شعار الموقع

الدرس الثالث

00:00
00:00
تحميل
7

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

باب الأذكار

804 - أخبرنا أحمد بن محمد الحيري، قال: حدثنا عبد الله بن هاشم، قال: حدثنا يحيى القطان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى، قال: أخذ القوم في عقبة أو ثنية، فكلما علاها رجل، قال: لا إله إلا الله، والله أكبر، والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلة يعرضها في الجبل، فقال: «يا أيها الناس، إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا»، ثم، قال: «يا أبا موسى، أو يا عبد الله بن قيس، ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ »، قال: بلى يا رسول الله، قال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».

(الشرح)

هَذَا أصله في الصحيحين, وَفِيهِ إثبات العلو لله عز وجل وإثبات السمع وأَنَّهُ سبحانه وتعالى يسمع من دعاه ولَيْسَ بأصم ولا غائب, وَفِيهِ إثبات المعية المعية الخاصة «إنكم لا تدعون أصمًا ولا غائب», وفي اللفظ الآخر: «إِن الَّذِي تدعون أقرب إِلَى أحدكم من عنق راحلته», هَذِهِ معية, وَفِيهِ فضل هَذِهِ الكلمة لا حول ولا قوة إِلَّا بالله, وَأَنَّهَا كلمة كنز من كنوز الْجَنَّةَ وأصله في الصحيحين.

(المتن)

قال أبو حاتم: قوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا»، لفظة إعلام عن هذا الشيء، مرادها الزجر عن رفع الصوت بالدعاء.

(الشرح)

أبو حاتم رحمه الله يؤول في الصفات, المقصود ألا يثبتها,، الحديث فِيهِ إثبات السمع لله, وأن الله حاضر لَيْسَ بغائب, «لا تدعون أصمًا ولا غائبًا», فِيهِ إثبات السمع لله تعالى وأَنَّهُ يسمع وأَنَّهُ في العلو سبحانه وتعالى.

(المتن)

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن ذكر العبد ربه جل وعلا على غير طهارة غير جائزة

805 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا شعيب بن الليث، عن الليث بن سعد، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن عمير، مولى ابن عباس أنه سمعه يقول: أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة، فقال أبو الجهيم: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر الجمل، فلقيه رجل فسلم عليه، فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار، فمسح بوجهه ويديه، ثم رد السلام.

(الشرح)

وَهَذَا الحديث رواه مسلم في الصحيح ورواه الشيخان وَفِيهِ جواز ذكر الله عَلَى غير طهارة, هَذَا فِيهِ استحباب ذكر الله عَلَى طهارة, وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم تيمم, حك الجدار وتيمم لِأَنَّهُ لَيْسَ عنده ماء فدل عَلَى الأفضل أن يكون ذكر الله عَلَى طهارة, لكن يجوز, يجوز أن يذكر الله عَلَى غير طهارة, والحديث الَّذِي يَدُلَّ عَلَى ذَلِكَ حديث عائشة «كَانَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الله عَلَى كُلّ أحيانه».

يَقُولُ المؤلف: هَذَا يوهم بَعْض النَّاس أَنَّهُ لا يجوز ذكر الله إِلَّا عَلَى طهارة, ورد السلام ذكر, لما سلم عَلَيْهِ هَذَا الرجل انتظر حَتَّى حك الجدار وتيمم ثُمَّ قَالَ: وعليكم السلام, رد عَلَيْهِ, قَالَ: كرهت أن أذكر الله إِلَّا عَلَى طهارة.

قوله: (عالمًا), يَعْنِي كثير من النَّاس.

قوله: (من نحو بئر الجمل), مكان.

وَهَذَا محمول عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بقربه ماء, ويحتمل أَنَّهُ في هَذِهِ الحالة لو أراد أن يتوضأ يأخذ وقتًا وأَنَّهُ في هَذِهِ الحالة يكون التيمم بدلًا من الماء في هَذِهِ الحالة مستحبة, الأصل أن التيمم يكون بديلاً عَنْ الماء عِنْد عدمه.

ذكره أبو داود والترمذي وأخرجه البخاري في التيمم.

(المتن)

ذكر العلة التي من أجلها فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفناه

806 - أخبرنا خالد بن النضر القرشي بالبصرة، وابن خزيمة، حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حضين بن المنذر، عن مهاجر بن قنفذ، أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر، فقال: «إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر، أو، قال: على طهارة».

(الشرح)

هَذَا فِيهِ أَنَّهُ توضأ الحديث الآخر فِيهِ أَنَّهُ تيمم.

(المتن)

قال أبو حاتم رضي الله عنه: في هذا الخبر بيان واضح أن كراهية المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر الله إلا على طهارة، كان ذلك لأن الذكر على طهارة أفضل، لا أن ذكر المرء ربه على غير الطهارة غير جائز، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على أحيانه.

(الشرح)

صحيح لكن نفرق بين الحديثين, الحديث الأول فِيهِ أَنَّهُ تيمم, والثاني توضأ, لكن كلاهما قَالَ: كرهت أن أذكر الله عَلَى غير طهارة, العلة الَّتِي لأجلها أَنَّهُ تيمم في الحديث الأول وتوضأ في الحديث الثاني أَنَّهُ كره ذكر الله إِلَّا عَلَى طهارة, لكن في الأول هَلْ هُوَ فاقد للماء؟ ظاهره أَنَّهُ فاقد للماء, أَنَّهُ كَانَ من نحو بئر الجمل.

وحديث عائشة: «كَانَ يذكر الله عَلَى كُلّ أحيانه», وَكَذَلِكَ أَيْضًا قراءة آخر آل عمران قبل النوم ما في مانع, ما في مانع ذكر الله حَتَّى لو عَلَيْهِ جنابة, لكن الجنب ما يقرأ الْقُرْآن, ذكر الله لا مانع, لكن الأفضل أن يكون عَلَى طهارة, وقراءة الْقُرْآن أَيْضًا عَنْ ظهر قلب ما في مانع أن تقرأ ولو كنت عَلَى غير طهارة, لكن لا تمس المصحف.

والجنب لا يقرأ, في الحديث: «فلا ولا آية», وَأَمَّا الحيض والنفساء أَيْضًا الجمهور يرون هَذَا, قاسوها عَلَى الجنب وَفِيهِ أحاديث ضعيفة, والقول الثاني أن الحائض والنفساء تقرءان؛ لأنهما لَيْسَ كالجنب؛ لِأَنَّ مدتهما تطول والجنب مدته ما تطول بيده؛ وَلِأَنَّ الجنب يستطيع أن يغتسل والنفساء والحائض ما تستطيع, قَدْ تطول المدة تكون أربعون يَوْم وتنسى حفظه, يختلف الحكم.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد