السحر.
تعريف السحر في اللغة: عبارة عما خفي ولطف سببه يعني جميع ما كان في اللغة خفيًا بسبب لطيف يسمى سحر في اللغة العربية، ومنه سمي السحر سحرًا لأنه يقع آخر الليل فهو يسمى سحر لماذا؟ لأنه فيه من الخفاء آخر الليل ومنه سمي البيان سحرًا؛ لأنه يؤثر في السامعين في الخفاء. وسميت النميمة سحرًا؛ لأنها تؤثر كما تؤثر السحر في الخفاء وتغيير القلوب، وهكذا.
جميع ما ألحق بالسحر والعيافة والطرق والطيرة هذه كلها ملحقة بالسحر وإن كانت العيافة والطرق والطيرة وإن كان بعضه يكون شركًا أصغر. طيب السحر شرعًا واصطلاحًا؟
طالب:
الشيخ: عزائم يعني عزيمة، ورقى هي التي ينفث فيها، وعقد يعقدها الساحر وأدوية وتدخينات وسقي أشياء تضر كل هذه أشياء داخلة وتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه. إذًا لها تأثير بالمرض قد يُمرض المسحور وقد يُقتل يموت وقد يُفرق بينه وبين زوجه وبين أحبته.
يعني الساحر يكره المرأة في عين زوجها حتى تفر منه وتهرب منه فتراه في صورة قبيحة، وبالعكس كذلك أيضًا قد يجعل المرأة في عين زوجها كريهة فيطلقها هذا من السحر، وكذلك يجمع بينهما كذلك الجمع قد تكون المرأة قبيحة فيجعلها بوجه حسن فيبقيها معه وبالعكس، وهو شيء يقال له التولة يعملوه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
هذا ضرب من السحر التولة قال: (الرقى والتمائم والتولة شرك) شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته فهذا نوع من السحر التفريق والجمع.
فهذا يدل على أن السحر له حقيقة وهو قول الجمهور أن السحر له حقيقة، والدليل على أنه حقيقة أن الله أمر بالاستعاذة منه قال: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق:4] والنفاثات من السواحر التي يعقدن وينفثن في عقدهن.
ولولا أن السحر حقيقة ما أمر الله بالاستعاذة منه {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق:4]. وقد أنكر بعض العلماء، والدليل على أن له خيال قوله تعالى: {يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} سحروا أعين الناس واسترهبوهم هذا في الخيال وفي الأعين.
نقول: لا منه ما هو خيال ومنه ما هو حقيقة. وقد أنكر بعض العلماء أن يكون للسحر حقيقة ومنهم الأحناف فقالوا: السحر كله خيال وهذا باطل، وقد أنكرت المعتزلة السحر من الأساس وكرامة الأولياء قالوا: لألا يلتبس بمعجزات الأنبياء، لو كان الساحر له خوارق فاشتبه بمعجزة النبي وكذلك الكرامة وما نعرف النبي من الساحر من الولي.
فأنكروا كرامة الأولياء وأنكروا خوارق السحرة حتى يثبت لهم أيش؟ صحة معجزة الأنبياء، وهذا باطل؛ لأن الأنبياء والأولياء لا يلتبسون بالسحرة النبي رسول الله أرسله الله وله معجزات والولي رجل صالح يتبع النبي أعطاه الله الكرامة، وأما الساحر معروف مشعوذ حاله سيئة منحرف في عقيدته وفي عمله. والناس يعرفون الصادق من الكاذب في أمورهم الخاصة والعامة.
والأشاعرة قالوا: ليس هناك دليل يستدل به على أي شيء على إثبات.. إلا المعجزة يعني ليس هناك دليل يدل على أيش؟ على إثبات النبوة إلا المعجزات فقط وهذا باطل فالأنبياء يعرف صدقهم بأمور كثيرة متعددة والمعجزة واحدة.
خديجة رضي الله عنها استدلت على أي شيء؟ على صدق النبي r بأي شيء؟ لما جاءها النبي r ونزل عليه الوحي قال: زمليني زمليني، قالت: كلا والله لن يخزيك أبدًا، إنك لتصل الرحم وتقري الضيف وتصدق الحديث وتحمل الكلب وتعين على نوائب الحق. قالت: هذه الصفات ما يمكن أن يخزيها الله.
هرقل ملك الروم لما استدعاه أبا سفيان، ماذا استدل على صدق النبي r؟ استدعى أبا سفيان وسأل أسئلة متعددة ما يقرب العشر أسئلة، ومعه أصحابه وجعلهم خلفه وقال لمترجمه: إني سائل عن هذا الرجل لما جاء كتاب النبي r قال: هل هناك.. قالوا: نعم هناك من العرب من جاء من بلاد العرب إذ هو أبو سفيان وأصحابه فاستدعاهم وجعلهم أمامه وجعل أبو سفيان أمامه وجعل أصحابه خلفه وجاء لمترجمه: إني سائل فلان أسئلة فإن كذبني فكذبه. قال أبو سفيان: وجعل يسأل أسئلة قال: هل هو ذو نسب فيكم؟ قال: ذو نسب، قال: هل أحد قال هذا القول قبل أن يقوله؟ قال لا قال هل من آبائه ملك قال لا قال هل أتباعه ضعفاء أم ناس مشهورون قال ضعفاء قال: يزيدون أم ينقصون؟ قال: يزيدون، قال هل يرتد أحد عن دينهم؟ قال: لا.
كله يصدق، يقول أبو سفيان: أخشى أن يؤثر عنا الكذب، يعني يتحاشى الكذب على شركه. قال: كيف الحرب بينكم وبينه؟ قال: سجال بيننا وبينه، ثم قال أبو سفيان: نحن الآن في مدة ما ندري.. في عهد ما ندري أيش نكون.
سألتك هل ذو نسب؟ قلت: إنه ذو نسب وكذلك الأنبياء تبعث بأنساب أنبياء، قلت: هل أتباعه الضعفاء ولا...؟ قلت: الضعفاء وكذلك أتباع الأنبياء، قلت: أهل من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قلت: لو كان من آبائه ملك لقلت رجل ذو ملك أبيه، قال: هل أتباعه يزيدون أم ينقصون؟ قلت: أتباعه يزيدون وكذلك أتباع الأنبياء، قال: هل يرتد أحد من دينه؟ قلت: لا، وكذلك... قلت: الحرب سجال بيننا وبينه وكذلك الأنبياء يدال عليهم ثم تكون لهم العاقبة.
شوف استدل ثم قال: إن كان ما تقول حقًا فسيملك موضع قدمي هاتين ولو استطعت لغسلت عن قدميه. عرف الآن ومع ذلك ما آمن وبعد ذلك لما حصل لغط عند أشرافه وعظمائه وغيرهم فأُخرجوا. قال أبو سفيان: فقلت لأصحابي لقد أمر أمر لبن أبي كبشة يعني عظم أمره حتى إن يخافه ملك بني الأصفر قال ما زلت موقنا بذلك أن الإسلام سيظهر حتى أدخل الله عليّ الإسلام وأنا كاره
وبعد ذلك ماذا عمل هرقل؟ جمعهم في مكان وأخذ مفاتيح القصر هذا جعلها عنده كلها أغلق الأبواب وجعلها عنده أمامه محتاط لنفسه مطلع عليهم من فوق من علو وقال لهم: يا معشر الروم.. تعلمون أن هذا هو النبي وهذا صفاته فعلينا أن نتبعه ونؤمن به نحصل على سعادة الدنيا وسعادة الآخرة وألقى عليهم خطبة وبين لهم، فنكصوا حاصوا حيصة الحمر إلى الأبواب خلاص اللي يخرجون يقتلونه، فإذا الأبواب قد غُلقت والمفاتيح معه ما يقدرون يطلعون فلما رأى أنهم.. قال لهم: ارجعوا مرة ثانية رجعوهم ثم اطلع عليهم فقال إنما قلت هذا الكلام لأختبر صبركم على دينكم وثباتكم عليه فقد تبين لي وسجدوا له وعظموه.
لما بلغ النبي r هذا قال: لقد ضن الخبيث بملكه، ضن يعني بخل بخل وشح بملكه قدم ملكه على الآخرة. لقد شح الخبيث بملكه يعني بخل وقدم ملكه على دينه وعلى الآخرة.
وهذا دليل على أن العارف يكون كافر تقول له: ... أنا عارف ولكن اعمل ما يكفي كون الإنسان عارف يكفي؟ يعني هو عارف الآن، إبليس هو أعرف الناس ومع ذلك ما نفعه قال: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [الحشر:16].
فالمعرفة لا تكفي لابد العمل تعمل، المعرفة التي في القلب يصدقها ماذا؟ العمل، والعمل الذي في الجوارح يتحقق بماذا؟ يصدقه الإيمان. التصديق الذي في القلب يتحقق بماذا؟ بالعمل وإلا صار كإيمان إبليس وفرعون. والعمل الذي مثل الصلاة والصيام يصححه الإيمان وإن صار كأعمال المنافقين، المنافقين يعملون ولكن ما عندهم ما يصححه.
وإبليس مصدق ولكن ما عنده عمل يتحقق به فلابد من الأمرين تصديق بالقلب يتحقق بالعمل، وعمل بالجوارح يصححه العمل {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [القيامة:31-32].
السحر قلنا السحر له حقيقة وله خيال، ما حكم السحر وحكم الساحر؟
طالب: الكفر
الشيخ: نعم يقول الجمهور: أنه يكفر، لماذا؟ لأنه لا يمكن للسحر أن يتحقق إلا بالشرك، فالشرك كفر من جهتين:
أولًا: من جهة تقربه إلى الشياطين بالشركيات.
وثانيًا: بدعوى الغيب.
أما الشافعي -رحمه الله- فإنه فصل ما هو تفصيل الشافعي؟
طالب: قال له صف سحرك فإن كان سحره يكفر فقد كفر
الشيخ: يقال له: صف لنا سحرك، وإن تضمن سحره شركًا وكفرًا كنداء الشياطين أو التقرب إليهم، لماذا احتاج الشافعي إلى هذا التفصيل؟ أدخل السحر اللغوي الذي دخل في التعريف. والجمهور ما أدخلوه ما يسموه سحر فلذلك يحتاج إلى تفصيل. طيب حكم الساحر؟
طالب: كافر
الشيخ: طيب حده؟
طالب: قتله
الشيخ: القتل بالسيف، الدليل؟
طالب: عمر بن الخطاب أرسل إلى عماله أن يقتلوا كل ساحر وساحرة.
الشيخ: قال: فقتلنا ثلاث سواحر هذا دليل، ودليل آخر؟
طالب: حد الساحر ضرب السيف
الشيخ: نعم، الدليل الثالث؟
طالب: ما ورد عن حفصة
الشيخ: توبة الساحر هل تُقبل؟
طالب: تقبل لعموم الأدلة
الشيخ: تُقبل لعموم الأدلة هذا أحد القولين لعموم الأدلة إن الله يغفر الذنوب جميعًا. وعلى هذا إذا ادعى التوبة يتركه والقول الثاني؟
طالب: أنها لا تقبل لأنها الشرك المغلظ
الشيخ: أنها لا تُقبل ولأن علم السحر لا يزول بالتوبة كما قال الإمام أحمد. فلا تقبل في الدنيا بمعنى أنه يقام عليه الحد القتل، أما في الآخرة فالله تعالى يقبل توبة الصادقين إذا صادق فالله يقبل توبة التائبين، وإن كاذب فله حكم الكاذبين. يعني في الدنيا على القول الثاني لا تقبل بمعنى أنه يقام عليه الحد حتى يرتدع السحرة في المستقبل إذا عرفوا أن الساحر يقتل خلاص ارتدعوا، وكذلك قال العلماء المنافق ما تقبل توبته، وكذلك من تكررت ردته. هؤلاء شرك غليظ فلا تُقبل في الدنيا وأما في الآخرة تُقبل إن كانت صادقة عند الله.
طالب: على القول الأول إذا قبلت ما يقام عليه الحد
الشيخ: بعض العلماء يقول هذا مثل المحاربين إذا أُخذ ثم ادعى التوبة فلا تُقبل ولكن إذا تاب وأخذناه نقول خلاص هذا تاب قبل أن يؤخذ مثل قوله تعالى في المحاربين: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة:34] قاطع الطريق إذا تاب قبل أن يقدر عليه وسلم نفسه تقبل توبته وإذا أخذناه ثم ادعى التوبة فلا.
حل السحر.
وهو المسمى بالنشرة ما حكمه؟
طالب: نوعان حل السحر بسحر مثله هذا محرم وحله بالرقى الشرعية
الشيخ: وحله بالرقى الشرعية والأدوية والعقاقير الطبية هذا هو الصواب الذي أقره المحققون من أهل العلم كما قرره الإمام محمد بن عبد الوهاب والعلامة ابن القيم قال: النشرة نوعان جاء من الأدلة ما يدل على تحريم النشرة لا يحل السحر إلا ساحر وحديث سئل عن اسمه قال: من عمل الشيطان، كيف نجيب عنها؟ جاء عن ابن المسيب أنه سئل عن النشرة والحل قال لا بأس به إن أريد به الإصلاح ما ينفع فلم يُنه عنه، فكيف الجمع بين هذه الأدلة؟
طالب:
الشيخ: يعني ما جاء من المنع يُحمل على النشرة المحرمة.. المعهودة في الجاهلية من عمل الشيطان، وأما قول ابن المسيب: فأما ما ينفع لم ينه عنه يريد به النشرة الجائزة تكون بالرقية، والأدعية والأدوية المباحة والعقاقير الطبية لا بأس به. فذكروا مثال للنشرة الجائزة، مثالها: قالوا إن يؤتى بماء ويقرأ فيه الآيات التي فيها السحر ويشفى بإذن الله، مثل ماذا؟ أربع آيات من سورة الأعراف {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف:121-118] وكذلك قوله تعالى في سورة طه: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه:69]، وقوله تعالى في سورة يونس: {قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس:81]. هذه سبع آيات تقرأ في ماء ويصب على رأس المسحور فيُشفى بإذن الله.
من أمثلة النشرة الجائزة أيضًا أن يؤتى بسبع ورقات من السدر ويُدق يابس ويضرب فيه ماء ويصب عليه الماء وتُقرأ المعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ويشرب منه المسحور ويغتسل منه وهذا مفيد إذا حُبس عن امرأته. قد يُحبس الرجل عن امرأته فلا يصل إلى جماعها، وهذا مجرب. هذه من أمثلة النشرة الجائزة.
أما قول بعض العلماء أنه يجوز للضرورة هذا ما ينضبط أنه في الضرورة القصوى هذا ما يروى عن الإمام أحمد وهو أنه يجوز في حالة الضرورة القصوى فهذا ما ينضبط وهذا معناه إبقاء السحرة والسحرة يجب قتلهم ولا يجب إبقاؤهم والنصوص دلت على قتلهم ولو قيل إنه يبقى أحد لأجل فك السحر للضرورة بقي السحر ولا ينضبط هذا.
الكهانة ما هي الكهانة تعريفها؟ ادعاء الغيب عن طريق معرفة الكائنات وما يستقبل من الزمان أو علم الكوائن والحوادث التي لم تقع، والكائن هو الذي يخبر عن مغيبة في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير، والكهانة ادعاء علم الغيب عن طريق كائنات.
علم الكوائن التي لم تقع، والكاهن هو الذي له رئي من الجن يأتيه ويخبره وكان الكهان كثروا قُبيل بعثة النبي r وكثرة الأصنام والأوثان حتى صار في كل بلد أصنام متنوعة ولكل قبيلة صنم بل لكل أهل بيت صنم بل لكل فرد صنم. وهناك من الأصنام الكبيرة هبل في مكة وهناك أصنام كبيرة ضخمة موجودة في العالم ذكرها الله في القرآن وهي اللات والعزى ومناة، اللات لأهل الطائف ومناة لأهل المدينة وأهل الساحل والعزى لقريش في نخلة شجرة ولأهل الطائف صخرة ملساء كان يلت عليها رجل السويق للحاج فذكره الله في القرآن الكريم.
والكهان كانوا أيضًا تتنزل عليهم الشياطين وكانوا كما جاء في الحديث يركب بعضهم بعضًا الشياطين كُثر كل واحد من بني آدم معه قرين وغيرهم كثير يتوالدون بسرعة ولهم خفة ويطيرون في طبقات الجو، وكان يركب بعضهم بعضًا ويسترقون السمع فكان الله إذا تكلم بالوحي تكلم به أهل السماء، أهل السماء السابعة ثم ينتقل إلى السماء السادسة حتى إلى أهل السماء الدنيا ثم يتحدث به الملائكة في العنان في السحب والشياطين يركب بعضهم بعضًا كما قال واحد فوق بعض حتى يكون الشيطان الفوقاني كم عددهم؟ كثرة من الأرض إلى السحاب كثرة يركب بعضهم بعضًا حتى يقول الشيطان الذي فوق يسمع كلام الملائكة في السحاب.
والملائكة يتكلمون بالوحي الذي تكلم الله به، ولهذا الشيطان الفوقاني الذي سمع الملك يتكلم يلقي هذه الكلمة على ما تحته والثاني على ما تحته حتى تصل إلى الشيطان الأسفل ويلقيها في أذن الكاهن يقرها كقر الدجاجة قر قر فإذا وصلت إلى الكاهن خلط معها مئة كلمة فيحدث الناس بهذا الكذب وتقع واحدة التي سُمعت من السماء والباقي كذب والناس يصدقونه في هذا الكذب الكثير من أجل واحدة.
شوف هذا فيه قبول النفس الشر والباطل هل الأولى أن يُكذب من أجل الكذب الكثير أو يُصدق من أجل واحدة؟ ما نسبة الواحدة إلى مائة؟ هذا في قبول النفس للشر والباطل الناس يصدقون هذا الكذب الكثير من أجل واحدة.
والشهب تلاحقهم تحرقهم تحرق هؤلاء تنزل عليهم الشهب وتحرقهم في الحال أحيانًا الشهب يحرق الشيطان الأسفل قبل أن يلقيها في أذن الولي وأحيانًا يلقيها قبل أن يدركه مرة ومرة مرة يلقيها ثم يحترق ومرة يحترق قبل أن يلقيها.
والشاهد من هذا احترق هؤلاء في غيرهم آلاف يجي غيرهم ويتراكمون يركب بعضهم بعضًا وغيرهم فهذا يدل على الشياطين كثرة يتوالد كثير ويحترقون بالشهب، ومع كل واحد قرين فالشياطين في الهواء وفي كل مكان " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض " ويتصل القرين بالقرين ويخبره ما المغيبات الذي وقع في البلد الفلاني يخبره ما يعلمون الغيب ولكن الشيء الذي غاب وهو موجود في الأرض وما هو بعيد عنا يخبر بعضهم بعضا، يخبرهم عن مكان المسروق، مكان الضالة، مكان كذا الشيء الواقع الذي وقع ولكن الشيء الذي لم يقع ما يعلمون الغيب.
لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا العذاب المهين في وقت سليمان، سليمان بقي كم يوم ميت وهو على عصاه يظنون أنه يصلي؟ فلما أكلت الأرض العصاة وسقط فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين يشتغلون ليل نهار وهو ميت يظنون أنه حي. لا يعلمون الغيب، ولكن يعلمون الشيء الذي يقع في الأرض وقع وهم عندهم سرعة اتصال وتواصل، وصار عندنا الآن الجوالات والوسائل الحديثة صار هذا نموذج الآن أسرع مثل الشياطين هوا، الشياطين كذلك بسرعة تطير في الجو ويخبر ويرجع ويلقوها هكذا هذه نموذج الآن يعني نماذج الله تعالى أعطانا نماذج مثل الآن التلفاز نموذج الآن، في الجنة الآن أخبر الله تعالى أن هناك تخاطب بين أهل الجنة وأهل النار مع أن النار أسفل سافلين والجنة في أعلى عليين ومع ذلك يطلع بعضهم بعضا يخاطب بعضهم {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} بل أيضًا الاطلاع يطلعون عليهم أهل الجنة قال لقرين له من أهل النار وهو لم يؤمن {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ}[الصافات:51-55] فخاطبه وهذا في الجنة وهذا في النار فهذا نموذج.
الآن ترى الآن من في الشرق ومن في الغرب والجوال، أليس كذلك؟ هذا نموذج وكذلك التخاطب، وما في الآخرة أعظم. طيب إذًا الكهانة الآن حكم الكهانة؟ الكاهن يخبر عما في الضمير علم الكوائن والأحداث التي لم تقع الكهان الذين تأتيهم الشياطين تنزل عليهم الشياطين يطير في كل حي واحد يسترقوا السمع ويلقي عليهم الكلمات الغيبية حكم الكهانة
طالب: حكمه حكم السحر شرك
الشيخ: شرك، لماذا؟ ما وجه كونه شرك أين الشرك من أي شيء جاء الشرك؟
طالب: ادعاء علم الغيب
الشيخ: أحسنت! لما فيه من ادعاء علم الغيب هذت واحد وثانيا ومن جهة أخرى
طالب الاستعانة بالشياطين والتقرب إليهم
الشيخ الاستعانة بهم والتقرب إليهم بالشركيات
إذًا الكاهن سواء كان يخبر عما في المستقبل أو عما في الضمير أو يدعي علم الكوائن والحوادث التي تقع فهذا حكمه حكم الكاهن كافر مشرك؛ لأنه يدعي علم الغيب ويتقرب إلى الشياطين.
التنجيم.
ما هو التنجيم؟
طالب: هو الذي يستعمل الكواكب والنجوم لمعرفة الأمور الغيبية.
الشيخ: نعم يستدل بها على الأمور الغيبية، والاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية. يستدل على شيء يحدث في الأرض بماذا بشيء في السماء في النجوم، ينظر في النجوم يقول: يقع حرب أو غلاء أسعار أو نزول أمطار أو زوال الدولة أو قيام دولة أو زوال ملك وهكذا. يستدل على حالة الأرض بحالة فلكية، الاستدلال بالأحوال الفلكية على الأحوال الأرضية.
أقسام التنجيم.
طالب: جائز وغير جائز.
الشيخ: كم قسم؟
طالب: قسمين: القسم الأول وهو الجائز وهو الاستدلال بالنجوم على الجهات ومواقيت الصلاة فهذا جائز.
الشيخ: لا قلنا إنه أكثر من قسمين، كم قسم؟ ثلاثة أقسام، والقسم الأول ينقسم إلى قسمين إلا إن أردت التقسيم تقول: ينقسم إلى قسمين: علم التأثير وعلم التسيير وعلم التأثير نوعان، والنوع الأول؟
طالب: ادعاء أن الكواكب هي التي تفعل وتؤثر هذا كفر ومخرج من الملة.
الشيخ: أحسنت، وهذا شرك الصابئة الذين بُعث إليهم إبراهيم والخليل الصابئة شركهم بماذا؟ بالنجوم يدّعوا أن الكواكب فاعلة مختارة هذا كفر بإجماع المسلمين، فجعلوها إله وتدبر والذي يدبر في الكون هو الله والنجوم لا تدبر النجوم مخلوقة مسخرة. إذًا من يقول: إن النجوم فاعلة مؤثرة مدبرة فهذا كافر أشرك شركا في الربوبية وهذا كفر الصابئة من قوم إبراهيم
والنوع الثاني من علم التأثير ما هو؟
طالب: ادعاء علم الغيب بافتراقها واجتماعها
الشيخ: نعم ادعاء علم الغيب عن طريق اجتماع الكواكب وافتراقها ومسيرها ووقوفها وغيابها وطلوعها، هذا يزعم أنه إذا اجتمعت أو افترقت أو غابت يدعون علم الغيب أنه سيحدث كذا في الأرض. إذا اجتمعت أو غابت حصل مطر أو غلت الأسعار أو حصل حروب أو ما أشبه ذلك. هذا كفر لما فيه من دعوى علم الغيب، وعلم الغيب مختص بالله قال الله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}، وقال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}. قال " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا "
طالب:
الشيخ: وهذا هو الذي عليه المتقدمون، وبعض المتأخرين قال: توقف في تكفيرهم في تكفير هذا ولا ينبغي التوقف مادام أنه من علم الغيب فهذا لا شك في كفره يجب أن يقطع بكفره كما عليه المتقدمون وأما توقف بعض المتأخرين فلا وجه له مادام أنه يدعي الغيب عن طريق اجتماعها وافتراقها ووقوفها.
طالب: ما يكون في النجوم يدل على قرب نزول الأمطار
الشيخ: نعم إذا قال إن الكواكب هي المؤثرة أو سبب.
طالب: هذا فيه من الموافقة..
الشيخ: مثل الاستسقاء بالأنواء والنجوم يزعمون أنه إذا غاب النجم في المغرب طلع رقيبه من المشرق، ويوجد مطر وينسبونه إليه. هذا استسقاء بالأنواء والنجوم. الأنواء يزعمون أن القمر (42:23) ويزعمون أنه إذا سقط النجم في المغرب طلع رقيبه في المشرق ويوجد مطر وينسبونه إليه ويقولون: مطرنا بنوء كذا وكذا يعني بنجم كذا وكذا. هذا في تفسيره اعتقد أن للنجم تأثيرًا في إنزال المطر وهذا شرك أكبر وصار من النوع الأول.
وإن اعتقد أن الله هو الذي ينزل المطر والنجم سبب فهذا شرك أصغر لأن النجم ليس بسبب ما جعله الله سببا أما لو قال: مطرنا في نجم كذا هذا لا بأس يعني أراد الوقت (مطرنا في نجم كذا) يعني في وقت طلوع النجم الفلاني في وقت طلوع سهيل وفي ظرفية يعني في وقت أحيانًا تقول: تكثر الأمطار في وقت سهيل وهذا ليس لازمًا بل بعض الأحيان إذا طلع النجم الفلاني يوجد مطر هذا حكمه ماذا؟ هذا لا بأس إذا قال: مطرنا بنجم كذا هذا ممنوع، وهو ينقسم إلى قسمين: مطرنا بنجم كذا معتقدًا أن للنجم تأثيرًا في إنزال المطر وهذا شرك، معتقد أنه سبب هذا شرك أصغر، أما لو قال: مطرنا في نجم كذا فلا بأس فإن المراد الوقت.