شعار الموقع

كتاب الصلاة من المنتقى لابن الجارود 17

00:00
00:00
تحميل
17

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين

والمستمعين برحمتك يا أرحم الراحمين

قال الإمام ابن الجارود رحمه الله تعالى

مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْقَاعِدِ

229 - حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُقْرِئِ، قَالَ: ثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَقَطَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرَسِ فَجُحِشَ شِقُّهُ الْأَيْمَنُ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَصَلَّى قَاعِدًا فَصَلَّيْنَا قُعُودًا فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ: " إِنَّمَا جُعِلَ الْإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ "

الشيخ وهذا رواه البخاري في الصحيح وفيه أن المريض الذي لا يستطيع القيام يصلي قاعدا ويستدلون بحديث عمران بن الحصين صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب والنبي صلى الله عليه وسلم ركب فرسه فسقط عن فرسه فجحش يعني جرح شقه الأيمن ولم يستطع القيام فصلى قاعدا فصلى الناس خلفه قياما فلما سلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون وفي مرض موته عليه السلام أقرهم على القيام ومن العلما من قاتل إن هذا منسوخ كما قال البخاري إنما يؤخذ بالآخر من أحواله صلى الله عليه وسلم البخاري يقول هذا منسوخ في الأول صلى قاعدا وأمر الناس أن يجلسوا وفي آخر حياته في مرض موته أقر الناس على القيام خلفه فدل هذا على النسخ وهذا اختيار البخاري قال إن هذا منسوخ و إنما يؤخذ بالآخر من أحواله صلى الله عليه وسلم والقول الثالث أنه ليس فيه نسخ وإنما يحمل الأمر بالصلاة خلفه قعودا على الاستحباب وإقراره لهم على الصلاة قائما يحمل على الجواز ومن العلما من فسر تفسيرا ثالثا فقال إذا صلى بالناس من أول صلاته قاعدا وجب عليهم أن يصلوا قعودا وإذا  ابتدأ بالصلاة قائما ثم اعتل وجلس وجب عليهم أن يتموا صلاتهم قائما جمعوا بين الحديثين وقالوا إنه في آخر حياته الإمام أولا كان أبو بكر يصلي بالناس ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم ووجد في نفسه خفة وجلس عن يساره فاستمر الناس قياما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد يقتدي أبو بكر بالنبي ويقتدي الناس بأبي بكر

230 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: ثَنَا إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ، قَالَ: ثَنَا حُسَيْنٌ الْمُكْتِبُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَلَاةِ الْقَاعِدِ قَالَ: «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ» ، وَهَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُسَيْنٍ

الشيخ تخريجه

الطالب أخرجه البخاري وأبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجة وأحمد قال الترمذي حديث حسن صحيح

الشيخ المتن

الطالب «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ»، وَهَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ حُسَيْنٍ

الشيخ ما الإشكال على العلما وأظن هذا الاختلاف محمول على صلاة النافلة «مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ وَمَنْ صَلَّى نَائِمًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَاعِدِ»، هذا في صلاة النافلة تصلي مثلا تحية المسجد أو الوتر أو صلاة الليل أو الضحى لا بأس لك نصف الأجر اما المريض الذي لا يستطيع فغن أجره كامل لأنه معذور لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا منعه المرض والسفر كتب له ما كان يعمله صحيحا مقيما وقوله من صلى نائما يعني على جنبه صلى نائما يعني مضطجع من صلى نائم فله نصف أجر القائم هذا فيه دليل أنه يجوز للإنسان أن يصلي وهو على جنبه وله نصف أجر القائم ولكن هذا لم يرد ما يدل على أنه يصلي قائما إنما يصلي على جنبه وإنما يصلي قاعدا هذا الذي ورد

231 - حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ بِي النَّاصُورُ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ: «صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»

الشيخ هذا الحديث مشهور كان به الناصور في دبره فقال صل قائما هذا في صلاة الفريضة «صَلِّ قَائِمًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ» فيه أن القيام واجب مع القدرة

االطالب المحقق ذكر في الحاشية كلام عن الإسناد قال أخرجه البخاري وأبو داود والترمذي وأحمد وابن ماجة وابن خزيمة والبغوي من طريق إبراهيم بن طهمان عن حسين المعلم عن عبدالله بن بريدة عن عمران بن حصين فذكره قال الترمذي ولا نعلم أحدا روى عن حسين المعلم نحو رواية إبراهيم بن طهمان وقد روى أبو أسامة وغيرهم نحو رواية عيسى بن يونس قلت أي المحقق فهم القاضي أبو بكر بن العربي من كلام الترمذي أن الحديث ضعيف وأن إبراهيم بن طهمان انفرد عن أصحاب حسين المعلم بقوله فإن لم تستطع فعلى جنب فإنهم لم يذكروا هذا قال الحافظ في الفتح ولا يؤخذ من هذا تضعيف رواية إبراهيم بن طهمان كما فهمه ابن العربي تبعا لابن بطال ورد الترمذي بأن رواية إبراهيم توافق الأصول ورواية غيره تخالفها فتكون رواية إبراهيم أرجح لأن ذلك راجع إلى لترجيح من حيث المعنى لا من حيث الإسناد وإلا فاتفاق الأكثر على شيء لا يقتضي رواية من خالفهم تكون شاذة والحق أن الروايتين صحيحتان كما صنع البخاري وكل منهما مشتملة على حكم غير الذي اشتملت عليه الأخرى والله أعلم ولكن قال قائل الأصل عدم التعدد إن اتحد المخرج والمخرج هنا متحد فتكون رواية إبراهيم شاذة قلت الشذوذ أن يروي شيئا يخالفهم فيه أما أن يروي حكما زائدا عليهم لم يذكروه فلا يعد شاذا عن الراجح وإبراهيم ثقة على كل حال

الشيخ نعم هذا على طريقة المتأخرين من المحدثين أن زيادة الثقة مقبولة على كل حال أما المتقدمون فلا فكل حديث له حكم الزيادة ينظر فيها قد تكون شاذة ولو من ثقة     

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد