شعار الموقع

الدرس السادس

00:00
00:00
تحميل
12

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر نفي المرء عن داره المبيت والعشاء للشيطان بذكره ربه عند دخوله وابتدائه

819 - أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى، قال: حدثنا عمرو بن علي بن بحر، قال: حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، عن جابر، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء».

(الشرح)

الحديث في الصحيحين وَفِيهِ مشروعية الذكر عِنْد دخول البيت والذكر عِنْد الطعام والتسمية, فَإِن هَذَا يمنع استحضار الشيطان عِنْد الطعام ذكر الله, كما أَنَّهُ يمنع مبيته في البيت إِذَا دخل وذكر الله, إذًا ينبغي الحرص عَلَى الذكر.

أخرجه مسلم في الأشربة, وأخرجه أحمد والنسائي في عمل اليوم والليلة.

(المتن)

ذكر استحسان الإكثار للمرء من التبري من الحول والقوة إلا بالله جل وعلا، إذ هو من كنوز الجنة

820 - أخبرنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا إبراهيم بن بشار، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا محمد بن السائب بن بركة، عن عمرو بن ميمون الأودي، عن أبي ذر، قال: كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ » قلت: بلى يا رسول الله، فقال: «لا حول ولا قوة إلا بالله».

(الشرح)

المعروف أن هَذَا قاله أبي موسى الأشعري, أتى إليه وَهُوَ يَقُولُ: «لا حول ولا قوة إِلَّا بالله, قَالَ: يا أبا أموسى ألا أدلك عَلَى كنز من كنوز الْجَنَّةَ, قلت: بلى يا رسول الله, قَالَ: لا حول ولا قوة إِلَّا بالله».

إسناده صحيح, وأخرجه الحمدي (130) ، وأحمد 5/150، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (14) من طريق ابن المقرىء، ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة، بهذا الإسناد.

وأخرجه أحمد 5/145 و 157، وابن ماجة (3825) فى الأدب: باب ما جاء فى لا حول ولا قوة إلا بالله، من طريق الأعمش، وأحمد 5/156، والبغوي فى " شرح السنة " (1284) من طريق سفيان، كلاهما عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر.

وأخرجه أحمد 5/157 عن يعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي ذر.

وأخرجه أحمد 5/179 عن يزيد، عن المسعودي، عن أبي عمرو الشامي، عن عبيد بن الخشخاش، عن أبي ذر.

وأخرجه الطبراني (1642) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، حدثني إسماعيل ابن عبد الله بن خالد بن سعيد بن أبى مريم، عن أبيه، عن جده، عن نعيم بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب أنه سمع أبا زينب مولى حازم الطفاوي يقول: سمعت أبا در يقول:

وأخرجه عن أبي ذر أيضاً إسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" 3/261.

وفي الباب عن أبي موسي الأشعري وهو الحديث المتقدم برقم (804).

وَعَلَى هَذَا يكون النَّبِيّ قالها لأبي ذر ولأبي موسى الأشعري.

(المتن)

ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول والقوة إلا ببارئه كثر غراسه في الجنان

821 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا المقرئ، قال: حدثنا حيوة بن شريح، قال: أخبرني أبو صخر، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره، عن سالم بن عبد الله بن عمر، قال: حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن، فقال إبراهيم لجبريل: من معك يا جبريل؟، قال جبريل: هذا محمد صلى الله عليه وسلم، فقال إبراهيم: يا محمد مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة، فإن تربتها طيبة، وأرضها واسعة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم: «وما غراس الجنة؟ »، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.

(الشرح)

جاء هَذَا في فضل هَذِهِ الكلمة وَأَنَّهَا غراس الْجَنَّةَ وكنز من كنوز الْجَنَّةَ, ومعنى لا حول يَعْنِي لا تحول من حال إِلَى حالة, ولا قوة عَلَى الفعل إِلَّا بالله عز وجل, فِيهِ التبرؤ من الحول والقوة إِلَّا بالله عز وجل, وَهِيَ كلمة عظيمة.

الاسترجاع تقول: إنا لله وإنا إليه راجعون هَذِهِ بَعْدَ المصيبة, ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله تقولها في كُلّ وقت فَهِيَ ذكر.

(المتن)

ذكر الشيء الذي يهدى القائل به ويكفى ويوقى إذا، قاله عند الخروج من منزله

822 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد، قال: حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال إذا خرج من بيته، فقال: «بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فيقال له: حسبك قد كفيت وهديت ووقيت؛ فيلقى الشيطان شيطانا آخر فيقول له: كيف لك برجل قد كفي وهدي ووقي».

(الشرح)

وَهَذَا فِيهِ فضل هَذِهِ الذكر عِنْد الخروج من المنزل, بسم الله آمنت بالله توكلت عَلَى الله لا حول ولا قوة إِلَّا بالله, اللَّهُمَّ إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي, من قَالَ ذَلِكَ هدي وكفي ووقي, وَيَقُولُ الشيطان للشيطان الآخر: كيف لك برجل قَدْ هدي وكفي ووقي؟ يَعْنِي لَيْسَ لك سلطان عَلَيْهِ.

(المتن)

ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول: حسبنا الله ونعم الوكيل

823 - أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كيف أنعم وصاحب الصور قد التقم القرن، وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر أن ينفخ؟ »، قال: قلنا: يا رسول الله، فما نقول يومئذ؟، قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل».

(الشرح)

عَلَى كُلّ حال النفخ في الصور متأخر بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم في زمانه.

إسناده صحيح أخرجه الترمذي وَقَالَ: حديث حسن أيْ لغيره, فَإِن عطية العوفي ضعيف إِلَّا أَنَّهُ توبع عَلَيْهِ كما تَقَدَّمَ.

(المتن)

قال أبو حاتم رضي الله عنه: أخبرنا أبو يعلى، عن عثمان بن أبي شيبة بإسناد نحوه، قال: «قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا».

ذكر الخبر الدال على أن الأشياء النامية التي لا روح فيها تسبح ما دامت رطبة

824 - أخبرنا أبو عروبة، قال: حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد بن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث، عن أبي هريرة، قال: كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمررنا على قبرين، فقام، فقمنا معه، فجعل لونه يتغير حتى رعد كم قميصه، فقلنا: ما لك يا نبي الله؟، قال: «ما تسمعون ما أسمع؟ » قلنا: وما ذاك يا نبي الله؟، قال: «هذان رجلان يعذبان في قبورهما عذابا شديدا في ذنب هين»، قلنا: مم ذلك يا نبي الله؟، قال: «كان أحدهما لا يستنزه من البول، وكان الآخر يؤذي الناس بلسانه، ويمشي بينهم بالنميمة» فدعا بجريدتين من جرائد النخل، فجعل في كل قبر واحدة، قلنا: وهل ينفعهما ذلك يا رسول الله؟، قال: «نعم، يخفف عنهما ما داما رطبتين».

(الشرح)

إسناده صحيح. أبو عروبة -وهو الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني ثقة, وأخرج الحديث البيهقي وفي الباب عَنْ ابن عباس عِنْد أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم.

فَإِن قِيلَ: يَعْنِي هَذَا كأنه شرط إِذَا يبسا لَمْ يسبحا؟ نعم؛ مادامت راطبة فَهِيَ نامية, وَإِذَا يبست ليست نامية, هَذَا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لِأَنَّهُ أطلعه الله, لكن استدل بِهِ عَلَى التسبيح فقط, أَمَّا هَذَا الفعل كون الإنسان يأخذ مثلاً جريدة ويضعها عَلَى القبر؛ هَذَا قَالَ بَعْض العلماء, ذكره النووي لكن الصواب أَنَّهُ خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ لِأَنَّ الله أطلعه عَلَى أَنَّهُ يعذب, أَمَّا نحن لا ندري عنه.

(المتن)

ذكر تفضل الله جل وعلا بحط الخطايا، وكتبه الحسنات على مسبحه

825 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، قال: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا موسى الجهني، عن مصعب بن سعد، عن أبيه، قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة»؟ فسأله ناس من جلسائه: وكيف يكتسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة؟، قال: «يسبح الله مائة تسبيحة، فيكتب الله له ألف حسنة، ويحط عنه ألف سيئة».

(الشرح)

إسناده صحيح. وأخرجه أحمد 1/185، ومسلم (2698) في الذكر والدعاء.

وَذَلِكَ أن الحسنة بعشر أمثالها, قَالَ تعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام/160].

فَإِذَا سبح المائة تسبيحة كتب الله له ألف حسنة, يعجز الإنسان ما يسبح مائة في اليوم يكتب الله له ألف؟ كَذَلِكَ سبحان الله والحمد لله ولا إله إِلَّا الله والله أكبر.

فَإِن قِيلَ: هَلْ هَذَا عام في الأوقات لَيْسَ مخصص في الصباح والمساء؟ عام في الأوقات, في الحديث «من قَالَ سبحان الله وبحمده إِذَا أصبح وَإِذَا أمسى غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر», وفي الحديث الثاني: «من قَالَ لا إله إِلَّا الله وحده لا شَرِيك له, له الملك وله الحمد وَهُوَ عَلَى كُلّ شيء قدير في يومه مائة مرة كتب الله له مائة حسنة ومحى عنه مائة سيئة, وَكَانَ في يومه في حرز من الشيطان, وَكَانَ كمن أعتق عشرة ومن ولد إسماعيل وَلَمْ يأت أحدٌ بأفضل منه إِلَّا من زاد», أو كما قَالَ صلى الله عليه وسلم.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد