شعار الموقع

الدرس السابع

00:00
00:00
تحميل
7

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, وَالصَّلَاة والسلام عَلَى نَبِيّنَا محمد وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.

(المتن)

قَالَ ابن حبان رحمنا الله وإياه في صحيحه:

ذكر استنان المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه لمناجاة حبيبه جل وعلا

1072 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، وحصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك».

(الشرح)

والاستنان هُوَ الاستياك يَعْنِي التسوك عِنْد قيامه لمناجاة الله عز وجل في الصَّلَاة.

وَفِيهِ مشروعية السواك عِنْد الصَّلَاة عِنْد قيام الليل؛ لِأَنَّ المصلي يناجي ربه والتسوك فِيهِ تنظيف للفم وإزالة ما قَدْ يكون فِيهِ وتطيب له, تطيب لفمه وَهُوَ يناجي ربه.

(المتن)

1073 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، ومحمد بن إسحاق،، قالا: حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستن، وطرف السواك على لسانه، وهو يقول: «عأعأ».

(الشرح)

وفي رواية «أع أع», تقديم الهمزة عَلَى العين, وفي رواية البخاري تقديم العين, كَأَنَّهُ يتهوع قول: «أع أع», يتهوع كَأَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى حلقه شَيْء, وَهَذَا يَدُلَّ عَلَى مشروعية السواك وحبه صلى الله عَلَيْهِ وسلم للسواك, فَإِنَّهُ يتسوك في آخر حياته صلى الله عَلَيْهِ وسلم.

(المتن)

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل الاستنان عند دخوله بيته

1074 - أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ بالسواك».

(الشرح)

قوله: (ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل الاستنان عند دخوله بيته), في مواضع يستحب السواك فِيهَا, عِنْد الصَّلَاة وَعِنْد الوضوء وَعِنْد دخول البيت وَعِنْد تغير رائحة الفم, هَذِهِ مواضع يتسحب التسوك فِيهَا وَكَذَلِكَ في جميع الأوقات, مشروع في جميع الأوقات ولكن يتأكد في هَذِهِ المواضع وَإِلَّا في جميع الأوقات مشروع.

(المتن)

ذكر ما يستحب للمرء إذا تعار من الليل أن يبدأ بالسواك

1075 - أخبرنا الفضل بن الحباب، حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، وحصين، عن أبي وائل، عن حذيفة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه».

(الشرح)

قوله: «يشوص فاه», يَعْنِي يدلك فاه بالسواك.

قوله: «إِذَا تعار من الليل», يَعْنِي استيقظ, وفي الحديث الآخر «إِذَا تعار من الليل قَالَ: لا إله إِلَّا الله وحده لا شَرِيك له, له الملك وله الحمد وَهُوَ عَلَى كُلّ شَيْء قدير», وَهَذَا إِذَا قام للصلاة, قام من الليل وأراد الصَّلَاة يتسوك, لكن إِذَا تعار من الليل وَهُوَ لا يريد الصَّلَاة فهل يتسوك؟

(المتن)

ذكر إباحة جمع المرء بين المضمضة والاستنشاق في وضوئه

1076 - أخبرنا الفضل بن الحباب، قال: حدثنا أبو الوليد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة، وجمع بين المضمضة والاستنشاق».

(الشرح)

وَهَذَا هُوَ الواقع من فعله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الأفضل أن يجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة, يأخذ غرفة ويتمضمض بها ويستنشق, وثانية, وثالثة, وإن فصل أخذ غرفة للمضمضة وغرفة للاستنشاق فلا بأس, لكن الأفضل أن يكون من غرفة واحدة, وَهَذَا هُوَ صفة ووضوئه عليه الصلاة والسلام, قَالَ: «توضأ مرةً مرة», يَعْنِي غسل الأعضاء مرةً مرة, والمراد بالمرة تعميم العضو غرفة أو غرفتين, والوارد عنه صلى الله عليه وسلم في الوضوء أنواع, مِنْهَا أَنَّهُ توضأ مرةً مرة, توضأ مرتين مرتين, وتوضأ ثلاثة ثلاثة, وتوضأ مخالفًا أربعة أنواع.

خالف بَعْضُ الأعضاء مرة, ومرة مرتين ومرة ثلاث, كُلّ هَذَا جائز وثابت عَنْ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

(المتن)

ذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضئ في وضوئه

1077 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا العباس بن الوليد، قال: حدثنا وهيب بن خالد، عن عمرو بن يحيى، عن أبيه، قال: شهدت عمرو بن أبي حسن، «سأل عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بتور من ماء، فأكفأ على يده، فغسل يده ثلاث مرات، ثم أدخل يده في الإناء فتمضمض واستنشق ثلاث مرات، من ثلاث حفنات، ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرات، ثم أدخل يده في الإناء فغسل ذراعيه مرتين إلى المرفقين، ثم أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأقبل وأدبر، ثم أدخل يده في الإناء فغسل رجليه إلى الكعبين».

(الشرح)

هَذَا فِيهِ أَنَّهُ توضأ مخالفًا غسل وجهه ثلاثًا, وتمضمض ثلاثًا, واستنشق ثلاثًا, وغسل يديه مرتين, وغسل رجليه إِلَى الكعبين وَلَمْ يذكر العدد.

إسناده صحيح أخرجه البخاري في الوضوء وأحمد ومسلم.

(المتن)

ذكر إباحة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة للمتوضئ

1078 - أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب، قال: حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي، قال: حدثنا ابن إدريس، عن، ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف غرفة فمضمض واستنشق، ثم غرف غرفة فغسل وجهه، ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى، ثم غرف غرفة فمسح برأسه وباطن أذنيه وظاهرهما، وأدخل أصبعيه في أذنيه، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى، ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى».

(الشرح)

إسناده حسن, وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه, وأخرجه النسائي في الطهارة, وابن أبي شيبة.

(المتن)

ذكر وصف الاستنشاق للمتوضئ إِذَا أراد الوضوء

1079 - أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا زائدة بن قدامة، قال: حدثنا خالد بن علقمة الهمداني، قال: حدثنا عبد خير، قال: دخل علي رضوان الله عليه الرحبة بعدما صلى الفجر، فجلس في الرحبة، ثم قال لغلام: ائتني بطهور، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست، قال عبد خير: ونحن جلوس ننظر إليه، قال: فأخذ بيده اليمنى الإناء، فأفرغ على يده اليسرى، ثم غسل كفيه، ثم أخذ بيده اليمنى الإناء، فأفرغ على يده اليسرى, كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى غسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يده اليمنى، قال: فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى فعل هذا ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات، ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاث مرات، ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها، ثم رفعها بما حملت من ماء، ثم مسحها بيده اليسرى، ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما مرة واحدة، ثم صب بيده اليمنى ثلاث مرات على قدمه اليمنى، ثم غسلها بيده اليسرى، ثم صب بيده اليمنى على قدمه اليسرى ثلاث مرات، ثم غسلها بيده اليسرى، ثم أدخل يده في الإناء، فغرف بكفه، فشرب منه، ثم قال: «هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم، فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم، فهذا طهوره».

(الشرح)

هَذَا طُهورة, بالضم الفعل, وبالفتح الماء.

فَإِن قِيلَ: قوله: مسح بيديه كلتاهما لَابُدَّ من اليدين أن تكفي واحدة؟ وإن مسح بواحدة وعمم أجزأ.

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد