شعار الموقع

شرح كتاب الفتوى الحموية الكبرى (3) من نهاية النقل عن ابن الماجشون إلى نهاية النقل عن ابن أبي زمنين

00:00
00:00
تحميل
176

بسم الله الرحمن الرحيم  

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا الكريم و على آله و صحبه و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد : 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: 

 ( متن ) 

وقال رسول الله ﷺ: لا تمتلئ النار حتى يضع الجبار فيها قدمه، فتقول: قط قط، وينزوي بعضها إلى بعض
وقال لثابت بن قيس   

( شرح ) 

و هذا فيه إثبات القدم لله و الرد على من أنكره، و الله تعالى لا يضره أحد من خلقه لا يضره شيء من خلقه و هذا من كلام الماجشون رحمه الله . 

( متن ) 

وقال لثابت بن قيس لقد ضحك الله مما فعلت بضيفك البارحة

( شرح ) 

و هذا فيه إثبات الضحك لله بما يليق بجلاله و عظمته و أهل البدع لا يستطيعون أن يثبتوا هذه الصفات شجن في حلوقهم يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة إثبات الضحك لله بما يليق بجلاله و عظمته لا يماثل أحد من خلقه لا يشبه ضحك المخلوقين . 

( متن ) 

وقال فيما بلغنا: إن الله ليضحك من أزلِكم وقنوطكم وسرعة إجابتكم، فقال له رجل من العرب: إن ربنا ليضحك؟ قال: نعم قال: لا نعدم من رب يضحك خيرًا

( شرح ) 

من أزلكم و قنوطكم يعني يأسكم و في لفظ آخر يعلم أن فرجكم قريب

(الطالب) 

قال أزلكم , الأزل الضيق و الشدة و قال هم في أزل العيش و آزلت السنة أي اشتدت و أصبح القوم أزلين أي في شدة . 

( شرح ) 

أزلكم يعني في شدتكم و قنوطكم و يأسكم يعلم أن فرجكم قريب

( متن ) 

في أشباه لهذا مما لم نحصه 
وقال الله تعالى: وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ

( شرح ) 

إثبات السمع و البصر اثبات اسمان السميع و البصير إثبات لصفتي السمع و البصر لأن أسماء الله مشتقة كل اسم مشتمل على صفة . 

( متن ) 

وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا

( شرح ) 

هذا يعني بمرأى منا و كلأ و حفظ . 

( متن ) 

 وقال تعالى: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي

( شرح ) 

على مرأى مني . 

 ( متن ) 

وقال: مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ

( شرح ) 

فيه إثبات اليدين لله تثنية لأن اليدين أضافهما إلى ضمير الإفراد إلى ضمير نفسه . 

( متن ) 

 

وقال تعالى: وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ... 

( شرح ) 

قبضته يعني بيده سبحانه . 

الطالب: ( 3:36) 

الشيخ:  

يعني بمرأى منا أما إثبات العينين ففي حديث الدجال إن ربكم ليس بأعور إثبات العينين لله , إثبات المرئى بمرأى منا و كلأ و حفظ ما فيه إثبات العينين و إنما إثبات الرؤية . 

( متن ) 

 وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ

( شرح ) 

إثبات اليمين لله و كلتا يديه يمين في الشرف و البركة و العدل و عدم النقص . 

( متن ) 

 فوالله ما دلَّهُم على عِظَم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته إلا صغر نظيرها منهم عندهم، إن ذلك الذي ألقى في روعهم . 

( شرح ) 

رُوعهم , الرُوع القلب بضم، أما الرَوع هو الوجل و الخوف كلمتين تختلف مثل المَسك و المَسك , الرُوع القلب الرَوع الوجل و الخوف قال تعالى عن إبراهيم فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ الروع يعني الخوف و قال عليه الصلاة و السلام: إن روح القدس نفث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها الرُوع القلب . 

( متن ) 

 إن ذلك الذي ألقى في روعهم , فوالله ما دلَّهُم على عِظَم ما وصفه من نفسه، وما تحيط به قبضته إلا صغر نظيرها منهم عندهم، إن ذلك الذي ألقى في روعهم وخلق على معرفة قلوبهم ، فما وصف الله من نفسه فسماه على لسان رسوله ﷺ سميناه كما سماه، ولم نتكلف منه صفة ما سواه لا هذا ولا هذا لا نجحد ما وصف، ولا نتكلف معرفة ما لم يصف . 

( شرح ) 

هذا هو الواجب، نصف الله بما وصف به نفسه و لا نجحد صفات الله بل نثبت صفات الله و لا نتكلف في وصف صفات لم تصف بالله لأن الأسماء توقيفية الأسماء و الصفات توقيفية . 

( متن ) 

اعلم رحمك الله أن العصمة في الدين أن تنتهي في الدين حيث انتهي بك ولا تجاوز ما حد لك، فإن من قوام الدين معرفة المعروف وإنكار المنكر، فما بسطت عليه المعرفة وسكنت إليه الأفئدة وذكر أصله في الكتاب والسنة وتوارث علمه الأمة، فلا تخافنّ في ذكره وصفته من ربك ما وصفه من نفسه عيبًا . 

( شرح ) 

أي لا تجاوز الحد لا تجاوز القران و السنة . 

( متن ) 

ولا تجاوز ما حد لك، فإن من قوام الدين معرفة المعروف وإنكار المنكر، فما بسطت عليه المعرفة وسكنت إليه الأفئدة وذكر أصله في الكتاب والسنة وتوارث علمه الأمة، فلا تخافنّ في ذكره وصفته من ربك ما وصفه من نفسه عيبًا، ولا تتكلفنّ لما وصف لك من ذلك قدرًا وما أنكرته نفسك، ولم تجد ذكره في كتاب ربك ولا في الحديث عن نبيك ﷺ من ذكر صفة ربك فلا تتكلفن علمه بعقلك، ولا تصفه بلسانك، واصمت عنه كما صمت الرب عنه من نفسه، فإن تكلفك معرفة ما لم يصف من نفسه كإنكارك ما وصف منها، فكما أعظمت ما جحده الجاحدون مما وصف من نفسه، فكذلك أعظم تكلفك ما وصف الواصفون مما لم يصف منها .

( شرح ) 

كما أنه لا يجوز لك أن تجحد شيئاً من أسماء الله و صفاته فليس له أن يخترع لله أسماء و صفات من عند نفسه، لأن الأسماء و الصفات توقيفية , الناس لا يخترعون الأسماء و الصفات لله ما يثبت لله إلا ما ثبت في الكتاب و السنة . 

( متن ) 

فقد والله عَزّ المسلمون الذين يعرفون المعروف . 

( شرح ) 

عز يعني قلوا من العزة يعني قلوا . 

 ( متن ) 

فقد والله عَزّ المسلمون الذين يعرفون المعروف وبمعرفتهم يُعرف، وينكرون المنكر وبإنكارهم يُنكر، يسمعون ما وصف الله به نفسه من هذا في كتابه، وما يبلغهم مثله عن نبيه، فما مرض من ذكر هذا وتسميته قلبُ مسلم، ولا تكلَّف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن . 

( شرح ) 

يعني ما يمرض من التسمية و الذكر قلب مسلم , ما دام ذكر الاسم في الكتاب و السنة . 

( متن ) 

فما مرض من ذكر هذا وتسميته قلبُ مسلم، ولا تكلَّف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن . 

( شرح ) 

يعني الأسماء و الصفات من الكتاب و السنة يسميها الإنسان و لا يمرض بذكرها و لكن المصيبة أن يذكر و يسمي الله بأسماء و صفات لم ترد في كتاب الله و السنة . 

( متن ) 

ولا تكلَّف صفة قدره ولا تسمية غيره من الرب مؤمن . 

وما ذكر عن الرسول ﷺ أنه سماه من صفة ربه، فهو بمنزلة ما سمى وما وصف الرب من نفسه . 

( شرح ) 

ما سماه الرسول أو وصفه فهو مثل ما سماه الله أو وصف به نفسه لأن كلام الرسول ﷺ وحي ثاني . 

( متن ) 

 والراسخون في العلم الواقفون حيث انتهى علمهم، الواصفون لربهم بما وصف من نفسه، التاركون لما ترك من ذكرها لا ينكرون صفة ما سمى منها جحدًا، ولا يتكلَّفون وصفه بما لم يُسم تعمُّقًا، لأن الحقَّ تركُ ما ترك وتسميةُ ما سمَّى ومن يتبع غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا، وَهَبَ اللهُ لنا ولكم حُكْمًا، وألحَقَنا بالصالحين ـ 

( شرح ) 

كلام طيب . 

( متن ) 

وهذا كله كلام ابن الماجشون الإمام فتدبره، وانظر كيف أثبت الصفات ونفى علم الكيفية موافقة لغيره من الأئمة، وكيف أنكر على من نفى الصفات بأنه يلزم من إثباتها كذا وكذا كما تقوله الجهمية: أنه يلزم أن يكون جسمًا أو عَرَضًا فيكون محدثا. 

( الطالب ) 

قال بياض في الأصل . 

( شرح ) 

فيكون محدثاً . 

( متن ) 

وفي كتاب «الفقه الأكبر» المشهور عند أصحاب أبي حنيفة الذي رواه بالإسناد عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، قال: «سألت أبا حنيفة عن الفقة الأكبر؟ فقال: لا تكفرن أحدًا بذنب، ولا تنفِ أحدًا به من الإيمان، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر . 

( شرح ) 

الفقه الأكبر هو يتعلق بالتوحيد و أصول الدين و الفقه الأصغر فقه الأحكام في الفرعية قال لا تكفرن أحداً بذنب هذا معتقد أهل السنة و الجماعة لا يكفر المؤمن بذنب الذي دون الشرك لا يكفر إلا بشركه . 

( متن ) 

لا تكفرن أحدًا بذنب، ولا تنفِ أحدًا به من الإيمان . 

( شرح ) 

نعم كذلك لا تخرجه من الإيمان . 

( متن ) 

و تأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك . 

( شرح ) 

و هذا في الإيمان بقدر الله أن تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك . 

الطالب/س: (16:24) 

هذا عموم السلب و سلب العموم , عموم السلب نكفر بكل ذنب هذا مذهب الخوارج، لا يكفر بكل ذنب كل ذنب لا يكفر به هذا مذهب المرجئة، قول لا نكفر بكل ذنب قول مذهب أهل السنة , يعني لا نكفر بكل ذنب وإنما نكفر بالذنوب الكفرية، فمذهب أهل السنة قول لا نكفر بكل ذنب يعني كل ذنب لا نكفر به، أما المرجئة فإنهم لا يكفرون مطلقاً حتى بالذنوب الكفرية، و الخوارج يكفرون بكل ذنب بكل كبيرة و أهل السنة يقولون: لا نكفر بكل ذنب يعني المعاصي أما إذا كان هذا الذنب يوصل إلى الكفر يكفر به بعد قيام الحجة . 

الطالب: (17:39) 

يعني بذنب إذا كان لم يصل إلى الشرك بذنب من الذنوب التي لم تصل إلى الشرك , 

الطالب/ س: (17:52) 

 يعني ما لم يعتقد حله , أما إذا استحله في كبيرة من الكبائر صار كفراً استحل الكبيرة استحل الزنا و الربا و الخمر هذا كفر . 

( متن ) 

وتأمر بالمعروف و تنهى عن المنكر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا تتبرأ من أحد من أصحاب رسول الله ﷺ ولا توالي أحدًا دون أحد . 

( شرح ) 

هذا كما يفعل الرافضة يتبرأون من أصحاب النبي ﷺ و لا توالي أحداً دون أحد توالي بعض الصحابة دون البعض الآخر , الشيعة و الرافضة يوالون عليا و أهل البيت و يتبرئون من بقية الصحابة . 

( متن ) 

 وأن ترد أمر عثمان وعليّ إلى الله

( شرح ) 

يعني لا تتكلم , و تترضى عليهم و تعلم أن لهم من الفضائل و السوابق ما يغطي ما صدر عنهم و ما صدر عنهم اجتهادا منهم يكونون ما بين مجتهد مصب له أجران و مجتهد مخطئ له أجر , عثمان فيما فعل في إتمامه الصلاة بمنى و أخذه الزكاة عن الخيل و غير ذلك من الأمور السابقة و علي في قتاله مع معاوية كل منهم مجتهد، لكن دلت النصوص على أن عليا و من معه هم المصيبون لهم أجران و معاوية و أهل الشام مخطئون فاتهم أجر الصواب و لهم أجر الاجتهاد كما قال النبي ﷺ لعمار تقتله الفئة الباغية فقتله جيش معاوية، قال تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق فخرجت الخوارج فقاتلهم علي  صاروا أقرب إلى الحق . 

( متن )  

قال «أبو حنيفة» : الفقه الأكبر في الدين خير من الفقه في العلم، ولأن يفقه الرجل كيف يعبد ربه خير من أن يجمع العلم الكثير . 

( شرح ) 

الفقه الأكبر في الدين عني الفقه بعبادة الله و توحيده أن يتفقه كيف يعبد ربه هذا هو الفقه الأكبر و هذا أفضل من أن يجمع علوماً أخرى في الفروع و في أمور أخرى في غير التوحيد و العبادة هذا فقه و هذا فقه , الفقه الأكبر في عبادة الله و توحيده و في أسمائه و صفاته . 

( متن ) 

قال «أبو مطيع» : قلت: أخبرنى عن أفضل الفقه؟ قال: تعلم الرجل الإيمان والشرائع والسنن، والحدود، واختلاف الأئمة . 

( شرح ) 

قال أبو مطيع يعني لأبي حنيفة يسأله . 

 ( متن ) 

قال «أبو مطيع» : قلت: أخبرنى عن أفضل الفقه؟ قال: تعلم الرجل الإيمان والشرائع والسنن، والحدود، واختلاف الأئمة وذكر مسائل الإيمان، ثم ذكر مسائل القدر، والرد على القدرية بكلام حسن ليس هذا موضعه . 
ثم قال: قلت: فما تقول فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيتبعه على ذلك أناس، فيخرج على الجماعة: هل ترى ذلك؟ قال: لا ، قلت: ولمَ؟ وقد أمر الله ورسوله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فريضة واجبة؟  قال: كذلك ولكن ما يفسدون أكثر مما يصلحون . 

( شرح ) 

أكثر يعني الخروج على الجماعة , جماعة المسلمين , الخروج عن الجماعة و إمام المسلمين بدعوى الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر كأن يحصل أمر في البلد مثلاً شرب الخمر أو سفور النساء فيخرج على الجماعة على جماعة المسلمين و على ولي الأمر بدعوى أنه يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر يقول أبو حنيفة لا , لا أرى هذا قال أليس هذا من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟ قال بلى و لكن ما يفسده أكثر مما يصلحه لأنه إذا خرج على الجماعة و على ولي الأمر يبين شرب الخمر أو سفور النساء لكن يقع في إراقة الدماء و تفرق المسلمين و في القتال و انتشار الناس و تربص أعدائهم بهم الدوائر و تأتي فتن تقضي على الأخضر و اليابس، فأيهم أعظم هذه و إلا إنكار شرب الخمر و بعض المنكرات ؟ بين أبو حنيفة رحمه الله أنهم يفسدون أكثر مما يصلحون الخروج على جماعة المسلمين و ولاة الأمر يترتب عليه مفاسد عظيمة فلا ينبغي لإنسان أن يرتكب المفاسد العظيمة من أجل أن يزيل مفسدة صغرى و هي إنكار المنكر , إنكار المنكر الحمد لله له طرق في إنكار المنكر بالوسائل السلمية لا بالعنف و لا بالخروج و لا بالقتال، بالبيان و الإيضاح و المناصحة من قبل أهل الحل و العقد فإن زالت الحمد لله و إلا فقد أديت ما عليك هذا هو البصيرة أما كون الإنسان يكون عنده غيرة غير موافقة للشرع و عنده عنف و عنده يزعم أن عنده نشاط مخالف للشرع فهذا باطل , لهذا قال للأمة أليس هذا مأمور به قال بلى و لكن ما يفسد أكثر مما يصلح ما يفسدون أكثر مما يصلحون . 

( متن ) 

قال: كذلك ولكن ما يفسدون أكثر مما يصلحون من سفك الدماء واستحلال الحرام . 

( شرح ) 

صحيح , صدق رحمه الله هذا هو الفقه بعينه . 

( متن ) 

قال: وذكر الكلام في قتال الخوارج والبغاة، إلى أن قال: قال «أبوحنيفة» عمن قال: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض: فقد كفر؛ لأن الله تعالى يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وعرشه فوق سبع سماوات . 

( شرح ) 

نسأل الله العافية، من أنكر أن يكون الله فوق العرش فقد كفر لأنه تنقص الرب سبحانه و جعله مختلطا بمخلوقاته، نعوذ بالله . 

( متن ) 

 قلت: فإن قال: إنه على العرش استوى، ولكنه يقول لا أدري العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: هو كافر، لأنه أنكر أن يكون في السماء، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل وفي لفظ- سألت أبا حنيفة...

( شرح ) 

يقول إذا أقر أن الله فوق العرش و هو ما يدري العرش في السماء أم في الأرض قال :كفر، لأن العرش في السماء فوق لأن الله يدعى من أعلى لا من أسفل، فمن أنكر كون الله استوى على العرش هذا كفر و من أنكر و قال ما أدري ربي في السماء أو في الأرض هذا يكفر، لأن الله في السماء و من قال إن الله على العرش استوى لكن ما أدري العرش في السماء أم في الأرض كفر لأن العرش في السماء و لأن الله يدعى من أعلى لا من أسفل . 

( متن ) 

و في لفظ سألت أبا حنيفة عمن يقول: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض قال: قد كفر؛ لأن الله تعالى يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وعرشه فوق سبع سماوات، قال: فإنه يقول: عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ولكن لا يدري العرش في الأرض أو في السماء قال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر. 

ففي هذا الكلام المشهور عن أبي حنيفة عند أصحابه أنه كَفَّر الواقف الذي يقول: لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض؛ فكيف يكون الجاحد النافي الذي يقول: ليس في السماء أو ليس في الأرض ولا في السماء؟ 

( شرح ) 

يعني يقول إذا كان الإمام أبو حنيفة كفر المتوقف , المتوقف يثبت أن الله فوق العرش لكن المتوقف ما يدري هل العرش في السماء أو في الأرض، يقول ما أدري متردد أن العرش يقول يكفر فإذا كان هذا المثبت الذي أثبت وجود الله و أثبت أنه على العرش لكنه متوقف يكفر فكيف بمن قال ليس فوق العرش إله و ليس في السماء إله من الملاحدة الذين يقولون لا داخل العالم ولا خارجه و لا فوقه ولا تحته هذا كفره أعظم و أعظم . 

( متن ) 

واحتج على كفره بقوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى  قال: وعرشه فوق سبع سماوات 

وبَيَّنَ بهذا أن قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى يبين أن الله فوق السماوات، فوق العرش، وأن الاستواء على العرش دل على أن الله نفسه فوق العرش، ثم أردف ذلك بتكفير من قال إنه على العرش استوى، ولكن توقف في كون العرش في السماء أم في الأرض؟ قال: لأنه أنكر أنه في السماء؛ لأن الله في أعلى عليين، وأنه يُدعَى من أعلى لا من أسفل، وهذا تصريح من أبي حنيفة بتكفير من أنكر أن يكون الله في السماء، واحتج على ذلك بأن الله تعالى في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل، وكل من هاتين الحجتين فطرية عقلية، فإن القلوب مفطورة على الإقرار بأن الله في العلو، وعلى أنه يدعا من أعلى لا من أسفل، وقد جاء اللفظ الآخر صريحًا عنه بذلك، فقال: إذا أنكر أنه في السماء فقد كفر . 
وروى هذا اللفظ عنه بالإسناد شيخُ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي بإسناده في كتاب الفاروق . 

الطالب/ س: (29:7) 

الشرح: 

يعني أن الله يدعى من أعلى لا من أسفل , يقول: يعني هذه فطرية هذا أمر فطري، أن الله فوق العرش و فطر الله سبحانه، وقال إنهم يدعونه من أعلى لا يدعونه من أسفل، فإذا قال لا أدري العرش في السماء أم في الأرض أنكر بأن يكون الله يدعى من أعلى فيكفر، أبو حنيفة قيل إنه وافق أن الله على العرش لكن ما يدري  العرش في السماء أم في الأرض قال هذا يكفر لأن الله يدعى من أعلى لا من أسفل و لأن الله في أعلى عليين و هذا شاك لا يدري هل هو فوق أم تحت فيكفر . 

( متن ) 

 وروى هذا اللفظ عنه بالإسناد شيخُ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي بإسناده في كتاب الفاروق وروى هو أيضًا وابنُ أبي حاتم أن هشام بن عبيد الله الرازي صاحب محمد بن الحسن، قاضى الرَّي حبس رجلاً في التجهم، فتاب فجيء به إلى هشام ليطلقه، فقال: الحمد لله على التوبة فامتحنه هشام، فقال: أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه؟ فقال: أشهد أن الله على عرشه، ولا أدري ما بائن من خلقه فقال: ردوه إلى الحبس، فإنه لم يتب . 

( شرح ) 

نسأل الله العافية ما تاب ، حبس ومع ذلك لا زال , يقول هو فوق العرش لكن ما أدري أهو بائن من خلقه , نفى أن يكون بائن من خلقه إذا نفى هذا معناه جعل الله مختلطا بمخلوقاته -نعوذ بالله- فرد إلى الحبس ما تاب . 

( متن ) 

 وروى أيضًا عن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال: إن الله على العرش بائن من الخلق، وقد أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، لا يشك في هذه المقالة إلا جهمي رديء ضِلّيل، وهالك مرتاب، يمزج الله بخلقه، ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان . 

( شرح ) 

يعني يخلط الله يجعل الله مختلطا بمخلوقاته . 

( متن ) 

يمزج الله بخلقه، ويخلط منه الذات بالأقذار والأنتان. 

 وروى أيضًا عن ابن المدينى لما سُئل: ما قول أهل الجماعة؟ قال: يؤمنون بالرؤية والكلام، وأن الله فوق السماوات على العرش استوى؛ فسئل عن قوله تعالى مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ، فقال: اقرأ ما قبلها: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

( شرح ) 

يعني المراد العلم هو معهم بعلمه و هو فوق عرشه

( متن ) 

وروى أيضًا عن أبي عيسى الترمذي رحمه الله تعالى، قال: هو على العرش كما وصف في كتابه، وعلمه وقدرته وسلطانه في كل مكان. 

 وروى عن أبي زُرْعَة الرازي أنه سئل عن تفسير قوله تعالى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى فقال: تفسيره كما تقرأ، هو على العرش، وعلمه في كل مكان، من قال غير هذا فعليه لعنة الله. 

 وروى أبو القاسم اللالكائي صاحب أبي حامد الإسفرائيني في «أصول السنة» بإسناده عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة قال: اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله ﷺ في صفة الرب  من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه . 

( شرح ) 

من غير تفسير يعني من غير تفسير للكيفية . 

( متن ) 

من غير تفسير ولا وصف ولا تشبيه فمن فسر اليوم شيئًا من ذلك، فقد خرح مما كان عليه النبي ﷺ وفارق الجماعة، فإنهم لم يصفوا ولم يفسروا، ولكن أفتوا بما في الكتاب والسنة ثم سكتوا، فمن قال بقول جَهْم فقد فارق الجماعة، فإنه قد وصفه بصفة لا شيء . 

( شرح ) 

نعوذ بالله، لأنه سلب عن الله جميع الأسماء و الصفات فهو وصفه بصفة لا شيء و هو معدوم وصفه بالمعدوم -نعوذ بالله- لأن شيئاً ليس له صفات لا سمع و لا بصر و لا علم و لا قدرة و لا فوق و لا تحت هذا لاشيء , هذا معدوم، نعوذ بالله . 

( متن ) 

 محمد بن الحسن أخذ عن أبي حنيفة ومالك وطبقتهما من العلماء، وقد حكى على هذا الإجماع، وأخبر أن الجهمية . 

(شرح ) 

هنا يبين محمد بن الحسن من العلماء و أخذ من أهل العلم، و قد حكى الإجماع على كفر الجهمية , محمد بن الحسن . 

( متن ) 

محمد بن الحسن أخذ عن أبي حنيفة ومالك وطبقتهما من العلماء، وقد حكى على هذا الإجماع، وأخبر أن الجهمية تصفه بالأمور السلبية غالبًا، أو دائمًا و قوله: «من غير تفسير» أراد به تفسير الجهمية المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات . 

( شرح ) 

يعني يفسر استوى باستولى، و جاء في موضع آخر أن التفسير المراد تفسير الكيفية من غير تفسير للجهمية و من غير تفسير للكيفية، نعوذ بالله من الأمرين، فالجهمية يفسرون استوى يقولون استولى، هذا تفسير باطل و ما أشبه ذلك من تفسيراتهم الباطلة . 

( متن ) 

و قوله: «من غير تفسير» أراد به تفسير الجهمية المعطلة الذين ابتدعوا تفسير الصفات بخلاف ما كان عليه الصحابة والتابعون من الإثبات وروى البيهقي وغيره بأسانيد صحيحة عن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: «هذه الأحاديث التي يقول فيها: ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره

( شرح ) 

غِيَرِه , فيها إثبات الضحك لله . 

( متن ) 

وقرب غِيَرِه وأن جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك قدمه فيها . 

( شرح ) 

حتى يضع , فيه إثبات القدم . 

( متن ) 

 حتى يضع ربك قدمه فيها والكرسي موضع القدمين . 

( شرح ) 

هذا ثبت عن ابن عباس . 

( متن ) 

 وهذه الأحاديث في الرؤية هي عندنا حق حملها الثقات بعضهم عن بعض، غير أنّا إذا سُئلنا عن تفسيرها لا نفسرها، وما أدركنا أحدًا يفسرها . 

( شرح ) 

يعني لا نفسرها تفسير الجهمية و لا نكيف . 

( متن ) 

 أبو عبيد أحد الأئمة الأربعة الذين هم: الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبو عبيد، وله من المعرفة بالفقه واللغة والتأويل ما هو أشهر من أن يوصف، وقد كان في الزمان الذي ظهرت فيه الفتن والأهواء، وقد أخبر أنه ما أدرك أحدًا من العلماء يفسرها أي تفسير الجهمية , وروى اللالكائي والبيهقي عن عبد الله بن المبارك أن رجلًا قال له: يا أبا عبد الرحمن إني أكره الصفة عنى صفة الرب فقال له عبد الله بن المبارك: «أنا أشد الناس كراهة لذلك، ولكن إذا نطق الكتاب بشيء قلنا به، وإذا جاءت الآثار بشيء جسرنا عليه» ونحو هذا . 

( شرح ) 

يعني أنا مثلك أكره الصفات التي لم تثبت فلا أثبتها لله، الأسماء و الصفات توقيفية ما يخترع الناس أسماء و صفات لله من عند أنفسهم، إذا نطق بها الكتاب و جاءت في السنة جسرنا عليها و أثبتناها، لأن الله تعالى أعلم بنفسه من عباده و هو الذي أثبت هذه الصفات لنفسه فنثبتها له، و كذلك رسوله ﷺ أعلم الناس وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى فإذا أثبت الرسول ﷺ لله تعالى صفات  و أسماء أثبتناها له . 

( متن ) 

أراد ابن المبارك: أنا نكره أن نبتدئ بوصف الله من ذات أنفسنا حتى يجيء به الكتاب والآثار 
وروى عبد الله بن أحمد وغيره بأسانيد صحاح عن ابن المبارك أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ 

الطالب/ س: ( 40:18) 

( الشيخ ) 

المشهور يحتاج إلى تحقيق . 

( الطالب ) 

تكلم المحشي عن هذا قال وقد طبع التاب عدة طبعات , إلى أن قال و في صحة نسبته إلى أبي حنيفة نظر أما من ناحية السند فإن كلاً من الروايتين لا تخلو من مقال و حميد ابن أبي حنيفة و أبو مطيع كلاهما تكلم فيه من ناحية الرواية، فمن العلماء من ينسب الكتاب لأبي حنيفة مطلقاً، مثل شيخ الإسلام و ابن أبي العز الحنفي و البغدادي و حاجي خليفة، بينما نجد الإمام الذهبي و اللكوي ينسبان الفقه الأكبر الذي برواية أبي مطيع إلى أبي مطيع نفسه، و لعل هذا أصله من أمالي أبي حنيفة و جمعها و دونها أبو مطيع، و يذكر بروكلمان أن الفقه الأكبر ما دون إلا بعد وفاة أبي حنيفة . 

( شرح ) 

يقول أن الأئمة هؤلاء الثقات شيخ الإسلام و غيره، جزموا بنسبة الكتاب إليه، فالأقرب قول هؤلاء الأئمة صحته , على كل حال له أسباب . 

( متن ) 

بسم الله الرحمن الرحيم  

 الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و أتباعه بإحسان إلى يوم الدين أما بعد : 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : 

 وروى عبد الله بن أحمد وغيره بأسانيد صحاح، عن ابن المبارك أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، ولا نقول كما تقول الجهمية: أنه ههنا في الأرض , وهكذا قال الإمام أحمد وغيره . 

( شرح ) 

و هذا قول أهل السنة قاطبة أن الله تعالى فوق السماوات مستوٍ على عرشه بائن من خلقه، و لا نقول أنه ههنا يعني: مختلط بالمخلوقات كما تقول الجهمية , الجهمية قاتلهم الله يقولون أن الله في كل مكان تعالى الله عما يقولون , حتى لم ينزهوه عن أي شيء حتى في الأماكن القذرة تعالى الله عما يقولون , قالوا هو في بطون السباع و في أجواف الطيور -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- و هذا كفر و ضلال -نعوذ بالله- و قالت طائفة أخرى من الجهمية بنفي النقيضين لا داخل العالم و لا خارجه و لا فوقه و لا تحته و لا مباين له و لا محايد له و لا متصل به و لا منفصل عنه و هذا أشد كفر نعوذ بالله . 

( متن ) 

 وروى بإسناد صحيح عن سليمان بن حرب الإمام : سمعت حماد بن زيد وذكر هؤلاء الجهمية، فقال: إنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء شيء . 

( شرح ) 

ينكرون وجود الله نعوذ بالله هذا محاولتهم ، لما أنكروا العلو و قالوا لا داخل العالم و لا خارجه أنكروا وجود الله و كذلك الذين يقولون أنه حدث في كل مكان يقولون أنه مثل الهواء جعلوا الرب مثل الهواء نعوذ بالله . 

( متن ) 

وروى ابن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية» عن سعيد بن عامر الضبعي إمام أهل البصرة علمًا ودينًا، من شيوخ أحمد أنه ذكر عنده الجهمية، فقال: هم أشرٌّ قولًا من اليهود والنصارى، وقد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين على أن الله على العرش وقالوا هم: ليس عليه شيء . 

( شرح ) 

و هم أشر منهم لإنكارهم العلو , اليهود و النصارى و أهل الأوثان أقروا بأن الله موجود و أنه فوق العرش، و هؤلاء أنكروا وجود الله لأنه لما أنكروا العلو و قالوا: في كل مكان أو قالوا: لا داخل العالم و لا خارجه أنكروا وجود الله تدور أقوالهم كما قال ابن عبد البر أنه ليس على العرش إله , اليهود أحسن حالاً منهم من هذه الناحية من جهة إثبات الرب و أنه في العلو، لأن الجهمية قالوا ليس هناك رب فوق , نعوذ بالله . 

( متن ) 

 وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة: «من لم يقل: إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، وجب أن يُستتاب، فإن تاب وإلا ضُربت عنقه، ثم أُلقي على مزبلة، لئلا يتأذى بنتن ريحه أهل القبلة، ولا أهل الذمة» ، ذكره عنه الحاكم بإسناد صحيح . 

( شرح ) 

و هذا يدل على أن الإمام أبا خزيمة -رحمه الله- يرى أن من أنكر علو الله فهو مرتد و يكون أشد من اليهود و النصارى لأن اليهود و النصارى يبقون إذا دفعوا الجزية أما هذا ما يفقه ليس له إلا الإسلام و السيف ضرب العنق أما اليهود و النصارى لهم الجزية أيضاً يدفعون الجزية و لهذا قال يستتاب و إلا قتل فإذا ضربت عنقه طرح على مزبلة و هو مكان الكناسة و القمامة يطرح على مزبلة بعيدة عن البلد، حتى لا يتأذى برائحته النتنة لا أهل الإسلام و لا أهل الذمة، فلا يتأذى به المسلمون و لا يتأذى به اليهود و النصارى لأنه أشد كفراً من اليهود و النصارى، فيبعد حتى لا يتأذون به فدل على أنه أشد كفراً من اليهود و النصارى لأنه مرتد . 

( متن ) 

وقد روى عبد الله بن أحمد، عن عباد بن العوام الواسطي إمام أهل واسط، من طبقة شيوخ الشافعي وأحمد قال:كلمت بشرًا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء . 

( شرح ) 

و بشر المريسي هذا جهمي تزعم طائفة المريسية في القرن الثالث الهجري، يقول الإمام عباد: إني تأملت كلامهم فرأيت أنه يعني: مقتضى كلامهم إنكار الرب، يدور على أنه ليس فوق العرش إله -نعوذ بالله- هذا مقتضى قول الجهمية . 

( متن ) 

 وعن عبد الرحمن بن مهدي الإمام المشهور أنه قال: ليس في أصحاب الأهواء شر من أصحاب جهم، يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء شيء، أرى والله أن لا يناكحوا، ولا يورثوا . 

( شرح ) 

أصحاب الأهواء البدعة يقول لس هناك أشد من الأهل البدع من الجهمية يدور كلامهم على إنكار الرب أرى أن لا يناكحوا و لا يورثوا لأنهم كفار حكم عليهم بالكفر . 

( متن )  

وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب «الرد على الجهمية» عن عبد الرحمن بن مهدي قال: أصحاب جهم يريدون أن يقولوا: إن الله لم يكلِّم موسى، ويريدون أن يقولوا: ليس في السماء شيء، وإن الله ليس على العرش، أرى أن يُستتابوا، فإن تابوا وإلا قُتلوا . 

( شرح ) 

نسأل الله العافية و هذا حكم بكفرهم . 

( متن ) 

وعن الأصمعي قال: قدمت امرأة جهم فنزلت الدباغين، فقال رجل عندها: الله على عرشه فقالت: محدود على محدود؟ وقال الأصمعي: كافرة بهذه المقالة . 

( شرح ) 

نسأل الله العافية , امرأة جهم مثل جهم جهمية -نسأل الله السلامة و العافية- لما دخلت الدباغين و سمعت قارئ يقرأ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قالت: محدود على محدود , قصدها من ذلك انكار علو الرب يعني كيف يكون محدود و هو الرب على محدود وهو العرش، يعني: هذا تنقص لله فلا يمكن أن يكون محدود على محدود، و قصدها من ذلك نفي أن يكون الله على العرش، و لهذا قال الأصمعي كفرت بهذه المقالة، أنكرت علو الله على عرشه و إنكارها ذلك معناه: قول بأن الله مختلط بالمخلوقات و هذا كفر و ضلال، و لهذا كفرها الأصمعي، فتكون امرأة جهم مثل جهم جهمية مثله نعوذ بالله . 

الطالب/ (50:18) 

هذا كفر و ضلال كما سبق -نعوذ بالله- إذا قامت عليه الحجة نعم، إذا قامت عليه الحجة  وليس له شبهه ، كما ذكر العلماء ذلك، وهذا تكفير العموم الآن، بل و تكفير بالخصوص الأصمعي كفرها و كفر بشراً المريسي . 

( متن ) 

وعن عاصم بن علي بن عاصم شيخ أحمد والبخاري وطبقتهما قال: ناظرت جهما، فتبَيَّنَ من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء ربًّا , وروى الإمام أحمد: حدثنا سُرَيْج بن النعمان، قال: سمعت عبد الله بن نافع الصائغ، قال: سمعت مالك بن أنس يقول: الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو من علمه مكان . 

( شرح ) 

نعم هذا قول أهل السنة قاطبة الله فوق العرش  و علمه في كل مكان و هو فوق العرش و يعلم كل شيء، و يسمع كلام عباده و يراهم من فوق عرشه ، و تنفذ قدرته و مشيئته فيهم، و هو فوق العرش

( متن ) 

 وقال الشافعي: خلافة أبي بكر حق قضاها الله في سمائه، وجمع عليه قلوب عباده . 

( شرح ) 

قوله قضاها الله في سمائه إثبات أن الله في السماء رد على الجهمية . 

( متن )  

وفي الصحيح عن أنس بن مالك، قال: كانت زينب تفتخر على أزواج النبي ﷺ تقول: «زوجكنَّ أهاليكُن وزوجني الله من فوق سبع سماوات» . 

( شرح ) 

هذا فيه إثبات أن الله فوق العرش فوق سبع السماوات، و ذلك أن الله زوج نبيه زينب لما طلقها زيد بن حارثة، و كان مولى للنبي ﷺ فخرجت من العدة، زوجها الله من فوق سبع سماوات من دون ولي فوليها الله و لذلك كانت تفخر, تفخر على أزواج النبي ﷺ تقول زوجكن أهاليكن و زوجني الله من فوق سبع سماوات و الله تعالى يقول فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا زوجها الله من فوق سبع سماوات، هذا من مناقب زينب رضي الله عنها، فدخل عليها النبي ﷺ بدون ولي و من دون الشروط المعتبرة من دون ولي و شاهد و مهر . 

( متن ) 

 وهذا مثل قول الشافعي، وقصة أبي يوسف صاحب أبي حنيفة مشهورة في استتابة بشر المريسي حتى هرب منه لما أنكر الصفات وأظهر قول جهم قد ذكرها ابن أبي حاتم وغيره . 

وقال أبو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أبي زمنين الإمام المشهور من أئمة المالكية في كتابه الذي صنفه في «أصول السنة» قال فيه: باب الإيمان بالعرش قال: ومن قول أهل السنة: إن الله خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء . 

( شرح ) 

و هو سقف المخلوقات العرش سقف المخلوقات . 

( متن ) 

ثم استوى عليه كيف شاء، كما أخبر عن نفسه في قوله تعالى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وقوله تعالى: ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ...؛ فسبحان من بَعُدَ وقَرُبَ بعلمه، فسمع النجوى. 

 وذكر حديث أبي رَزِين العقيلي؛ قلت يا رسول الله: أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟ قال: في عماء، ما تحته هواء وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء . 

( شرح ) 

يعني في السحاب كان في عماء يعني في سحاب ما فوقه هواء يعني الذي فوقه هواء و الذي تحته هواء، و هذا الحديث فيه وكيع ابن الحدس يقال العدس فيه ضعف، في سنده وكيع بن الحدس ويقال العدس فيه بعض الضعف , لكن نصوص العلو كثيرة لا حصر لها أفرادها تزيد على ثلاثة آلاف دليل كلها تدل على علو الله على خلقه . 

( متن ) 

قال محمد: العماء: السحاب الكثيف المطبق فيما ذكره الخليل وذكر آثارًا أُخَر، ثم قال: باب الإيمان بالكرسي قال محمد بن عبد الله: ومن قول أهل السنة: أن الكرسي بين يدي العرش، وأنه موضع القدمين . 

( شرح ) 

هكذا صح عن ابن عباس أنه قال الكرسي موضع القدمين و العرش لا يقدر قدره إلا الله

( الطالب ) 

( 56:23 ) 

( متن ) 

وأنه موضع القدمين ثم ذكر حديث أنس الذي فيه التجلي يوم الجمعة في الآخرة، وفيه فإذا كان يوم الجمعة هبط من عليين على كرسيه، ثم يحف بالكرسي منابر من ذهب مكللة بالجواهر، ثم يجيء النبيون فيجلسون عليها

( شرح ) 

فيه إثبات العلو . 

( متن ) 

 وذكر ما ذكره يحيى بن سلام صاحب التفسير المشهور: حدثني المعلى بن هلال . 

الشيخ: سلام أو سلَّام؟ 

( الطالب ) 

ذكر و يحيى بن سلام بن ثعلبة أبو زكريا البصري لكن ما ضبط . 

( شرح ) 

هذا من رواه الأحاديث المتقدمين عبد الله بن سلامة الاسرائيلي و محمد بن سلام الأرجح فيه التخفيف لكن قد يكون هذا من المتأخرين . 

( متن ) 

 وذكر ما ذكره يحيى بن سلام صاحب التفسير المشهور . 

( شرح ) 

هذا من المتأخرين صاحب التفسير . 

( الطالب ) 

قال : توفي سنة مئتين . 

( متن ) 

 وذكر ما ذكره يحيى بن سلام صاحب التفسير المشهور حدثني المعلى بن هلال، عن عمار الدهني عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن الكرسي الذي وسع السماوات والأرض لموضع القدمين، ولا يعلم قدر العرش إلا الذي خلقه . 

(الطالب ) (58:29)   

قال حدثنا المعلى ابن هلال: قال العلاء و ما أثبتت من أصول السنة و هو كذلك في كتب الترائي 

هذا من المحقق  

الطالب:(58:49) 

الشيخ: بدل الدهني هذه من النسخ المحققة 

الطالب القارئ : 

عندي كذلك عفا الله عنك في الحاشية: في عين الدهني وهو خطأ، عمار الدهني هو عمار ابن معاوية ابن أسلم البجلي وثقه الإمام أحمد و جماعة . 

( متن )  

وذكر حديث أسد بن موسي حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم عن زر عن أبي مسعود قال: ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء خمسمائة عام، وبين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه .  
ثم قال: باب الإيمان بالحجب قال: ومن قول أهل السنة أن الله بائن من خلقه يحتجب عنهم بالحجب، فتعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا وذكر آثارًا في الحجب ثم قال: في باب الإيمان بالنزول , قال: ومن قول أهل السنة إن الله ينزل إلى السماء الدنيا، ويؤمنون بذلك من غير أن يَحدُّوا فيه حَدًّا، وذكر الحديث من طريق مالك وغيره إلى أن قال: وأخبرنا وهب عن ابن وضاح عن زهير بن عباد قال: من أدركت من المشائخ مالك وسفيان الثوري وفُضَيْل بن عياض وعيسى وابن المبارك ووَكِيع كانوا يقولون: النزول حق قال ابن وَضَّاح: سألت . 

( الطالب ) 

هو عيسى بن يونس ابن أبي إسحاق.

في الحاشية وقبله ابن المبارك . 

( متن ) 

ووَكِيع كانوا يقولون: النزول حق قال ابن وَضَّاح: سألت يوسف بن عَدِيّ عن النزول، قال: نعم أؤمن به ولا أحُدّ فيه حدًا  وسألت عنه ابن معين فقال: أُقرُّ به ولا أحُدّ فيه حدًا. 

قال محمد: وهذا الحديث يُبيِّن أن الله على عرشه في السماء دون الأرض، وهو أيضًا بَيِّنٌ في كتاب الله وفي ما غير حديث عن رسول الله ﷺ قال تعالى: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ . 

( شرح ) 

يعني بين هذا واضح من النصوص الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ ، تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ ، إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ النصوص واضحة و بينة . 

 

( متن ) 

قال تعالى: يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ وقال تعالى: أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ۝ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ، وقال تعالى: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ، وقال تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ، وقال تعالى: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ، وقال تعالى: بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ.  
وذكر من طريق مالك قول النبي ﷺ للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله قال: فأعتقها، فإنها مؤمنة

 ( شرح ) 

كل هذه أدلة واضحة , الرفع يكون من أسفل إلى أعلى و الصعود كذلك، و الجارية سألها عن المكان فدل على أن الله في العلو، و أهل البدع أنكروا أن يسأل عن الله بأين قالوا هذا سؤال فاسد سأل النبي ﷺ الجارية لأنها أعجمية لا تفهم إلا هذا و أقرها على جواب فاسد هكذا اتهموا الرسول عليه الصلاة و السلام . 
( متن ) 

قال: والأحاديث مثل هذا كثيرة جدًا، فسبحان من عِلْمُه بما في السماء كعِلْمِه بما في الأرض لا إله إلا هو العلي العظيم . 

وقال قبل ذلك «باب في الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه» قال: واعلم بأن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علمًا، والعجز..... 

( شرح ) 

يعني الجهل عما لم يذكره علم الشيء الذي ما أخبر به عن نفسه لا تتكلف جهلك به علم . 

( متن ) 

يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علمًا، والعجز عن ما لم يدع إليه إيمانًا، وأنهم إنما ينتهون من وصفه بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه، وعلى لسان نبيه ﷺ. 

( شرح ) 

يعني يقفون عنده يثبتون ما أثبته الله لنفسه و ينفون ما نفى عنه نفسه ينتهون إليه و لا يزيدون . 

( متن ) 

وقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين : كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ، وقال تعالى 

( شرح ) 

إثبات الوجه لله . 

( متن ) 

وقال تعالى: قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ

( شرح ) 

يخبر عن الله بأنه شهيد . 

( متن ) 

وقال: وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ

( شرح ) 

إثبات النفس لله . 

( متن ) 

وقال: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي

( شرح ) 

سويته كذلك الضمير عائد إلى نفسه . 

( متن ) 

وقال: فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا

( شرح ) 

إثبات أن الله يرى . 

( متن ) 

وقال: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي

الشرح: 

  كذلك.

 وقال: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ

( شرح ) 

إثبات اليدان و أن لله يدين . 

( متن ) 

وقال تعالى: وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وقال إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى

( شرح ) 

إثبات المعية . 

( متن ) 

وقال تعالى: وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا، وقال تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وقال تعالى: اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، وقال تعالى: هُوَ الأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ومثل هذا في القرآن كثير، و هو تبارك وتعالى نور السماوات والأرض، كما أخبر عن نفسه وله وجه ونفس وغير ذلك مما وصف به نفسه، ويسمع ويرى ويتكلم، الأول ولا شيء قبله، والآخر الباقي إلى غير نهاية ولا شيء بعده، والظاهر العالي فوق كل شيء والباطن بطن علمه بخلقه، فقال: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

( شرح ) 

و هذا كما فسر النبي ﷺ في الحديث الصحيح هذه الأسماء، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فلس دونك شيء

( متن ) 

فقال: وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، حي قيوم لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ
وذكر أحاديث الصفات، ثم قال: فهذه صفات ربنا التي وصف بها نفسه في كتابه، ووصفه بها نبيه، وليس في شيء منها تحديد ولا تشبيه ولا تقدير لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، لم تره العيون فتحده كيف هو، ولكن رأته القلوب في حقائق الإيمان وكلام الأئمة في هذا الباب أطول . 

 

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد