شعار الموقع

الدرس الثاني عشر

00:00
00:00
تحميل
19

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر حفوف الملائكة بالقوم يجتمعون على ذكر الله مع نزول السكينة عليهم

855 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا خلف بن هشام البزار، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الأغر، قال: أشهد على أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «ما جلس قوم يذكرون الله، إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده».

(الشرح)

هَذَا فِيهِ فضل ذكر الله, والقراءة, وتعلم العلم وتعليمه وأن الملائكة تحف الذاكرين, القارئ ذاكر والدارس والمتعلم وقارئ الْقُرْآن ذاكر تحفه الملائكة.

أخرجه الإمام أحمد ومسلم.

(المتن)

ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها

856 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: حدثنا محمد بن عبد ربه، قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله ملائكة فضلاً عن كتاب الناس، يمشون في الطرق، يلتمسون الذكر، فإذا رأوا أقواما يذكرون الله تبارك وتعالى تنادوا: هلموا إلى حاجاتكم، فيحفون بأجنحتهم إلى السماء، فيسألهم ربهم جل وعلا، وهو أعلم بهم، فيقول: عبادي ما يقولون؟ فيقولون: يا رب، يسبحونك ويحمدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا أشد تسبيحًا وتمجيدًا وتكبيرًا وتحميدًا، فيقول: ماذا يسألون؟ فيقولون: يسألونك يا رب الجنة، فيقول لهم: هل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو قد رأوها كانوا أشد طلبًا وأشد حرصًا، فيقول: فمم يتعوذون؟ فيقولون: يتعوذون بك من النار، فيقول: فهل رأوها؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوها؟ فيقولون: لو قد رأوها كانوا أشد تعوذًا، فيقول: فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم».

(الشرح)

عَنْ كتاب النَّاس بضم الكاف، وتشديد التاء المثناة: جمع كاتب، والمراد بهم. الكرام الكاتبون وغيرهم المرتبون مع الناس.

قال الإِمام النووي في شرح مسلم 17/14 ضبطوه على أوجه، أحدها -وهو أرجحها وأشهرها في بلادنا- "فُضُلاً" بضم الفاء والضاد والثانية: بضم الفاء، واسكان الضاد، ورجحها بعضهم، وادعى أنها أكثر وأصوب.

عَنْ كتاب النَّاس المراد بهم الكرام الكاتبون, «إن لله ملائكة فضلاً», يَعْنِي غير كتبة.

وَهَذَا فِيهِ فضل مجالس الذكر وَأَنَّهَا من أسباب المغفرة, والحث عليها.

أخرجه الإمام أحمد والترمذي وَقَالَ: حديث حسن صحيح, فَهُوَ ثابت فِيهِ فضل الذكر والتعلم والتعليم ودراسة الْقُرْآن, وأَنَّهُ من أسباب جلب الملائكة ومغفرة الله لهم.

(المتن)

ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين الله يسعده الله بمجالسته إياهم

857 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس، يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم، فيقول: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحًا وتحميدًا وتمجيدًا، فيقول: وما يسألوني؟، قال: فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: فهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا عليها أشد حرصًا وأشد طلبًا، وأعظم فيها رغبة، فيقول: ومم يتعوذون؟ فيقولون: من النار، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا والله يا رب، فيقول: فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها لكانوا منها أشد فرارًا، وأشد هربا، وأشد خوفا، فيقول الله لملائكته: أشهدكم أني قد غفرت لهم، قال:، فقال ملك من الملائكة: إن فيهم فلانًا ليس منهم إنما جاء لحاجة، قال: فهم الجلساء لا يشقى جليسهم».

(الشرح)

هَذَا فضل من جالسهم وصاحب الأخيار تناله الرحمة والسعادة, الَّذِي يأتي ولَيْسَ منهم جلس معهم عمته الرحمة.

أخرجه البخاري في الدعوات, هَذَا رجل لَيْسَ منهم جاء وجلس معهم نالته الرحمة.

فَإِن قِيلَ: اللي يفرق في الحديث الَّذِي قبله أَنَّهُ روى أحمد والترمذي لَيْسَ فِيهِ فهم الجلساء, والبخاري فِيهِ الجلوس, هنا آخره قَالَ: فإني أشهدكم أني قَدْ غفرت لهم, في البخاري قَالَ ملك من الملائكة, فيهم فلانًا لَيْسَ منهم؟ نعم, فغفر الله له, فِيهِ أَنَّهُ يغفر لهم ويغفر لمن جلس معهم ولَيْسَ منهم.

(المتن)

ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة

858 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل يقال له: جمدان، فقال: «سيروا هذا جمدان، سبق المفردون، سبق المفردون»، قالوا: يا رسول الله، ما المفردون؟، قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات».

(الشرح)

أخرجه الإمام مسلم وأحمد والحاكم.

(المتن)

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب العبد بقوله: سبحان الله وبحمده، بعدد معلوم عند الصباح والمساء

859 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا هدبة بن خالد، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح: سبحان الله وبحمده، مائة مرة، وإذا أمسى مائة مرة، غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر».

(الشرح)

وَهَذَا فِيهِ فضل عظيم, من قَالَ سبحان الله وبحمده مائة مرة في الصباح وفي المساء, والمراد يَعْنِي من اجتنب الكبائر, فالكبائر لَابُدَّ لها من توبة, يَقُولُ تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا}[النساء/31].

نكفر عنكم سيئاتكم بمعنى الصغائر, والصغائر تكفر باجتناب الكبائر, أَمَّا إِذَا لَمْ يرتكب الكبائر بقي عَلَيْهِ الصغائر (..) وإن كانت تاب عَلَى عمله.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد