اسم المحاضرة: 2-2-1437هـ
طريق الهجرتين-
مدة التسجيل: 48:13
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ﷺ .
اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين.
شرح: آمين.
متن: يقول الإمام بن القيم-رحمه الله- في كتابه:(طريق الهجرتين وباب السعادتين)
«وممن كان على هذا المذهب-أي-على قول: كل ذلك من تصرف الطبيعة وفعلها، وليس لذلك فاعل مختار مدبر بمشيئته وقدرته، ولابد في النار من إحراقٍ ونفع، وفي الماء من إغراقٍ ونفع،
شرح: ولابد في النار.
متن: ‹‹ ولابد في النار من إحراقٍ ونفع، وفي الماء من إغراقٍ ونفع، وليس وراء ذلك شيء ››
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «وممن كان على هذا المذهب أعمى البصر والبصيرة »
شرح: هذا قول الطبيعيين، الطبيعيين، الذين ينكرون الخالق، يقولون الطبيعة هي التي تُوجِد الأشياء، والطبيعة نفسرها بذات الأشياء، أو صفاتها، وهذا من أبطل الباطل، أنه ذات الأرض خلقت الأرض، وذات السماء خلقت السماء، وذات النبات خلقت النبات، أو صفاتها، الحرارة والبرودة والرطوبة.
- أحسن الله إليك.
متن: «وممن كان على هذا المذهب أعمى البصر والبصيرة،كلبُ معرّة النعمان الـمُكنَّى بأبي العلاء المعري، فإنه امتنع من أكل الحيوان زعمًا لظلمه بالإيلام والذبح»
شرح: يقول هذا ظلم يُذبح، يُذبَح ويؤلَم فلا آكل لحمه، نعم، كأنه -يعني- على هذا المذهب، نعم، نسأل الله العافية.
- أحسن الله إليك.
متن: «وأما ابن خطيب الري فإنه سلك في ذلك طريقة مُركبة من طريقة المتكلمين»
شرح: هو الرازي، ابن خطيب الري، هو الرازي، هو صاحب التفسير، هو كان أشعريًا ثم تجهم، وله كتاب في عبادة النجوم (السر المكتوم في عبادة النجوم)، وكتابه (التفسير) قال فيه كل شيء في التفسير، ولكن ذكر شيخ الإسلام أنه تاب في آخر حياته وترحم عليه وله توبة. نعم.
الطالب: أحسن الله إليك.
2:47 كلام بعيد-
الشيخ: نعم، كتاب ( السر المكتوم..) هذا سابقا قبله.نعم.
متن: أحسن الله إليك
«وأما ابن خطيب الري فإنه سلك في ذلك طريقة مُركبة من طريقة المتكلمين، وطريقة الفلاسفة المشَّائين، وهذّبها ونقّحها»
شرح: المشاؤون هم ابن سينا، هم مجموعة، نعم، ابن سينا والفارابي وأرِسطو، هم المشاؤون، أرِسطو، ويقال أرسطاطاليس، هم الفلاسفة المتأخرون، فلاسفة اليونان، ورئيسهم أرسطاطاليس، أرسطو ثم أبو نصر الفارابي ثم جاء أبو علي ابن سينا، هذا مذهبهم وصار لا تُعرف الفلسفة إلا بفلسفة اليونان، و(اللي) سبقهم فلاسفة، وأرسطو خالف شيخه أفلاطون، أحسن حالًا منه، كان يعبد الأوثان، هؤلاء فلاسفة اليونان، نعم.
متن: أحسن الله إليك.
شرح: هذا -ابن خطيب- جاء ب(ايش)؟ جاء بمذهب مركب، من مذهب الفلاسفة ومن أقوال المتكلمين، نعم.
متن: «واعترف في آخرها بأنه لا سبيل إلى لخلاص عن المطالبات التي أوردها على نفسه إلا بالتزام أنه تعالى مُوجبٌ بالذات لا فاعل بالقصد والاختيار!»
شرح: «واعترف في آخرها» في آخر ماذا؟ أي: في طريقها؟
الطالب: نعم.
شرح: جعل طريقتين؟
الطالب: نعم.
متن: « فإنه سلك في ذلك طريقة مُركبة من طريقة المتكلمين ، وطريقة الفلاسفة المشَّائين، وهذّبها ونقّحها، واعترف في آخرها»
شرح: نعم، هم فلاسفة اليونان، أرسطو وأتباعه، هم الفلاسفة المشاؤون، وسموا مشائين لأنهم يدرسون عقائدهم وهم يمشون، نعم.
متن: « واعترف في آخرها بأنه لا سبيل إلى لخلاص عن المطالبات التي أوردها على نفسه إلا بالتزام أنه تعالى مُوجبٌ بالذات لا فاعل بالقصد والاختيار! فأقرَّ على نفسه بالعجز عن أجوبة تلك المطالبات إلا بإنكار قدرة الله ومشيئته وفعله الاختياري»
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «وذلك جحدٌ لربوبيته، فزعم أنه لا يمكنه تقرير حكمته إلا بجحد ربوبيته، ونحن نذكر كلامه بألفاظه.
قال في مباحثه المشرقية: "الفصل السادس في كيفية دخول الشر في القضاء الإلهي، وقبل الخوض فيه لابد من تقديم مقدمتين:
المقدمة الأولى: الأمور التي يقال لها إنه شرٌ إما أن تكون أمورًا عدمية، أو أمورًا وجودية. فإن كانت أمورًا عدمية، فهي على أقسام ثلاثة: لأنها؛ إما أن تكون عدمًا لأمورٍ ضرورية للشيء في وجوده مثل عدم الحياة، وإما أن تكون عدمًا لأمور نافعة قريبةٍ من الضرورة كالعمى أو أن لا تكون كذلك كعدم العلم بالفلسفة والهندسة.
وأما الأمور الوجودية التي يُقال لها شرورٌ فهي كالحرارة الــمُفرقة لاتصال العضو، واعلم أن الشر بالذات هو عدم ضروريات الشيء وعدم منافعه، مثل عدم الحياة وعدم البصر، فإن الموت والعمى لا حقيقة لهما إلا أنهما عدم الحياة وعدم البصر، وهما من حيث هما كذلك شر، فإذن ليس لهما اعتبار آخر بحسبه يكونان شرين. وأما عدم الفضائل الـمُستغنى عنها –مثل عدم العلم بالفلسفة- فظاهرٌ أن ذلك ليس بشر، وأما الأمور الوجودية فإنها ليست شرورًا بالذات بل بالعرض، من حيث أنها تتضمن عدم أمور ضرورية أو نافعة، ويدل عليه أنا لا نجد شيئًا من الأفعال التي يُقال لها شر إلا وهو كمالٌ بالنسبة إلى الفاعل، وأما شرّيته فبالقياس إلى شيءٍ آخر، فالظلم مثلًا يصدر عن قوة طُلَّابه للغلبة وهي القوة الغضبية»
شرح: نعم، وهذا كلام الرازي، نعم.
متن: «والغلبة هي كمالها وفائدة خلقتها فهذا الفعل بالقياس إليها خير لأنها إن ضعفت عنه فهو بالقياس إليها شر، وإنما كان شرًا للمظلوم لفوات المال وغيره عنه، والنفس الناطقة كمالها الاستيلاء على هذه القوة فعند قهر القوة الغضبية يفوت النفس ذلك الاستيلاء ولا جرم كان شرًا لها.
وكذلك النار إذا أحرقت فإن الإحراق كمالها ولكنها شرٌ بالنسبة إلى من زالت سلامته بسببها»
شرح: شرٌ لمن أحرقته، وهذا كمالها، كمالها أن تحرق، لكنها شرٌ بالنسبة إلى من أحرقته.
متن: «وكذلك القتل وهو استعمال الآلة القاطعة في قطع رقبة إنسان، فإن كَوْنَ الإنسان قويًا على استعمال الآلة ليس شرًا له بل خيرًا، وكذلك كَوْنَ الآلة قاطعة هو خير لها، وكذلك كَوْنَ الرقبة قابلة للانقطاع كل ذلك خيرات، ولكن القتل شرٌ من حيث أنه متضمن لزوال الحياة»
شرح: يعني، هناك أمور، كمال الإنسان في كونه يكون قوي، عنده قدرة، وكذلك السكين (اللي) يُقتل بها، قدرة وكوْنها تنقطع، كل هذا كمال، لكن الشر كَوْن يُعتدى على إنسان فيُقتل وتذهب عنه الحياة، نعم، هذا الكلام تقرير الرازي، نعم.
متن: «فثبت بما ذكرنا أن الأمور الوجودية ليست شرورًا بالذات بل بالعَرَضْ»
شرح: بالعَرَض، نعم، يعني بما يعرض لها، لا ترث الشر، لكن ما يعرض لها، من كوْنك تأخذ السكين وتقتل الإنسان، هذا هو الشرّ، هذا كان منطق الرازي، يُعلق عليه المؤلف، نعم.
متن: « المقدمة الثانية: أن الأشياء إما أن تكون مادية، أو لا تكون، فإن لم تكن مادية لم يكن فيها ما بالقوة فلا يكون فيها شرٌ أصلًا، وإن كانت مادية كانت في مَعرض الشر، وعروض الشر لها إما أن يكون في ابتداء تكونها أو بعد تكونها، أما الأول فهو إما أن تكون المادة التي تتكون إنسانًا أو فرسًا يعرض لها من الأسباب ما يجعلها رديئة المزاج رديئة الشكل والخلقة، فرداءة مزاج ذلك الشخص ورداءة خلقه ليس لأن الفاعل جَرَمَ»
شرح: جَرَمَ؛ لأنه أجرم، وقع منه الجُرم.
متن: «بل لأن المنفعل له لم يقبل، وأما الثاني وهو أن يَعرِضَ الشيء للشيء وطروء طارئ عليه بعد تكونه فكذلك الطارئ إما شيء يمنع المكمل من الإكمال مثل تراكم السحب وإظلال الجبال الشاهقات إذا صار مانعًا من تأثير الشمس في النبات، وإما شيء يفسدها مثل البَرَد الذي يصل إلى النبات فيفسد بسبب ذلك استعداده للنشوء والنمو.
وإذا عرفت ذلك فنقول: قد بيّنَّا أن الشر بالحقيقة إما عدم ضروريات الشيء، وإما عدم منافعه.
فنقول: الموجود إما أن يكون خيرًا من كل الوجوه، أو شرًا من كل الوجوه أو خيرا من وجه وشرًا من وجه. وهذا على ثلاثة أقسام:
فإنه إما أن يكون خيره غالبًا على شره، أو يكون شره غالبًا على خيره، أو متساويًا خيره وشره. فهذه أقسام خمسة.
أما الذي يكون خيراً من كل الوجوه فهو موجود، وأما الذي يكون كذلك لذاته فهو الله تبارك وتعالى. وأما الذي يكون لغيره فهو العقول والأفلاك؛ لأن هذه الأمور ما فاتها شيء من ضروريات ذاتها ولا من كمالاتها والذي كله شر أو الغالب فيه أو المتساوي فهو غير موجود؛ لأن كلامنا في الشيء بمعنى عدم الضروريات والمنافع، لا بمعنى عدم الكمال الزائد، وإذا عنينا بالشر ذلك فلانشك أن ذلك مغلوب والخير غالب؛ لأن الأمراض وإن كثرت إلا أن الصحة أكثر منها فالحرق والغرق والخسف وإن كانت قد تكثر إلا أن السلامة أكثر منها.
فأما الذي يكون خيره غالبًا على شره فالأولى فيه أن يكون موجودًا لوجهين: الأول أنه إن لم يوجد فلابد وأن يفوت الخير الغالب، وفوْت الخير الغالب شرٌ غالب فإذًا في عدمه يكون الشر أغلب من الخير، وفي وجوده يكون الخير أغلب من الشر، ويكون وجود هذا القسم أولى، مثاله النار: في وجودها منافع كثيرة، وأيضًا مفاسد كثيرة مثل إحراق الحيوانات. ولكنَّا إذا قابلنا منافعها بمفاسدها كانت مصالحها أكثر بكثير من مفاسدها، ولو لم توجد لفاتت تلك المصالح، فكانت مفاسد عدمها أكثر من مصالحها فلا جرم وجب إيجادها وخلقها.
الثاني –وهو الذي يكون خيره ممزوجًا بالشر- ليس إلا الأمور التي تحت كرة القمر فلاشك أنها معلولات العلل الغالبة، فلو لم يوجد هذا القسم لكان يلزم من عدمها عدم عللها الموجبة لها، وهي خيرات محضة، فيلزم من عدمها عدم الخيرات المحضة وذلك شرٌ محض، فإذًا لابد من وجود هذا القسم.
فإن قيل: فلِما لم يخلق الخالق هذه الأشياء عَريةً عن كل الشرور؟ فنقول: لأنه لو جعلها كذلك لكان هذا هو القسم الأول، وذلك مما قد فرغ منه. وبقي في العقل قسم آخر وهو الذي يكون خيره غالبًا على شره، وقد بيّنَّا أن الأولى بهذا القسم أن يكون موجودًا. قال: وهذا الجواب لا يعجبني؛ لأن لقائل أن يقول: إن جميع هذه الخيرات والشرور إنما توجد باختيار الله تعالى وإرادته، مثلًا الاحتراق الحاصل عقيب النار ليس موجبًا عن النار، بل الله اختار خلقه عقيب مماسة النار، وإذا كان حصول الاحتراق عقيب مماسة النار باختيار الله وإرادته وكان يمكنه أن يختار خلق الإحراق عندما يكون خيرًا ولا يختار خلقه عندما يكون شرًا، ولا خلاص عن هذه المطالبة إلا ببيان كَوْنه سبحانه وتعالى فاعلًا بالذات لا بالقصد والاختيار، ويرجع حاصل الكلام في هذه المسألة إلى مسألة القدم والحدوث.»
شرح: هذا كلام الرازي، انتهى كلام الرازي، «قلت» هذا تعليق ابن القيم -رحمه الله- نعم.
متن: «قلت: لما لم يكن عند الرازي إلا مذهب الفلاسفة المشائين القائلين بالموجب بالذات أو مذهب القدرية المعتزلة القائلين بوجوب رعاية الصلاح أو الأصلح، أو مذهب الجبرية نفاة الأسباب والعلل والحِكَم، وكان الحق عنده مترددًا بين هذه المذاهب الثلاثة، فتارة يُرجح مذهب المتكلمين، وتارة مذهب المشائين، وتارة يلقي الحرب بين الطائفتين»
شرح: (ايش)، أعد، قلت
متن: «قلت: لما لم يكن عند الرازي إلا مذهب الفلاسفة المشائين القائلين بالموجب بالذات»
شرح: هم فلاسفة اليونان، نعم.
متن:«أو مذهب القدرية المعتزلة القائلين بوجوب رعاية الصلاح أو الأصلح، أو مذهب الجبرية نفاة الأسباب والعلل والحِكَم، وكان الحق عنده مترددًا بين هذه المذاهب الثلاثة، فتارة يُرجح مذهب المتكلمين، وتارة مذهب المشائين، وتارة يلقي الحرب بين الطائفتين ويقف في النِظارة، وتارة يتردد بين الطائفتين وانتهى إلى هذا المضايق ورأى أنه لا خلاص له منه إلا بالتزام طريق الجبرية –وهي غير مَرضية عنده، وإن كان في كتبه الكلامية يعتمد عليها ويرجع في مباحثه إليها- أو طريق المعتزلة القائلين برعاية الصلاح وهي متناقضة غير مُطَّردة»
شرح: (ايش)؟
متن: «غير مُطَّردة»
شرح: قبل، قبل، (شوية) قبلها
متن: «وانتهى إلى هذا المضايق»
شرح: المضايق؟
متن: المضايق
شرح: بالقاف؟
متن: نعم
شرح: نعم، يعني الأمور الضيقة التي تُحرجه، توقعه في الضيق والحرج، نعم.
متن: «ورأى أنه لا خلاص له منه إلا بالتزام طريق الجبرية –وهي غير مَرضية عنده، وإن كان في كتبه الكلامية يعتمد عليها ويرجع في مباحثه إليها- أوطريق المعتزلة القائلين برعاية الصلاح وهي متناقضة غير مُطَّردة»
شرح: المعتزلة يقولون: (يجب فعل الأصلح والصلاح على الله) هكذا، نعم.
متن: «لم يجد بُدًا من تحيزه إلى أعداء الـمِلّة القائلين: بأن الله تعالى لا قدرة له ولا مشيئة ولا اختيار ولا فعل يقوم به»
شرح: أعوذ بالله، نعم، الجهمية، نفوا صفات الأفعال، نعم، نسأل الله السلامة، نعم.
متن: «ومعلومٌ أن هذه المذاهب بأسرها باطلة متناقضة وإن كان بعضها أبطل من بعض، وإنما ألجأه إلى التزام القول بإنكار الفاعل المختار في هذا المقام تسليمه لهم الأصول الفاسدة والقواعد الباطلة التي قادت إلى التزام بعض أنواع الباطل ولو أعطى الدليل حقه، وضمَّ ما مع كل طائفة من الحق إلى حق الطائفة الأخرى وتحيَّز إلى ما جاءت به الرسل على علمٍ وبصيرة، وتقرير لما جاءوا به بجميع طرق الحق، لَخَلُصَ من تلك المطالبات مع إقراره بأن رب العالمين فَعَّالٌ لما يريد، يفعل بمشيئته وقدرته وحكمته، وأن له المشيئة النافذة والحكمة البالغة»
شرح: (ايش)؟ قبل، ثلاث أسطر
متن: نعم
شرح: قبل ثلاث أسطر
متن: «ولو أعطى الدليل حقه، وضمَّ ما مع كل طائفة من الحق إلى حق الطائفة الأخرى»
شرح: أي كل واحدٍ من الطائفة معها حق ومعها باطل، يأخذ الحق من هذه الطائفة وحق من هذه الطائفة، ويضمهم بعضها إلى بعض، لكان هذا هو الحق، نعم.
متن: «وتحيَّز إلى ما جاءت به الرسل على علمٍ وبصيرة، وتقرير لما جائوا به بجميع طرق الحق، لَخَلُصَ من تلك المطالبات مع إقراره بأن رب العالمين فَعَّالٌ لما يريد، يفعل بمشيئته وقدرته وحكمته، وأن له المشيئة النافذة والحكمة البالغة، وأن تقدير تجريد النار عما خُلقت عليه من الإحراق، والماء عما خُلق عليه، والرياح والنفوس البشرية عما هُيئت له وخلقت عليه، مُنافٍ للحكمة المطلوبة المحبوبة للرب سبحانه، وأن هذا تقدير لعالم آخر غير هذا العالم، وتعطيل للأسباب التي نَصَبَها الله سبحانه مقتضيات لمسبباتها»
شرح: للأسباب التي نصبها، يعني جعلها
متن: «وتعطيل للأسباب التي نَصَبَها الله سبحانه مقتضيات لمسبباتها وأن تلك الأسباب مظهر حكمته ومتعلق حمده وموضع تصرفه بخلقه وأمره، فتقدير تعطيلها تعطيل للخلق والأمر»
شرح: تعطيل للأسباب يعني، تعطيل للأسباب وإنكار الأسباب، الجبرية يقولون: (لا يوجد أسباب ولا طبائع ولا غرائز ولا علل ولا حِكم) نعم.
متن: «وهو أشد منافاة للحكمة وإبطالًا لها، واقتضاء هذه الأسباب لمسبباتها كاقتضاء الغايات لأسبابها، فتعطيلها عنها قدحٌ في الحكمة وتفويتٌ لمصلحة العالم التي عليها نظامه وبها قوامه.
ولكن الرب سبحانه قد يخرق العادة ويعطلها عن مقتضياتها أحيانًا إذا كان فيه مصلحة راجحة على مفسدة فوات تلك المسببات، كما عطل النار التي أُلقي فيها إبراهيم»
شرح: (ايش)؟
متن: «ولكن الرب سبحانه قد يخرق العادة ويعطلها»
شرح: نعن، مثل ما، لما جُعِلَت لإبراهيم-عليه السلام- النار، خرق العادة، النار مُحرِقة، الله تعالى خلقها، جعلها ما تحرق، {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيم} [الأنبياء/69]
بيده كل شيء، وكذلك خرق العادة في السكين التي أجريت على حلق إسماعيل، سَلَبَها الخاصية فلم تقطع، ولله الحمد، نعم.
متن: « ولكن الرب سبحانه قد يخرق العادة ويعطلها عن مقتضياتها أحيانًا إذا كان فيه مصلحة راجحة على مفسدة فوات تلك المسببات، كما عطل النار التي أُلقي فيها إبراهيم وجعلها عليه بردًا وسلامًا عن الإحراق ولما في ذلك من المصالح العظيمة، وكذلك تعطيل الماء عن إغراق موسى وقومه وعما خُلق عليه من الإسالة والتقاء أجزائه بعضها ببعض»
شرح: نعم، لما أمر الله موسى، ضرب البحر بعصاه فانفلق، فكان كل فرق، صار الماء كالجبال اليابسة، لا يتحرك، خرق عن طبيعة الماء السيئة للماشي، لكن صار كالجبال حتى مَرَّ موسى وبنو اسرائيل، اثني عشر طريقًا، الله تعالى بيده كل شيء، نعم.
الطالب: أحسن الله إليك.
متن: « وكذلك تعطيل الماء عن إغراق موسى وقومه وعما خُلق عليه من الإسالة والتقاء أجزائه بعضها ببعض هو لما فيه من المصالح العظيمة والآيات الباهرة والحكمة التامة التي ظهرت في الوجود وترتب عليها من مصالح الدنيا والآخرة ما ترتب، فهكذا سائر أفعاله سبحانه، مع أنه أشْهَد عباده بذلك أنه هو مُسبب الأسباب، وأن الأسباب خَلقُه ومُلكه، وأنه يملك تعطيلها عن مقتضياتها وآثارها، وإنَّ جَعْلَهَا كذلك لم يكن من ذاتها وأنفسها بل هو الذي جَعَلَها كذلك وأودع فيها من القوى والطبائع ما اقتضت به آثارها، وأنه إن شاء أن يسلبها إياها سلبها»
شرح: نعم، بيده كل شيءٍ سبحانه، له الحكمة البالغة، نعم.
متن: «لا كما يقول أعداؤه من الفلاسفة والطبائعيين وزنادقة الأطباء أنه ليس في الإمكان تجريد هذه الأسباب عن آثارها وموجباتها ويقولون: لا تعطيل في الطبيعة، وليست الطبيعة عندهم مربوبة مقهورة تحت قهر قاهر وتسخير مُسخر يُصرفها كيف يشاء، بل هي المتصرفة المدبرة»
شرح: نسأل الله العافية، هذا قول الطبيعيون الفلاسفة والكفرة، نعم.
متن: « ولا كما يقول من نقص علمه ومعرفته بأسرار مخلوقاته وما أودعها من القوى والطبائع والغرائز وبالأسباب التي ربط بها خلقه وأمره وثوابه وعقابه، فجحد ذلك كله ورد الأمر إلى مشيئة محضة مجردة عن الحكمة والغاية»
شرح: هذا الذي أنكر الأسباب: الجبرية والجهمية والأشاعرة وغيرهم، نعم.
متن: «وعن ارتباط العالم بعضه ببعض ارتباط الأسباب بمسبباتها والقوى بمحالها»
شرح: نعم، ربط الأسباب بالمسببات في كل شيء، ربط الأشياء بالمسببات، وهذا خلقه وتدبيره سبحانه وتعالى، كل شيء له سبب، ربط الأسباب بالمسببات، تَكَوُّن الجنين بأسباب، تَكَوُّن المطر بأسباب، تَكَوُّن النبات بأسباب، كل شيء، أسباب ومسببات، نعم.
الطالب: أحسن الله إليك.
متن: «ثم المحذور اللازم من إنكار الفاعل المختار الفعَّال لما يريد بقدرته ومشيئته فوق كل محذور»
شرح: هذا هو الأعظم هذا، إنكار الرب العظيم-سبحانه وتعالى- الرجال الذين جحدوا الرب-سبحانه وتعالى-
متن: « فإن القائل بذلك يجعل هذه الشرور بأسرها لازمة له لزوم الظلّ لحامله والحرارة للنار»
شرح: يعني الرب، لازم للرب، لزوم الظل لحامله
متن: «والحرارة للنار»
شرح: نعم، والنور للشمس، والنور للشمس، لا انفكاك له، فيقول: المخلوقات هذه لم يخلقها الله باختياره، وإنما هي لازمة له، ما يستطيع الانفكاك عنها، كما أن السراج لا ينفك عن النار، فكذلك المخلوقات، الرب لا ينفك عن المخلوقات، ما خلق باختياره، بل هي لازمةٌ له.
تعالى الله عما يقولون، نعم.
متن: «لا يمكنه دفعها ولا تخليص الخيرات منها، فهم فَرَّوا من إضافة الشر إلى خلقه ومشيئته واختياره، ثم ألزموه إياه وأضافوه إليه إضافة لا يمكن إزالتها»
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «مع تعطيل قدرته ومشيئته وخلقه، وعلمه بتفاصيل أحوال عباده، وفي ذلك تعطيل ربوبيته للعالمين، ففروا من محذور بالتزام عدة محاذير، واستجاروا من الرمضاء بالنار»
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «وهذا كما نزهه الجهمية عن استوائه على عرشه وعلوه على مخلوقاته، فرارًا من التحيز والجهة، ثم جعلوه سبحانه في كل مكان مخالطًا للقاذورات والأماكن المكروهات وكل مكان يأنف العاقل من مجاورته، ففروا من تخصيصه بالعلو فعمَّموا به كل مكان»
شرح: نعم قبَّحهم الله، قالوا: (الله في كل مكان، ليس في العلو متحيز)، فنزهوه، نزهوه أن يكون جسم وأن يكون متحيز، ثم عمَّموا وقالوا: في كل مكان، حتى في الأماكن، بطون السباع؛ والأماكن التي ينزهها الرب-سبحانه وتعالى-عنها، أعوذ بالله، نعم.
الطالب: أحسن الله إليك.
متن: «ولما علمت الفرعونية بطلان هذا المذهب فرّوا إلى شر منه، فأخلوا داخل العالم وخارجه منه البتة»
شرح: نعم، الفرعونية، النفاة المحضة، الذين قالوا إن الله في كل مكان، هؤلاء الجهمية الأولى، قالوا في كل مكان، كفر، والفرعونية الذين نفوا، فقالوا: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مغايرٍ له ولا محاذٍ له، ولا متصلٍ به ولا منفصلٌ عنه، الأشر في الكفر، كل منهم كافر، طائفتان الجهمية، الطائفة الأولى قالوا: في كل مكان، حتى في بطون السباع، وفي كل مكان -تعالى الله-، هذا كفر، لكن الأشد منهم كفرًا الذين قالوا لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوقه ولا تحته، ولا مغايرًا ولا محاذٍ له، يعني هذا عدمٌ محض، بل ممتنع مستحيل، نعوذ بالله، نعم.
متن: «وقالوا: ليس فوق العرش ربٌ يُعبد، ولا إلهٌ يُصلَّى له ويُسجد، ولا تُرفع إليه الأيدي، ولا يَصعد إليه الكَلِمُ الطيب والعمل الصالح، ولا عُرج بمحمد r إليه بل عُرج به إلى عدمٍ صرف»
شرح: إلى عدمٍ صرف، عُرج بالرسول r ما عُرج به إلى الله، عُرج إلى عدمٍ محض، عدم، لا يوجد شيء، ما في السماء رب، عُرج به إلى معدوم، نعوذ بالله، نعم.
متن: «ولا فرق بالنسبة إليه بين العرش وبين أسفل سافلين»
شرح: نعم، الإنكار للعلو، ولهذا يقول بعضهم إن دعاء ذي النون في بطن الحوت، أنه ليس ذا النون في بطن الحوت ومحمد r فوق سبع سماوات، كلٌ سواء، ما الفرق؟
لأنه لا يكون محمد r أقرب من ذي النون صاحب الحوت؛ لأنه ليس له وجهة، ليس له مكان، سواء الذي فوق والذي تحت شيءٌ واحد، نعوذ بالله، نعم.
متن: «ومن المعلوم أنه ليس موجودًا في أسفل سافلين، فإذا لم يكن موجودًا فوق العرش فهذا إعدامٌ له البتة وتعطيل لوجوده»
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «فلما رأت الحلولية وإخوانهم من الاتحادية أشباه النصارى ما في ذلك من الإحالة قالوا: بل هو هذا الوجود الساري في الموجودات الظاهر فيها على اختلاف صورها وأنواعها»
شرح: انظر إلى أهل البدع وأهل الكفر والإلحاد، لما قال الحلولية قالوا: أنه حلّ في كل مكان، أنكروا أن يكون هناك أسباب وطبائع وغرائز، كلا، هو في كل مكان، هو حالٌّ في كل مكان، ولما رأت الفرعونية أن هذا غير مناسب نفوا، سلبوا النقيضين، قالوا: لا داخل العالم ولا خارجه، ولما رأيت الاتحادية والحلولية أن هذا غلط، قالوا: الخالق هو المخلوق لا يوجد اثنين، أنت الرب وأنت الخالق، وأنت المخلوق لا يوجد وجهتين، هو الثاني في كل مكان، كما قال ابن العربي:
سر حيث شئت فإن الله ثمّ، وقل ما شئت فيه فالواسع الله، هو كل ما تراه
نعوذ بالله، وإنما الرب عبد، والعبد رب، (38:06) إن قلت عبد فذلك ميت، وأو قلت رب، أنّى يُكلّف.
نسأل الله السلامة والعافية.
قالوا لا يوجد عبد ورب، لا يوجد إلا وجود واحد، الرب هو العبد، العبد هو الرب، الخالق هو المخلوق، هو ما تراه، كل ما تراه هذا وهم، هو الله، وأنت الله وأنت الرب وأنت الخالق.
نعوذ بالله، وهذا خلل في عقولهم، نسأل الله العافية، نعم
الطالب: أحسن الله إليك.
متن: « فلما رأت الحلولية وإخوانهم من الاتحادية أشباه النصارى ما في ذلك من الإحالة قالوا: بل هو هذا الوجود الساري في الموجودات الظاهر فيها على اختلاف صورها وأنواعها بحسبها فهو في الماء ماءٌ وفي الخمر خمر وفي النار نار، وهو حقيقة كل شيء وماهيته.
شرح: نعم، في الماء ماءٌ وفي الخمر خمر وفي الهواء هواء، هو حقيقة كل شيء ونحوه، هو كل شيء، كل ما تراه يعني هو الله، نعوذ بالله، فمن عبد عندهم شيء، فهو مصيب، الذي عبد العجل مصيب، الذي عبد النار مصيب، والذي عبد البقر مصيب، والكفر بالتخصيص، يقولون: خصِّص، الذي ينهى أحد أن يعبد شيئًا فهو كافر عندهم، يقولون: لا تَنْهَ، كل شيء، كل شيء، كل من عبد شيئًا فهو مصيب؛ لأنه كل شيء، نعوذ بالله، وعلى هذا عبّاد العجل بنو إسرائيل مصيبون عندهم، نعم، نسأل الله العافية.
متن: «فنـزهوه عن استوائه على عرشه وجعلوه وجود كل موجود خسيس أو شريف، صغير أو كبير طيب أو غيره، تعالى الله عما يقول أعداؤه علوًا كبيرًا.
وكذلك القائلون بقِدم العالم، نزَّهوه عن قيام الإرادات والأفعال المتجددة به، ثم جعلوا جميع الحوادث لازمة له لا ينفك عنها»
شرح: نعم، القائلون بقِدم العالم، العالم قديم: الفلاسفة، يقولون: العالم قديم، ليس له ربٌ خلقه وأوجده، وطالما قديم فيه، جعلوا الحوادث كلها لازمةً لهذا القديم، نعم.
متن: «ونزهوه عن إرادته لخلق العالم وأن يكون صدوره عن مشيئته وإرادته»
شرح: نزَّهوا الرب على أن يكون خالقًا للعالم، وأن يكون له قدرة وتصرف ومشيئة، نعم.
متن: «وجعلوه لازمًا لذاته كالمضطر إلى صدوره عنه»
شرح: وجعلوه لازمًا لذاته، أي العالم لازمًا لذات الله، صادرًا عنه بدون اختياره، هذه المخلوقات لم يخلقها الرب بقدرته واختياره، هي لازمةٌ له لا يستطيع الانفكاك عنها، كما أن النور لا ينفك عن السراج، كذلك الرب لا ينفك عن المخلوقات، نعم.
متن: «وكذلك المعتزلة الجهمية نزهوه عن صفات كماله لئلا يقعوا في تشبيهه بخلقه، ثم شبهوه بخلقه في أفعاله، وحكموا عليه بحسن ما يحسن منهم وقبح ما يقبح منهم»
شرح: هؤلاء المعتزلة، أنكروا الصفات، صفات الله، وأثبتوا الأسماء، وأما الأفعال فقالوا، فشبَّهوا الله بالمخلوق، قالوا: كل فعل حسن يفعله الإنسان لو فعله الرب لكان قبيحاً، كل حسن يفعله العبد فهو حسن من الرب تعالى، كل قبيح يفعله العبد هو قبيح من الرب تعالى، فهم مُشبِّهةٌ في الأفعال، منكرين للصفات، هذا مذهب المعتزلة والقدرية، نعم.
متن: «وحكموا عليه بحسن ما يحسن منهم وقبح ما يقبح منهم مع تشبيهه في سلب صفات كماله بالجمادات والناقصات. فإن من فرَّ من إثبات السمع والبصر والكلام والحياة له –لئلا يُشبهه- فقد شبهه بالأحجار التي لا تسمع ولا تبصر ولا تتكلم. ومن عطله عن صفة الكلام لما يلزم من تشبيه بزعمه فقد شبهه بأصحاب الخرس والآفات الممتنع منهم الكلام»
شرح: أي من عطّل صفة الكلام، شبَّهَهُ بالمخلوق الذي يتكلم، فرّ من هذا فوقع في تشبيهه بالأخرس الذي لا يتكلم، نعم.
متن: «ومن نزَّهه عن نزوله كل ليلة إلى سماء الدنيا ودُنوه عشية عرفة من أهل الموقف ومجيئه يوم القيامة للقضاء بين عباده فرارًا من تشبيهه بالأجسام فقد شبهه بالجماد الذي لا يتصرف ولا يفعل ولا يجيء ولا يأتي ولا ينـزل»
شرح: نسأل الله العافية.
متن: «ومن نزهه عن أن يفعل لغرض أو حكمة أو لداعٍ إلى الفعل»
شرح: نعم الذين أنكروا الحِكم، وهم الجبرية، يقولون ليس له حكمة ولا أسباب، نعم.
متن: «أو لداعٍ إلى الفعل، حذرًا من تشبيهه بالفاعلين لذلك فقد شبهه بأهل السفه والعبث الذين لا يقصدون بأفعالهم غاية محمودة ولا غرضًا مطلوبًا محبوبًا»
شرح: نعم، قالوا: لا يفعل الحكمة، أنكروا الحكم والأسرار، يقولون: حتى لا يفعل لغاية، وشبهوا بالسفه، بالسفيه الذي يفعل بدون حكمة، نسأل الله السلامة، نعم.
متن: «ومن نزهه عن خلق أفعال عباده وتصرفه فيهم بالهداية والإضلال وتخصيص من شاء منهم بفضله أو منعه لمن شاء حذرًا من الظلم بزعمه فقد وصفه بأقبح الظلم والجوْر حيث يُخلد في أطباق النيران من استنفد عُمره كله في طاعته إذا فعل قبل الموت كبيرة واحدة فإنها تُحبط جميع تلك الطاعات وتجعلها هباءً منثوراً، ويُخلد في جهنم مع الكفار ما لم يتب منها»
شرح: (ايش)؟ أعد «ومن نزهه...»
متن: «ومن نزهه عن خلق أفعال عباده وتصرفه فيهم»
شرح: لا يخلق أفعال العباد، وهم المعتزلة.
متن: «وتصرفه فيهم بالهداية والإضلال وتخصيص من شاء منهم بفضله أو منعه لمن شاء حذرًا من الظلم بزعمه فقد وصفه بأقبح الظلم والجوْر حيث يُخلد في أطباق النيران من استنفد عُمره كله في طاعته إذا فعل قبل الموت كبيرة واحدة»
شرح: نعم، المعتزلة يقولون إذا فعل كبيرة، يُخلَّد في أطباق النار مع الكفرة، إذا مات على الغيبة أو على النميمة أو على عقوق الوالدين يُخلَّد في النار مع الكفرة؛ لأنهم نفوا خلق الله لأقعال العباد
متن: «فإنها تُحبط جميع تلك الطاعات وتجعلها هباءً منثورًا، ويُخلد في جهنم مع الكفار ما لم يتب منها، إلى غير ذلك من أصولهم الفاسدة }فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا مِنَ الْحَقِّ بِإذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ{ [البقرة/213]
شرح: الحمد لله، اللهم اجعلنا ممن هداه الله، وهم الأنبياء وأتباعهم، نعم
(قاعدة)
«كمال العبد وصلاحه يتخلق عنه من إحدى جهتين: إما أن تكون طبيعة يابسة قاسية غير لينة»
شرح: أحسنت.
الطالب: أحسن الله إليك.
شرح: كلامه رحمه الله، كان رحمه الله صاحب قلم سيال، كلامه عظيم رحمه الله
نقاش مع الطلاب
الطالب: .........
شرح: نسأل الله العافية، الحلولية وليس الجهمية، الحلولية، نعم التيجانية هم الصوفية، الأصل الجهميةـ، الجهمية حلولية، والتيجانية هم جماعة الصوفية، الجهمية أقبح.
الطالب: ..........
شرح: كلهم كفرة، معظمهم، نسأل الله العافية، هذا كفر، كفرٌ صريح، نعوذ بالله، نعم، هذا عجيب الذي يقول في كل مكان حتى الآن، هؤلاء الجباندية الذين يدرّسون في تحفيظ القرآن، يقولون هذا، كلهم الآن، أغلبهم، هذه مدارس تحفيظ القرآن في المساجد والحرم أكثرهم جباندية، يقولون إن الله في الأرض وفي السماء في كل مكان، يقول أحد إخواننا، يقدمونهم يصلون بالناس، يقولون مُصرين بعضهم، يقولون بعض حفظة القرآن ناسيين عندنا، ويظنون أنه رجع عن مذهبه، يقولون الله في الأرض وفي السماء وفي كل مكان، هذا كفر وضلال، هؤلاء يدرسون القرآن، لأنهم في بلادهم على هذا المذهب، الجباندية، صوفية والجباندية كلهم جهمية كلهم، لكن لا يؤمنون -لا حول ولا قوة إلا بالله- أكثر من يأتون أنهم إلى بلادنا، ولو كانوا حفظة قرآن، هذا مذهب فاسد، نعم