شعار الموقع

55- شرح كتاب طريق الهجرتين وباب السعادتين

00:00
00:00
تحميل
12

 

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم، اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين والمستمعين.

متن: يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- في كتابه "طريق الهجرتين وباب السعادتين"ولا يزال الكلام على القاعدة في ذكر طريقٍ موصلِ الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال".

شرح: (هاه)، طريقٍ موصلٍ.

متن: " في ذكر طريقٍ موصلٍ إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال، وقد قرأنا .. قال: "وهي شيئان" قرأنا الأول، والآن وقفنا عند الثاني ".

شرح: الأول.

متن: "صدق التأهب".

شرح: الأول.

متن: "الأول: حراسةُ الخواطر وحفظها".

شرح: نعم.

متن: قال: " فصل: الثاني: صدق التأهب للقاء الله –عز وجل-".

شرح: الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال، الأول حراسة الخواطر، حراسة الخواطر (وإيش؟ ).

متن: "حراسة الخواطر وحفظها".

شرح: وحفظها، والثاني ؟

متن: "صدق التأهب للقاء الله –عز وجل".

شرح: نعم.

متن: "يقول ابن القيم –رحمه الله-: وهذا من أنفع ما للعبد وأبلغه في حصول استقامته فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا، ومطالبها، وخمدت من نفسه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى ربه تعالى، وعكفت همته على الله وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدثت همة أخرى وعلوما أخر، ووُلد ولادة أخرى تكون نسبة قلبه فيها إلى الدار الآخرة كنسبة جسمه إلى هذه الدار بعد أن كان في بطن أمه فيولد قلبه ولادة حقيقية كما ولد جسمه حقيقة، وكما كان بطن أمه حجابا لجسمه عن هذه الدار فهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار الآخرة، فخروجُ قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى هذه الدار".

شرح: فخروجُ.

متن: "فخروجُ قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار الآخرة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى هذه الدار، وهذا معنى ما يذكر عن المسيح –صلى الله عليه وسلم- أنه قال: يا بني إسرائيل إنكم لن تلجوا ملكوت السماء حتى تولدوا مرتين، ولما كان أكثر الناس لم يولدوا هذه الولادة الثانية ولا تصوروها فضلا عن أن يصدقوا بها، فيقول القائل كيف يولد الرجل الكبير أو كيف يولد القلب لم يكن لهم إليها همة ولا عزيمة إذ كيف يعزم على الشيء من لا يعرفه ولا يصدقه، ولكن إذا كشف حجاب الغفلة عن القلب صدق بذلك، وعلم أنه لم يولد قلبه بعد، والمقصود أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة، والأحوال الإيمانية، ومقامات السالكين إلى الله، ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم".

شرح: (00:03:37) والمقصود.

متن: "والمقصود أن صدق التأهب للقاء الله هو مفتاح جميع الأعمال الصالحة، والأحوال الإيمانية، ومقامات السالكين إلى الله، ومنازل السائرين إليه من اليقظة والتوبة والإنابة والمحبة والرجاء والخشية والتفويض والتسليم وسائر أعمال القلوب والجوارح، فمفتاح ذلك كله صدق التأهب والاستعداد للقاء الله، والمفتاح بيد الفاتح العليم لا إله غيره ولا رب سواه".

شرح: سبحان الله، (إيش المفتاح هادا؟)، الكلام في المفتاح.

متن: "والمفتاح بيد الفتاح العليم".

شرح: كرر.

متن: "قال: فمفتاح ذلك كله صدق التأهب والاستعداد للقاء الله".

شرح: نعم.

متن: "والمفتاح بيد الفتاح العليم".

شرح: سبحانه وتعالى.

متن: "لا إله غيره".

شرح: سبحانه.

متن: "ولا رب سواه".

شرح: سبحانه، لا إله إلا هو.

 متن: "قاعدة شريفة: الناس قسمان علية وسفلة فالعلية من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصدا للوصول إليه وهذا هو الكريم على ربه والسفلة من لم يعرف الطريق إلى ربه ولم يتعرفها فهذا هو اللئيم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18]. والطريق إلى الله في الحقيقة واحد لا تعداد فيه وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلا لمن سلكه إليه، قال الله تعالى: {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الشورى:13]. فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعداد فيه وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة متعددة كما ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم خط خطًا".

شرح: ارجع، قاعدةٌ شريفة.

متن: "قاعدةٌ شريفة: الناس قسمان علية وسفلة؛ فالعلية من عرف الطريق إلى ربه وسلكها قاصدا للوصول إليه وهذا هو الكريم على ربه والسفلة من لم يعرف الطريق إلى ربه ولم يتعرفها فهذا هو اللئيم الذي قال الله تعالى فيه: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18] والطريق إلى الله في الحقيقة واحد لا تعداد فيه وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلا لمن سلكه إليه، قال الله تعالى: {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الشورى:13] فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه".

شرح: فوحد السبيل.

متن: " فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه وجمع السبل المخالفة لأنها كثيرة متعددة كما ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خط خطًا ثم قال: "هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره ثم قال هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ثم قرأ {وأنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الشورى:13] ". ومن هذا قوله تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} [البقرة:257]. فوحد النور الذي هو سبيله وجمع الظلمات التي هي سبل الشيطان ومن فهم هذا فهم السر في إفراد النور وجمع الظلمات في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام:1]. مع أن فيه سرًا ألطف من هذا يعرفه من عرف منبع النور كله ومن أين فاض وعماذا حصل وأن أصله كله واحد، وأما الظلمات فهي متعددة بتعدد الحجب المقتضية لها".

شرح: أعد، أعد، ومن فهم هذا، أعد.

متن: "ومن فهم هذا فهم السر في إفراد النور وجمع الظلمات في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} [الأنعام:1]. مع أن فيه سرًا ألطف من هذا يعرفه من عرف منبع النور كله ومن أين فاض وعماذا حصل وأن أصله كله واحد، وأما الظلمات فهي متعددة بتعدد الحجب المقتضية لها، وهي كثيرة جدا لكل حجاب ظلمة خاصة ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلا لا وصفا".

شرح: (إيش؟) ولا ترجع.

متن: "ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلا لا وصفا ولا ذاتا ولا اسما ولا فعلا".

شرح: ولا ترجع.

متن: "ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلًا لا وصفًا ولا ذاتًا ولا اسمًا ولا فعلًا".

شرح: أصلًا، أصلًا لا وصفًا ولا ذاتًا.

متن: "ولا اسمًا".

شرح: ولا اسمًا.

متن: "ولا فعلًا".

شرح: أصلا لا وصفًا ولا ذاتًا ولا اسمًا ولا فعلًا، (كدا؟).

-نعم.

شرح: (إيش؟) أصلًا، ولا ترجع.

متن: "ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلًا لا وصفًا ولا ذاتًا ولا اسمًا ولا فعلًا، وإنما ترجع إلى مفعولاته سبحانه فهو جاعل الظلمات ومفعولاته متعددة متكثرة بخلاف النور فإنه يرجع إلى اسمه وصفته جل جلاله وتعالى أن يكون كمثله شيء فهو نور السموات والأرض قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ليس عند ربَّكُم ليلٌ ولا نهار .. ليس عند ربِّكُم ليلٌ ولا نهار".

شرح: (إيش؟) قبلها

متن: "بخلاف النور فإنه يرجع إلى اسمه وصفته جل جلاله وتعالى أن يكون كمثله شيء".

شرح: قبلها؟

متن: "ولا ترجع الظلمات".

شرح: إي.

متن: "ولا ترجع الظلمات إلى النور الهادي جل جلاله أصلا لا وصفا ولا ذاتا ولا اسما ولا فعلا وإنما ترجع إلى مفعولاته سبحانه فهو جاعل الظلمات ومفعولاته".

شرح: قف هذه، قف على "ولا ترجع" ، "ولا ترجع الظلمات" هنا، قف على "ولا ترجع الظلمات".

-الله يرضى عليك.

قال أحد الحاضرين: يطلق على الله النور.

فسأل الشيخ : نعم ؟

فأجابه: الله من أسمائه النور.

قال الشيخ: نعم .. ابن القيم .. ما قالوا: من أسمائه النور ووصفه النور، وصف النور واسم النور، نعم.

 

.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد