شعار الموقع

الدرس الأول

00:00
00:00
تحميل
13

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر الاحتراز من الشياطين نعوذ بالله منهم بقراءة آية الكرسي

784 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، حدثنا الوليد، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني ابن أبي بن كعب، أن أباه أخبره، أنه كان لهم جرين فيه تمر، وكان مما يتعاهده فيجده ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم، قال: فسلمت فرد السلام، فقلت: ما أنت، جن أم إنس؟، فقال: جن، فقلت: ناولني يدك، فإذا يد كلب وشعر كلب، فقلت: هكذا خلق الجن، فقال: لقد علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني، فقلت: ما يحملك على ما صنعت؟، قال: بلغني أنك رجل تحب الصدقة، فأحببت أن أصيب من طعامك، قلت: فما الذي يحرزنا منكم؟، فقال: هذه الآية، آية الكرسي، قال: فتركته، وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صدق الخبيث».

قال أبو حاتم: اسم ابن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن كعب.

(الشرح)

ابن أبي بن كعب اسمه عبد الله كما جاء مصرحًا بِهِ في سند أبي الكبير, لَمْ يوثقه أحد وما روى عنه غير يحيى بن أبي كثير, وقول المؤلف أَنَّهُ الطفيل مما انفرد بِهِ وَلَمْ يتابع عَلَيْهِ, و اسمه عبد الله, وأخرج الحديث البيهقي في دلائل النبوة؛ من طريق العباس بن الوليد وأخرجه البخاري في تاريخه, وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة, وأخرجه أَيْضًا أبو يعلى في مسنده الكبير, وأخرجه السيوطي في الدر المنثور وزاد نسبته إِلَى أبي الشيخ في العظمة, والحديث له شاهد عِنْد البخاري في حديث أبي هريرة.

يشهد له حديث البخاري المعروف في مجيء الشيطان ليأخذ من الصدقة الَّتِي وَكُلّ عليها أبي هريرة للطعام, وأَنَّهُ قَالَ له في آخر الحديث: «دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها», فعلمه آية الكرسي فقال النَّبِيّ: «لَقَدْ صدقك وَهُوَ كذوب», دَلَّ عَلَى أن آية الكرسي إِذَا قرأتها ليلتك لَمْ يزل عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان؛ حَتَّى تصبح, فصدقه النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

(المتن)

ذكر الاعتصام من الدجال نعوذ بالله من شره بقراءة عشر آيات من سورة الكهف

785 - أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد ببغداد بين السورين حدثنا عبد الأعلى بن حماد، حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني، عن معدان بن أبي طلحة اليعمري، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من قرأ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال».

(الشرح)

وَهَذَا أخرجه مسلم في صحيحه, وأخرجه الإمام أحمد ومسلم في صلاة المسافرين, أخرجه الحاكم.

وفي بَعْض الروايات من أولها, وفي بَعْض الروايات من آخرها, هنا مطلقة عشر آيات.

(المتن)

ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف

786 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من الدجال».

(الشرح)

قوله: (ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف), آي جمع آية, وَهَذَا الحديث مطلق يقيده الحديث الَّذِي بعده بأنها من آخر الكهف.

(المتن)

ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك

787 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قلت لأبي أسامة: أحدثكم شعبة، عن قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن سورة في القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له: {تبارك الذي بيده الملك} [الملك: 1]»؟ فأقر به أبو أسامة وقال: نعم.

(الشرح)

إسناده حسن أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة وأخرجه ابن ماجة وأخرجه أَيْضًا أحمد أبي داود, وصححه الحاكم, ووافقه الذهبي.

(المتن)

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله صلى الله عليه وسلم:«تستغفر لصاحبها»، أراد به ثواب قراءتها، فأطلق الاسم على ما تولد منه وهو الثواب، كما يطلق اسم السورة نفسها عليه.

وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم في خبر أبي أمامة أراد به ثواب القرآن، وثواب البقرة، وآل عمران، إذ العرب تطلق في لغتها اسم ما تولد من الشيء على نفسه كما ذكرناه.

(الشرح)

المراد الثواب, مثل «البقرة وآل عمران تظلان صاحبهما كأنهما غمامتان أو غيايتان», يَعْنِي ثوابهما, البقرة وآل عمران من كلام الله.

وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي (2890) وفي سنده يحيى بن عمرو بن مالك النكري وهو ضعيف. وعن أنس، عند الطبراني في " الصغير " 1/176، من طريق سليمان بن داود بن يحيى الطبيب البصري، حدثنا شيبان بن فروخ الأبلي، حدثنا سلام بن مسكين، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة وهي سورة تبارك ".

وزاد الهيثمي نسبته إلى الطبراني في " الأوسط " وقال: ورجاله رجال الصحيح، وعن ابن مسعود مرفوعاً " سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر " أخرجه أبو الشيخ في " طبقات المحدثين بأصبهان " الورقة 133 وسنده حسن. وأخرجه موقوفاً على ابن مسعود، الطبراني في "الكبير" (10254) من طريق عبد العزيز بن أبي حازم، عن سهيل ابن أبي صالح، عن عرفجة بن عبد الواحد، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: " كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة، وإنها في كتاب الله، من قرأ بها في كل ليلة، فقد أكثر وأطيب " وذكره الهيثمي في " المجمع " 7/127، وقال: رجاله ثقات.

وأخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (6025) ومن طريقه الطبراني (8651) عن سفيان الثوري عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: يؤتى الرجل في قبره، فتؤتى رجلاه، فتقولان: ليس لكم على ما قبلنا سبيل، قد كان يقرأ علينا سورة الملك، ثم يؤتى جوفه، يقول: ليس لكم علي سبيل، كان قد أوعى في سورة الملك، ثم يؤتى رأسه، فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ بي سورة الملك. قال ابن مسعود: " فهي المانعة تمنع عذاب القبر، وهي في التوراة سورة الملك، من قرأها في ليلة، فقد أكثر وأطيب ". وهذا سنده حسن، وصححه الحاكم 2/468، ووافقه الذهبي.

وأخرجه عبد الرزاق (6024) ومن طريقه الطبراني (8650) عن معمر، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود قال: " مات رجل فجاءته ملائكة العذاب، فجلسوا عند رأسه فقال: لا سبيل لكم إليه قد كان يقرأ سورة الملك، فجلسوا عند رجليه، فقال: لا سبيل لكم إليه، قد كان يقوم علينا بسورة الملك، فجلسوا عند بطنه، فقال: لا سبيل لكم عليه إنه أوعى في سورة الملك فسميت المانعة " مثل هذا لا يقال من قبل الرأي، فيكون له حكم الرفع.

قوله: (ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك), هكذا مطلقًا, وفي بعضها التقييد في كُلّ ليلة, وَهَذِهِ الأحاديث لاشك أَنَّهَا تشد بعضها بعضًا, يَدُلَّ عَلَى أن تبارك لها لهشات, وأَنَّهُ يستحب قراءتها, فَإِذَا قرأها في الليل فحسن.

(المتن)

ذكر استغفار ثواب قراءة تبارك الذي بيده الملك لمن قرأه

788 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، حدثني قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «سورة في القرآن، ثلاثون آية، تستغفر لصاحبها حتى يغفر له: تبارك الذي بيده الملك».

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد