شعار الموقع

قراءة من سنن النسائي - كتاب قيام الليل

00:00
00:00
تحميل
20

 

                                                                                       

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لنا، ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وبأسانيدكم إلى الإمام النسائي رحمه الله تعالى قال:

قارئ المتن: باب ذكر صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل.

أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا يزيد، قال أنبأنا حُميِّد عن أنس، قال: ما كنا نشاء أن نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليل مصليًا إلا رأيناه ولا نشاء أن نراه نائمًا إلا رأيناه.

أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حجاج، قال: قال ابن جريج عن أبيه أخبرني ابن أبي مليكة، أن يعلى بن مملك أخبره، أنه سأل أم سلمة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت كان يُصلي العتمة ثم يسبح، ثم يُصلي بعدها ما شاء الله من الليل ثم ينصرف فيرقد، مثل ما صلى ثم يستيقظ من نومه، ذلك فيُصلي مثل ما نام، وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح.

أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا الليث عن عبد الله بن عُبَيّد الله بن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صلاته، فقالت: ما لكم وصلاته كان يُصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يُصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح، ثم نعتت له قراءته فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفًا حرفًا.

شرح الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أَمَّا بعد: ...

فهذه الأحاديث فيها بيان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه يُصلي أحيانًا من أول الليل، وأحيانًا من أوسطه وأحيانًا من آخره على حسب نشاطه، قالت عائشة: (ثم انتهى وتره إلى السهر) وكان عليه الصلاة والسلام ينام ويُصلي، وينام ويُصلي، فتكون صلاته بعد رقده، وبعد نومه، وهي ناشئة الليل.

قال الله: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: 6]؛ وهذا فيه مشقة على النفوس، ولكنه عليه الصلاة والسلام أعظم الناس تعبدًا لربه عز وجل وأصفى الناس، قالت عائشة رَضيَّ الله عنها: كان يُصلي من الليل حتى تتفطر قدماه، وحتى تتورم قدماه عليه الصلاة والسلام.

وهو أول من يدخل في قول الله سبحانه وتعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [الذاريات : 17]؛ عليه الصلاة والسلام وكان يُصلي وكانت صلاة الليل واجبة عَليه عليه الصلاة والسلام.

أما الأمة فكانت واجبة عليهم حولًا، كما في أول سورة المزمل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: 1-4]؛ ثم في آخر السورة، نُسِخ الوجوب في حق الأمة، وبقيَّ الاستحباب، وبقيَّ الوجوب في حق النبي صلى الله عليه وسلم.

في: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن} [المزمل: 20].

فالمقصود أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت متنوعة، فأحيانًا يُصلي من أول الليل، وأحيانًا من نصفه، وأحيانًا، وأحيانًا، ثم انتهى وتره إلى السهر، كما قالت عائشة رَضيَّ الله عنها.

قالت: من كل الليل الحديث إلى آخره، أوصى الرسول من أوله ومن أوسطه، ثم انتهى وتره إلى السهر صلى الله عليه وسلم، وفي حديث عائشة الآخر: كان الرسول يُصلي وينام إذا صلى العشاء أوى إلى فراشه، ثم إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل قام يُصلي عليه الصلاة والسلام.

وقول أم سلمة، كانت تنعته قراءة مفسرةً حرفًا حرفًا، يعني قراءة واضحة، ليس فيها إدغام لبعض الحروف، كانت القراءة واضحة يبرز فيها الحروف، وهذا هو التجويد الواجب، التجويد الواجب أن تكون القراءة واضحة.

يُخرج الحروف من مخارجها، أما ما زاد على ذلك من التحسينات التي أتى ذكرها بالتجويد الإخفاء والإقلاب والإظهار، هذا من باب الاستحباب.

قارئ المتن: ذِكرُ صلاة نبي الله داود عليه السلام بالليل.

أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الصيام إلى الله عز وجل صيام داود عليه السلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه.

شرح الشيخ: يعني نبي الله داوود، نبيًا ملكًا أعطاه الله الملك والنبوة، وكذلك سليمان، ومع ذلك مع كل الملك له عباداتٌ عظيمة عليه الصلاة والسلام ما شغله ملكه عن العبادة، أفضل الصلاة كانت أحب الصلاة إلى الله صلاة داوود، كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه وينام سدسه.

كان ينام نصف الليل الأول، ثم يقوم ثلثه، وهو السدس الرابع والخامس، ثم ينام سدسه السادس، يتقوى به على عمل النهار؛ لأنه كان عليه الصلاة والسلام حاكمًا {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ} [ص: 26].

فيتقوى على عمله أن يحكم بين الناس، يتقوى على عمل النهار بنوم السدس السادس، وفي الحديث الصحيح المتواتر أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له».

وثلث الليل الآخر هو: السدس الخامس والسادس، وعلى هذا فيكون النصف الأخير من الليل أفضل من النصف الأول، النصف الأول كان النبي ينامه، وكان داوود أيضًا ينامه النصف الأول، وأما النصف الآخر فالربع الخامس والسادس هذا صفة صلاة داوود.

وثلث الليل الآخر هو النصف الخامس والسادس، فيكون نصف الليل الآخر بأثلاثه الثلاثة فاضل هو فاضل؛ لأن الربع الخامس والسادس هذا صلاة داوود، والسدس الخامس والسادس، هذا ثلث الليل الآخر، وهو وقت تَنَزُل الرب سبحانه وتعالى.

وكان داوود عليه السلام هكذا قال: «أحب الصلاة إلى الله صلاة داوود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه»؛ اشتهر عليه السلام بالصلاة، وكان أيضًا أحب الصيام إلى الله صيام داوود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا.

يعني هذه العبادة العظيمة، مع أنه ملك وعنده أعمال، ويحكم بين الناس، يصوم يوم ويفطر يوم، ويقوم ثلث الليل، وكذلك كان لا يفر إذا لاقى عليه الصلاة والسلام أيضًا كان في الجهاد، في الجهاد، وفي الصلاة، وفي الصيام.

وكان يصنع الدروع عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى: {أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا} [سبأ: 11]؛ هذا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، سليمان عليه السلام لما جاءه عرش بلقيس، قال: {قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: 40]، هؤلاء الأخيار والأكياس.

يعني إذا أنعم الله عليهم بالنعم يزدادون لله شكرًا، فكان اشتهر بالصيام داود عليه السلام، ما في أفضل من صيام داوود، أفضل الصيام صوم الدهر نصف الدهر، ولهذا لما قال النبي لعبد الله بن عمرو: "صوم يوماً وأفطر يوماً، قال: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: لا أفضل من ذلك".

آخر شيء صيام داوود، يصوم يومًا ويُفطر يومًا، واُشتهِر بالصلاة والصيام، والجهاد والحكم بين الناس، وصنع الدروع عليه الصلاة والسلام.

قارئ المتن: ذكر صلاة نبي الله موسى عليه السلام وذكر الاختلاف على سليمان التيمي فيه.

أخبرنا محمد بن علي بن حربٍ، قال: حدثنا معاذ بن خالد قال: أنبأنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي، عن ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت ليلة أسريَّ بي على موسى عليه السلام عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي في قبره.

أخبرنا العباس بن محمدٍ، قال: حدثنا يونس بن محمدٍ، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن سليمان التيمي، وثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتيت على موسى عليه السلام عند الكثيب الأحمر وهو قائم يُصلي، قال: أبو عبد الرحمن هذا أولى بالصواب عندنا من حديث معاذ بن خالد والله تعالى أعلم.

شرح الشيخ: يعني في السند وهو أن سليمان هو مع ثابت عن أنس أولى من كونه روى عن ثابت عن أنس، أما المتن فهو واحد، المتن واحد يعني في السند هذا أولى بالصواب عندنا، يعني في السند أن سليمان روى مع ثابت عن أنس أولى من كونه روى عن ثابت عن أنس والمتن واحد، وهذه صلاة موسى عليه السلام.

رآه قائمًا يُصلي في قبره، وهو قد مات ودُفِن، لكن هذه الروح، الروح تتلذذ بهذا تأخذ شكل الجسد، كما أن الرسول عليه الصلاة والسلام لما عُرِج به إلى السماوات رأى موسى، رأى الأنبياء رأى إبراهيم وهم قد ماتوا وأجسادهم في الأرض، لكن الروح تأخذ شكل الجسد.

وهذه الصلاة تتنعم بها الروح وليست تكليف، كما أن أهل الجنة يتنعمون يُلهمون بالتسبيح، يُلهمون الحمد كما يُلهمون التسبيح، كما يُلهمون النَفَس، يتلذذون بذلك، يُسبح ويتلذذ بذلك وليست تكليفًا عبادة.

قارئ المتن: أخبرني أحمد بن سعيد، قال: حدثنا حبان قال: حدثنا حماد بن سلمة، قال: أنبأنا ثابت وسليمان التيمي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مررت على قبر موسى عليه السلام وهو يُصلي في قبره.

أخبرنا علي بن خشرمٍ، قال: حدثنا عيسى عن سليمان التيمي، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسريَّ بي على موسى عليه السلام وهو يُصلي في قبره.

أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا معتمرٍ عن أبيه عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسريَّ به مر على موسى عليه السلام وهو يُصلي في قبره.

أخبرنا يحيى بن حبيب بن عربيٍ وإسماعيل بن مسعود قالا: حدثنا معتمر، قال: سمعت أبي، قال: سمعت أنسًا يقول: أخبرني بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسريَّ به مر على موسى عليه السلام وهو يُصلي في قبره.

أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن سليمان عن أنسٍ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلة أسريَّ بي مررت على موسى وهو يُصلي في قبره.

باب إحياء الليل.

أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير، قال: حدثنا أبي وبقية قالا: حدثنا ابن أبي حمزة، قال: حدثني الزهري قال: أخبرني عُبَيّد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، عن عبد الله بن خَبَّاب بن الأرت، عن أبيه وكان قد شهد بدرًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه راقب رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة كلها حتى كان مع الفجر، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته جاءه خَبَّاب فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، لقد صليت الليلة صلاة ما رأيتك صليت نحوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل إنها صلاة رغَب ورَهب، سألت ربي عز وجل فيها ثلاث خصال فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألت ربي عز وجل أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا فأعطانيها، وسألت ربي عز وجل أن لا يظهر علينا عدوًا من غيرنا فأعطانيها، وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها.

شرح الشيخ: يُستدل على الحديث عندك والحديث الذي بعده؟ حديث عائشة فيه، هذا خَبَّاب بن الأرت، نعم.

مداخلة: قال: المسألة الأولى في درجته، حديث خَبَّاب بن الأرت رَضيَّ الله عنه هذا صحيح.

الشيخ: وعندك عُبَيّد، وقال أخبرني عُبَيّد الله أو عبد الله؟ هذا حدثني ...

مداخلة: عُبَيّد الله.

الشيخ: عُبَيّد الله.

مداخلة: عُبَيّد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو يحيى المدني ثقة، قال أبو حاتم: يقال عُبَيّد الله، وعبد الله أصح.

الشيخ: قال ماذا؟

مداخلة: قال أبو حاتم: يقال عُبَيّد الله، وعبد الله أصح.

الشيخ: إذًا يقال عبد الله، وعُبَيّد الله، وعلى هذا الحديث صحيح هذا الحديث فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم ربما أحيا الليل في الصلاة، يعني هذا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وربما أحيا الليل في الصلاة أحيانًا، والحديث لا بأس بسنده.

وأما قول عائشة: «ما رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم أحيا ليلةً إلى الصباح» فهذا على حسب علمها؛ على حسب علمها.

وقد أخبرت أنه عليه الصلاة والسلام إذا دخلت العشرة الأواخر من رمضان أحيا الليل، وهذا حق في إحياء الليل، لكنها قالت: ما رأيت رسول الله أحيا ليلةً إلى الصباح، وهذا حديث خَبَّاب في أنه راقبه حتى أحيا الليلة كلها.

هذا ربما أحيا الليلة في بعض الأحيان، في غير العشرة الأواخر من رمضان، وفيها أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل ربه ثلاث، وأعطاه اثنتين ومنعه واحدة، قال: أن لا يهلكنا بما أهلك به الأمم قبلنا؛ يعني الهلاك العام، عدوٌ يجتاحهم، أو آفة تجتاحهم وتقضي عليهم، هذا أعطاه للنبي صلى الله عليه وسلم.

والثاني: أن لا يظهر علينا عدوًا من غيرنا؛ يجتاحهم، يستأمر بأحكامه، بل لابد أن يبقوا ولا يكون أحد لهذه الأمة باقيًا.

 التتار لما جاءوا وأفسدوا ودمروا ما ماتت الأمة الحمد لله الأمة ما هلكت، بقيَّت الأمة وأحيت بعد ذلك، فهذا المصداق الأول الذي أعطاه أن لا يُظهر عليهم عدوًا من غيرهم، يعني يقضي عليهم.

 والثالثة: قال: وسألت ربي أن لا يلبسنا شيعًا فمنعنيها؛ يعني الاختلاف فيما بين الأمة، الخلاف والنزاع والشقاق، والاختلاف فيما بين الأمة هذا باقي هذا مُنِع.

فاثنتان أعطاه الله، ألا يهلكهم الهلاك العام، يقضي عليهم، وألا يُظهر عليهم عدوًا يجتاحهم ويستأمر الأحكام، الهلاك العام يعني مرض أو سيل أو غير ذلك مما يجتاح الأمة وتقضي على الأمة.

والثاني: أن لا يظهر علينا عدوًا، يجتاحهم من غير المسلمين.

والثالثة: أن لا يُلبسهم شيعًا هذه مُنِعها، فبقيت هذا الخلاف والنزاع بين الأمة وكما هو بين الأمة هو باقي.

قارئ المتن: الاختلاف على عائشة في إحياء الليل.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان عن أبي يعفور عن مسلمٍ، عن مسروق قال: قالت عائشة رضي الله عنها كان إذا دخلت العشر أحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم الليل وأيقظ أهله وشد المئزر.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا زهير عن أبي إسحق قال: أتيت الأسود بن يزيد وكان لي أخًا صديقًا، فقلت: يا أبا عمرو حدثني ما حدثتك به أم المؤمنين عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قالت كان ينام أول الليل ويحيي آخره.

أخبرنا هارون بن إسحق قال حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلةً حتى الصباح، ولا صام شهرًا كاملًا قط غير رمضان.

شرح الشيخ: هذا على حسب علمها كما سبق، أو قد سبق في الحديث أنه أحيا ليلةً حتى الفجر، وكذلك في العشر الأواخر من رمضان كان يحيي الليلة كلها.

وكذلك قوله: «ولا صام شهرًا كاملًا قط»؛ على حسب علمها، فقد كان سبق أنها (18:08) يصوم شهر شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلًا.

قارئ المتن: أخبرنا شعيب بن يوسف عن يحيى عن هشام، قال: أخبرني أبي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأةٌ، فقال: «من هذه؟» قالت: فلانة لا تنام فذكرت من صلاتها فقال: «مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله عز وجل حتى تملوا، ولكن أحب الدين إليه ما داوم عليه صاحبه».

شرح الشيخ: هذا وصف يليق بالله تعالى كسائر صفاته، قد فسرها النووي بقطع الثواب عند قطع العمل، وهذا غير صحيح؛ لأن قطع الثواب من آثار هذا الوصف، وصفٌ يليق بالله من آثاره أن لا يُقطع الثواب عن العمل، حتى يقطع العبد العمل.

قارئ المتن: أخبرنا عمران بن موسى عن عبد الوارث، قال: حدثنا عبد العزيز عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى حبلًا ممدودًا بين ساريتين فقال: «ما هذا  الحبل؟» فقالوا لزينب تصلي، فإذا فترت تعلقت به، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم «حلوه ليُصلِ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد».

أخبرنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن منصور واللفظ له، عن سفيان عن زياد بن علاقة، قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه فقيل له: قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا».

أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا صالح بن مهران وكان ثقة، قال: حدثنا النعمان بن عبد السلام عن سفيان عن عاصم بن كليِّب، عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي حتى تزلع؛ يعني تشقق قدماه.

شرح الشيخ: وهذا حال الأكياس والأخيار إذا زادت النعم، زادوا في الشكر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى الأمة عما يشق عليهم من قيام الليل، وهو يقوم حتى تتورم قدماه؛ لأنه أقدر على ذلك، وكذلك ينهى عن الوصال في الصوم وهو يواصل عليه الصلاة والسلام، لقدرته وتحمله.

وسوف يأتيكم يصوم اليومين والثلاثة، ولا يأكل في الليل ولا في النهار، وينهى الأمة عن الوصال، قال: لا تطيقون، وهو عليه الصلاة والسلام أعطاه الله قدرة وقوة، حتى أنه يصوم اليومين والثلاثة، ولما الصحابة أرادوا أن يقتدوا به.

 قال: «ما تستطيعون»، قالوا: يا رسول الله نريد، نريد أن نفعل مثلك، واصل بهم اليوم الثامن والعشرين، والتاسع والعشرين يومين ثم رأوا الهلال ما تم الشهر، فقال: «لو بقيَّ يوم الثلاثين لزدتكم يوم ثاني»؛ ليبين لهم أنهم لا يستطيعون، وأنه يشق عليهم عليه الصلاة والسلام.

فأعطاه الله القوة والقدرة، يقوم الليل حتى تتفطر قدماه وتتشقق قدماه عليه الصلاة والسلام، وأعطاه القدرة في الصيام، وأعطاه القوة في الجهاد عليه الصلاة والسلام، وكذلك في الجماع يوم أحرم بالحج، طاف على نسائه جميعًا في وقتٍ واحد صلى الله عليه وسلم، القوة هذه أعطاها الله للأنبياء.

قارئ المتن: كيف يفعل إذا افتتح الصلاة قائمًا وذكر اختلاف الناقلين عن عائشة في ذلك.

أخبرنا قتيبةٌ، قال: حدثنا حماد عن بديلٍ وأيوب عن عبد الله بن شقيقٍ، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي ليلًا طويلًا فإذا صلى قائمًا ركع قائمًا، وإذا صلى قاعدًا ركع قاعدًا.

أخبرنا عبدة بن عبد الرحيم قال: أنبأنا وكيعٌ قال: حدثني يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي قائمًا وقاعدًا، فإذا افتتح الصلاة قائمًا ركع قائمًا، وإذا افتتح الصلاة قاعدًا ركع قاعدًا.

أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن القاسم عن مالكٍ، قال: حدثني عبد الله بن يزيد، وأبو النضر عن أبي سلمة عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي وهو جالس، فيقرأ وهو جالس، فإذا بقيَّ، من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأ وهو قائم ثم ركع ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.

أخبرنا إسحق بن إبراهيم قال أنبأنا عيسى بن يونس، قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى جالسًا حتى دخل في السن، فكان يُصلي وهو جالس، يقرأ فإذا غَبَر من السورة ثلاثون أو أربعون آيةً قام فقرأ بها ثم ركع.

شرح الشيخ: (غبر من) بمعنى بقي، فإذا بقي غبر، هذه صلاة النبي عليه الصلاة والسلام متنوعة، وأحيانًا يُصلي قائمًا، يقرأ قائمًا ويُصلي قائمًا، ويركع قائمًا، ثم يختم.

والحالة الثانية: أنه يُصلي قاعدًا، يُصلي قاعدًا ويقرأ قاعدًا ثم يركع وهو قاعد يومأ ويسجد.

والحالة الثالثة: أنه يُصلي قائمًا، ويقرأ قراءة طويلة، يُصلي قاعدًا ويقرأ قراءة طويلة، فإذا بقيَّ ثلاثين آية أو أربعين آية قام، قرأها وهو قائم ثم ركع.

ثلاثة أنواع، قالت عائشة: إن هذا لو كان لما دخل السن، لما تقدم به السن، صار يُصلي وهو جالس عليه الصلاة والسلام، لكن إذا بقيَّ ثلاثين آية قام، يعني أنه قرب قرأ شيء كثير، فإذا بقيَّ ثلاثين آية أو أربعين آية قام فقرأها وهو قائم ثم ركع عليه الصلاة والسلام.

قارئ المتن: أخبرنا زياد بن أيوب قال: حدثنا ابن عُلية، قال: حدثنا الوليد بن أبي هشام عن أبي بكر بن محمد عن عَمرة، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو قاعد، فإذا أراد أن يركع قام قدر ما يقرأ إنسانٌ أربعين آية.

أخبرنا عمرو بن علي عن عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام عن الحسن عن سعد بن هشام بن عامر، قال: قدمت المدينة فدخلت على عائشة رضي الله عنها قالت: من أنت؟ قلت: أنا سعد بن هشام بن عامر، قالت: رحم الله أباك، قلت: أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وكان، قلت: أجل، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي بالليل صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره، فتوضأ ثم دخل المسجد.

شرح الشيخ: (جوف الليل) يعني: نصفه نصف الليل.

قارئ المتن: فيُصلي ثماني ركعات، يخيل إليَّ أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ويوتر بركعةٍ ثم يُصلي ركعتين وهو جالسٌ، ثم يضع جنبه فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة، قبل أن يُغفي وربما يُغفي وربما شككت أغفى أو لم يُغفِ، حتى يؤذنه بالصلاة، فكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسن ولحم فذكرت من لحمه ما شاء الله، قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي بالناس العشاء، ثم يأوي إلى فراشه، فإذا كان جوف الليل قام إلى طهوره، وإلى حاجته فتوضأ ثم يدخل المسجد، فيُصلي ست ركعاتٍ يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعة ثم يُصلي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه وربما جاء بلال فآذنه بالصلاة قبل أن يُغفي وربما أغفى، وربما شككت أغفى أم لا حتى يؤذنه بالصلاة، قالت: فما زالت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح الشيخ: لأن في الغالب الرسول صلى الله عليه وسلم يصلى إحدى عشر ركعة، فيُصلي ثمان ركعات طويلة، قال: (يخيل إلي أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود)؛ ثم يُصلي ثلاثة وتر فيكونون إحدى عشر ركعة.

قوله: (ثم يدخل المسجد)؛ يعني المُصلى المكان المعد للصلاة، وليس المراد أنه يذهب إلى ...، هو في بيته لكن المكان المعد للصلاة داخل المسجد، لأن المكان المعد للصلاة يسمى مسجد، ثم يقول: «جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا» وليس المراد أن مسجده عليه الصلاة والسلام.

وقوله: كان (يُغفي وربما)؛ يعني صلى الله عليه وسلم نومه لا يُنقض الوضوء؛ لأن نومه كان لا ينام قلبه وتنام عيناه عليه الصلاة والسلام، فكان ينام ونفخ وثم يقوم يُصلي؛ ولأن النوم لا يُنقض الوضوء، لا ينتقض الوضوء؛ لأنه عليه الصلاة والسلام إنما تنام عيناه ولا ينام قلبه عليه الصلاة والسلام.

بخلاف الأمة فإن النوم مَظِنة للحدث، ولهذا في صلاته في حديث صفوان بن عسَّال: ولكن من غائطٍ وبولٍ ونوم، النوم ناقض.

قارئ المتن: باب صلاة القاعد في النافلة، وذكر الاختلاف على أبي إسحق في ذلك.

أخبرنا عمرو بن عليٍ، عن حديث أبي عاصم، قال: حدثنا عمر بن أبي زائدة، قال: حدثني أبو إسحق عن الأسود عن عائشة، قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمتنع من وجهي وهو صائم، وما مات حتى كان أكثر صلاته قاعدًا، ثم ذكرت كلمة معناها إلا المكتوبة، وكان أحب العمل إليه ما دام عليه الإنسان، وإن كان يسيرًا خالفه يونس، ورواه عن أبي إسحق عن الأسود عن أم سلمة.

أخبرنا سليمان بن سَلِم البلخي، قال: حدثنا النضر قال: أنبأنا يونس عن أبي إسحق عن الأسود عن أم سلمة، قالت: ما قُبِض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته جالسًا إلا المكتوبة، خالفه شعبة وسفيان وقالا: عن أبي إسحق عن أبي سلمة عن أم سلمة.

شرح الشيخ: يعني المخالفة في كل ...، وذكر الاختلاف في السياق اختلاف السند، والأحاديث ثابتة، والمخالفة عن أبي إسحاق قال: (عن أبي إسحق عن أبي سلمة عن أم سلمة)؛ وهنا أم سلمة رويَّ عن أبي إسحق عن الأسود عن أم سلمة، هذا الاختلاف في السند لا يضر.

قارئ المتن: أخبرنا إسماعيل بن مسعود حدثنا خالد عن شعبة عن أبي إسحق، قال: سمعت أبا سلمة عن أم سلمة قالت: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته قاعدًا، إلا الفريضة وكان أحب العمل إليه أدومه وإن قل.

أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد، قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان عن أبي إسحق عن أبي سلمة عن أم سلمة، قالت: والذي نفسي بيده ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر صلاته قاعدًا إلا المكتوبة، وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه وإن قل، خالفه عثمان بن أبي سليمان فرواه عن أبي سلمة عن عائشة.

أخبرنا الحسن بن محمد عن حجاج عن ابن جريج، قال: أخبرني عثمان بن أبي سليمان أن أبا سلمة أخبره أن عائشة أخبرته: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت حتى كان يُصلي كثيرًا من صلاته وهو جالس.

أخبرنا أبو الأشعث عن يزيد بن زُريعٍ، قال: أنبأنا الجريري عن عبد الله بن شقيق، قال: قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي وهو قاعد؟ قالت: نعم بعد ما حَطَمَهُ الناس.

أخبرنا قتيبة عن مالك عن ابن شهاب عن السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة عن حفصة، قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في سُبحته قاعدًا قط حتى كان قبل وفاته بعام، فكان يُصلي قاعدًا يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها.

شرح الشيخ: (حَطَمَهُ الناس) يعني: تحمل كثيرًا من أعباءهم، وعائشة من أخبر الناس بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرتنا عن قيام الليل، وأنه على ثلاثة أحوال:

  1. تارةً يُصلي قائم.
  2. وتارة يُصلي قاعد.
  3. يُصلي قاعدًا فإذا بقيَّ له ثلاثين أو أربعين آية قام قرأها ثم ركع.

قارئ المتن: باب فضل صلاة القائم على صلاة القاعد.

أخبرنا عُبَيّد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى عن سفيان، قال: حدثنا منصور عن هلال بن يسافٍ، عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي جالسًا فقلت: حُدِثت أنك قلت: إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، وأنت تصلي قاعدًا قال: «أجل ولكني لست كأحد منكم».

شرح الشيخ: هذا الحديث في أبو يحيى، أبو يحيى مولى عبد الله بن عمر، هو مقبول في التقريب، لكن الحديث رواه مسلم وأبو داوود، مسلم أخرج الحديث وإن كان فيه أبو يحيى، لعل له شواهد، والمعنى أن صلاة القاعد عن النصف من صلاة القائم؛ يعني صلاة النافلة إذا صلى وهو جالس، فله نصف أجر القائم؛ لأنه يجوز أن يُصلي الإنسان السنن والرواتب وصلاة الضحى وصلاة الليل، يجوز أن تصلي جالس لكن لك نصف الأجر.

أما الفريضة فلا يجوز أن يُصلي قاعد إلا إذا كان عاجز، إذا كان عاجز، لحديث عمران بن حصين: «صلي قائمًا، فإن لم تستطع قاعدًا فصلي على جنب»؛ فإذًا لا يجوز أن يُصلي قاعدًا وهو يستطيع، وإذا كان لا يستطيع وصلى قاعد فأجره كامل، هذا حديث أبو موسى الأشعري: «إذا مرض العبد وسافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا».

لكن هذا صلاة النافلة، في صلاة النوافل، يجوز للإنسان أن يُصلي قاعد، صلي الضحى، صلي الراتبة، صلي الليل، صلي أي الثلاث، ما عدا الفريضة تصليها وأنت جالس وتومأ في الركوع وترفع وتسجد، والركعة الثانية كذلك وقت القيام تجلس وتومأ بالركوع وتسجد، لكن لك نصف الأجر.

كما في الحديث: «إن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم»؛ وسيأتي الحديث كذلك إن صلاة المضطجع أيضًا فيه كلام.

قارئ المتن: فضل صلاة القاعد على صلاة النائم.

أخبرنا حُميِّد بن مسعدة عن سفيان بن حبيب، عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين، قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الذي يُصلي قاعدًا قال: من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد.

باب كيف صلاة القاعد.

أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا أبو داود الحفري، عن حفصٍ عن حُميِّدٍ عن عبد الله بن شقيق عن عائشة، قالت: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي متربعًا قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ والله تعالى أعلم.

شرح الشيخ: أن مقصود المؤلف خطأ في الإسناد، وإشكال عليها عندك، أن حُميِّد هذا هو حُميِّد الطويل وهو مُدَلِس، أن بعضهم قال عن حُميِّل باللام بدل الدال.

مداخلة: قال أبو عبد الرحمن النسائي: لا أعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داوود الحفري وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطئًا والله تعالى أعلم هكذا قال المصنف رحمه الله تعالى في المجتبى إن أبا داود تفرد وأن الحديث خطأ، وليس في الكبرى الجزء الثاني ولفظه قال: أبو عبد الرحمن: لا نعلم أحدًا روى هذا الحديث غير أبي داوود عن حفصٍ انتهى، وقد اُعترض عليه في ذلك فقال الحافظ رحمه الله بعد نقل المصنف ما نصه: قد رواه ابن خزيمة والبيهقي من طريق محمد بن سعيد الأصبهاني بمتابعة أبي داوود، فظهر أنه لا خطأ فيه.

ورواه البيهقي من طريق ابن عيينة عن عجلان، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو هكذا ويضع يديه على ركبتيه وهو متربعٌ جالس، ورواه البيهقي عن حُميِّدٍ، قال: رأيت أنس يُصلي متربعًا على فراشه، وعلقه البخاري، انتهى.

هكذا نقله الشوكانيُ في نيل الأوطار والله تعالى أعلم بالصواب، قال الجامع عفا الله تعالى عنه: حديث عائشة رَضيَّ الله عنها هذا صحيح، وقد صححه الأئمة ابن خزيمة وابن حِبان والحاكم وأقره الذهبي، قد عرفت الجواب عما قاله المصنِف من تفرد أبي داوود الحفري.

من تفرد أبي داوود الحفري وأنه لم ينفرد به، بل تابعه في محمد بن سعيد الأصبهاني عن حفص بن غياث عند الحاكم والبيهقي ومحمد بن سعيد هذا هو الملقب بحَمدان، وهو ثقةٌ ثبت، فظهر بهذا أن الحديث صحيح لا مَطعن فيه، والله تعالى أعلم.

الشيخ: حمدان وهو ماذا حمدان؟

مداخلة: ومحمد بن سعيد هذا هو الملقب بحَمدان، وهو ثقةٌ ثبت، فظهر بهذا أن الحديث صحيح لا مَطعن فيه، والله تعالى أعلم.

الشيخ: على كل حال مقصود المؤلف هنا يعني السند، وأما المتن يعني كونه يُصلي متوضئًا فلا خطأ فيه ولا نكارة، ولو صلى مستوفذًا أو يعني مُعقِبًا يعني جالسًا على عقبيه فلا حرج، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قاعدًا كما في الحديث، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى قاعدًا، لكن الأفضل أنه صلى متربعًا.

والمراد في موضع القيام، في موضع القيام يُصلي متربع، أما في حال التشهد، فإنه يفعل ما يفعله يُصلي صلاته، التشهد يكون يعني ينصب رجله اليمنى ويفرش اليسرى ويجلس عليها، وبين السجدتين يعني يفترش وفي التشهد الأخير يتورك.

والأمر في هذا واسع، والحديث الذي قبله، ماذا قال في الذي قبله؟ حديث عمران بن حصين؟ قال: سألت النبي أن الرجل يُصلي قاعدًا، قال: (من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد).

مداخلة: قال المسألة الأولى في درجة حديث عمران بن حصين –رَضيَّ الله تعالى عنهما- هذا أخرجه البخاري.

الشيخ: الكلام عليه.

مداخلة: قال الخطابي رحمه الله: كنت تأولت هذا الحديث، على أن المراد به صلاة التطوع، يعني للقادر لكن قوله من صلى نائمًا يُفسده، لأن المضطجع لا يُصلي كما يفعل القاعد؛ لأني لا أحفظ عن أحدٍ من أهل العلم، أنه رخص في ذلك، قال: فإن صحت هذه اللفظة، ولم يكن بعض الرواة أدرجها قياسًا منه للمضطجعة على القاعد، كما يتطوع المسافر على راحلته، فالتطوع للقادر على القعود مضطجعًا جائزٌ بهذا الحديث.

الشيخ: فإن كان ماذا؟

مداخلة: فإن صحت هذه اللفظة.

الشيخ: وهي نعت صفة نائم.

مداخلة: ولم يكن بعض الرواة أدرجها قياسًا منه للمضطجع على القاعد، كما يتطوع المسافر على راحلته، فالتطوع للقادر على القعود مضطجعًا جائزٌ بهذا الحديث.

قال: وفي القياس المتقدم نظر؛ لأن القعود شكل من أشكال الصلاة، بخلاف الاضطجاع، قال: وقد رأيت الآن أن المراد بحديث عمران المريض المفترض؛ الذي يمكنه أن يتحامل، فيقوم مع مشقة، فجعل أجر القاعد على النصف من أجر القائم ترغيبًا له في القيام، مع جواز قعوده انتهى.

قال الحافظ –رحمه الله-: وهو حَمل متجه، قال: فمن صلى فرضا قاعدًا، و كان يشق عليه القيام أجزأه، وكان هو ومن صلى قائمًا سواءً، قال: فلو تحامل هذا المعذور و تكلف القيام و لو شق عليه، كان أفضل لمزيد أجر تَكلُف القيام فلا يمتنع أن يكون أجره على ذلك، نظير أجره على أصل الصلاة، فيصح أن أجر القاعد على النصف من أجر القائم.

ومن صلى النفل قاعدًا مع القدرة على القيام أجزأه، كان أجره على النصف من أجر القائم بغير إشكال، وأما قول الباجي: إن الحديث في المفترض والمتنفل معًا، فإن أراد بالمفترض ما قررناه فذاك، وإلا فقد أبى ذلك أكثر العلماء.

وحكى ابن التين وغيره عن أبي عُبَيّد وابن الماجشون وإسماعيل القاضي، وابن شعبان والإسماعيلي والداودي وغيرهم، أنهم حملوا حديث عمران على المتنفل، وكذا نقله الترمذي عن الثوري قال: وأما المعذور إذا صلى جالسًا فله مثل أجر القائم.

ثم قال: وفي هذا الحديث ما يشهد له، يشير إلى ما أخرجه البخاري في الجهاد من حديث أبي موسى رَضيَّ الله عنه وقد تقدم لفظه قال: ويؤيد ذلك قاعدة تغليب فضل الله تعالى وقبول عذر من له عذرٌ والله أعلم ولا يلزم من اقتصار العلماء المذكورين في حمل الحديث المذكور على صلاة النافلة، أن لا ترد الصورة التي ذكرها الخطابي.

وقد ورد في الحديث ما يشهد لها، فعند أحمد من طريق ابن جريج عن ابن شهاب عن أنس قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهي مَحَمةٌ، فحمى الناس، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد، والناس يصلون من قعود، فقال: صلاة القاعد نصف صلاة القائم، ورجاله ثقات، زاد في رواية: فتجشم الناس الصلاة قيامًا، وله متابعٌ عند النسائي من وجه آخر.

وهو وارد في المعذور فيُحمل على من تكلف القيام مع مشقته عليه كما بحثه الخطابي، وأما نفي الخطابي جواز التنفل مضطجعًا، فقد تبعه ابن بطالٍ على ذلك وزاد لكن الخلاف ثابت.

فقد نقله الترمذي بإسناده عن الحسن البصري، قال: إن شاء الرجل صلى الصلاة التطوع قائمًا وجالسًا ومضطجعًا، وقال به جماعة من أهل العلم، وأحد الوجهين للشافعية، وصححه المتأخرون، وحكاه عياض وجهًا عند المالكية أيضًا، وهو اختيار الأبهُري منهم واحتج بهذا الحديث‏.‏

قال الجامع عفا الله عنه ما قاله الحسن البصري رحمه الله: من تبعه أرجح عندي لصحة حديث الباب، وما تقدم للخطابي من احتمال الإدراج فغير صحيح لعدم استناده إلى حجة.

الشيخ: من احتمال ماذا؟

مداخلة: من احتمال الإدراج فغير صحيح لعدم استناده إلى حجة، وأما ما قاله السِندي من أن العلماء عدوه بدعةً وحدثًا في الإسلام، فكلام لم يعتمد على تأمل الحديث، وأقوال أهل العلم فيه، فكيف يكون بدعةً وقد صح الحديث فيه.

قال به جماعة من أهل العلم الذين تقدم ذكرهم، إن هذا من العجب العجاب والله تعالى أعلم.

الشيخ: على كل حال الحديث رواه البخاري كان معروف، وهو دليل على جواز صلاة المتنفِل وهو مضطجع، وأن له نصف أجر القاعد، لقوله: (أفضل).

وهذا خلاف قول الجمهور، والأكثرين لا يجيدون التنفُل من المضطجع، وأجازه جماعة، قام بذلك بعض العلماء أجازوا أن يُصليَّ الإنسان مضطجع وله نصف أجر القائم، وأما الجمهور فقالوا: هذا لا يجوز لأنه محمول على الفريضة، هذا في الفريضة ليس أن يُصلي مضطجع إلا في الفرض، أما النفل فليس له ذلك، والسندي في الحاشية قال: حمله كثير من العلماء على التطوع.

وذلك لأن أفضل يقصد جواز القعود بل فضل، ولا جوازه للقعود في الفرائض مع القدرة على القيام، ولا يتحقق الفرائض أن يكون القيام أفضل، ويكون القعود جائزًا، ومن قدر على القيام، فهو متعين، وإن لم يقدر عليه تعين القعود أو ما يقدر عليه.

 وبقيَّ أنه على هذا المحمل، يلزم جواز النفل مضطجعًا مع القدرة على القيام والقعود، وقد التزم بعض المتأخرين، يقول: لكن أكثر العلماء، أنكروا هذا وعدوه بدعة، هذا الذي أشار إليه، عدوه بدعةً وحدثًا في الإسلام، وقال: لا يُعرف أن أحدًا صلى قط على جنبه مع القدرة على القيام، ولو كان مشروعًا لفعلوه، أو فعله النبي صلى الله عليه وسلم ولو مرة لبيان الجواز.

فالوجه أن يُقال ليس الحديث بمسوقٍ لبيان صحة الصلاة وفسادها، وإنما هو لبيان تفضيل إحدى الصلاتين الصحيحتين على الأخرى، وصحتهما تُعرف بقواعد الصحة من خارجٍ في أصل الحديث، أنه إذا صحت الصلاة قاعدًا، فعلى على نصف صلاة القائم فرضًا كانت أو نفلًا.

وكذلك إذا صحت الصلاة نائمًا فهي نصف الصلاة قاعدًا في الأجر، قولًا منا المعذور لا يُنتقص من أجره ممنوع.

وما استدلوا به عليه من حديث: «إذا مرض العبد وسافر كُتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا»؛ لا يُفيد ذلك، وإنما يُفيد أن من كان يعتاد عملًا، إذا فاته لعذرٍ فذلك لا يُنقص من أجره حتى لو كان المريض والمسافر تاركًا للصلاة حالة الصحة والإقامة.

ثم صلى قاعدًا أو قاصرًا حالة المرض أو السفر، فصلاته على نصف أجر القائم والله أعلم على كل حال المقصود أن الحديث صحيح كما في البخاري، وقال به جمعٌ من أهل العلم، جمعٌ من أهل العلم قالوا: إنه له أن يُصلي مضطجعًا ونائم يعني مضطجع فيكون صلاة القاعد على نصف أجر القائم، وصلاة المضطجع على نصف أجر القاعد.

 أما الجمهور فمنعوا من ذلك، الجمهور وأكثر العلماء أنهم يجيزون المتنفِل أن يضطجع، قالوا إيش؟ قالوا: إما أن يُصلي قائمًا أو يُصلي قاعدًا فقط، وإنما هذا في الفريضة إذا كان يستطيع يُصلي على جنبه، وأما الكيفية فيفيد أنه يُصلي متربعًا هذا هو الأفضل، ويُصلي على حالات أخرى لا بأس، وفي موضع القيام يتربع، وفي الجلوس يفترش أو يتورك.

قارئ المتن: باب كيف القراءة بالليل.

أخبرنا شعيب بن يوسف قال حدثنا عبد الرحمن عن معاوية بن صالح، عن عبد الله بن أبي قيس قال: سألت عائشة كيف كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل يجهر أم يُسِر؟ قالت: كل ذلك قد كان يفعل ربما جهر وربما أسر.

شرح الشيخ: الأمر فيه سعة، لكن الأفضل الجهر للمصلحة، كما إذا كان هناك من يستمع له، أو ليطرد النعاس أو كان الجهر يعمل على التدبر وإلا أسر، كما لو كان حوله نائم.

يعني هل يُسر القراءة أو يجهر، إذا كان انظروا النص، إذا كان حوله نائم فلا يجهر يُسِر، وإذا كان ليس حوله نائم وكان الجهر أعون له على التدبر جَهَر، أو كان أعون له لأن الجهر يطرد النعاس جَهَر وإلا أسر، الأمر في سعة.

قارئ المتن: فضل السر على الجهر.

أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد يعني ابن سميع، قال: حدثنا زيد يعني ابن واقد عن كثير بن مرة، أن عقبة بن عامر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الذي يجهر بالقرآن كالذي يجهر بالصدقة، والذي يُسر بالقرآن كالذي يُسر بالصدقة.

شرح الشيخ: فالله تعالى قال في الصدقة: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 271]؛ فالإسرار أفضل، الصدقة في السر أفضل من الصدقة في العلن، وقراءة السر أفضل من قراءة العلانية، إلا أن يترتب على الجهر مصلحة، يعني الصدقة يُظهرها حتى يقتدي به الناس لا بأس.

كما في قصة الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم تغير وجهه، ودخل وخرج وأمر بالصلاة، ثم حث على الصدقة، فجاء قال: صدقةً من درهمه، من ديناره، من صاع بره، من تمره، فجاء رجلٌ بصُرة بشيءٍ من الطعام كادت يده أو يداه تعجز عنها.

فتتابع الناس، هذا فعله جهرًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من سنَّ سنةً حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»؛ ومن سنَّ سنة سيئة ...، هذا يعني أعلنها واقُتديَّ به، فإذا ترتب على إعلان الاقتداء فهذا أفضل، وإلا فالأفضل السر في القيام بالصدقة، إلا أن يترتب على الإعلان مصلحة.

قارئ المتن: باب تسوية القيام والركوع والقيام بعد الركوع والسجود، والجلوس بين السجدتين في صلاة الليل.

أخبرنا الحسين بن منصورٍ، قال: حدثنا عبد الله بن نميرٍ، قال: حدثنا الأعمش عن سعد بن عُبَيّدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة رَضيَّ الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة فمضى، فقلت يركع عند المائتين، فمضى فقلت يُصلي بها في ركعة، فمضى فافتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيحٌ سبح، وإذا مر بسؤال سأل وإذا مر بتعوذٍ تعوذ، ثم ركع فقال: سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، فكان قيامه قريبًا من ركوعه ثم سجد فجعل يقول: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من ركوعه.

أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا النضر بن محمد المروزي ثقةٌ، قال: حدثنا العلاء بن المسيب عن عمرو بن مُرة عن طلحة بن يزيد الأنصاري عن حذيفة رَضيَّ الله عنه أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فركع فقال في ركوعه: سبحان ربي العظيم، مثل ما كان قائمًا، ثم جلس يقول: رب اغفر لي رب اغفر لي مثل ما كان قائمًا، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى مثل ما كان قائمًا، فما صلى إلا أربع ركعات حتى جاء بلال إلى الغداة، قال أبو عبد الرحمن: هذا الحديث عندي مُرسل وطلحة بن يزيد لا أعلمه، سمع من حذيفة شيئًا، وغير العلاء بن المسيب قال في هذا الحديث: عن طلحة عن رجل عن حذيفة.

شرح الشيخ: وفي حديثٍ آخر أنه صلى ركعتين، وهذا قليل، والغالب أنه لا يُحل وإنما يُصلي وينام كما قالت عائشة، الحديث كان مُرسلًا لكن يشهده الحديث الذي قبله، هذا الحديث الأول فهو روايته صحيحة، هذه السور لها فضلٌ عظيم، فقال: البقرة وآل عمران والنساء في ركعة خمسة أجزاء وربع، وقراءة مترسلًا ما سريعة.

موضحة لا يمر بها آية التسبيح إلا وسبح، ولا آية رحمة إلا وسأل، ولا آية عذاب إلا وماذا؟ يتعوذ، ثم ركع فكان ركوع قريبًا من قيامه، هذا الصبر العظيم، الركوع أقل من قيامه، ثم رفع ووقف وقال بسم الله الرحمن الرحيم، ووقف قريبًا من قيامه، ثم سجد فكان قريبًا منه وهكذا.

من يستطيع هذا؟! هذا صبرٌ عظيم عليه الصلاة والسلام، ولهذا تتفطر قدماه، أي تتشقق قدماه عليه الصلاة والسلام.

وهذا الحديث الثاني فيه قال المؤلف إنه مرسل لكن يشهد له الحديث السابق، ماذا قالوا عنه؟

مداخلة: قال: والحديث صحيح وقد تقدم مستوفى الشرح، برقمٍ.

الشيخ: لا لكن تكلم قال: أبو عبد الرحمن عندي مرسل.

مداخلة: قال وقلت: وغير العلاء تقدم ذلك من رواية شعبة عن عمرو بن مُرة فقال عن رجلٍ قوله وغير العلاء إلى آخره.

الشيخ: قول أبو عبد الرحمن: هذا الحديث عندي مرسل وطلحة بن يزيد لا أعلمه، سمع من ... يعني فيه انقطاع، يعني ...

مداخلة: أحال إلى حديثٍ سبقه.

الشيخ: على كل حال يشهد له الحديث الذي قبله.

قارئ المتن: باب كيف صلاة الليل.

أخبرنا محمد بن بشارٍ، قال: حدثنا محمد بن جعفرٍ، وعبد الرحمن قالا: حدثنا شعبة عن يعلى بن عطاء، أنه سمع عليًا الأزدي أنه سمع ابن عمر رَضيَّ الله عنهما يُحدِث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى»، قال أبو عبد الرحمن: إن هذا الحديث عندي خطأ والله تعالى أعلم.

شرح الشيخ: يريد زيادة والنهار، هذه زادها علي الأزدي، علي الصدوق يُخطأ التقريب، صلاة «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى»، المفروض حديث الليل مثنى مثنى، أما النهار هذا الزيادة هذه يقولها خطأ زادها علي الأزدي، وهذا بين العلماء، ذهب إليه النسائي وجماعة من أن مخالفة الثقة للأكثرين، لا تُقبل زيادته، المخالفة غيره «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى».

قالوا: الحديث الصحيح: صلاة الليل مثنى مثنى، الليل ما تُصلى؛ أما النهار فلا بأس يُصلي أربع ركعات عند الجمهور بمعنى، وإن كان الأفضل تصلي ركعتين، وأما هذا والنهار قالوا: إن هذا خطأ من علي الأزدي.

شيخ الإسلام رحمه الله قال: الحديث أيضًا في آخر الحديث يدل على بطلان كلمة والنهار، شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: لأنه قال الحديث في الحديث الآخر: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى فإذا خشيَّ أحدكم الصبح فليُأتى بواحدة.

كيف يأتي يُوتر بالنهار، والنهار ما فيه وتر، فدل على كلمة والنهار خطأ شيخ الإسلام «صلاة الليل والنهار مثنى مثنى»؛ وهذا المؤلف قالها أنا عندي خطأ، والزيادة رواها أحمد وأصحاب السنن.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن قُدامة قال: حدثنا جرير عن منصور عن حبيب عن طاووسٍ قال: قال ابن عمر رَضيَّ الله عنهما سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل فقال مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فواحدة.

شرح الشيخ: نعم هذا هو الحديث الصحيح، ما فيه والنهار.

قارئ المتن: أخبرنا عمرو بن عثمان ومحمد بن صدقة، قالا: حدثنا محمد بن حربٍ عن الزبيدي عن الزهري عن سالم عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة.

 أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان عن ابن أبي لبيدٍ عن أبي سلمة، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يُسأل عن صلاة الليل فقال: مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة.

شرح الشيخ: وقوله: «فإذا خفت الصبح فأوتر بركعة» قال شيخ الإسلام: كيف ركعة وما تأتي كلمة والنهار، وبعض العلماء المتأخرين يقول هذه الزيادة من الثقة مقبولة؛ لأن الزيادة ما تُرد إلا إذا كانت مخالفة.

كما قال الحافظ في نخبة الفكر، قال: والزيادة من الثقة مقبولة، ما لم تقع منافيةً لمن هو أوثق، ورد الحديث على أن السنن الرواتب، قالوا: كلها مثنى وصلاة الضحى مثنى، قالوا: كلها تؤيد هذا نعم.

قارئ المتن: أخبرنا موسى بن سعيد، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير قال: حدثنا الحسن بن الحر قال: حدثنا نافع أن ابن عمر رَضيَّ الله عنهم أخبرهم أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، قال: «مثنى مثنى، فإن خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة».

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رَضيَّ الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة.

أخبرنا أحمد بن محمد بن المغيرة، قال: حدثنا عثمان عن شعيب عن الزهري عن سالمٍ عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: سأل رجل من المسلمين رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف صلاة الليل؟ فقال: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة».

أخبرنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه، قال: أخبرني حُميِّد بن عبد الرحمن، أن عبد الله بن عمر رَضيَّ الله عنهما أخبره أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح فأوتر بواحدة».

أخبرنا أحمد بن الهيثم، قال: حدثنا حرملة، قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن ابن شهاب حدثه أن سالم بن عبد الله وحُميِّد بن عبد الرحمن، حدثاه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قام رجل فقال: يا رسول الله كيف صلاة الليل؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة».

باب الأمر بالوتر.

أخبرنا هناد بن السري، عن أبي بكر بن عياش عن أبي إسحق، عن عاصم وهو ابن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «يا أهل القرآن أوتروا فإن الله -عز وجل- وتر يحب الوتر»

أخبرني محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي نعيم عن سفيان عن أبي إسحق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: الوتر ليس بحتم ٍكهيئة المكتوبة، ولكنه سنةٌ سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح الشيخ: فعلي رضي الله عنه فهم من قوله: «أوتروا»؛ أن الأمر للاستحباب، وليس الوجوب، وهذا هو قول جمهور العلماء، وذهب الأحناف إلى أن الوتر واجب فرض، وأبو حنيفة إلى أن الوتر فرض، والبخاري رحمه الله استدل على رد على الأحناف الذي كان يوتر على الراحلة.

قال: لو كان الوتر واجب لنزل وصلى على الأرض، كما ينزل في الفريضة، الفريضة ينزل ويُصلي على الأرض، ولا يُصلي وهو على الراحلة، على البعير، لكن صلاة النافلة.

فلما صلى الوتر على الراحلة دل على أنه ليس بواجب كالفرائض، فكان علي رضي الله عنه فهم من الأمر الوجوب، والصحابة فهموا أن الأمر ليس للوجوب، يكون هذا هو الصارف للأمر.

 

 

قارئ المتن: باب الحث على الوتر قبل النوم.

أخبرنا سليمان بن سلم، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيقٍ عن النضر بن شميل، قال: أنبأنا شعبة عن أبي شمرٍ عن أبي عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: النوم على وترٍ، وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، وركعتي الضحى.

أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة، ثم ذكر كلمة معناها: عن عباس الجُريري، قال: سمعت أبا عثمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: الوتر أول الليل، وركعتي الفجر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر.

شرح الشيخ: في مشروعية صلاة الضحى، واستحباب المداومة عليها، خلافًا لمن قال من العلماء: يُكره المداومة عليها، قالوا: لئلا يُشبها بالواجب؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها أبا هريرة، والسنة تثبت بقوله وبفعله وبتقريره عليه الصلاة والسلام.

ولا تداوم عليها ما دام أنه يعتقد أنها سنة لا يضر، وكذلك النوم على أن يُوتر قبل أن ينام؛ لأن أبا هريرة كان يدرس الحديث فكان يدرس أول الليل فأوصاه إن خشى، أما إذا كان يغلب على ظنه أنه يستيقظ آخر النهار فيكون آخر الليل فيكون أطول، جاء في الحديث: «من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل».

فإذا خشي ألا يقوم يوتر أول الليل، وإن كان لا يخشى فإنه يؤخر الوتر بعد صلاته.

مداخلة: ذكر ركعتي الفجر.

الشيخ: ركعتي الضحى.

مداخلة: في الثاني الفجر، والأول الضحى، عندي في الأول...

الشيخ: «وصيام ثلاثة أيامٍ من كل شهر، وركعتي الضحى»؛ وثلاثة: «الوتر أول الليل، وركعتي الفجر»؛ يعني وصية، الوصية اختلفت في هذا ركعتي الفجر مصاب بها، وكلها مصاب بها، خيرٌ من الدنيا وما فيها.

قارئ المتن: باب نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الوترين في ليلة.

أخبرنا هناد بن السري عن ملازم بن عمروٍ، قال: حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق، قال: زارنا أبي طلق بن عليٍ رضي الله عنه في يوم من رمضان، فأمسى بنا، وقام بنا تلك الليلة وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجد فصلى بأصحابه، حتى بقي الوتر، ثم قدم رجلًا، فقال: له أوتر بهم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا وتران في ليلة.

باب وقت الوتر.

 أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد قال: حدثنا شعبة عن أبي إسحق عن الأسود بن يزيد، قال: سألت عائشة رَضيَّ الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان ينام أول الليل، ثم يقوم فإذا كان من السحر، أوتر ثم أتى فراشه فإذا كان له حاجة ألم بأهله، فإذا سمع الأذان وثب، فإن كان جُنبًا أفاض عليه من الماء، وإلا توضأ ثم خرج إلى الصلاة.

أخبرنا إسحق بن منصور قال: حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب عن مسروق عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوله وآخره وأوسطه، وانتهى وتره إلى السحر.

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا الليث عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما قال: من صلى من الليل فليجعل آخر صلاته وترًا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بذلك.

باب الأمر بالوتر قبل الصبح

أخبرنا عُبَيّد الله بن فضالة بن إبراهيم قال أنبأنا محمد وهو ابن المبارك، قال: حدثنا معاوية وهو ابن سلام بن أبي سلام، عن يحيى بن أبي كثير قال: أخبرني أبو نضرة العوقيُ أنه سمع أبا سعيد الخدري رضي الله عنه.

شرح الشيخ: (العَوَقي) بفتحتين.

قارئ المتن: يقول: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوتر فقال: «أوتروا قبل الصبح».

أخبرنا يحيى بن درست قال: حدثنا أبو إسماعيل القناد، قال: حدثنا يحيى وهو ابن أبي كثير عن أبي نضرة عن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أوتروا قبل الفجر».

الوتر بعد الأذان.

أخبرنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه، أنه كان في مسجد عمرو بن شرحبيل، فأقيمت الصلاة، فجعلوا ينتظرونه فجاء فقال: إني كنت أوتر، قال: وسئل عبد الله هل بعد الأذان وتر قال: نعم، وبعد الإقامة، وحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس ثم صلى.

شرح الشيخ: وهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه سُئِل عن الوتر قال نعم وحتى بعد الإقامة، واستدل بحديث من نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس صلى الراتبة أولًا، ثم صلى الفجر، وهذا اجتهاد من عبد الله بن مسعود، وأشد ما في قوله: (وبعد الإقامة) يعني كيف بعد إقامة الصلاة يُصلي الراتبة.

 الحديث ليس فيه إنه ترك وإنما صلى الفجر براتبتها، الدليل عن بعض، ما هو دليله؟ حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس، فهل هذا دليل لما ادعى؟ ليس دليل، ما في وتر، إنما صلى الصلاة الراتبة ثم صلى الفجر، هذا اجتهاد من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

والحديث ليس فيه أنه أوتر، وإنما صلى الفجر براتبتها، ثبت في حديث عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام عن وردٍ من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي عشر ركعة، وإذا طلع الفجر وأستيقظ وطلع الفجر خلاص انتهى الوتر يقضيه من النهار.

يقضيه بعد ارتفاع الشمس، ولكنه لا يقضيه وترًا، وإنما يُضيف إليه ركعة شفعًا.

قارئ المتن: باب الوتر على الراحلة.

أخبرنا عُبَيّد الله بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن عُبَيّد الله بن الأخنس عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على الراحلة.

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن علي قال: حدثنا زهير عن الحسن بن الحر، عن نافع أن ابن عمر كان يوتر على بعيره، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا مالكٌ عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، عن سعيد بن يسارٍ، قال: قال لي ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير.

شرح الشيخ: وفي هذه الأحاديث دليل على أن الوتر سنة، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صلى على راحلته؛ لأنه كان ينزل للفرائض، كان يُصليها على الأرض، فيه رد على الأحناف، الذين يقولون بوجوب الوتر.

قارئ المتن: باب كم الوتر.

أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا شعبة عن أبي التياح، عن أبي مِجْلَز عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الوتر ركعة من آخر الليل.

شرح الشيخ: يعني أقله، أقله ركعة، وله أن يوتر ثلاث أو بخمس أو بسبع أو بتسع أو بإحدى عشرة، أو بثلاث عشرة.

 

 

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن بشارٍ، قال: حدثنا يحيى ومحمد قالا: حدثنا ثم ذكر كلمةً معناها شعبة عن قتادة عن أبي مِجْلَز، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر ركعة من آخر الليل.

أخبرنا الحسن بن محمد عن عفان، قال: حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا من أهل البادية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل قال: «مثنى مثنى والوتر ركعة من آخر الليل».

باب كيف الوتر بواحدة:

أخبرنا الربيع بن سليمان قال: حدثنا حجاج بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث، عن عبد الرحمن بن القاسم أنه حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع بواحدة توتر لك ما قد صليت».

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا خالد بن زياد عن نافعٍ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى والوتر ركعة واحدة».

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، قراءةً عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن نافع وعبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى».

أخبرنا عُبَيّد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد يعني ابن المبارك، قال: حدثنا معاوية وهو ابن سلامٍ عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، ونافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمعه يقول: «صلاة الليل ركعتين ركعتين فإذا خفتم الصبح فأوتروا بواحدة».

أخبرنا إسحق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن قال: حدثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن.

باب كيف الوتر بثلاث.

أخبرنا محمد بن سلمة والحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم قال: حدثني مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أنه أخبره أنه سأل عائشة أم المؤمنين  رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يُصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يُصلي ثلاثًا قالت عائشة رَضيَّ الله عنها: فقلت يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: «يا عائشة إن عينيَّ تنام ولا ينام قلبي».

شرح الشيخ: هذا محمول على الأغلب: (ما يزيد في رمضان ولا غيره)؛ محمول على الأغلب، وإلا فقد ثبت في حديث ابن عباس أنه أوتر بثلاث عشرة ركعة، وقوله: (يُصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن)؛ ليس يُسلِم بسلامٍ واحد، بل بسلامين كما دلت عليه الأحاديث الأخرى وأنه يسلم كل ركعتين إلا في الوتر، إذا سرد ثلاثًا أو خمسًا وسبعًا له أن يسردها ولا يتشهد إلا في آخرها بسلامٍ واحد.

لكن يُصلي أربعة أو ستة أو ثمان، هذا لا ممنوع، مثنى مثنى، يُسلم كل ركعتين.

قارئ المتن: أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال حدثنا بشر بن المفضل قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام أن عائشة رَضيَّ الله عنها حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يسلم في ركعتي الوتر.

شرح الشيخ: هذا يدل على أن يُصليها بسلامٍ واحد دائمًا، هذا فيه نكارة؛ لأن الغالب من فعل النبي صلى الله عليه وسلم أنه يسلم من كل ركعتين، وربما أوتر بثلاث أو خمسة أو سبع أو تسع بسلام لا إشكال عليه.

مداخلة: قال: قوله قال الجامع عفا الله عنه: رجال هذا الإسناد الرجال الصحيح غير شيخه فإنه من أفراده وهو ثقة وسعيد هو ابن أبي عروبة، والحديث تقدم وقولها: (كان لا يُسلم في ركعتي الوتر) أي حتى يضم إليهما الركعة الثالثة، فيُسلم بعدها، هكذا قال السندي في شرحه، وظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعاتٍ متصلة.

ولهذا أورده المصنف رحمه الله تعالى في هذا الباب لبيان كيفية الوتر بثلاث، لكن المشهور من حديث عائشة رَضيَّ الله عنها من رواية سعد بن هشام، عنها أن وتره صلى الله عليه وسلم كان تسعة ركعات، لا يجلس فيها إلا في الثامنة، ثم يقوم فيُصلي التاسعة، ثم يُسلم بعدها.

الشيخ: سيأتي في الأحاديث نعم.

مداخلة: فلما أسن أوتر بسبعٍ، هذا هو المعروف من أحاديثه من روايته، بل في بعض الطرق التي مرت من روايته أن تلك ما زالت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما كونه أوتر بثلاث ركعات، فليس معروفًا من روايته، ففي صحة هذه الرواية نظر والله تعالى أعلم.

ثم رأيت الحافظ محمد بن نصر رحمه الله تكلَّم على هذه الرواية في كتاب الوتر له، وحاصل ما قال هناك، فأما الحديث الذي حدثناه عباس المرسي، قال حدثنا يزيد بن زريقة، قال حدثنا سعيد عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام، عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يُسلم في ركعتي الوتر، وفي رواية: كان لا يسلم في الركعتين الأوليين من الوتر.

قال فهذا عندنا قد اقتصره سعيد من الحديث الطويل الذي ذكرناه، ولم يقل في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث، لم يسلم في الركعتين، فكان يكون حجةً لمن أوتر بثلاثٍ بلا تسليمٍ في الركعتين، إنما قال: لم يُسلم في ركعتي الوتر وصدق في ذلك الحديث أنه لا يُسلم في الركعتين ولا في ثلاثٍ ولا في أربعٍ وفي خمسٍ، ولا في ست، ولم يجلس أيضًا في الركعتين، كما لم يُسلِّم فيهما انتهى كلام ابن نصر رحمه الله تعالى.

قال الجامع عفا الله عنه: هذا الذي قاله ابن نصر رحمه الله تعالى في تأويل الرواية المذكورة حسنٌ جدًا، وحاصله أن الحديث بهذا اللفظ مختصرٌ بهذا اللفظ المختصر غير صحيح، وإنما الصحيح حديث عائشة رَضيَّ الله عنها.

الشيخ: ماذا وحاصله؟

مداخلة: وحاصله أن الحديث بهذا اللفظ مختصرٌ بهذا اللفظ المختصر غير صحيح، وإنما الصحيح حديث عائشة رَضيَّ الله عنها هو الحديث الطويل المذكور آنفًا والله تعالى أعلم.

الشيخ: يعني الإشكال من الاقتصار، وصار في نكارة، والمعنى أن يسلم بركعتين بل يضم إليها ركعة ثالثة، فيُسلم من ثلاثة أو خمسة أو سبعة أو تسعة، ولا يسلم من ركعتين.

مداخلة: قال المؤلف: شاذ تفرد بهما.

الشيخ: شاذ؟ لم يقول هذا، نعم يعني المؤلف اقتصر، حصلت النكارة نعم.

 قارئ المتن: ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين لخبر أبي بن كعب في الوتر.

أخبرنا علي بن ميمون، قال حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن زبيد، عن سعيد بن عبد الرحمن، بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث ركعاتٍ، كان يقرأ في الأولى: بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية: بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة: بقل هو الله أحد، ويقنت قبل الركوع فإذا فرغ، قال عند فراغه: «سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يطيل في آخرهن».

شرح الشيخ: هذا في أن يوتر بثلاث، والحديث السابق قال: لا يُسلم في الوتر يعني، يُضم إليها الركعة الثالثة، حصل لما قال صلى الله عليه وسلم اختصر الحديث، حصل يعني إشكال يقول: «سبحان الملك القدوس»؛ بعد الوتر ثلاثًا، ويرفع صوته في الآخرة.

سبحان الملك القدوس؛ يمد بها صوته، وفيها القنوت يجوز قبل الركوع وبعد الركوع القنوت، قال: ويقنت قبل الركوع، جاء ما يدل على عن أنس أنه ربما قالت: قبل الركوع أو بعد الركوع، لكن في الأولى يكون بعد الركوع.

قارئ المتن: أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى من الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية: بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة: بقل هو الله أحد.

أخبرنا يحيى بن موسى قال أنبأنا عبد العزيز بن خالد، قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الركعة الثاني: بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة: بقل هو الله أحد، ولا يُسلِم إلا في آخرهن، ويقول يعني بعد التسليم: «سبحان الملك القدوس ثلاثًا»

شرح الشيخ: سعيد بن أبي عروبة مُدَلِس وقد اختلط عن قتادة ولكن الحديث له شواهد، كما سبق.

قارئ المتن: ذكر الاختلاف على أبي إسحق في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس في الوتر.

أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحق عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بثلاث يقرأ في الأولى: بسبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية: بقل يا أيها الكافرون، وفي الثالثة: بقل هو الله أحد أوقفه زهير.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيمٍ، قال: حدثنا زهير عن أبي إسحق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يوتر بثلاث: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.

شرح الشيخ: يعني الحديث الذي بعده قال أوتره، أوقفه زهير يعني جعله موقوف، موقوفًا على ابن عباس، فالموقوف يقوي المرفوع.

قارئ المتن: ذكر الاختلاف على حبيب بن أبي ثابت في حديث ابن عباس في الوتر.

أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا معاوية بن هشام، قال: حدثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي عن أبيه عن جده رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قام من الليل فاستن، ثم صلى ركعتين ثم نام ثم قام فاستن، ثم توضأ فصلى ركعتين حتى صلى ستًا، ثم أوتر بثلاث وصلى ركعتين.

شرح الشيخ: محمد بن علي لم يسمع من جده كما في التقريب، لكنه هنا روى عن أبيه، لكن ما سمع من جده.

قارئ المتن: أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا حسين عن زائدة، عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقام فتوضأ واستاك وهو يقرأ هذه الآية حتى فرغ منها، {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ} [آل عمران: 190]؛ ثم صلى ركعتين ثم عاد فنام، حتى سمعت نفخ، ثم قام فتوضأ واستاك، ثم صلى ركعتين ثم نام، ثم قام فتوضأ واستاك وصلى ركعتين وأوتر بثلاث، أخبرنا محمد بن جبلة، قال: حدثنا معمر بن مخلد ثقة.

شرح الشيخ: كرر (صلى ركعتين ثم نام، ثم قام فتوضأ واستاك) ثم صلى، هذه {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16]؛ كما قال الله هذه الصفة عنه عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات يُصلي وينام يُصلي وينام، يُصلي وينام.

ثم سمع نفخ (ثم قام فتوضأ)؛ في الحديث الآخر أنه: قام ولم يتوضأ؛ لأن نومه لا ينقض الوضوء.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن جبلة، قال: حدثنا معمر بن مخلد ثقة، قال حدثنا عُبَيّد الله بن عمرو عن زيد عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن وساق الحديث.

أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا أبو بكر النهشلي عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن الجزار، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي من الليل ثمان ركعات، ويوتر بثلاث، ويُصلي ركعتين قبل صلاة الفجر، خالفه عمرو بن مُرة فرواه عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح الشيخ: يُصلي بثمان ويُوتر بثلاثة إحدى عشر، يوافق حديث عائشة في الصحيح ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشر ركعة، وهذا محمول على الغلبة.

قارئ المتن: أخبرنا أحمد بن حربٍ، قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مُرة عن يحيى بن الجزار عن أم سلمة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع، خالفه عمارة بن عمير فرواه عن يحيى بن الجزار عن عائشة رَضيَّ الله عنها.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين عن زائدة عن سليمان عن عمارة بن عمير، عن يحيى بن الجزار عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي من الليل تسعًا فلما أسن وثقل صلى سبعًا.

باب ذكر الاختلاف على الزهري في حديث أبي أيوب في الوتر.

أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، قال: حدثني ضُبارة بن أبي السليك.

الشيخ: السليل.

القارئ: عن أبي السُليك.

الشيخ: السليل.

القارئ: عندي السُليك.

الشيخ: ضبطها عندك؟

القارئ: نعم بالكاف.

الشيخ: ضبطها بالحروف أو بالشكل؟

القارئ: بالشكل.

الشيخ: لا الشكل ما عليه عمدة، في بعضها السليك في الجرح والتعديل عند أبي حاتم، وابن أبيه السُليك بالكاف، أخره كاف بالتقريب باللام السليل، قال في أبيه مالك بن أبي السليك بالكاف، ماذا قال عندك؟

القارئ: قال ضبارة بن أبي السليل بضم الضاد المعجمة، ثم الموحدة، وفتح السين المهملة، وضبارة بن عبد الله بن مالك بن أبي السليل الحضرمي أبو شريح الحمصي منهم من ينسبه إلى جدهن ومنهم من ينسبه إلى السليل كما هنا مجهول، وقيل هم ثلاثة: روى له البخاري في الأدب المفرد وأبو داوود، والمصُنِف وابن ماجة، وله في هذا الكتاب حديثان فقط، هذا وفي كتاب الاستعادة.

حديث: «اللهم إني أعوذ بك من الشِقاق والنفاق»؛ أبو السليل بلامٍ آخره هكذا، وَقَّع في نسخ المجتبى والكبرى، وهو الذي ذكره الحافظ في التقريب، وربطه بفتح السين المهملة، لكن وقع في تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم وتحفة الأشراف أبو السُليك بكافٍ آخره مُصغرًا.

قال الجامع عفا الله عنه: الذي يظهر لي أن أبي السليل باللام مكبرًا تصحيح، والصواب أبو السُليك مصغرًا كما أشار إليه في هامش تحفة الأشراف، وضبطه في التقريب على الصواب في ترجمة جده مالك بن أبي سُليك.

وقال بالمهملة وآخره كاف مصغرًا، انتهى والله تعالى أعلم.

 

 

القارئ: السُليك يا شيخ؟

الشيخ: نعم السُليك والسَليل مجهول، لكن يهد لها له شواهد، كذلك قال: حديث زويد بن نافع، قال في التقريب مقبول، يقول الحافظ فيمن؟ لأن روى عنه اثنان ولم يُوثق، وثقه من أصحاب التوثيق كابن حِبان، كما إذا وفقه إمام كالبخاري وابن المدين وابن مهدي وأحمد، فهو ثقة، فيه أيضًا هذا مجهول، وفيه دُويد بن نافع مقول، لكن الحديث له شواهد تشهد له الأحاديث السابقة واللاحقة.

قارئ المتن: أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية، قال: حدثني ضُبارة بن أبي السليك، قال: حدثني دويد بن نافع قال أخبرني ابن شهاب، قال: حدثني عطاء بن يزيد عن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الوتر حق، فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بواحدة».

أخبرنا العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي قال حدثنا الأوزاعي، قال: حدثني الزهري قال: حدثنا عطاء بن يزيد عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الوتر حق فمن شاء أوتر بخمس، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة».

أخبرنا الربيع بن سليمان بن داود، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثنا الهيثم بن حُميِّد قال: حدثني أبو مُعَيد عن الزهري، قال: حدثني عطاء بن يزيد أنه سمع أبا أيوب الأنصاري.

الشيخ: ماذا؟ حدثني أبو مُعَيد بضم الميم وفتح العين.

القارئ: أبو معيد نعم.

الشيخ: مُعَيد.

قارئ المتن: قال: حدثني أبو مُعَيد عن الزهري، قال: حدثني عطاء بن يزيد أنه سمع أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه، يقول: الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس ركعات فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث، فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل.

قال الحارث بن مسكين قراءةً عليه وأنا أسمع، عن سفيان عن الزهري عن عطاء بن يزيد، عن أبي أيوب رضي الله عنه قال: من شاء أوتر بسبع، ومن شاء أوتر بخمسٍ، ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة ومن شاء أومأ إيماءً.

شرح الشيخ: وهذا موقوف على أبي أيوب، قال: (ومن شاء أوتر بثلاث، ومن شاء أوتر بواحدة ومن شاء أومأ إيماءً)؛ يعني هذا أظن هذا في العاجز، إن شاء إيماءً في العاجز، وهذا موقوف على أبي أيوب، (ومن شاء أومأ إيماءً)؛ هذا في العاجز.

 

 

قارئ المتن: باب كيف الوتر بخمس، وذكر الاختلاف على الحكم في حديث الوتر.

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا جرير عن منصور، عن الحكم عن مقسم، عن أم سلمة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمسٍ وبسبعٍ لا يفصل بينهما بسلام ولا بكلام.

أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا عُبَيّد الله عن إسرائيل، عن منصور عن الحكم عن مقسم، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن أم سلمة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبعٍ أو بخمسٍ لا يفصل بينهن بتسليم.

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن يزيد، قال: حدثنا سفيان بن الحسين، عن الحكم عن مقسم، قال: الوتر سبع فلا أقل من خمسٍ فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: عمن ذكره قلت: لا أدري، قال الحكم: فحججت فلقيت مقسمًا فقلت له: عمن؟ قال: عن الثقة عن عائشة وعن ميمونة.

أخبرنا إسحق بن منصور، قال: أنبأنا عبد الرحمن عن سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمسٍ ولا يجلس إلا في آخرهن.

شرح الشيخ: وهذا في الصحيح في الثلاث والخمس يسردهن بتشهدٍ واحد، أما السبع فجاء فيه الحديث أن يسردهن بتشهد واحد، وجاء عنه أنه يجلس في السادسة، ويتشهد ثم يقوم ويأتي بالسابعة، وكذلك التسع، إذا بتشهدين، يجلس في الثامنة ويتشهد ثم يقوم، ثم يأتي بالتاسع ويتشهد ويُسلِم.

يعني الثلاث يُسردها بتشهدٍ واحد وسلامٍ واحد، والخمس يُسردها بسلامٍ واحد، والسبع مُخير بين بسلامٍ واحد بتشهدين أو بتشهد واحد، والتسع لابد من تشهدين، الثامن والتاسع، وإذا بقيت إحدى عشر كذلك تتشهد في العاشرة وتتشهد في الحادية عشرة.

سردها سرد بسلامٍ واحد.

قارئ المتن: باب كيف الوتر بسبع.

أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: لما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم، صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن، وصلى ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم، فتلك تسعٌ يا بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها مختصر، خالفه هشام الدستوائي.

شرح الشيخ: لأنه سرد سبعًا بسلامٍ واحد، وصلى ركعتين وهو جالس، فيه أنه صلى ركعتين وهو جالس بعد الوتر، وهذا فيه دليل على أنه لبث في الصلاة بعد الوتر؛ لأن ليس بحرام الصلاة مع الوتر، لكن الأفضل أن تكون آخر الصلاة الوتر، وصلاة النبي ركعتين بعد الوتر، يدل على أن قوله صلى الله عليه وسلم: «اجعلوا آخر صلاتكم من الوتر»؛ الأمر على الاستحباب، يصف وجوب الاستحباب.

جاء سرد السبع في جلوسه واحد، كما جاء في هذه الرواية، وجاء أنه يجلس في السادسة ثم ينهض بخلاف التسع، فإنه لم يسردها بجلوسٍ واحد، بل يجلس في الثامنة ثم يتشهد.

قارئ المتن: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحق بن إبراهيم قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشامٍ عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع ركعاتٍ، لم يقعد إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يُسلِم، ثم يُصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو ثم يسلم تسليمةً يُسمعنا ثم يُصلي ركعتين، وهو جالس فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات، لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يُسلِم فيُصلي السابعة، ثم يسلم تسليمةً ثم يُصلي ركعتين وهو جالس.

شرح الشيخ: والأصل في الركعتين بين الجواز، وإلا فالأفضل يوتر في آخر صلاة الليل.

قارئ المتن: كيف الوتر بتسع.

أخبرنا هارون بن إسحق عن عبدة، عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام أن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل، فيستاك ويتوضأ ويُصلي تسع ركعات لا يجلس بينهن إلا عند الثامنة.

الشيخ: لا يجلس فيهن.

القارئ: لا يجلس، عندي: بينهن.

الشيخ: عندك بينهن؟

القارئ: نعم.

الشيخ: لا عندي لا يجلس فيهن.

القارئ: في بعض النسخ.

الشيخ: لعلها من الرواية.

 لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، ويحمد الله ويُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بينهن، ولا يُسلم تسليمًا ثم يُصلي التاسعة، ويقعد وذكر كلمة نحوها، ويحمد الله ويُصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم ويدعو ثم يُسلم تسليمًا يسمعنا ثم يُصلي ركعتين وهو قاعد.

وهذا فيه فائدة ثانية أحدهما أن النبي يُصلي على نفسه بصريح اسمه يقول: اللهم صلي على محمد، قال: (ويُصلي على نبيه)؛ يقول اللهم صلي على محمد، لا يقول اللهم صلي عليَّ لا بصريح اسمه، يُصلي بصريح اسمه، الثانية: الصلاة على النبي في الجلوس الأول: قال: (ويُصلي على نبيه).

فيُصلي على نبيه في الجلوس الأول، فهو مقوي للمذهب الشافعي، أن يُشرع الصلاة على النبي في التشهد الأول، في الثلاثية والرباعية، وهو اختيار شيخنا سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله اختار أنه في التشهد الأول يُصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما الجمهور فيقول: يقف عند قوله: وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، الشافعية رأوا أن يصلي على النبي، وهنا قال: (ويُصلي على نبيه) يقوي مذهب الشافعية.

قارئ المتن: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا إسحق قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى أن سعد بن هشام بن عامر، لما أن قدم علينا أخبرنا أنه أتى ابن عباس رضي الله عنهما فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلك أو ألا أنبئك بأعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: من؟ قال: عائشة رَضيَّ الله عنها فأتيناها فسلمنا عليها، ودخلنا فسألناها، فقلت: أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله عز وجل ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ، ثم يُصلي تسع ركعاتٍ، لا يقعد فيهن إلا في الثامنة، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم ينهض ولا يسلم ثم يُصلي التاسعة فيجلسُ، فيحمد الله ويذكره ويدعو، ثم يسلم تسليمًا يسمعنا ثم يُصلي ركعتين وهو جالس فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني، فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم، أوتر بسبع ثم يُصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يُسلِم، فتلك تسعًا أي بني، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاةً أحب أن يداوم عليها.

شرح الشيخ: وفيه سؤال الصحابة عائشة رَضيَّ الله عنها يسألوها من وراء حجاب، وأنه لا بأس به، يعني سؤال المرأة والكلام إذا كان كلام فيه الكلام العادي ليس فيه تغنج، وليس هناك خلوة عند الحاجة لا بأس.

قارئ المتن: أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا إسحق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن الحسن قال أخبرني سعد بن هشام عن عائشة رَضيَّ الله عنها أنه سمعها تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعات ثم يُصلي ركعتين وهو جالس، فلما ضعف أوتر بسبع ركعاتٍ ثم صلى ركعتين وهو جالس.

شرح الشيخ: فيه عن قتادة، وعن الحسن، لكن الحديث الذي بعده ليس فيه إلا على الحسن يخف الضعف، الضعيف له شواهد ويتقوى عنه بالآخر.

 

 

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا حماد عن قتادة عن الحسن، عن سعد بن هشام عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بتسعٍ ويركع ركعتين وهو جالس.

أخبرنا محمد بن عبد الله الخَلنجي.

شرح الشيخ: الخَلنجي وهو ثقة كما في التقريب.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن عبد الله الخَلنجي، قال: حدثنا أبو سعيد؛ يعني مولى بني هاشم، قال حدثنا حصين بن نافع قال: حدثنا الحسن عن سعد بن هشام، أنه وفد على أم المؤمنين عائشة –رَضيَّ الله عنها- فسألها: عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يُصلي من الليل ثمان ركعات ويوتر بالتاسعة ويُصلي ركعتين وهو جالس مختصر.

أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص عن الأعمش، أُراه.

شرح الشيخ: (أُراه) أظنه بالضم أظنه.

قارئ المتن: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي الأحوص عن الأعمش، أُراه عن إبراهيم عن الأسود، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي من الليل تسع ركعات.

باب كيف الوتر بإحدى عشرة ركعة.

أخبرنا إسحق بن منصور، قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا مالك عن الزهري عن عروة عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي من الليل إحدى عشرة ركعةً ويوتر منها بواحدة، ثم يضطجع على شقه الأيمن.

شرح الشيخ: وهذا في الصحيحين رواه البخاري ومسلم، لكن فيها أن يُسلم من كل ركعتين، يُسلِّم من كل ركعتين ثم يتمها، وربما سرد ثلاثًا وخمسًا لا يُسلِم إلا في آخرها، وربما أوتر بسبعٍ أو بتسعٍ أو بثلاث عشر، لكن الغالب ما روته عائشة إحدى عشر ركعة.

قارئ المتن: باب الوتر بثلاث عشرة ركعة.

أخبرنا أحمد بن حرب قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمرو بن مُرة عن يحيى بن الجزار، عن أم سلمة رَضيَّ الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتر بثلاث عشرة ركعة، فلما كبر وضعف أوتر بتسع.

باب القراءة في الوتر.

شرح الشيخ: كذلك روى ابن عباس أنه أوتر بثلاثة عشرة عن النبي عليه الصلاة والسلام.

قارئ المتن: باب القراءة في الوتر.

أخبرنا إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنا أبو النعمان قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول، عن أبي مِجْلَز، أن أبا موسى رضي الله عنه كان بين مكة والمدينة، فصلى العشاء ركعتين ثم قام فصلى ركعةً أوتر بها فقرأ فيها بمائة آية من النساء، ثم قال ما ألوت أن أضع قدمي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قدميه وأنا أقرأ بما قرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

شرح الشيخ: هذا فيه أنه أوتر بركعة، قرأ مائة آية، ماذا قال سارد الحديث عندك؟ يجيز على هذه المقسمة، أي لا بأس أن يوتر بركعة، لا يُكره الوتر بركعة، لكن الأفضل إحدى عشر ركعة، وثلاث عشرة ركعة، ولو سرد ركعة وقرأ فيها وأطال لا بأس مائة آية في ركعة، اكتفى بها نعم.

مداخلة: قال عندي في سماع أبي مِجْلَز من أبي موسى نظر، كما قال: الحافظ بن حجر.

الشيخ: أبو مِجْلَز في سماع ماذا؟

مداخلة: مِجْلَز من أبي موسى نظر، كما قال: الحافظ ابن حجر العسقلاني.

الشيخ: من الذي يقوله؟

مداخلة: اللي يقوله الحافظ أبو طاهر الزبير على الزايد.

الشيخ: أنا ما أتكلم لأن الرسول ما ذكر هذا، راجع في السنة في الموجز في التقريب لابن مِجْلَز؛ لأنه قد يكون يعني في إشكال هنا؛ لأن هذا مراد المصنف الحديث انفرد بهذا، أنه أوتر بركعة وقرأ فيها بمائة آية من النساء وقال: فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

قارئ المتن: نوع آخر من القراءة في الوتر.

أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النسائي.

الشيخ: إشكاب كسر الهمزة أسفل النجار إشكاب.

القارئ: عندي ما ضَبطها بس حط فتح الهمز.

الشيخ: إشكاب النسائي.

 قارئ المتن: أخبرنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب النسائي، قال: أخبرنا محمد بن أبي عُبَيّدة، قال: حدثنا أبي عن الأعمش عن طلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس ثلاث مرات».

أخبرنا يحيى بن موسى قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن الأعمش عن زبيد وطلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، خالفهما حصين فرواه عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا الحسن بن قزعة عن حصين بن نمير عن حصين بن عبد الرحمن، عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.

شرح الشيخ: يعني ثلاث، يُوتر بثلاث، يقرأ في الأولى بسبح بعد الفاتحة، والثانية بالكافرون، والثالثة بالصمد.

قارئ المتن: ذكر الاختلاف على شعبة فيه.

أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا بهز بن أسدٍ قال: حدثنا شعبة عن سلمة وزبيد عن ذرٍ، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وكان يقول إذا سلم: «سبحان الملك القدوس ثلاثًا ويرفع صوته بالثالثة».

شرح الشيخ: في الحديث أن رفع الصوت والمد بسبحان الملك القدوس، يقول: سبحان الملك القدوس، وكل واحد يرفع، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس، سبحان الملك القدوس.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال: حدثنا خالد قال: حدثنا شعبة قال أخبرني سلمة وزبيد عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ثم يقول إذا سلم: «سبحان الملك القدوس»؛ ويرفع بسبحان الملك القدوس صوته بالثالثة، رواه منصور عن سلمة بن كهيل ولم يذكر ذرا.

أخبرنا محمد بن قدامة عن جرير عن منصور عن سلمة بن كُهيل عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وكان إذا سلم وفرغ قال: سبحان الملك القدوس ثلاثًا طول في الثالثة، ورواه عبد الملك بن أبي سليمان عن زبيد ولم يذكر ذرا.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا محمد بن عُبَيّد قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ورواه محمد بن جحادة عن زبيد ولم يذكر ذرا.

أخبرنا عمران بن موسى، قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا محمد بن جحادة عن زُبيد عن ابن أبزى عن أبيه رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا فرغ من الصلاة قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات.

القارئ: عملت في التقريب لاحق بن حُميِّد بن السدوسي البصري أو مِجْلَز، بكسر الميم وسكون الجيم وفتح اللام بعد ذلك مشهورٌ بكنيته ثقةٌ من كبار الثالثة.

مات سنة ست، وقيل تسعٍ ومائة، وقيل قبل ذلك.

الشيخ: ما تكلم عن سمعه؟

مداخلة: ما تكلم.

الشيخ: هذا يرجع في التهذيب.

مداخلة: في التهذيب قال: لاحق بن حُميِّد بن سعيد ويقال شعبة بن خالد بن كثير بن حُبيش بن عبد الله، روى عن أبي موسى الأشعري، والحسن بن علي ومعاوية وعمران بن حصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس والمغيرة بن شعبة وحفصة وأم سلمة، وأنس وجندب بن عبد الله، وسلمة بن كُهيل.

الشيخ: روى عن أبي موسى؟

مداخلة: نعم، أول واحد.

الشيخ: أول واحد إذًا نقول هذا الـمُحَشي في سماع ماذا؟

مداخلة: قال في سماع أبي مِجْلَز من أبي موسى نظر، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني.

الشيخ: ما في إشكال نعم.

مداخلة: لأنه قال بعدها عفا الله عنك: وأرسل عن عمر بن الخطاب وحذيفة.

الشيخ: فقط؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: أي ما ذكر أبي موسى؟

مداخلة: قال: لم يلقى سمرة ولا عمران، قال ابن المديني، قال الدوري عن ابن معين: لم يسمع من حذيفة، وقال ابن المديني: لم يلقى سمرة ولا عمران، وقال الطيالسي عن شعبة كان تجيئنا عنه كأنه شيعي وأحاديثه وأحاديث كأنه عثماني.

الشيخ: ماذا تجيئنا عنه؟

مداخلة: كأنه شيعي، وأحاديث كأنه عثماني، وقال النضر بن شميل عن وسام حسان، كان أبو مِجْلَز ذكر من صفاته.

الشيخ: هذا في التهذيب؟

مداخلة: نعم هذا تهذيب التهذيب؛ لكنه لم يذكر شيئًا.

الشيخ: لكنه ما ذكر، قال عليكم بالوتر بالقراءة بالوتر الطويلة هذه ثابتة، أحاديث هو قرأ مائة آية، قال: إني فعلت كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

مداخلة: التي قبل المائة آية هي الوتر أو غيرها.

الشيخ: لا في الوتر، ركعة الوتر قرأ فيها مائة آية.

قارئ المتن: ذكر الاختلاف على مالك بن مغول فيه.

أخبرنا أحمد بن محمد بن عُبَيّد الله، قال: حدثنا شعيب بن حربٍ عن مالك عن زبيد عن ابن أبزى، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مالك عن زبيدٍ عن ذرٍ عن ابن أبزى مرسلٌ وقد رواه عطاء بن السائب عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه.

أخبرنا عبد الله بن الصباح، قال: حدثنا الحسن بن حبيب قال: حدثنا روح بن القاسم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد.

ذكر الاختلاف على شعبة عن قتادة في هذا الحديث

أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت عزرة يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا فرغ قال: «سبحان الملك القدوس ثلاثًا».

أخبرنا إسحق بن منصور، قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا فرغ قال: «سبحان الملك القدوس ثلاثًا ويمد في الثالثة».

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن زرارة عن عبد الرحمن بن أبزى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، خالفهما شبابة فرواه عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين.

أخبرنا بشر بن خالد قال: حدثنا شبابة عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن عمران بن حصين، أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بسبح اسم ربك الأعلى، قال أبو عبد الرحمن: لا أعلم أحدًا تابع شبابة على هذا الحديث، خالفه يحيى بن سعيد.

أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن زرارة عن عمران بن حصين، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقرأ رجل بسبح اسم ربك الأعلى، فلما صلى قال: «من قرأ بسبح اسم ربك الأعلى» قال رجل: أنا، قال: «قد علمت أن بعضهم خالجنيها».

شرح الشيخ: لم يُنكر النبي عليه الصلاة والسلام عليه القراءة، فالمأموم يقرأ في الصلاة السرية، يقرأ بعد الفاتحة سورة، وإنما قراءته فصلت في القراءة.

قارئ المتن: باب الدعاء في الوتر.

أخبرنا قتيبة قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحق، عن بُريدٍ، عن أبي الجوزاء.

شرح الشيخ: صوابه أبي الحوراء بالحاء المهملة بالراء والذي يروي عن الحسن، كما في التقريب حوراء.

قارئ المتن: عن بُريدٍ، عن أبي الحوراء، قال: قال: الحسن علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن في الوتر في القنوت: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت.

شرح الشيخ: هذه كلمات عظيمة، هذه علَّمها الحسن في القنوت في الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت)، وقني برحمتك شر ما قضيت؛ خمس دعوات تجمع خير الدنيا والآخرة.

(إنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت)؛ وإذا قضى اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، كما في الحديث إلى آخره، فيها بركة يقتصر على هذا.

هذا كان القنوت، أما الإطالة الطويلة ما ينبغي فيها مشقة على ...، لاسيما في المأمومين، لكن لو زاد عليا لا بأس، لكن إن لم تكون مشقة.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن سلمة قال: حدثنا ابن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن علي عن الحسن بن علي، قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات في الوتر، قال: قل اللهم اهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وتولني فيمن توليت وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يُقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت، وصلى الله على النبي محمد.

شرح الشيخ: هذا الحديث ضعيف لأن فيه انقطاع، عبد الله بن علي لم يسمع من عم أبيه الحسن بن علي، وفي آخر الحديث: (وصلى الله على النبي محمد)؛ ليست في حديث الحسن، لكن ليشهد له بعض الصحابة وهم ورد عنهم أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أسباب قبول الدعاء.

هذا الثاني فيه انقطاع وفيه زيادة: (وصلى الله على النبي محمد)؛ الحديث هذا الزيادة لا يماثل الحديث الأول.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن حرب.

الشيخ: تكلم عليها الشيخ الأثيوبي، على أي حال الحديث عبد الله بن علي عن الحسن بن علي، لأن فيه (اللهم صلى الله على النبي) لكن الانقطاع.

مداخلة: قال: عبد الله بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي أمه بنت الحسن بن علي بن طالب مقبول.

روى عن أبيه وجده الأكبر علي بن أبي طالب مرسلًا وجده لأمه الحسن بن علي وعنه الحسن بن عمارة بن غزيه.

الشيخ: وجده الحسن.

مداخلة: وجده لأمه الحسن بن علي.

الشيخ: وهذا عبد الله بن علي ابن عم أبيه، هذا عم أبيه الحسن بن علي.

مداخلة: ذكره ابن حبان في الثقات وصحح الترمذي حديثه الحاكم من روايته عن أبيه، وأما روايته عن الحسن بن علي فلم تثبت، وهي التي أوردها المصنف هنا.

الشيخ: فيه انقطاع.

مداخلة: قال الحافظ رحمه الله: فإن كان هو صاحب الترجمة، فلم يدرك جده الحسن بن علي لأن والده علي بن الحسين لما مات عمه الحسن رضي الله عنه كان دون البلوغ، انتهى.

الشيخ: على كل حال هذا، الكلمات هي الدعوات، لكن في زيادة: (وصلى الله على النبي محمد).

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا سليمان بن حرب وهشام بن عبد الملك، قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك».

شرح الشيخ: هذا فيه لا بأس بالزيادة عن الكلمات التي علمها النبي للحسن، كما ورد عن عمر أنه يزيد فيها في أول الوتر: اللهم إنا نستعينك ونستهديك، فإذا ضم إلى هذه الدعوات: «اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»؛ هذا جمعت خير الدنيا والآخرة، دعوات عظيمة بدون إطالة.

قارئ المتن: ترك رفع اليدين في الدعاء في الوتر.

أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن شعبة عن ثابت البناني، عن أنسٍ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، قال: شعبة فقلت لثابت أنت سمعته من أنسٍ قال: سبحان الله، قلت: سمعته، قال: سبحان الله.

شرح الشيخ: هذا في تعرض الوتر، ما في تعرض للوتر، لكن لئلا يرفع يديه في شيءٍ من الدعاء إلا في الاستسقاء، فهم منه المؤلف أنه لا فائدة في الوتر، لكن نقول لا يرفع يديه في شيءٍ من ذلك محمول عند العلماء على المبالغة في رفع اليدين.

 يعني لا يرفع يديه مبالغًا إلا في الاستسقاء؛ لأنه ثبت عن رفع اليدين في صلاة الاستسقاء، فلا دلالة في الحديث في الترجمة، ثبت أنه رفع يديه في الحج في ست مواضع في عرفة وفي المزدلفة، وعلى الصفا، وعلى المروة، وعن الجمرة الأولى وعن الجرة الثانية، والحديث يقول ما يرفع يديه إلا في الاستسقاء، وثابت في هذه المواضع الستة.

وعلى هذا فالحديث يُحمل على أنه لم يرفع يديه مبالغًا إلا في الاستسقاء، وعلى هذا لا يصح استدلال المؤلف على أنه لا يرفع يديه في الوتر.

قارئ المتن: باب قدر السجدة بعد الوتر.

أخبرنا يوسف بن سعيد قال: حدثنا حجاج قال: حدثنا ليث، قال: حدثني عقيلٍ عن ابن شهاب عن عروةٍ عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصلي إحدى عشرة ركعةً فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر بالليل، سوى ركعتي الفجر، ويسجد قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية.

شرح الشيخ: هذه السجدة في صلاة الليل، المؤلف يقول: (باب قدر السجدة بعد الوتر)؛ وهذه السجدة في صلاة الليل، قال المؤلف في الترجمة: والسجدة في الوتر، وهذه السجدة في صلاة الليل، اللي هو قال المؤلف في الترجمة: السجدة في الوتر أو في صلاة الوتر لكان أظهر.

(باب قدر السجدة)؛ بعد الوتر أم في الوتر؟ في الوتر، أي في صلاة الليل، يُصلي سوى ركعتي الفجر، وكان يسجد قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية.

كيف تُحمل هذا على إنها ماذا؟ على أنها في ركعتي الفجر.

مداخلة: (02:00:16).

الشيخ: الحديث الآخر هكذا، لأني أقول هل قرأ بأم الكتاب؟ فكييف المؤلف يترجم ويقول قبل السجدة بعد الوتر؟

مداخلة: جعلها راجعة إلى ركعتي الفجر.

الشيخ: ركعتي الفجر يخالفها أنهم كانوا يخففوها، يخففوها تخفيف، كيف يقرأ خمسين آية يُخفف، خمسين آية معناها أنه لا يتأخر على الناس في صلاة الفجر، وما يأتي إلا بعد يفرغ وبعد كذا، وقد اضطجع؛ لأنه يضطجع بعد قيام الليل، ويضطجع بعد صلاة الفجر.

ففهم المؤلف رحمه الله أن بعد الوتر فيه إشكال، والأقرب أنها في الوتر؛ لأنه قال: (باب قدر السجدة)؛ في الوتر أو في صلاة الوتر لكان أظهر.

مداخلة: ويقصد الركعتين التي تصليان بعد الوتر أحيانًا.

الشيخ: ماذا؟

مداخلة: أنه كان يُصليها أحيانًا بعدما ينتهي من الوتر، وردت.

الشيخ: وردت نعم، لكن ما ورد أنه يطيلها، والحديث بين ما نفوا صلاة الفجر من العشاء إلى الفجر بالليل سوى ركعتي الفجر بس، هنا حدد قال: ما قال ذكر الصلاة التي بعد الوتر.

مداخلة: قال أخرجه البخاري في باب التهجد رواه البخاري من باب التهجد استحباب طول السجود في قيام الليل.

الشيخ: هذا طيب.

مداخلة: وصلاة المسافرين باب صلاة الميت، وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ: وماذا؟

مداخلة: ومسلم صلاة المسافرين، باب صلاة الليل، وعدد ركعات النبي صلى الله عليه وسلم.

الشيخ: نعم التبويب سلم ما نحكي في البخاري ومسلم، لكن تبويب النسائي هنا فيه إشكال.

مداخلة: الذي أتى بلفظة البخاري، قال لكن في هذا الحمل نظر لا يخفى؛ لأن معنى الحديث أن ذلك كان في سجوده في صلاة الليل، لا لأنه يسجد بعد الوتر سجدةً بهذا القدر، يوضح ذلك رواية البخاري رحمه الله لحديثه ولفظه: (كان يُصلي إحدى عشر ركعة، كانت تلك صلاته، يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه) الحديث.

الشيخ: نعم هذا ورد عن عائشة، هي توضح هذا، يسجد بعد الوتر، أو يسجد في ...، هنا ذكر في الحاشية: يسجد بعد الوتر، أو يسجد في صلاة الليل كل سجدة قدر ما يقرأ، والمصنِف فهم المعنى الأول، يسجد بعد الوتر، يسجد بعد الوتر، لكن هذا فهمنا في إشكال.

وفي الحاشية يقول: ويسجد يعني بعد الوتر، أو يسجد في صلاة الليل، كل سجدة قدر ما يقرأ خمسين آية، والمصنف فهم المعنى الأول، نعم فهمنا ما بواضح فيه إشكال.

مداخلة: قبل الوتر أو بعد الوتر نقول سنة يعني؟

الشيخ: نعم.

قارئ المتن: التسبيح بعد الفراغ من الوتر، وذكر الاختلاف على سفيان فيه.

أخبرنا أحمد بن حربٍ، قال: حدثنا قاسم عن سفيان عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ويقول بعد ما يسلم سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يرفع بها صوته.

أخبرنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن عُبَيّد عن سفيان الثوري وعبد الملك بن أبي سليمان عن زبيدٍ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، ويقول بعد ما يسلم: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات يرفع بها صوته، خالفهما أبو نعيم فرواه عن سفيان عن زبيد عن ذر عن سعيد.

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي نعيم عن سفيان عن زبيدٍ، عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا أراد أن ينصرف قال: «سبحان الملك القدوس» ثلاثا يرفع بها صوته، قال أبو عبد الرحمن أبو نعيم، أثبت عندنا من محمد بن عُبَيّد ومن قاسم بن يزيد، وأثبت أصحاب سفيان عندنا -والله أعلم- يحيى بن سعيد القطان، ثم عبد الله بن المبارك، ثم وكيع بن الجراح، ثم عبد الرحمن بن مهدين ثم أبو نعيم ثم الأسود، في هذا الحديث ورواه جرير بن حازم عن زبيدٍ، فقال: يمد صوته في الثالثة ويرفع.

أخبرنا حرمي بن يونس بن محمدٍ، قال: حدثنا أبي قال حدثنا جريرٌ قال: سمعت زبيدًا يحدث عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، وإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات يمد صوته في الثالثة ثم يرفع.

أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: حدثنا سعيد عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر: بسبح اسم ربك الأعلى، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله أحد، فإذا فرغ قال: «سبحان الملك القدوس» أرسله هشام.

شرح الشيخ: يعني حلف فحلف الصحابي وهو والد عبد الرحمن بن أبزى.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن أبي عامر عن هشام، عن قتادة عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر وساق الحديث.

شرح الشيخ: نعم هذا أرسله، يعني حذف عن أبيه، الحديث سنده صحيح، وهذا نوع من صلاة النبي في الليل، لكن في الصحيح أنه يسلم من كل ركعتين.

قارئ المتن: باب إباحة الصلاة بين الوتر وبين ركعتي الفجر.

أخبرنا عُبَيّد الله بن فضالة بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد يعني ابن المبارك الصوري، قال: حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن يحيى بن أبي كثير، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقالت: كان يُصلي ثلاث عشرة ركعة، تسع ركعات قائمًا يوتر فيها، وركعتين جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فركع وسجد، ويفعل ذلك بعد الوتر، فإذا سمع نداء الصبح قام فركع ركعتين خفيفتين.

شرح الشيخ: وهذا فيها عدت من هذه الركعات ركعتي الفجر، فيكونون ثلاثة عشر ركعة، قال: نصلي من الليل ثلاثة عشر ركعة، تسع ركعات يوتر فيها، وركعتين جالسًا، إحدى عشر ركعة، وركعتي الفجر يصبحوا ثلاثة عشر ركعة.

  • وهذا نوع من قيامه صلى الله عليه وسلم في الليل فإنه ثلاثة أنواع كما سبق:
  1. يُصلي قائمًا.
  2. ويُصلي قاعدًا.
  3. وأن يُصلي قاعدًا فإذا بقيَّ عليه ثلاثين آية قام فركع، فقرأهن ثم ركع.

قارئ المتن: المحافظة على الركعتين قبل الفجر.

أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد عن أبيه، عن مسروق عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر، خالفه عامة أصحاب شعبة ممن روى هذا الحديث، فلم يذكروا مسروقًا.

أخبرني أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن إبراهيم بن محمد، أنه سمع أباه يحدث أنه سمع عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أربعًا قبل الظهر وركعتين قبل الصبح، قال أبو عبد الرحمن: هذا الصواب عندنا، وحديث عثمان بن عمر خطأٌ والله تعالى أعلم.

أخبرنا هارون بن إسحق، قال: حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام عن عائشة رَضيَّ الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها.

شرح الشيخ: تختلف الرواية لعمر من النسائي، لأنه يحتمل أنا أبا إبراهيم محمد سمع أولًا مسروق، ثم بعد ذلك يَسَّر الله سماعه من عائشة، وهذا لا يُستنكر، فإن الراوي يروي الحديث عن شيخه ثم عن شيخه فيروي عنه، فيكون في الحديث شيخان، أحمد أحد المشايخ والثاني هو شيخ شيخه، قول إن هذا خطأ، حديث عثمان عن عمر خطأ.

مداخلة: قال الجامع عفا الله عنه غرض المصنف رحمه الله بهذا، أن رواية محمد بن جعفر عن شعبة بإسقاط مسروق هو الصواب، وأما رواية عثمان بن عمر المتقدمة بذكره فخطأٌ لمخالفة عثمان أكثر الرواة، عن شعبة فقد رواه يحيى القطان.

الشيخ: لمخالفة؟

مداخلة: لمخالفة عثمان أكثر الرواة، عن شعبة فقد رواه يحيى القطان ووكيع ومحمد بن عديٍ وعمرو بن المرزوق وابن المبارك، ومعاذ بن معاذٍ ورواه ابن جريرٍ كلهم عن شعبة بسنده، وليس فيه ذكر مسروق، بل قد وقع في رواية وكيع وتصريح محمد بن المنتشر بسماعه عن عائشة، أخرجه الإسماعيلي، وحكى عن شيخه أبا القاسم البغوي أنه حدثه.

الشيخ: بل ماذا؟

مداخلة: بل قد وقع في رواية وتصريح محمد بن المنتشر بسماعه عن عائشة، أخرجه الإسماعيلي، وحكى عن شيخه أبا القاسم البغوي أنه حدثه به من طريق عثمان بن عمر عن شعبة، فأدخل بين محمد بن المنتشر وعائشة مسروقًا.

وأخبره أن حديث وكيع وهمٌ وردَّ ذلك الإسماعيلي بأن محمد بن جعفر، قد وافق وكيع على التصريح على سماع محمد من عائشة، ثم ساقه بسنده إلى شعبة عن إبراهيم بن محمد أنه سمع أباه أنه سمع عائشة، قال الإسماعيلي: ولم يكن يحيى بن سعيد يعني القطان الذي أخرجه البخاري من طريق ليحمله مُدَلَسا.

قال: والوهم عندي فيه من عثمان بن عمر انتهى، وبذلك جزم الدار قطني في العلل، وأوضح أن رواية عثمان بن عمر من المزيد في متصل الأسانيد، لكن أخرجه الدارمي عن عثمان بن عمر بهذا الإسناد فلم يذكر فيه مسروقًا، فإما أن يكون سقط عليه وعلى من بعده، أو يكون الوهم في زيادته ممن دون عثمان بن عمر، قاله في الفتح والله تعالى أعلم بالصواب.

الشيخ: يعني محتمل أنه سمعه من عائشة، لو تفرد بذلك نعم، لكن ظاهر الكلام أنه لم يتفرد.

قارئ المتن: باب وقت ركعتي الفجر.

أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن حفصة رَضيَّ الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا نودي لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة.

شرح الشيخ: (ركع ركعتين خفيفتين)؛ ليست السجدة قدرها خمس الآية.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا عمرو عن الزهري عن سالم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخبرتني حفصة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين.

الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على الشق الأيمن.

أخبرنا عمرو بن منصور، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني عروة عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، قبل صلاة الفجر بعد أن يتبين الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن.

شرح الشيخ: فالاضطجاع بعد ركعتي الفجر ذهب صلاها في البيت سنة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].

لكن في المسجد ما كان معروف، يعني ما ذكروا أن الصحابة كانوا يضطجعون في المسجد.

قارئ المتن: باب ذم من ترك قيام الليل.

أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: حدثنا عبد الله عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة عن عبد الله بن عمروٍ رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل».

أخبرنا الحارث بن أسدٍ، قال: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثني الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن عمر بن الحكم بن ثوبان، قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا تكن يا عبد الله مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل».

شرح الشيخ: وفي الباب حديث ابن عمر أيضًا لما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى ابن عمر رؤية أفزعته، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل»؛ فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا، لما رأى رؤية أفزعته، وهذا الحديث صعب ثابت، وقصها على حفصة، وقصته حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم الليل»؛ قالت: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلًا، هذا له شاهد أظنه من باب ترك قيام الليل.

قارئ المتن: باب وقت ركعتي الفجر، وذكر الاختلاف على نافع.

أخبرنا محمد بن إبراهيم البصري، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: قرأت على عبد الحُميِّد بن جعفر، عن نافع عن صفية عن حفصة رَضيَّ الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصلي ركعتي الفجر ركعتين خفيفتين.

أخبرنا شعيب بن شعيب بن إسحق، قال: حدثنا عبد الوهاب قال: أنبأنا شعيب، قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثني يحيى، قال: حدثني نافعٌ قال: حدثني ابن عمر رضي الله عنهما، قال: حدثتني حفصة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين خفيفتين، بين النداء والإقامة من صلاة الفجر، قال أبو عبد الرحمن: كلا الحديثين عندنا خطأٌ والله تعالى أعلم.

شرح الشيخ: يعني خطأ في الإسناد بالاختلاف على نافع، كما ذكر في الترجمة، وإلا المتن صحيح، المتن صحيح، لكن في الإسناد.

قارئ المتن: أخبرنا إسحق بن منصور، قال: أنبأنا يحيى قال: حدثنا الأوزاعي، قال حدثني يحيى عن نافع عن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يركع بين النداء والصلاة ركعتين خفيفتين.

أخبرنا هشام بن عمار، قال: حدثنا يحيى يعني ابن حمزة قال: حدثنا الأوزاعي عن يحيى عن أبي سلمة، قال: هو ونافع عن ابن عمر، عن حفصة رَضيَّ الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُصلي بين النداء والإقامة ركعتين خفيفتين ركعتي الفجر.

الشيخ: و(ركعتي الفجر) كان يُصلي بين الآذان والإقامة.

مداخلة: ركعتين خفيفتين ركعتي الفجر.

الشيخ: ركعتي.

قارئ المتن: أخبرنا إسحق بن منصور، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثيرٍ قال: حدثني نافع أن ابن عمر حدثه أن حفصة رَضيَّ الله عنهم حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ركعتين خفيفتين، بين النداء والإقامة من صلاة الصبح.

أخبرنا يحيى بن محمدٍ، قال: حدثنا محمد بن جهضم، قال: إسماعيل حدثنا عن عمر بن نافع.

الشيخ: عن نافع، أو حدثنا عمر بن نافع؟

مداخلة: عن عمر بن نافع.

الشيخ: قال إسماعيل: حدثنا؟

مداخلة: عن عمر بن نافع.

الشيخ: عن تأتي بعد حدثنا؟ لم يقل حدثنا عمر بن نافع؟ إما العنعنة نوع من التحمل، حدثنا وأنبأنا أقوى من عن، ما تأتي بعد عن، كل بعد ذلك هكذا.

مداخلة: نعم.

الشيخ: حدثنا عن؟

مداخلة: قال في الشرح: قوله قال إسماعيل حدثنا عن عمر إلى آخره، قال فاعل ضمير محمد بن جهضم، وإسماعيل مبتدأ.

الشيخ: فاعل قال؟

مداخلة: فاعل قال ضمير محمد بن جهضم، وإسماعيل مبتدأ، وجمله حدثنا خبره، والجملة مقول قال، وعن عمر بن نافع متعلقٌ بحدثنا، والحديث متفقٌ عليه.

مداخلة: لأنه قال ...

الشيخ: قال ماذا؟ قال محمد ماذا؟

مداخلة: قوله: قال إسماعيل حدثنا عن عمر إلى آخره، قال فاعل ضمير محمد بن جهضم، وإسماعيل مبتدأ.

الشيخ: محمد بن إسماعيل قال، بعده؟

مداخلة: وإسماعيل مبتدأ، وجمله حدثنا خبره، والجملة مقول قال.

الشيخ: قال محمد بن جهضم، قال: إسماعيل حدثنا أي القائل محمد بن جهضم، وإسماعيل ماذا؟ مبتدأ؟

مداخلة: نعم قال: وإسماعيل مبتدأ، وجمله حدثنا خبره، والجملة مقول قال، وعن عمر بن نافع متعلقٌ بحدثنا.

الشيخ: ما أدري كيف قال إسماعيل يكون مبتدأ، قال محمد بن جهضم قال إسماعيل، إسماعيل مبتدأ، يعني ليست إسماعيل فاعل بينما مبتدأ.

مداخلة: ليست فاعل.

الشيخ: لماذا حملها على هذا؟

مداخلة: يعني محمد بن جهضم قال: إسماعيل حدثنا عن عمر.

الشيخ: لماذا التقديم والتأخير، هذا فيه لبس، لماذا حمل على هذا الشيء.

مداخلة: لسبب عن.

الشيخ: لسبب عن، طيب لماذا أتى بها على الجادة وزال الإشكال؟ لعل عائشة.

مداخلة: يقول حدثنا إسماعيل، قال إسماعيل حدثنا.

الشيخ: وكلمة عن، الإشكال في عن، سهلة المسألة سهلة.

قارئ المتن: عن عمر بن نافع، عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخبرتني حفصة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي قبل الصبح ركعتين.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أنبأنا إسحق بن الفرات عن يحيى بن أيوب، قال: حدثني يحيى بن سعيد، قال: أنبأنا نافع عن ابن عمر عن حفصة رَضيَّ الله عنها أنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نودي لصلاة الصبح سجد سجدتين قبل صلاة الصبح.

أخبرنا عبد الله بن إسحق عن أبي عاصم، عن ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن حفصة أم المؤمنين رَضيَّ الله عنها أنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن صلى ركعتين خفيفتين.

أخبرنا محمد بن سلمة قال أنبأنا ابن القاسم عن مالك، قال: حدثني نافع عن عبد الله بن عمر أن حفصة أم المؤمنين رَضيَّ الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سكت المؤذن من الأذان لصلاة الصبح وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة.

أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدثنا خالد بن الحارث قال: حدثنا عُبَيّد الله عن نافع عن عبد الله، قال: حدثتني أختي حفصة رضي الله عنهما أنه كان يُصلي قبل الفجر ركعتين خفيفتين.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا جويرية بن أسماء عن نافع عن عبد الله بن عمر عن حفصة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ركعتين إذا طلع الفجر.

أخبرنا أحمد بن عبد الله بن الحكم، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة عن زيد بن محمد قال: سمعت نافعًا عن ابن عمر عن حفصة رَضيَّ الله عنها أنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يُصلي إلا ركعتين خفيفتين.

أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن حفصة رَضيَّ الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا نوديَّ لصلاة الصبح ركع ركعتين خفيفتين قبل أن يقوم إلى الصلاة، وروى سالم عن ابن عمر عن حفصة رَضيَّ الله عنهم.

أخبرنا إسحق بن إبراهيم، قال: أنبأنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري عن سالم، قال: ابن عمر رضي الله عنهما: أخبرتني حفصة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركع ركعتين قبل الفجر وذلك بعد ما يطلع الفجر.

أخبرنا الحسين بن عيسى، قال: حدثنا سفيان عن عمرو عن الزهري عن سالم عن أبيه قال أخبرتني حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين.

أخبرنا محمود بن خالدٍ، قال: حدثنا الوليد عن أبي عمرو عن يحيى قال: حدثني أبو سلمة.

 

 

أخبرنا محمود بن خالدٍ، قال: حدثنا الوليد عن أبي عمرو عن يحيى قال: حدثني أبو سلمة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الفجر.

أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، قال: حدثنا خالد قال: حدثنا هشام قال: حدثنا يحيى عن أبي سلمة، أنه سأل عائشة رَضيَّ الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل قالت: كان يُصلي ثلاث عشرة ركعة؛ يُصلي ثمان ركعات ثم يوتر، ثم يُصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع ويُصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح.

أخبرنا أحمد بن نصرٍ قال: حدثنا عمرو بن محمد، قال: حدثنا عثام بن علي قال حدثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رَضيَّ لله عنهما، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي ركعتي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما، قال أبو عبد الرحمن هذا حديث منكر.

شرح الشيخ: لعل النكارة من جهة السند، لأن في السن مُدَلِسين، أحدهما أشد من الآخر والأعمش من الطبقة الثانية من المُدَلِسين، وحديث ابن ثابت من الطبقة الثالثة من طبقات المُدَلِسين، الحافظ ابن حجر، لعل هذا كلاهما عنعن، ماذا قال عليه حديث منكر؟

مداخلة: قال: قوله هذا حديثٌ منكر، قلت إن الظاهر وجه نكارته كونه مسند ابن عباس، فقد رواه حبيبٍ بن أبي ثابت وهو معروف بالتدليس، والحديث.

الشيخ: لعله من مسند ماذا؟

مداخلة: أن وجه نكارته كونه من مسند ابن عباس، فقد رواه حبيبٍ بن أبي ثابت وهو معروف بالتدليس، والحديث معروف من روية حفصة وعائشة رضي الله عنهما.

الشيخ: نعم حبيب بن أبي ثابت مُدَلِس، واللبث قليل؛ يعني من مسند ابن عباس، وهو من مسند من؟

مداخلة: عائشة وحفصة.

قارئ المتن: أخبرنا سويد بن نصرٍ، قال: حدثنا عبد الله، قال: أنبأنا يونس عن الزهري، قال: أخبرني السائب بن يزيد، أن شريحًا الحضرمي ذُكِر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوسد القرآن.

باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم.

شرح الشيخ: وهذا الحديث لعله مناسبةٌ للترجمة؛ يعني الترجمة الآن في ركعتي الفجر، ولعل مناسبة الترجمة أن من نام الليل عن القرآن، أن من لا ينام الليل عن القرآن فيتهجد فيكون القرآن متوسِدًا معه، فإن طلع الفجر صلى ركعتي الفجر في وقتهما بعد الآذان.

لأن مستيقظ بعد تهجده فالقرآن وتره، والسائب بن يزيد صاحبيٌ صغير، وشُريح الحضرمي هذا جاء ذكره في حديثٍ صحيح قال الحافظ في الإصابة: جاء ذكره في حديثٍ صحيح أخرجه النسائي من طريق الزهري عن السائب بن يزيد.

أن شريح الحضرمي ذُكِر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال له ذلك: ذاك رجلٌ لا يتوسد في القرآن، فلعل المناسبة، أن من لا ينام الليل عن القرآن، بل يتهجد فيكون القرآن متوسِدًا معه، فإنه إذا طلع الفجر، صلى ركعتي الفجر في وقتهما بعد الآذان لأنه مستيقظ بعد تهجده في القرآن ووتره.

الحديث ساقه المؤلف في ماذا؟ في ركعتي الفجر، ماذا قال عليه تكلم عليه؟

مداخلة: قال عن الزهري أنه قال: أخبرني السائب بن يزيد رضي الله عنه أن شُريح الحضرمي، قال الحافظ وأبو عمر بن عبد البر رحمه الله في الاستيعاب، شُريح الحضرمي كان من أفضل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ثم أخرج حديث الباب من طريق يحيى بن آدم عن ابن المبارك انتهى.

ذُكِر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتوسد القرآن في رواية أحمد: ذاك رجلٌ لا يتوسد القرآن، والقرآن بالنصب على المفعولية، قال في الصحاح والسَّت بالشيء أي بتشديد السين، فتوسده إذا جعله تحت رأسه.

قال ابن الأثير رحمه الله يُحتمل أن يكون مدحًا وأن يكون ذمًا، فأما المدح فمعناه أنه لا ينام الليل عن القرآن، ولكن يتهجد به ولا يكون القرآن متوسدًا معه، بل هو يداوم قراءته، ويحافظ عليها، والذم معناه: لا يحفظ من القرآن شيئًا ولا يُديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن، وأراد بالتوسد النوم، انتهى.

وفي ابن ماجة، وكذا وشرحه، قال ابن الأعرابي: يُحتمل كونه مدحًا؛ أي لا يمتنهنه ولا يطرحه بل يُجله ويُعظمه أي لا ينام عنه، ولكن يتهجد به ولا يكون القرآن متوسدًا معه، بل هو يداوم قراءته ويحافظ عليها، لا كمن يتهاون به ويُخِل بالواجب من تلاوته، وضرب توسده مثلًا للجمع بين امتهانه والاطراح له ونسيانه.

الشيخ: هذا ذكره في الحاشية السندي، هذا توسد القرآن بنصه على مفعوله في الصحاح، والست بالشيء بتشديد السين، أخذًا من الحاشية، فتوسده إذا جعله تحت رأسه، في القاموس يحتمل كونه مدحًا أي لا يمتهنه، ولا يطرحه بل يُجلّه ويعظمه، وذمًا أي لا يُكِب على تلاوته إكباب النائم على وسادة.

من الأول قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا توسدوا القرآن»، ومن الثاني أن رجلًا قال لأبي الدرداء: أريد أن أطلب العلم فأخشى أن أضيعه، فقال لأن تتوسد العلم خيرٌ لك من توسد الجهل، انتهى، وكلام النهاية والمذهب يفيد أن التوسد لازم، والقرآن مرفوعٌ على الفاعلية، والتقدير: لا توسدوا القرآن معه، فقال: أراد بالتوسد النوم، والكلام يحتمل المدح؛ أي لا ينام الليل عن القرآن، فيكون القرآن متوسدًا معه.

بل هو يداوم على قراءته، ويحافظ عليه، والذم بمعنى أنه لا يحفظ من القرآن شيئًا، أو لا يُديم قراءته، فإذا نام لم يتوسد معه القرآن، والوجه هو الأول والله تعالى أعلم.

مداخلة: قال الجامع عفا الله عنه: ثم إنه لم يظهر لي وجه مراد المُصنِف له في هذا الباب والله أعلم.

الشيخ: ما ظهر؟ لا أنا ظهر لي أنه إذا طلع الفجر أنه إذا كان يعني لا يتوسد القرآن، كان يتهجد، وكان لا يتوسد القرآن، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين الفجر، بخلاف ما إذا كان لا يتهجد، فإنه قد يطلع الفجر ولا يُصلي، ما ظهر له، أن هذا ظهر لي هذا.

ويكون متوسدًا معه ما يكون ذم يكون مدح، أن من لا ينام الليل عن القرآن، بل يتهجد فيكون القرآن متوسدًا معه، فإنه إذا طلع الفجر، صلى ركعتين الفجر في وقتها أي بعد الآذان؛ لأنه مستيقظ بعد تهجده بالقرآن وبوتره، لعل هذا هو الأنسب في الترجمة، الشرحين مع بعضهم مناسبة.

قارئ المتن: باب من كان له صلاة بالليل فغلبه عليها النوم.

أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبيرٍ، عن رجل عنده رضى، أخبره أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من امرئ تكون له صلاة بليل فغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه صدقة عليه».

شرح الشيخ: هذا الحديث ضعيف في رجل مبهم، قالك أخبرني رجل عنده رضا، ولا يُقبل تعديله على الإبهام على الصحيح؛ لأنه قد يكون ثقةٌ عنده غير ثقة عند غيره، كما قال الحافظ النخبة، ولا يُقبل المبهم، ولو أُبهم بلفظ التعديل على الأصح، وهذا المبهم وإن سميَّ في الحديث الذي بعده.

لكن في سنده أبو جعفر.

مداخلة: الرازي.

الشيخ: نعم الرازي، لكن ليس له في المعنى ما ورد في صحيح البخاري، أنه: «إذا مرض العبد وسافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا»؛ يعني الحديث وإن كان ضعيفًا لكن سُميَّ هذا الرجل، سماه في الحديث الذي بعده، لكن في سند أبو جعفر الرازي، ولكن الظاهر ينجبر بالشواهد، فيكون إذا نام عن صلاة الليل، وهو غلبته عيناه ويريد أن يقيم في الليل، وغلبته عيناه ويريد أن يقوم يكتب الله له أجره، وكان نومه صدقة.

 

 

قارئ المتن: اسم الرجل الرضا.

شرح الشيخ: كان رضًا عنده.

قارئ المتن: أخبرنا أبو داود، قال: حدثنا محمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبيرٍ، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة رَضيَّ الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من كانت له صلاة صلاها من الليل فنام عنها كان ذلك صدقة تصدق الله عز وجل عليه وكتب له أجر صلاته».

 أخبرنا أحمد بن نصرٍ، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحوه قال: أبو عبد الرحمن أبو جعفر الرازي ليس بالقوي في الحديث.

شرح الشيخ: من جهة الحفظ يعني، من جهة حفظه لكن ينجبر بالشواهد هذا «إذا مرض العبد وسافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا».

قارئ المتن: باب من أتى فراشه وهو ينوي القيام فنام.

أخبرنا هارون بن عبد الله، قال: حدثنا حسين بن علي عن زائدة، عن سليمان عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عبدة بن أبي لبابة، عن سويد بن غفلة عن أبي الدرداء رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال «من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يُصلي من الليل فغلبته عيناه حتى أصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه عز وجل» خالفه سفيان.

 أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله عن سفيان الثوري عن عبدة، قال: سمعت سويد بن غفلة عن أبي ذر وأبي الدرداء رضي الله عنهما موقوفًا.

شرح الشيخ: وعبد الله وابن المبارك عن سويد عن نصر، الحديث ضعيف بسبب حبيب بن أبي ثابت يُدلِس ويُرسِل كثيرًا، وقد عنعن، لكن يستدلون بالحديث الموقف، الحديث الموقوف الذي بعده يشهد عن أبي ذر وعن أبي الدرداء، فإن سنده صحيح وله حكم الرفع.

فإن مثله لا يقال بالرأي، وهو يدل على أن من نام وهو ناوٍ أن يقوم من الليل جعل له أسبابًا ثم غلبته عيناه حتى أصبح كتب الله له ما نوى من قيام الليل فضلًا من الله تعالى وإحسانًا.

قارئ المتن: بابٌ كم يُصلي من نام عن صلاة أو منعه وجع.

أخبرنا قتيبة بن سعي، قال: حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة عن سعد بن هشام، عن عائشة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصل من الليل منعه من ذلك نومٌ غلبته عينه، أو وجعٌ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة.

شرح الشيخ: وهذا الحديث أخرجه الإمام مسلم، استدل بعض العلماء بقوله في الحديث من النهار، أنه لو صلى بعد الظهر، فإنه يحصل له الأجر، قال آخرون من أهل العلم أنه لابد أن يُصلي ما فاته من قيام الليل قبل الظهر، كالحزب الذي يقرأه من الليل، فإنه إذا فاته فإنه يقرأ ما بين صلاة الفجر والظهر.

كما دل عليه الأحاديث التي في الباب الذي بعده، فإنها حددت وقت قراءة الحزب الذي نام عنه، يقضيه ما بين صلاة الفجر، وصلاة الظهر.

قارئ المتن: باب متى يقضي من نام عن حزبه من الليل.

أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، عن يونس عن ابن شهاب، أن السائب بن يزيد وعُبَيّد الله أخبراه، أن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل».

شرح الشيخ: الحديث أخرجه البخاري.

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن رافعٍ، قال: حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد القاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من نام عن حزبه -أو قال جزئه- من الليل فقرأه فيما بين صلاة الصبح إلى صلاة الظهر فكأنما قرأه من الليل».

أخبرنا قتيبة بن سعيد عن مالك، عن داود بن الحصين عن الأعرج، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: من فاته حزبه من الليل فقرأه حين تزول الشمس إلى صلاة الظهر، فإنه لم يفته أو كأنه أدركه، رواه حُميِّد بن عبد الرحمن بن عوف موقوفًا.

أخبرنا سويد بن نصر، قال: حدثنا عبد الله عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن حُميِّد بن عبد الرحمن، قال: من فاته ورده من الليل فليقرأه في صلاةً قبل الظهر فإنها تعدل صلاة الليل.

باب ثواب من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة، وذكر اختلاف الناقلين فيه لخبر أم حبيبة في ذلك والاختلاف على عطاء.

أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري.

شرح الشيخ: في التقريب الحسين، الحسن عندك؟ ولا الحسين؟

القارئ: عندي الحسين.

الشيخ: أنا في النسخة هذه الحسن، في التقريب الحسين بن منصور وفي توحيد الإشراف وهو ثقة. 

قارئ المتن: أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري، قال: حدثنا إسحق بن سليمان، قال حدثنا مغيرة بن زياد عن عطاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة دخل الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر».

أخبرنا أحمد بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: حدثنا أبو يحيى إسحق بن سليمان الرازي عن المغيرة بن زياد عن عطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة أربعا قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر».

أخبرنا محمد بن معدان بن عيسى، قال: حدثنا الحسن بن أعين، قال: حدثنا معقل عن عطاء قال أُخبرت أن أم حبيبة بنت أبي سفيان رَضيَّ الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من ركع ثنتي عشرة ركعة في يومه وليلته سوى المكتوبة بنى الله له بها بيتًا في الجنة».

أخبرني إبراهيم بن الحسن، قال حدثنا حجاج بن محمدٍ، قال: قال ابن جريج قلت لعطاء: بلغني أنك تركع قبل الجمعة اثنتي عشرة ركعة، ما بلغك في ذلك؟ قال: أُخبِرت أن أم حبيبة حدثت عنبسة بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من ركع اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة سوى المكتوبة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة».

أخبرنا أيوب بن محمدٍ، قال: أنبأنا معمر بن سليمان قال: حدثنا زيد بن حبان، عن ابن جريج عن عطاء عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة رَضيَّ الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنة».

الشيخ: قال أبو عبد الرحمن.

مداخلة: قال أبو عبد الرحمن عطاءٌ لم يسمعه من عنبسة.

شرح الشيخ: وهذا الحديث مذكور في مسلم من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان، «من حافظ على ثنتي عشر ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ وهذا الحديث في بعضها من ثابر، وفي بعضها: من حافظ، وفي بعضها من صلى، ومن صلاها يومًا يُرجى أن يحصل له الأجر، لكن المحافظة عليها أكمل، قول من حافظ، من ثابر؛ يدل على المداومة.

وأما قول ابن الجريج قبل الجمعة، هذا مجمل تفسره الأحاديث الأخرى.

 

 

قارئ المتن: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا زيد بن حباب، قال: حدثني محمد بن سعيد الطائفي، قال: حدثنا عطاء بن أبي رباح، عن يعلى بن أمية، قال: قدمت الطائف، فدخلت على عنبسة بن أبي سفيان وهو بالموت، فرأيت منه جزعًا فقلت إنك على خيرٍ، فقال: أخبرتني أختي أم حبيبة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «من صلى ثنتي عشرة ركعة بالنهار أو بالليل بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنة» خالفهم أبو يونس القشيري.

أخبرنا محمد بن حاتم بن نعيم، قال: حدثنا حبان ومحمد بن مكي قالا: أنبأنا عبد الله عن أبي يونس القشيري، عن ابن أبي رباح عن شهر بن حوشب، حدثه عن أم حبيبة رَضيَّ الله عنها بنت أبي سفيان قالت: من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم، فصلى قبل الظهر بنى الله له بيتًا في الجنة.

أخبرنا الربيع بن سليمان، قال: أنبأنا أبو الأسود، قال: حدثني بكر بن مُضر عن ابن عجلان عن أبي إسحق الهمداني.

شرح الشيخ: الهمداني؛ بالدال اسم القبيلة، أما بالذال الهمذاني نسبة إلى بلدة في الشرق.

 قارئ المتن: عن أبي إسحق الهمداني، عن عمرو بن أوس عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة رَضيَّ الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «اثنتا عشرة ركعة من صلاهن بنى الله له بيتا في الجنة؛ أربع ركعات قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين قبل العصر، وركعتين بعد المغرب، وركعتين قبل صلاة الصبح».

شرح الشيخ: (ركعتين قبل العصر) لعله هو من بعض الرواة، ما ورد ركعتين قبل العصر.

قارئ المتن: أخبرنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا فليح عن سهيل بن أبي صالح عن أبي إسحق، عن المسيب عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صلى اثنتي عشرة ركعة بنى الله له بيتًا في الجنة، أربعًا قبل الظهر، واثنتين بعدها، واثنتين قبل العصر، واثنتين بعد المغرب، واثنتين قبل الصبح»، قال أبو عبد الرحمن فليح بن سليمان ليس بالقوي.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا زهير عن أبي إسحق، عن المسيب بن رافع عن عنبسة أخي أم حبيبة عن أم حبيبة رَضيَّ الله عنها، قالت: من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بني له بيتٌ في الجنة أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وثنتين قبل العصر، وثنتين بعد المغرب، وثنتين قبل الفجر.

الاختلاف على إسماعيل بن أبي خالد.

أخبرنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أنبأنا إسماعيل عن المسيب بن رافع عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى في اليوم والليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة.

أخبرنا أحمد بن سليمان، قال حدثنا يعلى قال: حدثنا إسماعيل.

شرح الشيخ: سبق أن الحديث رواه مسلم في صحيحه كما ذكر الحافظ، ذكر الترمذي أربعًا قبل الظهر، وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.

عنبسىة هو لما كان في الموت وذكر الحديث، كان يقول: أرجو من ربي أن يحصُل لي هذا؛ لأنه كان في الموت.

قارئ المتن: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال حدثنا يعلى قال: حدثنا إسماعيل عن المسيب بن رافع، عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة، قالت: من صلى في الليل والنهار ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بني له بيت في الجنة.

 أخبرنا محمد بن حاتم قال حدثنا محمد بن مكي، وحِبان قالا: حدثنا عبد الله عن إسماعيل عن المسيب بن رافع.

الشيخ: حِبان ولا حَبان؟

القارئ: حبان.

الشيخ: نعم.

قارئ المتن: عن أم حبيبة قالت: من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة سوى المكتوبة بنى الله -عز وجل- له بيتًا في الجنة لم يرفعه حصينٌ، وأدخل بين عنبسة وبين المسيب ذكوان.

أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا وهب قال: حدثنا خالد عن حصينٌ عن المسيب بن رافع عن أبي صالح ذكوان، قال حدثني عنبسة بن أبي سفيان أن أم حبيبةحدثته، أنه من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة بُنيَّ له بيت في الجنة.

أخبرنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له أو بنيَّ له بيت في الجنة».

أخبرنا علي بن المثنى عن سويد بن عمرو، قال: حدثني حماد عن عاصم عن أبي صالح عن أم حبيبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى ثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بنى الله له بيتا في الجنة».

أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا إسحق، قال حدثنا النضر، قال: حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم، عن أبي صالح عن أم حبيبة، قالت: من صلى في يوم اثنتي عشرة ركعةً بني له بيتٌ في الجنة.

أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن إسحق، قال: حدثنا محمد بن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من صلى في يوم ثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة بنى الله له بيتًا في الجنة»؛ قال أبو عبد الرحمن هذا خطأٌ، ومحمد بن سليمان ضعيف هو ابن الأصبهاني، وقد رويَّ هذا الحديث من أوجه سوى هذا الوجه بغير اللفظ الذي تقدم ذكره.

شرح الشيخ: خطأ من جهة السند.

قارئ المتن: أخبرني يزيد بن محمد بن عبد الصمد، قال: حدثنا هشام العطار، قال: حدثني إسماعيل بن عبد الله بن سماعة عن موسى بن أعين عن أبي عمرو الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: لما نزل بعنبسة، جعل يتضور فقيل له فقال: أما إني سمعت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعًا بعدها حرم الله عز وجل لحمه على النار»؛ فما تركتهن منذ سمعتهن.

شرح الشيخ: والحديث لا بأس بسنده ومن أحاديث البلوغ، قال الحافظ البلوغ أخرجه خمسة، ولم يكن له علة، دل على أنه صحيح عندهم وهو دليل على فضل الأربع ركعات قبل الظهر والأربع ركعات بعدها.

(وعنبسة جعل يتضور) يعني: كان يتذكر، فهو يرجو من ربه أن يحصل له هذا الفضل.

قارئ المتن: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عُبَيّد الله عن زيد بن أبي أنيسة قال حدثني أيوب رجل من أهل الشام عن القاسم الدمشقي، عن عنبسة بن أبي سفيان، قال: أخبرتني أختي أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن حبيبها أبا القاسم صلى الله عليه وسلم أخبرها قال: ما من عبد مؤمنٍ يُصلي أربع ركعات بعد الظهر، فتمس وجهه النار أبدًا إن شاء الله عز وجل.

أخبرنا أحمد بن ناصح، قال: حدثنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى، عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «من صلى أربع ركعات قبل الظهر وأربعًا بعدها حرمه الله عز وجل على النار».

شرح الشيخ: عن مكحول ولكن الحديث له طرق متعددة.

قارئ المتن: أخبرنا محمود بن خالد عن مروان بن محمد، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى عن مكحول عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة، قال: مروان وكان سعيد إذا قرئ عليه عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أقر بذلك ولم ينكره، وإذا حدثنا به هو لم يرفعه، قالت: من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرمه الله على النار، قال أبو عبد الرحمن مكحول لم يسمع من عنبسة شيئًا.

شرح الشيخ: لكن الحديث له طرق متعددة.

قارئ المتن: أخبرنا عبد الله بن إسحق، قال: حدثنا أبو عاصم، قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، قال: سمعت سليمان بن موسى يحدث عن محمد بن أبي سفيان قال لما نزل به الموت أخذه أمر شديدٌ، فقال: حدثتني أختي أم حبيبة بنت أبي سفيان، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع بعدها، حرمه الله تعالى على النار».

شرح الشيخ: لعله تذكر هذا الحديث، وشيخ عبد الله بن إسحاق، نقبه بدعة وهو ثقة.

قارئ المتن: أخبرنا عمرو بن عليٍ، قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا محمد بن عبد الله الشعيثي، عن أبيه عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى أربعًا قبل الظهر وأربعًا بعدها لم تمسه النار» قال أبو عبد الرحمن: هذا خطأ والصواب حديث مروان من حديث سعيد بن عبد العزيز.

شرح الشيخ: يعني من السند، معنى أنه من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر، وأربع ركعات، وهو يرجو هذا الفضل، الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، يعني لما نزل به الموت أخذه أمر شديد، يعني أنه يحافظ على الركعات قبل الظهر، وأربع ركعات وهو يرجو هذا الفضل الذي ذكره النبي على فعله، وهو في الموت فهو يحسن الظن بالله، ويرجو هذا الثواب.

قارئ المتن: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب الجنائز.

الشيخ: وفق الله الجميع لطاعته، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم العمل الصالح والتوبة النصوح، وصلى الله علي محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد