شعار الموقع

الدرس السابع

00:00
00:00
تحميل
6

بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى نَبِيُّنَا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى يوم الدين؛ أما بعد:

(المتن)

قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه:

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من لحوم الإبل إذا أُكلت غير واجب.

1129- أخبرنا محمد بن أحمد بن نضر الخلقاني بمرو، قال: حدثنا إسحاق بن منصور، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قدر، فانتشل منها عظمًا فأكله، ثم صلى ولم يتوضأ».

قال أبو حاتم: قول ابن عباس: فأكله، أراد به: اللحم الذي على العظم لا العظم نفسه.

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الجزور غير واجب.

1130- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، قال: حدثني محمد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله، يقول: «قُرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خبز ولحم، فأكله ودعا بوضوء، ثم صلى الظهر، ثم دعا بفضل طعامه فأكل، ثم صلى العصر ولم يتوضأ».

1130- ثم دخلت مع أبي بكر، فقال: «هل من شيء؟ فلم يجدوا، فقال: أين شاتكم الوالد؟ فأمرني بها، فاعتقلتها فحلبت له، ثم صنع لنا طعامًا فأكلنا، ثم صلى قبل أن يتوضأ».

1130- ثم دخلت مع عمر، فوضعت جفنة فيها خبز ولحم، فأكلنا، ثم صلينا قبل أن نتوضأ.

(الشرح)

قَالَ: إسناده صحيح أخرجه أبو داود والترمذي.

(المتن)

قال: وحدثنا معمر، عن ابن المنكدر، عن جابر مثله.

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من أكل لحوم الإبل غير واجب.

1131- أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من كتف أو قال: تعرق من ضلع, ثم صلى ولم يتوضأ».

(الشرح)

ما فيهِ أن هذا من لحم الإبل, وقال في الترجمة: (ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الوضوء من لحوم الإبل إذا أُكلت غير واجب).

(المتن)

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسخ للأمر الذي ذكرناه أو مضاد له.

1132- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: حدثنا عبد الله، عن معمر، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم، ومعه أبو بكر وعمر، ثم قاموا إلى الصف ولم يتوضئوا».

1132- قال جابر: «ثم شهدت أبا بكر أكل طعامًا، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ».

1132- «ثم شهدت عمر أكل من جفنة، ثم قام فصلى ولم يتوضأ».

ذكر خبر أوهم عالمًا من الناس أنه ناسخ للأمر بالوضوء من لحوم الإبل.

1133- أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: حدثنا أبو بشر بكر بن خلف، قال: حدثنا يحيى القطان، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفًا فصلى ولم يتوضأ».

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه ناسخ لأمره صلى الله عليه وسلم بالوضوء من لحوم الإبل.

1134- أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا موسى بن سهل الرملي، قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار».

(الشرح)

هذا الاستدلال يستدل بِهِ من قَالَ: إن لحم الإبل لا ينقض الوضوء: «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار» لَكِنْ هذا عام, وحديث الضوء من لحم الإبل خاص, الوضوء من لحم الإبل واجب سواء مسته النار أو لم تمسه النار, كَانُوا في أول الإسلام يتوضئون مما مسته النار, أي شيء مسته النار, لو شرب مرق مسته النار يتوضأ, أو قهوة أو شاي يتوضأ ثم نُسخ, أما الوضوء من لحم الإبل فهذا خاص مطلقًا سواء مسته النار أو لم تمسه النار.

فإن قيل: في الحديث ذكر أَنَّه أكل الكتف وأبهم ما ذكر أنها من الإبل؟.

كل الأحاديث مبهمة وهذا عجيب.

فإن قيل: لعله يريد أَنَّه لا يُستدل بهذه الأحاديث العامة عَلَى عدم وجوب الوضوء من لحوم الإبل؟.

(المتن)

قال أبو حاتم رضي الله عنه: هذا خبر مختصر من حديث طويل.

(الشرح)

حديث عدم الوضوء مما مسته النار وهو مختصر, قرأ أول الحديث ما استدلوا بِهِ, الذي استدلوا بِهِ لِأَنَّهُ مبتور عما يدل عليه, ولا يتعلق بلحوم الإبل.

(المتن)

قَالَ: اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهما لنسخ إيجاب الوضوء مما مست النار مطلقًا، وإنما هو نسخ لإيجاب الوضوء مما مست النار، خلا لحم الجزور فقط.

ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي ذكرناها.

1135- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة المديني، قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعامًا مما مست النار، ثم صلى قبل أن يتوضأ».

1135- «ثم رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعامًا مما مسته النار، ثم صلى قبل أن يتوضأ».

1135- «ثم رأيت بعد أبي بكر عمر أكل طعامًا مما مسته النار، ثم صلى قبل أن يتوضأ».

1136- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: «أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم ومعه أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما، ثم قاموا إلى العصر ولم يتوضئوا».

1136- قال جابر: «ثم شهدت أبا بكر أكل طعامًا، ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ».

1136- «ثم شهدت عمر أكل من جفنة، ثم قام فصلى ولم يتوضأ».

ذكر البيان بأن هذا الطعام الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان لحم شاة لا لحم إبل.

1137- أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا الحسن بن قزعة، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، قال: حدثنا أيوب، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: «دعت امرأة من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاة، فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فحضرت الصلاة، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عاد إلى بقيتها فأكلوا، فحضرت العصر، فلم يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم».

ذكر البيان بأن أكل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه كان ذلك من لحم شاة لا من لحم جزور.

1138- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني محمد بن المنكدر، عن جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من الأنصار، قال: فبسطت له عند ظل صور، ورشت بالماء حوله، وذبحت شاة، فأكل وأكلنا معه، ثم قال تحت الصور، فلما استيقظ توضأ ثم صلى الظهر، فقالت المرأة: يا رسول الله، فضلت عندنا فضلة من طعام، فهل لك فيها؟، قال: نعم، فأكل وأكلنا معه، ثم صلى قبل أن يتوضأ».

ذكر البيان بأن اللحم الذي أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ منه كان لحم شاة لا لحم إبل.

1139- أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، قال: حدثنا بشر بن معاذ العقدي، قال: حدثنا يزيد بن زُريع، قال: حدثنا روح بن القاسم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: «دعتنا امرأة من الأنصار وذبحت شاة، وصنعت طعامًا، ورشت لنا صورًا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطهور، فتوضأ ثم صلى، ثم أتينا بفضول الطعام فأكله، وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ».

1139- ودخلنا على أبي بكر، فدعا بطعام فلم يجده، فقال: «أين شاتكم التي ولدت؟ قالت: هي ذه، فدعا بها فحلبها بيده، ثم صنعوا لبأ، فأكل فصلى ولم يتوضأ».

1139- «وتعشيت مع عمر، فأتي بقصعتين، فوُضعت واحدة بين يديه والأخرى بين يدي القوم، فصلى ولم يتوضأ».

قال أبو حاتم: الصور: مجتمع النخل.

(الشرح)

كل هَذِه الأحاديث ما فيها تصريح بلحم الإبل, وَإِنَّمَا فيها لحم الشاة, يبين أن من استدل بها عَلَى عدم الوضوء من لحم الإبل أَنَّه ليس بصحيح لِأَنّ هذا لحم غنم.

(المتن)

ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل.

1140- أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا أبو مروان العثماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ».

ذكر خبر ثان يصرح بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ منه كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل.

1141- أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أبيه، قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة فيأكل منها، فدعي إلى الصلاة، فقام فطرح السكين، فصلى ولم يتوضأ».

قال ابن شهاب: وحدثني علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

ذكر خبر ثالث يصرح بأن الكتف الذي أكله صلى الله عليه وسلم، فصلى من غير إحداث وضوء، كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل.

1142- أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون، قال: حدثنا أبو مروان العثماني، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم قام إلى الصلاة فصلى، ولم يتوضأ ولم يتمضمض».

ذكر البيان بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولم يتوضأ منه، إنما كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل.

1143- أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ».

ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من أكله، كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل.

1144- أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: أخبرنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم صلى ولم يتوضأ».

ذكر البيان بأن الأكل الذي وصفناه من المصطفى صلى الله عليه وسلم، اللحم الذي لم يتوضأ منه، كان ذلك لحم شاة لا لحم إبل.

(الشرح)

كلها تكرار للتراجم, لو قَالَ الترجمة الأولى وجاء بالأحاديث لكفى.

(المتن)

1145- أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: سمعت محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، «أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من الأنصار، فبسطت له عند صور، ورشت حوله، وذبحت شاة فصنعت له طعامًا، فأكل صلى الله عليه وسلم، وأكلنا معه، ثم توضأ لصلاة الظهر فصلى، فقالت المرأة: يا رسول الله، قد فضلت عندنا من شاتنا فضلة، فهل لك في العشاء؟ قال: نعم، فأكل وأكلنا، ثم صلى العصر ولم يتوضأ».

(الشرح)

لاشك أن كثرة الطرق تفيد قوة الحديث, لَكِنْ يمكنه أن يُدخل الطرق المتعددة تَحْتَ ترجمة واحدة, فلا داعي لتكرار التراجم هي بعينها.

(المتن)

ذكر الأمر بالشيء الذي نسخه فعله الذي ذكرناه قبل.

1146- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا ابن علية، عن معمر، عن الزهري، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ: «أن أبا هريرة أكل أثوار أقط فتوضأ، ثم قال: أتدرون لم توضأت؟ إني أكلت أثوار أقط، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: توضأ مما مست النار».

وكان عمر بن عبد العزيز يتوضأ من السكَر.

 

logo
2025 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد