شعار الموقع

الدرس السابع

00:00
00:00
تحميل
7

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى نَبِيُّنَا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى يوم الدين؛ أما بعد:

(المتن)

قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه:

ذكر وصف دعوات المكروب.

970- أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا زيد بن أخزم، حدثنا أبو عامر العقدي، حدثنا عبد الجليل بن عطية، عن جعفر بن ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت».

(الشرح)

إسناده محتمل للتحسين, وأخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (651)، والبخاري في "الأدب المفرد" (701)، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 10/137 وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن, وحسنه الحافظ في " أمالي الأذكار ".

وهذا دعاء صحيح, حتى لو لم يصح الحديث فهو دعاء طيب لا محظور فيهِ.

(المتن)

ذكر الخصال التي يُرتجى للمرء باستعمالها زوال الكرب في الدنيا عنه.

971- أخبرنا الفضل بن الحُباب الجمحي، قال: حدثنا عمرو بن مرزوق، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خرج ثلاثة فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم، فأصابتهم السماء، فلجئوا إلى جبل، فوقعت عليهم صخرة، فقال بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم مكانكم إلا الله، ادعوا الله بأوثق أعمالكم, فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فطلبتها، فأبت علي، فجعلت لها جعلًا، فلما قربت نفسها تركتها، فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك، وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الجبل.

فقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان، وكنت أحلب لهما في إنائهما، فإذا أتيتها، وهما نائمان، قمت قائما حتى يستيقظا، فإذا استيقظا شربا، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الحجر.

فقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرًا يومًا فعمل لي نصف النهار، فأعطيته أجره فتسخطه ولم يأخذه، فوفرتها عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا، قال: فزال الحجر وخرجوا يتماشون».

(الشرح)

وهذا الحديث أصله في الصحيحين هو معروف, قصة الثلاثة من بني إسرائيل الذين خرجوا فآواهم المطر إِلَى غار في الجبل فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عَلَيْهِمْ الغار, فدعوا الله بصالح أعمالهم فنجاهم الله.

وفيه: الدليل عَلَى مشروعية التوسل إِلَى الله بالأعمال الصالحة, وأنه من الوسيلة المشروعة.

قَالَ: إسناده حسن، عمران القطان: صدوق يهم، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين غير عمرو بن مرزوق، فمن رجال البخاري.

وأخرجه البزار (1869) عن محمد بن المثنى وعمرو بن علي قالا: حدثنا أبو داود، حدثنا عمران القطان، بهذا الإسناد, وأورده الهيثمي في "المجمع" 8/142، 143، وقال: رواه البزار والطبراني في "الأوسط" بأسانيد، ورجال البزار وأحد أسانيد الطبراني رجالهما رجال الصحيح.

وفي الباب عن ابن عمر تقدم برقم (897) ، وذكرت في تخريجه أحاديث الباب، فراجعه.

عَلَى كل حال: الحديث معروف وأصله في الصحيحين, وفيه: التوسل إِلَى الله بالأعمال الصالحة, وأن من أسباب تفريج الكُربات تقوى الله عز وجل والعمل الصالح.

(المتن)

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله «فوفرتها عليه» بمعنى قوله: فوفرتها له، والعرب في لغتها توقع «عليه» بمعنى «له».

(الشرح)

مثل قوله: شربنا بماء البحر ثم ترفعت, يَعْنِي: من ماء البحر, حروف الجر ينوب بعضها عن بعض.

(المتن)

وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة، لأنه بها نشأ، والحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته.

(الشرح)

سعيد عن أبي هريرة.

(المتن)

ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله ذهابه عنه وإبداله إياه فرحًا.

972- أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا فضيل بن مرزوق، قال: حدثنا أبو سلمة الجهني، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قال عبد قط، إذا أصابه هم أو حزن: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحًا» , قالوا: يا رسول الله , ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟، قال: «أجل، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن».

(الشرح)

إسناده صحيح, وأخرجه أحمد 1/391 و 452، والطبراني في " الكبير ", وصححه الألباني.

«اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري» وفي بعضها: «ونور صدري».

«وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وأبدله مكان حزنه فرحًا» يَجِبُ عَلَى الإنسان اللجوء إِلَى الله والتضرع إليه والاعتراف بقدرة الله سبحانه وتعالى وربوبيته واعتراف العبد بضعفه وحاجته.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد