شعار الموقع

الدرس الثاني

00:00
00:00
تحميل
10

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر الشيء الذي إذا قاله المرء عند الكرب يرتجى له زوالها عنه

864 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن البرند، حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر، قال: حدثنا أبو عامر الخزاز، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته، فقال: «إذا أصاب أحدكم غم أو كرب، فليقل: الله الله ربي، لا أشرك به شيئًا».

(الشرح)

إسناده ضعيف وأخرجه الطبراني في الأوسط والسيوطي في الجامع الصغير, وله شواهد في حديث أسماء بنت عميس عِنْد أبي شيبة وأحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة, وَقَالَ: علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات أقولهن عِنْد الكبر «الله الله رب لا أشرك بِهِ شَيْئًا», وسنده حسن, وحديث ابن عباس عِنْد الطبراني في الكبير وفي سنده صالح بن عبد الله أبو يحيى وَهُوَ ضعيف, فالحديث صحيح بهذه الشواهد.

موافق للحديث الصحيح: «لا إِله إِلَّا الله العظيم الحليم, لا إله إِلَّا الله رب العرش العظيم, لا إله إِلَّا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم», هَذَا دعاء الكرب, وَأَمَّا إِذَا صح هَذَا فَهُوَ حسن الله ربي لا أشرك بِهِ شَيْئًا يَعْنِي يضم هَذَا مَعَ هَذَا, يَقُولُ هَذَا الدعاء: «لا إِله إِلَّا الله العظيم الحليم, لا إله إِلَّا الله رب العرش العظيم, لا إله إِلَّا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم», وَيَقُولُ: الله ربي لا أشرك بِهِ شَيْئًا.

اسم أبي عامر الخزاز: صالح بن رستم روي له أربعون حديثًا، من ثقات أهل البصرة.

(المتن)

ذكر الأمر بالتهليل والتسبيح لله جل وعلا مع التحميد لمن أصابته شدة أو كرب

865 - أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط، قال: حدثنا عيسى بن حماد، قال: أخبرنا الليث، عن ابن عجلان، عن محمد بن كعب القرظي، عن عبد الله بن شداد، عن عبد الله بن جعفر، عن علي بن أبي طالب، أنه قال: لقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات، وأمرني إن أصابني كرب أو شدة أقولهن: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين».

(الشرح)

مخالف للحديث الصحيح «لا إِله إِلَّا الله العظيم الحليم, لا إله إِلَّا الله رب العرش العظيم, لا إله إِلَّا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم»,

هَذَا إسناده قوي يَقُولُ ابن عجلان محمد صدوق وبالي رجاله ثقات رجال الشيخين وغيرهم, عيسى بن حماد من رجال مسلم وأخرج الحديث أحمد من طريق يونس عَنْ الليث بِهَذَا الإسناد, وأخرجه النسائي وَقَالَ: جاء في البخاري في الدعوات, وَعِنْد مسلم في الذكر باب الدعاء باب ما اء ما يقول عِنْد الكرب أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْد الكرب: «لا إِله إِلَّا الله العظيم الحليم, لا إله إِلَّا الله رب العرش العظيم, لا إله إِلَّا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم», هَذَا الحديث معروف هَذَا.

(المتن)

باب الأدعية

866 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب، قال: حدثنا قطن بن نسير الصيرفي، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع».

(الشرح)

«فَإِنَّهُ إِذَا لَمْ يسره الله لَمْ يتيسر», يسأل ربه كُلّ شيء؛ حَتَّى شسع النعل, وَهُوَ السير الَّذِي يكون عَلَى ظهر القدم, إِذَا انقطع يسأل ربه أن الله ييسره.

أخرجه الترمذي والطبراني وَقَالَ: حديث غريب, وروى غير واحد هَذَا الحديث عَنْ جعفر بن سليمان عَنْ ثابت البناني عَنْ أنس عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يذكروا فِيهِ أنس, ثُمَّ أورده من طريق صالح بن عبد الله.

وَفِيهِ أَنَّهُ ينبغي للإنسان أن يدعو الله في كُلّ شيء, يسأل الله كُلّ شيء.

 (المتن)

867 - أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الجوامع من الدعاء.

قال أبو حاتم: أبو نوفل: اسمه معاوية بن مسلم بن أبي عقرب من أهل البصرة.

(الشرح)

الجوامع الَّتِي تجمع خيري الدنيا والآخرة, «اللَّهُمَّ إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة», «ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النَّارِ», لاشك أن الجوامع أولى من غيرها تجمع الخير.

(المتن)

ذكر ما يجب أن يكون قصد المرء في جوامع دعائه وبيان أحواله له

868 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف، حدثنا محمد بن عمرو زنيج، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: «ما تقول في الصلاة؟ »، فقال: أتشهد ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار.

أنا والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال صلى الله عليه وسلم: «حولها ندندن».

(الشرح)

إسناده صحيح عَلَى شرط مسلم, أخرجه ابن ماجة وأخرجه أحمد.

حولها ندندن يَعْنِي الدعاء كله يدور حولها, يسأل الله الْجَنَّةَ ويستعيذ بِهِ من النَّارِ, إِن دخل الْمُؤْمِن الْجَنَّةَ وأنجاه من النَّارِ حصل عَلَى خيري الدنيا والآخرة, سلم من شرور الدنيا والآخرة.

(المتن)

ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر

869 - أخبرنا أبو خليفة، ما لا أحصي من مرة، قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن الجريري، عن أم كلثوم بنت أبي بكر، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول: «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم،  وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك، وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا».

(الشرح)

وَهَذِهِ من الدعوات العظيمة الجامعة.

أخرجه الإمام أحمد وابن أبي شيبة من طريق ابن ماجة,وأخرجه البخاري في الأدب المفرد, وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي, كُلّ هَذَا دعوات عظيمة يَجِبُ الدعاء بها, «اللَّهُمَّ إني أسألك الْجَنَّةَ وما قرب إليها من قول وعمل», في بَعْض الروايات «أو عمل», «وأعوذ بك من النَّارِ وما قرب إليها من قول وعمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا », «اللَّهُمَّ إني أسألك من خير كُلّ عاجل وآجل ما علمت منه وما لَمْ أعلم, وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لَمْ أعلم», تجمع خيري الدنيا والآخرة.

«وأسألك من كُلّ ما سألك من عبدك ونبيك», وفي لفظ: «نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وعبادك الصالحون», هنا فِيهِ «اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من الشر ما عاذ به عبدك ونبيك», يَعْنِي محمد صلى الله عليه وسلم .

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد