بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ
الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قَالَ ابن حبان رحمه الله تعالى:
ذكر الأمر بالمواظبة على السواك إذ استعماله من الفطرة
1066 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي، قال: حدثنا عمران بن ميسرة الآدمي، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، قال: أخبرنا شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثرت عليكم في السواك».
(الشرح)
وَهَذَا فِيهِ الحث عَلَى السواك, «أكثرت عليكم في السواك», لَمَّا فِيهِ من الفضل والأجر؛ يَعْنِي في استعمال السواك, وفي الحديث الآخر: «لولا أن أشق عَلَى أمتي لأمرتهم بالسواك عِنْد كُلّ صلاة».
(المتن)
ذكر إثبات رضا الله عز وجل للمتسوك
1067 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ، حدثنا يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن أبي عتيق، سمعت أبي، سمعت عائشة تحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب».
(الشرح)
إسناده جيد أخرجه الإمام أحمد وعلقه البخاري في صحيحه.
(المتن)
قال أبو حاتم: أبو عتيق هذا اسمه: محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة، له من النبي صلى الله عليه وسلم رؤية، وهؤلاء أربعة في نسق واحد، لهم كلهم رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم: أبو قحافة، وابنه أبو بكر الصديق، وابنه عبد الرحمن، وابنه أبو عتيق، وليس هذا لأحد في هذه الأمة غيرهم.
(الشرح)
لهم رؤية أيْ رأوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم, متوالين أربعة, أبو بكر الصديق رضي الله عنه معروف صديق الأمة, وأبوه أبو قحافة, له رؤية ظاهره أَنَّهُ صحابي, يَعْنِي ما يمنع أن يكون صحابي, من رأى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مؤمنًا بِهِ ومات عَلَى الإيمان فَهُوَ صحابي.
هم أربع متوالين, واحد وابن, وابن, وابن, كلهم متوالين في إسناد واحد كلهم رأوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.
قوله: «هَذَا لَيْسَ لغيرهم», ما في أحد من الأمة اتفق له أربعة متوالين, شخص وابنه وابنه وابن ابنه, كلهم متوالين كلهم رأوا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم .
(المتن)
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر أمته بالمواظبة على السواك
1068 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، أخبرنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة».
(الشرح)
إسناده صحيح أخرجه مالك في الموطأ, وأخرجه من طريق أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بلفظ "عند كل صلاة" الشافعي في "الأم" 1/23، وفي "مسنده" 1/27، وأحمد 2/245، و531، ومسلم "252" في صحيحه.
الحديث صحيح وَفِيهِ فضل السواك«لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم»؛ يَعْنِي لأمرتهم أَمْر إيجاب, وَقَدْ أمرهم أَمْر استحباب.
(المتن)
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم: «عند كل صلاة» أراد به عند كل صلاة يتوضأ لها
1069 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا سليمان بن بلال، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم مع الوضوء بالسواك عند كل صلاة».
ذكر العلة التي من أجلها أراد صلى الله عليه وسلم أن يأمر أمته بهذا الأمر
1070 - أخبرنا ابن زهير بتستر، حدثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بالسواك، فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب عز وجل».
(الشرح)
أخرجه الإمام أحمد وذكره البخاري تعليقًا.
(المتن)
ذكر الإباحة للإمام أن يستاك بحضرة رعيته إذا لم يكن يحتشمهم فيه
1071 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، وعمر بن محمد الهمداني،، قالا: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا قرة بن خالد، قال: حدثني حميد بن هلال، قال: حدثني أبو بردة، عن أبي موسى، قال: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني، والآخر عن يساري، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك، فكلاهما سألا العمل، قلت: والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما، وما شعرت أنهما يطلبان العمل، فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنا لا - أو لن - نستعين على عملنا من أراده، لكن اذهب أنت»، فبعثه على اليمن، ثم أردفه معاذ بن جبل.
(الشرح)
ابن حبان رحمه الله سلسلة التراجم يأخذ بعضها بحجز بَعْض. قف عَلَى هَذَا.