بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم وبارك علي عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد
فهذه فوائد تاريخية فيها عبر من كتاب الفوائد المتنوعة في العقائد والتفسير والحديث والتاريخ وغير ذلك لسماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد لله بن باز رحمه الله والذي رتب واعتنى به فضيلة الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم القاضي بالمحكمة العامة بالرياض سابقا
قال شيخنا رحمه الله فوائد تاريخية فيها عبرة
ذكر ابن كثير رحمه الله في آخر تفسير سورة القصص في قصة قارون حكاية هذه نصها
وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا معلم المنصور قال أخبرني محمد بن سالم قال سمعت زياد النميري يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بينما رجل ممن كان قبلكم خرج في بُردين فاختال فيهما فأمر الله الأرض فأخذته فهو يتجلجل فيها إلي يوم القيامة) وقد ذكر الحافظ أبو محمد بن المنذر في كتابه العجائب الغريبة بسنده عن نوفل بن مساحق قال رأيت شابا في مسجد نجران فجعلت أنظر إليه وأتعجب من طوله وتمامه وكماله فقال ما لك تنظر إلي فقلت أعجب من جمالك وكمالك فقال إن الله ليعجب مني قال فما زال ينقص وينقص حتي صار بطول الشبر فأخذه بعض قرابته في كمه وذهب به نسأل الله السلامة والعافية
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الرابع في صفحة خمسمائة وثماني وثلاثين وخمسمائة وتسع وثلاثين من مجموع الفتاوى
قال ذكر أبو سعد بن السمعاني عن الشيخ العارفي يوسف الهمداني عن الشيخ الفقيه أبي إسحاق الشيرازي عن القاضي أبي الطيب الطبري قال:
كنا جلوسا بالجامع ببغداد فجاء خراساني سأل عن المصراة فأجبناه فيها واحتججنا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه فطعن في أبي هريرة فوقعت حية من السقف وجاءت حتى دخلت الحلقة وذهبت إلى ذلك الأعجمي فضربته فقتلته ونظير هذا ما ذكره الطبراني في كتاب السنة عن زكريا ابن يحيى الساجي قال كنا نختلف إلى بعض الشيوخ لسماع حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فاسترعنا في المشي ومعنا شاب ماجن فقال ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسروها فما زال حتى جفته رجلاه
ولهذا نظائر
نسأل الله الاعتصام بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع ما أقام من دليل
وذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية في المجلد الثالث عشر في صفحة مائتين وتسع وأربعين في حوادث سنة خمس وستين وستمائة حكاية هذا نصها
وحكي ابن خلكان فيما نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال بلغنا أن رجلا يدعى أبا سلامة من ناحية بصرى كان فيه مجون واستهتار فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة فقال والله لا أستاك إلا في المخرج يعني دبره فأخذ سواكا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه فمكث بعده تسعة أشهر وهو يشكو من ألم في البطن والمخرج فوضع ولدا علي صفة الجرذان له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة وله أربعة أنياب بارزة وذنب طويل مثل شبر وأربعة أصابع وله دبر كدبر الأرنب ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ومات في الثالث وكان يقول هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا ومنهم من رآه بعد موته
نسأل الله أن تكون هذه القصص فيها العظة والعبرة والواجب على الإنسان أن يتأدب مع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وألا يطلق لسانه وألا يتكلم بما لا يليق وهذه القصص فيها عقوبة عاجلة لهؤلاء الذين لا يقدرون الله حق قدره ولم يتأدبوا بأدب الشرع نسأل الله السلامة والعافية ونسأل الله أن يهدي قلوبنا وأن يثبتنا على دينه القويم حتى مماتنا هو ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين