاسفة والجبرية، الرب ليس له قدرة على الاختيار.

متن: بل سلبهم القدرة والاختيار والفعل عن رب العالمين شر من شرك عبَّاد الأصنام به بكثير، وشر من قول النصارى أنه –تعالى عن قولهم- ثالث ثلاثة وأن له صاحبة وولدًا، فإن هؤلاء أثبتوا له قدرة وإرادة وفعلًا اختياريًا وحكمة، ووصفوه مع ذلك بما لا يليق به، وأما أولئك فنفوا ربوبيته وقدرته بالكلية.

شرح: كرب لا يقدر ولا يختار ولا يفعل بمشيئته ليس برب، نسأل الله العافية، الرب لابد أن يكون قادر مختار، له قدرة واختيار وله فعل ومشيئة.

متن: وأما أولئك فنفوا ربوبيته وقدرته بالكلية وأثبتوا أسماء لا حقائق لها ولا معنى.

و(الطائفة الثانية): أقرت بقدرته وعموم مشيئته للكائنات وجحدت حكمته وما له في خلقه من الغايات المحمودة المطلوبة له سبحانه التي يفعل لأجلها ويأمر لأجلها.

شرح: هؤلاء الجبرية رئيسهم الجهم بن صفوان، يقول ليس له حكمة، أنكروا الحكم والغرائز والطبائع والأسباب، والأشاعرة الجبرية متوسطون، والجهمية والصوفية الجبرية غلاة هم يقابلون الفلاسفة، الفلاسفة أنكروا القدرة والإرادة ولزم من ذلك إنكار الربوبية، وهؤلاء أنكروا الحكمة والاختيار والأسباب والعلل.

متن: فحافظت على القدر وجحدت الحكمة، وهؤلاء هم النفاة.

شرح: بل يغلون في القدر، عندهم غلو حتي العبد قالوا ليس له قدرة ولا اختيار، سلبوا العبد قدرته والاختيار.

متن: وهؤلاء هم النفاة للتعليل والأسباب والقوى والطبائع في المخلوقات، فعندهم لا يفعل لشيء ولا لأجل شيء، وليس في القرآن عندهم لام تعليل ولا باء تسبيب، وكل لام توهم التعليل فهي عندهم لام العاقبة وكل باءٍ تشعر بالتسبب فهي عندهم باءُ المصاحبة.

شرح: القرآن كله مملوء  بالرد عليهم {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ}.

{لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}.

{لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}.

{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}.

كلها أسباب، عندهم ما في لام تعليل، لام العاقبة مثل: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا ۗ} هذه تسمى لام العاقبة، أتخذه آل فرعون لماذا؟ ليكون لهم ولدًا يتخذونه، لم يلتقطه ليكون لهم عدو، لام العاقبة صار أنه عدو، فاللام عندهم العاقبة، كل ما في القرآن العاقبة، والباء ليست للسببية بل للمصاحبة، مثل قطعت بالسكين، هذه الباء وهذه المصاحبة، ليست السكين قطع ليس السكين سبب القطع، لأ، ما تقطع لكن الباء المصاحبة، والماء عندهم لا يروي والأكل لا يشبع، هكذا ينكرون الأسباب.

متن: وهؤلاء سلطوا نفاة القدر عليهم بما نفوه من الحكمة والتعليل والأسباب، فاستطالوا عليهم بذلك، ووجدوا مقالًا واسعًا بالشناعة فقالوا وشنَّعوا، ولعمرو الله إنهم لمحقون في أكثر ما شنعوا عليهم به، إذ نفي الحكمة والتعليل والأسباب له لوازم في غاية الشناعة، والتزامها مكابرة ظاهرة عند عامة العقلاء.

و(الطائفة الثالثة): أقرت بحكمته وأثبتت الأسباب والعلل والغايات في أفعاله وأحكامه، وجحدت بكمال قدرته، فنفت قدرته على شطر العالم وهو أشرف ما فيه من أفعال الملائكة والجن والإنس وطاعاتهم.

شرح: هذه المعتزلة قدرية النفاة، يقابلون الجبرية أخذوا الحكم والعلل، لكن أنكروا قدرة الرب على العباد، والعباد فعلوا باختيارهم، ليست لهم، العباد هم الذين أوجدوا أفعالهم مختارين، الله تعالى ما يقدر على أفعال العباد، شبهتهم يقول: لو قلنا أن الله خلق طائفة وعذبهم عليها لكان ظالـمًا، فيرون من ذلك أن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه حتي إذا فعل معصية يستحق، المعصية التي خلقها ووجدها هو، كما أنهم أوجبوا على المثيب المطيع، هذا عرق جبينه، كان يقول ليس لله فضل نعوذ بالله، يجب على الله أن يثيب المطيع، ويجب عليه أن يعاقب العاصي، لأن هذا ثواب وهذا عرق جبينه، ويعاقبه لأن الله لا يخلف الميعاد، وهكذا، أفعال الملائكة وأفعال الآدميين وأفعال الدنيا كلها  مخلوقة لهم، لم يخلقها الله ولا يقدر عليها بزعمهم.

متن: بل عندهم هذه كلها لا تدخل تحت مقدوره تعالى.

شرح: لا تدخل تحت قدرة الله على العباد ليست مقدورها لله، هم الذين أوجدوها وخلقوها، خلقوا أفعالها الأنس والجن خلقوا أفعالها، والله لا يقدر عليه، نعوذ بالله.

متن: ولا يوصف بالقدرة عليها ولا هي داخلة تحت مشيئته ولا ملكه.

شرح: والله يقول: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }، قول القرآن واضح من أوله لأخره ردًا عليه.

متن: وليس في مقدوره عندهم أن يجعل المؤمن مؤمنًا والمصلي مصليًا والموفق موفقًا، بل هو الذي جعل نفسه كذلك.

شرح: يعني هو الذي جعل نفسه موفقًا، هو الذي جعل نفسه مهتديًا، ويقول: {وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ}، قالوا معناه سماه مهتديًا ولذلك الله لا يقدر أن يهدي ضالًا ولا أن يضل مهتديًا، هكذا المعتزلة، يقول: لا يقدر، ولا يقول أن الله على كل شيء قدير، أنكروا أن الله على كل شيء قدير، بل هناك شيء لا يقدر عليه وهي أفعال العباد، نسأل الله العافية.

متن: وعندهم أن أفعال العباد من الملائكة والجن والإنس كانت بغير مشيئته واختياره فتعالى الله عن قولهم.

وهؤلاء سلطوا عليهم نفاة الحكمة والتعليل والأسباب فمزقوهم كل ممزق ووجدوا طريقًا مهيًا عن إلى الشناعة عليهم، وأبداء تناقضهم فقالوا وشنعوا، ورموهم بكل داهية.

إذ نفي قدرة الرب تعالى على شطر المملكة له لوازم في غاية الشناعة والقبح والفساد.

شرح: يعني شطر المملكة الله تعالى مالك الأشياء كلها، فهم قالوا: الله يقدر على خلقهم لكن لا يقدر على أفعالهم، فكأنه النصف، نصف المملكة، نصف ما يملك هو الله نفوا عن الله، ولأفعاله.

متن: والتزامها مكابرة ظاهرة عند عامة العقلاء، ونفي التزامها تناقض بيِّن، فصاروا بذلك مذبذبين بين التناقض وهو أحسن حالهم، وبين التزام تلك العظائم التي تُخرج عن الإيمان، كما كان نفاة الحكمة والأسباب والغايات كذلك.

فهدى الله (الطائفة الرابعة): لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه.

شرح: وهم أهل الرسل، الرسل وأتباعهم هداهم الله، فقالوا إن الله على كل شيء قدير، وأن الله تعالى خالق كل شيء وخالق أفعال العباد، فهي من الله خلقًا وإيجادًا ومن العبد فعلًا وتسببًا وكسبًا.

 متن: فهدى الله (الطائفة الرابعة): لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه {والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم} فآمنوا بالكتاب كله.

شرح: الطائفة الأولى هم الفلاسفة: أنكروا قدرة الله على الأشياء، فأنكروا ربوبيته.

الطائفة الثانية الجهمية: الذين أنكروا الحكم  والأسباب والغرائز.

والطائفة الثالثة القدرية: قدرية النفاة الذين أنكروا قدرة الله على خلق العباد.

الطائفة الرابعة الرسل وأتباعهم: أثبتوا قدرة الله على كل شيء، وأثبتوا الحِكم والطبائع والغرائز، وأثبتوا قدرة الله على خلق العباد، هذا الحق، هذا قول الرسل وأتباعه.

متن: فآمنوا بالكتاب كله، وأقروا بالحق جميعه، ووافقوا كل واحدة من الطائفتين على ما معها من الحق، وخالفوهم فيما قالوه من الباطل.

شرح: كل طائفة معها جزء من الحق وجزء من الباطل.

متن: فآمنوا بخلق الله وأمره بقدره وشرعه وأنه سبحانه المحمود على خلقه وأمره، وأن له الحكمة البالغة والنعمة السابغة، وأنه على كل شيء قدير: فلا يخرج عن مقدوره شيء من الموجودات أعيانها وأفعالها وصفاتها، كما لا يخرج عن علمه، فكل ما تعلق به علمه من العالم تعلقت به قدرته ومشيئته.

شرح: كل شيء أعلم به سبحانه هو قادر عليه.

متن: وآمنوا مع ذلك بأن له الحجة على خلقه، وأنه لا حجة لأحد عليه بل لله الحجة البالغة.

شرح: فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين.

متن: بل لله الحجة البالغة وأنه لو عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم.

شرح: هذا حديث، «لو عذب الله أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم ».

هذا احتج به الجبرية، قال أن الله تعالى له أن يُعذِّب الإنسان بشيء لا يفعله، في هذا الحديث، لكن الحق أجاب قال أن المعنى لو أن الله تعالى حاسب عباده بنعمه عليهم وأعمالهم لكانوا مدينين له، وحينئذٍ لو عذَّبهم لعذَّبهم وهو غير ظالم، لكن الله لا يفعل ذلك بل يبتدأهم بنعم جديدة، لو حاسب الله العباد بأفعالهم وبنعمه عليهم لكانوا مدينين، هذا الرجل، القصة هذه، الذي حوسب بنعمة البصر وقد عبد الله خمسمائة سنة فوجد نعمة البصر أحاطت بعبادته كلها وبقية النعم دين عليه، لو حاسب الله عباده بنعمه عليهم وأعمالهم لكانوا مدينين، هذا معنى: لو عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم.

متن: بل لله الحجة البالغة وأنه لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، بل كان تعذيبه منه عدلًا منه وحكمة لا بمحض المشيئة المجردة عن السبب والحكمة كما يقوله الجبرية، ولا يجعلون القدر حجة لأنفسهم ولا لغيرهم، بل يؤمنون به.

شرح: هذا السنة، لا يجعلون القدر حجه لهم ولا لغيرهم، يؤمنون بالقدر ولا يجعلوه حجة.

متن: ولا يجعلون القدر حجة لأنفسهم ولا لغيرهم، بل يؤمنون به ولا يحتجون به ويعلمون أن الله سبحانه أنعم عليهم بالطاعات وأنها من نعمته عليهم وفضله وإحسانه، وأن المعاصي من نفوسهم الظالمة الجاهلة، وأنهم هم جناتها وهم الذين اجترحوها، ولا يحملونها على القضاء والقدر مع علمهم بشمول قضائه وقدره لما في العالم من خير وشر وطاعة وعصيان وكفر وإيمان وأن مشيئة الله سبحانه محيطة بذلك كإحاطة علمه به.

شرح: يعني أن علم الله محيط وأن مشيئته محيطة، كل شيء نعلمه، الله أحاط بكل شيء علمًا، وكل شيء قادر عليه سبحانه وتعالى.

متن: وأنه لو شاء ألا يُعصى لما عصي وأنه تعالى أعز وأجل من أن يعصى قسرًا، والعباد أقل من ذلك وأهون.

شرح: ولكنه سبحانه قدَّر المعصي لحكم وأسرار، قدَّرها لحكم وأسرار، فهي مرادة أراد الله وقوعها لما تحتوي عليه من الحكم، من العبوديات التي تترتب على هذا، لولا تقدير الله للمعاصي والكفر لما وجدت عبوديات، مثل عبودية قدرة الله على إيجاد المتقابلات، المعصية تقابل الطاعة، كما أن الليل يقابل النهار، كما أن الحر يقابل البرد، والقبيح يقابل الحسن، كذلك أيضًا، لولا خلق الله المعاصي والكفر لفاتت عبودية محبوبة لله، عبودية الجهاد في سبيل الله، لو كان الناس كلهم مؤمنون أين عبودية الجهاد في سبيل الله؟! عبودية هذا الحب في الله والبغض في الله، عبودية الولاء والبراء، عبودية الدعوة إلي الله عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبودية الحب في الله والبغض في الله، كل هذه العبادات متنوعة كُلها مترتبة على خلق الله تعالى للمعاصي والكفر، كذلك ظهور أسماء الله التواب، الغفار، الرحيم، أثر من أسماء الله القهرية، الجبار، القهار، المنتقم، لو كان الناس كلهم مؤمنون أين آثار أسماء الله القهرية وأثار أسماء الله التواب، الغفار، الرحيم؟!

متن: وأنه ما شاء الله كان وكل كائن فهو بمشيئته، وما لم يشأ لم يكن، وما لم يكن فلعدم مشيئته، فله الخلق والأمر وله الملك والحمد وله القدرة التامة والحكمة الشاملة البالغة.

فهذه الطائفة قُمل أهل البصر التام.

شرح: هذه الطائفة هم الرسل وأتباعه، وهذه الطائفة أكمل قُمل.

متن: فهذه الطائفة قُمل أهل البصر التام والأولى لهم العمى المطلق.

شرح: فهذه الطائفة قُملٌ أهل البصر التام، عندهم بصيرة لأنهم قُمل وهم أهل البصيرة، والبصر التام في الأمور يبصرون الأمور عما هو عليه.

متن: فهذه الطائفة قُمل أهل البصر التام والأولى لهم العمى المطلق.

شرح: الفلاسفة الذين أنكروا ربوبية الله وقدرته على الأشياء، هذا العمى التام، وهؤلاء هم السنة الرسل واتباعهم قُمل أهل البصر التام عندهم بصر تام، والطائفة الأولي عندهم عمي كامل، والعياذ بالله من كفرهم وضلالهم، الطائفة هذه قُمل كاملون بالنسبة للطوائف، عندهم بصر تام يعني يُبصرون عندهم بصيرة، والطائفة الأولي أهل العمى التام.

متن: فهذه الطائفة قُمل أهل البصر التام والأولى لهم العمى المطلق والثانية والثالثة عورٌ.

شرح: عورٌ، الجبرية والقدرية عور، يبصرون بعين واحدة، فالجبرية أثبتوا القدر، ولكنهم أنكروا الحكم والغرائز، فصارت لهم عين يبصرون بها، وهي كونهم أثبتوا قدرة الله، وعندهم أول عين والثانية عورة لا يبصرون الأسباب والعلل.

والقدرية بالعكس أثبتوا قدرة الحكم والأسرار والطبائع والغرائز هذه عين يبصرون بها، والعين الثانية عورة وهي أنهم أنكروا قدرة الله على أفعال العباد.

الطائفة الأولي بصرهم تام طائفة أهل الحق، قُمل بصرهم تام البصر تام، والطائفة الأولي الفلاسفة أهل عمى تام، والطائفة الثالثة الجبرية والرابعة القدرية التي كل منهم أعور يبصر بعين ولا يبصر بالعين الأخرى.

متن: والثانيٌة والثالثٌة عورٌ، كل طائفة منهما لهم عين عمياء، ومع هذا فسرى العمى من العين العمياء إلى العين الصحيحة فأعماها أو كاد، ولا يستنكر.

أحد الحضور: ولا يستكثر

الشيخ: ولا يستكثر، ولا يستنكر، كلها متقاربين.

شرح: لا يستكثر يعني الكلام فيها ليس بكثير، ولا يستنكر ما ينكر الكلام فيها، لهذا وجها ولها وجه، لكلٍ وجه.

متن: ولا يستنكر تكرار هذا الكلمات من يعلم شدة الحاجة إليها وضرورة النفوس إليها، فلو تكررت ما تكررت فالحاجة إليها في محل الضرورة.

والله المستعان.

[فصل]

 ويجمع هذين الأصلين العظيمين أصل ثالث هو عقد نظامهما وجامع شملهما، وبتحقيقه وإثباته على وجهه يتم بناء هذين الأصلين وهو إثبات الحمد.

قف على هذا، رحمه الله.

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد