مفتاح أهل الجنة6
فمعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله ، لأن الإله هو المعبود المُطاع فإن الإله هو المألوه الذي يُستحق أن يُعبد وقوله يستحقه وبما اتصف من الصفات التي تستلزم أن يكون هو المخضوع له غاية الخضوع ،و الإله هو المحبوب المعبود الذي تألهه القلوب بحبها و تخضع له و تذل له و تخافه و ترجوه وتنيب إليه في شدائدها و تدعوه في مهماتها و تتوكل عليه في مصارفها و تلجأ إليه و تطمئن لذكره و تسكن إلى حبه ، و ليس ذلك إلا لله وحده و لهذا كانت كلمة لا إله إلا الله أصدق الكلام و كان أهلها أهلَ الله و حِزبَه و المنكرون لها أعداؤه و أهل غضبه و نقمته فإذا صُحِحَت صَحَ بها كل مسألة و حال وخوف وإذا لم يصححها العبد فالمسألة فالفساد لاصق له في علومه وعقائده وهذا هو الكلام عند أهل السنة جميعهم فياسعادة من ابتلي ....... واتبعه ،و لا إله إلا الله هي كلمة الإخلاص المنافية للشرك و كلمة التقوى التي تقيك من الشرك بالله ، و لكن لا تنفع قائلها إلا الله في الآخرة إلا بشروط :
الأول : العلم بمعناها نفياً و إثباتاً .
الثاني : اليقين و هو كمال العلم بها المنافي للشك .
الثالث : الإخلاص المنافي للشرك .
الشرح :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين أما بعد :
قال المؤلف رحمه الله في معنى لا إله إلا الله : أنه لا معبود بحق إلا الله هذا هو المعنى الصحيح لأنَّ الإله هو المعبود أمَّا أنَّ معناها لا خالق إلا الله فهذا تفسير مشركين و تفسير الصوفية ، يفسرونها لا إله "أي لا خالق إلا الله" ، لو كان معناها كما فسروا لكانوا مسلمين لكان أبو جهل موحدا لكان أبو لهب موحدا لأنهم يقولون لا خالق إلا الله .
لا إله إلا الله معناها : لا معبود بحق إلا الله ، لا نافية للجنس من أخوات إنَّ تنصب المبتدأ و ترفع الخبر إلهَ اسمها و الخبر محذوف تقديره بحق إلا الله ، الإله هو المعبود المُطاع كما ذكر المؤلف أنَّ الإله هو المألوف الذي يستحق أن يُعبد ، لماذا يستحق أن يُعبد سبحانه و تعالى :
الأمر الأول : لما اتصف به من الصفات العظيمة كــ "الرحمة ، القدرة ، العلم ، الصفح، الخلق الرزق ، الإماتة ،الإحياء ،الحساب ، و إلى غيرها ..".
الأمر الثاني : كونه سبحانه و تعالى هو المنعم على عباده و المفضل عليه بجميع النعم ، هو سبحانه يستحق أن يُعبد لما له من الصفات العظيمة و لما له من النعم على عباده ، و لهذا قال المؤلف هو المُستحق لما اتصف من الصفات التي تستوجب أن يكون هو المحبوب غاية الحب المبني على غاية الخضوع هذه العبادة ، هي ركنين : غاية الحب و غاية الخضوع و الذل ، الإله هو المحبوب و المعبود الذي تألهه القلوب بحبها و تخضع له و تخافه و ترجوه و تلجأ إليه في شدائدها و تدعوه في مهماتها و تتوكل عليه في مصالحها و تلجأ إليه و تطمئن بذكره و تسكن إلى حبه و هذه كلها لله عز و جل ولهذا كانت هذه كلها أصدق الكلام كما جاء في الحديث " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل لأنها تفيد معنى لا إله إلا الله .
الشطر الثاني : لهذا لما قال لبيد " ألا كل شيء ما خلا الله باطل" قال صدقت ، و الجزء الثاني" وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَةَ زَائِلُ قَالَ : كَذَبْتَ نَعِيمُ الْجَنَّةِ لا يَزُولُ، الشطر الثاني باطل و الشطر الأول صحيح .
و لهذا كان لا إله إلا الله هي أصدق الكلام و كان أهلها أهل الله و المنكرون لها هم أعداء الله و أهل غضبه و نقمته إذا صحت هذه الكلمة صح كل منزل و كل حال و كل يوم ، و إذا لم تصح و فسدت فساد ناجم لعلوم الشخص و روحه و عقله و أعماله كلها لم تصح .
قال المؤلف لا سعادة لمخلوق إذا لم يعلم بحقيقة الإسلام المُتبعة ، و لا إله إلا الله هي كلمة الإخلاص لماذا هي كلمة الإخلاص ؟ لأنها تنافي الشرك ، و كلمة التقوى لماذا كلمة التقوى ؟ لأنها تقي قائلها من الشرك .
لكن لا تنفع قائلها عند الله إذا لم تستوفي الشروط :
الأول : العلم بمعناها المنافي للجهل ، العلم بمعناها نفياً و إثباتاً ، مشتملا على النفي و مشتملا على الإثبات "نفي العبادة عن غير الله و إثباتها إليه" .
الثاني : اليقين ، و هو كمال العلم بها و نفي الشك .
الثالث : الإخلاص و هو منافي للشرك .
الرابع : الصدق المانع من النفاق .
الخامس : المحبة المنافية للبغض .
السادس : الانقياد إلى حقوقها .
السابع : القبول بما فيها .
الثامن : الكفر بما يُعبد من دون الله .
المتن :
فمن يقول لا إله إلا الله و لكن لا يفهم معناها و لا يعمل به فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا أو كمثل العضد بلا ذات أو كمثل اللون بلا طعم و لا رائحة طيبة أو كمثل بندقية أو مدفع بلا سهم و لا رصاص أو كمثل سيارة أو طيارة بلا بنزين لأنَّ الله عز و جل قال : "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ" .
الشرح :
هذا صحيح إذا كان يقول لا إله إلا الله و لا يعلم معناها كمثل الحمار يحمل أسفارا كاليهود ، كمثل العضد بلا ذات مثل الجدار الآن ذات و العضد البوية و البوية بدون جدار لا تنفع أي العضد بدون ذات لا ينفع ، اللون بلا طعم و لا رائحة لا ينفع اللون ، كذلك البندقية و السلام بلا سهم لا ينفع ، سيارة بلا بنزين لا تنفع ، لهذا قال الله تعالى "فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ" ، بدأ بالعمل قبل العمل .
المتن :
فالعلم مقدمٌ على القول و العمل فمدار الأمر على القلب فإن كان القلب متعلقا و مثبوتا بغير الله فذلك القلب خراب معلق ولا يفصل شيء بمجرد الأعمال الصولية والعبادات الأصولية بلا سلامة القلب ، بل لا بد أولاً من سلامة القلب ثم الأعمال الصالحة كما وردت بلا زيادة و لا نقصان .
الشرح :
يقول العلم مقدم على القول و العمل قال : " فاعلم أنَّ لا إله إلا الله ثم قال و استغفر لذنبك بدأ بالعلم ثم العمل ، إذا كان القلب متعلقاً بغير الله و قال لا تنفع ، و لكن إذا سَلِمَ القلب سَلِمَت الأعمال ".
يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ.
المتن :
و اعلم أنه قد تقرر عند الحكماء أن المريض ما دام مريضاً لا ينفعه غذاء أصلا ، ولو كان من ألذ الأطعمة و أحسنها بل لا بد أولاً من إزالة المرض إمَّا بالمسمن و إما بالكي و إما بالقطع و إما بغير ذلك من العلاجات ثم الاجتهاد في تحسين قوته بالأغذية المناسبة ، فكذلك الإنسان إذا كان مبتلى بمرض القلب من شرك و نحوه،
لا تنفعه عبادة و طاعة أصلا, و لهذا أجمعوا على أن التقنية مقدمة على التحلية ، و هذا هو معنى لا إله إلا الله تنفي أولاً
الآلهة الأنفسية والآفاقية ثم تثبت الإله الواحد الصمد الذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفواً أحد .
الشرح :
المؤلف ضرب مثلا حسيا لينتقل الإنسان من المثل الحسي إلى المثل المعنوي اعلم أن المريض ما دام مريضاً لا ينفعه غذاء أصلا ولا يتلذذ به ،فلا بد من علاج المرض فّإذا عُولج المرض و شُفي حينها يتلذذ بالأطعمة ، كذلك القلب المريض بالشرك المجبول على المعاصي لا يتلذذ بالأعمال لا بد أن تعالجه و تصححه في إزالة الشرك و البدع فإذا صلح أصبحت الأعمال صالحة ، لهذا أجمعوا على أنَّ التخلية قبل التحلية ، الإنسان يتخلى من الأمراض و المفسدات ثم يتحلى .
لا إله : تخلية "أي تتخلى من عبادة غير الله لأنه لا إله فيها بطلان و نفي عبادة غير الله".
إلا الله : التحلية بالإيمان و تتجمل بعد إبعاد المفسدات تبعدها و تتنظف منها .
الآلهة الأنفسية : أي في النفس والآفاق, آفاق السموات والأرض ، قد يكون الإنسان يتأله بالأنفس و قد يكون يتأله بشيء في السموات و الأرض "كالشمس و القمر و النجوم و غيرها".
المتن :
الفصل العاشر :
" يا أخي في الله سبحانه الحمد لله قد عرفت معنى لا إله إلا الله فاعرف الآن معنى العبادة معرفة صحيحة لتكون من الموحدين البالغين بحمد الله و فضله ، و العبادة غاية الخضوع فلا يُخضَع إلا الله ، و العبادة هي الطاعة على كمالها فلا يُطاع إلا الله ، و العبادة هي الطاعة مع غاية الخضوع ، و أنَّ لفظ العباد مأخوذ من العبادة فتكثر إضافته إلى الله تعالى ، أمَّا لفظ العبيد مأخوذ من العبودية بمعنى الرِّق فتكثر إضافته إلى غير الله تعالى و لهذا قال العلماء : " إن العبادة لا تكون في اللغة إلا إلى الله تعالى و تدل الأساليب الصحيحة و استعمال العربي الصراح على أن العبادة ظرف من الخضوع بالغ حتى النهاية ناتج عن استشعار القلوب عظمة المعبود و للعبادة صور كثيرة في كل دين من الأديان شُرِعت في تفكير الإنسان بذلك الشعور بالسلطان الإلهي الأعلى الذي هو روح العبادة و سرها " ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " إياك نعبد أي : إياك نوحد و نخاف و نرجوك يا ربنا لا غيرك " .
الشرح :
قال المؤلف : لقد عرفت معنى لا إله إلا الله فاعرف معنى العبادة التي تعبد الله بها ، قال شيخ الإسلام هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال الظاهرة و الباطنية و باختصار العبادة هي الأوامر و النواهي ، فأنت تفعل الأمر سواء كان هذا الأمر إيجابا مثل " وأقيموا الصلاة " ، أو استحبابا مثل الأمر بالسواك ،و النواهي بالتوبة من كونها تحريم في قوله تعالى و لا تقربوا الزنا تنزيه للنبي حتى لا يفعلوا الفواحش و فيه النهي عن الحديث بعد صلاة العشاء ، تحريم مع الخضوع مع غاية المحبة هذه هي العبادة .
من لوازم العبادة الطاعة ، يلزم للعبادة الطاعة "يلزم غاية المحبة و غاية الذُّل الطاعة".
العبادة هي كمال الحب و كمال الخضوع و الذَّل .
لفظ العبادة مأخوذ من العباد يكثر إضافته إلى الله ، لفظ العبيد مأخوذ من العبودية و الرَّق لهذا يكثر إضافته لغير الله ، لهذا يقول العلماء أنَّ العبادة لا تكون إلا لله و في عدة أساليب أنَّ العبادة ظرف من ظروف بالغ حتى النهاية و هو الخضوع لله و استشعار القلوب عظمة المعبود "تعظم الله و تحب الله و تخضع لله و تؤمن بالله ".
وقال للعبادة صور كثيرة في كل دين من الأديان شُرعت لاستشعار الإنسان بعظمة الإله الأعلى ، الشعور بسلطان الإلهية أي تشعر بأن الله تعالى و هو المعبود .
إياك نعبد : إياك نوحد و نخاف و نرجوك يا رب العالمين .
المتن :
العبادة عبارة عمَّا يكون فيه كمال المحبة و الخضوع و الخوف .
الشرح :
هذا هو تعريف العبادة ، في البداية يقول المؤلف العبادة هي الطاعة مع غاية الذل ، الطاعة ثمرة من ثمرات العبادة ، العبادة عبارة تجمع بين كمال الحب و كمال الخضوع .
المتن :
و العبادة الإطاعة و كلُّ من أخذ بقول الغير بلا دليل فقد قلده ، و من أطاع العلماء و الأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم أرباباً ".
الشرح :
العبادة عبارة عمَّا يجمع كمال الحب و كمال الذُّل و الخضوع ، كل ما يؤخذ عن أحد بلا دليل فقد قلده "التقليد : الأخذ بقول الغير بلا دليل" ، أمَّا طاعة العلماء و الأمراء في تحليل الحرام و تحريم الحلال هذه هي العبادة الطاعة "الطاعة في التحليل و التحريم"، أمَّا أخذ القول بغير دليل فهذا تقليد ، أمَّا من أطاع شخصاً في تحليل الحرام و تحريم الحلال غير الرسول فقد عبد غير الله .
المتن :
و قد روى الإمام أبو داوود و الترمذي و غيرهما عن أبي بن حاتم رضي الله عنهما أنه سمع النبي ﷺ يقرأ اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أرباباً من دون الله فقلت إنهم ما كانوا يعبدونهم قال: أليس يحرمون ما حلل الله فتُحرِّمونه ، و يحللون ما حرم الله فتحلونه فقال : تلك عبادتكم إياهم.
الشرح :
سمى الطاعة في التحليل و التحريم عبادة, أما الطاعة في كونه يُطيعه في أمر مشروع و لا يمتثل له هذه معصية ، لكن كونه يطيعه في التحليل و التحريم و يقول هذا حلال فيعتقد حٍلَّه و يقول عن الحلال هذا حرام فيعتقد حرمته ، هذا ضد الإسلام ،
و لكن كونه يطيعه مثلما يطيع بعض الرؤساء و غيرهم يأمره بالمعصية ويطيعه يكون هذا لا يكون عبادة بل معصية كلهم عُصاة لكن إذا طاعه في التحليل و التحريم و قال هذا حلال و اعتقد حِلَّه و قال هذا حرام فاعتقد حرمته هذا هو المعني .
المتن :
و قال الله تعالى في وصف عباده المؤمنين : إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ، الرغبة و الرهبة و الخشوع و غيرها من أنواع العبادة كالمحبة و الدعاء و التوكل و نحو ذلك مختص بالله تعالى لا يُصرف منه شيءٌ لغيره تعالى كائناً من كائن ، و اعلم أنَّ مدلول لا إله إلا الله التزام بعبادة الله وحده لا شريك له ، و الكفر بما يعبد من دون الله و هذا هو أصل دين الإسلام و قاعدته و لهذا كانت هذه الكلمة كلمة الإسلام و مفتاح دار السلام و الفارقة بين المؤمنين و الكافرين من الأنام و هذا هو قوله تعالى إياك نعبد و إياك نستعين و قوله : أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، و قوله : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.
الشرح :
كذلك روى المؤلف : الرهبة و الرغبة و الخشوع من أنواع العبادة كذلك الدعاء و التوكل و الإغاثة و الركوع و السجود و غيرها هذه أنواع العبادة هي خاصة بالله تعالى لا تصرف منها شيء إلا لله ، كما قال الله تعالى إياك نعبد و إياك نستعين، و قوله : أمر ألا تعبدوا إلا إياه ، و قوله : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء.
المتن :
لكن قد تفنن الشيطان في التحيل و المكر و المكيدة حتى أثقلت شرك و عبادة الصالحين على كثير ممن ينتسب إلى الإسلام في قالب محبة الصالحين و التشفع بهم و أن لهم جاهاً و منزلةً يشفعون بها ، و قد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه قال : الدعاء مخ العبادة ، فلا يُدعى غير الله فيما لا يقدر عليه.
فتوحيد العبادة أن تخص جميع أنواع العبادة لله تعالى وحده و من أنواعها : الاستعانة و الاستغاثة و الثبات في الشدائد و الرجاء و النذر و النحر فلا يكون شيءٌ منها إلا لله وحده ، فمن يفعل شيئاً من ذلك لمخلوق من حي أو ميت أو جماد فقد أشرك بالعبادة وصار من يُفعل له هذه الأمور إلهاً لعابدين سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياً أو شجراً أو حجراً ، و صرف هذه العبادة أو بأي نوع منها عابداً بذلك المخلوق و إن أقرَّ بالله و عبده فإن إقرار المشركين بالله و تقربهم إليه لم يخرجهم عن الشرك بل لا بد من الكفر بالطواغيت وكل ما يعبد من دون الله, و قد قال الله : فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.
الشرح :
يقول المؤلف: من تحيُّل الشيطان أنه أدخل الشرك و عبادة الصالحين على كثير من الناس من باب محبة الصالحين و التشفع بهم و أن لهم منزلاً و جاهاً ، الشيطان يقول لبعض الصالحين إن تنذر له أو تذبح له ليس عبادة بل محبة لهم وتشفع بهم هذا جاه هذه منزلة يشفعون لمن دعاهم ، الشيطان زيَّن لهم الشرك و تعظيم الصالحين .
من قال الدعاء مخ العبادة الأصح منه الدعاء هو العبادة فلا يُدعَ غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، توحيد العبادة أن تخص جميع أنواع العبادة لله تعالى "الاستغاثة و الاستعانة و الرجاء و النجاة و النذر و النحر و هذه سبق تكراراها" فلا يصرف شيء منها لغير الله و من يفعل منها شيء للمخلوق من حي أو ميت أو جماد فهو مشرك "إذا دعا غير الله ، أو استعان أو استغاث أو التجأ فيما لا يقدر عليه إلا الله ، كما أنه من يُفعل له هذه الأمور يسيء له سواء كان نبياً أو ملكاً أو ولياً أو شجراً أو حجراً فمن فعل ذلك كان عابداً لغير الله حتى لو كان يقر بالله و يؤمن به و يعظم الله لكن لا بد أن يخلص العبادة لله وحده كما قال الله تعالى : فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا .
المتن :
اعلم أن كثيراً من الناس يسمون أنفسهم موحدين و هم يفعلون مثلما يفعل جميع المشركين من دعاء الأموات و الاستغاثة بهم و النذر لهم و لكنهم لا يسمون أعمالهم هذه عبادة و يفسدون في اللغة كما يفسدون في الدين و قد يسمونها توسلاً أو شفاعة و لا يسمونها أنهم يدعون من دون الله أو مع الله شركاء و لكنهم لا يأبوا أن يسمونهم أولياء و شفعاء و إنما الحساب و الجزاء على الحقائق لا على الأسماء و لو لم يكن منهم إلا دعاء غير الله و نداؤهم لقضاء حاجات و تفريج كربات فهذا إغاثة له و شركاً بالله و قال النبي ﷺ : الدعاء هو العبادة، رواه أبو داوود و الترمذي و هذا يفيد حصر العبادة الحقيقية بالدعاء و من تأمل تأويل الكتاب العزيز عن العبادة بالدعاء من الآيات الواردة في ذلك يعلم كما يعلم من اختبر أحوال الفشل في عباداتهم ، أن الدعاء هو العبادة الحقيقية الفطرية التي يثيرها الاعتقاد الراسخ في أعماق النفس و لا سيما عند الشدة و أما ما عدا الدعاء من العبادات في جميع الأديان فكله أو جُلُّه تعليميٌّ تكليفي يُفعل بالتكلف و القدوة و قد يكون في الغالب خالياً عن الشعور الذي به يقول : القول أو العمل عبادة ، و هو الشعور بالسلطة الغيبية التي هي وراء الأسباب الإلهية أما ترى إلى حافظ أدعية راتبة يحرك بها لسانه و قلبُه مشغول بشيء آخر ، و إنما العبادة و جد العبادة بالدعاء الذي يفيض على اللسان من سويداء القلب و قرارة النفس و هذا الدعاء الخالص الذي يخشاه جلال الإخلاص .
الشرح :
كثير من الناس يسمون أنفسهم موحدين و هم يفعلون أفعال المشركين "يدعون الأموات ..." لكن لا يسمون أعمالهم عبادة فإن هذا فساد في اللغة أي فساد في الدين "فساد الدين حيث أنهم مشركين ، و فساد اللغة حيث أنهم يسمون شركهم توحيداً أو توسلاً أو شفاعة و لا يسمون من يدعونهم من دون الله شركاء" و العبرة يقول المؤلف في الحقائق و ليست في الأسماء فلذا لو سمى شخصاً الخمر شراب الروح ، كذلك بعض الناس يسمي الربا عموداً أو ربح مرتب أو فائدة ، لذلك الإنسان الذي يعبد غير الله و يسميها تشفع و هذا شرك .
في قول النبي ﷺ الدعاء هو العبادة حصر يدل على أن العبادة تكون بالدعاء .
المؤلف يقول من تأمل حقيقة الحساب أن عبادة الدعاء في أكثر الآيات يعلم أن الدعاء هو العبادة الحقيقية الفطرية التي تنشأ عن القلب و يثبتها الاعتقاد الراسخ من علامات النفس بخلاف الأنواع الأخرى مثل "الاستعانة و ما أشبه ذلك من النذر و غير ذلك", بخلاف الدعاء الذي يكون نابع عن القلب و لهذا يقول حافظ الأدعية الراتبة يحرك لسانه و قلبه مشغول بآخر بصره في شتات هنا و هنا و قلبه مشغول لأنها صارت أمرٌ عادي بخلاف الداعي في الغالب يكون عنده شعور و إحساس.
المتن :
الفصل الحادي عشر :
فإذا نظرت ما ذكرنا اعلم أنَّ المشركين الذين دعاهم النبي ﷺ إلى الإيمان كانوا مقرين بتوحيد الربوبية كما بيَّن الله تعالى في كتابه و لم يدخلهم ذلك التوحيد في الإسلام ، بل قاتلهم رسول الله ﷺ إلى أن يقروا بتوحيد الألوهية و هو معنى -لا إله إلا الله- و المراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها و الكفار الجُهَّال كانوا يعلمون أنَّ مراد النبي ﷺ هو إفراد الله بالعبادة و التبرؤ مما يعبد من دون الله و الكفر به ، فإنه لما قال لهم قولوا -لا إله إلا الله- قالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عُجاب .
الشرح :
لتعلم أن المشركين الذين دعاهم النبي للإيمان كانوا مقرين بتوحيد الربوبية الدليل : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ، و من بيده ملكوت كل شيء و هو .... و لا يُجار عليه ليقولن الله ، و من يرزقكم من السماء و الأرض و من يخلق السمع و الأبصار سيقولن الله ، إذاً كانوا مقرين بتوحيد الربوبية لكن هل دخلوا بالإسلام ؟ لا لم يدخلوا به ، لأن الرسول دعاهم للدخول بالإسلام و هو الإقرار بتوحيد الإلوهية و هو معنى لا إله إلا الله .
قال المؤلف المراد بهذه الكلمة معناها مشتملة على النفي و الإثبات نفي العبادة لغير الله و إثبات العبادة لله وحده .
قال الكفار الجُهَّال كانوا يعلمون أن مراد النبي ﷺ هو إفراد الله بالعبادة و البراءة من كل ما يعبد من دون الله لأن النبي ﷺ عندما قال لهم : " قولوا لا إله إلا الله " ماذا قالوا ؟ " قالوا أنجعل الآلهة إلها واحدا إنَّ هذا لشيء عُجاب .
ثبت عن النبي ﷺ أن كفار قريش :" هل أدلكم على كلمة إذا قلتموها ملكتم بها العرب و ذلت لكم العجم كلمة واحدة قال أبو جهل ما هي قال النبي : قولوا -لا إله إلا الله - فرفض أبو جهل و نكس على عقبيه و هو ينفض يديه و يقول أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ،" لأنه يعرف المعنى .
بعض الناس الآن لا يعرف معنى لا إله إلا الله ، و يطوف بالبيت و يقول يا رسول الله يا رسول الله يا علي "قول يا رسول الله و دعاؤه شرك و هو يقول لا إله إلا الله لكنه لا يعلم معناها جاهل" .
المتن :
و قد علمت أن الكفار الجُهَّال يعلمون ذلك ، فالعجب ممن يدعي الإسلام و هو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني ،و الحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله و لا يدبر الأمر إلا الله فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله .
الشرح :
هذا من كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، جهال الكفار يعلمون معنى لا إله إلا الله و العجب ممن يدعي الإسلام و هو لا يعرف تفسير الكلمة مما عرفه الجهال الكفار ، الحاذق منهم - اللبيب- يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله ، في رجل مسلم لا يعلم معنى لا إله إلا الله و الجهال الكفار يعلمون معناها ؟؟
المتن :
وفي الحاشية: و في هذا نظر بيِّن أن التلفظ بـ(لا إله إلا الله ) ، و هي مفيد بيقين لقارئها كما في حديث صاحب البطاقة المشهور و غيره .
الشرح :
هذا التعليق ليس له معنى ! كلام الشيخ شيء و كلامه شيء آخر .
المتن :
و قد ذكر الله تعالى في كتابه أن المشركين يقرون بالربوبية و أنهم كفار متعلقين بالملائكة و الأنبياء و الأولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا إلى الله و هذا أمر محكم بيِّن لا يقدر أحد أن يغير معناه و قد قال الله تعالى : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ.
أمر الله نبيه أن يدعو أهل الكتاب إلى معنى لا إله إلا الله الذي دعا العرب و غيرهم إليه و الكلمة هي كلمة -لا إله إلا الله- و فسرها بقوله ألا نعبد إلا الله و قوله -ألا نعبد فيه معنى لا إله ، و هي نفي العبادة عما سوى الله تعالى - ، - وإلا الله هو المستثنى في كلمة التقوى و الإخلاص - .
الشرح :
يقول المؤلف رحمه الله أن المشركين يقرون بالربوبية كما سبق في الآيات ، و أن الله كفرهم لأنهم متعلقين بالملائكة و الأنبياء و الأولياء مع قولهم هؤلاء شفعاؤنا عند الله و هذا شرك ، يقول المؤلف هذا أمر محكم بيِّن لا يقدر أحد أن يغير معناه ،قال الله تعالى في كتابه : قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ - النصر صار بينهم- بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ هذه الآية خاصة لمشركي التوحيد .
أمر الله تعالى نبيه أن يدعو أهل الكتاب إلى معنى لا إله إلا الله ، في أي آية ؟ في آية التوحيد و هي " تعالوا " هذا أمر من الله لنبيه ليدعو أهل الكتاب إلى لا إله إلا الله كما دعا العرب و غيرهم من الناس .
و الكلمة هي كلمة -لا إله إلا الله- و فسرها بقوله ألا نعبد إلا الله و قوله -ألا نعبد فيه معنى لا إله ، و هي نفي العبادة عما سوى الله تعالى - ، - إلا الله هو المستثنى في كلمة التقوى و الإخلاص - و هي مشتملة على النفي و الإثبات .
المتن :
و مثل هذه الآية كثير يبين أن الإلهية هي العبادة و أنه لا نصرف منها شيءٌ لغير الله : وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ هذا توحيد العبادة : و هو دعوة الرسل أجمعهم إذ قالوا لقومهم أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره فلا بد من نفي الشرك في العبادة رأساً و البراءة منه و ممن فعله و إذ قال إبراهيم لأبيه و قومه : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي .و قوله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ .
فأصل دين الإسلام إنما هو عبادة الله وحده لا شريك له و التحقيق على ذلك ، فمن قال لا إله إلا الله و مع ذلك يفعل الشرك الأكبر "كدعاء الموتى و الغائبين و سؤالهم قضاء الحاجات و تفريج الكربات و التقرب إليهم بالنذر و الذبائح" فهذا مشرك شاء أم أبى لأن تحقيق الحق أن المعنى الكلي الجامع لكل ما ذكر في تاريخ العبادة أن العبادة هي : كل عمل من أعمال القلب و اللسان و الجوارح يعده صاحبه كربةً لمن له سلطان غيبي غير مقيد بأسباب مسخرة للناس ، فلا يستطيع أن ينفع أو يضر من غير طريق الأسباب أو التي ينفع أو يضر بها بعض الناس بعضاً .
الشرح :
يقول المؤلف رحمه الله أن هذا الآيات كلها كثير ، أن الإلهية هي العبادة و أنها لا تصرف لغير الله و هذا هو توحيد العبادة و هي دعوة الرسل من أولهم لآخرهم، قال تعالى عن نوح : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، و قوله : إِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ، و قوله : وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ، و قوله : وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ.
فلا بد من نفي الشرك في العبادة و البراءة منه و ممن فعله كما قال الله تعالى : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ -هذا نفي الشرك و هو معنى لا إله - إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي- إلا الله هو الإثبات ".
و قوله : قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ البراءة من عبادة غير الله و البراءة من المشركين و تكفيرهم حتى تؤمنوا بالله ، أصل دين الإسلام هو عبادة الله وحده ، فمن قال لا إله إلا الله و مع ذلك يفعل الشرك "كدعاء الموتى و الغائبين و سؤالهم قضاء الحاجات و تفريج الكربات و التقرب إليهم بالنذر و الذبائح" فهذا مشرك شاء أم أبى و لو لم يسميه شرك و قال إنَّ هذا عبادة و هو من محبة الصالحين و تشفع هو شرك ، لأن الألفاظ لا تُغير من الحقائق شيئاً ،قال لأن تحقيق الحق أن المعنى الكلي الجامع لكل ما ذكر في تاريخ العبادة أن العبادة هي : كل عمل من أعمال القلب و اللسان و الجوارح يعده صاحبه قربةً لمن له سلطان غيبي غير مقيد بأسباب مسخرة للناس ، لأن الله تعالى ينفع و يضر بدون الأسباب أما المخلوق ما ينفع و لا يضر إلا بالأسباب .
المتن :
و الإله المعبود هو صاحب هذا السلطان الغيبي سواء له من ذات لين ذاته و هو رب العالمين كلهم و هو المعبود بحق أو كان له بما يعتقد بقربه من الرب تعالى و تأثيره بإرادته بحيث يفعل الرب لأجله أو يقدمه من البر و هذا هو المعبود الباطل لأن الرب لا يُشرك في فعله و لا في حبه أحداً .
قيل للحسن البصري رحمه الله تعالى : " إن الناس يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة قال : من قال لا إله إلا الله فأدَّى حقها و فرائضها و غالبهم يقول لا إله إلا الله إنما يقولها تقليداً و لو تخالط بشاشة الإيمان قلبه فلا يعرف ما تنفيه و ما تثبته و من لا يعرف ذلك يُخشى عليه أن يُصرف عنها عند الموت و في القبور ، أمثال هؤلاء يقولون كما في صحيح : سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ..الحديث.
الشرح :
الإله هو المعبود و هذا بلا شك ، و الله تعالى هو صاحب السلطان الغيبي ، الله تعالى و وحده من يعلم بالغيب ، و هو رب العالمين لا معبود بحق سواه ، و كل ما يعتقد قربته من الرب تعالى.
قيل للحسن البصري رحمه الله تعالى : " إن الناس يقولون من قال لا إله إلا الله دخل الجنة قال : من قال لا إله إلا الله فأدَّى حقها و فرائضها دخل الجنة ، و غالبهم يقول لا إله إلا الله إنما يقولها تقليداً و لو تخالط بشاشة الإيمان قلبه فلا يعرف ما تنفيه و ما تثبته و من لا يعرف ذلك يُخشى عليه أن يُصرف عنها عند الموت و في القبور عندما يسأله الملكان من ربك ما دينك من نبيك ؟ .
المتن :
قال الحافظ زين الدين عبد الرحمن بن رجب : " و من تحقق معنى لا إله إلا الله في قلبه فعلامته ألا يؤله القلب غير الله حباً و رجاء و خوفاً و توكلاً و استعانةً و خضوعاً و إنابةً و تحققه بأن محمدا رسول الله ﷺ ألا يعبد الله بغير ما شرعه على لسان محمد ﷺ ، و قد جاء هذا المعنى مرفوعاً إلى النبي ﷺ أنه قال : من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة قِيلَ : وَمَا إِخْلَاصُهَا ؟ قَالَ : أَنْ تَحْجُزَهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ و لهذا قدر مدى إثبات الإله عن الهوى المُتَّبع ، قال الله تعالى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ و لهذا قد أطلق الشرك على كثير من الذنوب التي منشؤها من اتباع هوى النفس أو طاعة غير الله أو نحو ذلك .
فقد ورد : تَعِسَ عبد الدينار تَعِسَ عبد الدرهم ، فصار الدينار و الدرهم معبوده و إلهه .
و الذين حققوا قول لا إله إلا الله هؤلاء هم عباد الرحمن الذين قال الله فيهم : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ، اللهم اجعلنا منهم بفضلك و مَنَّك .
اعلم أن المشركين إنما نقصهم تعظيم الله تعالى و إنه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه إلا بالوسائط و الشفعاء كحال الملوك فالمشرك لم يقصد الاستهانة بمقام الرب جل جلاله و إنما قصدهم التعظيم بحسب زعمه .
وقال : " إنما أعبد هذه الوسائط لتقربني إليك فتدخلني عليك و هو المقصود " ، و هذه وسائل و شفعاء .
الشرح :
المؤلف رحمه الله ذكر عن بعض من وجدوا أن الله هو المُحقق ،قال من يحقق إيمان الله في قلبه له علامة ألا يؤله القلب غير الله حباً و جاهاً وخوفاً و أداءً و توكلاً و استعانةً و خضوعاً .
و كذلك تحقق محمد رسول فهو لا يعبد الله إلا بشيء شرعه الرسول ﷺ ، قال الحافظ : و قد جاء هذا المعنى " من قال لا إله إلا الله مخلصاً دخل الجنة قِيلَ : وَمَا إِخْلَاصُهَا ؟ قَالَ : " أَنْ تَحْجُزَهُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ "، قال المؤلف هذا من جهة العموم أن لا ينتهك ما حرم الله و هو قدر مدى إثبات الإله على الهوى المُتَّبع ، و قال أُطلق الشرك على كثير من الذنوب التي منشؤها من اتباع هوى النفس أو طاعة غير الله لهذا قال : تَعِسَ عبد الدينار -سماه عابد الدينار و هو المشرك- ، تَعِسَ عبد الدرهم ، فصار الدينار و الدرهم معبوده و إلهه.
و الذين حققوا قول لا إله إلا الله هؤلاء هم عباد الرحمن الذين قال الله فيهم : إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ, اللهم اجعلنا منهم بفضلك و مَنَّك "
قال المؤلف اعلم أن المشركين إنما نقصهم تعظيم الله تعالى و إنه لعظمته لا ينبغي الدخول عليه إلا بالوسائط و الشفعاء هذا اعتقاد باطل اعتقاد فاسد ، كحال الملك و الرئيس لا تدخل عليه إلا بواسطة كذلك الرب و هذا غلط .لم يقصد الاستهانة بمقام الرب جل جلاله و إنما قصدهم التعظيم بحسب زعمه .
وقال : " إنما أعبد هذه الوسائط لتقربني إليك فتدخلني عليه و هو المقصود " ، و هذه وسائل و شفعاء .
المتن :
الفصل الثاني عشر :
قال : "ثم إنّ الشرك شركان: شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله. وشرك في عبادته ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنه سبحانه لا شريك له في ذاته، و صفاته، و أفعاله " و هذا ما يصدر غالباً ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله و هو الشرك الذي قال فيه النبي ﷺ : الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه.
الشرح :
الشرك شركان- نوعان - : شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته "كأن يعتقد بأن لله صاحبة أو أن هناك مدبر أو هناك خالق أو رازق أو يعتقد أن لله مثيلاً في أسمائه و صفاته يجهل أسماء الله و يجهل صفاته هذا شرك يتعلق بذات المعبود".
النوع الثاني : يتعلق بمعاملته "المعاملة : الصلاة ، الصيام ، الحج و غير ذلك من أنواع العبادة ، الدعاء ، الذبح ، النذر".
و هذا ما يصدر غالباً ممن يعتقد أنه لا إله إلا الله و هو مبتلى الناس و هو الشرك الذي قال فيه النبي ﷺ : الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل،قال : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه هذه كفارة لما يقع من الإنسان و هو لا يشعر يدعو بهذا الدعاء .
المتن :
قال الشيخ أحمد السر ميدي في المكتوب الثالث من المثلث الثالث في مكتوباته : " لا إله إلا الله ، لا أحد يستحق الألوهية و المعبودية إلا الله الذي لا نظير له ، فإنه المستحقٌ للعبادة التي هي عبارة عن التذلل و الخضوع و الانكسار ، إنما عنده جميع الكمالات و سُلِبَ عنه جميع النقائص ، يحتاج إليه جميع العالم و الأشياء بالوجود و هو ليس محتاج لشيء من الأمر أصلا و هو الضار النافع ، لا شيء يقدر إيصال ضرر أو نفع إلى أحد إلا بإذنه أو إشراك أحد بعبادته جل و علَّا بمجرد التوهم بها يذوق الإذلال و الخسران فينبغي أن ينفي بتكرار لا إله إلا الله شريك وجوب الوجود وشريك استحقاق العبادة بل الأهم الثاني دفن شريك استحقاق العبادة المخصوص ، بدعوة الرسل عليهم الصلاة و التسليمات ، فإن المخالفين ينفون أيضا شريك وجوب الوجود بدلائل عقلية ، ولكنهم غافلون عن معاملة استحقاق العبادة لايتحاشون عن عبادة الغير
الشرح :
قال المؤلف رحمه الله قال : " لا إله إلا الله معناها " أي لا أحد يستحق الألوهية والعبودية غير الله ، و الله الذي لا نظير له ، لأنه مستحق العبادةِ التي هي عبارة عن كمال الذل و الخضوع و الانكسار ،من الذي يستحق العبادة ؟ من له غاية الكمال و الذي سُلبَ عنه جميع النقائص و الذي يحتاج إليه العالم و الله تعالى له جميع الكمالات ، و العوالم كلها محتاجة إليه و الأشياء في الوجود و العالم كلها محتاجة إليه في الوجود و توابع الوجود لأنه هو من أوجدها و توابعها من الإحياء و الإماتة ،و ليس بمحتاج إلى أي منها أصلا ،لأنه ضار نافع لا شيء يحدث إلا بإذنه و إشراك أحد في عبادته جلَّ و علا بمجرد التوهم هذا هو الإذلال و الخسران ، قال فينبغي أن ينفي بتكرار شريك وجوب الوجود وشريك استحقاق العبادة ، يعني: الشرك شركان : إذا قلت لا إله إلا الله تنفي شريك وجوب الوجود يعني الشريك لله في ذاته أو أسمائه أو صفاته أو أفعاله ، شريك استحقاق العبادة : تنفي الشريك في العبادة و الإلوهية "الدعاء ،الذبح ، النذر ، الصلاة، الصيام" وقال بل الأهم الثاني ، فإن المخالفين ينفون أيضاً شريك وجوب الوجود ، يعني بعض الناس ينفي الشرك عن الله وعن أسماء الله و صفاته بالعقل لكنهم غافلون عن معاملة شريك العبادة فيقعون في شرك العبادة ، و إن كانوا سلموا أو تبرؤوا من شرك ذات المعبود لكنهم وقعوا في شرك العبادة، فلابد من التخلص من نفي العبادة عن غير الله .
المتن :
و هو المقصود من بعثة الرُسُل صلوات الله و سلامه عليهم و قد قالوا : " إن كل ما هو مقصودك و معبودك فمعنى لا إله إلا الله لا مقصود إلا الله كما أنه لا معبود بحق إلا الله و لا رب إلا الله ".
الشرح :
هذا هو المقصود ببعثة الرسل ، أن كل ما هو مقصودك معبودك فمعنى لا إله إلا الله لا مقصود إلا الله كما أنه لا معبود بحق إلا الله و لا رب إلا الله فلا بد أن يتحقق توحيد الربوبية و توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات .
المتن :
الحمد لله رب العالمين و صلى الله وسلم وبارك على عبد الله و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين :
قال الشيخ محمد سلطان رحمه الله تعالى : وفي المصفوف السابع عشر من المجلد الثالث أيضاً :" إنّ الله هو الخالق الرب المُلهِم فيجب على العبد الشكر والعبادة والدعاء منحصرا في انتهاك أحكام الشريعة قلباً و قالباً و اعتقاداً و عملاً وكل تعظيم وعبادة له يؤدى ما وراء الشريعة لا يكون مخالفا للنفس بل كثيرا ما يكون مفسدة للأضداد والحسنة المتوهمة تكون سيئة في الحقيقة وأداء شكره تعالى متعذر الوجود في الفعل بها.
و الشريعة لها جُزءان اعتقادي و عملي فالاعتقادي : أصول الدين و العملي : فروعه ، و فاقد الاعتقاد ليس من أهل النجاة ، و فاقد العمل أمره مفوض إلى مشيئة الله ، و شرط صحة الإيمان عدم إشراك شيءٍ بالله تعالى لا في وجوب الوجود و لا في استحقاق العبادة و لم يكن عمله مبرئً عن سائر الرياء و السمعة و مظنة طلب الأجر من غير الله تعالى و لو بالقول و الذكر الجميل و ليس هو بخارج عن دائرة الشرك و لا هو موحدٍ مخلص ، و لتعظيم مراسم الشرك و الكفر كلها هدف راسخ في الشرك و المصدق للدين من أهل الشرك و المتشبط بمجموع أحكام الإسلام و الكفر مشرك و التبرؤ من الكفر شرط الإسلام و الاجتناب عن شائبة الشرك توكيد ، و الاستمداد من الأصنام و الطواغيت و الأرواح و الأموات في دفع الأمراض والأسقام كما هو الشائع بين جهالة أهل الإسلام عين الشرك و الضلالة فيكفرون من حيث لا يشعرون ، و نذر الحيوان للمشايخ و ذبحه عند قبورهم داخل في الشرك ، و لا يجوز إشراك أحد به تعالى في عبادته و طلب الحاجات من غير الله عين الضلالة و تسوير للشيطان الرجيم الخ ..
الشرح :
هذا كلام جيد كلام عظيم يقول : " إن الله هو الخالق الرب المُلهٍم فيجب على العبد الشكر و العبادة " ، الشكر يكون بالعبادة و لكن يجب كون الشكر هو الدعاء منحصراً في إتيان أحكام الشريعة قلباً و قالباً و اعتقاداً و عملاً .
الشكر بماذا يكون ؟ الله تعالى هو الخالق الرازق الرب الملهم يجب على العبد الشكر يشكره بالعبادة ، و الشكر و الدعاء ينبغي أن يكون منحصرا في إتيان أحكام الشريعة قلباً و قالباً و اعتقاداً و عملاً .و ما خرج عن الشريعة بما يقال الصوفية من المعتقدات هذا بعض ، الشكر و العبادة تكون منحصرة في إتيان أحكام الشريعة قلباً و قالباً و اعتقاداً و عملاً -باطناً و ظاهراً- .
كل تعظيم و عبادة له تؤدى بما خالف الشريعة فهو باطل ، كل تعظيم و عبادة له تؤدى بما خالف الشريعة تكون شرك .
بعض الناس يظن حسنة بتعبد بخلاف الشريعة يظنها حسنة و هي سيئة ، فأداء الشكر لله تعالى متعذر دون إتيان بها ، شكر الله يكون بأي شيء ؟ بالعمل و الشريعة- أعمال وردت ، و الشريعة اعتقادي و عملي تعتقد اعتقاد صحيح الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ، و العمل : أداء الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و ترك المحرمات - الاعتقادي أصول الدين و العملي فروعه .
قال المؤلف : " و فاقد الاعتقاد ليس من أهل النجاة " ، من فقد الاعتقاد يكون هالك و ليس من أهل النجاة ، و فاقد العملي أمره مفوض إلى مشيئة الله لكن نقول : إذا كان لا يعمل أبداً هذا كفر لأن الإيمان لا يتحقق إلا بشيء - تصديق بالقلب يتحقق في العمل ، و عمل بالجوارح يصحح تصديق القلب - العمل كالصلاة و الصيام لا بد له من إيمان و تصديق صحيح بالقلب و إلا أصبحت كأعمال المنافقين ، المنافقون يصومون و يصلون و يتصدقون لكن ليس عندهم تصديق فبطل عملهم ، و إبليس مصدقٌ لكن ليس عنده عمل يتحقق به ، و لا بد من الأمرين فلا صدَّق و لا صلى و لكن كذب و تولى .
فلا صدَّق : هذا الاعتقاد ، و لا صلَّى : هذا العمل ، كذب : هذا اعتقاد ، تولى : عمل .
الشخص الذي يقول أنه يقر بلسانه و بقلبه لكن لا يعمل أي عمل ، العمل لا بد منه لا يتحقق الإيمان إلا بالعمل و قد يكون الإنسان مستكبر ، فرعون كفره بالاستكبار ، و إبليس بالاستكبار أيضاً .
إذاً لا بد من العمل حتى يخلص الإنسان من الاستكبار ، و لا بد من التصديق حتى لا يقع في التحريف .
أمران لا يصح الإيمان إلا به : تصديق بالقلب حتى لا يقع في التحريف و عمل بالجوارح حتى لا يقع الإنسان بالاستكبار .
فإذا لم يصدق صار كافراً بالتحريف و إذا لم يعمل صار كافراً بالاستكبار .
يقول المؤلف هنا : " و فاقد العملي أمره مفوض إلى مشيئة الله عز و جل " يعني جنس العمل لا بد منه ، لا بد من العمل الذي يصح به الإيمان ، و من لم يجعل ذلك أمره مفوضا إلى الله .
قال المؤلف : " شرط صحة الإيمان عدم إشراك شيءٍ بالله تعالى لا في وجوب الوجود - وجود الله تعالى و أسمائه و صفاته - و لا في استحقاق العبادة - سبق لنا أن الشرك شركان شرك بذات المعبود و شرك بالعبادة -و لم يكن عمله مبرئً عن سائر الرياء و السمعة و مظنة طلب الأجر من غير الله تعالى و لو بالقول و الذكر الجميل و ليس هو بخارج عن دائرة الشرك -هذا يرائي أو يُسَمِّع أو يطلب الذكر أو القول الحسن هذا مشرك - في الحديث القدسي يقول الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه، ليس هو بخارج عن دائرة الشرك و لا هو موحدٍ مخلص ، و لتعظيم مراسم الشرك و الكفر كلها هدف راسخ في الشرك و المصدق للدين من أهل الشرك و المتشبط بمجموع أحكام الإسلام و الكفر مشرك .
قال المؤلف : " و التبرؤ من الكفر شرط الإسلام " التبرؤ هذا شرط لا بد من البراءة ، لأن البراءة هي الكفر الذي تنفيه كلمة الشهادة " لا إله الله إلا الله " تنفي الإلهية عن غير الله ، هذا هو البراءة من الكفر و شرط الإسلام ، و الاجتناب عن شائبة الشرك توكيد ،و الاستمداد من الأصنام و الطواغيت و الأرواح و الأموات في دفع الأمراض كما هو الشائع بين جهالة أهل الإسلام عين الشرك و الضلالة فيكفرون من حيث لا يشعرون ، و نذر الحيوان للمشايخ و ذبحه عند قبورهم داخل في الشرك - الذي ينذر أن يذبح خروف على روح فلان أو على روح النبي أو الدسوقي أو غيرهم هذا شرك - و لا يجوز إشراك أحد به تعالى في عبادته و طلب الحاجات من غير الله عين الضلالة و تسوير للشيطان الرجيم .
المتن :
قال المعصومي : " نِعمَ ما قال في هذه المقالة و قد أتاه بالحق الصحيح الذي ليس وراءه إلا الضلال لكنه أخطأ في كثير من المواقع تقليداً لمشايخه و حفظاً لشروط طريقته و صار سبباً ، بل ضل كثيراً ممن اتبعه ممن بعده من أهل طريقته كاستمداده من الله مشايخه و روحانية أسمائه و أمره بالذكر المفرد " الله الله " و أمره بمراقبة و مرافقة صورة الشيخ في خياله و قلبه ، و اختراقه دقائق القنص (القلب و الروح و السر و الخفي و الأخفى ) ، و أمره بملازمة الذكر الخص في كل واحدة منها إلى غير ذلك من الكُرَّامات التي قد بينتها في كتابي أو أقرها في تفسير أم القرآن فعليك به إذا أردت التحقيق و بالله التوفيق .
الشرح :
المقصود من قول المؤلف نِعمَ ما قال في هذه المقالة هذا الكلام الطيب ، يقول هذا كلام طيب لكنه له أخطاء في أماكن أخرى ،ما هي الأخطاء :
بأنه صوفي يقلد مشايخه ( في الأذكار و في العبادات ) مثل أن يستمدوا الروحانية من المشايخ و هذا شرك و روحانية أسمائه و أمره بالذكر المفرد " الله الله " و هذا ذكر الصوفية .
الصوفية يقسمون الناس إل ثلاثة أقسام : عامة ، خاصة ، خاصة خاصة
العامة : المؤمنون و المسلمون و الأنبياء و جميع من تبعهم ، عندهم أوامر و عندهم نواهي و عندهم طاعات و عندهم معاصي عندهم أذكار سبحان الله و الحمد لله عندهم صلاة عندهم صيام ، أذكار العامة :( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) ابن القيم يقول هنيئاً للعامة إذا كان الرُسُل منهم أذكارهم ( سبحان الله و لا إله الله و الحمد لله ) .
توحيد العامة يثبت بالشواهد و الأدلة ( السموات و الأرض و الليل و النهار و الشمس و القمر و الشواهد من القرآن ).
الخاصة : توحيد الخاصة بالرموز و الإشارات و الحقائق ، الخاصة هم الذي ارتقوا عن درجة العامة و وصلوا إلى حالة أن يلغي صفات الله تعالى و يعلم أن ما سيكون ، كل ما يفعل طاعة لا يوجد معاصي ، الخاصة لا يوجد عندهم معاصي حتى لو كان دليل على الشرك و غيرها لكن لا يوجد عندهم معاصي لأنهم يعبدون بالقلب (إن عصيت أمر الله الشرعي فأنا أوفقه بالقلب )لا يوجد عندهم معاصي كل ما يعملون طاعات و سقطت عنهم التكاليف و يستدلون بقول الله تعالى : وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ، إذا وصل إلى العلم سقط عنهم التكاليف و ليس عندهم معاصي و أذكارهم ( الله ، الله ، الله ) لفظ مفرد فقط ،يجلس جماعة يقولون "الله الله " من بعد العصر إلى المغرب ساعتين ثلاث .
حتى تغيثنا الكلمة لا بد أن تكون في جملة مفيدة ( الله أكبر ، سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ) أمَّا ( الله الله ) و هي من الأخطاء الشائعة بعض الناس يكتبون الله محمد فقط أكمل ( الله أكبر ) ( محمد رسول الله ) ، كتابة الله محمد لقد جعلته نداً لله و هو من الأخطاء الشائعة هذا خطأ .
خاصة الخاصة : هؤلاء ليس عندهم طاعات و لا معاصي لأن عندهم العبد هو الرب و الرب هو العبد ، أذكارهم ( الله طويلة عليهم ، يأخذون الهاء " هوهوهوهوهو" ) و هي موجودة الآن إذا خرجت من المملكة تجد في الشام و مصر و ليبيا و الجزائر و كل مكان ستجد خمسة طرق ( النقشبندية و الرفاعية ...الخ ) يعتقدون أنها أفضل من القرآن بستة آلاف مرة حتى أنَّ العربي صنف كتاب و سماه " كتاب الهُو " .
دليل ذكر الخاصة "الله" : " قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ قل الله : هذا دليلهم .
و دليل خاصة الخاصة : وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ -هُو, هي دليلهم قال شيخ الإسلام لو كان مثل ما تقولون لفصلت الهاء لكنها ليست مفصولة -نسأل الله العافية .
هذا ما قال المؤلف .
المتن :
و أمره للمراقبة و مرابطة صورة الشيخ في خياله و قلبه ، و اختراقه دقائق القنص (القلب و الروح و السر و الخفي و الأخفى ) ، و أمره بملازمة الذكر الخاص في كل واحدة منها إلى غير ذلك من الكُرَّامات التي قد بينتها في كتابي أو أقرها في تفسير أم القرآن فعليك به إذا أردت التحقيق و بالله التوفيق .
الشرح :
هذه من شركيات الصوفية مراقبة و مرابطة صورة الشيخ في خياله و قلبه ، يقول إذا أردت أن تصلي أو تصوم تخيلني أمامك, حتى يعبده ، و هذا شرك لأنه يعبده من دون الله .
و اختراقه دقائق القنص (القلب و الروح و السر و الخفي و الأخفى ) ، و أمره بملازمة الذكر الخص في كل واحدة منها إلى غير ذلك من الكُرَّامات التي قد بينتها في كتابي ، المؤلف له كتاب " أوضح البرهان في تفسير أم القرآن " .
المتن :
و قد ثبت أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة و مفتاح دار السلام لكن بشرط كونها خالصة مخلصة ، فلا بد أولاً من الكفر و التبرؤ من كل الآلهة الأفاقية ثم إثبات الواحد الأحد المعبود حقاً ، و أهم ما نفته هذه الكلمة استحقاق العبادة لغير الله نفياً كلياً ، و لأجل هذا أُرسلت الرسل و جردت السيوف ومن لوازمها العمل بكل ما جاء به محمد رسول الله ﷺ من مقتضى هذه الكلمة بلا تغيير ولا تبديل .
الشرح :
قد ثبت أن لا إله إلا الله مفتاح الجنة و مفتاح دار السلام هذا لا شك فيه لكن بشرط كونها خالصة مخلصة ، خالصة من الشرك ، فلا بد أولاً من الكفر و التبرؤ من كل الآلهة الأفاقية و الأنفس ،ثم إثبات الواحد الأحد المعبود حقاً ،و أهم ما نفته هذه الكلمة استحقاق العبادة لغير الله نفياً كلياً ، و لأجل هذا أُرسلت الرسل و جردت السيوف ومن لوازمها العمل بكل ما جاء به محمد رسول الله ﷺ من مقتضى هذه الكلمة بلا تغيير و لا تبديل .ما جاء به الرسول من "الصلاة و الصيام و الكتاب و الحج و منع المحرمات".
المتن :
ومن المنفي الربوبية و الخالقية فلا رب إلا الله و لا خالق إلا الله فمن اعتقد أن الملائكة لها سلطة غيبية فقد أشرك بالله في الربوبية و الخالقية .
الشرح :
نفي الربوبية عن غير الله فلا رب إلا الله ، و نفي الخالقية عن غير الله فلا خالق إلا الله ، من اعتقد أن الملائكة لها سلطة غيبية فقد أشرك بالله في الربوبية و الخالقية .
المتن :
و من المنفي : القدرة فلا قدرة لأحد و لا قادرية أصلاً ، فلا قادر إلا الله و لا قدرة لأحد إلا بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله و من اعتقد أن الملائكة أو الأرواح تقدر على شيء بنفسها فقد أشرك بالله بصفة القدرة و القادرية .
الشرح :
و من المنفي : القدرة فلا قدرة لأحد و لا قادرية أصلاً ، فلا قادر إلا الله و لا قدرة لأحد إلا بالله لكن المخلوق له قدرة خاصة أعطاه إياها الله لكن القدرة المطلقة لله ،و من اعتقد أن الملائكة أو الأرواح تقدر على شيء بنفسها فقد أشرك بالله بصفة القدرة و القادرية .
المتن :
و من المنفي : التصرف بالكون و الإحياء و الإماتة فلا متصرف في الكون إلا الله و لا محيي إلا الله ولا مميت إلا الله ، و من اعتقد أن الملائكة أو الأرواح تتصرف بالكون أو تحيي أو تميت فقد أشرك بالله .
الشرح :
و من المنفي : التصرف بالكون و الإحياء و الإماتة فلا متصرف في الكون إلا الله و من اعتقد أن هناك متصرف بالكون غير الله فقد أشرك ،و لا محيي إلا الله ولا مميت إلا الله ، و من اعتقد أن الملائكة أو الأرواح تتصرف بالكون أو تحيي أو تميت فقد أشرك بالله .
المتن :
ومن المنفي : الحكم و التحذير و التحريم ، فالحاكم الحق حقيقة هو الله وحده و هو المُشرع وحده و هو المحلل وحده و هو المحرم وحده فلا حاكم إلا الله و لا مشرع إلا الله ولا محلل إلا الله و لا محرم إلا الله ، فمن حكم بحلِّ شيء لم يحله الله أو حكم بحرمة شيء لم يحرمه الله أو شرع ما لم يأذن به الله فقد أشرك بالله .
الشرح :
ومن المنفي : الحكم و التحذير و التحريم هذه من خصائص الله تعالى ،
الحكم ثلاثة أنواع : النوع الأول : الحكم بالشريعة ،يحكم الله بالشريعة التي أنزلها على أنبيائه و رسله ، و الله تعالى هو الحاكم بين عباده .
النوع الثاني : الحكم القدري الكوني ، يحكم بين العباد يقدر على هذا المرض و على هذا الفقر و على الغنى و على هذا الحياة و على هذا الموت .
النوع الثالث : الحكم الجزائي ، يوم القيامة يحكم الله بين عباده و يجازيهم بنفسه .
المتن :
ومن المنفي : العبادة و المعبودية و هذا هو الأصل الذي أنزلت الكلمة لأجله و أرسلت الرسل لأجله فلا معبود حقاً إلا الله و لا يُعبد حقاً إلا الله بأي نوع من أنواع العبادة و بالجملة : " إن الدين قد أُخبر و بيِّن تمام التبيان من طرف رسول الله ﷺ الذي بُعِثَ إلى كافة الأنام من الإنس و الجان بالحق و الهدى ، فالزيادة على ذلك ضلال أي ضلال و خسران أي خسران و هذا هو معنى لا إله إلا الله ، فمن قالها لفظاً و لكنه غير معناها و أفسد تفسيرها و عبد غير الله فقد أتى ببهتان فلا شك أنه يصير من أهل الخسران فتنبه .
الشرح :
ومن المنفي : العبادة و المعبودية و هذا هو الأصل الذي أنزلت الكلمة لأجله و أرسلت الرسل لأجله فلا معبود حقاً إلا الله و لا يُعبد حقاً إلا الله بأي نوع من أنواع العبادة "الذبح ، النذر ، التوكل ، الاستغاثة ،الرغبة ، الرهبة ، الصلاة ، الصيام ، الحج و غير ذلك".
و بالجملة : " إن الدين قد أُخبر و تُمم من طرف رسول الله ، الرسول بُعث إلى كافة الأنام الإنس و الجان ، و قد بلغ البلاغ المبين ، و الزيادة على ما جاء به الرسول ضلال و خسران ، قالها لفظاً و لكنه غير معناها و أفسد تفسيرها و عبد غير الله فقد أتى ببهتان فلا شك أنه يصير من أهل الخسران .
المتن :
الفصل الثالث عشر :
و من إتمامنا لا إله إلا الله و من إتمام شرح هذه الكلمة أسماء الله الحسنى التي قال رسول الله ﷺ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ أي أتى بها عالماً بمعناها و مؤمناً بمنظومها و مفهومها و معتقدا معناها دخل الجنة ، لأن هذا الشخص يكون مؤمناً موحداً و عارفاً بصفات الله ، و من علم صفته لا شك أنه من أهل الجنة لأنه لا يعبد إلا الله ولا يدعو إلا الله ، و لا يسأل إلا الله و لا يرجو إلا الله ، و لا يخاف إلا الله ، و لا يعتمد و لا يتوكل إلا على الله ، و يرى الله دائماً معه ، و يرى الله تعالى دائماً معه سميعاً بصيراً رقيباً مجيباً و لا يعبده إلا بما شرع .
الشرح :
يقول المؤلف :و من إتمامنا لا إله إلا الله و من إتمام شرح هذه الكلمة أسماء الله الحسنى التي قال رسول الله ﷺ : إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ
هذا الحديث صحيح رواه الشيخان البخاري و مسلم و غيرهما .
قال العلماء في معنى هذا الحديث أنَّ ليس المراد الحصر أن أسماء الله فقط تسعة وتسعين اسما فأسماء الله كثيرة ، المعنى أن لله تسع و تسعين اسماً موصوفة بأن من أحصاها دخل الجنة ، حتى قيل أنَّ لله ألف اسم .
في الحديث الآخر : أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ يوجد أسماء استأثر الله بها لا يعلمها أحد ، و الأسماء ليست محصورة بمائة ، لكن معنى الحديث أن أسماء الله موصوفة من أحصاها دخل الجنة ، أُخفيت الأسماء عن الناس حتى يجتهد كل منهم و يبحث في الكتاب و السُّنة ، مثلما أُخفيت ساعة الاستجابة يوم الجمعة ، حتى قال الحافظ إن فيها أربعين قولاً .
أسماء الله كثيرة جداً و لكن هناك تسعة و تسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة .
ما معنى أحصاها : المؤلف يقول من أتى بها عالماً بمعناها و مؤمناً بمنظومها و مفهومها و معتقدا معناها دخل الجنة ، ما هو الإحصاء عند المؤلف ؟ عالماً بمعناها و مؤمناً بمنطوقها و مفهومها و معتقدا معناها ، و يعمل بما يمكنه العمل . لأن هذا الشخص يكون مؤمناً موحداً و عارفاً بصفات الله ، و من علم صفته لا شك أنه من أهل الجنة لأنه لا يعبد إلا الله ولا يدعو إلا الله ، و لا يسأل إلا الله و لا يرجو إلا الله ، و لا يخاف إلا الله ، و لا يعتمد و لا يتوكل إلا على الله ، و يرى الله دائماً معه - المعية هنا معية خاصة و هي الحفظ و التأييد و لله معيتان : معية عامة للكافر و المؤمن تشمل الإحاطة و الإطلاع و الحساب و الجزاء ، المعية الخاصة بالمؤمنين و الأنبياء تقتضي الحب و التأييد و النصرة و التوفيق - .
المتن :
و هذا هو المؤمن المخلص الذي يحفظه الله تعالى من وساوس الشيطان ، بل لا يستطيع الشيطان أن يغويه أو يزله كما أخبر الله تعالى في كتابه عنه : لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ و كفى بربك وكيلاً ، و في سورة النحل : إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ.
الشرح :
هذا المؤمن المخلص الذي يتعرف على أسماء الله الحسنى و يعمل بمعانيها و مقتضاها و يؤمن بمنطوقها و مفهومها ، يكون هذا هو المؤمن الذي يحفظه الله من وساوس الشيطان ، و لا يستطيع الشيطان أن يضله و في قوله تعالى : لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ و كفى بربك وكيلاً ، و في سورة النحل : إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ.
المؤمن العابد الموحد لله ليس للشيطان عليه سلطان ، إنما سلطان الشيطان على الذين يتولونه .
المتن :
نسألك اللهم أن تحفظنا من شياطين الإنس و الجن و وسوستهم ، فإنه لا حول و لا قوة إلا بك ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة .
الشرح :
نسألك اللهم أن تحفظنا من شياطين الإنس و الجن و وسوستهم ، فإنه لا حول و لا قوة إلا بك ، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة إنه هو الوهاب تعالى .
المتن :
قال جامع هذه الوثيقات أبو عبد الكريم المعصومي أسأل الله أن يميتني على هذه الكلمة و يجعلها ورثي و زادي و غذاء روحي و قلبي و يوفقني إلى فهمها و العمل بمقتضاها .
الشرح :
نسأل الله أن يُميتنا على هذه الكلمة .
المتن :
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين .
الشرح :
ثبت في صحيح مسلم : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا و لا تحملنا ما لا طاقة لنا به و اعف عنا و اغفر لنا و ارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.