شعار الموقع

الدرس الثامن

00:00
00:00
تحميل
8

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

كتاب الرقائق

باب الأذكار

ذكر استحباب الإكثار للمرء من التسبيح والتحميد والتمجيد والتهليل والتكبير لله جل وعلا رجاء ثقل الميزان به في القيامة

833 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، قال: حدثنا الوليد، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر، وابن جابر قالا: حدثنا أبو سلام، قال: حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقيته بالكوفة في مسجدها، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «بخ بخ وأشار بيده بخمس ما أثقلهن في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه».

(الشرح)

إسناده صحيح أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة, وأخرج الطبراني وأحمد, وله شواهد في الصحيح «الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».

وقوله عليه الصلاة والسلام: «أحب الكلام إِلَى الله أربع, سبحان الله والحمد لله ولا إله إِلَّا الله والله أكبر», وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: «لِأَنَّ أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إِلَّا الله والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عَلَيْهِ الشمس», وَكَذَلِكَ الولد الصالح له شاهد في حديث أبي هريرة عِنْد مسلم قَالَ فِيهِ: «أو ولد صالح يدعو له».

جعل الولد الصالح,, فهذا له شاهد في هَذَا الحديث عمله ينقطع إِلَّا من ثلاث: «صدقة جارية أو ولعم ينتفع منه أو ولد صالح يدعو له», فيكون شاهد لهذا الحديث.

(المتن)

ذكر البيان بأن قول الإنسان بما وصفنا يكون خيرًا له من أن يكون ما طلعت عليه الشمس له

834 - أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق بأرغيان بقرية سبنج، قال: حدثنا أحمد بن سنان، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس».

ذكر البيان بأن هذه الكلمات من أحب الكرم إلى الله جل وعلا

835 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن الربيع بن عميلة، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

(الشرح)

هَذِهِ الكلمات هِيَ سبحان الله تنزيه الله عما لا يليق بِهِ, والحمد لله هَذِهِ ثناء عَلَى الله, والله أكبر تعظيم وإجلال الله عز وجل ولا إله إِلَّا الله كلمة التوحيد, وفي الحديث الآخر: «الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر».

(المتن)

ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدأ

836 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس، قال: حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبي، يقول: أخبرنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الكلام أربع، لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

(الشرح)

يَعْنِي إِذَا بدأت قلت: سبحان الله, أو قلت: الحمد لله, أو الله أكبر.

(المتن)

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير عدد ما خلق الله وما هو خالقه

837 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص، عن أبيها، أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة في يدها نوى أو حصى تسبح، فقال: «ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك».

(الشرح)

يَعْنِي يَقُولُ: سبحان الله عدد ما خلق في الأرض, سبحان الله عدد ما خلق في السَّمَاءِ, وسبحان الله عدد ما هُوَ خالق, والحمد لله كَذَلِكَ والله أكبر كَذَلِكَ, ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله كَذَلِكَ.

أخرجه النسائي والطبراني وَقَدْ حسنه الحافظ في أمالي الأذكار.

(المتن)

ذكر كتبة الله جل وعلا للعبد بكل تسبيحة صدقة، وكذلك التكبير والتحميد والتهليل

838 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا مهدي بن ميمون، قال: حدثنا واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الديلي، عن أبي ذر، أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ذهب أهل الدثور بالأجر، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم، قال صلى الله عليه وسلم: «أوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به، كل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة».

(الشرح)

وفي لفظ أن الفقراء لما جاءوا قَالَ: «تسبحون الله دبر كُلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين, وتسبحون الله ثلاثًا وثلاثين, وتحمدون الله ثلاثًا وثلاثين».

ذكره مسلم وأخرجه الإمام أحمد وأبي داود.

ذكره البخاري باللفظ هذا«تسبحون الله دبر كُلّ صلاة ثلاثًا وثلاثين, وتسبحون الله ثلاثًا وثلاثين, وتحمدون الله ثلاثًا وثلاثين».

وَهَذَا من الأدلة عَلَى أن الأذكار قَدْ تكون تسعة وتسعين بدون كلمة التوحيد, قَالَ: «تسبحون الله ثلاثًا وثلاثين, وتسبحون الله ثلاثًا وثلاثين, وتحمدون الله ثلاثًا وثلاثين», ولَيْسَ فِيهِ زيادة تسعة وتسعين.

دَلَّ عَلَى أن هَذَا نوع من الذكر والنوع الثاني يختمها بكلمة التوحيد, النوع الثالث يكون التكبير أربع وثلاثين فتكون مائة, هَذَا أنواع كلها ثابتة.

كَذَلِكَ خمسة وعشرين, تسبح الله خمسة وعشرون, والحمد لله خمسة وعشرون, الله أكبر خمسة وعشرون, ولا إله إِلَّا الله خمسة وعشرون ثابتة في غير الصحيح.

وَكَذَلِكَ أَيْضًا نوع آخر تسبح الله عشرًا والحمد لله عشرًا والله أكبر عشرًا.

(المتن)

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير من أفضل الكلام لا حرج على المرء بأيهن بدأ

839 - أخبرنا أبو خليفة، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن هلال بن يساف، عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الكلام أربع، لا تبالي بأيهن بدأت: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر».

(الشرح)

الباقيات الصالحات الأعمال الصالحة الكثيرة.

(المتن)

ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع التبري من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات.

840 - أخبرنا ابن سلم، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «استكثروا من الباقيات الصالحات»، قيل: وما هن يا رسول الله؟، قال: «التكبير، والتهليل، والتسبيح، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله».

(الشرح)

الحديث فِيهِ دراج بن أبي السمح وَهُوَ ضعيف, ولكن الحديث له شواهد كما سبق, سبق أن له طريق أخرى, لكن هَذِهِ الطريق فِيهَا الدراج ابن أبي السمح روايته عنه ضعيفة.

إسناده ضعيف لضعف دراج وحسن بما سبق وله شواهد, متن الحديث صحيح لكن هَذَا السند فِيهِ ضعف دراج.

الباقيات الصالحات كثيرة وَهَذِهِ مِنْهَا سبحان الله والحمد لله, التسبيح, والتحميد, والتهليل والتكبير, فِيهِ أَنَّهُ ينبغي للمسلم أن يكثر من هَذِهِ الأذكار, وَكَذَلِكَ لا حول ولا قوة إِلَّا بالله, اللَّهُمَّ صل عَلَى محمد كلها من الباقيات الصالحات.

(المتن)

ذكر الأمر بتقرين التعظيم لله جل وعلا إلى التسبيح إذ هو مما يثقل الميزان في القيامة

841 - أخبرنا عزوز بن إسحاق العابد بطرسوس، قال: حدثنا العباس بن يزيد البحراني، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: أخبرنا عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».

(الشرح)

هَذَا آخر حديث في صحيح البخاري, «كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».

إسناده صحيح عباس بن يزيد فِيهِ كلام يسير لا يضر, وَقَدْ توبع ورجاله ثقات من رجال الشيخين وَقَدْ تَقَدَّمَ برقم.

«كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم», قرن التعظيم بالتسبيح.

(المتن)

ذكر استحباب عقد المرء التسبيح والتهليل والتقديس بالأنامل إذ هن مسئولات ومستنطقات

842 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا محمد بن بشر، قال: سمعت هانئ بن عثمان، عن أمه حميضة بنت ياسر، عن جدتها يسيرة، وكانت إحدى المهاجرات، قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس، واعقدن بالأنامل، فإنهن مسؤولات ومستنطقات».

(الشرح)

وَهَذَا أولى من السبحة, كون الأصابع مسئولات.

هو في " المصنف " لابن أبي شيبة 10/289، وأخرجه أحمد 6/370-371، وابن سعد في الطبقات 8/310، والترمذي (3583) ، والطبراني في "الكبير" 25/73 (181) من طرق عن محمد بن بشر بهذا الإسناد.

ويُسَيْرَة -ويقال. أُسيرة- ذكروها في الصحابة وكنوها أم ياسر، وأوردها ابن سعد "الطبقات" 8/310 فىِ النساء الغرائب من غير الأنصار، وقال المؤلف وابن مندة وأبو نعيم وابن عبد البر: كانت من المهاجرات، وليس لها في الكتب الستة غير هذا الحديث.

ومع ذلك فقد صححه الذهبي فى المختصر مع أن الحاكم 1/547 سكت عنه, ذكر تحسين النووي وتحسين ابن حجر في الأماني.

وَهَذَا دَلِيل عَلَى أَنَّهُ ينبغي أن تكون بالأنامل وأن هَذَا أولى من السبحة.

(المتن)

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم العمل الذي وصفناه

843 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا عثام بن علي، عن الأعمش، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده».

(الشرح)

حديث صحيح، وأخرجه أبو داود (1502) في الصلاة: باب التسبيح بالحصى، والترمذي (3411) في الدعوات، و (3486) باب ما جاء فى عقد التسبيح باليد، والنسائي 3/79 في السهو: باب عقد التسبيح، والحاكم 1/547، والبيهقي 2/253، والبغوي (1268) ، من طرق عن عثام بن علي، بهذا الإسناد.

والأولى أن تكون بيده اليمنى.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد