شعار الموقع

الدرس الخامس

00:00
00:00
تحميل
7

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى نَبِيُّنَا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى يوم الدين؛ أما بعد:

(المتن)

قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه:

ذكر الأمر للمرء بسؤال الله جل وعلا الفردوس الأعلى في دعائه.

958- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد بن المنهال الضرير، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا أم حارثة إنها لجنان، وإن حارثة في الفردوس الأعلى، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس».

(الشرح)

(ذكر الأمر للمرء بسؤال الله جل وعلا الفردوس الأعلى في دعائه) يَعْنِي: إذا دعا الله فليسأله الفردوس الأعلى وهو أعلى الجنة.

وهذا الحديث في الصحيحين, وهذا فيهِ: دليل عَلَى أن الجنة يتفاوت نعيمها, وهي درجات, كل درجة عليا أعلى نعيم من الدرجة الَّتِي تحتها, والفردوس هو أعلاها, في الحديث الآخر: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فَإِنَّهُ أعلى الجنة وسقفه عرش الرحمن ومنه تُفجر أنهار الجنة».

(المتن)

ذكر ما يُستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا تحسين خُلقه كما تفضل عليه بحُسن صورته.

959- أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا عاصم، عن عوسجة بن الرماح، عن عبد الله بن أبي الهذيل، عن ابن مسعود، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم حسنت خَلقي فحسن خُلقي».

(الشرح)

إسناده صحيح بشواهده, وأخرجه أبي يعلى 243/1 و249/1، وأخرجه الطيالسي 1/256, وأخرجه الإمام أحمد.

فيهِ: أَنَّه يُستحب للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء: «اللهم حسنت خَلقي فحسن خُلقي», وفي اللفظ الآخر: «اللهم كما حسنت خَلقي فحسن خُلقي» فيجمع الله له بين الإحسانين, يسأل ربه كما أَنَّه حسن خلقه أن يحسن خُلقه, فتحسين الخَلق هذا صلاح الظاهر, وتحسين الخُلق صلاح الباطن.

(المتن)

ذكر ما يُستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا المجانبة عن الأخلاق المنكرة والأهواء الردية.

960- أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان بالفسطاط، قال: حدثنا محمد بن علي بن محرز، حدثنا أبو أسامة، عن مسعر بن كدام، عن زياد بن علاقة، عن عمه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «اللهم جنبني منكرات الأخلاق، والأهواء، والأسواء، والأدواء».

(الشرح)

وفي اللفظ الآخر: «والأعمال والأهواء والأدواء».

قَالَ: إسناده صحيح, محمد بن علي بن محرز: بغدادي نزل مصر، وكان صديقًا للامام أحمد وجاره قال ابن أبي حاتم 8/27: كتب عنه أبي بمصر، وسألته عنه، فقال: كان ثقة، وأخرجه الترمذي (3591) في الدعوات, وأخرجه الطبراني 19/19 من طريق عبيد بن غنام، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وعن أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري.

«الأسواء»: جمع سيئ, وهي الأعمال السيئة.

(المتن)

ذكر ما يُستحب للمرء سؤال ربه جل وعلا العفو والعافية عند الصباح.

961- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا فياض بن زهير، قال: حدثنا وكيع، عن عبادة بن مسلم الفزاري، عن جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم، قال: سمعت عبد الله بن عمر، يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي، وأهلي، ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي».

(الشرح)

قَالَ: إسناده حسن, وأخرجه ابن أبي شيبة 10/240، وأحمد 2/25، كلاهما عن وكيع، بهذا الإسناد ,وأخرجه أبو داود (5074), وابن ماجة (3871).

وفي اللفظ الآخر: «اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة», وهذا دعاء عظيم يُشرع في الصباح والمساء.

(المتن)

قال وكيع: «أن أُغتال من تحتي» يعني: الخسف.

ذكر ما يقول المرء عند الصباح والمساء.

962- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عمرو بن عاصم الثقفي، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: قال أبو بكر: «يا رسول الله، أخبرني ما أقول إذا أصبحت، وإذا أمسيت، قال: قل: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشِركه».

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك».

(الشرح)

وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " (1203) عن مسدد، وأبو داود (5067), وإسناده صحيح رجال الصحيح غير عمرو بْنُ عاصم الثقفي وهو ثقة.

وهذا الدعاء يُشرع في الصباح والمساء وعند النوم: «اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السماوات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشِركه».

في بعضها زيادة: «وأن أقترف سوءًا عَلَى نفسي أو أجره إلى مسلم».

(المتن)

ذكر ما يُستحب للعبد عند الصباح أن يسأل ربه جل وعلا خير ذلك اليوم.

963- أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا أبو الشعثاء، قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح: أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، أسألك من خير هذا اليوم، ومن خير ما فيه، وخير ما بعده, وأعوذ بك من الكسل، والهرم، وسوء العمر، وفتنة الدجال، وعذاب القبر، وإذا أمسى، قال مثل ذلك».

قال الحسن بن عبيد الله: وحدثني زبيد، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول فيه: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير».

(الشرح)

يَعْنِي كَانَ يقول: «أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله, لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» ثم يقول: «أسألك من خير هذا اليوم، ومن خير ما فيه، وخير ما بعده, وأعوذ بك من الكسل، والهرم، وسوء العمر، وفتنة الدجال، وعذاب القبر».

قَالَ: أخرجه اِبْن أبي شيبة, ومن طريقه أخرجه مسلم (2723) (75) في الذكر، وأبو داود (5071).

(المتن)

ذكر ما يدعو المرء به ربه جل وعلا إذا أصبح.

964- أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، قال: حدثنا أبو نصر التمار، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير».

(الشرح)

«إليك المصير» هذا في المساء, وفي الصباح: «وإليك النشور».

قَالَ: إسناده صحيح, وأخرجه ابن أبي شيبة 10/244، وأحمد 2/354، والنسائي في "عمل اليوم والليلة".

وكل هَذِه أذكار عظيمة ودعوات تقال في الصباح والمساء.

(المتن)

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به حماد بن سلمة.

965- أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، مولى ثقيف،، قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: «اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير».

(الشرح)

المعروف أن هذا في المساء, وفي الصباح: «وإليك النشور».

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد