شعار الموقع

درة البيان في أصول أهل الإيمان 3 من إدلة الإيمان بوجود الله تعالى إلى الإيمان بوجود الجن

00:00
00:00
تحميل
151

(الشيخ) 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه أما بعد:

وقفنا على الفصل الثامن أدلة الإيمان بوجود الله تعالى نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليكم.

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على خير الأنبياء و سيد المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

اللهم أغفر لنا و لشيخنا و للحاضرين يا رب العالمين و انصر الإسلام و المسلمين في كل مكان يا رب العالمين.

قال المصنف حفظه الله تعالى:

الفصل الثامن: أدلة الإيمان بوجوده تعالى

الله تعالى أزليٌ فلم يسبقه عدم أبدي فلا يلحقه فناء فوجوده تعالى ذاتي.

و الأدلة على ذلك لا يحصرها عدٌ ولا يحيط بها حد تبدأ من أصغر ذرة و لا تنتهي عند أكبر مجرة.

وهي أنواع منوعه منها الفطرة المستقيمة إذ العلم بالله أول الأوليات و أظهر المسلمات وأرسخ الضروريات والإيمان في أصله فطريٌ وهبيٌ ضروري قال ﷺ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ.  و تفاصيله تتوقف على العلم بالوحي و يزداد بالعمل و التفكر و الرسل إنما ينبهون العباد إلى ما هو مركوز في فطرهم و يذكرونهم بما أخذت عليه مواثيقهم و يدعونهم إلى موجِبَها تفصيل  

(الشيخ) 

إلى موجَبِها الموجِب بكسر الجيب السبب و العلة و الموجَب بالفتح الثمرة و النتيجة يدعونهم إلى النتيجة الى موجَبِها  

(المتن) 

و يدعونهم إلى موجَبِها تفصيلاً و تكميلاً.

و منها دلالة العقل الصريحة فبداهة العقل تقضي أنه يستحيل أن يوجَدَ الشيء نفسه 

(الشيخ) 

أن يوجِدَ الشيء  

(المتن) 

فبداهة العقل تقضي أن يستحيل أن يوجِدَ الشيءُ نفسه كما يستحيل أن يوجد شيءٌ بلا موجِب، كما يقرر أن العدم لا يخلق شيئا و أن فاقد الشيء لا يعطيه قال تعالى أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. و العقل يقضي بأن لكل مخلوق خالق و كما أن الصنعة تدل على صفة صانعها فإن صنعة الكون المحكمة تدل على صفات بارئها و مبدعها.

و منها إجماع الأمم و مع اختلاف الخلق بالاعتقادات لم ينقل عن أحد إثبات شريك لله تعالى في خلق المخلوقات و مماثل له في جميع الصفات فضلاً عن الإنكار وجوده بالكلية و في كل لغة و على كل لسان تهتف البرية بسم الله قال تعالى: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ.

 و منها آيات الله المنظورة فوجود هذا الخلق و تسويتُهُ أظهر دليلا وتقديرا كل خلق بمقدار أجلى برهانا و هداية كل خالق إلى غايته  

(الشرح) 

كل خلق 

(المتن) 

و هداية كل خلق إلى غايته أصلح بيانا قال تعالى: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ۝ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ۝ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى.

 ومنها إجابة الدعوات الملهوفة فالمؤمن و الكافر و البر و الفاجر يشهدون بوقوع إجابة دعوة المضطرين عند توجههم بدعاء رب العالمين، و ليس من شرط هذا الدليل اضطراد الإجابة الحالة في كل استغاثة لموانع حائلة أو لحكم بالغة.

و منها آيات الرسل القاهرة و لاسيما المعجزة الخالدة في الدلالة على الرحمن و هي القرآن المتلو باللسان المسموع بالأذان المحفوظ بالجلال.

و منها دلالة النقل الصحيحة و لا يعرف بالله مثل الله وقد تعرف إلى عباده بوحيه و شرعه و الشرائع كافة و الرسل عامة جاءت بالخبر عن الله تعالى.
 و الإلحاد في وجوده تعالى خروج عن أصل الخلقة و مقتضى الفطرة و بداهة العقول و صراحة النقول و إجماع الأمم  

(الشرح) 

نعم هذا الفصل في أدلة وجود الله تعالى.

و أدلة وجود الله تعالى كما ذكر المؤلف وفقه الله متنوعة متعددة وهي وجود الله تعالى أمر فطري أجمعت عليه الأمم و لم يكن هناك خلاف و نزاع بين طوائف البشرية إلا من شذ و لذلك لم تكن فيه خصومة بين الأنبياء والرسل وخصومهم و إنما كانت الخصومة بين الأنبياء والرسل في توحيد العبادة أما توحيد الربوبية فأمر فطري.

و نستعرض الآن ما ذكره المؤلف يقول الله تعالى: أزلي فلم يسبقه عدم فمعنى أزلي أنه أول لا بداية لأوليته فالله هو الأول الذي لا بداية لأوليته الله هو الأول بدايتهِ و أسمائه و صفاته و أفعاله هو الأول لأنه لو كان له بداية لكان أسبق بالعدم كما أنه هو الآخر الذي لا نهاية لأخريته لأنه لو كان له نهاية لكان يلحقه العدم و كما أنه سبحانه هو الأول و الآخر فكذلك هو الظاهر و الباطن كما قال الله تعالى في كتابه العظيم هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ قد فسر النبي ﷺ هذه الأسماء الأربعة المتقابلة اسمان لأزليته و أبديته الأول و الآخر و اسمان لفوقيته وعلوهِ و عدم حجب شيء من المخلوقات له فسره النبي ﷺ بالحديث الصحيح حديث الاستفتاح حيث قال عليه الصلاة و السلام اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَىءٌ. إذاً الأول معناه هو الذي ليس قبله شيء هذا تفسير من النبي ﷺ اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَىءٌ، وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ. إذاً معنى الآخر ما هو؟ الذي ليس بعده شيء وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ. الظاهر معناه الذي ليس فوقه شيء وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ. يعني لا يحجبه أحدٌ من خلقه .

الله تعالى أزلي فلم يسبقه عدم و هذا من أسمائه الأول و ليس من أسمائه القديم و لهذا غلط العلماء من سمى الله باسم القديم لأن القديم لا يدل على الأولية بل ما من قديم إلا و قبله قديم ولهذا قال تعالى: حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ. العرجون القديم عرجون النخل إذا مضى عليه سنة صار قديما فيأتي الذي بعده صار جديداً.

الله تعالى أزلي فلم يسبقه عدم أبدي فلا يلحقه فناء الله أزلي فلم يسبقه عدم و هذا معنى اسمه الأول أبدي فلا يلحقه فناء و هذا معنى اسمه الآخر فوجوده تعالى ذاتي يعني من ذاته وجود الله تعالى هو واجب الوجوديات وجوده من ذاته لا من شيء آخر بخلاف المخلوق وجوده بإيجاد الله له المخلوق موجود بإيجاد الله له فوجوده من غيره أما الله وجوده من نفسه من ذاته لا من شيء آخر فواجب الوجود لذاته .

قال و الأدلة على ذلك لا يحصرها عد و لا يحيط بها حد تبدأ من أصغر ذرة ولا تنتهي عند أكبر مجرة و هي أنواع منوعة:

منها الفطرة المستقيمة إذاً العلم بالله أول الأوليات و أظهر المسلمات و أرسخ الضروريات يعني الفطرة المستقيمة الله تعالى فطر الناس على أنه موجود فوق العرش أنه فوق العرش هذا فطرة و هذه الفطرة لا يستطيع الإنسان دفعها ولهذا فإن الإنسان إذا أصابه ضيم رفع رأسه إلى السماء بل حتى الحيوانات إذا أصابها ضيم رفعت رأسها إلى السماء.

و لما كان أبو المعالي الجويني من الأشاعرة يقرر نفي العلو و أن الله ليس فوق العرش قام أحد التلاميذ اعترض عليه و قال يا شيخ دعنا من الكلام الذي تقوله الآن لكن كيف ندفع هذه الضرورة في أنفسنا ما قال قائل  قط يا الله إلا اتجه إلى العلو فلم يستطع الشيخ الجواب و جعل يلطم وجهه قال حيرني الهمداني حيرني الهمداني حيرني الهمداني (طيب دام) الكلام و الفلسفة الكلام الذي تقوله لكن كيف ندفع الضرورة في أنفسنا هذه ما قال قائل قط يا الله إلا اتجه إلى العلو هذه ضرورة هذه الفطرة و الضرورة.

قال و الإيمان في أصله فطري وهبي ضروري فطري يعني فطر الله العباد عليه: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. وهبي يعني وهبهم الله ضروري الضروري الذي لا يستطيع الإنسان دفعه بخلاف النظري و قال ﷺ -هذه الأدلة على الفطرة- كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ. و الحديث في الصحيحين.

و تفاصيله تتوقف على العلم بالوحي و يزداد بالعمل و التفكر و الرسل إنما ينبهون العباد إلى ما هو مركوز في فطرهم و يذكرونهم بما  أخذت عليه مواثيقهم و يدعونهم إلى موجَبِها موجب المواثيق الذي أخذت إثبات وجود الله إذاً هذا الثمرة قال الله تعالى: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ. هذا الميثاق و جاءت الأحاديث في هذا من أن الله تعالى سخر جلاله ذرية آدم و سحبها من آدم و سخر ذريته أمثال الذر و استشهدهم على أنفسهم فشهدوا إذاً هذا الدليل الفطرة أولاً.

ثانياً دلالة العقل الصريح دلالة العقل الصريحة يعني الذي لا لبس فيها قال في بداهة العقل تقضي أنه يستحيل أن يوجد الشيء نفسه كما يستحيل أن يوجد الشيء بلا موجد كما يقرر أن العدم لا يخلق شيئاً يعني هذا العقل يدرك هذا أنه لا يمكن أن يكون الشيء يوجد نفسه أبداً بل لا بد له من وجود و لا يمكن أن يوجد شيء بدون موجد و العدم لا يخلق شيئاً يعني الإنسان أوجده الله فهل يمكن أن يوجد نفسه لا يمكن الموجود لا بد له من موجد أوجده يستحيل أن يوجد الشيء بلا موجد و يستحيل أن يكون أوجده العدم و هذا مأخوذ من الآية و فاقد الشيء لا يعطيه لأن العدم لا يوجده شيئاً وهذا دلت عليه الآية و هو قولة تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ.

الجبير بن مطعم قبل أن يسلم في الهدنة التي بين النبي ﷺ و بين المشركين قدم من مكة إلى المدينة و الحرب وقفت  يعني في الصلح قال فجاء إلى مسجد النبي ﷺ و سمع النبي ﷺ يقرأ هذه الآية: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. قال كاد قلبي أن يطير وهو قبل أن يسلم وهو مشرك في ذلك الوقت يعني دبت الحياة إليه ثم أسلم فكر بالآية: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ. يعني هؤلاء المخلوقون هل خلقوا من غير شيء ؟ من غير خالق أم هم الخالقون لأنفسهم ؟ إما أن يكونوا خلقوا من غير شيء و هذا لا يمكن لأن الموجود لا بد له من موجد المخلوق لا بد له من خالق أو يكونوا خالقون لأنفسهم أو لهم خالق أوجدهم أما أن خلقوا من غير شيء من العدم ،العدم لا يخلق شيئاً أو خلقوا أنفسهم و الشيء لا يوجد نفسه أو خلقهم خالق فكون الشيء يوجد نفسه هذا مستحيل و كون الشيء يوجد بدون موجود مستحيل فبقي الأمر الثالث وهو أن لهم خالق: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ.الجبير بن مطعم تأمل هذه الآية وهو مشرك في ذلك الوقت قال كاد قلبي أن يطير هذا موجود في الحديث الصحيح ثم أسلم.

قال و العقل يقضي بأن لكل مخلوق خالقاً و كما أن الصنعة تدل على صفة صانعها فإن صنعة الكون المحكمة تدل على صفات ربها و مبدعها إذاً هذه الآية دلت على أنه لا بد من أمورٍ ثلاثة إما أن يكون الشيء خلق نفسه وهذا مستحيل لأن الإنسان كان عدماً فكيف يوجد نفسه العدم لا يوجد شيئاً أو يكون وجد بدون موجد و هذا مستحيل بقي الأمر الثالث وهو أن له موجد وهو الله

ومنها إجماع الأمم يقول مع اختلاف الخلق فالاعتقادات لم ينقل عن أحد إثبات شريك لله تعالى في خلق المخلوقات و مماثل له في جميع الصفات فضلا عن إنكار وجوده بالكلية و في كل لغة و على كل لسان تهتف البرية بسم الله قال الله تعالى: أَفِي اللَّهِ شَكٌّ. يقول لا ينقل عن أحدٍ إثبات شريك لله تعالى في خلق المخلوقات و مماثل لله في جميع الصفات هذا صحيح أنه لا يوجد أحد قال إن لله شريك يماثله بالصفات و الأفعال لكن هناك من أشرك أثبت شريكاً لا يماثل الله مثل الذين قالوا بأن النجوم تتصرف في بعض الكون هذا أثبتوا و كذلك أيضاً أثبتوا خالقاً لكنه لم يجعلوه مماثلاً لله في الصفات و كذلك فلاسفة الدُهرية الدَهريين و كذلك أيضاً المعتزلة الذين قالوا أن العبد يخلق فعل نفسه لكنه في أمر جزئي لكن لا يوجد أحد قال إن لله شريك مماثل في جميع الصفات لكن هناك من أنكر وجود الله ممن شذ عن المجموعة البشرية.

فقول المؤلف فضلاً عن إنكار وجوده بالكلية يعني ليس على إطلاقه بل يوجد بعض الطوائف الذين شذوا عن المجموعة البشرية أنكروا وجود الله منهم الدهريون أخبر الله تعالى عنهم أنه قالوا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ. يقولون بطون تدفع بالولادة وأرض تبلع بالموت ولا رب و لا معاد و هذا هو مذهب الشيوعية في الجانب الفكري الجانب الفكري مذهبهم هو مذهب الدهريين يعني هذه طائفة أنكرت وجود الله فقول المؤلف فضلا عن إنكار وجوده بالكلية لا يوجد لا.

كذلك الطبائعيين الذي قالوا بالطبيعة قال الطبيعة يفسرون ذات الأشياء ذات الأشياء وجدت الأشياء ذات السماء وجدت السماء ذات الأرض أوجدت الأرض و منهم من قال الطبيعة هي صفات الأشياء كالحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة و الملاسة و الخشونة قالوا هذا الصفات هي الطبيعة وهي التي وجدت الأشياء و هذا باطل إذا عجزت ذات الأشياء عن إيجاد نفسها فعجز صفاتها من باب أولى.

و كذلك أيضاً من يقول بالصدفة هناك طائفة تقول بالصدفة و هذا باطل لأن مجرد نظر الإنسان إلى هذا الكون العظيم البديع المرتب الذي ليس فيه فطور مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ يدل على أن له خالقا أوجده بديع حكيم و مثل من يقول العالم وجد صدفة مثل من يقول أن هناك مطبعة انفجرت ،انفجرت المطبعة فتطايرت الأرقام التي فيها و الحروف فجاءت الباء بجوار السين بجوار الميم بجوار الألف بجوار الراء حتى كونت بسم الله الرحمن الرحيم ثم كونت كتابا كاملا هل يقول هذا إنسان عاقل.

و هناك أيضاً الاتحادية الذي يقول بوحده الوجود أنكر وجود الله قالوا  ما فيه خالق و مخلوق الخالق هو المخلوق أنت الخالق و أنت المخلوق و أنت الرب و أنت العبد من ربه هو العبد و العبد هو الرب ما فيه شيء ما تراه هو الخالق و التعدد وهم كما قال ابن عربي:

العبدُ ربٌ والرَّبُ عبدٌ يا ليتَ شِعْري مَنْ المُكَلِّفْ؟

التبس عليه الأمر ما يدري ما يدري أيهم؟

العبدُ ربٌ والرَّبُ عبدٌ يا ليتَ شِعْري مَنْ المُكَلِّفْ؟

أيهم المكلف ؟

إنْ قُلْت عَبْدٌ فَذَاكَ مَيْتٌ أَوْ قُلْت رَبٌّ أَنَّى يُكَلَّفُ

و يقول رب مالك و عبد هالك و أنتم ذلك و العبد فقط و الكثرة وهم انظر كيف و العياذ بالله التبس على هؤلاء الاتحادية ما عندهم خالق و مخلوق و رب و عبد لا واحد الوجود واحد الرب هو العبد و العبد هو الرب و الخالق هو المخلوق و المخلوق هو الخالق أنت الرب و أنت العبد و أنت الخالق و أنت المخلوق أعوذ بالله هؤلاء أنكروا وجود الخالق.

و أشهر و أظهر من عرف بإنكار الخالق فرعون و كان مستيقناً به بالباطن  و قد قال لموسى تجاهل العارف وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ.

إذاً قول المؤلف هنا وفقه الله أنه لا يوجد أحد قال بإنكار وجوده بالكلية ليس على إطلاقه وجد شذ من المجموعة البشرية طوائف منها  الدهريون و الطبائعيون و الشيوعيون جانبهم الفكري و من يقول بالصدفة و فرعون أنكره في الظاهر و أن كان مستيقناً به في الباطن واضح؟؟ هؤلاء شذوا من المجموعة البشرية هذا يضاف إلى هذا.

إلى من قال المؤلف يقول ما فيه أحد أنكر وجود الخالق نقول فيه ، فيه طوائف شذ من المجموعة البشرية.

قال و منها آيات الله المنظورة يعني الآيات آيات الله يعني الأدلة الحسية السماوات و الأرضين و الليل و النهار و الشمس و القمر كما ذكر الإمام محمد بن عبد الوهاب في رسالته الأصول الثلاثة قال تعالى إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. هذه آيات الله كلها أدلة على وجود الله و لهذا قال آيات الله المنظورة يعني التي تنظر و تشاهد الليل و النهار و الشمس و القمر .

قال و تقدير كل خلق بمقدار أجلى برهاناً و هداية كل خلق إلى غايته أصلح بيانا قال تعالى سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ۝ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى  ۝  وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى.

و منها إجابة الدعوات الملهوفة إجابة الدعوات قال تعالى أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ.قال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ. فإجابة الداعي تدل على وجود الله فالمؤمن و الكافر و البار و الفاجر يشهدون بوقوع إجابة المضطرين عند توجههم بدعاء رب العالمين.

و ليس من شرط هذا الدليل اطراد الإجابة الحالة في كل استغاثة لموانع حائلة أو لحكم بالغة يعني يقول ليس من استغاثة المضطرين أنه كل من دعاء يستجاب لا قد يكون كمانع من موانع الإجابة قد يكون حكمه لأنه لا يجاب.

و منها آيات الرسل دليل على وجود الرب آيات الرسل و لا سيما المعجزة الخالدة في الدلالة على الرحمن و هي القرآن كذلك الأدلة الحسية أدلة موسى أعطاه الله العصا واليد و هي كلها تدل على الخالق العصا و اليد و كذلك بقية الآيات قال و قال تعالى: وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آَيَاتٍ. و الدم و الضفادع و الطوفان و الجراد و القمل و كذلك عيسى أعطاه الله من الآيات يبرئ الأكمه و الأبرص كل هذه أدلة.

قال و منها دلالة النقل الصريحة يعني دلالة القرآن و السنة.

قال و لا يعرف بالله مثل الله و قد تعرف إلى عباده بوحيه و شرعه و الشرائع كافة و الرسل عامة جاءت بالخبر عن الله تعالى.

قال و الإلحاد في وجوده تعالى خروج عن أصل الخلقة لا شك الإلحاد يعني الكفر إنكار وجود الله و مقتضى الفطرة و بداهة العقل و صراحة النقول يعني الملحدة الملاحدة الذين أنكروا وجود الله خرجوا عن الفطرة و خرجوا عن العقول و خرجوا عما دلت عليه العقول النقول الصريحة و خرجوا عما دل عليه إجماع الأمة وهم ممن شذوا عن المجموعة البشرية نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك.

قال الفصل التاسع: الإيمان بصفات الربوبية

قد دل القرآن على انفراد الله تعالى بصفة الربوبية قال : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 و الإيمان بربوبية الله تعالى يعني إفراده بأفعال الرب و مقتضيات الربوبية من الخلق و التقدير و الملك و التدبير قال تعالى: قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار. و قال تعالى: وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖوَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا. و قال تعالى: يُدَبِّرُ الْأَمْر.

و الشرك بالربوبية باطل بالنقل و العقل قال تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ. و قال تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ.

و من و من صح إيمانه بالربوبية هداه و لا بد إلى الإيمان بالألوهية فأفرد الله تعالى بالطاعة و العبودية فالإقرار بالربوبية وحدَها لا يكفي من البراءة من الشرك و الدخول بالإيمان قال تعالى: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا.

و من تحقق بهذا الإيمان فوحد الله بربوبيته تمهد له طريق لعبادته واستنار عقله و اطمأن قلبه و رضي بالقضاء و القدر فانشرح صدره و توكل على الله حق توكله  

(الشرح) 

نعم هذا الفصل الإيمان بصفات الربوبية.

صفات الربوبية هي أفعال الرب وهي الخلق و الرزق و الإماتة و الإحياء و إنزال المطر و تسبيب الأسباب فالذي يؤمن بصفات الربوبية يؤمن بأن الله هو الخالق و غيره المخلوق بأنه رب و غيره مربوب و بأنه مالك و غيره مملوك و بأنه مدبِر و غيره مدبَر هذا هو الإيمان بصفات الربوبية هو توحيد الله بأفعاله هو أفعال الرب توحيد الربوبية هو أن توحد الله بأفعاله هو ما هي أفعاله الخلق الرزق الإماتة الإحياء إنزال المطر تؤمن بأن الله هو الخالق هو المحيي هو المميت هو منزل المطر هو مسبب الأسباب تضيفها إليه و تنسبها إليه سبحانه و تؤمن بذلك.

قد دل القرآن على انفراده تعالى بصفات الربوبية قال تعالى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. قال و الإيمان بربوبية الله يعني إفراده تعالى بأفعال الرب نعم أفعاله كما عرفنا الخلق و الرزق و الإماتة و مقتضيات الربوبية من الخلق و التقدير و الملك و التدبير يعني تؤمن بأن الله هو الذي له الخلق هو الذي له التقدير و هو الذي له الملك وهو الذي له التدبير قال تعالى اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّار هذا في إثبات الخلق قال تعالى وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖوَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا قال تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْر. هذا كلها أفعال الرب لا بد أن تعتقد أن الله هو الذي يدبر الأمر و أنه  هو الخالق و أنه هو المالك و هو المتصرف و هو المدبر.

قال و الشرك بالربوبية باطل بالنقل و العقل بل و الفطرة أيضاً كما سبق أنه فطري ما حصل فيه نزاع الشرك في الربوبية باطل بالنقل و العقل لو أضاف و الفطرة أيضاً قال تعالى: قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ قال تعالى: مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ.

و من صح إيمانه بالربوبية هداه و لا بد إلى الإيمان بالألوهية فأفرد الله تعالى بالطاعة و العبودية هذه العبارة أو هذه الجملة قال و من صح إيمانه بالربوبية هداه و لا بد إلى الإيمان بالألوهية فأفرده تعالى بالطاعة و العبودية هذا العبارة يعني تحتاج إلى تعليق المشركون صحيح ما آمنوا بالربوبية ولم يهتدوا إلى الإيمان بالألوهية بقوا على الشرك صحيح أن الإيمان بالربوبية يستلزم الإيمان بألوهية الله لكن هل كل واحد يستلزم يلتزم بما لزمه لا ولهذا نقول أن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية و توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية يعني من عبد الله و أثبت له العبادة في ضمن ذلك أنه معترف بربوبيته في ضمن ذلك لكن من اعترف بربوبية الله يلزمه أن يؤمن بالله و لكن ما كل أحد يلتزم بما لزمه فتوحيد الربوبية يستلزم توحيد الألوهية وهذا يجرنا إلى أن نعرف الدلالات.

دلالات الألفاظ ثلاث، الدلالات ثلاث: دلالة الالتزام دلالة التضمن دلالة المطابقة.

فدلالة التضمن دلالة الشيء على بعض معناه أو جزء معناه و دلالة المطابقة دلالة الشيء على جميع معناه أو كل معناه و دلالة الالتزام دلالة الشيء على خارج معناه مثل الرحمن اسم الله الرحمن دل على شيئين ما هما إثبات ذات الله و إثبات اسم الرحمن أليس كذلك ؟ فدلالة الرحمن على إثبات وجود الله وحده هذه دلالة تضمن يعني دل على جزء على بعض المعنى و دلالة اسم الرحمن على اسم الرحمن وحده يعني دلالة تضمن و دلالة الرحمن على إثبات على وجود الله و على اسم الرحمن دلالة مطابقة على جميع معناه و دلالة الرحمن على اسم آخر الرحمن يدل على ماذا؟ يدل مثلاً يعني كونه الرحمن يدل على علم أنه عالم كيف يرحم و هو لا يعلم فدلالة الرحمن على العلم هذه دلالة التزام دلالة  الشيء على خارج معناه واضح الدلالات الآن.

مثلاً الكلام اسم لشيئين للفظ و المعنى اسم للفظ و المعنى الإنسان اسم للروح و الجسد فإذا استدللت بالإنسان على الروح وحدها هذا دلالة تضمن أو على الجسد وحده هذا دلالة تضمن و إذا استدللت بالإنسان على الأمرين دلالة مطابقة على جميع معناه  وإذا مثلاً أخذت الكلام و أثبت مثلاً العقل الكلام مثلاً الإنسان ،الإنسان اسم للروح و الجسد دلالة الإنسان على الروح وحدها دلالة تضمن أو على الجسد وحده دلالة تضمن و على الاثنين دلالة مطابقة و على العقل خارج عنه دلالة التزام واضح هذا هذه الدلالات.

(طيب نشوف الآن المهم نشوف الآن ) كلام المؤلف قال و من صح إيمانه بالربوبية هداه و لا بد إلى الإيمان بالألوهية فأفرده تعالى بالطاعة و العبودية يقول المؤلف كل من صح إيمانه بالربوبية لا بد أن يؤمن بالألوهية هذا صحيح و إلا غير صحيح ؟ غير صحيح لماذا ؟ لأن الألوهية خارج عن الربوبية فدلالة الربوبية على الألوهية دلالة التزام و ليس كل أحد يلتزم بما لزمه واضح هذا و كذلك في آخر الفصل قال هذا كل المشركون صح إيمانهم بالربوبية وإلا لا ؟ لكن هل هداهم إيمانهم بالربوبية إلى الألوهية ؟ لا لازالوا مشركين ما هو الدليل على أن المشركين آمنوا بالربوبية قال تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ. قُل لِّمَنِ الأرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ.  قُلْ مَن رَّبُّ السموات السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۝ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ، قُلْ مَن بـِـيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجـِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُم تَعْلَمُونَ ۝ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ، قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۚفَسَيَقُولُونَ اللَّهُۚ. إذاً فسيقولون الله إذاً المشركون هم مقرون بالربوبية وإلا غير مقرين ؟ هل هداهم هذا الإقرار إلى الإيمان بالألوهية ولا لازالوا على شركهم ؟ (ها) المؤلف يقول من صح إيمانه بالربوبية هداه ولا بد إلى الإيمان بالألوهية معناه كل من آمن بالربوبية لا بد أن يؤمن بالألوهية وهذا غير صحيح.

و في آخر الفصل أيضاً إعادة لهذه العبارة قال فالإقرار بالربوبية وحدها لا يكفي للبراءة من الشرك و الدخول في الإيمان صح هذا صحيح لا يكفي لكن قوله الآن من صح إيمانه بالربوبية هداه و لا بد هذه العبارة فيها إشكال و العبارة التي بعدها فالإقرار بالربوبية وحدها تدل على أنه لا، ليس كل من آمن بالربوبية يؤمن بالألوهية فالإقرار بالربوبية وحدها لا يكفي للبراءة من الشرك و الدخول في الإيمان قال تعالى: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا. انظر إلى العبارة الأخيرة و من تحقق بهذا الإيمان التي هي ماذا ؟ الإيمان بالربوبية فوحد الله في ربوبيته تمهد له طريق عبادته و استنار عقله و اطمئن قلبه ورضي بالقضاء و القدر فانشرح صدره و توكل على الله حق توكله هذا صحيح هذا ؟ غير صحيح من تحقق بهذا الإيمان بالربوبية وحد الله في ربوبيته من وحد الله في ربوبيته المشركون وحد الله في ربوبيته هل تمهد لهم طريق العبادة ؟ هل استنارت عقولهم ؟ هل اطمأنت قلوبهم ؟ هل رضوا بالقضاء و القدر ؟ هل توكلوا على الله ؟ هذا غير صحيح ليس هذا ليس بلازم من تحقق بهذا الإيمان الذي هو الربوبية فوحد الله في ربوبيته قد يتمهد له طريق العبادة و يستنير قلبه و وقد لا يتمهد له و لا يستنير قلبه كالمشركين يبقى على إيمانه بالربوبية ولا يصل إلى الإيمان بالألوهية واضح هذا نعم.

على كل حال المؤلف يعني ما انتبه إلى ما تدل عليه العبارة و المؤلف ما يقصد هذا أن كل من آمن بالربوبية لا بد و أن يؤمن بالألوهية نعم   

(المتن) 

أحسن الله إليكم قال:

الفصل العاشر: الإيمان بأسماء الله

وصفاته و العلم و الإيمان بالأسماء و الصفات أشرف العلوم و أفضل الأعمال وهو طريق معرفة الله و تعظيمه و تمجيده و دعائه و سبب زيادة الإيمان و الترقي بدرج الجنان و رأس إقامة الدين و حصول الرفعة و التمكين وهو معراج السالكين إلى أخلاق الصالحين و أهل السنة بأسماء الله وصفاته يؤمنون و عن مشابهة الخلق ربهم ينزهون و عن إدراك الكيفية طمعهم يقطعون و على ما يليق بجلاله و كماله من الحقائق و المعاني يثبتون و بقوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ يستدلون و عليه يعتمدون.

و قد دل القرآن على تفرده تعالى بالأسماء الحسنى و الصفات العلى قال تعالى وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا و قال تعالى وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى 

(الشرح) 

نعم هذا الفصل العاشر الإيمان بأسماء الله و صفاته.

الإيمان بأسماء الله و صفاته أحد أنواع التوحيد الثلاثة أنواع التوحيد ثلاثة الإيمان بربوبية الله ثانياً الإيمان بأسماء الله و صفاته ثالثاً الإيمان بألوهيته.

و لا بد لصحة إيمان العبد من أن يوحد الله بأنواع التوحيد الثلاثة و لا يكون مؤمناً ناجياً من عذاب الله حتى يوحد الله في ربوبيته و يوحد الله في أسمائه و صفاته و يوحد الله في ألوهيته لكن توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات هذا أمر فطري فطر الله عليه الخلق و لم ينكره إلا من شذ و لهذا ما حصل فيه نزاع و لا خصومة بين الأنبياء و الرسل وبين خصومهم إنما حصل خصومة و نزاع بين الأنبياء و الرسل في توحيد العبادة هذا الذي أنكروه و هذا الذي قاتله الأمم وجاهدوا الأمم على الإيمان بهذا التوحيد أما توحيد الربوبية  وتوحيد الأسماء و الصفات فهذا أمر فطري وافقوا عليه ما أنكروه.

قال و العلم و الإيمان بالأسماء و الصفات أشرف العلوم و أفضل الأعمال الإيمان العلم و الإيمان بالأسماء و الصفات أشرف العلوم و أفضل الأعمال نعم و لكن توحيد العبادة أيضاً كذلك أفضل الأعمال توحيد العبادة توحيد الله بعبادته و ألوهيته أيضاً إذاً الغاية المحبوبة لله و المرضية له الغاية من خلق الثقلين الجن و الإنس و الغاية المحبوبة و المرضية له هو ماذا ؟ توحيد الله في عبادته الغاية المرضية لله و المحبوبة له هو توحيد الله في عبادته وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّاليعبدون قال العلامة بن القيم:

وعـبادةُ الرحمـن غَايَـةُ حُبِّـهِ مـع ذُلِّ عـابـده همـا قُـطْبَـانِ
وعليهمــا فلـك العبـادة دائـرٌ مـا دار حــتى قــامت القطبـانِ

عبادة الرحمن غاية حبه إذاً العبادة لا تكون عبادة إلا بماذا؟ إلا بأصلين غاية الحب مع غاية الذل و الخضوع غاية الذل مع غاية الحب و الخضوع تكون العبادة أما اذا وجد حب وحده بدون ذل و الخضوع فلا يسمى عبادة كما محبة الإنسان للصديق و المال و كذلك الذل و الخضوع وحده لا يكون عبادة كما ذل الإنسان للص الذي يضع السلاح فوق رأسه و كما ذله ماذا ؟ للسلطان الظالم لكن لا يحبه فإذا اجتمعا غاية الذل و الخوف مع غاية المحبة و التعظيم صرفناه للعبادة

وعـبادةُ الرحمـن غَايَـةُ حُبِّـهِ مـع ذُلِّ عـابـده همـا قُـطْبَـانِ
وعليهمــا فلـك العبـادة دائـرٌ مـا دار حــتى قــامت القطبـانِ

فلك العبادة يدور على هذين الأمرين غاية الحب مع غاية الذل ما دار حتى قامت القطبان (و مداره) ما الذي يديره ؟

ومـداره بـالأمر أمــرِ رسـوله لا بالهوى والنفس والشيطان

افعل أمر ،أمر بفعل وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ و أمر بالترك وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا افعل اترك هذا الذي يديره

ومـداره بـالأمر أمــرِ رسـوله لا بالهوى والنفس والشيطان

فقول المؤلف الآن العلم و الإيمان من أشرف العلوم و أفضل الأعمال مع أن توحيد العبادة أيضاً أفضل الأعمال توحيد العبادة وهي الغاية المحبوبة لله و المرضية له فنقول نعم غاية أشرف العلوم و أشرف العبادات هي ماذا؟ توحيد الله بالعبادة هذا هو الغاية و العلم و الإيمان بالأسماء و الصفات لا شك أنه من أشرف العلوم و أفضل الأعمال لكن الغاية المحبوبة لله و المرضية له هو توحيد العبادة توحيد الله في عبادته و من ذلك العلم و الإيمان بأسماء الله و صفاته إذا علم الإنسان بأسماء الله و صفاته ووحده بها و سأله بها عبده دخل في توحيد العبادة فتكون توحيد العبادة أشمل توحيد العبادة هو الغاية المحبوبة لله و المرضية له و يدخل في ذلك العلم و الإيمان بالأسماء و الصفات و عبادة الله بالإيمان بأسمائه و صفاته و عبادة الله بسؤاله بأسمائه و التخلق ممكن و التخلق بها.

قال وهو طريق معرفة الله و تعظيمه و تمجيده و دعائه نعم و سبب زيادة الإيمان و الترقي في درجة الجنان نعم و لكن هذا لا يكفي لكن لا بد معه توحيد العبادة لو آمن الإنسان بأسماء الله و صفاته و لم يوحد الله في عبادته ما ترقى في درجة الجنان ما يترقى إلا الموحد الذي وحد الله في عبادته و رأس إقامة الدين و حصول الرفعة و التمكين وهو معراج السالكين إلى أخلاق الصالحين يقول لا بد أن يضاف من هذا ماذا؟ قلنا لا بد أن يضاف من هذا معناه توحيد العبادة و الألوهية سبب زيادة الإيمان و الترقي في درج الجنان مع توحيد الله في عبادنه و ألوهيته.

و أهل السنة بأسماء الله و صفاته يؤمنون و عن مشابهة الخلق ربهم يُنزهون و عن إدراك الكيفية طمعهم يقطعون يعني أهل السنة يؤمنون بأسماء الله و صفاته و لا يمثلون و لا يشبهون و لا يكيفون فلذا قال و عن إدراك الكيفية يقطعون و على ما يليق بجلاله و كماله من الحقائق و المعاني يثبتون و بقوله تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. يستدلون و عليه يعتمدون قد دل القرآن على تفرده تعالى بالأسماء الحسنى و الصفات العلا قال تعالى وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا قال تعالى وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى. يعني الوصف الكامل نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليكم قال:

الفصل الحادي عشر: قواعد الإيمان بالأسماء الحسنى

أسماء الله كلها حسنى سواءٌ انفردت أو اقترنت أو تضايفت و الإيمان بأسمائه تعالى يتضمن ثلاثة أمور: الإيمان بالاسم و ما دل عليه من معانٍ و ما يقتضيه من آثار. فمثلاً يؤمن بأنه عليم و ذو علم محيط و أنه يدبر الأمر وفق علمه.

و أسماء ربنا تعالى توقيفية جاءت بها أدلة وفيه.

و أسماء الله تعالى تدل على العلمية و الوصفية أعلامٌ مترادفة و أوصاف متباينة و كما أن أسماءه تعالى تدل على صفاته فهي مشتقة من بعض صفاته.

و لا تنحصر عدتها في تسعة و تسعين و لا يحصيها عد العادين.

و أسماؤه تعالى كلها فاضلة لكنها على التحقيق متفاضلة.

و لا يخرج من أسماء الله ما تقارب معناه إذا اختلف مبناه.

و الإلحاد فيها يكون بإنكارها بعد ثبوتها أو إنكار ما دلت عليه وبابتداع في اشتقاقاتها و أنشائها أو بتشبيهها بأسماء المخلوقين و صفاتهم قال تعالى: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚسَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا  يَعْمَلُونَ.  

(الشرح) 

نعم هذا الفصل في القواعد قواعد الإيمان بأسمائه الحسنى.

 أسماء الله كلها حسنى نعم بالغة الكمال في الحسن يعني ينبغي أن يضاف إلى هذا أن أسماء الله حسنى بالغةٌ في الكمال في الحسن و الدليل قول الله تعالى: وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. سواءٌ انفردت مثل الرحمن و العليم و السميع أو اقترنت مثل المعطي المانع النافع الضار من الأسماء المزدوجة القابض الباسط الخافض الرافع هذه أسماء مقترن بعضها ببعض أو تضايفت يعني يضيف أسماء تضيف اسم الرحمن إلى العليم إلى السميع إلى البصير فهي كلها حسنى لكن الأسماء المقترنة أو المزدوجة لا يفصل بعضها عن بعض فلا تقل من أسماء الله الضار فقط لا الكمال في الإتيان بالاسمين المقترنين نقول الله من أسمائه النافع الضارمن أسمائه المعطي المانع ما تقول من أسماء الله المانع واحد تفصله عن الاسم الآخر لأن هذا قد يتضمن نقصا فلا تقول يا ضار من أسماء الله الضار تقول تسأله تقول يا ضار يا مانع ما يصلح هذا إنما متى يكون الكمال في اقتران الاسمين النافع الضار المعطي المانع القابض الباسط الخافض الرافع هذه أسماء الله المزدوجة الكمال اقترانها.

قال والإيمان بأسماء الله يتضمن ثلاثة أمور:

الأمر الأول الإيمان بالاسم مثل اسم عليم تؤمن بأن الله من أسمائه العليم هذا واحد.

ثانياً ما دل عليه من المعاني تقول إنه عليم تؤمن بأنه تعالى متصف بالعلم محيط ذو علم محيط متصف بالعلم.

ثالثاً تؤمن بالأثر أنه يدبر الأمر وفق العلم مثلاً.

واضح هذا إذاً ثلاثة أمور الأمر الإيمان بالاسم الرحمن اسم الرحمن تؤمن بالصفة وأنه متصف بالرحمة ذو رحمة و تؤمن بالأثر و أنه يرحم بها خلقه واضح هذا؟

قال وأسماء ربنا توقيفية جاءت فيها أدلة توقيفية و معنى توقيفية أنها يوقف في إثباتها على النصوص الناس لا يخترعون لله أسماء من عند أنفسهم لا بل أسماؤه تؤخذ من أي شيء ؟ من كتاب الله و سنة رسوله ﷺ أسماء الله كلها حسنى كلها كمال و لكن ليس لأحدٍ أن يخترع لله اسما من عند نفسه لا بل تؤخذ من الكتاب و السنة ما جاء في الكتاب و السنة أو سمى الله به نفسه أو سماه به رسوله ﷺ أثبت ذلك و ما لا نتوقف هذا معنى توقيفية ،توقيفية يعني يوقف فيها عند النصوص.

وأسماء الله تعالى تدل على العلمية والوصفية أعلام مترادفة و أسماء تدل على العلمية و الوصفية مثل الرحمن علم على الله و أيضاً يدل على الوصف أنه متصف بالرحمة بخلاف المخلوق ،المخلوق قد يسمى باسم و يكون علم و لا يكون له وصف مثل بعض الناس يسمى صالح لكن ما يتصف بهذا وهو فاسد و اسمه صالح هذا علم فاسم صالح على الفاسد هذا علم لكن ليس له الوصفية ما اتصف بالوصف أما الله  فأسمائه تدل على العلمية و الوصفية يعني أعلام الله متصف بها المخلوق قد يسمى باسم فيكون علم عليه و لكن لا يتصف بالوصف يكون اسمه بالعكس.

وكما أن أسماءه تعالى تدل على صفاته فهي مشتقة من بعض صفاته مثلاً اسم الله تعالى الاسم اسم الرحمن متضمن لماذا ؟ لصفة الرحمة يعني أسماء الله تكون مشتقة ليس جامدة كل اسم مشتمل على ماذا؟ صفة الرحمن مشتمل على صفة الرحمة الرحمن يدل على الرحمة العليم يدل على صفة العلم القدير على صفة القدرة الرحيم على صفة الرحمة السميع على صفة السمع البصير يدل على صفة البصر و هكذا لكن بالعكس ما تشتق من الصفة اسم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ هذه فيه إثبات صفة الرضا لكن ما تشتق الاسم ما تقول من أسماء الله الراضي غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فيه إثبات صفة الغضب ما تشتق الاسم تقول من أسماء الله الغاضب كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ إثبات صفة الكره ما تشتق من صفات الله الكاره مكروا صفة المكر جاءت إثبات أن الله يمكر بماكريه ولا تشتق لصفة المكر الماكر.

المؤلف هنا ماذا يقول ؟ انظروا العبارة و كما أن أسماء الله تعالى تدل على صفاته يعني الرحمن تدل على صفة الرحمة فهي مشتقة من بعض صفاته كيف مشتقة من بعض صفاته ؟ يعني الرحمن مشتق من صفة الرحمة أو الرحمن متضمنٌ للرحمة الرحمن متضمن للرحمة الرحمن يعني الاسم أسماء الله تدل على  صفاته أما الصفات فلا يشتق منها ما يشتق منها اسم لله مثل ما سبق لو كان يشتق منها لاشتق من صفة الرضا الراضي اسم الراضي من صفة الغضب اسم الغاضب.

قال و لا تنحصر عدتها في تسع و تسعين و لا يحصيها عد العادين هذا فيه إزالة الوهم بعض الناس يظن أن أسماء الله منحصرة في تسع و تسعين أخذ من الحديث  إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. هل هذا الحديث يدل على حصر أسماء الله في تسع و تسعين لا إذاً ما معنى الحديث ؟ الدليل على أنها لا تنحصر في تسع و تسعين الحديث المعروف أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ. إذاً فيه أسماء استأثر بها الله في علم الغيب دلاله على أنه لا يعلمها إلا هو فالذي يقول أنها تسع و تسعين معناه خالف الحديث ،الحديث فيه أن لله أسماء استأثر بها في علم الغيب عنده فدل على أن أسماء الله كثيرة حتى قيل أن لله ألف اسم قاله بعضهم إذاً ما معنى إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا؟ معناها إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا متصفاً بهذا الوصف مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. و له أسماء ليس بهذا الوصف إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا موصوفة بأن مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ. و له أسماء أخرى غير موصوفة بهذا الوصف وما معنى إحصائها أين هذه التسعة و التسعين ؟ مبهمة الله تعالى أخفاها حتى يتعرف يطلبها العباد و يتعرف كما أخفيت ليلة القدر و كما أخفيت ساعة الإجابة يوم الجمعة حتى يطلبها يبحث الناس و يأخذون و يستخرجون من الكتاب و السنة من أحصاها حفظها و عمل بما فيها و دعاه بها.

وأسماؤه تعالى كلها فاضلة بل هي حسنى لكن على التحقيق متفاضلة يعني بعضها أفضل من بعض القرآن متفاضل كما معروف قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أفضل ،أفضل من غيرها و أسماء الله يعني اسم الرحمن اسم العليم اسم القدير و مثل اسم الله الأعظم نعم من هذا الباب متفاضلة.

 ولا يخرج من أسماء الله ما تقارب معناه إذا اختلف مبناه ما معنى هذه العبارة الجملة ؟ لا يخرج من أسماء الله ما تقارب معناه إذا اختلف مبناه هذا فيه نظر العبارة هذه فيها نظر  

(الطالب) 

 الرحمن الرحيم يا شيخ  

(الشيخ) 

ها لا ما تقارب ما قارب مثلا إذا قلنا الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ من أسماء الله ماذا؟ المتعال فإذا تقارب معناه و اختلف مبناه ما يخرج مثل العال بعض الناس يسميه عبدالعال هل نقول العال من أسماء الله بأنه قريب مبناه إلى المتعال و لم يختلف مبناه هل هذا صحيح ؟ لا ليس من أسماء الله العال من أسمائه المتعال  

(الطالب) 

يقول و لا يخرج من أسماء الله  

(الشيخ) 

ما تقارب معناه إذا اختلف مبناه يعني إذا كان هناك اسم قريب من أسماء الله في المعنى و لم يختلف المبنى فهو من أسماء الله هذا معناه أليس كذلك ؟ و أنا مثلت لكم المتعال و العال المتعال هذا نص القرآن الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ بعض الناس يسمي عبد العال هل هذا من أسماء الله ؟ لأنه قريب معناه للمتعال ها ؟ و لم يختلف مبناه نقول لا ليس بصحيح و كما قال في الأول أسماء الله توقيفية توقيفية فما اختلف مبناه فليس من أسماء الله ولو كان قريبا معناه إذاً هو العبارة التي قالها المؤلف نفسه قال و أسماء الله توقيفية ما معنى توقيفية ؟ يوقف فيها عند النصوص ما يزاد فإذا كان هناك اسم اختلف مبناه فليس ما يعتبر توقيفية واضح هذا هذه العبارة يعني يكون عليها تعليق.

قال المؤلف و الإلحاد فيها يكون بإنكارها بعد ثبوتها نعم من جحد أسماء الله أو إنكار ما دلت عليه كذلك هذا أيضاً إلحاد أو و بابتداع في اشتقاقها و إنشائها هذا إلحاد أو تشبيهها بأسماء المخلوقين كل هذا من الإلحاد كل هذا من الإلحاد في أسماء الله و صفاته قال تعالى: وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚسَيُجْزَوْنَ مَاكَانُوايَعْمَلُونَ إنكارها بالكلية تشبيهها بصفات المخلوقين إنكار ما دلت عليه اشتقاق أسماء للأصنام من أسماء الله أيضاً كذلك كاشتقاق المشركين اسم اللات من الإله و العزى من العزيز كل هذا من الإلحاد نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على خير الأنبياء و سيد المرسلين نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين  

قال المصنف حفظه الله تعالى:

الفصل الثاني عشر: قواعد الإيمان في الصفات العلا

 وصفات الله عليا كلها  

(الشرح) 

لا صفة الله بدون واو صفات الله 

(المتن) 

أحسن الله إليكم قال:

صفات الله عليا كلها ثناء كلها كمال كلها توقيفية كلها.

وباب الصفات أوسع من باب الأسماء و أوسع منها باباً الإخبار.

و أفعاله تعالى صادرة عن أسمائه وصفاته.

و لا يحيط بصفات أحدٌ و لا يأتي عليها عدٌ.

وهي متفاضلة تفاضُلاً لا يستلزم نقصا.

و تفسير بعضها ببعض لا يستلزم تماثلا.

و الصفات منها ثبوتٍ و منها سلبيٍ أو منفي و الثبوتية منها ذاتية و فعلية وهي مدح و كمالات و الذاتي لا يتصور في كمالها عن الذاتي أزلاً و لا بد و يلزم عن نفيها نقصٌ و لا تتعلق بالمشيئة و الفعلية على خلاف ذلك.

و الذاتية منها معنويٌ كالسمع و البصر و القدرة و العلم و منها خبري كالوجه و اليدين و القدم و العين.

و الفعليةُ كالضحكِ و المجيء و النزول و الاستواء.

و المنفية كالموت و النوم و النسيان و العجز.

و ليس في المنفي منها كمال و لا مدح إلا بإثبات كمال أضدادها.

و طريقة الوحي في الصفاتِ الإجمال عند النفي و التفصيل بالإثبات.

و القول في الصفات كالقول بالأسماء.

و القول في الصفات كالقول بالذات.

و القول في بعض الصفات كالقول في الباقيات.

و الاشتراك بالأسماء و الصفات لا يستلزم تماثل المسميات و الموصوفات.

و ليس في العقليات ما يخالف منهج الإثبات.

و الواجب في نصوص الصفات إجراؤها على ظاهرها اللائق بجلاله تعالى.

و المعلومِ بمقتضى الخطاب و البيان و ما يفهم من السياق فالأسماء و الصفات إذا أضيفت إلى الرب اختصت به فكما تثبت له ذات كالذوات تثبت له  

(الشرح) 

نعم ذات لا كالذوات  

(المتن) 

أحسن الله إليكم يا شيخ.

فكما تثبت له ذات لا كالذوات تثبت له أسماء و صفات لا يماثلها ما للمخلوق من أسماءٍ أو صفات و كما أن له تعالى ذات على الحقيقة و أفعال على الحقيقة فكذلك له صفات على الحقيقة.

و التفويض عند الخلف يشمل المعاني الحقيقية وهو من البدع الردية  

(الشرح) 

الردية  يشمل المعاني الحقيقية وهو من البدع الردية نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك يا شيخ قال:

و التفويض عند الخلف يشمل المعاني الحقيقية  

(الشرح) 

المعاني المعانيَ 

(المتن) 

المعاني الحقيقية وهو من البدع الردية إلا أن يقصد به تفويض علم الكيفية.

و مذهب أهل السنة في الصفات وسط بين فرق أهل القبلة إثبات بلا تمثيل و تنزيه بلا تعطيل إذ كل ممثل معطل وهو كمن يعبد صنما و كل معطلٍ ممثل وهو كمن يعبد عدما.

و التكذيب بالصفات كفر و إثبات التشبيه و التمثيل بالمخلوقين كفر و تأويل الخلف مظنةَ التلف و لا  

(الشرح) 

مظن مظنةُ 

(المتن) 

أحسن الله إليكم يا شيخ قال:

و تأويل الخلف مظنةُ التلف.

و لا يقبل إلا لظاهرٍ خالف سائر المنقولات فيفسر بما يوافقها.

و اعتماد تأويل الصفات كأصل بدعة كلية و تأويل بعضها زلة علمية ترد على  قائلها و لا تهدر مكانته بسببها  

(الشرح) 

نعم هذا الفصل فيه قواعد الإيمان في الصفات وهو فصلٌ مليء بالمعاني مضغوط لو أردنا أن نفصل تفصيلا يمكن يأخذ وقتا طويلا.

يقول صفات الله عليا كلها ثناء صفات الله عليا لا شك قال تعالى: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى. يعني الصفات الكاملة العليا ثناء كلها و كمال كلها توقيفية كلها توقيفية يعني يوقف فيها عند النصوص كلها كمال كلها ثناء.

باب الصفات أوسع من باب الأسماء و أوسع منها باباً الإخبار المعروف عند أهل العلم أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات فمثلاً الإخبار يخبر عن الله بأنه ذات و بأنه شيء و بأنه موجود و بأنه شخص لاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ بأنه شيء: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ. ولو قالوا من أسمائه الصفات بالحديث لاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ  فيقبل بأنه شخص و لا يقبل من أسماء الله شخص أو من صفات الله يقال بأنه شيء و لا يقبل من أسمائه و يقال بأنه ذات و لا يقال ذات من أسماء الله يخبر بأنه موجود فباء قاعدة عن أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات ،الصفات توقيفية لا يجوز إثبات صفة الله إلا ماذا ؟ إلا بما ورد بالكتاب و السنة و كذلك الأسماء و بهذا يتبين أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات بمعنى أنه يخبر عن الله بأنه ذات بأنه شيء و بأنه موجود و كما شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على البدع يخبر عنه بأنه صانع هذا من باب الخبر باب الخبر أوسع من باب الصفات لكن قول المؤلف باب الصفات أوسع من باب الأسماء كيف يكون ذلك ؟ من أي جهة هذه السعة ؟ باب الصفات أوسع من باب الأسماء الصفات توقيفية و الأسماء توقيفية فما وجه كون الصفات أوسع نعم  

(الطالب) 

باب الصفات يا شيخ  

(الشيخ) 

يقول باب الصفات أوسع من باب الأسماء  

(الطالب) 

يمكن بعض الصفات ليس عليها أسماء  

(الشيخ) 

ها  

(الطالب) 

نعم 1:3:30 

(الشيخ) 

نعم وَجَاءَ رَبُّكَ هذا إثبات المجيء لله تعالى نعم 

(الطالب) 

و لكن لا يقال 1:3:37 

(الشيخ) 

 و لكن لا يقال ماذا ؟ هذا ما فيه إشكال هذا يعني  

(الطالب) 

كون بعض الصفات  

(الشيخ) 

لا لا ذكر سبق أن قلنا أن الصفات يعني لا يشتق منها لا يشتق منها أسماء لله مثلنا قبل قلنا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فيه إثبات صفة الرضا و لا يشتق منها اسم اسم الراضي نعم يمكن لكن الاسم ،الاسم الرحمن متضمن لصفة الرحمة فالرحمن متضمن لصفة الرحمة أما الصفة فلا تتضمن إثبات الاسم فالظاهر أن بالعكس هذا أن الاسم هو الذي متضمن للصفة أما الصفة ليست متضمنة للاسم (فما أدري وش) المقصود من قول باب الصفات أوسع من باب الأسماء من أي جهة كان أوسع ؟ أما باب الخبر هذا معروف أنه أوسع من باب الصفات كما سمعتم يخبر بأنه ذات و بأنه شيء و بأنه شخص و بأنه موجود هذا من باب الخبر و ليس من باب الصفات ،الصفات توقيفية لا توجد صفة إلا إذا وردت في الكتاب و السنة و الاسم توقيفي فما معنى قول المؤلف باب الصفات أوسع من باب الأسماء ؟ يعني على كل حال ( أنا عندي فيها )يعني  لم يتبين لي الآن المقصود منها من هذا نعم  

(الطالب) 

1:5:01 

(الشيخ) 

كل اسم ماذا؟  هذا يفيد العكس يفيد أن باب الأسماء أوسع من باب الصفات عكس هذه ليس من باب الصفات أوسع إذا كان الاسم يشتق منه الصفة أو متضمن للصفة و الصفة لا يشتق منها الاسم صار بالعكس صار باب الصفات ماذا؟ باب الأسماء أوسع من باب الصفات وهو يقول باب الصفات أوسع من باب الأسماء  

(الطالب) 

لو كان الصفات يا شيخ الأسماء مشتقة من بعض الصفات  

(الشرح) 

ها 

(الطالب) 

أقول الأسماء مشتقة من بعض الصفات  

(الشيخ) 

وين أين  

(الطالب) 

و يلزم أن الصفة يشتق منها اسم  

(الشيخ) 

وين هات الصفة مشتقة من الأسماء 

(الطالب) 

منها الرحمة صفة الرحمة 

(الشيخ) 

نعم 

(الطالب) 

 منها اسم الرحمن  

(الشيخ) 

لا ما هي مشتقة ما هي مشتقة من اسم الرحمن ،الرحمن هو الأصل اسم هو المتضمن لصفة الرحمة على كل حال تبقى يعني هذه العبارة نحتاج إلى توضيح لها  

(الطالب) 

تقصد التي قبلها  

(الشرح) 

باب الإخبار ينص على هذا كان تقييما أن باب الإخبار أوسع من باب الصفات (ولم يعني أرى) أن باب الصفات أوسع من باب الأسماء نعم.

 و أفعاله تعالى صادرة عن أسمائه و صفاته هذا حقيقة هذا صح هذا حق أسماء الله تعالى كلها صادرة عن أسمائه و صفاته.

قال ولا يحيط بالصفات أحد و لا يأتي عليها عد نعم لا يحيط بصفات الله أحد و لا يأتي عليها عد لما ثبت في الخبر السابق أن النبي ﷺ قال أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ. ما تحصر.

وهي متفاضلة تفاضل لا يستلزم نقصاً نعم.

و تفسير بعضها ببعضٍ لا يستلزم تماثلا نعم.

و الصفات منها ثبوتية و منها سلبي أو منفي الثبوتي مثل صفة الرحمة و العلم و القدرة و السمع و البصر هذه صفات ثبوتية و صفات سلبية مثل قوله لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا، لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ. هذه الصفات سلبية و لكن الصفات السلبية مستلزمهٌ لإثبات ضدها من الكمال لا بد أن تستلزم الصفة السلبية تستلزم أي إثبات ضدها من الكمال لأنها إذا استلزمت إثبات ضدها من الكمال صارت ماذا ؟ صارت صفةً محضة و المحض الصفة المحضة الذي لا تستلزم الكمال يوصف بها المعدوم و المعدوم لا يوصف بالكمال ما هي الصفات التي تستلزم إثبات ضدها ؟ مثل قوله لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ نفي السنة و النوم يتضمن كمال الحياة كمال حياته  لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لكمال حياته إذاً نفي السنة و النوم استلزم إثبات ضدها من الكمال ضد السنة و النوم كمال الحياة أما المخلوق يأخذه تأخذه السنة و تأخذه النوم لأن حياته ناقصة ليست كاملة وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا، يعني لا يعجزه و لا يسخره حفظهم لكمال قوته و قدرته يستلزم كمال القوة و القدرة وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا لكمال ماذا؟ لا وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا  لكمال عظمتهلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، لكمال عظمته و كونه أكبر من كل شيء لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ. لكمال علمه.

 فالصفات السلبية تستلزم إثبات ضدها من الكمال أما إذا لم يثبت ضدها من الكمال فأنها تكون محضا تكون صفة محضة و المحض يوصف به العدم و العدم ليس بالكمال العدم يوصف بأنه لا يرى لكن هذا كمال الله يقول لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، يعني لكمال عظمته لكونه أكبر من كل شيء و أعظم من كل شيء المعدوم لا يرى لكن لا يسلم من الكمال طيب.

الصفات منها ثوبتيٌ و منها سلبيٌ أو منفي و الثبوتية منها ذاتيٌ و فعلي منها ذاتي مثل ماذا ؟ مثل وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا، لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ  ذاتي كمال الحياة ذاتي و الفعلي مثل ماذا؟ ها لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ، نعم المجيء هات وين النفي هات النفي أو الثبوتي نعم الثبوتي نعم الثبوتية نعم هذا ماذا؟ صفته منها ثبوتي و منها سلبي أو منفي.

و الثبوتية تنقسم إلى قسمين نعم مثل المجيء  ومثل الكلام مثل الاستواء كل هذه صفات فعلية مثل الغضب و الرضا و المحبة كل هذه صفات فعلية و المدح و الكمال و الذاتية لا يتصور في كمالها عن الذاتي أزلاً ولا أبداً مثل صفة العلم و القدرة و السمع و البصر هذه لا تنفك عن الباري و يلزم نفي من نفيها و يلزم عن نفيها نقص و لا تتعلق بالمشيئة و الفعلية تتعلق بالمشيئة مثل الرضا و الغضب و المحبة هذا تتعلق بالمشيئة و الإرادة إذا أراد شيئاً و الذاتية منها معنوي كالسمع و البصر معنوي الذي هو قائم بالذات كالسمع و البصر و القدرة و العلم و الخبري الذي ورد جاءت بإثباته جاءت بإثباته الخبر من الكتاب و السنة مثل الوجه و اليدين و القدم و العين و الفعلية كالضحك و المجيء و النزول و الاستواء و المنفية كالموت و النوم و النسيان و العجز الموت منفي عن الرب لأنه يستلزم كمال الحياة و النوم يستلزم كمال كذلك و النسيان يستلزم كمال ماذا؟ كمال العلم و العجز يستلزم كمال القوة و ليس في المنفي منها كمال و لا مدح إلا بإثبات كمال ضدها كما سبق النفي المحض يوصف به العدم الصفات المنفية أو السلبية تستلزم إثبات ضدها كمال إثبات ضدها من الكمال لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لكمال حياته لأنه لو لم تستلزم إثبات كمالها لكان النفي ماذا؟ محضاً و المحض ليس بشيء و ما ليس بشيء فهو كسب ليس بشيء و لأنه يوصف بالمعدوم و المعدوم لا يوصف بالكمال. و لهذا قال المؤلف و ليس في المنفي منها كمال و لا مدح إلا بإثبات كمال أضدادها.

و طريقة الوحي في الصفات الإجمال عند النفي و التفصيل في الإثبات نعم هذه طريقة الكتاب و السنة وهو مذهب أهل السنة و الجماعة إثبات نفي النقائص ما ليس بالمعلوم إجمالاً و إثبات الصفات تفصيلاً فمثلاً في الإجمال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ هذا مجمل مثل قوله تعالى: هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا مجمل وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ هذا مجمل نفي العيوب و النقائص مجمل فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ 

أما التفصيل فيه إثبات مثل السمع و البصر و العلم و القدرة أهل البدع بالعكس ينفون نفياً ماذا؟ مفصلاً و يثبتون إثباتاً مجملاً يقول الله له الكمال هذا إجمال لكن في النفي يقولون ليس له ليس له كذا ليس فوق العالم و لا تحت العالم و لا كذا و ليس بذات و لا جثة و لا أعضاء و لا ذو لحية و لا كذا و لا دم و هكذا يفصلون و هذا مع كونه مخالف لنصوص الكتاب و السنة يستلزم أيضاً نقص فأنت لو أردت أن تمدح ملكا أو أميرا و تقف عنده تقول أنت أيها الملك ليس بزبال و لا كساح و لا كناس و لا كذا و تعدد الصفات تنفيها عنه عاقبك و ربما قتلك تقول أنت يا أيها الملك ليس  كناس و لست (حمالي) و لا كذا و لا كذا لكن متى تكون مدحت ؟ إذا قلت أنت ليس مثل أحدٍ من رعيتك بل أنت منهم أكمل و أفضل صار هنا جاء المدح. فالنفي المفصل نفي العيوب المفصلة هذا يستلزم إساءة الأدب مع كونه لم يكن بالكتاب و السنة حتى المخلوق هو صحيح أنت أيها الملك ليس بكناس صحيح أم ليس صحيح ؟ صحيح لكن كونك تواجهه بهذا تنفي عنه صفة هذا سوء أدب فيه سوء أدب. طريقة الوحي في الصفات الإجمال بالنفي خلافاً لأهل البدع فإنهم بالعكس فإنهم ينفون نفيا مفصلاً و يثبتون إثباتاً مجملاً.

و القول في الصفات كالقول بالأسماء يعني كما أن له أسماء لا تشبه أسماء المخلوقين فله صفات لا تشبه صفاته هو القول في الصفات كالقول في الذات يعني كمال ذات الله لا تشبه الذوات فله صفات لا تشبه صفاته هذا يرد فيه على الأشاعرة الذين أثبتوا بعض الصفات دون البعض و على المعتزلة الذين يثبتون الأسماء و نفوا الصفات و على الجهمية الذين نفوا الأسماء و الصفات.

و القول في بعض الصفات كالقول في الباقيات هذا من القواعد التي ذكرها شيخ الإسلام في التدمرية القول في الصفات كالقول على الإطلاق فإذا جاء الأشعري و أثبت سبع صفات و نفى البعض نقول القول في بعض الصفات كالقول في البعض فالأشعري يثبت الحياة و الكلام و السمع و البصر و العلم و القدرة و الإرادة و ينفي المحبة و الغضب فنقول له القول في بعض الصفات كالقول في البعض و الاشتراك في الأسماء و الصفات لا يستلزم تماثل المسميات و الموصوفات نعم.

مثلاً الله تعالى يوصف بالعلم و المخلوق يوصف بالعلم هل معنى هذا يستلزم أن ذات المخلوق تشبه ذات الخالق لا هذه إنما المماثلة في الاسم و المسمى في الاسم و المسمى لكن في الحقيقة و الكنه والكيفية ما فيه تماثل.

و ليس في العقليات ما يخالف منهج الإثبات يعني العقل الصريح يوافق النقل الصحيح.

و الواجب في نصوص الصفات إجراءها على ظاهرها اللائق بجلاله تعالى.

و المعلوم بمقتضى الخطاب و البيان نعم تجرى الصفات فلا تؤل العلم و القدرة و السمع بمقتضى الخطاب ،الخطاب الوارد عن النص و البيان و ما يفهم من السياق فالأسماء و الصفات إذا أضيفت إلى الرب اختصت به هذا صحيح العلم و القدرة و السمع فكما تثبت له ذات لا كالذوات تثبت له أسماء و صفات لا يماثلها ما للمخلوق من أسماء و صفات و كما أن له تعالى ذاتا على الحقيقة و أفعالاً على الحقيقة فكذلك له صفات على الحقيقة هذا تفسير لما سبق.

التفويض عند الخلف يشمل المعاني الحقيقية و من البدع الردية إلا أن يقصد به تفويض علم الكيفية التفويض عند الخلف يقول المفوضة هم الذين يقولون الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى مثلاً يقول نفوض معنى الرحمن على معنى الرحمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يقولون (لا نعلم) ما معنى الرضا كأنها كلمة أجنبية كأنها حروف يلوك بها السمع و اللسان و (لا نعلم) ما معناها يقول لا نعلم المعنى وما معنى الرضا ؟ يقول (لا نعلم) كأنها كلمة إنجليزية (لا نعلم) ما معناها بس حروف فقط هذا باطل بل لها معاني المعاني معروفة و موجودة و الله تعالى أمر بالتدبر قال كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ و لم يقل لله صفات لا تتدبروها وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ فدل على أنها معلومة المعنى إنما الغير معلوم الكيفية.

و لهذا قال العلماء الاستواء له أربعة معان استقر و علا و صعد و ارتفع و هذه المعاني الأربعة الاستواء تدور عليه تفاسير السلف الاستواء الله مستوٍ عن عرشه استواءً حقيقياً بهذه المعاني الأربع على كيفية الله أعلم بها واضح.

قال العلماء إن المفوضة شرٌ من المؤولة المفوضة قال البعض معاني الصفات غير معلومة لنا (لا نعلم) ما معنى الرضا و الغضب و لا السمع و لا البصر هذا باطل المعاني معروفة لكن الكيفية هي المجهولة واضح هذا

معنى قول التفويض عند الخلف يشمل المعاني الحقيقية وهو من البدع الردية إلا أن يقصد بها تفويض علم الكيفية نعم إذا أردت أن نفوض الكيفية علم الكيفية نعم لا يعلمها غير الله.

قال و مذهب أهل السنة في الصفات وسط بين فرق أهل الملة وسط بين مذهب المشبهة و بين مذهب ماذا؟ المعطلة فالمشبهة غلو في الإثبات حتى وصلوا للتشبيه و المعطلة غلو في التنزيه حتى وصلوا إلى التعطيل و هؤلاء معهم حق و هؤلاء معهم حق أهل السنة ماذا عملوا ؟ أخذوا الحق الذي مع الممثلة وهو ماذا؟ الإثبات و نفوا الباطل وهو الغلو في هذا الإثبات حتى وصلوا للتشبيه و أخذوا الحق الذي مع المعطلة وهو التنزيه و وردوا الباطل الذي معهم وهو الغلو في هذا التنزيه حتى أوصلوه إلى التعطيل فخرج مذهب أهل السنة بين مذهب أهل المشبهة و المعطلة مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ إثبات بلا تمثيل و تنزيه بلا تعطيل إذ كل ممثل معطل كيف الممثل معطل ؟ الذي يمثل صفات الله كصفات المخلوقين معناه عطل صفات لما قال أن صفات الخالق مثل صفات المخلوقين أنكر أن يكون له صفات تليق به فعطل من هذه الجهة وهو كمن يعبد صنما هذا قال ابن القيم رحمه الله:

لَسنا نُشبِّه وَصْفَه بصِفاتنا إنَّ المُشبِّهَ عابدُ الأوثان

و كل معطل ممثل وهو كمن يعبد عدما المعطل إذا عطل أسماءه و صفاته معناه مثلها بالمعدومات وحين يوصف يعبد عدما.

و التكذيب بالصفات كفر و إثبات التشبيه و والتمثيل بالمخلوق كفر وهذا التكفير على العموم وإلا بالتعيين ؟ هذا على العموم إذا قيل لك شخص يكذب بالصفات نقول هذا كفر لكن فلان ابن فلان تكفره لا حتى تقوم عليه الحجة فلان يشبه المخلوقين يشبه صفات الخالق بصفات الخلق نقول هذا كفر لكن فلان مخلوق هل يكفر نقول لا حتى تقوم عليه الحجة واضح؟؟ الدليل على تكذيب صفات الكفر قال نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري مسلم من شبه الله بخلقه كفر و من نفى ما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله ﷺ كفر و ليس فيما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله من ذلك تشبيه.

قال و تأويل الخلف مظنة التلف الخلف أو الخلف وهو العقل الفاسد كما سبق إذا الخلف هما الذين جاؤوا بعد الصحابة و التابعين أولوا الصفات مثل الأشاعرة و المعتزلة أولوا مثلاً الرضا بالثواب و الغضب بالعقاب يقول و تأويل الخلف مظنة التلف تلف ماذا؟ تأويل الخلف جاء الأشعري و أول هو أول الرضا بماذا؟ بالثواب و الغضب كيف يكون وصل إلى التلف ؟ تأويل الخلف مظنة التلف  

(الطالب) 

تلف المعنى يعني يقصد 

(الشرح) 

ها تلف ماذا؟  

(الطالب) 

تلف المعنى يا شيخ أقصده  

(الشرح) 

تأويل الخلف مظنة التلف هذا سجع لكن ما معناه ؟ كيف يكون تأويل الخلف مظنة التلف ؟ تلف ماذا؟ تلف الدين و تلف لأي شيء ؟  

(الطالب) 

تلف المعنى معناه صفة  

(الشرح) 

هو أوله أولها فكيف مظنة يعني قد يتلى كلمة مظنة مثل السفر مظنة المشقة العلماء قالوا على السفر مظنة المشقة و لما كانت المشقة غير منضبطة علقها السلف بالسفر كل مسافر يترخص لكن ليس كل من أصابه مشقة يترخص و إلا لقلنا أن ماذا؟ أن الخباز الذي يصلي النار أربعا و عشرين ساعة عليه مشقة يفطر في رمضان لكن لا الرخصة علقت بأي شيء ؟ علقت بالسفر لأنه مظنة المشقة قد توجد و قد لا توجد بخلاف المشقة ما علق بها فكذلك يقول ماذا ؟ تأويل مظنة التلف يعني قد يوجد تلف و قد لا يوجد بكلمة مظنة السفر مظنة المشقة قد توجد و قد لا توجد فما معنى مظنة التلف ؟ يعني هل يتلف المؤول 

(الطالب) 

سوء الفهم يعني مظنة 

(الشرح) 

 وين سوء الفهم جاء عبارة فقط تأويل الخلف مظنة التلف مظنة يعني  

(الطالب) 

مظنة الاعتقاد يا شيخ  

(الشرح) 

ها ساكت مسكوت عنها المؤلف ما قال شيء هكذا تأويل الخلف مظنة التلف يعني لا بد لها من تفسير هذه لا بد لها من تفسير يعني التأويل مظنة التلف تأويل الخلف ،الخلف من المعتزلة و الأشاعرة من أول الأشاعرة أولوا الصفات وإلا المعتزلة نفوا الصفات كلها لكن التي أولوها كيف تأويلهم مظنةٌ للتلف؟ نعم فيها إشكال ولا ما فيها إشكال ؟ نعم فيها إشكال ها يبقى إشكال مقصود تأويل الخلف مظنة التلف و لا يقبل إلا لظاهر إلا لظاهرٍ خالف سائر المنقولات فيفسر بما يوافقها يعني يقول ما يقبل التأويل إلا إذا وجد صفة ظاهرها يخالف الصفات الأخرى نؤولها ما مثال ذلك ؟ نعم لا يقبل إلا لظاهرٍ خالف سائر المنقولات فيفسر بما يوافقها مثل وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِيْ أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَمَنْ تَقرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا هل هذا ظاهر يخالف المنقولات فيفسر بما يوافقها نعم يحتاج إلى مثال أن يأتي دليل فيه إثبات صفة تخالف سائر النصوص و تحتاج إلى أن تؤول بما يوافق النصوص هذا يحتاج إلى مثال نعم.

قال و اعتماد تأويل الصفات كأصلٍ بدعة كلية من الذي اعتمد تأويل الصفات أصل؟؟ الذي أنكروه بالمرة 

(الطالب) 

المعتزلة 

(الشرح) 

الأشاعرة  إنكار و اعتماد تأويل الصفات كأصلٍ بدعة كلية و تأويل بعضها زلة علمية يعني إذاً الأشاعرة أولوا بعضها و إلا كلها بعضها يعني زلة علمية إذا و الذي أولها كلها منهم ها أولوها وإلا نعم وإلا أنكروها جحدوها نفوها ها نعم قد يقال إنهم المعتزلة اعتمدت تأويل الصفات لكن هم نفوا الصفات من الأساس ما أولوها.

و تأويل بعض الصفات زلة علمية ترد على قائلها و لا تهدر مكانته بسببها يعني لو إنسان عالم مثلاً أول صفة هذا يعتبر زلة لكن ليس معنى ذلك أن صاحب هذه الزلة مثلاً نخرجه من أهل السنة و الجماعة و نتكلم لا ابن خزيمة رحمه الله إمام من الأئمة و مع ذلك غلط في مسألة الصورة لما قال خلق الله خلق الله الأرض و السماء قال لا تغلطوا و لا تغالطوا 1:26:24هذه زلة رد عليه شيخ الإسلام بن تيمية في بيان تلبيس الجهمية ظن رحمه الله أن إثبات الصورة فيه تشبيه لكن أهم شيء إثبات الصفة هل يقال هذه تأويل بعضها ؟ هذه في صفة وحده أما من اعتمد اعتبر تأويل الصفات كالأصل هل الأشاعرة اعتبروا تأويل الصفات أصل ؟ مع أنه أثبتوا السبع صفات بعضهم زاد  

(الطالب) 

هم السبع صفات أثبتوها أيضاً 

(الشرح) 

أيه و بعضهم أثبت أكثر بعضهم عشرين صفة هل يقال أنهم اعتمدوا تأويل الصفات أصل ؟ أو يقال أن المعتزلة الذين نفوا الصفات اعتمدوا التأويل أصل هل المعتزلة نفوا أو أولوا ؟ نفوا الصفات نفوا فإذا المؤلف يقول اعتماد تأويل الصفات كأصل هذا بدعة ،بدعة كلية  

(الطالب) 

و هل الأشاعرة اعتمدوا ذلك ؟  

(الشرح) 

الأشاعرة أثبتوا البعض هل اعتبروا التأويل هو الأصل ؟ نعم فيه نعم فيما خالف العقل بزعمهم من هذه الناحية طيب بعده أكمل أحسنت  

(المتن) 

أحسن الله إليك قال:

الفصل الثالث عشر: ثمرات الإيمان بالأسماء و الصفات

 و الإيمان بالأسماء و الصفات مقتضٍ لأثاره في العبادة و الدين كاقتضائها لأثارها في الخلق و التكوين و الإيمان بها على وجهها الصحيح يثمر أنواعاً من العبودية

فعلم العبد بجلال الله و عظمته و قوته يثمر عبودية الخضوع و الإنابة و الخشوع و الاستقامة.

و علمه بسمعه و بصره و إحاطته تعالى يثمر عبودية حفظ اللسان و الجوارح و خطرات القلب و الحياء.

و علمه بغناه و كرمه و إحسانه و رحمته تعالى يثمر عبودية الرجاء و أنواع من عبودية الظاهر و الباطن.

و علمه بالصفات إلاهيته و أمره و نهيه يثمر عبودية المحبة الخالصة و الشوق إلى لقائه و الأنس به و المنافسة في قربه و التودد إليه بطاعته و اللهج بذكره و الفرار إليه ثم أنه لا ينازع ربه في صفات ألوهيته فلا يحكم إلا بما أنزل الله و لا يتحاكم إلا إلى ما أنزل الله و لا يحرم ما أحل الله ولا يحل ما حرم الله.

و كل ما يحبه الله فهو من آثار أسمائه و صفاته و موجبها و كل ما يبغضه فهو مما يضادها و ينافيها  

(الشرح) 

نعم هذا الفصل في ثمرات الإيمان بالأسماء و الصفات.

قال المؤلف و الإيمان بالأسماء و الصفات مقتضٍ لآثاره في العبادة و الدين كاقتضائها لآثارها في الخلق و التكوين يقول الإيمان بالأسماء و الصفات يقتضي أثرها في العبادة و الدين مثل من أسماء الله الكريم يقتضي أثره في العبادة أن تكون كريماً تتخلق مثل من أسماء الله المحسن يقتضي أثرها في العبادة و الدين أن تكون محسناً الإيمان بالأسماء و الصفات مقتضٍ لآثاره في العبادة و الدين كاقتضائها لآثارها في الخلق و التكوين يعني هيا أسماء الله لها آثار في العبادة و الدين هذا بالنسبة للمخلوق ها مثل الكريم و المحسن يقتضي أثره في المخلوق أن يكون ماذا ؟ محسناً كريماً لكن اقتضاء آثاره في الخلق و التكوين ما مثاله يمكن إذا قد نقول مثل اسم الله الخالق هذا يقتضي أثرها يقتضي أثرها في الخلق و التكوين أنه تعالى خالق الأشياء فالإيمان باسم الله الخالق يقتضي أثرها في الخلق و التكوين و أن الله هو الخالق هو الخالق جميع المخلوقات اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ كما أن اسم الكريم و المحسن يقتضي أثره في العبادة و الدين و أن المسلم يجاهد نفسه في الإحسان على الإحسان و الكرم فكذلك اسم الله الخالق يقتضي أثره في الخلق و التكوين اسم الله الرازق الرزاق يقتضي أثره في الرزق طيب.

و الإيمان بها على وجهها الصحيح يثمر أنواعاً من العبودية الإيمان بأسماء الله و صفاته يثمر أنواع من العبودية.

مثل المؤلف قال علم العبد بجلال الله و عظمته و قوته يثمر عبودية الخضوع و الإنابة و الخشوع و الاستقامة لله علم العبد بسمعه و بصره و إحاطته تعالى يثمر عبودية حفظ اللسان و الجوارح و خطرة القلب و الحياء يثمر الحياء إذا عرفت أن الله يسمع كلامك و يبصر يثمر الحياء يثمر حفظ اللسان علمه بغناه و كرمه و إحسانه و رحمته يثمر عبودية ماذا؟ الرجاء تعالى إذا علمت أن الله كريم و أنه محسن و أنه رحيم يثمر عبودية الرجاء و أنواع من العبودية الظاهرة و الباطنة علمه بالصفات إلاهيته و أمره و نهيه تعلم أن الله تعالى هو الإله وهو الآمر و الناهي له الأمر له الخلق له الأمر و النهي يثمر عبودية المحبة الخالصة لله و الشوق إلى لقائه و الأنس به و المنافسة في قربة و التودد إليه بطاعته و اللهج بذكره و الفرار إليه ثم أنه لا ينازع ربه في صفات ألوهيته هذا معلوم من نازع الله في صفات ألوهيته كفر ثم أنه لا ينازع ربه في صفات ألوهيته فلا يحكم إلا بما أنزل الله و لا يتحاكم إلا إلى ما أنزل الله ولا يحرم ما أحل الله و لا يحل ما حرم الله.

قال و كل ما يحبه الله فهو من آثار أسمائه و صفاته و موجبها نعم من أسماء اسم الله الإله من آثاره أنه هو المعبود و الله تعالى يحب من عباده أن يعبدوه و له صفات العبادة كل ما يحبه الله فهو من آثار أسمائه و صفاته و موجبها يعني ثمرة من ثمراته و كل ما يبغضه الله فهو مما يضادها و ينافيها ما يبغضه الله فهو ما يضاد أسماءه و صفاته فالشرك هذا مما يبغض الله و هو مما يضاد أسماء الله و صفاته طيب نعم   

(المتن) 

أحسن الله إليك قال:

الفصل الرابع عشر: إفراد الله تعالى بصفات الألوهية

قال الألوهيةُ نسبة للإله المعبود المحبوب المرجوِ المطلوب الذي تذل و تخضع له قلوب فتطمئن به فيه و تسكن إلى قضائه و قدرة تعبده و تتوكل عليه و إليه تنيب.

و الإيمان بالألوهية هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له و في تفرده تعالى بصفة الإلهية قال الله تعالى وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ و قال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ.

و العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة أداء بغاية الحب و كماله و خضوعاً بغاية الذل و تمامه تعظيماً لذاته و حذراً من عقوبته و رجاءً في رحمته.

و إفراده تعالى بالعبادة هو أصل دين الإسلام وحق الملك العلام و غاية خلق الأنام و فيصل التفرقة بين الكفار و أهل الإسلام لب دعوة النبيين و أول خطاب للناس أجمعين وهو العصمة في الدنيا و النجاة بالآخرة فهو أول الدين و آخره قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ

(الشرح) 

نعم هذا الفصل الرابع في إفراد الله تعالى بصفات الألوهية.

يعني أنه الإله بصفات الالوهية مثل ماذا؟ الإله صفة الإله الله الإله الواحد صفة الألوهية الألوهية نسبة للإله المعبود المحبوب المرجو المطلوب الذي تذل و تخضع له القلوب فتطمئن بذكره و تسكن إلى قضائه و قدرة تعبده و تتوكل عليه و إليه تنيب الإيمان بألوهية الله هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له و العبادة هي أفعالك أنت أيها العبد التي تعبد بها الله الخوف و الرجاء و المحبة و الصلاة و الصيام و الدعاء و الذبح و النذر وفي تفرده تعالى بصفاته الإلهية قال الله تعالى وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ  يعني معبودكم معبود واحد قال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ.

 العبادة اسم جامع لكل حب ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة هذا تعريف شيخ الإسلام بن تيمية يقول العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأعمال الباطنة و الظاهرة و من العلماء من قال العبادة هي ما أمر به شرعاً من غير اقتضاءٍ عقلي و لا اطراد عرفي ما أمر به شرعاً مثل وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ هذا أمر به شرعاً من غير اقتضاءٍ عقلي العقل ما اقتضى هذا و لا اطراد عرفي ولا اطرد به العرف وتوضيح ذلك أن نقول العبادة هي الأوامر و النواهي تتعبد بها لله تمتثل الأوامر و تجتنب هذه العبادة.

و الأوامر نوعان أمر إبجاب وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ أمر استحباب مثل الأمر بالسواك عند الصلاة تتعبد لله بالسواك و بإقامة الصلاة.

و النهي نوعان نهي تحريم مثل وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا نهي تنزيه مثل النهي عن الحديث بعد صلاة العشاء تتعبد لله بهذا و بهذا هذا أنواع العبادة فعل الأوامر و اجتناب النواهي تعبداً لله .

يقول أداءً بغاية الحب و كماله و خضوعاً بغاية الذل و تمامه هذه سبق أن قلنا أن العبادة لها ماذا؟ ركنان الركن الأول غاية الحب غاية الحب و الركن الثاني غاية الذل غاية الحب و التعظيم و غاية الذل و الخضوع كما قال الإمام ابن القيم:

وعـبادةُ الرحمـن غَايَـةُ حُبِّـهِ مـع ذُلِّ عـابـده همـا قُـطْبَـانِ
وعليهمــا فلـك العبـادة دائـرٌ مـا دار حــتى قــامت القطبـانِ

فلك العبادة على هذين الأمرين غاية الحب و كماله وخضوعاً بغاية الذل و تمامه تعظيم لذاته و حذراً من عقوبته و رجاءً في رحمته تعظيماً لذاته و جلاله و عظمته .

و إفراده تعالى بالعبادة أصل دين الإسلام أصل الإسلام أن تعبد الله و تخلص له الدين هذا هو أصل الدين وحق الملك العلام و غاية خلق الأنام الغاية من خلق الجن و الإنس ما هو ؟ العبادة وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ و فيصل التفرقة بين الكفار و أهل الإسلام نعم الفاصل بين الكفار و المسلمين هو التوحيد و العبادة المسلمون يوحدون الله و الكفار يشركون مع الله غيره الفاصل بينهم ما هو ؟ توحيد العبادة لب دعوة النبيين التي هي توحيد العبادة و أول خطاب للناس أجمعين وهو العصمة في الدنيا و النجاة بالآخرة نعم من وحد الله وهو معصوم في الدنيا ناج فهو أول الدين و آخره أول الدين و آخره هو ماذا؟ توحيد العبادة وهو ظاهره و باطنه قال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك قال:

و الإيمان بالألوهية متضمنٌ للإيمان بالربوبية و بالأسماء و الصفات العلية و تتضمن شهادة أن لا إله إلا الله إفرادً له تعالى بأفعاله و تعرفاً إليه بأسمائه و صفاته و الإخلاص بإفراده تعالى بالعبادة حباً و رغبةً و ذلاً و رهبة قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ.

 و تتضمن شهادة أن محمداً رسول الله يقينا برسالته و الحب و التوقير لشخصيته و التصديق لخبره و الاتباع لأمره و الاجتناب لنهيه و ألا يبعد الله إلا بما شرع مع البراءة من البدع و من كل تقليد ملومٍ أو اتباع لم يشرع مذموم.

و بالنطق بالشهادتين إقراراً بمعناها يثبت عقد الإسلام في أحكام الدنيا.

و من الإيمان بالألوهية إفراده تعالى بدعاء العبادة و المسألة فما لا يقدر عليه إلا الله فلا يطلب إلا من الله و الذبح و النذر و الطواف و السعي و الخوف و التوكل و نحوها عبادة لا تصرف إلا  لله.

و ليس على الأرض بقعة تقصد لعبادة الله بالصلاة فيها و الذكر و الدعاء و نحوها إلا المساجد و المشاعر 

(الشرح) 

طيب يقول هنا الإيمان بالألوهية الله متضمن للإيمان بربوبيته كما سبق توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية و توحيد الربوبية مستلزم توحيد الألوهية عرفنا معنى التضمن و الالتزام الإيمان بالألوهية متضمن للإيمان بالربوبية و بالأسماء و الصفات كذلك و تتضمن شهادة أن لا إله إلا الله إفراده تعالى بأفعاله يعني و تعرفاً إليه بأسمائه و صفاته نعم يعني توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية فمن أقر بالألوهية في ضمن ذلك أنه أفرد الله تعالى بالأفعال و بالأسماء و الصفات و الإخلاص في إفراده تعالى بالعبادة حباً و رغبةً و ذُلاً و رهبة قال تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ.

 و تتضمن شهادة أن محمد رسول الله اليقين برسالته يعني من شهد أن محمدا رسول الله لا بد أن يتيقن أنه رسول الله و الحب و التوقير لشخصيته محبة الرسول ﷺ و التصديق لخبره و الاتباع لأمره و الاجتناب لنهيه و ألا يعبد الله بما شرعه مع البراءة من البدع و من كل تقليد ملومٍ أو اتباع لم يشرع الشيخ محمد رحمه الله قال شهادة أن محمدا رسول الله تتضمن تصديقه فيما أخبر و اتباعه فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه نهى و زجر و ألا يعبد الله إلا بما شرع تصديقه في أخباره وامتثاله فيما أمر و اجتناب نواهيه و أن تتعبد الله بما شرعه.

قال المؤلف و بالنطق بالشهادتين إقرار بمعناها يثبت عقد الإنسان في أحكام الدنيا إذا نطق الإنسان بشهادة أن لا إله إلا الله و شهادة أن محمدا رسول الله حكم بإسلامه و حقن دمه ثم بعد ذلك ينظر إن كان ما في قلبه موافق لما نطق به لسانه فهو مسلم و عن كان أقر بالشهادتين و قلبه مكذب فهذا هو المنافق في الدرك الأسفل من النار إذا مات على ذلك نعوذ بالله.

و من الإيمان بألوهية الله تعالى إفراده تعالى بدعاء العبادة و المسألة فما لا يقدر عليه إلا الله لا يطلب إلا من الله من الإيمان بالألوهية أن تفرد الله بدعاء العبادة و دعاء المسألة ما الفرق بين الأمرين دعاء المسألة كأن تقول اللهم اغفر لي اللهم ارحمني تسأل الله اللهم إني أسألك الجنة و أعوذ بك من النار هذا يسمى دعاء المسألة دعاء العبادة الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج سميت دعاء عبادة لأن المتعبد داع في المعنى فالمصلي يصلي لماذا يصلي يرجو الثواب فهو داعٍ في المعنى لا باللسان دعاء المسألة هنا بلسانه اللهم اغفر لهم دعاء العبادة بالمعنى سمي دعاء لأنه داعٍ في المعنى سائر في المعنى واضح فما لا يقدر عليه إلا الله لا يطلب إلا من الله و الذبح و النذر و الطواف و السعي و الخوف و التوكل و نحوها عبادة لا تصرف إلا لله جميع العبادة الذبح و النذر و الطواف و السعي و الخوف و التوكل  الرغبة و الرهبة و الصلاة و الصيام و الزكاة و الحج كلها هذه لا تصرف إلا لله جميع العبادات.

قال و ليس على الأرض بقعة تقصد لعبادة الله بالصلاة فيها و الذكر و الدعاء و نحوها إلا المساجد و المشاعر لو أضاف تقصد لعبادة الله بالصلاة فيها و الذكر و الطواف لأن الطواف لا يوجد إلا في مكة بالكعبة يضاف إليه و ليس في الأرض بقعة تقصد لعبادة الله بالصلاة فيها و الطواف و الذكر و الدعاء إلا المساجد و المشاعر المشاعر في الحج يعني عرفه و مزدلفة و منى هذه تقصد في وقت مخصوص وقت الحج لكن لو قصده في غير وقت الحج وقف بعرفه في غير وقت الحج أو مزدلفة ما ينفع إنما في وقت الحج نسك من مناسك الحج طيب نعم و التوسل  

(الطالب) 

أحسن الله إليك يا شيخ يقول و الدعاء و نحوها يا شيخ يدخل فيه الطواف يا شيخ 

(الشرح) 

 نعم أيه يدخل لكن بس لو نص عليه لأنها عبادة لا توجد إلا في مكة و لهذا يقول العلماء أن الطواف يعني لو إذا أمكنك أنك تكثر منه يعني بغير زدحام لكان طيب لأنها عبادة لا تجدها في بلدك الطواف الصلاة تجدها في بلدك و الذكر و كل جميع العبادات تجدها في بلدك لكن الطواف ما تجده في بلدك نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك قال:

و التوسل منه مشروعٌ و ممنوع

فأما المشروع فهو ما كان بأسماء الله و صفاته و أفعاله أو بالأعمال الصالحة أو بدعوة صالحة.

و الممنوع ما عداه مما لم يشرعه الله.

و البركة من الله وحده.

و التبرك توقيفيٌ فلا يثبت إلا بدليل.

و كل ذريعة إلى الشرك في عبادة الله أو الإحداث في دين الله يجب سدها.

و الوسائل لها أحكام المقاصد.

و من توحيد العبادة إفراده تعالى بالطاعة و الانقياد و الحكم و التشريع فلا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله و لا دين إلا ما شرعه الله و موالاة أهل الإيمان و معاداة أهل الكفران من أصول الدين و شعب الإيمان.

و من والى على ملة غير ملة الإسلام فقد هدم الدين و صار من الظالمين.

و أولى الناس بالموالاة أطوعهم لله وهم بعد الرسل أصحاب رسول الله ﷺ ثم الأمثل فالأمثل.

و للعبادة و العبودية أنواعٌ و أحكام فأنواعها ثلاثةٌ في الجنان و اللسان و سائر جوارح الإنسان و لكل عبودية تخصه 

(الشرح) 

التوسل يقول المؤلف قسمٌ مشروع و ممنوع:

 فأما المشروع فما كان بأسماء الله و صفاته و أفعاله هذا واحد توسل بأسماء الله يا رحمن يا رحيم توسل بصفات الله يا حي يا قيوم اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت توسل بأسماء الله و صفاته و أفعاله أو بالأعمال الصالحة مثل الثلاثة الذين انطبق عليهم الصخرة من بني إسرائيل توسلوا الله بأعمالهم الصالحة فانفرجت الصخرة هذا توسل ببره بوالديه و هذا توسل بعفته عن الزنا و الفواحش و هذا توسل بأمانته فرج الله عنهم توسل بصيامك بصلاتك أو بدعوة صالحة يدعو و أنت تؤمن هذا أيضاً كذلك بس كم ذكر المؤلف من ماذا؟ ذكر التوسل بأسماء الله بالأعمال الصالحة بدعوة صالحة فيضاف يضاف إلى هذا التوسل إلى الله بالإيمان و التوحيد الله كما في الحديث (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ) و التوسل إلى الله بالإيمان رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِر ْلَنَا ذُنُوبَنَا وقول أهل أولي الألباب رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّاۚ نعم 

(المتن) 

1:46:48الإيمان  

(الشرح) 

 من توحيد هو التوحيد نعم أو كذلك أيضاً التوسل بفقر الإنسان و حاجته كقول الله تعالى عن موسى أنه قال رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ أنا فقير و إلا لا ؟ الخير الذي أنزل هذا أيضاً توسل مثل ما جاء في سيد الاستغفار (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ الله لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ) اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ. توسل  اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ توسل بربوبية الله و بعبوديتك أنت ربي وَأَنَا عَبْدُكَ توسل بإقراره بماذا؟ بنعمه أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ و توسل بإقراره بالذنب بذنبه وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ. واضح هذا و يضاف إليه نعم و التوسل هذا التوسل.

التوسل الممنوع أنواع:

 النوع الأول توسلٌ شركي كأن يتوسل بدعاء الميت أو الذبح له أو النذر له هذا شرك.

و الثاني توسلٌ بدعي كأن يتوسل بجاهه اللهم إني أسألك بجاه فلان أو بحرمته و شخصه و ذاته هذا بدعه التوسل بجاهه هذا توسلٌ بماذا؟ بدعي.

فتكون التوسل ثلاثة أنواع توسلٌ شركي و توسلٌ بدعي و توسلٌ شرعي.

و البركة من الله وحده و التبرك توقيفي و فلا يثبت إلا بدليل النبي ﷺ قال كلوا وَالبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ البركة التبرك توقيفي ما يتبرك بشيء إلا ماذا؟؟ إلا إذا دل الصحابة تبركوا بالنبي ﷺ يعني  بما لمس جسده لأن الله جعل فيه البركة لكن من بعده لا يتبرك به و يقال هذا من بركتك إذا الشخص كان الشخص مباركا قال هذا من بركة الذي أظهره فيك كما قال عباد بن بشر لعائشة لما نزحت ما هي أول بركتكم يا آل أبي بكر يعني البركة التي جعلها منكم فيكم شرع التيمم بسبب عائشة رضي الله عنها لما ماذا؟ توقفت طلبت طلب العقد و تأخر جيش و لم يجدوا ماءاً فقال عباد بن بشر جزاك الله خيراً ماهي بأول بركتكم يا آل أبي بكر ما نزل بك أمرا إلا جعل الله لك منه فرجا و جعل للمسلمين من منه مخرجا أو كما.

قال فهو اعتقاد أن هذا الشيء فيه بركة من ذاته هذا شرك ليس بصحيح من يتبرك بشيء يقولون أن هذا الشيء فيه بركة ذاتية مثل تبرك المسلمين بالأشجار و الأحجار هذا شرك و اعتقاد أنه سبب أيضاً هذا شرك أصغر إذا لم يجعله الله سبباً.

و كل ذريعة إلى الشرك في العبادة الله أو الإحداث في دين الله يجب سدها كل ذريعة إلى الشرك في العبادة أو الإحداث في دين الله يجب سدها.

و الوسائل لها أحكام المقاصد نعم مثل الوضوء وسيلة للصلاة له حكمه نوع من أنواع العبادة.

و من توحيد العبادة إفراده تعالى بالطاعة و الانقياد و الحكم و التشريع بالطاعة فلا يطاع إلا الله و كذلك يطاع الرسول ﷺ لأن طاعة الرسول من طاعة الله قال تعالى: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.

والانقياد و الحكم و التشريع هذا خاص بالله قال فلا حلال إلا ما أحله الله و لا حرام إلا ما حرمه الله ولا دين إلا ما شرعه الله قال تعالى: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُۚ.

 و موالاة أهل الإيمان و معاداة أهل الكفران من أصول الدين و شعب الإيمان هذا من الأصول التي هجرها بعض الناس موالاة أهل الإيمان و معاداة الكفار و بغضهم و البعد عنهم.

و من والى على ملة غير ملة الإسلام فقد هدم الدين و صار من الظالمين لا شك والى على غير ملة الإسلام يولي على ملة الكفر لا شك أنه من الظالمين.

و أولى الناس بالموالاة أطوعهم لله وهم بعد الرسل أصحاب رسول الله ﷺ ثم الأمثل فالأمثل نعم أنت توالي يوالي الصحابة و يوالي أهل السنة و الجماعة و يوالي أهل الخير المسلمين و المستقيمين على طاعة الله.

و للعبادة و العبودية أنواعٌ و أحكام أنواعها ثلاثة العبادة تكون في الجنان و اللسان و سائر الجوارح و في الجنان القلب يكون في القلب المحبة و الخوف و الرجاء و الرغبة و الرهبة هذه عبودية الإقرار عبادة في اللسان ذكر كقراءة القرآن و الذكر و الدعوة إلى الله عبودية في الجوارح كالصلاة و الصيام و لكل عبودية تخصه نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليك قال:

الفصل الخامس عشر: ثمرات الإيمان بالألوهية.

و إفراده تعالى بالألوهية له آثاره المرضية الدنيوية و الأخروية.

فأما في الدنيا فهو يورثُ الحياة الطيبة بتحقيق العبودية و بتذوق طعم الإيمان و حلاوته و الأنس بالله و التلذذ بطاعته و طمأنينة النفس بحسن التوكل و الاعتماد و التعلق بالله دون الأسباب و تحقيق عبادات القلب و تصحيح عبادة الجوارح و إقامتها على وجهها و تحصيل الاستخلاف في الأرض و التمكين في الدين و يعقب حسن الخاتمة.

و أما بالآخرة فالتثبيت عند سؤال الملكين و النجاة من عذاب القبر  و الأمن يوم الفزع و تكفير السيئات و الجواز على الصراط و دخول الجنة و النجاة من النار و فوق ذلك كلهِ  قول ربنا تعالى:  وَرِضْوَانٌ  مِّنَ اللّه ِأَكْبَرُ 

(الشرح) 

نعم هذا الفصل فيه ثمرات الإيمان بالألوهية الله.

قال المؤلف و إفراده تعالى بالألوهية له آثاره المرضية الدنيوية و الأخروية:

فأما في الدنيا يعني الموحد الذي وحد الله يورثه الحياة الطيبة بتحقيق العبودية و بتذوق طعم الإيمان و حلاوته و الأنس بالله و التلذذ بطاعته و طمأنينة النفس بحسن التوكل و الاعتماد و التعلق بالله دون الأسباب و تحقيق عبادات القلب و تصحيح عبادات الجوارح و إقامتها على وجهها و تحصيل الاستخلاف في الأرض و التمكين للدين و يعقب حسن الخاتمة الدليل قوله تعالى من الأدلة على ذلك قول الله تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً هذا أثمر الحياة الطيبة الذي عمل العمل الصالح و كذلك مثال قوله تعالى وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا إذا هذا العبادة الاستخلاف في الأرض و التمكين لهم و كذلك حسن الخاتمة حسن الخاتمة لا شك أنها أثر من آثار تحقيق العبادة والتوحيد.

و أما في الآخرة فالتثبيت عند سؤال الملكين و هذا في البرزخ ،البرزخ قبل الآخرة تبدأ من الموت دار البرزخ ثم دار الآخرة تثبين عند سؤال الملكين و النجاة من عذاب القبر و الأمن يوم الفزع و تكفير السيئات و الجواز على الصراط و دخول الجنة و النجاة من النار و فوق ذلك رضوان الله قال تعالى وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ واضح هذا نعم  

(المتن) 

أحسن الله إليكم قال:

الفصل السادس عشر: الإيمان بالملائكة  

(الشرح) 

يعني انتهينا من الأصل الأول الإيمان بالله بقي الأصل الثاني الإيمان بالملائكة الأصل الثالث الإيمان بالكتب الإيمان بالرسل الإيمان باليوم الآخر الإيمان بالقدر بقي خمسة أصول لكن الأصل الأول أهمها انتهينا منه نعم   

(المتن) 

قال:

و الإيمان بالغيب عقيدة الموحدين و من أعظم مقامات المؤمنين وهو ضرورة فطرية و عقيدة شرعية ولا يتم إلا بالإيمان بجميع ما أنزل الرحمن.

و من الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة و أنهم عباد الله النَورانيون  

 

(الشرح) 

النُورانيون   

(المتن) 

و من الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة و أنهم عباد الله النُورانيون المكرمون لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يتناسلون على الطاعة مفطُورون و عن العبادة لا يفترون.

و الإيمان بهم إجمالاً ركن الإيمان.

و يجب تفصيلاً فيمن ورد ذكرهم  في السنة و القرآن منهم جبريل الموكل بالوحي الذي به حياة قلوب البشر و منهم ميكائيل الموكل بالمطر و منهم إسرافيل الموكل بالصور و منهم ملك الموت الموكل بقبض أرواح البشر و منهم مالك الموكل بالنار و منهم زبانية دار البرار و منهم مقدم خزنة خير دار و منهم الموكلون بزيارة البيت المعمور و منهم السياحون في البلاد يتتبعون مجالس الذكر و منهم البارزون في قلوب العباد الخير و منهم حملة العرش و منهم الحبرة و منهم الكرام الكتبة.

و أعدادهم  العظيمة لا تحصى و أعمالهم الجليلة لا تستقصى هم أولياء المؤمنين في الدنيا و الآخرة بالخير يأمرون و يعدون و يدعون و عن الشر ينهون و يحذرون و على المؤمنين يستغفرون و عليهم يصلون و على دعائهم يؤمنون و بالجنة يبشرون.

و المؤمنون من نظر الملائكة يستحيون و بحبهم يأمرون و بالنهي عن أذاهم يتواصون.

و الإيمان بالملائكة عصمة بإذن الله من الوهم و الخرافة و زيادة ٌبالعلم بعظمة الله و قدرته وهو يوحب الاستقامة و يقوي الصبر و يوجب الذكر و يدعو إلى الفكر و يعين على الشكر  

(الشرح) 

نعم الإيمان بالملائكة هذا هو الأصل الثاني من أصول الإيمان كما في حديث جبريل أنه لما سأله النبي ﷺ عن الإيمان قال: الإيمان أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ.

 و الإيمان بالغيب يقول عقيدة الموحدين و من أعظم مقامات الدين و هو ضرورية فطرية و عقيدة شرعية و لا يتم إلا بالإيمان بجميع ما أنزل الرحمن نعم الإيمان بالغيب يعني ما غاب الإيمان بالغيب بالجنة و النار و الملائكة  وما أعد الله من الثواب و العقاب و ما أخبر الله عمما يكون في آخر الزمان الإخبار عن الرسل و الإخبار عن أشراط الساعة كل هذا من الإيمان الغيب.

و من ذلك الإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيب الإيمان بالملائكة لأنهم لا نراهم و لا نشاهدهم فالإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيب و أنهم عباد الله النُورانيون المكرمون و قوله النُورانيون لأنهم مخلوقون من نور النُورانيون يعني نؤمن بأنهم خلقوا من نور جاء لما ثبت في صحيح مسلم أن النبي ﷺ قال خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ يعني من طين.

قوله أنهم عباد الله النُورانيون كون وصفهم النُورانيون هذا عليه يعني مأخذ لو قال أنهم عباد الله مخلوقون من نور كما ورد في الحديث كان أولى من قول النُورانيون و إن كان يعني الأمر سهل في هذا.

المكرمون قال تعالى بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ۝  لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ.

. لا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يتناسلون نعم هذا صحيح على الطاعة مفطورون و عن العبادة لا يفترون كما قال الله تعالى يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ لا يستحسرون عن عبادته ولا لاماذا؟ لا يستسحرون عن عبادته  بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لو كان فيهم فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ۝ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ قوله هذا ماذا؟؟ 

(الطالب) 

وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ

(الشرح) 

وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ لا فيه قبلها  عن عبادته لا يستسحرون يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ أم اتخذوا قبل هذه قبله قبل لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا أن الله ليعلم أنكم لظالمون  

(الطالب) 

لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ

(الشرح) 

ما فيه حفاظ ما فيه أحد يحفظ الآية ؟ أين حفاظ القرآن ؟ 

(الطالب) 

لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ

(الشرح) 

لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ۝ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ هذا وصفهم عليهم الصلاة و السلام لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ۝ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ .

 قال على الطاعة مفطورون و عن العبادة لا يفترون هذا كله دلت عليه على العبادة مفطورون و عن العبادة لا يفترون دلت عليه النصوص.

و الإيمان بهم إجمالاً ركن الإيمان هو الركن الثاني.

و يجب تفصيلاً فيمن ورد ذكرهم في السنة و القرآن يعني نؤمن بالملائكة إجمالاً و أن كل حركة في السماوات و في الأرض فهي ناشئة عن الملائكة بإذن الله القدير.

و نؤمن بمن ورد اسمه تفصيلاً منهم جبريل الموكل بالوحي ميكائيل موكل بالقطر قال منهم جبريل الموكل بالوحي الذي بحياته قلوب البشر و منهم ميكائيل الموكل بالمطر و منهم إسرافيل الموكل بالصور هؤلاء الملائكة كلهم موكلون بما فيه الحياة و لهذا توسل النبي ﷺ بربوبية الله لهذا الملائكة الثلاثة جبريل و ميكائيل و إسرافيل لأن هؤلاء وكلوا بما فيه الحياة ففي الحديث حديث الاستفتاح في صلاة الليل: اللَّهمَّ ربَّ جبريلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ لأن هؤلاء وكلوا بما فيه الحياة فجبريل موكل بالوحي الذي فيه حياة القلوب و الأرواح و ميكائيل موكل بالقطر الذي فيه حياة الأبدان و إسرافيل موكل بالنفخ في الصور الذي فيه إعادة الأرواح إلى الأجساد.

و منهم ملك الموت الموكل بقبض أرواح البشر و منهم ملك الموت أو سماه الله قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ بعض الناس يقول اسمه عزرائيل ،عزرائيل هذا يحتاج إلى دليل ما سمي في الآية قل سماه الله ملك الموت و منهم مالك الموكل بالنار قال تعالى: وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ.و منهم زبانية دار البرار الزبانية تقنعهم في سورة اقرأ الزبانية  سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ.و منهم مقدمة خزنة خير دار خير دار مقدمة خزنة الجنة يعني. و منهم الموكلون بإدارة البيت المعمور. و منهم السياحون في البلاد يتبعون مجالس الذكر. و منهم الباعثون في قلوب العباد الخير. و منهم حملة العرش و منهم الحفظة و منهم الكرام الكتبة.

و منهم من وكل بحفظ بني آدم و منهم من وكل بكتابة الحسنات و السيئات عن اليمين و عن الشمال: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ. عن اليمين و عن الشمال في الحديث يَتَعَاقَبُونَ فِيكم مَلائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وملائِكَةٌ بِالنَّهَارِ قال تعالى: لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ.

 و من وكل بنطفة بتدبيرها حتى يتم خلقها و منهم الموكل بالجبال و منهم الموكل بالشمس و منهم الموكل بالقمر.

و بالجملة كل حركة في السماوات و الأرض هي ناشئة عن الملائكة بإذن الله القدير خلافاً لأعداء الله الذين يقولون أن النجوم أنهم ينسبونها إلى النجوم. و منهم الموكلون بإدارة البيت المعمور إلى آخره.

أعدادهم العظيمة لا تحصى نعم لا يحصى عددهم إلا الله و أعمالهم الجليلة لا تستقصى هم أولياء المؤمنين في الدنيا و الآخرة بالخير يأمرون و يعيدون و يدعون و عن الشر ينهون و يحذرون و منه يستغفرون قال و يستغفرون للذين آمنوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا و عليهم يصلون إِنَّ اللهَ تَعَالَى وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِين و على دُعائم يؤمنون يأمن يعني الملائكة يؤمنون و بالجنة يبشرون.

و المؤمنون من نظر الملاكة يستحون المؤمن يستحي من نظر الملائكة يستحي من يستحي من الله ثم يستحي من الملائكة و بحبهم يأمرون و بالنهي عن أذاهم يتواصون.

و الإيمان بالملائكة عصمة بإذن الله من الوهم و الخرافة  ما وجه ذلك ؟ ما وجه كون الإيمان بالملائكة عصمة من الوهم و الخرافة ؟ نعم كيف يكون الإيمان بالملائكة عصمة من الوهم و الخرافة ؟هل اتضح لكم المعنى قد يقول و الله  بالعكس الإيمان بالملائكة وهم و خرافة وين الملائكة ؟ قد يقول واحد الإيمان بالملائكة وهم و خرافة نقول لا هذا إيمان بالغيب أخبر به الله تعالى و أخبر به رسوله ﷺ فقوله الإيمان من عصمة من الوهم و الخرافة قد يعارضه المنكر الجاحد بالعكس يقول لا الإيمان بالملائكة وهم و خرافة ما نراهم الذي ما يؤمن بالمحسوسات يقول هذا وهم و خرافة فكيف المؤلف قال بالعكس عصمه من الوهم و الخرافة ما وجه ذلك ؟ نعم  

(الطالب) 

2:05:23 

(الشرح) 

نعم  

(الطالب) 

2:05:25 

(الشرح) 

لما ماذا؟  

(الطالب) 

2:05:32 

(الشرح) 

نعم  صح لكن الذي يؤمن بالملائكة يؤمن هذا حق لأنه يؤمن بالله لكن ما وجه كونه عصمة من الوهم و الخرافة ؟ لأن الجاحد يقول بالعكس يقول الإيمان بالملائكة وهم و خرافة ما نشوف الملائكة أنتم تؤمنون بالملائكة لا هم خرافة هذه كلها أفعال النجوم مثلاً فكيف ترد عليه تقول لا الإيمان بهم عصمة من الوهم و الخرافة كيف ؟ ما وجه ذلك ؟  

(الطالب) 

حفظهم للإنسان  

(الشرح) 

 حفظهم لماذا؟  

(الطالب) 

حفظهم الإنسان  

(الشرح) 

يقول هذا خرافة من قال لك أنهم يحفظون الإنسان الجاحد (بيقول) خرافة هذا فهذه فالإيمان بالملائكة عصمة من الوهم و الخرافة و زيادة فالعلم بعظمة الله و قدرته نعم هذا صح واضح وهو يورث الاستقامة و يقوي الصبر و يوجب الذكر و يدعو إلى الفكر و يعين على الشكر و كونه عصمة من الوهم و الخرافة يعني يحتاج إلى توضيح العبارة لم يتضح لي وجه ذلك نعم  

(المتن) 

قال:

الفصل السابع عشر: الإيمان بوجود الجن

و من الإيمان بالغيب الإيمان بوجود الجن و الشيطان و أن خلقهم كان قبل خلق الإنسان و أصل خلقهم مارج النيران يحيون و يموتون و يتناكحون و يتناسلون و فيهم مؤمنون و منهم قاسطون فمن أمن فقد تحرى رشداو من كفر فقد صار لجهنم حطبا  

(الشرح) 

نعم الإيمان بالغيب من الإيمان بالغيب الإيمان بوجود الجن و الشيطان و أن خلقهم كان قبل خلق الإنسان ما هو الدليل ؟ ما الدليل على أن خلقهم قبل خلق الإنسان ؟ الدليل أن لما خلق الله آدم و الشيطان موجود يدخل لما خلقه الله قبل نفخ الروح يدخل في جسده و قال لا يسلطه عليك لَأَحْتَنِكَنَّ كذا إلى آخره فدل على أن الشيطان مخلوق قبل خلق الإنسان و أصل خلقهم مارج ،مارج النيران كما نص الله بالقرآن: وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ

يحيون و يموتون يعني الجن و الشياطين و يتناكحون و يتناسلون مثل الإنس فيهم المؤمنون و منهم القاسطون الجائرون يعني القاسط هو الجائر و الظالم الدليل قول الله في سورة الجن: وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ الجائرون فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا ۝ وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ، يعني الجائرون: فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا فقال المؤلف منهم المؤمنون و منهم القاسطون فمن آمن فقد تحرى رشدا كما نص الله و من كفر فقد صار جهنم حطبا نعم بعده.  

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد