شعار الموقع

54- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
10

 

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ﷺ .

اللهم اغفر لنا، ولشيخنا، وللحاضرين، والمستمعين.

شرح: آمين.

متن: يقول الإمام بن القيم-رحمه الله- في كتابه:(طريق الهجرتين وباب السعادتين)

« قاعدة في ذكر طريق موصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال- وهي شيئان: أحدهما حراسة الخواطر وحفظها، والحذر كل الحذر من إهمالها والاسترسال معها، فإن أصل الفساد كله من قِبلها يجيء، لأنها هي بذر الشيطان، والنفس في أرض القلب، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات، ثم يسقيها حتى تكون عزائم، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم»

شرح: نعم، خاطر المعصية يرد على القلب، خاطر المعصية سهل دفعه، لكن لو صارت إرادة جازمة، صعب، الإرادة أقوى، لكن لما كان خاطر  يستطيع يدفعها، خطر بالقلب معصية يدفعها، إذا تساهل تحولت إلى إرادة وعزيمة، ثم تُثمر الأعمال السيئة، نعم.

متن::«فيجد العبد نفسه عاجزًا أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة، وهو المُفرِّط إذ لم يدافعها وهي خاطر ضعيف، كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطبٍ يابس فلما تمكنت منه عجز عن إطفائها، فإن قلت: فما الطريق إلى حفظ الخواطر؟ قلت أسباب عدة:

(أحدها) العلم الجازم باطلاع الرب تعالى ونظره إلى قلبك وعلمه بتفاصيل خواطرك.

شرح: العلم الجازم باطلاع الرب تعالى، العلم الجازم، تجزم بأن الله تعالى مُطلعٌ عليك، مُطلعٌ على خواطرك وإرادتك، نعم.

متن: (الثاني) حياؤك منه.

(الثالث) إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلقه لمعرفته ومحبته.

(الرابع) خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر.

(الخامس) إيثارك له أن يساكن قلبك غير محبته.

شرح: أي أنك تؤثر ربك، سكنى ربك من سكنى غيره، نعم.

متن: (السادس) خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ويستعر شرارها فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله، فتذهب به جملةً وأنت لا تشعر.

(السابع) أن تعلم أن تلك الخواطر بمنـزلة الحبَّ الذي يُلقى للطائر ليُصاد به، فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر.

شرح: نعم، الشيطان يصيده وهو لا يشعر بهذا الخاطر.

متن: (الثامن) أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلًا، بل هي ضدها من كل وجه، وما اجتمعا في قلبٍ إلا وغلب أحدهما صاحبه، وأخرجه واستوطن مكانه»

شرح: نعم، خواطر الإيمان وخواطر المعاصي، يعتركان، لا يجتمعان، نعم.

متن: «فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمحبة والمعرفة فأخرجتها واستوطنت مكانها، لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمُصابه.

(التاسع) أن يعلم أن تلك الخواطر بحر من بحور الخيال لا ساحل له، فإذا دخل القلب في غمراته غرق فيه وتاه في ظلماته فيطلب الخلاص منه فلا يجد إليه سبيلًا، فقلب تملكه الخواطر بعيدٌ من الفلاح، مُعذبٌ مشغولٌ بما لا يفيد.

(العاشر) أن تلك الخواطر هي وادي الحمقى وأماني الجاهلين، فلا تُثمر لصاحبها إلا الندامة والخزي، وإذا غلبت على القلب أورثته الوساوس وعزلته عن سلطانها وأفسدت عليه رعيته وألقته في الأسر الطويل»

شرح: نسأل الله السلامة.

متن: «و كما أن هذا معلومٌ في الخواطر النفسانية فهكذا الخواطر الإيمانية الرحمانية هي أصل الخير كله، فإن أرض القلب متى بُذر فيها خواطر الإيمان والخشية والمحبة والإنابة والتصديق بالوعد ورجاء الثواب، وسُقيت مرةً بعد مرة، وتعاهدها صاحبها بحفظها ومراعاتها والقيام عليها، أثمرت له كل فعل جميل، وملأت قلبه من الخيرات واستعملت جوارحه في الطاعات، واستقر بها الملك في سلطانه واستقامت له رعيته.

ولهذا لما تحققت طائفةٌ من السالكين ذلك، عملت على حفظ الخواطر فكان ذلك هو سيرها وجل أعمالها وهذا نافعٌ لصاحبه بشرطين: أحدهما أن لا يترك به واجباً ولا سُنَّة، الثاني أن لا يجعل مجرد حفظها هو المقصود، بل لا يتم ذلك إلا بأن يجعل موضعها خواطر الإيمان والمحبة والإنابة والتوكل والخشية، فيفرّغ قلبه من تلك الخواطر ويُعمِّره بأضدادها، وإلا فمتى عمل على تفريغه منهما معًا كان خاسرًا، فلابد من التفطن لهذا. ومن هنا غَلِطَ أقوامٌ من أرباب السلوك»

شرح: الصوفية، نعم.

متن: «وعملوا على إلغاء الخواطر وإزالتها جملة، فبذر فيها الشيطان أنواع الشُّبَه والخيالات»

شرح: هذا من جهل (11:49) ما قالت الصوفية، تركوا دفع الخواطر، فاستولى عليهم الشيطان، نعم.

متن: «فظنوها تحقيقًا وفتحًا رحمانيًا، وهم فيها غالطون، وإنما هي خيالاتٌ وفتوحاتٌ شيطانية، والميزان هو الكتاب الناطق والفطرة السليمة والعقل المؤيَد بنور النبوة، والله المستعان»

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد