شعار الموقع

الدرس الحادي عشر

00:00
00:00
تحميل
6

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى نَبِيُّنَا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى يوم الدين؛ أما بعد:

(المتن)

قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه:

ذكر الأمر للمسلم أن يسأل الله ربه جل وعلا التآلف بين المسلمين، وإصلاح ذات بينهم.

996- أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بخبر غريب، قال: حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم، قال: حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا شريك، عن جامع بن شداد، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد في الصلاة، كما يعلمنا السورة من القرآن، ويعلمنا ما لم يكن يعلمنا كما يعلمنا التشهد: «اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها عليك، قابلين بها، فأتممها علينا».

(الشرح)

قَالَ: إسناده ضعيف, شريك هو اِبْن عبد الله القاضي سيء الحفظ وباقي رجاله ثقات, وأبو وائل هو شقيق بْنُ سلمة الكوفي, وأخرج الحديث أبو داود في الصلاة, وأخرجه أيضًا الحاكم وصححه, وقال الطبراني في الكبير: إسناد الكبير جيد.

هذا الدعاء لا محظور فيهِ, وهو دعاء طيب ودعوات عظيمة.

(المتن)

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء إذا كان في حالة ليس له سؤال الرب جل وعلا الحلول من تلك الحالة، لأن هذا كلام محال.

997- أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن عطاء بن السائب، عن مرة الهمداني، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للشيطان لمة، وللملك لمة، فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق، وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق، فمن وجد ذلك فليحمد الله، ومن وجد الأخرى، فليتعوذ من الشيطان», ثم قرأ: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}[البقرة/268].

998 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم بن كليب، عن أبي بردة، قال: سمعت عليا رضوان الله عليه، يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والسداد، واذكر بالهدى هدايتك الطريق، واذكر بالتسديد تسديد السهم، ونهاني نبي الله صلى الله عليه وسلم عن القسي، والميثرة، وعن الخاتم في السبابة والوسطى».

(الشرح)

«القسي» لباس الحرير, «الميثرة» ثياب حمر يجعلها الأعاجم عَلَى ظهور الدواب, «وعن الخاتم في السبابة والوسطى» إنما يكون في الخنصر والبنصر.

قَالَ: أخرجه أحمد ومسلم, والذي قبله: أخرجه الترمذي والنسائي, لَكِنْ الترجمة ليست ظاهرة, (ليس له سؤال الرب جل وعلا الحلول من تلك الحالة) يسأل ربه التحول من تلك الحالة إِلَى حالة أخرى؛ فهذا القول باطل, ليس له أن يسأل التحول من حال إِلَى حال هذا كلام باطل, ومعروف هذا حتى لو لم يترجم له المؤلف.

(المتن)

باب الاستعاذة.

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الأشياء الأربع التي يستحق الاستعاذة منها بالله جل وعلا.

999- أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج، قال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من شر المسيح الدجال».

(الشرح)

هَذِه الاستعاذة من الأربع يُشرع للمسلم أن يتعوذ بها في التشهد الأخير بعد الصلاة عَلَى النَّبِيِّ r وهي مستحبة, وطاوس أوجبها قَالَ: إنها واجبة, وهو منقول أيضًا عن بعض أصحاب الإمام أحمد, كَانَ طاوس أمر ابنه أن يُعيد الصلاة لما قَالَ: إنه لم يستعيذ بالله من الأربع, فالصواب: أنها ليست واجبة وإنما مستحبة.

(المتن)

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

1000- أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: بينما نحن في حائط لبني النجار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهو على بغلة، فحادت به بغلته، فإذا في الحائط أقبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يعرف هؤلاء الأقبر؟ فقال رجل: أنا يا رسول الله, قال: ما هم؟ قال: ماتوا في الشرك، قال: لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه , إن هذه الأمة تبتلى في قبورها, ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار، وعذاب القبر، وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من فتنة الدجال».

(الشرح)

قَالَ: إسناده صحيح أخرجه الإمام أحمد والبغوي في شرح السنة, ومن طريق يزيد بْنُ هارون وابن أبي شيبة ومن طريقه مسلم في صحيحه.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد