بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:
ذكر الزجر عن العلم بأمر الدنيا مع الانهماك فيها، والجهل بأمر الآخرة ومجانبة أسبابها
72 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبغض كل جعظري جواظ صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة».
(الشرح)
إسناده صحيح عَلَى شرط مسلم وأخرجه البيهقي في السنن من طريق أبي بكر القطان عَنْ أحمد بن يوسف السلمي بِهَذَا الإسناد.
صخاب علو الصوت, جيفة بالليل يَعْنِي لا يقيم الليل حمار بالنهار يَعْنِي يعمل للدنيا, والجَعْظَري: الفظّ الغليظ المتكبر، وقيل: هو الذي ينتفخ بما ليس عنده وفيه قِصَر. والجَوّاظ: الجموع المنوع. وقيل: الكثير اللحم المختال في مشيته. وَقِيلَ: القصير البطيء.
قوله: (حمار بالنهار), كأنه يجمع للدنيا, (جيفة بالليل), يَعْنِي ينام (حمار بالنهار), الحمار يشتغل يحمل المعنى أَنَّهُ ينهمك في الدنيا يعرض عَنْ الآخرة نسأل الله السلامة والعافية.
فَإِن قِيلَ: (..)؟ اللي يظهر المنع؛ لِأَنَّهُ إِذَا انتهت مدته فَلَيْسَ له أن يحتكر, إِذَا انتهت مدته من المحل يخرج, أما إِذَا كَانَ بقي له مدة يؤجره منه, أما أن يأخذ زيادة وَهُوَ انتهت مدته فهذا لا يجوز, إِنَّمَا يسلمه لصاحب المال, (..) هَلْ المعنى أَنَّهُ يؤجر بقية المدة؟ إِن كَانَ يؤجره بقية مدة لا بأس.
أنا باقي لي في المحل ثلاث أؤجره ثلاث سنين لا بأس.
فَإِن قِيلَ: الأدوات اللي فِيهَا من التاجر الأول يَقُولُ: قبلها مني بمبلغ كذا؟ لكن هَذَا فِيهِ جمع بين عقدين أجرة وبيع, يبيع عَلَيْهِ هَذَا يبيع عَلَيْهِ ما في الدكان ويؤجره بقية المدة لا بأس, أما أن يجعل شيء واحد هَذَا ما يجوز, هَذَا عقدين في عقد.
فَإِن قِيلَ: قَدْ يكون عفا الله عنك انتهى إيجاره من المحل؟ إِذَا انتهىا لَيْسَ له ذَلِكَ حرام عَلَيْهِ ما يجوز.
فَإِن قِيلَ: يريد أن يخرج من المحل ويأتي مستأجر آخر فيتقبل ما في المحل من الأغراض ويستأجر؟ ما يجوز هَذَا, يبيع عَلَيْهِ الأغراض لا بأس, وأما الإيجار يستأجر من صاحب المحل صاحب المكان, أما أن يؤجره لا, فَهُوَ لا يملكه, المقصود أَنَّهُ لَابُدَّ من فصل الأمرين, البيع شيء والإيجار شيء آخر, إِن كَانَ باقي له مدة يؤجره وإن كَانَ ما بقي له مدة يسلم المحل والبيع أيْ حد يشترى الأدوات لا بأس.
الإنسان إِذَا كَانَ باقي له مدة لا بأس, يؤجر بقية المدة ويبيع هَذِهِ الأدوات بيع مستقل, أما إِذَا كَانَ ما بقي له مدة ما يجوز أن يؤجر, كيف يجر شيء ما يملكه.
فَإِن قِيلَ: ما حكم بيع بَعْض السلع الَّتِي قَدْ تمنع مثل منع (..)؟ إِذَا كَا نَ هَذَا فِيهِ ضرر عَلَى الْمُسْلِمِين أو ضرر عَلَى أهل الحسبة فلا يجوز ذَلِكَ؛ لِأَنَّ فِيهِ ضرر فِيهِ إيهام, ما دام أَنَّهُ ممنوع لا يجوز له أن يبيعه؛ لِأَنَّهُ يستخدمه إنسان آخر ضد (..) يصير فِيهِ إيهام, الظاهر المنع؛ ممنوع بيعه لمصلحة, وبيعه فِيهِ ضرر عَلَى الْمُسْلِمِين وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا ضرر ولا ضرار».
(المتن)
ذكر الزجر عن تتبع المتشابه من القرآن للمرء المسلم
73 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان، قال: أخبرنا عبد الله، حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول الله: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ}[آل عمران/7] إلى آخرها، فقال: «إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فاعلموا أنهم الذين عنى الله، فاحذروهم».
(الشرح)
لِأَنَّ هؤلاء يتبعون المتشابه, قَالَ تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ}[آل عمران/7].
زيغ يَعْنِي ميل عَنْ القصد ومنه زاغت الشمس إِذَا مالت عَنْ وسط السَّمَاءِ إِلَى الغروب, فالزيغ هُوَ الميل عَنْ القصد عَنْ الاستقامة, فالذين في قلوبهم زيغ يتبعون المتشابه, ابتغاء الفتنة يَعْنِي طلبًا لفتنة النَّاس والتلبيس عَلَيْهِمْ في دينهم, والإفساد بينهم, وأما الراسخون في العلم فيقولون: آمنا بِهِ.
قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رأيتم الَّذِينَ يذكرون ما تشابه منه فأولئك الَّذِينَ سمى الله فاحذرهم», كما سمى الله في هَذِهِ الآية.
فِيهِ التحذير من اتباع المتشابه, حقائق الأسماء والصفات وحقائق ما أخبر الله عنه في اليوم الآخر لا يعلمه إِلَّا الله.
(المتن)
74 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، والمراء في القرآن كفر ثلاثًا، ما عرفتم منه، فاعملوا به، وما جهلتم منه، فردوه إلى عالمه».
قَالَ أبو حاتم رضي الله عنه: قوله صلى الله عليه وسلم: «ما عرفتم منه فاعملوا به» أضمر فيه الاستطاعة، يريد: اعملوا بما عرفتم من الكتاب ما استطعتم، وقوله: «وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه» فيه الزجر عن ضد هذا الأمر، وهو أن لا يسألوا من لا يعلم.
(الشرح)
وَهَذَا ثبات أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن الْقُرْآن أنزل عَلَى سبعة أحرف بدون زيادة والمراء كفر, وَهَذِهِ الحروف اختلف العلماء فِيهَا هَلْ هِيَ سبع لغات؟ أو سبع معاني؟ وجاء أَنَّهَا سبع أوجه من المعاني عَلَى حسب لغات القبائل, في بعضها غفورًا رحيمًا, وفي بعضها عليمًا حكيمًا, سميعًا بصيرًا.
ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لما اختلف الصَّحَابَة في زمن عثمان في القراءات جمعهم عثمان عَلَى حرف واحد, وَهُوَ حرف قريش وألغى بقية الحروف, وَهَذَا الحرف الواحد داخل في القراءات السبع وَهُوَ حرف قريش.
إسناده صحيح عَلَى شرط الشيخين وأخرجه أحمد والنسائي.
(المتن)
ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما جهلتم منه، فردوه إلى عالمه»
75 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال، عن محمد بن عجلان، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن».
(الشرح)
إسناده حسن، إن كان أبو إسحاق هو الهداني, وأخرجه الطبراني في "الكبير" "10090" والبزار "2312" من طريقين، عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ بهذا الإسناد.
قوله: (ذكر العلة التي من أجلها قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وما جهلتم منه، فردوه إلى عالمه»), يَعْنِي الخفي ردوه إِلَى عالمه.
وعلق عَلَيْهِ الشيخ محمود شاكر حفظه الله ورعاه فَقَالَ: الظاهر: هُوَ ما تعرفه من كلامها، وما لايعذر أحد بجهالته من حلال وحرام. والباطن: هو التفسير الذي يعلمه العلماء بالاستنباط والفقه، وَلَمْ يرد الطبري ما تفعله الطائفة الصوفية وأشباههم في التلعب بكتاب الله وسنة رسوله، والعبث بدلالات ألفاظ القرآن، وادعائهم أن لألفاظه "ظاهرًا" هو الذي يعلمه علماء المسلمين، و"باطنًا" يعلمه أهل الحقيقة فيما يزعمون, وانظر كلام البغوي في "شرح السنة" 1/263 بتحقيقنا.
وَهَذَا كلام الصوفية يجعلونه باطن وظاهر يؤولون يجعلون له رموز وَكَذَلِكَ القرامطة وغيرهم, هَذَا باطل, الظاهر ما يعلمه كُلُّ أحد والباطن ما يعلمه العلماء, ومثل ما قَالَ ابن عباس رضي الله عنه أن التفسير عَلَى أربعة أنحاء:
- تفسير لا يعذر أحد بجهالته.
- وتفسير تعرفه العرب من كلامهم.
- وتفسير يعرفه العلماء.
- وتفسير ما يعلمه إِلَّا الله من ادعى علمه فَهُوَ كاذب.
(المتن)
ذكر الزجر عن مجادلة الناس في كتاب الله مع الأمر بمجانبة من يفعل ذلك
76 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، قال: حدثنا عاصم بن النضر الأحول، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أيوب يحدث، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة أنها قالت: قرأ نبي الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ}[آل عمران/7] إلى قوله: {إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب}، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله، فاحذروهم» قال مطر: حفظت أنه قال: «لا تجالسوهم فهم الذين عنى الله فاحذروهم»
قال أبو حاتم: سمع هذا الخبر أيوب، عن مطر الوراق، وابن أبي مليكة جميعًا.
(الشرح)
إسناده صحيح على شرط مسلم، وأخرجه الطبري في جامع البيان 6606.
(المتن)
ذكر وصف العلم الذي يتوقع دخول النار في القيامة لمن طلبه
77 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة، قال: حدثنا محمد بن سهل بن عسكر، قال: حدثنا ابن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء، ولا تماروا به السفهاء، ولا تخيروا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنار النار».
(الشرح)
قوله: (ذكر وصف العلم الذي يتوقع دخول النار في القيامة لمن طلبه), وَهُوَ من تعلم العلم ليماري بِهِ العلماء أو ليجادل بِهِ السفهاء, أو ليتخير بِهِ في المجالس نسأل الله العافية.
رجاله ثقات رجال الصحيح, وأخرجه ابن ماجة "254" في المقدمة: باب الانتفاع بالعلم والعمل به، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي مريم، بهذا الإسناد، قال البوصيري في "زوائده" ورقة 20: هذا إسناد رجاله ثقات على شرط مسلم, فيتقوى الحديث بهذه الشواهد، ويصح.
يتعلم للمباهاة ويجاري السفهاء وليتخير المجالس يَعْنِي مكان في المجلس.
(المتن)
78 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن يحيى بن محمد بن مخلد، قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني أبو يحيى بن سليمان الخزاعي، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر الأنصاري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عرف الْجَنَّةَ يوم القيامة».
(الشرح)
وَهَذَا وعيد شديد الواجب عَلَى الإنسان يجاهد نفسه؛ حَتَّى تكون نيته لله يطلب العلم لله, طلب العلم من أجل القربات وأفضل الطاعات, والعبادة لَابُدَّ فِيهَا من الإخلاص والموافقة للشرع, لَابُدَّ أن تكون مخلصة لله موافقة للشرع, الإنسان يجاهد نفسه؛ حَتَّى تكون النية خالصة لله, والنية من أصعب الأمور, ولكن من جاهد فَهُوَ موعود بالهداية, قَالَ تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين}[العنكبوت/69].
وَقَالَ سبحانه: {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين}[العنكبوت/6].
يجاهد نفسه حَتَّى يكون طلب العلم لله, قَالَ بَعْض السَّلَف: طلبنا العلم لغير الله فأبى إِلَّا أن يكون لله, يَعْنِي في أول الْأَمْرِ طلب العلم لأجل الدنيا المكان الصغير, ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لما ذاق حلاوة العلم حسنت النية وصلحت.
(المتن)
وأخبرنا عمر بن محمد بن بجير، حدثنا أبو الطاهر بن السرح، أنبأنا ابن وهب، بإسناده مثله.
ذكر الزجر عن مجالسة أهل الكلام والقدر ومفاتحتهم بالنظر والجدال
79 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، وهارون بن معروف، قالا: حدثنا المقرئ قال: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عطاء بن دينار، عن حكيم بن شريك، عن يحيى بن ميمون الحضرمي، عن ربيعة الجرشي، عن أبي هريرة، عن عمر بن الخطاب، أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «لا تجالسوا أهل القدر، ولا تفاتحوهم».
(الشرح)
إسناده ضعيف لجهالة حكيم بن شريك الهذلي، كما قال أبو حاتم، لكن أهل القدر الَّذِينَ ينفون القدر لاشك أَنَّهُمْ من أهل البدعة وأهل البدعة لا ينبغي الإنسان أن يجالسهم, ينبغي على الإنسان أن يبتعد عَنْ أهل البدع, ولا يجالس إِلَّا أهل السُّنَّة والجماعة, إِلَّا إِذَا أراد أن يرد عَلَيْهِمْ ينكر عَلَيْهِمْ, ويدعوهم إِلَى الله ويبين باطلهم فنعم.
(المتن)
ذكر ما كان يتخوف صلى الله عليه وسلم على أمته جدال المنافق
80 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا خليفة بن خياط، حدثنا خالد بن الحارث، حدثنا حسين المعلم، عن عبد الله بن بريدة، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أخوف ما أخاف عليكم جدال المنافق عليم اللسان».
(الشرح)
إسناده صحيح على شرط البخاري، وأخرجه البزار "170" عن محمد بن عبد الملك، عن خالد بن الحارث، بهذا الإسناد. وقال: لا نحفظه إلا عن عمر، وإسناد عمر صالح، فأخرجناه عنه برقمي 168 و169 وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران.
معناه صحيح جدال المنافق عليم اللسان لاشك أَنَّهُ يخاف عَلَى الأُمَّة, وَقَدْ وجد في هَذَا الزمان منافقون كُلُّ واحد منهم عليم اللسان, يتكلمون في الصحف والفضائيات, زنادقة ملاحدة يفتون ويضلون النَّاس ويجادلون بالباطل, ويدافعون عَنْ السفور, يدعون إِلَى السفور, ويطعنون في النصوص أدلت الحجاب وغيرها, المنافقون لاشك أَنَّهُ ثعالب زنادقة يتسمون باسم الإِسْلامُ وعندهم فصاحة وعندهم شبه.
(المتن)
81 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا محمد بن مرزوق، حدثنا محمد بن بكر، عن الصلت بن بهرام، حدثنا الحسن، حدثنا جندب البجلي في هذا المسجد، أن حذيفة حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رئيت بهجته عليه، وكان ردئًا للإسلام، غيره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك»، قال: قلت: يا نبي الله، أيهما أولى بالشرك، المرمي أم الرامي؟ قال: «بل الرامي».
(الشرح)
أخرجه البزار برقم "175" عن محمد بن مرزوق، والحسن بن أبي كبشة كلاهما عن محمد بن بكر البُرساني، بهذا الإسناد، وقال: لا نعلمه يروى إلا عن حذيفة، وإسناده حسن، والصلت مشهور، ومن بعده لا يسأل عن أمثالهم.
الأقرب أَنَّهُ من كلام حذيفة.
سماه البخاري في "تاريخه" 4/301 نقلاً عن شيخه علي بن المديني: صلت بن مهران، ومثله ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 4/439، أما ابن حبان فسمّاه الصلت بن بهرام، وقال في ترجمته في "الثقات" 6/471: ومن قال: هو الصلت بن مهران، فقد وهم، وإنما هو الصلت بن بهرام. فتعقبه الحافظ ابن حجر في "التهذيب" 4/432-433، فقال: هذا الذي رده جزم به البخاريُّ عن شيخه علي بن المديني، وهو أخبر بشيخ.
(المتن)
ذكر ما يجب على المرء: أن يسأل الله جل وعلا العلم النافع رزقنا الله إياه وكل مسلم
82 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أسامة بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، وأعوذ بك من علم لا ينفع».
(الشرح)
إسناده حسن، رجاله رجال مسلم، أسامة بن زيد وهو الليثي مولاهم، أبو زيد المدني، صدوق يهم، فهو حسن الحديث.
وفي الحديث الآخر: «ومن قلب لا يخشع, ومن نفس لا تشبع, ومن دعوة لا يستجاب لها».
(المتن)
ذكر ما يستحب للمرء أن يقرن إلى ما ذكرنا في التعوذ منها أشياء معلومة
83 - أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا يخشع، وقول لا يسمع».
(الشرح)
إسناده صحيح على شرط. أبو نصر التمار: هو عبد الملك بن عبد العزيز القشيري. وأخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" ص 214 من طريق أحمد بن الحسن الصوفي، بهذا الإسناد.
(المتن)
ذكر تسهيل الله جل: وعلا طريق الجنة على من يسلك في الدنيا طريقًا يطلب فيه علمًا
84 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي الزاهد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن خازم، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقا يطلب فيه علما، سهل الله له به طريقا من طرق الجنة، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه».
(الشرح)
إسناده صحيح على شرطهما، وأخرجه ابن أبي شيبة 8/729، وأحمد 2/407، وأبو داود "3643" في العلم: باب الحث على طلب العلم، والترمذي "2646" في العلم: باب فضل العلم.
وفي الحديث الآخر: «من بطأ بِهِ عمله لَمْ يسرع بِهِ نسبه», في الصحيح هَذَا.
(المتن)
ذكر بسط الملائكة أجنحتها لطلبة العلم، رضا بصنيعهم ذلك
85 - أخبرنا ابن خزيمة، قال: حدثنا محمد بن يحيى، ومحمد بن رافع، قالا: حدثنا عبد الرزاق، قال: أنبأنا معمر، عن عاصم، عن زر، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، قال: ما جاء بك؟ قال: جئت أنبط العلم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم، إلا وضعت له الملائكة أجنحتها، رضا بما يصنع».
(الشرح)
هَذَا فِيهِ فضل طلب العلم, والمراد بالعلم العلم الشرعي, الكتاب وَالسُّنَّة الحلال والحرام, عَلَى عكس ما يفهمه بَعْض النَّاس في هَذَا الزمن فَإِنَّهُ يصف بالعلم العلم التجريبي, الصواب أَنَّهَا لا تسمى علوم إِلَّا بالقيد, علم الطب, علم الصيدلة, علم الفلك, علم الزراعة علم النجارة, علم الحدادة, وهكذا, حَتَّى عالم الفضاء يسمون عالم فضاء, الواجب أن يقيد يقال: عالم الفضاء, عالم الطب, أما إِذَا أطلق العلم فَإِنَّهُ يقصد بِهِ العالم الشرعي.
يقال: أنْبَطَ الحفّارُ: إذا بلغ الماءَ في البئر، ونبط الماءُ: إذا نبع، والاستنباط: الاستخراج. واستنبط الفقيه: إذا استخرج الفقه الباطن باجتهاده وفهمه.
إسناده حسن من أجل عاصم وهو ابن أبي النجود. وهو في "مصنف" عبد الرزاق برقم "795"، ومن طريقه وأخرجه أحمد 4/239، وابن ماجة "226" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، والطبراني"7352" وصححه ابن خزيمة "193".
وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(المتن)
ذكر أمان الله جل وعلا من النار من أوى إلى مجلس علم ونيته فيه صحيحة
86 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: حدثنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أن أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره، عن أبي واقد الليثي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد، والناس معه، إذ أقبل ثلاثة نفر، فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد، فلما وقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلما، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة فجلس فيها، وأما الآخر فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبا، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم فأوى إلى الله، فآواه الله، وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه».
(الشرح)
هَذَا رواه البخاري في الصحيح وَفِيهِ فض العلم ومن أوى إليه ودخل في الحلقة.
قوله: (ذكر أمان الله جل وعلا من النار من أوى إلى مجلس علم ونيته فيه صحيحة), أخذًا من قوله: «أما أحدهم فأوى إلى الله، فآواه الله».
في الترجمة «هم القوم لا يشقى بهم جليسهم», قصة الملائكة عندما قَالُوا: يا رب إِن فيهم عبدك فلان جاء ولَيْسَ منهم, جلس معهم, قَالَ: «هم القوم لا يشقى بهم جليسهم», هَذَا أوضح ما في الترجمة.
(المتن)
ذكر التسوية بين طالب العلم ومعلمه، وبين المجاهد في سبيل الله
87 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا المقرئ، قال: أنبأنا حيوة، قال: حدثني أبو صخر، أن سعيدا المقبري أخبره، أنه سمع أبا هريرة، يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من دخل مسجدنا هذا ليتعلم خيرًا أو يعلمه، كان كالمجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له».
(الشرح)
إسناده حسن، أبو صخر هو حميد بن زياد الخراط، ويقال: حميد بن صخر، أبو مودود الخراط، قال الحافظ في "التقريب": صدوق يهم. وسعيد المقبري: ثقة، أخرج حديثه الجماعة، وهو - وإن رمي بالاختلاط فبل موته- لم يأخذ عنه أحد في الاختلاط فيما قاله الإمام الذهبي في "الميزان".
وأخرجه الحاكم في "المستدرك" 1/91 من طريق عبد الله بن يزيد المقرئ، بهذا الإسناد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة، فقال البوصيري: وقد أعله الدارقطني في علله بأن اختلف فيه على سعيد المقبر، فرواه حميد عنه هكذا، وخالفه عبيد الله بن عمر، فرواه عن الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عبد الرحمن بن الحارث، عن كعب، قوله، ورواه ابنُ عجلان عن المقبري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن كعب، قوله، وقول عبيد الله بن عمر أشبه بالصواب.
قوله: «ومن دخله لغير ذلك كان كالناظر إلى ما ليس له», إِذَا دخل المسجد لا يتعلم ولا يعلم دخل ليصلي أو ليجلس هَلْ يكون كالناظر لما لا يحل له؟ فِيهِ غرابة هَذَا.
وله شاهد من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في "الكبير" "5911"، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من دخل مسجدي ليتعلم خيرًا، أو ليعلمه كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس كان بمنزلة من يرى ما يعجبه وهو شيء لغيره».
وَهَذَا فِيهِ تفصيل أكثر كونه دخل لأحاديث النَّاس كَانَ بمنزلة من يرى شَيْئًا لا يعجبه, أما هَذِهِ فِيهَا إطلاق, قَالَ: لغير ذَلِكَ عمومًا, كَانَ كالناظر لما لا يحل له, شدد عَلَيْهِ في الحكم, وَأَيْضًا الناظر بغير تعلم والتعلم.
(المتن)
ذكر وصف العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا قبل
88 - أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا عبد الله بن داود الخريبي، قال: سمعت عاصم بن رجاء بن حيوة، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسًا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء، إني أتيتك من مدينة الرسول في حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدرداء: أما جئت لحاجة، أما جئت لتجارة، أما جئت إلا لهذا الحديث؟ قال: نعم، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من سلك طريقًا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقًا من طرق الْجَنَّةَ، والملائكة تضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات، ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وأورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر».
قال أبو حاتم رضي الله عنه: في هذا الحديث بيان واضح أن العلماء الذين لهم الفضل الذي ذكرنا، هم الذين يعلمون علم النبي صلى الله عليه وسلم، دون غيره من سائر العلوم، ألا تراه يقول: «العلماء ورثة الأنبياء» والأنبياء لم يورثوا إلا العلم، وعلم نَبِيّنَا صلى الله عليه وسلم سنته، فمن تعرى عن معرفتها لم يكن من ورثة الأنبياء.
(الشرح)
حديث حسن، إسناده ضعيف لضعف داود بن جميل - ويقال: الوليد بن جميل - وكثير بن قيس - ويقال: قيس بن كثير- والأول أكثر، وأخرجه أبو داود "3641" في أول كتاب العلم، وابن ماجة "223" في المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم.
حديث حسن إسناده ضعيف يَعْنِي حديث حسن بشواهده, وَهُوَ ضعيف السند, بعضه أظن في مسلم.
وعبارة: "وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، ورَّثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر، ومن سلك طريقاً يطلب به علمًا سهل الله له طريقاً إلى الجنة" أوردها البخاري في "صحيحه" في كتاب العلم، ضمن عنوان باب العلم قبل القول والعمل. قال الحافظ في "الفتح" 1/147 "طبعة بولاق": "طرف من حديث أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن حبان، والحاكم مصححاً من حديث أبي الدرداء، وحسنه حمزة الكناني، وضعفه غيرهم بالاضطراب في سنده، لكن له شواهد يتقوى بها".
(المتن)
ذكر إرادة الله جل وعلا خير الدارين بمن تفقه في الدين
89 - أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن، أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين».
(الشرح)
وَهَذَا أخرجه الشيخان وله منطوق ومفهوم, منطوقه أن من فقه الله في الدين فقد أراد بِهِ خيرًأ, ومفهومه أن من لَمْ يفقه الله في الدين لَمْ يرد بِهِ خير.
أخرجه البخاري ومسلم.
الملائكة يتتبعون مجالس العلم ويجلسون ويبسطون عَلَيْهِمْ أجنحتهم.
(المتن)
ذكر إباحة الحسد لمن أوتي الحكمة، وعلمها الناس
90 - أخبرنا محمد بن يحيى بن خالد، أنبأنا محمد بن رافع، حدثنا مصعب بن المقدام، حدثنا داود الطائي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: سمعت ابن مسعود، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها».
(الشرح)
والحديث هُوَ الغبطة, رواه الشيخان, والحكمة هِيَ العلم النافع, وجاء في الحديث الآخر: «رجل أتاه الله الْقُرْآن فَهُوَ يقوم بِهِ أناء الليل وأطراف النهار, ورجل أتاه الله مالًا فَهُوَ ينفقه أناء الليل وأناء النهار».
الحكمة العلم النافع المقصود بها الْقُرْآن وَالسُّنَّة, المغبوط محسود حسد غبطة, وَكَذَلِكَ الَّذِي ينفق المال في أوجه مشروعة كَذَلِكَ يحسد حسد غبطة.
(المتن)
ذكر البيان بأن من خيار الناس، من حسن خلقه في فقهه
91 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، حدثنا هدبة بن خالد القيسي، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا محمد بن زياد، سمعت أبا هريرة، يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم، يقول: «خيركم أحاسنكم أخلاقًا، إذا فقهوا».
(الشرح)
إِذَا اجتمع فقه مَعَ حسن خلق فما أحسنهما, حسن الخلق بسط الوجه وكف الأذى وبذل المعروف ولو من غير فقه.
(المتن)
ذكر البيان بأن خيار المشركين هم الخيار في الإسلام، إذا فقهوا
92 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا النضر بن شميل، حدثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «الناس معادن في الخير والشر، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام، إذا فقهوا».
(الشرح)
وهكذا كَانَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كَانَ من خيار الجاهلية فكان من خيار الإِسْلامُ, وغيره من الصَّحَابَة.
خيارهم في الجاهلية يَعْنِي عندهم شجاعة وإكرام للضيف فهم خيار يَعْنِي يعملون الأعمال الخيرة؛ لِأَنَّ ذواتهم خيرة مبنية عَلَى فعل الخير, فَلَمَّا أسلموا جادت هَذِهِ الخصال واستمرت معهم فصاروا خيارًا.
(المتن)
ذكر البيان بأن العلم من خير ما يخلف المرء بعده
93 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة هو الحراني، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن زيد بن أسلم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «خير ما يخلف الرجل بعده ثلاث: ولد صالح يدعو له، وصدقة تجري يبلغه أجرها، وعلم ينتفع به من بعده».
(الشرح)
وَهَذَا رواه الإمام مسلم في صحيحه بمعناه كما في حديث أبي هريرة: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إِلَّا من ثلاث: صدقة جارية, أو علم ينتفع بِهِ, أو ولد صالح يدعو له», وليه فِيهِ «من بعده».
(المتن)
قال أبو حاتم رضي الله عنه: قد بقي من هذا النوع أكثر من مائة حديث بددناها في سائر الأنواع من هذا الكتاب، لأن تلك المواضع بها أشبه
(الشرح)
يَعْنِي يتعلق بِهَذَا الموضوع مائة حديث وزعها.
(المتن)
ذكر الأمر بإقالة زلات أهل العلم والدين
94 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا سعيد بن عبد الجبار، ومحمد بن الصباح، وقتيبة بن سعيد، قالوا: حدثنا أبو بكر بن نافع العمري، عن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم».
(الشرح)
وفي اللغة: «أقيلوا ذوي العثرات عثراتهم», يَعْنِي الرجال المعروفين الَّذِينَ لهم مكانة في المجتمع وهم يستترون ثُمَّ تحصل لهم زلة أو هفوة فَإِنَّهُمْ يقالون ويستر عَلَيْهِمْ؛ لِأَنَّهُم ليسوا معروفين بالسوابق.
بخلاف الإنسان المعروف عنه له سوابق هَذَا ما ينبغي أن يقال؛ بَلْ يقام عَلَيْهِ الحد المعروف بالاستهتار والإيذاء والأخلاق السيئة, أما ذوي الهيئات المعروف عنهم الستر, ومعروف عنهم أَنَّهُمْ مستورون ولا يقع منهم شيء من ذَلِكَ وأن لهم مكانتهم وكرامتهم لكن وقع في زلة أو في هفوة هَذَا تقال عنه.
يَعْنِي يقال إِذَا ما لَمْ تصل إِلَى السلطان, لكن أهل الحي تسامحوا فيما بينهم.
أبو بكر بن نافع مولى زيد بن الخطاب: ضعيف، وهو من رجال "التهذيب" وبقية رجاله ثقات، وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" "465" أخرجه الخطيب في "تاريخه" 10/85، 86، وأبو نعيم في "تاريخ أصبهان" 2/234، وسنده حسن في الشواهد.
(المتن)
ذكر إيجاب العقوبة في القيامة على الكاتم العلم، الذي يحتاج إليه في أمور المسلمين
95 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن الحكم البناني، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من كتم علمًا تلجم بلجام من نار يوم الْقِيَامَة».
(الشرح)
هَذَا ضعيف رواه ابن ماجة بسند ضعيف, وَفِيهِ محمد بن سلمة ممن اختلط.
قَالَ شعيب الأرناؤوطي: إسناده صحيح على شرط الصحيح، وأخرجه أحمد 2/263 و305, والترمذي "2649" في العلم: باب ما جاء في كتمان العلم، وابن ماجة "261" وصححه الحاكم 1/101 ووافقه الذهبي, وفي الباب عن عبد الله بن عمرو في الحديث الذي بعده.
والحديث رواه ابن ماجة بسند ضعيف «من كتم علمًا تلجم بلجام من نار», لكن النصوص من كتاب الله ظاهرة في هَذَا, قَالَ تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيم}[البقرة/159-160].
قَالَ تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون}[آل عمران/187].
فلعله يَعْنِي حسنه للنصوص والشواهد, النصوص من كتاب الله واضحة فِيهَا.
(المتن)
ذكر خبر ثان، يصرح بصحة ما ذكرناه
96 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا أبو الطاهر بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: حدثني عبد الله بن عياش بن عباس، عن أبيه، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من كتم علمًا ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار».
قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة، وروى له مسلم حديثًا واحدًا في الشواهد لا في الأصول، وباقي رجاله على شرط مسلم، أبو الطاهر: هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمر بن السرح المصري، وأبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري.
(الشرح)
إسناده حسن في الشواهد, وأخره الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على إباحة كتمان العالم بعض ما يعلم من العلم، إذا علم أن قلوب المستمعين له لا تحتمله
97 - أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حيطان المدينة متوكئا على عسيب، إذ جاءته اليهود، فسألته عن الروح، فنزلت: «{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء/85].» الآية.
(الشرح)
وجه الدلالة الآن؟ الله تعالى أنزل هَذِهِ الآية {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء/85].
أن الله ما أخبرهم بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ لا مصلحة لهم فِيهَا, يَعْنِي من هَذَا الباب.
(المتن)
ذكر البيان بأن الأعمش لم يكن بالمنفرد في سماع هذا الخبر من عبد الله بن مرة دون غيره
98 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرث بالمدينة، وهو متكئ على عسيب، فمر بنفر من اليهود، فقال: بعضهم لبعض: لو سألتموه فقال بعضهم: لا تسألوه فيسمعكم ما تكرهون، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عن الروح، فقام ساعة ينتظر الوحي، فعرفت أنه يوحى عليه، فتأخرت عنه حتى صعد الوحي، ثم قرأ: «{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء/85].» الآية.
(الشرح)
هَذَا رواه البخاري في الصحيح, وعبد الله هُوَ عبد الله بن مسعود, وإسناده صحيح أخرجه مسلم والبخاري.
(المتن)
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
99 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا مسروق بن المرزبان، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، قال: حدثني داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قالت قريش لليهود: أعطونا شيئا نسأل عنه هذا الرجل، فقالوا: سلوه عن الروح، فسألوه، فنزلت: «{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلا}[الإسراء/85].»، فقالوا: لم نؤت من العلم نحن إلا قليلاً، وقد أوتينا التوراة، ومن يؤت التوراة فقد أوتي خيرا كثيرا؟ فنزلت: «{قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي}[الكهف/109].».
(الشرح)
إسناده حسن، مسروق بن المرزبان: صدوق، له أوهام، وباقي رجاله على شرط مسلم, يحتمل أن القصة تكررت ويحتمل أَنَّهُمْ سألوه بَعْدَ الهجرة, أن قريش قَالُوا: نريد شَيْئًا نسأله ولو بَعْدَ الهجرة.
(مرزُبان) بضم الزاي بعدها موحدة, صدوق له أوهام.
(المتن)
ذكر ما يستحب للمرء من ترك سرد الأحاديث، حذر قلة التعظيم والتوقير لها
100 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا أبو الطاهر بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عروة بن الزبير حدثه، أن عائشة، قالت: ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم».
(الشرح)
قوله: «أقضي سبحتي», يَعْنِي كنت أصلي صلاة السبحة وَهِيَ النافلة.
قوله: (ذكر ما يستحب للمرء من ترك سرد الأحاديث، حذر قلة التعظيم والتوقير لها), وَهَذَا أصله في الصحيح.
صحيح عَلَى شرط مسلم وأخرجه مسلم في صحيحه.
(المتن)
قال أبو حاتم رضي الله عنه: قول عائشة لرددت عليه، أرادت به سرد الحديث لا الحديث نفسه.
(الشرح)
تسرد يَعْنِي ينسي بعضه بعضًا, يَعْنِي تعطي النَّاس شَيْئًا فشيئًا ما تعطيهم أحاديث كثيرة.
(المتن)
ذكر الإخبار عن إباحة جواب المرء بالكناية عما يسأل، وإن كان في تلك الحالة مدحه
101 - أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا قرة بن خالد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يقسم غنيمة بالجعرانة، إذ قال له رجل: اعدل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا ويلي لقد شقيت إن لم أعدل».
(الشرح)
وَهَذَا أصله في الصحيح لكن اللفظ مختلف ما فِيهِ: «يا ويلي», قَالَ: «فمن يعدل إِذَا لَمْ يعدل الله ورسوله», هَذَا في الصحيح.
إسناده صحيح عَلَى شرط الشيخين وأخرجه البخاري, وفي رواية مسلم «لَقَدْ خبت وخسرت», خِبْتُ أو خِبْتَ وخسرت, خطابًا له.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه، ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله
102 - أخبرنا ابن قتيبة، حدثنا حرملة بن يحيى، حدثنا ابن وهب، أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى، فقال ابن عباس: هو الخضر، فمر بهما أبي بن كعب، فدعاه ابن عباس، فقال: يا أبا الطفيل، هلم إلينا، فإني قد تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، فهل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه شيئا؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل، فقال له: هل تعلم أحدا أعلم منك؟ فقال موسى: لا، فأوحى الله إلى موسى: بل عبدنا الخضر، فسأل موسى السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت، فارجع فإنك تلقاه، فسار موسى ما شاء الله أن يسير، ثم قال لفتاه: آتنا غداءنا، فقال لموسى حين سأله الغداء: أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة، فإني نسيت الحوت، وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره، وقال موسى لفتاه: ذلك ما كنا نبغي، فارتدا على آثارهما قصصا، فوجدًا خضرًا، وكان من شأنهما ما قص الله في كتابه».
(الشرح)
قوله: (ترك التصلف), يَعْنِي من الصلف, يكون متواضع ما يكون معجب.
قوله: (ذكر الخبر الدال على أن العالم عليه ترك التصلف بعلمه، ولزوم الافتقار إلى الله جل وعلا في كل حاله), هَذَا لا يجوز فهذا عَلَى العالم أشد, عَلَى العالم ولا غير العالم لا يجوز التكبر, لكن العالم أشد.
وإسناده صحيح عَلَى شرط مسلم وأخرجه في صحيحه, والبخاري.
موسى عليه الصلاة والسلام لما سأل سائل قَالَ: هَلْ تعلم أحد أعلم منك؟ قَالَ: لا, فعتب الله إذ لَمْ يرد العلم إليه, قَالَ: بلى عبدنا الخضر أعلم منك, قَالَ: أين أجده يا رب؟ قَالَ: في مجمع البحرين.
في نظر في الترجمة إذ كَانَ موسى عليه الصلاة والسلام قَالَ عَنْ اجتهاد, هُوَ نبي كريم, قَدْ يكون كون ابن عباس نادى أبا الطفيل لما تمارى هُوَ والحر بن قيس وَلَمْ يعتد بقوله قَدْ يكون من هَذَا الباب, أما أن يكون أخذه من كون موسى عَلَيْهِ السلام لما سُئِلَ من أعلم النَّاس؟ قَالَ: أنا, فهذا لَيْسَ بجيد.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على إباحة إجابة العالم السائل بالأجوبة على سبيل التشبيه، والمقايسة دون الفصل في القصة
103 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، قال: أخبرنا المخزومي، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عبيد الله بن عبد الله الأصم، قال: حدثنا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أرأيت جنة عرضها السماوات والأرض، فأين النار؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أرأيت هذا الليل الَّذِي قد كان ألبس عليك كل شيء، ثم ليس شيء، أين جعل؟ » قال: الله أعلم، قال: «فإن الله يفعل ما يشاء».
(الشرح)
إسناده صحيح على شرط مسلم. وأخرجه البزار والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
فِيهِ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ضرب لهم مثال وَهُوَ القياس, الْجَنَّةَ أعلى فوق وسقفها عرش الرحمن وَالنَّارِ أسفل, وعبيد بن عبد الله الأصم روى عنه جمع وذكره المؤلف في الثقات, وأخرج حديثه مسلم.
استدل بِهِ عَلَى القياس قاس قَالَ: الليل إِذَا جاء النهار أين يذهب الليل فَإِن الله يفعل ما يشاء, يحتاج هَذَا إِلَى تأكد لِأَنَّ الآن النَّارِ معروف مكانها وَالنَّارِ معروف مكانها, بخلاف الليل إِذَا جاء النهار, الله أعلم, هَذَا يحتاج إِلَى تأمل مراجعة إِلَى تثبت من صحة الحديث.
الإشكال في أن النَّارِ معروف مكانها وَالنَّارِ معروف مكانها, وفي الحديث أَنَّهُ ينصب جسر عَلَى متن جهنم يصعد النَّاس فِيهِ إِلَى الْجَنَّةَ معروف مكانها, الْجَنَّةَ مكانها معروف وَالنَّارِ مكانها معروف, فضرب المثل بالليل والنهار فِيهِ إشكال.
النَّارِ وَالْجَنَّةَ دائمتان كلها في وقت واحد, الْجَنَّةَ موجودة وَالنَّارِ موجودة الآن, بخلاف الليل والنهار, إِذَا جاء النهار ذَهَبَ الليل, جاء الليل ذَهَبَ النهار.
أخرج حديث الأصم مسلم أخرجه في المتابعات يمكن ما أخرجه في الأصول, نحتاج أن نراجع كلام العلماء, في الأصم وغيره من الرواة.
والمخزومي هو المغيرة بن سلمة، أبو هشام المخزومي. وأخرجه البزار "2196"، والحاكم 1/36وصححه، ووافقه الذهبي.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على إباحة إعفاء المسئول عن العلم عن إجابة السائل على الفور
104 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث القوم، جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ فمضى صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال، وكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه، قال: «أين السائل عن الساعة؟ » قال: ها أنا ذا، قال: «إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة»، قال: فما إضاعتها؟ قال: «إذ اشتد الأمر، فانتظر الساعة».
(الشرح)
هَذَا رواه البخاري في الصحيح وَفِيهِ أن النَّبِيّ أخر الجواب, لا بأس تأخير الجواب إِذَا لَمْ يكن هناك ضرورة في معرفته في الحال.
والمحفوظ رواية البخاري في العلم: «إذا وسد الأمر إلى غير أهله», أخرجه البخاري وأحمد.
(المتن)
ذكر الإباحة للعالم إذا سئل عن الشيء، أن يغضي عن الإجابة مدة، ثم يجيب ابتداء منه
105 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، متى قيام الساعة؟ فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة، فلما قضى الصلاة، قال: «أين السائل عن ساعته؟» فقال الرجل: أنا يا رسول الله، قال: «ما أعددت لها؟ » قال: ما أعددت لها كبير شيء، ولا صلاة، ولا صيام، أو قال: ما أعددت لها كبير عمل، إلا أني أحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «المرء مع من أحب»، أو قال: «أنت مع من أحببت» قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام مثل فرحهم بِهَذَا.
(الشرح)
هَذَا نفس الحديث السابق الترجمة قريبة مِنْهَا.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على إباحة إلقاء العالم على تلاميذه المسائل التي يريد أن يعلمهم إياها، ابتداء وحثه إياهم على مثلها
106 - أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس، فصلى لهم صلاة الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أن قبلها أمورًا عظامًا، ثم قال: «من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا حدثتكم به ما دمت في مقامي»، قال أنس بن مالك: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: «سلوني سلوني»، فقام عبد الله بن حذافة، فقال: من أبي يا رسول الله؟ قال: «أبوك حذافة»، فلما أكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أن يقول: «سلوني» برك عمر بن الخطاب على ركبتيه قال: يا رسول الله، رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لقد عرض علي الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر».
(الشرح)
رواه البخاري في الصحيح وَفِيهِ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قَالَ هَذَا مغضبًا, أغضبه بَعْض النَّاس أرادوا أن يسألوا أسئلة للتعجيز, فصعد المنبر وَقَالَ: لا تسألوني عَنْ شيء في مقامي هَذَا إِلَّا أخبرتكم بِهِ, قَالَ بِهَذَا بوحي من الله, وجعل يَقُولُ: سلوني سلوني, فقام رجل يدعى عبد الله بن حذافة السهمي, وَكَانَ يشك في نسبه, وَكَانَ إِذَا تلاحى تخاصم هُوَ وغيره عيروه, نسبك لَيْسَ معروف, فسأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: من أبي, قَالَ: أبوك حذافة, عبد الله بن حذافة, ثبت نسبه, قَالَ: أبوك حذافة السهمي, ويقال: إِن أمه قالت له: ما رأيت ابنًا عاق مثلك, ألا تخشى أن تكون أمك قَدْ اقترفت ما يقترفه أهل الجاهلية فتفتضحها سائر الدهر؟ يَعْنِي ما تخشى أن يكون أبوك غير معروف بسبب ما تفعله أمك مما كَانَ يفعله أهل الجاهلية, فَقَالَ: أريد أن أعرف نسبي, والله لو ألحقني بكذا للحقت بِهِ, يَعْنِي لو نسبه إِلَى أيْ شيء ولو لَمْ يكن معروف للحقت بِهِ.
فَلَمَّا رأى عمر رضي الله عنه ذَلِكَ غضبه برك عَلَى ركبتيه قَالَ: رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا؛ حَتَّى سكن غضبه عليه الصلاة والسلام.
قَالَ أنس رضي الله عنه وَكَانَ صغير السن, قَالَ: أنظر إِلَى الصَّحَابَة ولهم خرير من البكاء, كَانَ صغير السن, ولَيْسَ أحد إِلَّا لف ثوبه عَلَى رأسه وله خرير من البكاء, فَقَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لقد عرض علي الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط، فلم أر كاليوم في الخير والشر».
الخير قريب والشر قريب عرضت الْجَنَّةَ وَالنَّارِ في وقت واحد.
إسناده صحيح على شرط مسلم، وهو في "صحيحه" ومن طريقه أحمد 3/162، والبخاري "7294" في الاعتصام.
الحديث هذا ما يناسب الترجمة وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا النبي صلى الله عليه وسلم مغضب؛ لِأَنَّهُ أغضب بَعْض النَّاس بالأسئلة التعجيزية, قَالَ الأسئلة بوحي من الله, ولهذا برك عمر وَقَالَ: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا.
فَإِن قِيلَ: الوضوء من القيء هَلْ هُوَ عَلَى الوجوب أم عَلَى الاستحباب؟ المعروف عِنْد العلماء أن القيء نجس, لكن هَلْ يتوضأ؟ في كلام, فِيهِ خلاف بين أهل العلم, في الوضوء من القيء وَكَذَلِكَ أَيْضًا من الفطر إذ1 كَانَ صائم, الأقرب أَنَّهُ يتوضأ من القيء وَأَمَّا الصوم ففيه تفصيل, إِن كَانَ استدعى القيء فهذا يفطر وإن لَمْ يستدعي القيء فلا يفطر «من استقاء عامدًا فليفطر ومن غلبه القيء فلا قضاء عَلَيْهِ».
وَأَمَّا «من قاء فليتوضأ هَذَا يحتاج إِلَى تأمل», هَذَا مر في الترمذي أَنَّهُ في الصوم, يحتاج إِلَى تأمل, لكن المعروف أن الكثير من العلماء يرون أن الخارج إِذَا كَانَ كثير من الجسد يفسد الوضوء, لكن لَيْسَ هناك دَلِيل واضح في الدم الكثير والقيء ينقض الوضوء, ولهذا ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في نواقض الوضوء, الخارج من الجسد ثمانية وذكر مِنْهَا الخارج الفاحش النجس من الجسد ومنه القيء الكثير, وَكَذَلِكَ الدم في الرعاف الكثير, فهذا من باب الاحتياط يتوضأ يكون أحوط, والحديث في القيء هَذَا ضعيف, وحديث الدم ضعيف, فكونه يتوضأ خروجًا من الخلاف أحوط, وَإِلَّا الأحاديث فِيهَا ضعيفة.
من باب الاحتياط يتوضأ من الرعاف والدم الكثير والقيء يتوضأ احتياط, لكن هَذَا في الصوم, في الصوم إِذَا استدعى القيء فَإِنَّهُ يفسد, أَمَّا إِذَا ذرعه القيء فلا شيء عَلَيْهِ.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يعرض له الأحوال في بعض الأحايين، يريد بها إعلام أمته الحكم فيها لو حدثت بعده صلى الله عليه وسلم
107 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا عبدة، وأبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد، فقال: «يرحمه الله، لقد أذكرني آية كنت أنسيتها».
(الشرح)
فِيهِ دَلِيل عَلَى أن النَّبِيّ ينسى؛ لِأَنَّهُ بشر عليه الصلاة والسلام لكنه لا يقر عَلَى النسيان, في الحديث الآخر في قصة سهوه في الصَّلَاة, قَالَ: «إِن بشر أنسى كما تنسون فَإِذَا نسيت فذكروني».
هَذِهِ من أحواله النسيان يعرض له لِأَنَّهُ بشر عليه الصلاة والسلام ولَيْسَ ربًا ولا إلهًا, الله تعالى لا يلحق بِهِ النسيان لكماله, ولهذا قَالَ الله تعالى: {قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلاَ يَنسَى}[طه/52].
والحديث أخرجه مسلم والنسائي وأحمد.
(المتن)
ذكر الخبر الدال على إباحة اعتراض المتعلم على العالم، فيما يعلمه من العلم
108 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا أنس بن عياض، حدثنا الأوزاعي، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، سمع أبا هريرة، يقول: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله، نعمل في شيء نأتنفه، أم في شيء قد فرغ منه؟ قال: «بل في شيء قد فرغ منه»، قال: ففيم العمل؟ قال: «يا عمر، لا يدرك ذاك إلا بالعمل»، قال: إذا نجتهد يا رسول الله.
(الشرح)
هَذَا سؤال استرشاد يَعْنِي «ففيم العمل», كأنه اعتراض, لكن لَيْسَ المراد الاعتراض وَإِنَّمَا المراد الاسترشاد والاستفهام, لا بأس أن الإنسان يسأل سؤال استرشاد هَذَا مطلوب, الممنوع يسأل سؤال تعجيزي تعنتي, هَذَا المنهي عنه في كثرة الأسئلة, أو يسأل للرياء ولإظهار مكانه, أَمَّا إِذَا سأل من باب الاسترشاد فهذا لا بأس بِهِ.
أَمَّا إِذَا كَانَ يسأل للتعجيز أو لإعنات المسئول وإيقاعه في الحرج والعنت هَذَا المنهي عنه.
(المتن)
ذكر الإباحة للمرء أن يسأل عن الشيء وهو خبير به من غير أن يكون ذاك به استهزاء
109 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا حوثرة بن أشرس، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، ولي أخ صغير يكنى أبا عمير، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال: «أبا عمير، ما فعل النغير؟».
(الشرح)
قوله: (ذكر الإباحة للمرء أن يسأل عن الشيء وهو خبير به من غير أن يكون ذاك به استهزاء), كما حصل من جبريل حينما سأل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يعلم النَّاس, قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «أتاكم جبريل يعلمكم أمر دينكم», قَدْ يكون يسأل حَتَّى يستفيد الحاضرون, يسأله وَهُوَ يعلم, من أجل أن يتكلم المعلم عَلَى هَذِهِ المسألة فيفيد الحاضرين كما حصل من جبرائيل, كَانَ كلما سأل قَالَ: صدقت, سؤال العالم, ولهذا قَالَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «هَذَا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم».
قوله: : «أبا عمير، ما فعل النغير؟», هَذَا من إيناسه صلى الله عليه وسلم لهذا الصبي ولأهله؛ لِأَنَّهُ يدخل السرور عَلَيْهِمْ حينما يحدث صبيهم.
الترجمة بعيدة عَنْ هَذَا هُوَ ذكر حديث جبريل من باب الإيناس, يسأل الصبي هَذَا من باب الإيناس : «أبا عمير، ما فعل النغير؟».
(..)وسكون الواو, بعدها مثلثة مفتوحة, ابن محمد أبو الأزهر المصري الوراق صدوق من كبار العاشرة.
إسناده صحيح. حوثرة بن أشرس العدوي، ذكره المؤلف في الثقات, وباقي رجاله ثقات على شرط الصحيح، وأخرجه أحمد 3/288، عن عفان، وأبو داود "4969" في الأدب المفرد.
(المتن)
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك التكلف في دين الله، بما تنكب عنه وأغضي عن إبدائه
110 - أخبرنا ابن سلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا بشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن الزهري، قال: أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن أعظم الناس في المسلمين جرمًا، من سأل عن مسألة لم تحرم، فحرم على المسلمين من أجل مسألته».
(الشرح)
هَذَا بسب تعنته وسؤاله عَنْ الأشياء الفرضيات الَّتِي لَمْ تقع, قَالَ الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيم}[المائدة/101].
إسناده صحيح عَلَى شرط البخاري وأخرجه الشافعي وأخرجه أَيْضًا مسلم.
قوله: (وأغضي عن إبدائه), سكت عنه.
فَإِن قِيلَ: (..)؟ يسأل عَنْ أشياء فرضيات يسأل عَنْ أشياء تحرم من أجل مسألته, ومن ذَلِكَ أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ في حديث قَالَ فِيهِ: «إِن الله كتب عليكم الحج فحجوا, فقام رجل فَقَالَ: أكل عام؟ فسكت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: لو قلت نعم لوجبت, ولو ولجت لما استطعتم», مثل هَذَا ما ينبغي السؤال فِيهِ, يَعْنِي يسأل عَنْ أشياء لَيْسَ فِيهَا إشكال, يَعْنِي لو سكت عنها كَانَ أحسن.
يسأل هَلْ هَذَا واجب عَلَى كُلُّ أحد؟ هَلْ واجب في كُلُّ عام؟ غير سؤال الاسترشاد يسأل عَنْ شيء معلوم كيفية الصَّلَاة؟ وكيفية الحج؟ الصَّلَاة واجبة يسأل عَنْ كيفيتها عما أشكل عَلَيْهِ.
المنهي عنه السؤال المقصود منه الإعنات وإيقاع المسئول في الحرج, والسؤال عَنْ الفرضيات الَّتِي لَمْ تقع, بَعْض النَّاس يسأل عَنْ فرضيات ما تقع لو كَانَ كذا ماذا يكون؟ وَإِذَا كَانَ كذا؟ ما تسأل عَنْ هَذِهِ الأشياء, اسأل عما أنت في حاجة إليه, أَمَّا مسائل فرضية إِذَا حصل كذا ماذا يكون؟ وَإِذَا كَانَ كذا إيش يكون؟ ولهذا الكثير من المسائل مثل هَذِهِ يعرض عنها المسئول.