بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:
ذكر الشيء الذي إذا قاله الإنسان حين يصبح لم يواف في القيامة أحد بمثل ما وافى
860 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن سهيل، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة، وإذا أمسى كذلك، لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى».
(الشرح)
إسناده صحيح عَلَى شرط مسلم وأخرج الحديث مسلم في صحيحه, والنسائي في عمل اليوم والليلة.
وفي الحديث الآخر: «من قَالَ سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر».
(المتن)
ذكر الشيء الذي إذا، قاله المرء عند الصباح كان مؤديا لشكر ذلك اليوم
861 - أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن موهب، قال: حدثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وهو ربيعة الرأي، عن عبد الله بن عنبسة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، فقد أدى شكر ذلك اليوم».
(الشرح)
عبد الله بن عنبسة وثقه المؤلف وروى عنه اثنان وباقي رجاله ثقات, وأخرج الحديث الطبراني في الدعاء من طريق أحمد بن صالح عَنْ ابن موهب عَنْ سليمان بن بلال عَنْ ربيعة عَنْ عبد الله بن عنبسة عَنْ عبد الله بن غنام, وأخرج الحديث أبو داود في الأدب, وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة, وَتَقَدَّمَ قول الحافظ: إِنَّهُ حديث حسن.
هَذَا فِيهِ فضل هَذَا الذكر, «اللهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر».
(المتن)
ذكر الشيء الذي يحترز المرء به من فاجئة البلاء حتى يمسي إذا قال ذلك عند الصباح، وحتى يصبح إذا قال ذلك عند المساء
862 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، قال: حدثنا الحسين بن عيسى، يعني البسطامي، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن أبي مودود، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبان بن عثمان، عن عثمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حين يصبح ثلاث مرات: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يمسي، ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئة بلاء حتى يصبح».
وَقَدْ كَانَ أَصَابَهُ الْفَالِجُ فَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ مَا كُنْتَ تُحَدِّثُنَا بِهِ؟، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ حِينَ أَرَادَ بِي مَا أَرَادَ أَنْسَانِيهَا.
(الشرح)
إسناده صحيح، وأبو مودود: هو عبد العزيز بن أبي سليمان الهذلي مولاهم، وقد تقدم برقم (853) من طريق قتيبة: عن أنس بن عياض، به.
وكما (..) في حديث «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق», قَالَ: فأصابتني عقرب أو لدغتني عقرب فتذكرت أني نسيت أني لَمْ أقلها.
وإسناده صحيح فيما تَقَدَّمَ ورجعنا إليه, وأبو المودود هُوَ عبد العزيز مولاه مدني وثقه المؤلف وابن معين وأحمد وأبو داود وابن المديني, وقول الحافظ في التقريب: مقبول, وهم منه رحمه الله, وأخرج الحديث عبد الله بن أحمد في (..) المسند وأبو داود في الأدب باب ما يَقُولُ إِذَا أصبح الطحاوي في مشكل الآثار, وأخرجه أبو داود في الأدب, وأخرجه الطيالسي من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عَنْ أبيه عَنْ أبان بِهِ, من طريق أبي داود أخرجه البخاري في الأدب المفرد, والترمذي في الدعوات باب ما جاء في الدعاء إِذَا أصبح وَإِذَا أمسى, والنسائي أَيْضًا أخرجه وأخرجه أحمد والحاكم, وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(المتن)
ذكر إيجاب الجنة لمن قال: رضيت بالله ربا، وقرنه برضاه بالإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم
863 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: حدثنا عبد الرحمن بن شريح، قال: حدثني أبو هانئ التجيبي، عن أبي علي الهمداني، أنه سمع أبا سعيد الخدري، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وجبت له الجنة».
(الشرح)
وأخرجه أبو داود (1529) في الصلاة باب في الاستغفار، من طريق محمد ابن رافع، والنسائي في "عمل اليوم والليلة, وفي الباب عِنْد الترمذي, والبغوي في شرح السُّنَّة من طرق عَنْ أبي عقيل, ثُمَّ ساقه فَقَالَ: حدثني عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قَالَ إِذَا أصبح وَإِذَا أصبح. «من قال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وجبت له الجنة».
ذكر في الحاشية لفظ: «رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا إِلَّا كَانَ حقًا عَلَى الله أن يرضيه», وسنده حسن في شواهده وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَبُو هَانِئٍ اسْمُهُ: حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ، وَأَبُو عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ اسْمُهُ: عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ الْجَنْبِيُّ مِنْ ثِقَاتِ أَهْلِ فِلَسْطِينَ.