شعار الموقع

الدرس الرابع

00:00
00:00
تحميل
16

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

807 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم، قال: حدثنا يوسف بن حماد المعني، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة».

(الشرح)

وَهَذَا الحديث ثابت في الصحيح, وهذا لا يفيد الحصر, ليس المراد هنا الحصر, وأن أسماء الله تسعة وتسعين والمراد أن لله تسعة وتعسين موصوفة بهذا الوصف من أحصاها دخل الجنة, وله أسماء أخرى؛ حتى قيل: إن لله ألف اسم, ولكن ليس هناك ما يدل على تحديده, ويدل على هذا الحديث «اسألك بكل اسم هُوَ لك سميت بِهِ نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت بِهِ في علم الغيب عندك», هناك أسماء استأثر الله بها في علم الغيب عنده.

قوله: «إِن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها», يَعْنِي موصوفة بأن من أحصاها دخل الْجَنَّةَ, وَلَمْ تعين هَذِهِ الأسماء, أخفاها الله تعالى؛ حَتَّى يجتهد أهل العلم في البحث عنها وتعرفها, والحصول عليها, ومن أحصاها يشمل الإحصاء عدها والعمل بما يمكن العمل بها, وتدبر معانيها, كُلّ هَذَا داخل في حفظها, والتوسل إِلَى الله بها.

أخرجه البخاري ومسلم وَقَالَ: عَلَى واحدة بالتأنيث, وفي رواية البخاري أَنَّهَا واحدًا وَهِيَ الجادة.

قَالَ: كذا الأصل واحدة بالتأنيث، وهي رواية للبخاري (6410) في الدعوات، يَعْنِي المعروف إِلَّا واحدًا, قوله: إِلَّا واحدة مخالفة للجادة, الجادة يَعْنِي المعروف من الأحاديث واللغة إِلَّا واحدًا.

قال البغوي في "شرح السنة" 5/31: من أحصاها: قيل: أراد عدها أي لا يقتصر على بعضها، لكى يدعو الله بها كلها، ويثني عليه بجميعها.

وقل: معناه عرفها وعقل معانيها، وآمن بها، ويقال: فلان وحصاة وأصاة إذا كان عاقلاً مميزاً.

وقل: من أحصاها، أي: أطاقها، كقوله سبحانه (علم أن لن تحصوه) أي. تطيقوه.

كذا الأصل واحدة بالتأنيث، وهي رواية للبخاري (6410) في الدعوات، وقال ابن مالك أنث باعتبار معنى التسمية أو الصفة أو الكلمة وعلى هامش الأصل ما نصه: واحداً (خ) وهي الجادة، ورواها كذلك البخاري في التوحيد.

(المتن)

ذكر تفصيل الأسامي التي يدخل الله محصيها الجنة

808 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن، قالوا: حدثنا صفوان بن صالح الثقفي، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، قال: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من أحصاها دخل الجنة؛ هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المقيت، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، المجيب، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، المتعال، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، المانع، الغني، المغني، الجامع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور».

(الشرح)

رجاله ثقات صفوان بن صالح والوليد بن مسلم: كلاهما صرح بالتحديث إلا انه أعل بالاضطراب واحتمال ان يكون التعيين مدرجا من بعض الرواة، وبالوقف.

قال الترمذي بعد أن أخرجه فى " سننه " (3507) . وقد روي هذا الحديث من غير وجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا نعلم في كثير من الروايات ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث وقد روى آدم بن أبي إياس هذا الحديث بإسناد غير هذا عن أبي هريرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذكر فيه الأسماء، وليس له إسناد صحيح.

قال الحافظ ابن حجر في "شرح المشكاة" فيما نقله عنه ابن علان في "الفتوحات الربانية" 3/221: اختلف الحفاظ في أن سرد الأسماء هل هو موقوف على الراوي أو مرفوع، ورجح الأول، وأن تعدادها مدرج من كلام الراوي.

وَقَالَ في البلوغ: الصحيح أن عدها مدرج, فالصواب أَنَّهُ مدرج من بَعْض الرواة تعداد الأسماء «إِن لله تسعًا وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الْجَنَّةَ», هَذَا في الصحيحين, لكن تعداد الأسماء هَذَا هُوَ المدرج.

وقال ابن كثير في "تفسيره" 3/516 طبعة الشعب: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث، مدرج فيه، وإنما ذلك كما رواه الوليد بن مسلم، وعبد الملك بن محمد الصنعاني، عن زهير بن محمد أنه بلغه عن غير واحد من أهل العلم أنهم قالوا ذلك، أي. أنهم جمعوها من القرآن كما ورد عن جعفر بن محمد، وسفيان بن عيينة، وأبي زيد اللغوي.

وقال البيهقي في " الأسماء والصفات " ص 8 ويحتمل أن يكون التفسير وقع من بعض الرواة، وكذلك في حديث الوليد بن مسلم ولهذا الاحتمال ترك البخاري ومسلم إخراج حديث الوليد في الصحيح.

وقال الداوودي. لم يثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه عين الأسماء المذكورة في الحديث.

وقال البغوي في "شرح السنة " 5/35. يحتمل أن يكون ذكر هذه الأسامي في بعض الرواة وجميع هذه الأسامي في كتاب الله، وفي أحاديث الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصاً أو دلالة ومع كل ما تقدم فقد حسنه الإمام النووي في الأذكار ص 54-55 وصححه الحاكم 1/16، وقال: "هذا حديث خرجناه فى الصحيحين بأسانيد صحيحة دون ذكر الأسامي فِيهِ.

وَعَلَى هَذَا فذكر الأسماء الصواب أَنَّهُ مدرج, والحديث في الصحيحين بدون الأسماء.

(المتن)

ذكر البيان بأن ذكر العبد ربه جل وعلا بينه وبين نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع صوته

809 - أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا حرملة، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرنا أسامة بن زيد، أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة حدثه، أن سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «خير الذكر الخفي، وخير الرزق، أو العيش، ما يكفي».

(الشرح)

هَذَا هُوَ الأصل أن العبادة إِذَا كانت في السر أفضل, إِلَّا لعارض, من القراءة والذكر والصدقة, صدقة السر أفضل, قراءة السر أفضل.

إسناده ضعيف، محمد بن عبد الرحمن بن أبى لبيبه، ضعفه ابن معين، والدراقطني، ثم هو لم يدرك سعدًا فيما قاله أبو حاتم، وأبو زرعة كما فى " المراسيل " ص 184.

فيكون ضعيف ومنقطع, وأخرجه أحمد 1/172 عن وكيع، و1/180 عن يحيى بن سعيد، وا/178 عن عثمان بن عمر، كلهم عن أسامة بن زيد الليثي، بهذا الإسناد.

وللجملة الأخيرة منه شاهد بلفظ "خير الرزق الكفاف" عند وكيع في الزهد من طريق مبارك بن فضالة عن الحسن مرسلاً.

لكن هَذَا دلت عَلَيْهِ أدلة أخرى أن العبادة في السر أفضل, قَالَ تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير}[البقرة/271].

وحديث السبعة الَّذِينَ يظلهم الله يَوْم الْقِيَامَة في ظله, «ورجل تصدق بصدقة فأخفاها؛ حَتَّى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه».

وفي الحديث الآخر: «الجاهر بالقراءة كالجاهر بالصدقة, والمسر بالقراءة كالمسر بالصدقة», هَذِهِ كلها تدل عَلَى أن الأفضل العبادة في السر, إِلَّا ما شرع الجهر في الصلوات الخمس, وصلوات الكسوف, وصلوات الاستسقاء والتراويح هَذِهِ مشروع لها الجماعة, إِلَّا إِذَا وجد يَعْنِي يترتب عَلَى هَذَا مصلحة, يكون يقتدى بِهِ أو ما أشبه ذَلِكَ.

قَالَ أبو حاتم: الشك من ابن وهب في خير الرزق أو العيش.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد