شعار الموقع

2- شرح قطر الندى وبل الصدى

00:00
00:00
تحميل
6

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى: فصل.

أنواع الأعراب أربعة:

فصل أَنْوَاع الْإِعْرَاب: أَرْبَعَة رفع وَنصب فى اسْم وَفعل نَحْو زيد يقوم وَإِن زيدا لن يقوم وجر فى اسْم نَحْو بزيد وَجزم فى فعل نَحْو لم يقم فيرفع بضمة وَينصب بفتحة ويجر بكسرة ويجزم بِحَذْف حَرَكَة.

قال في الشرح رحمه الله: الْإِعْرَاب أثر ظَاهر أَو مُقَدّر يجلبه الْعَامِل فى آخر الْكَلِمَة فَالظَّاهِر كالذى فى آخر زيد فى قَوْلك جَاءَ زيد وَرَأَيْت زيدا ومررت بزيد والمقدر كالذى فى آخر الْفَتى فى قَوْلك جَاءَ الْفَتى وَرَأَيْت الْفَتى ومررت بالفتى فَإنَّك تقدر الضمة فى الأول والفتحة فى الثَّانِي والكسرة فى الثَّالِث لتعذر الْحَرَكَة فِيهَا وَذَلِكَ الْمُقدر هُوَ الْإِعْرَاب. وَالْإِعْرَاب جنس تَحْتَهُ أَرْبَعَة أَنْوَاع: الرّفْع وَالنّصب والجر والجزم وَهَذِه الانواع الْأَرْبَعَة تَنْقَسِم إِلَى ثَلَاثَة أَقسَام قسم يشْتَرك فِيهِ الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال وَهُوَ الرّفْع وَالنّصب تَقول زيد يقوم وَإِن زيدا لن يقوم وَقسم يخْتَص بِهِ الْأَسْمَاء هُوَ الْجَرّ تَقول مَرَرْت بزيد وَقسم يخْتَص بِهِ الْأَفْعَال وَهُوَ الْجَزْم تَقول لم يقم ولهذه الْأَنْوَاع الاربعة عَلَامَات تدل عَلَيْهَا وَهِي ضَرْبَان عَلَامَات أصُول وعلامات فروع فالعلامات الاصول أَرْبَعَة الضمة للرفع والفتحة للنصب والكسرة للجر وَحذف الْحَرَكَة للجزم وَقد مثلت كلهَا.

 والعلامات الْفُرُوع منحصرة فى سَبْعَة أَبْوَاب خَمْسَة فى الْأَسْمَاء وَاثْنَتَانِ فى الْأَفْعَال وستمر بك هَذِه الابواب مفصلة بَابا بَابا.

قال الناظم رحمه الله: إِلَّا الْأَسْمَاء السِّتَّة وَهِي أَبوهُ وَأَخُوهُ وحموها وهنوه وفوه وَذُو مَال فَترفع بِالْوَاو وتنصب بِالْألف وتجر بِالْيَاءِ.

قال في الشرح:  هَذَا هُوَ الْبَاب الأول مِمَّا خرج عَن الأَصْل وَهُوَ بَاب الْأَسْمَاء السِّتَّة المعتلة المضافة وَهِي أَبوهُ وَأَخُوهُ وحموها وهنوه وفوه وَذُو مَال فَإِنَّهَا ترفع بِالْوَاو نِيَابَة عَن الضمة وتنصب بِالْألف نِيَابَة عَن الفتحة وتجر بِالْيَاءِ نِيَابَة عَن الكسرة تَقول جَاءَنِي أَبوهُ وَرَأَيْت أَبَاهُ ومررت بِأَبِيهِ.

 وَكَذَلِكَ القَوْل فِي الْبَاقِي وَشرط إِعْرَاب هَذِه الْأَسْمَاء بالحروف الْمَذْكُورَة ثَلَاثَة أُمُور أَحدهَا: أَن تكون مُفْردَة فَلَو كَانَت مثناة أعربت بِالْألف رفعا وبالياء جرا ونصبا كَمَا تعرب كل تَثْنِيَة تَقول جَاءَنِي أَبَوَانِ وَرَأَيْت أبوين ومررت بابوين وَإِن كَانَت مَجْمُوعَة جمع تكسير أعربت بالحركات على الأَصْل كَقَوْلِك جَاءَنِي آباؤك وَرَأَيْت آباءك ومررت بآبائك وَإِن كَانَت مَجْمُوعَة جمع تَصْحِيح أعربت بِالْوَاو رفعا وبالياء جرا وبالياء جرا ونصبا تَقول جَاءَنِي أبون وَرَأَيْت أبين ومررت بأبين وَلم يجمع مِنْهَا هَذَا الْجمع إِلَّا الْأَب وَالْأَخ والحم.

 الثَّانِي: أَن تكون مكبرة فَلَو صغرت أعربت بالحركات نَحْو جَاءَنِي أَبِيك وَرَأَيْت أَبِيك ومررت بأبيك.

 الثَّالِث: أَن تكون مُضَافَة فَلَو كَانَت مُفْردَة غير مُضَافَة أعربت أَيْضا بالحركات حْو هَذَا أَب وَرَأَيْت أَبَا ومررت بأب وَلِهَذَا الشَّرْط الْأَخير شَرط وَهُوَ أَن يكون الْمُضَاف إِلَيْهِ غير يَاء الْمُتَكَلّم فَإِن كَانَ يَاء الْمُتَكَلّم أعربت أَيْضا بالحركات لَكِنَّهَا تكون مقدرَة تَقول هَذَا أبي وَرَأَيْت أبي ومررت بِأبي فَيكون آخرهَا مكسورا فِي الْأَحْوَال الثَّلَاثَة والحركات مقدرَة فِيهِ.

(الشرح)

يجب ان تكون مفرد مبكرة مضافة في هذه الياء, مفرد ممكن هذا ولا أب, مبكر ما يكون مقدرة أبي وأخي, مضافة لغوية.

(المتن)

تَقول هَذَا أبي وَرَأَيْت أبي ومررت بِأبي فَيكون آخرهَا مكسورا فِي الْأَحْوَال الثَّلَاثَة والحركات مقدرَة فِيهِ كَمَا تقدر فِي جَمِيع الْأَسْمَاء المضافة إِلَى الْيَاء نَحْو أبي وَأخي وحمي وَغُلَامِي.

 واستغنيت عَن اشْتِرَاط هَذِه الشُّرُوط لكوني لفظت بهَا مُفْردَة مكبرة مُضَافَة إِلَى غير يَاء الْمُتَكَلّم وَإِنَّمَا قلت وحموها فأضفت الحم إِلَى ضمير الْمُؤَنَّث لأبين أَن الحم أقَارِب زوج الْمَرْأَة كأبيه وَعَمه وَابْن عَمه على أَنه رُبمَا أطلق على أقَارِب الزَّوْجَة.

(الشرح)

يبينه أن.

(المتن)

لأبين أَن الحم أقَارِب زوج الْمَرْأَة كأبيه وَعَمه وَابْن عَمه على أَنه رُبمَا أطلق على أقَارِب الزَّوْجَة, والهن قيل اسْم يكنى بِهِ عَن أَسمَاء الْأَجْنَاس كَرجل وَفرس وَغير ذَلِك وَقيل عَمَّا يستقبح التَّصْرِيح بِهِ وَقيل عَن الْفرج خَاصَّة.

قال الناشر رحمه الله: والأفصح اسْتِعْمَال الهن كغد.

قال في الشرح: إِذا اسْتعْمل الهن غير مُضَاف كَانَ بِالْإِجْمَاع منقوصا أَي مَحْذُوف اللَّام معربا بالحركات كَسَائِر أخواته تَقول هَذَا هن وَرَأَيْت هُنَا ومررت بِهن كَمَا تَقول يُعجبنِي غَد وَأَصُوم غَدا واعتكفت فِي غَد وَإِذا اسْتعْمل مُضَافا فجمهور الْعَرَب تستعمله كَذَلِك فَتَقول جَاءَ هنك وَرَأَيْت هنك ومررت بهنك كَمَا يَفْعَلُونَ فِي غدك وَبَعْضهمْ يجريه مجْرى أَب وَأَخ فيعربه بالحروف الثَّلَاثَة فَيَقُول هَذَا هنوك وَرَأَيْت هُنَاكَ ومررت بهنيك وَهِي لُغَة قَليلَة ذكرهَا سِيبَوَيْهٍ وَلم يطلع عَلَيْهَا الْفراء وَلَا الزجاجي فأسقطاه من عدَّة هَذِه الْأَسْمَاء وعداها خَمْسَة.

قال الناظم رحمه الله: والمثنى في الزيدان فيرفع بِالْألف.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى:

 والمثنى في الزيدان فيرفع بِالْألف وَجمع الْمُذكر السَّالِم ك الزيدون فيرفع بِالْوَاو ويجران وينصبان بِالْيَاءِ وكلا وكلتا مَعَ الضَّمِير كالمثنى وَكَذَا اثْنَان وَاثْنَتَانِ مُطلقًا وَإِن ركبا وأولو وَعِشْرُونَ وأخواته وعالمون وأهلون ووابلون وأرضون وسنون وبابه وبنون وعليان وَشبهه كالجمع.

 قال في الشرح رحمه الله: الْبَاب الثَّانِي وَالْبَاب الثَّالِث مِمَّا خرج عَن الأَصْل الْمثنى ك الزيدان والعمران وَجمع الْمُذكر السَّالِم ك الزيدون والعمرون أما الْمثنى فَإِنَّهُ يرفع بِالْألف نِيَابَة عَن الضمة ويجر وَينصب بِالْيَاءِ نِيَابَة عَن الكسرة والفتحة.

(الشرح)

تقول جاء الزيدان ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين.

(المتن)

 تَقول جَاءَنِي الزيدان وَرَأَيْت الزيدين ومررت بالزيدين وحملوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك أَرْبَعَة أَلْفَاظ لفظين بِشَرْط ولفظين بِغَيْر شَرط فاللفظان اللَّذَان بِشَرْط كلا وكلتا وشرطهما أَن يَكُونَا مضافين إِلَى الضَّمِير تَقول جَاءَنِي كِلَاهُمَا وَرَأَيْت كليهمَا ومررت بكليهما.

(الشرح)

أما غير إياه وذكر الظهر فلا, فإنه دقائق كما مرت إليه فيكون, لابد ان يوافق الرأي.

(المتن)

 فَإِن كَانَا مضافين إِلَى الظَّاهِر كَانَا بِالْألف على كل حَال تَقول جَاءَنِي كلا أخويك وَرَأَيْت كلا أخويك ومررت بكلا أخويك فَيكون إعرابهما حِينَئِذٍ بحركات مقدرَة فِي الْألف لِأَنَّهُمَا مقصوران كالفتى والعصى وَكَذَا القَوْل فِي كلتا تَقول كلتاهما رفعا وكلتيهما حرا ونصبا وكلتا أختيك بِالْألف فِي الْأَحْوَال كلهَا.

 واللفظان اللَّذَان بِغَيْر شَرط اثْنَان وَاثْنَتَانِ تَقول جَاءَنِي اثْنَان وَاثْنَتَانِ وَرَأَيْت اثْنَيْنِ واثنتين ومررت بِاثْنَيْنِ واثنتين فتعربهما إِعْرَاب الْمثنى وَإِن كَانَا غير مضافين وَكَذَا تعربهما إعرابه إِذا كَانَا مضافين للضمير نَحْو أثناهم أَو للظَّاهِر نَحْو أثنا أخويك أَو كَانَا مركبين مَعَ الْعشْرَة نَحْو جَاءَنِي أثنا عشر وَرَأَيْت أثني عشر ومررت باثنى عشر.

 وَأما جمع الْمُذكر السَّالِم فَإِنَّهُ يرفع بِالْوَاو ويجر وَينصب بِالْيَاءِ تَقول: جَاءَنِي الزيدون وَرَأَيْت الزيدين ومررت بالزيدين وحملوا عَلَيْهِ فِي ذَلِك ألفاظا مِنْهَا أولو قَالَ الله تَعَالَى: وَلَا ياتل أولو الْفضل مِنْكُم وَالسعَة أَن يؤتوا أولى الْقُرْبَى فأولوا فَاعل وعلامة رَفعه الْوَاو وَأولى مفعول وعلامة نَصبه الْيَاء وَقَالَ تَعَالَى إِن فِي ذَلِك لذكرى لاولى الْأَلْبَاب فَهَذَا مجرور وعلامة جَرّه الْيَاء وَمِنْهَا عشرُون وأخواته إِلَى التسعين تَقول جَاءَنِي عشرُون وَرَأَيْت عشْرين ومررت بِعشْرين وَكَذَلِكَ تَقول فِي الْبَاقِي وَمِنْهَا  أهلون.

(الشرح)

هذا أيضًا ملحق, هذا قالوا ملحق  كلوا أنه ليس بجر ولكنه ملحق, عطفوا الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم, بجر الياء ولا يجر فيه الياء لأنه ملحق .

(المتن)

 وَمِنْهَا  أهلون قَالَ الله تَعَالَى شَغَلَتْنَا أَمْوَالنَا وَأَهْلُونَا.

(الشرح)

صفة أهلون وأهلونا صفة بالواو لأنها ملحق, ليست جر هي ملحق.

(المتن)

 قوله: من أَوسط مَا تطْعمُونَ أهليكم إِلَى أَهْليهمْ أبدا الأول فَاعل وَالثَّانِي مفعول وَالثَّالِث مجرور وَمِنْهَا وابلون وَهُوَ جمع لوابل وَهُوَ الْمَطَر الغزير.

(الشرح)

الوابل القي فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ المطر الغزيز, وابلون ووابلين ملحق ليس جمع يعرب أعرابها.

(المتن)

وَمِنْهَا أرضون بتحريك الرَّاء وَيجوز إسكانها فِي ضَرُورَة الشّعْر وَمِنْهَا سنُون وبابه وَهُوَ كل اسْم ثلاثي حذفت لامه وَعوض عَنْهَا هَاء.

(الشرح)

أرضون  في البيت إذا كان  في البيت أرضون, أما في السهم أرضي, أرضون أرضي ترفع بالواو وحرف (..) لأنه ملحق.

(المتن)

وَمِنْهَا سنُون وبابه وَهُوَ كل اسْم ثلاثي حذفت لامه وَعوض عَنْهَا هَاء, التَّأْنِيث وَلم يكسر وَألا ترى أَن سنة أَصْلهَا سنو أَو سنة بِدَلِيل قَوْلهم فِي الْجمع بِالْألف وَالتَّاء سنوات أَو سنهات فَلَمَّا حذفوا من الْمُفْرد اللَّام وَهِي الْوَاو أَو الْهَاء وعوضوا عَنْهَا هَاء التَّأْنِيث أَرَادوا فِي جمع التكسير أَن يَجْعَلُوهُ على صُورَة جمع الْمُذكر السَّالِم أَعنِي مَخْتُومًا بِالْوَاو وَالنُّون رفعا وبالياء وَالنُّون جرا ونصبا ليَكُون ذَلِك جبرا لما فَاتَهُ من حذف اللَّام وَكَذَلِكَ القَوْل فِي نَظَائِره وَهِي عضة وعضون وَعزة وعزون وثبة وثبون وَقلة وقلون وَنَحْو ذَلِك قَالَ الله تَعَالَى: الَّذين جعلُوا الْقُرْآن عضين عَن الْيَمين وَعَن الشمَال عزين.

(الشرح)

هذا ملحق كل ما في  من ذوي (..).
(المتن)

 وَمِمَّا حمل على جمع الْمُذكر السَّالِم فِي الْإِعْرَاب بنُون وَكَذَلِكَ عليون وَمَا اشبهه مِمَّا سمى بِهِ من الجموع الا ترى ان عليين فِي الأَصْل جمع لعَلي فَنقل عَن ذَلِك الْمَعْنى وَسمي بِهِ أَعلَى الْجنَّة وأعرب هَذَا الْإِعْرَاب نظرا إِلَى أَصله.

 قَالَ الله تَعَالَى: كلا إِن كتاب الْأَبْرَار لفي عليين وَمَا أَدْرَاك مَا عليون, فعلى ذَلِك إِذا سميت رجلا ب زيدون قلت هَذَا زيدون وَرَأَيْت زيدين ومررت بزيدين فتعربه كَمَا تعربه حِين كَانَ جمعا.

قال الناظم رحمه الله:  وَأولَات وَجمع بِأَلف وتاء مزيدتين.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى:

 وَأولَات وَجمع بِأَلف وتاء مزيدتين وَمَا سمى بِهِ مِنْهُمَا فينصب بالكسرة نَحْو خلق الله السَّمَوَات وَاصْطفى الْبَنَات.

(الشرح)

هذا الجمع المؤنث السالم يرفع بالضم ويكسر ويجر بالكسرة ولا ينصب بالفتحة, كذلك ما أتي قبل وما كني به.

(المتن)

قال في الشرح: الْبَاب الرَّابِع مِمَّا خرج عَن الأَصْل مَا جمع بِأَلف وتاء مزيدتين ك هندات وزينبات فَإِنَّهُ ينصب بالكسرة نِيَابَة عَن الفتحة تَقول رَأَيْت الهندات والزينبات قَالَ الله تَعَالَى: خلق الله السَّمَوَات وأصطفى الْبَنَات, فَأَما فِي الرّفْع والجر فَإِنَّهُ على الأَصْل تَقول جَاءَت الهندات فتجره بالكسرة وَلَا فرق بَين أَن يكون مُسَمّى هَذَا الْجمع مؤنثا بِالْمَعْنَى  هِنْد وهندات أَو بِالتَّاءِ  طَلْحَة وطلحات.

(الشرح)

هذا مؤنث وأمثلة مثل طلجة وطلحات أنه مذكر الحدث مذكر لكنه مؤنث مأخر لأن أخره تاء طلحة وطلحات, وهند ما فيها تاء لكنه مؤنث بالمعنى, هنا مؤنث اللفظ الحكم واحد, هنا بالألف والتاء طلحة مؤقت اللفظ لا معنوي لأنه يرفع بالضم (..).

(المتن)

 أَو بِالتَّاءِ  طَلْحَة وطلحات أَو بِالتَّاءِ وَالْمعْنَى جَمِيعًا ك فَاطِمَة وفاطمات.

(الشرح)

مثل فاطمات تجتمع فيه الأمران معنى باللفظ ومعنوي.

(المتن)

 أَو بِالْألف الْمَقْصُورَة ك حُبْلَى وحبليات أَو الممدودة ك صحرآء وصحراوات أَو يكون مُسَمَّاهُ مذكرا  كا إصطبل وإصطبلات وحمام وحمامات وَكَذَلِكَ لَا فرق بَين أَن يكون قد سلمت بنية واحده ك ضخمة وضخمات أَو تَغَيَّرت سَجْدَة وسجدات.

(الشرح)

ضخمة وضخمات ما تغير الخاء مع الاثنين في المفرد وفي الجمع ضخمة وضخمات بخلاف ساجدات فإنها تغيرت بالجمع, وتجزيم ساجدة في المفرد ومتحركة في الجمع ساجدة وساجدات الحكم واحد, ما يرفع بالضم وتجر بالكسر.

(المتن)

قال: وَكَذَلِكَ لَا فرق بَين أَن يكون قد سلمت بنية واحده ك ضخمة وضخمات أَو تَغَيَّرت سَجْدَة وسجدات, وحبلى وحبليات وصحراء وصحراوت أَلا ترى أَن الزول محرك وَسطه وَالثَّانِي قلبت أَلفه يَاء وَالثَّالِث قلبت همزته واوا.

(الشرح)

الأول (..) سجد, والثاني (..) بالياء حبلى حبليات, والرابع صحراء صحراوات.

(المتن)

 وَلذَلِك عدلت عَن قَول أَكْثَرهم جمع الْمُؤَنَّث السَّالِم إِلَى أَن قلت الْجمع بِالْألف وَالتَّاء لأعم جمع الْمُؤَنَّث وَجمع الْمُذكر وَمَا سلم فِيهِ الْمُفْرد وَمَا تغير وقيدت الْألف وَالتَّاء بِالزِّيَادَةِ ليخرج نَحْو بَيت وأبيات وميت وأموات فَإِن التَّاء فيهمَا أَصْلِيَّة فينصبان بالفتحة على الأَصْل تَقول سكنت أبياتا وَحَضَرت أَمْوَاتًا.

 قَالَ الله تَعَالَى: وكنتم أَمْوَاتًا فأحياكم وَكَذَلِكَ نَحْو قُضَاة وغزاة فَإِن التَّاء فيهمَا وَإِن كَانَت زَائِدَة إِلَّا أَن الْألف فيهمَا أَصْلِيَّة لِأَنَّهَا منقلبة عَن أصل أَلا ترى أَن الأَصْل قَضِيَّة وغزوة لِأَنَّهَا من قضيت وغزوت فَلَمَّا تحركت الْوَاو وَالْيَاء وَالْفَتْح مَا قبلهمَا قلبتا أَلفَيْنِ فَلذَلِك ينصبان بالفتحة على الأَصْل تَقول رَأَيْت قُضَاة وغزاة.

قال الناشر رحمه الله:  وَمَا لَا ينْصَرف فيجر بالفتحة نَحْو بِأَفْضَل مِنْهُ إِلَّا مَعَ أل نَحْو بالأفضل أَو الْإِضَافَة نَحْو بأفضلكم.

قال في الشرح: الْبَاب الْخَامِس مِمَّا خرج عَن الأَصْل مَا لَا ينْصَرف وَهُوَ مَا فِيهِ عِلَّتَانِ فرعيتان من علل تسع أَو وَاحِدَة مِنْهَا تقوم مقَامهَا فَالْأول ك فَاطِمَة فَإِن فِيهِ التَّعْرِيف والتأنيث وهما عِلَّتَانِ فرعيتان عَن التنكير والتذكير.

 وَالثَّانِي: نَحْو مَسَاجِد ومصابيح فَإِنَّهُمَا جمعان وَالْجمع فرع عَن الْمُفْرد وصيغتهما صِيغَة مُنْتَهى الجموع وَمعنى هَذَا أَن مفاعل ومفاعيل.

(الشرح)

مفاعل ومفاعيل هذا كل واحد تقوم مقام الاثنين مساجد ومصابيح  كل هذا إلا تقوم مقام (..)ومنهم نفترض أن (..) لأ، أن الواحدة تقوم مقام الاثنين (..) منها الجمل.

(المتن)

 وَمعنى هَذَا أَن مفاعل ومفاعيل, وقفت الجموع عِنْدهمَا وانتهت إِلَيْهِمَا فَلَا تتجاوزهما فَلَا يجمعان مرّة أُخْرَى بِخِلَاف غَيرهمَا من الجموع فَإِنَّهُ قد يجمع تَقول كلب وأكلب كفلس وأفلس ثمَّ تَقول أكلب وأكالب وَلَا يجوز فِي أكالب أَن يجمع بعد وَكَذَا أعرب وأعارب.

(الشرح)

توصلت إلى منتهى هذا الجمعة ولهذا السبب ألا تقوم مقام الاثنين.

(المتن)

وَكَذَا أعرب وأعارب فَلَا يجوز فِي أعارب أَن يجمع كَمَا يجمع أكلب على أكالب وآصال على أصائل فَكَأَن الْجمع قد تكَرر فِيهَا فَنزل لذَلِك منزلَة جمعين.

 وَكَذَلِكَ صحراء وحبلى فَإِن فيهمَا التَّأْنِيث وَهُوَ فرع عَن التَّذْكِير وَهُوَ تَأْنِيث لَازم منزل لُزُومه منزلَة تَأْنِيث ثَان وَلِهَذَا الْبَاب مَكَان يَأْتِي شَرحه فِيهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَحكمه أَن يجر بالفتحة نِيَابَة عَن الكسرة حملُوا جرة على نَصبه كَمَا عكسوا ذَلِك فِي الْبَاب السَّابِق.

 تَقول: مَرَرْت بفاطمة ومساجد ومصابيح وصحراء فتفتحها كَمَا تفتحها إِذا قلت رَأَيْت فَاطِمَة ومساجد ومصابيح وصحراء. قَالَ الله تَعَالَى: وأوحينا إِلَى إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب وَقَالَ الله تَعَالَى يعْملُونَ لَهُ مَا يَشَاء من محاريب وتماثيل وَيسْتَثْنى من ذَلِك صُورَتَانِ إِحْدَاهمَا: أَن تدخل عَلَيْهِ أل.

 وَالثَّانيِة: أَن يُضَاف فَإِنَّهُ يجر فيهمَا بالكسرة على الأَصْل.

 فَالْأولى: نَحْو وَأَنْتُم عاكفون فِي الْمَسَاجِد.

 وَالثَّانيِة: نَحْو فِي أحسن تَقْوِيم وتمثيلي فِي الأَصْل بِقَوْلِي بأفضلكم أولى من تَمْثِيل بَعضهم بقوله مَرَرْت بعثماننا فَإِن الْإِعْلَام لَا تُضَاف حَتَّى تنكر فَإِذا صَار نَحْو عُثْمَان ذكرة زَالَ مِنْهُ أحد السبين المانعين لَهُ من الصّرْف وَهُوَ العلمية فَدخل فِي بَاب مَا ينْصَرف وَلَيْسَ الْكَلَام فِيهِ بِخِلَاف أفضل فَإِن مانعه من الصّرْف الصّفة وَوزن الْفِعْل وهما موجودان فِيهِ أضفته أم لم تضفه وَكَذَلِكَ تمثيلي بالأفضل أولى من تَمْثِيل بَعضهم بقوله رَأَيْت الْوَلِيد بن اليزيد مُبَارَكًا شَدِيدا بأعباء الْخلَافَة كَاهِله لِأَنَّهُ يحْتَمل أَن يكون قدر فِي يزِيد الشياع فَصَارَ نكرَة ثمَّ أَدخل عَلَيْهِ أل للتعريف فعلى هَذَا لَيْسَ فِيهِ إِلَّا وزن الْفِعْل خَاصَّة وَيحْتَمل أَن يكون بَاقِيا على علميته وأل زَائِدَة فِيهِ كَمَا زعم من مثل بِهِ.

قال الناظم رحمه الله: والأمثلة الْخَمْسَة:

 بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى: والأمثلة الْخَمْسَة وَهِي تفعلان وتفلون بِالْيَاءِ وَالتَّاء فيهمَا وتفعليين فَترفع بِثُبُوت النُّون وتجزم وتنصب بحذفها.

(الشرح)

تفعلان ويفعلان وتفعلون ويفعلون حذف, لأن المسمى في  عند الجمع وياء المخاطبة.

(المتن)

قال: فَترفع بِثُبُوت النُّون وتجزم وتنصب بحذفها نَحْو فَإِن لم تَفعلُوا وَلنْ تَفعلُوا.

قال في الشرح:  الْبَاب السَّادِس: مِمَّا خرج عَن الأَصْل الْأَمْثِلَة الْخَمْسَة وَهِي كل فعل مضارع اتَّصَلت بِهِ ألف الِاثْنَيْنِ.

(الشرح)

يقال أنها المسألة الخمسة وقلت عن الخمسة, مثل الخمسة وليست بخمسة.

(المتن)

وَهِي كل فعل مضارع اتَّصَلت بِهِ ألف الِاثْنَيْنِ نَحْو يقومان للغابين وتقومان للحاضرين أَو وَاو الْجمع نَحْو يقومُونَ للغائبين وتقومون للحاضرين أَو يَاء المخاطبة نَحْو تقومين وَحكم هَذِه الْأَمْثِلَة الْخَمْسَة أَنَّهَا ترفع بِثُبُوت النُّون نِيَابَة عَن الضمة وتجزم وتنصب بحذفها نِيَابَة عَن السّكُون والفتحة تَقول أَنْتُم تقومون وَلم تقوموا وَلنْ تقوموا رفعت الأولى لخلوه من الناصب والجازم وَجعلت عَلامَة رَفعه النُّون وجزمت الثَّانِي بلم ونصبت الثَّالِث بلن وَجعلت عَلامَة النصب والجزم النُّون قَالَ الله تَعَالَى فَإِن لم تَفعلُوا وَلنْ تَفعلُوا الأول جازم ومجزوم وَالثَّانِي ناصب ومنصوب وعلامة الْجَزْم وَالنّصب الْحَذف .

قال الناظم رحمه الله: وَالْفِعْل الْمُضَارع المتعل الآخر فيجزم بِحَذْف آخِره نَحْو لم يغز وَلم يخْش وَلم يرم.

(الشرح)

قال:إن كان أخره الواو أو الياء أو ألف, فإذا حذف الألف  وبقت الفتحة بين ألف, وإذا كان الواو الضم هي موجودة بين(..) وإذا كانت حرف الياء يقول يكسر ما قبله فإن الألف فإن يرم.

(المتن)

قال في الشرح:  هَذَا الْبَاب السَّابِع مِمَّا يخرج عَن الأَصْل وَهُوَ الْفِعْل الْمُضَارع المعتل الآخر نَحْو يَغْزُو ويخشى وَيَرْمِي فَإِنَّهُ يجْزم بِحَذْف آخِره فينوب حذف الْحَرْف عَن حذف الْحَرَكَة تَقول لم يغز وَلم يخْش وَلم يرم.

قال الناشر رحمه الله:  فصل تقدر جَمِيع الحركات فِي نَحْو غلامي والفتى وَيُسمى الثَّانِي مَقْصُورا والضمة والكسرة فِي نَحْو القَاضِي وَيُسمى منقوصا والضمة والفتحة فِي نَحْو يخْشَى والضمة فِي نَحْو يَدْعُو وَيَقْضِي وَتظهر الفتحة فِي نَحْو إِن القَاضِي لن يقْضِي وَلنْ يَدْعُو.

قال الشارح:  عَلامَة الْإِعْرَاب على ضَرْبَيْنِ ظَاهِرَة وَهِي الأَصْل وَقد تقدّمت أمثلتها ومقدرة وَهَذَا الْفَصْل مَعْقُود لذكرها فَالَّذِي يقدر الْإِعْرَاب خَمْسَة أَنْوَاع أَحدهَا مَا يقدر فِيهِ حركات الْإِعْرَاب جَمِيعهَا لَكِن الْحَرْف الآخر مِنْهُ لَا يقبل الْحَرَكَة لذاته وَذَلِكَ الِاسْم الْمَقْصُور وَهُوَ الَّذِي آخِره ألف لَازِمَة نَحْو الْفَتى.

 تَقول: جَاءَ الْفَتى وَرَأَيْت الْفَتى ومررت بالفتى فتقدر فِي الأول ضمة وَفِي الثَّانِي فَتْحة وَفِي الثَّالِث كسرة وَمُوجب هَذَا التَّقْدِير أَن ذَات الْألف لَا تقبل الْحَرَكَة لذاتها.

 الثَّانِي: مَا يقدر فِيهِ حركات الْإِعْرَاب جَمِيعهَا لَا لكَون الْحَرْف الآخر مِنْهُ لَا يقبل الْحَرَكَة لذاته بل لاجل مَا اتَّصل بِهِ وَهُوَ الِاسْم الْمُضَاف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم نَحْو غلامي وَأخي وَأبي وَذَلِكَ لِأَن يَاء الْمُتَكَلّم تستدعي انكسار مَا قبلهَا لأجل الْمُنَاسبَة فاشتغال آخر الِاسْم الَّذِي قبلهَا بكسرة الْمُنَاسبَة منع من ظُهُور حركات الاعراب فِيهِ.

 الثَّالِث: مَا يقدر فِيهِ الضمة والكسرة فَقَط للاستثقال وَهُوَ الِاسْم المنقوص ونعني بِهِ الِاسْم الَّذِي آخِره يَاء مكسور مَا قبلهَا كَالْقَاضِي والداعي.

 الرَّابِع: مَا تقدر فِيهِ الضمة والفتحة للتعذر وَهُوَ الْفِعْل المعتل بِالْألف نَحْو يخْشَى تَقول يخْشَى زيد وَلنْ يخْشَى عَمْرو فتقدر فِي الأول الضمة وَفِي الثَّانِي الفتحة لتعذر ظُهُور الحركات على الْألف.

 الْخَامِس: مَا تقدر فِيهِ الضمة فَقَط وَهُوَ الْفِعْل المعتل بِالْوَاو نَحْو زيد يَدْعُو وبالياء نَحْو زيد يَرْمِي وَتظهر الفتحة لخفتها على الْيَاء فِي الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال وعَلى الْوَاو فِي الْأَفْعَال كَقَوْلِك إِن القَاضِي لن يقْضِي وَلنْ يَدْعُو قَالَ الله تَعَالَى أجِيبُوا دَاعِي الله لن يُؤْتِيهم الله خيرا لن نَدْعُو من دونه إِلَهًا.

قال الناظم رحمه الله: فصل يرفع الْمُضَارع خَالِيا من ناصب وجازم.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى: فصل.

يرفع الْمُضَارع خَالِيا من ناصب وجازم نَحْو يقوم زيد.

قال في الشرح:  أجمع النحويون على أَن الْفِعْل الْمُضَارع إِذا تجرد من الناصب والجازم كَانَ مَرْفُوعا كَقَوْلِك يقوم زيد وَيقْعد عَمْرو وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي تَحْقِيق الرافع لَهُ مَا هُوَ ؟فَقَالَ الْفراء وَأَصْحَابه: رافعه نفس تجرده من الناصب والجازم وَقَالَ الْكسَائي حُرُوف المضارعة وَقَالَ ثَعْلَب مضارعته للاسم.

 وَقَالَ البصريون: حُلُوله مَحل الِاسْم قَالُوا وَلِهَذَا إِذا دخل عَلَيْهِ نَحْو أَن وَلنْ وَلم وَلما امْتنع رَفعه لَان الِاسْم لَا يَقع بعْدهَا فَلَيْسَ حِينَئِذٍ حَالا مَحل الِاسْم وَأَصَح الْأَقْوَال الأول وَهُوَ الَّذِي يجْرِي على أَلْسِنَة المعربين يَقُولُونَ مَرْفُوع لتجرده من الناصب والجازم وَيفْسد قَول الْكسَائي أَن جُزْء الشَّيْء لَا يعْمل فِيهِ وَقَول ثَعْلَب.

(الشرح)

هنا يقول ابن فراء حروف المضارعة, يقوم والياء, يعني الجزء يختلف؟ لا يعمل فيه, الجزء الثاني لا يعمل فيه, يقوم , الذي يعمل فيه شيء من الخارج, ويفتي نعم, يعني المؤلف يرجح القول الأول, يعني رفعه مجرد عن النصب والجر.

(المتن)

 وَيفْسد قَول الْكسَائي أَن جُزْء الشَّيْء لَا يعْمل فِيهِ وَقَول ثَعْلَب أَن المضارعة إِنَّمَا اقْتَضَت إعرابه من حَيْثُ الْجُمْلَة.

(الشرح)

المضارعة يعني المشابهة الاسم, المضارعة المتشابه في الاسم يجعل نفسه يرفع, باختلاف الناصب والأمر فهم يبالياء, ثم تشابه الاسم صار معرب.

(المتن)

 ثمَّ يحْتَاج كل نوع من أَنْوَاع الْإِعْرَاب إِلَى عَامل يَقْتَضِيهِ ثمَّ يلْزم على المذهبين أَن يكون الْمُضَارع مَرْفُوعا دَائِما وَلَا قَائِل بِهِ وَيرد قَول الْبَصرِيين ارتفاعه فِي نَحْو هلا يقوم لَان الِاسْم لَا يَقع بعد حُرُوف التحضيض.

قال الناظم رحمه الله: وَينصب بلن نَحْو لن نَبْرَح.

قال في الشرح:  لما انْقَضى الْكَلَام على الْحَالة الَّتِي يرفع فِيهَا الْمُضَارع ثنى بالْكلَام على الْحَالة الَّتِي ينصب فِيهَا وَذَلِكَ إِذا دخل عَلَيْهِ حرف من حُرُوف أَرْبَعَة وَهِي لن وكي وَإِذن وَأَن وَبَدَأَ بالْكلَام على لن لِأَنَّهَا مُلَازمَة للنصب بِخِلَاف الْبَوَاقِي وَختم بالْكلَام على أَن لطول الْكَلَام عَلَيْهَا وَلنْ حرف يُفِيد النَّفْي والاستقبال بالِاتِّفَاقِ وَلَا يَقْتَضِي تأبيدا خلافًا للزمخشري فِي أنموذجه وَلَا تَأْكِيدًا.

(الشرح)

متجه يكون يقصد التأبيد, الاستقبال تلزم التأبيد, ولهذا استدل بقوله تعالى لن تراني كان النظر لا يراه في الدنيا ولا في الآخرة لما قال الله لموسى لم تراني وهذا باطل لأنه لن لو كانت تقصد لتأبيد لما جاءت (..) بعدها يقول الله تعالى:{ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي } ولما أخبر عن الكفار قال:  {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} مع التأبيد والدوام.

لما اقتضي يرى أن التأبيد يعرفه المعتزلة, يرأس فرقة من على مذهب ينكر الرؤية, ولهذا ذهب إليه (..) والإمام في اللغة غلب أكثر عليه الناس أن يذهب العقبة الاعتقاد, تجارية يرى أن لن يقتضي.

(المتن)

 وَلنْ حرف يُفِيد النَّفْي والاستقبال بالِاتِّفَاقِ وَلَا يَقْتَضِي تأبيدا خلافًا للزمخشري فِي أنموذجه وَلَا تَأْكِيدًا خلافًا لَهُ فِي كشافه بل قَوْلك لن أقوم.

(الشرح)

هذا التعليق مم أنموذجه, قال مما رد به على الزمخشري في قوله أن لن تفيد تأبيد النفي, إما إن كانت تفيد ذلك لما كانت يحصل ذكر اللفظ الأبدي بعدها.

إذا يكون ذكرها بعدها تكرارًا لكن ذكر الأبد بعدها واقع في تحقيق الكلام نحو قول الله تعالى: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا}.

(الشرح)

يقول من الطيب للتأبيد ومع ذلك تمنوه في الآخرة, لأن المولد.

(المتن)

بل قَوْلك لن أقوم مُحْتَمل لِأَن تُرِيدُ بذلك أَنَّك لَا تقوم أبدا وَأَنَّك لَا تقوم فِي بعض أزمنة الْمُسْتَقْبل وَهُوَ مُوَافق لِقَوْلِك لَا أقوم فِي عدم إِفَادَة التَّأْكِيد وَلَا تقع لن للدُّعَاء خلافًا لِابْنِ السراج وَلَا حجَّة لَهُ فِيمَا اسْتدلَّ بِهِ من قَوْله تعالى: قَالَ رب بِمَا أَنْعَمت عَليّ فَلَنْ أكون ظهيرا للمجرمين مُدعيًا أَن مَعْنَاهُ فَاجْعَلْنِي لَا أكون لِإِمْكَان حملهَا على النَّفْي الْمَحْض وَيكون ذَلِك معاهدة مِنْهُ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَلا يظاهر مجرما جَزَاء لتِلْك النِّعْمَة الَّتِي أنعم بهَا عَلَيْهِ وَلَا هِيَ مركبة من لَا أَن فحذفت الْهمزَة تَخْفِيفًا وَالْألف لالتقاء الساكنين خلافًا للخليل وَلَا أَصْلهَا لَا فأبدلت الْألف نونا خلافًا للفراء.

قال الناظم رحمه الله:  وبكي المصدرية نَحْو لكيلا تأسوا.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى:

 وبكي المصدرية نَحْو لكيلا تأسوا .

قال في الشرح: الناصب الثَّانِي كي وَإِنَّمَا تكون ناصبة إِذا كَانَت مَصْدَرِيَّة بِمَنْزِلَة أَن.

(الشرح)

النقض الأول لن وأن.

(المتن)

 قال: إِذا كَانَت مَصْدَرِيَّة بِمَنْزِلَة أَن وَإِنَّمَا تكون كَذَلِك إِذا دخلت عَلَيْهَا اللَّام لفظا كَقَوْلِه تَعَالَى لكيلا تأسوا لكيلا يكون على الْمُؤمنِينَ حرج أَو تَقْديرا نَحْو جئْتُك كي تكرمني إِذا قدرت أَن الأَصْل لكَي وَأَنَّك حذفت اللَّام اسْتغْنَاء عَنْهَا بنيتها فَإِن تقدر اللَّام كَانَت كي حرف جر بِمَنْزِلَة اللَّام فِي الدّلَالَة على التَّعْلِيل وَكَانَت أَن مضمرة بعْدهَا إضمارا لَازِما.

قال الناظم رحمه الله: وبإذن مصدرة وَهُوَ مُسْتَقْبل مُتَّصِل أَو مُنْفَصِل.

(الشرح)

لكن تقدير, تقدير لكي إذا قدرت, لكي, والفاء, لكي تكون لمن أو نصاب كلام, لن تكون تقديرًا, فإن لم تكن.

(المتن)

ربما جاءت فيه مختصرة إلى منهم, قال ثم دار الذي يقع بعدها يكون إذًا مرفوع  إذا لم يكن به ناقص ولا جازم.

نحو قول الشاعر: كيف تجمحون  إلى سلم, (..)إي كيف تجنحون.

(الشرح)

مختصر من كيف من كيفان, إن لم تكن مقدرة.

(المتن)

قال: أَو تَقْديرا نَحْو جئْتُك كي تكرمني إِذا قدرت أَن الأَصْل لكَي وَأَنَّك حذفت اللَّام اسْتغْنَاء عَنْهَا بنيتها فَإِن تقدر اللَّام كَانَت كي حرف جر بِمَنْزِلَة اللَّام فِي الدّلَالَة على التَّعْلِيل وَكَانَت أَن مضمرة بعْدهَا إضمارا لَازِما.

قال الناظم رحمه الله: وبإذن مصدرة وَهُوَ مُسْتَقْبل مُتَّصِل أَو مُنْفَصِل بقسم نَحْو إِذن أكرمك وَإِذن وَالله نرميهم بِحَرب.

قال في الشرح: الناصب الثَّالِث إِذن وَهِي حرف جَوَاب وَجَزَاء عِنْد سِيبَوَيْهٍ.

 وَقَالَ الشلوبين: هِيَ كَذَلِك فِي كل مَوضِع وَقَالَ الْفَارِسِي فِي الْأَكْثَر وَقد تتمحض للجواب بِدَلِيل أَنه يُقَال أحبك فَتَقول إِذا أَظُنك صَادِقا إِذْ لَا مجازاة بهَا هُنَا وَإِنَّمَا تكون ناصبة بِثَلَاثَة شُرُوط:-

 الأول: أَن تكون وَاقعَة فِي صدر الْكَلَام فَلَو قلت زيد إِذن قلت أكْرمه بِالرَّفْع.

 الثَّانِي: أَن يكون الْفِعْل بَعْدَمَا مُسْتَقْبلا فَلَو حَدثَك شخص بِحَدِيث فَقلت إِذن تصدق رفعت لِأَن المُرَاد بِهِ الْحَال.

 الثَّالِث: أَن لَا يفصل بَينهمَا بفاصل غير الْقسم نَحْو إِذن أكرمك وَإِذن وَالله أكرمك وَقَالَ الشَّاعِر إِذن وَالله نرميهم بِحَرب تشيب الطِّفْل من قبل المشيب.

(الشرح)

الطفل أي حرف من قول, إذن والله نرميهم بحرب تشيب الطفل قبل موته, حينئذ إذا قصد القسم.

(المتن)

وَلَو قلت إِذن يَا زيد قلت أكرمك بِالرَّفْع وَكَذَا إِذا قلت إِذن فِي الدَّار أكرمك وَإِذن يَوْم الْجُمُعَة أكرمك كل ذَلِك بِالرَّفْع.

(الشرح)

السبب الرفع, إذا فصل بينها وبين الفاعل أن تكون الراء, إلا أن تكون الراء, إلا إذا كان حرف (..) كما يظن.

(المتن)

قال الناظم رحمه الله: وَبِأَن المصدرية ظَاهِرَة نخو أَن يغْفر لي مَا لم تسبق بِعلم نَحْو علم أَن سَيكون مِنْكُم مرضى فَإِن سبقت بِظَنّ فَوَجْهَانِ نَحْو وَحَسبُوا أَن لَا تكون فتْنَة ومضمرة جَوَازًا بعد عاطف مَسْبُوق باسم خَالص نَحْو وَلبس عباءة وتقر عَيْني.

(الشرح)

أحب إليا من مسك الشغوف المرأة التي تزوجها معاوية  من البادية كان أن يجاد بها جعلها في المدينة تغيرت عليها الحياة,  كانت معتادة في البادية وعندها كلب, فجاءت الحرس , فقالت : وَلبس عباءة وتقر عَيْني أحب إِلَيّ من لبس الشفوف  .

(المتن)

 ومضمرة جَوَازًا بعد عاطف مَسْبُوق باسم خَالص نَحْو وَلبس عباءة وتقر عَيْني, وَبعد اللَّام نَحْو لتبين للنَّاس إِلَّا فِي نَحْو لِئَلَّا يعلم, وقوله: لِئَلَّا يكون للنَّاس فتظهر لا غير.

ونحو {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } فتضمر ى غير حتى إضمارها بعد حتى إذا كان مستقبل نحو حتى يرجع إلينا موسى.

وبعد أو التي بمعنى إلى نحو  لاستسهلن الصعب أو أجلس  هنا, أو التي بمعنى إن نحو وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما.

(الشرح)

لتستهل إلا أن تستقم أو بمعنى أي, وألا بمعنى إلى, وجهك هنا يعني إلى أن (..) الوجه.

(المتن)

وبعد (..) أو واو المعيو مخلوقتان بلفظ محض أو طلب بالفعل نحو ما يقضى عليه فيموت أو ويعلم الصابرين وقوله: ولا تبغوا فيحله, ولَا تَأْكُل السّمك وتشرب اللَّبن.

قال في الشرح: الناصب الرابع أن.

وهي أم الباب وإنما ـخرت في الذكر لما قدمناه ولأصالتها في النص عملت ظاهرة ومدموة بخلاف بقية النواصب فى تعمل إلا ظاهرة رسال أعمالها ظاهرة قوله تعالى: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي }[الشعراء:82]

وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} وقيدت أن بالمصدرية احترازًا من المكفرة والزائدة فإنهما لها المبادرة.

(الشرح)

قيدت أو قيدت يعني.

(المتن)

قيدت أَن بالمصدرية احْتِرَازًا من المفسرة والزائدة فَإِنَّهُمَا لَا ينصبان الْمُضَارع فالمفسرة هِيَ المسبوقة بجملة فِيهَا معنى القَوْل دون حُرُوفه نَحْو كتبت إِلَيْهِ أَن يفعل كَذَا إِذا أردْت بِهِ معنى أَي.

والزائدة هِيَ الْوَاقِعَة بَين الْقسم وَلَو نَحْو أقسم بِاللَّه أَن لَو يأتيني زيد لأكرمنه واشترطت أَن لَا تسبق المصدرية بِعلم مُطلقًا وَلَا بِظَنّ فِي أحد الْوَجْهَيْنِ احْتِرَازًا عَن المخففة من الثَّقِيلَة وَالْحَاصِل أَن لِأَن المصدرية بِاعْتِبَار مَا قبلهَا ثَلَاث حالات إِحْدَاهَا أَن يتَقَدَّم عَلَيْهَا مَا يدل على الْعلم فَهَذِهِ مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة لَا غير وَيجب فِيمَا بعْدهَا أَمْرَانِ أَحدهمَا رَفعه وَالثَّانِي فَصله مِنْهَا بِحرف من حُرُوف أَرْبَعَة وَهِي حرف التَّنْفِيس وحرف النَّفْي وَقد وَلَو.

 فَالْأول: نَحْو علم أَن سَيكون, وَالثَّانِي: نَحْو أَفلا يرَوْنَ أَن لَا يرجع إِلَيْهِم قولا, وَالثَّالِث: نَحْو علمت أَن قد يقوم زيد, وَالرَّابِع: نَحْو أَن لَو يَشَاء الله لهدى النَّاس جَمِيعًا وَذَلِكَ لِأَن قبله أفلم ييأس الَّذين آمنُوا وَمَعْنَاهُ فِيمَا قَالَه الْمُفَسِّرُونَ أفلم يعلم وَهِي لُغَة النخع وهوازن قَالَ سحيم أَقُول لَهُم بِالشعبِ إِذْ يأسرونني ألم تيأسوا أَنِّي ابْن فَارس زَهْدَم.

أَي ألم تعلمُوا وَيُؤَيِّدهُ قِرَاءَة ابْن عَبَّاس أفلم يتَبَيَّن وَعَن الْفراء إِنْكَار كَون ييأس بِمَعْنى يعلم وَهُوَ ضَعِيف.

 الثَّانِيَة: أَن يتَقَدَّم عَلَيْهَا ظن فَيجوز أَن تكون مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة فَيكون حكمهَا كَمَا ذكرنَا وَيجوز أَن تكون ناصبة وَهُوَ الْأَرْجَح فِي الْقيَاس وَالْأَكْثَر فِي كَلَام وَلِهَذَا أَجمعُوا على النصب فِي قَوْله تَعَالَى: ألم أَحسب النَّاس أَن يتْركُوا وَاخْتلفُوا فِي قَوْله تَعَالَى: وَحَسبُوا أَن لَا تكون فتْنَة فقرئ بِالْوَجْهَيْنِ.

 الثَّالِثَة: أَن لَا يسبقها وَلَا ظن فَيتَعَيَّن كَونهَا ناصبة كَقَوْلِه تَعَالَى وَالَّذِي أطمع أَن يغْفر لي خطيئتي وَأما أَعمالهَا مضمرة فعلى ضَرْبَيْنِ لِأَن إضمارها إِمَّا جَائِز أَو وَاجِب.

بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد الله رب العالمين, صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

قال الإمام ابن هشام الانصاري رحمه الله تعالى: في نواصب المضارع.

قال الناصب الرابع: أن ظَاهِرَة ومضمرة.

قال في الشرح: أما أَعمالهَا مضمرة فعلى ضَرْبَيْنِ لِأَن إضمارها إِمَّا جَائِز أَو وَاجِب فالجائز فِي مسَائِل إِحْدَاهَا أَن تقع بعد عاطف مَسْبُوق باسم خَالص من التَّقْدِير بِالْفِعْلِ كَقَوْلِه تَعَالَى وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا  أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فِي قِرَاءَة من قَرَأَ من السَّبْعَة بِنصب يُرْسل وَذَلِكَ بإضمار أَن وَالتَّقْدِير أَو أَن يُرْسل.

 وَأَن وَالْفِعْل معطوفان على وَحيا أَي وَحيا أَو إرْسَالًا ووحيا لَيْسَ فِي تَقْدِير الْفِعْل وَلَو أظهرت أَن فِي الْكَلَام لجَاز وَكَذَا قَول الشَّاعِر: وَلبس عباءة وتقر عَيْني أحب إِلَيّ من لبس الشفوف.

تَقْدِيره وَلبس عباءة وَأَن تقر عَيْني.

(الشرح)

المؤلف هما قال: الأول معطوف عليه, ولبس عباءة وقرار عيني, الآية الكريمة إِلَّا وَحيا  أَو من وَرَاء حجاب, أو يمكن أن يقول إلا وحيا أو إرسال رسول الأول, أن هذه نقطة.

(المتن)

 الثَّانِيَة: أَن تقع بعد لَام الْجَرّ سَوَاء كَانَت للتَّعْلِيل كَقَوْلِه تَعَالَى وأنزلنا إِلَيْك الذّكر لتبين للنَّاس وَقَوله تَعَالَى إِنَّا فتحنا لَك فتحا مُبينًا ليغفر لَك الله أَو للعاقبة كَقَوْلِه تَعَالَى: فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا.

(الشرح)

يعني أن يكون لأن (..)فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا اللام  العاقبة وليست للتعليل, إنما سقط آل فرعون لتكون العاقبة أن يكون له عدوا وحزنا لا ليس عليهم أحد أن يكون لهم قرة عين نبي هذه (..) قرة عين ولا ثلاثة قرور, لكن العاقبة  أنه صارا عدوا وحزنا, اللام للعاقبة ليست للتعليل.

هم ما التقطوه ليكون لهم عدو إنما التقطوه ليكون قرة أعين, لكن العاقبة سار عدوا, اللام للعاقبة.

الطالب: مثل الحالتين المقدرة والمضمورة.

الشيخ: ليس المقدرة لكن لابد أن {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ}

(المتن)

 وقوله تعال: فالتقطه آل فِرْعَوْن ليَكُون لَهُم عدوا وحزنا وَاللَّام هُنَا لَيست للتَّعْلِيل لأَنهم لم يلتقطوه لذَلِك وَإِنَّمَا التقطوه ليَكُون لَهُم قُرَّة عين فَكَانَت عاقبته أَن صَار لَهُم عدوا وحزنا أَو زَائِدَة كَقَوْلِه تَعَالَى إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَتّ.

 فالفعل فِي هَذِه الْمَوَاضِع مَنْصُوب بِأَن مضمرة وَلَو أظهرت فِي الْكَلَام لجَاز وَكَذَا بعد كي الجارة وَلَو كَانَ الْفِعْل الَّذِي دخلت عَلَيْهِ اللَّام مَقْرُونا بِلَا وَجب إِظْهَار أَن بعد اللَّام سَوَاء كَانَت لَا نَافِيَة كَالَّتِي فِي قَوْله تَعَالَى لِئَلَّا يكن للنَّاس على الله حجَّة أَو زَائِدَة كَالَّتِي  فِي قَوْله تَعَالَى لِئَلَّا يعلم أهل الْكتاب أَي ليعلم أهل الْكتاب.

وَلَو كَانَت اللَّام مسبوقة بماض منفي من الْكَوْن وَجب إِضْمَار أَن سَوَاء كَانَ الْمُضِيّ فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى نَحْو وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم أَو فِي الْمَعْنى فَقَط نَحْو لم يكن الله ليغفر لَهُم وَتسَمى هَذِه اللَّام لَام الْجُحُود وتلخص أَن لِأَن بعد اللَّام ثَلَاث حالات:-

 وجوب الاضمار وَذَلِكَ بعد لَام الْجُحُود, وَوُجُوب الْإِظْهَار وَذَلِكَ إِذا اقْترن الْفِعْل بِلَا وَجَوَاز الوجهن وَذَلِكَ فِيمَا بَقِي قَالَ الله تَعَالَى: وأمرنا لنسلم لرب الْعَالمين وَقَالَ تَعَالَى: وَأمرت لِأَن أكون وَلما ذكرت أَنَّهَا تضمر وجوبا بعد لَام الْجُحُود استطردت فِي ذكر بَقِيَّة الْمسَائِل الَّتِي يجب فِيهَا اضمار أَن وَهِي أَربع:_

 إِحْدَاهَا: بعد حَتَّى وَاعْلَم أَن للْفِعْل بعد حَتَّى حالتين الرّفْع وَالنّصب فَأَما النصب فشرطه كَون الْفِعْل مُسْتَقْبلا بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا قبلهَا سَوَاء كَانَ مُسْتَقْبلا بِالنِّسْبَةِ إِلَى زمن التَّكَلُّم أَولا فَالْأول كَقَوْلِه تَعَالَى: لن نَبْرَح عَلَيْهِ عاكفين حَتَّى يرجع إِلَيْنَا مُوسَى فَإِن رُجُوع مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مُسْتَقْبل بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْأَمريْنِ جَمِيعًا.

 وَالثَّانِي: كَقَوْلِه تَعَالَى وزلزلوا حَتَّى يَقُول الرَّسُول لِأَن قَول الرَّسُول وَإِن كَانَ مَاضِيا بِالنِّسْبَةِ إِلَى زمن الْإِخْبَار إِلَّا أَنه مُسْتَقْبل بِالنِّسْبَةِ إِلَى زلزالهم ولحتى الَّتِي ينْتَصب الْفِعْل بَعْدَمَا مَعْنيانِ فَتَارَة تكون بِمَعْنى كي وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَا قبلهَا عِلّة لما بعْدهَا نَحْو أسلم حَتَّى تدخل الْجنَّة وَتارَة تكون بِمَعْنى إِلَى وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَا بعْدهَا غَايَة لما قبلهَا كَقَوْلِه تَعَالَى لن نَبْرَح عَلَيْهِ عاكفين حَتَّى يرجع إِلَيْنَا مُوسَى وكقولك لأسيرن حَتَّى تطلع الشَّمْس وَقد تصلح للمعنيين مَعًا كَقَوْلِه تَعَالَى: فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي حَتَّى تفيء إِلَى أَمر الله يحْتَمل ان الْمَعْنى كي تفيء أَو أَن تفيء.

 وَالنّصب فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَمَا أشبههَا بِأَن مضمرة بعد حَتَّى حتما لَا بحتى نَفسهَا خلافًا للكوفيين لِأَنَّهَا قد عملت فِي الْأَسْمَاء الْجَرّ كَقَوْلِه تَعَالَى: حَتَّى مطلع الْفجْر حَتَّى حِين فَلَو عملت فِي الْأَفْعَال النصب لزم أَن يكون لنا عَامل وَاحِد يعْمل تَارَة فِي الْأَسْمَاء وَتارَة فِي الْأَفْعَال وَهَذَا لَا نَظِير لَهُ فِي الْعَرَبيَّة وَأما رفع الْفِعْل بعْدهَا فَلهُ ثَلَاثَة شُرُوط.

 

 

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد