كتاب الصلاة (03) تتمة باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة – إلى باب التشهد في الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد
 قال الإمام مسلم رحمه الله  تعالى :
المتن :
 

الشرح :
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
هذا الحديث احتج به بعض العلماء على البسملة آية من أول كل سورة لأنه عليه السلام أغفى إغفاءه ثم قال أنزلت عليه السورة بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطينـاك الكوثر والصواب أن البسملة آية مستقلة في أول كل سورة ليست منها إلا سورة براءة لما جاء في الحديث القدسي إن الرب قال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين جعل أول الفاتحة الحمد لله رب العالمين وليست من أول السورة وفيه أن النبي أغفى إغفاءه يعني نعس نعسة كان متبسما في فرحه عليه الصلاة والسلام لما يعطى أمته من الخير وفيه إثبات الحوض للنبي ﷺ و ثبوت الحوض ثابت في الأحاديث المتواترة أحاديث الحوض متواترة والأحاديث المتواترة قليلة في السنة تقارب أربعة عشر حديثا والسنة كلها ثابتة في أخبار الآحاد أخبار الأحاديث العزيز والمشهور والغريب ما لم يصل حد التواتر يسمى خبر آحاد وخبر الآحاد على الصحيح إذا اتصل السند و عدلت رواته وتم ضبطهم وليس فيه شذ ولا علة فإنه يفيد العلم على الصحيح ويعمل به في العقائد والأعمال هذا هو الصواب خلافا لأهل البدع الذين يقولون لا نؤمن بالآحاد في العقائد (4:28) رحمه الله باب العمل بأخبار الآحاد و أحاديث الحوض الأحاديث متواترة التي بلغت حد التواتر وكذلك أحاديث الشفاعة متواترة و أحاديث من بنى لله مسجدا الأحاديث متواترة وحديث من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار من الأحاديث المتواترة أيضا وكذلك حديث النهي عن الصلاة بعد العصر وبعد الفجر من سنن الأحاديث المتواترة قليلة ومنها حديث الحوض والحوض في موقف القيامة مأنية عدد نجوم السماء كما في هذا الحديث وغيره وأطيب ريح من المسك و هو أحلى من العسل ترد عليه أمته عليه الصلاة والسلام ولكل نبي حوض كما جاء في الأحاديث الأخرى لكن حوض نبينا أعظمها و أوسعها و أحلاها و أعظمها و أكثرها وارد وفيه أنه يختلج العبد بعض الناس ويرد جاء في الحديث الآخر أنهم ينادون مثلما تنادى الإبل العطاش يطردون فيقول النبي ﷺ يارب أصحابي فيقول إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك في حديث البخاري إنهم لا يزالون مرتدين على أعقابهم على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول سحقا , سحقا لمن غير بعدي فالمتردون ينادون نعوذ بالله مثل الأعراب الذين ارتدوا بعد موت النبي ﷺ قاتلهم الصديق والصحابة منهم ن رجع للإسلام ومنهم من مات على كفره نعوذ بالله فظاهر الحديث أن المرتدين هم الذين يطردون ذكر السفاري رحمه الله أنه يطرد بعض الناس بعض الظلمة بعض المسرفين بعض الذين فعلوا بعض الكبائر لكن ظاهر الحديث الصحيح الذي ينادون هم المرتدون كما في الصحيحين وغيرهما وهم على خطر على خطر من عذاب القبر وعلى خطر من دخول النار نعم وحديث من بنى لله مسجدا من الأحاديث المتواترة والحوض يسمى نهر ويصب فيه ميزابان من نهر الكوثر و الكوثر نهر في الجنة والحوض في الأرض في موقف القيامة وكل منهما يسمى نهرا ولهذا سمي في هذا الحديث نهر
المتن :
 

الشرح :
فيه رفع اليدين في المواضع الثلاثة عند تكبيرة الإحرام وعند الركوع وعند الرفع وعند الرفع منه كما سبق في الأحاديث السابقة وفيه أنه يرفع يديه حيال أذنيه وفي اللفظ في الأحاديث الأخرى أنه يرفعهما إلى حذو منكبيه جاء هذا  وهذا من السنة يرفعهما حيال أذنيه تكون أطرافه حيال أذنيه تكون أطراف أصابعه حيال أذنيه أو طرف أصابعه حيال منكبيه قال بعض العلماء أنه يرفعهما فيكون الكف مقابل منكبيه و أطراف الأصابع مقابل الأذنين و الأرجح الأول أنه نوعان فله أن يرفعهما حيال أذنيه وله أن يرفعها حذو  منكبيه وفيه أنه لا بأس أن يغطي يديه إذا كان يحتاج إلى ذلك ولهذا أدخل يديه غطى يديه إذا احتاج إلى تغطية اليدين في البرد فلا بأس فإذا أراد أن يركع كشفهما ثم رفعهما حذو منكبيه كما في هذا الحديث أدخل يديه ثم أراد أن يكبر رفعهما
المتن :
 

الشرح :
نعم وهذا التشهد يسمى تشهد ابن مسعود  وهو أصح ما ورد في أنواع التشهد والتشهد جاء في أنواع منها تشهد ابن مسعود وفيه كما ذكر المؤلف تشهد ابن عباس وتشهد أبي موسى وكلها أنواع التشهد مثلما جاء أنواع الأذان أنواع التشهد كل هذا من اختلاف التنوع فإذا فعل المصلي وأتى بواحد منها فقد فعل المشروع فالتشهد أنواع منها تشهد ابن مسعود وهذا أصحها لأن ابن مسعود قال علمني الرسول التشهد كفي بكفيه كما يعلمني سورة من القران فهو أصح أنواع التشهدات تشهد ابن مسعود وفيه أن الصحابة كانوا يقولون قبل ذلك السلام على الله السلام على فلان السلام على جبريل وميكائيل فنهاهم النبي قال لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ومنه السلام اسمه السلام سبحانه وتعالى ومنه السلام ويطلب السلام منه فهو يدعى سبحانه وتعالى ولا يدعى له ليس فوقه أحد سبحانه وتعالى حتى يطلب  منه وهو  سالم من النقائص والعيوب ولا يحتاج إلى أحد وإنما يدعى سبحانه ولا يدعى عليه لا تقول السلام على الله ولكن قولوا التحيات لله والصلوات والطيبات التحيات جميع التعظيمات ملكا لله و استحقاقا والصلوات الخمس والطيبات الأعمال الطيبة و الأقوال الطيبة لله ملكا و استحقاقا . السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. بدأ أولا بتعظيم الله   وتمجيده و أنه  له التعظيمات والصلوات ثم السلام على النبي قال السلام عليك أيها النبي يقال في حياته وبعد مماته السلام عليك أيها النبي استحضار أيها من باب الاستحضار ثم يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين بعد السلام على النبي ﷺ يسلم على نفسه وعلى كل عبد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تشمل كل عبد صالح في السماء وفي الأرض وعلى عباد الله الصالحين كل صالح يدخل في هذا في السماء و الأرض من الملائكة وغيرهم مؤمنين بني آدم و صالح بني آدم وصالح الجن و الملائكة كلهم داخلون وعلى عباد الله الصالحين ثم بعد ذلك الشهادة لله بالوحدانية أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الشهادة لله بالوحدانية والشهادة للنبي ﷺ بالرسالة هذا أصح ما ودر في التشهدات.

سيأتي في حديث تشهد ابن عباس التحيات المباركات الصلوات الطيبات تشهد أبي موسى التحيات الطيبات الصلوات لله في تشهد ابن مسعود أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله في تشهد ابن عباس أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا  رسول الله  وكلها من اختلاف التنوع الذي يأتي المصلي بواحد من هذه الأنواع قال ثم يتخير من الدعاء ما شاء".جاء في الحديث أن الدعاء يأتي في التشهد الأخير و أنه يأتي بعد الصلاة على النبي ﷺ ثم يتخير من الدعاء ما شاء".و جاء في الحديث الأخر أنه يستعيذ الله من أربع اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال وعلم النبي ﷺ أبا بكر أن يقول اللهم اغفر لي ما قدمت و ما أخرت في آخر الصلاة قال علمني دعاء أدعو به في صلاتي أو في بيتي قال قل اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت و ما أنت أعلم به مني أنت المقدم و أنت المؤخر لا إله إلا أنت في الحديث الأخر أن يدعو اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل و أعوذ بك من المأثم والمغرم هذه كلها أدعية مشروعة في آخر التشهد وأعوذ بك من عذاب القبر و أن أرد إلى أرذل العمر يتخير من الدعاء ما شاء لكن يبدأ من الأدعية المشروعة يقدمها ويتخير من الدعاء ما شاء من خيري الدنيا و الآخرة ما يكون فيه إثم أو قطيعة رحم أو الناس لهم حاجات يسأل مالا حلالا ويسأل زوجة صالحة يسأل مسكنا طيبا يدعو بأن ينصره على من ظلمه وهكذا الناس لهم حاجات وهكذا من الدعاء يسأله من خيري الدنيا والآخرة يبدأ بالدعاء الوارد
الطالب : أحسن الله إليك هل الدعاء واجب
الشيخ : لا الدعاء مستحب الواجب الصلاة على النبي ﷺ إلا طاووس بن الكسائي اليماني فإنه يرى أن الاستعاذة بالله من أربع واجب والجمهور يقول أنه مستحب  .. فإنه قال لابنه مرة لما صلى هل استعذت بالله من أربع قال لا قال أعد صلاتك
الطالب : التشهد واجب أحسن الله إليك ؟!!
الشيخ : نعم التشهد واجب .. ركن من أركان الصلاة التشهد الأخير أما التشهد الأول واجب
المتن :
 

الشرح :
نعم هذا تشهد ابن عباس التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله تشهد ابن مسعود التحيات لله والصلوات الطيبات فيه أشهد أن لا اله إلا الله و أشهد أن محمد عبده ورسوله في صحيح مسلم تشهد ابن عباس أشهد أن لا اله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله وجاء في غير الصحيحين تشهد أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده ورسوله نوع آخر أيضا التشهد نعم كلها أنواع ثابتة إذا أتى مصلي بنوع منها فهو مشروع ولكن أفضلها هو تشهد ابن مسعود هذا أفضلها و أصحها لأنه أصحها لا يجمع بينها في صلاة واحدة كل صلاة يأتي بنوع لا يجمعها في صلاة واحدة وكذلك أنواع في الصلاة على النبي  و أنواع الاستفتاحات  كلها يأتي بها المسلم كل نوع في صلاة ولا يجمعها في صلاة واحدة نعم .
المتن :
 

الشيخ : القعدة بفتح القاف المرة الواحدة من القعود والمراد التشهد خلاف القِعدة بالكسر هي اسم للهيئة أما القَعدة بفتح القاف هي اسم للمرة الواحدة المراد القَعدة التشهد نعم .
المتن :
 

الشيخ : يعني سكتوا أقرت الصلاة بالبر والزكاة يعني قرنت بهما قالها عن جهل نعم
المتن :
 

الشيخ : رهبت يعني خفت
المتن :
 

الشيخ : تبكعني يعني خفت أن توبخني
المتن :
 

الشيخ : قالها عن جهل ولم يأمره بإعادة الصلاة لأنه جاهل دليل على أن من تكلم ناسيا أو جاهلا فهو معذور ولا يعيد الصلاة كما تكلم معاوية بن حكم السلمي في صحيح مسلم أيضا لم يعلم أن الصلاة نهي عن الكلام فيها لما جاء وسلم عطس رجل وشمته سكته الصحابة يضربون بأفخاذهم ثم علمه النبي ولم يأمره بإعادة الصلاة لأنه جاهل من تكلم ناسيا جاهلا فإنه معذور يقول أقيموا صفوفكم دليل على مشروعية تسوية الصفوف و الأصل في أوامر الوجوب و إن كان عند الجمهور أنه استحباب ولكن الأصل في الأوامر الوجوب نعم ..
المتن :
 

الشيخ : نعم هذا فيه وجوب الجماعة ليؤمكم أحدكم دليل على وجوب الجماعة و أدلته كثيرة نعم
المتن :
 

الشيخ : نعم وهذا فيه مشروعية  قول  آمين بعد قول ولا الضالين و أن هذا من أسباب الإجابة ولهذا قال يجبكم الله في الحديث الآخر من وافق تأمينه تأمين الملائكة وفق له و إذا كبر الإمام فكبروا التعقيب فيه مشروعية تكبير المأموم عقب تكبير الإمام و أنه لا يكبر قبله ولا معه بل بعده إذا كبر فكبروا وفيه أن لو كبر المأموم قبل أن ينتهي الإمام من تكبيرة الفاتحة ولو كان حرف منها لا تنعقد صلاته وهذه مسألة مهمة لأنه قد يطيل بعض الأئمة اللـــــــــــه أكبر ثم يكبر المأموم من بعد أن يكبر فينقطع صوت المأموم قبل أن ينتهي صوت الإمام . الإمام أطال المد والمأموم اختصرها على هذا لا تنعقد صلاته قال إذا كبر فكبروا  لأنه نوى الائتمام بمن لم تنعقد صلاته الإمام ما تنعقد صلاته حتى ينتهي من التكبير والمأموم نوى الائتمام بمن لم تنعقد صلاته فلا تصح قال إذا كبر فكبروا تفيد التعقيب تكبير المأموم تكون مع تكبير الإمام لا قبله ولا معه
المتن :
 

الشيخ :
 فتلك بتلك  يعني تقدم الإمام كونه يركع قبلكم بتلك يعني كما أن الإمام يتقدم و يتأخر المأموم فكذلك الإمام يتقدم في الركن الثاني ويتأخر المأموم فتقدم الإمام في التكبير مقابل تأخر المأموم في الركن الثاني الذي يليه فالإمام يتقدم في التكبير فكبر ثم يتأخر المأموم بعد تكبير الإمام الثاني فالإمام يتقدم في تكبير الركوع ثم يقول سمع الله لمن حمده فيتأخر المأموم حتى ينتهي فينقطع صوته مقابل تقدمه فتأخير المأموم مقابل تقدم  الإمام  تقدم الإمام في أول الركن مقابل تأخر المأموم عنه في آخر الركن حتى ينتهي تكبيرة الانتقال للذي بعده فتلك بتلك
المتن :
 

الشرح
نعم وفيه أن المأموم يقول ربنا لك الحمد إذا سمع الله لمن حمد  ولا يجمع بينهما و إنما يجمع بين التسميع والتحميد الإمام والمنفرد الإمام يقول سمع الله لمن حمد ربنا ولك الحمد و المأموم يقول ربنا لك الحمد ولهذا قال إذا قال سمع الله لمن حمد فقولوا ربنا لك الحمد وفيه الرد على من قال يجمع بينهما للشافعية و اختيار النووي أن المأموم يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد هذا فيه رد عليهم إذا قال سمع الله لمن حمد يقول ربنا لك  الحمد ولم يقول قولوا سمع الله لمن حمده بخلاف التكبير إذا كبر فكبروا الإمام يكبر والمأموم يكبر لكن التسميع الإمام يسمع والمأموم يحمد فالمأموم لا يجمع بين التسميع والتحميد نعم خلافا للشافعية ومن قال أنه يجمع بينهما نعم اللهم ربنا ولك الحمد جاء فيه أربع سنن ربنا ولك الحمد بالواو .. ربنا لك الحمد بحذف الواو .. اللهم ربنا ولك الحمد اللهم والواو .. اللهم ربنا لك الحمد اللهم وحذف الواو كل هذه ثابتة أنواع التحميد
المتن :
 

الشرح :
يعني تقدم الإمام مقابل تأخر المأموم بعده
المتن :
وإذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم
الشرح :
بعده التشهد
المتن :
 

 
الشرح :
هذا التشهد نوع ثالث من التشهد وهو تشهد أبي موسى التحيات الطيبات و الصلوات لله .. تشهد ابن عباس التحيات المباركات والصلوات الطيبات لله .. تشهد ابن مسعود التحيات لله والصلوات الطيبات نعم كلها أنواع ثابتة بأي نوع أتى المصلي فهو مشروع
المتن :