شعار الموقع

الدرس الحادي عشر

00:00
00:00
تحميل
13

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر الكلمات التي إذا، قالها المرء المسلم صدقه ربه جل وعلا عليها

851 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا ابن أبي بكير، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأغر أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال العبد: لا إله إلا الله، والله أكبر، صدقه ربه، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، صدقه ربه، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله لا شريك له، صدقه ربه، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك، صدقه ربه، قال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، صدقه ربه، وقال: صدق عبدي، لا إله إلا أنا، ولا حول ولا قوة إلا بي».

(الشرح)

ذكر عبده بن حميد والنسائي في عمل اليوم والليلة, وأخرجه الترمذي وَقَالَ: حديث حسن غريب, وأخرجه ابن ماجة, وَقَالَ المحقق: إسناده صحيح عَلَى شرط مسلم, رجاله ثقات رجال الشيخين غير الأغر فمن رجال مسلم, وَهُوَ في مسند أبي يعلى.

من قَالَ هَذِهِ الكلمات يصدقه ربه؛ لِأَنَّهَا كلمة حَقّ, لا إله إِلَّا الله والله أكبر, وسبحان الله, كلها حَقّ تعظيم لله وتوحيد له, وتنزيه له.

(المتن)

ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها

852 - أخبرنا ابن الجنيد ببست، قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا أبو ضمرة، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي، وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح».

(الشرح)

قوله: (ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها), يَعْنِي يعمل بالأسباب ولا يعتمد عليها, يعمل عَلَى أَنَّهَا أسباب ويتوكل عَلَى الله.

 إسناده صحيح، وأبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم المدني وثقه المؤلف وابن معين وأحمد وأبو داود وابن المديني, وَقَالَ الحافظ في التقريب: مقبول.

قول ابن حجر مقبول وهم منه رحمه الله فقد وثقه أحمد وابن معين, والحديث خرجه أبو داود في السنن والبغوي أَيْضًا وعبد الله بن أحمد, وَقَالَ الحاكم: صحيح ووافقه الذهبي.

وَفِيهِ مشروعية هَذَا الذكر في الصباح والمساء ثلاث مرات « بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم», صباحًا ومساءً ثلاثًا, وأن هَذَا من أسباب الحفظ, قَالَ: لَمْ تفجأه فاجئة إِذَا قالها في الصباح حَتَّى يمسي, وَإِذَا قالها في المساء حَتَّى يصبح.

(المتن)

ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال حذر أن يكون المواضع عليه ترة في القيامة

853 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا صفوان بن صالح، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة، وما مشى أحد ممشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة، وما أوى أحد إلى فراشه ولم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة».

(الشرح)

قوله: (ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال), أل للعموم يَعْنِي في كُلّ الأحوال, يَعْنِي في الأحوال كلها حذرًا من أن يكون عَلَيْهِ الترة نقص عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة.

وَهَذَا فِيهِ مشروعية ذكر الله في جميع الأحمال قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا.

حديث صحيح، رجاله ثقات، إلا أن فيه عنعنة الوليد وهو مدلس، وأخرجه أبو داود (4856) في الأدب: باب كراهية إن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (404) عن قتية بن سعيد، عن الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، به. وأخرجه أبو داود (5059) في الأدب. باب ما يقول عند النوم، عن حامد بن يحيى، عن أبي عاصم، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، به. وأخرجه النسائي والإمام أحمد.

وأورده الهيثمي في " المجمع " 10/80 وقال. رواه أحمد، وابو إسحاق مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل لم يوثقه أحد، ولم يجرحه، وبقية رجال أحد إسنادي أحمد رجال الصحيح.

والتِّرةُ: النقص، يقال: وَتَره يَتِرهُ تِرَةً، إذا نقصه، وقيل: التِّرةُ هنا التبعة. وقال الترمذي: ومعنى قوله: "تره" يعني حسرة وندامة.

يندم عَلَى المجالس الَّتِي لَمْ يذكر فِيهَا اسم الله.

فَإِن قِيلَ: في المجليس يكفي أن يَقُولُ: لا إله إِلَّا الله, أو لَابُدَّ من قراءة قرآن؟ إِذَا قَالَ لا إله إِلَّا الله ذكر الله, شيء من ذكر الله سبحان الله والله أكبر, أو دعا إِلَى الله أو أمر بمعروف ونهى عَنْ منكر, أو نصح نصيحة كُلّ هَذَا ذكر لله.

(المتن)

ذكر تمثيل المصطفى الموضع الذي يذكر الله جل وعلا فيه، والموضع الذي لا يذكر الله فيه

854 - أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت».

(الشرح)

البيت الَّذِي يذكر الله فِيهِ مثل الحي, والبيت الَّذِي لا يذكر الله فِيهِ مثل الميت, فرق بين الحي والميت, هَلْ يستوي الأحياء والأموات؟!

فَإِن قِيلَ: تشغيل إذاعة الْقُرْآن ويتركونه بالأشهر والأسابيع؟ هَذِهِ إضاعة للأموال هَذَا عبث ما يصح.

فَإِن قِيلَ: المقصود إحداث جلبة لو أحد أراد أن يدخل البيت أو شيء وسمع الراديو ظن أن فِيهِ أحد؟ قَدْ يكون له قصد, اللصوص صار عندهم يقظة ويعرفون أن النَّاس يفعلون هَذَا, فما يفيد, وَبَعْض النَّاس يجعلون الكهرباء في الشارع وكذا, وهم يعلمونهم, هَذَا من إضاعة المال.

فَإِن قِيلَ: ساعة الحائط الَّتِي تؤذن في أوقات الآذان؟ أوقات الآذان المؤذنون هم الَّذِينَ يؤذنون, لكن عَلَى كُلّ حال هَذَا من ذكر الله, لكن هَلْ يشرع هَذَا؟ إِذَا كَانَ المقصود التنبيه فلا بأس.

فَإِن قِيلَ: (..)؟ إِذَا اعتمر ثُمَّ رجع إِلَى بلده وأنشأ سفر الحج انقطع التمتع عَلَى الصحيح عَلَى ما ذَهَبَ إليه عمر رضي الله عنه وابنه, وَهَذَا اعدل الأقوال وَالَّذِي يفتي بِهِ شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله وَهُوَ أعدل الأقوال الثلاثة, المسألة فِيهَا ثلاثة أقوال:

قِيلَ: يكون متمتع مطلقًا, سواء سافر أو ما سافر, كُلّ من اعتمر في أشهر الحج ثُمَّ حج من عامه فَهُوَ متمتع شاء أم أبى, هَذَا مذهب ابن عباس وجماعة.

والقوال الثاني: أَنَّهُ إِذَا سافر سفرًا تقصر فِيهِ الصَّلَاة انقطع التمتع, وَهَذَا مذهب الكثير من الفقهاء من الحنابلة والشافعية وغيرهم, إِذَا سافر إِلَى الطائف أو المدينة انقطع.

القول الثالث: أَنَّهُ لا ينقطع إِلَّا إِذَا سافر إِلَى بلده, أنشأ للعمرة سفرة من بلده ثُمَّ رجع وأنشأ سفرة للحج انقطع, هَذَا أعدل الأقوال الثلاثة.

لا يجوز له تجاوز الميقات إِلَّا بإحرام, ما دام خرج من الميقات يرجع بالإحرام إِمَّا بعمرة ثانية أو بالحج.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد