بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام عَلَى نَبِيُّنَا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ إِلَى يوم الدين؛ أما بعد:
(المتن)
قال ابن حبان رحمه الله تعالى في صحيحه في كتاب الطهارة:
باب المياه.
ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء الذي لا يجري، إذا كان ذلك دون قلتين.
1250- أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن موهب، قال: حدثني الليث، عن أبي الزبير، عن جابر، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أنه نهى عن أن يُبال في الماء الراكد».
ذكر الزجر عن البول في الماء الذي دون القلتين ثم الوضوء منه.
1251- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن عوف، عن محمد، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه».
(الشرح)
مفهومه: يَعْنِي أَنَّه لا بأس بالبول في الماء الزائد عَلَى القلتين لِأَنَّهُ يحمل الخبث, لَكِنْ هذا المفهوم قد لا يُعمل بِهِ ولو كَانَ فوق قلتين, إذا كَانَ هذا يبول وهذا يبول وهذا يبول فسد الماء, فلا ينبغي حتى لو كَانَ فوق القلتين.
(المتن)
ذكر الزجر عن اغتسال الجنب في أقل من القلتين من الماء حذر نجاسة على بدنه إن بقيت.
1252- أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم، قال: حدثنا حرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، أن أبا السائب، مولى هشام بن زهرة، حدثه، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم، وهو جنب, فقالوا: كيف نفعل يا أبا هريرة؟ قال: يتناوله تناولًا».
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا الماء من اللذين ذكرناهما في البابين المتقدمين.
1253- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو أسامة، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، «أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الماء وما ينوبه من السباع والدواب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شيء».
قال أبو حاتم: هذه لفظة إخبار مراده الإعلام عما سُئل عنه، يعني: لا ينجسه شيء مما سألني عنه.
ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء الذي دون القلتين، ومن نيته الاغتسال منه بعده.
1254- أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس، قال: حدثنا حامد بن يحيى البلخي، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل منه».
قال أبو حاتم: سمعت ابن أبي أمية يقول: سمعت حامد بن يحيى يقول: سمعت سفيان يقول: سمعت ابن أبي الزناد، عن موسى بن أبي عثمان أربعة ونسيت واحدًا، يعني: أربعة أحاديث.
ذكر الزجر عن بول المرء في المغتسل الذي لا مجرى له.
1255- أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حبان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، عن معمر، عن أشعث، عن الحسن، عن عبد الله بن المغفل: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبول الرجل في مغتسله، فإن عامة الوسواس يكون منه».
(الشرح)
وهذا إذا كَانَ الماء لا يذهب, أما إذا كَانَ يذهب زال المحظور.
فإن قيل: يسبب الوسواس؟.
إذا بال ثم صب عليه ماء يقول: خلاص هذا من البول, لَكِنْ إذا كَانَ يذهب ثم يصب عليه الماء ويذهب مثل ما هو موجود الآن الحمامات فما في محظور.
(المتن)
ذكر الزجر عن البول في الماء الدائم الذي دون القلتين، إذا أراد البائل الوضوء أو الشرب منه بعد ذلك.
1256- أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا أنس بن عياض، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عطاء بن ميناء ، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يبولن أحدكم في الماء الدائم، ثم يتوضأ منه، أو يشرب».
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن اغتسال الجنب في الماء الدائم ينجسه.
1257- أخبرنا أبو يعلى، قال: حدثنا أبو خيثمة، قال: حدثنا يحيى القطان، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يبول أحدكم في الماء الدائم، ولا يغتسل فيه من الجنابة».
ذكر الخبر المدحض، قول من زعم أن اغتسال الجنب في البئر ينجس ما فيه من الماء.
1258- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الشيباني، عن أبي بردة، عن حذيفة، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل من أصحابه مسحه ودعا له، قال: فرأيته يوما بكرة، فحدت عنه، ثم أتيته حين ارتفع النهار، فقال: إني رأيتك، فحدت عني، فقلت: إني كنت جُنبًا، فخشيت أن تمسني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن لا ينجس».
ذكر الخبر المدحض، قول من زعم أن الجنب إذا وقع في البئر وهو ينوي الاغتسال ينجس ماء البئر.
1259- أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، ببست، قال: حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله العتكي، قال: حدثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن حميد الطويل، عن بكر بن عبد الله، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: «لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا جُنب، فمشيت معه وهو آخذ بيدي، فانسللت منه، فانطلقت، فاغتسلت، ثم رجعت إليه فجلست معه، فقال: أين كنت يا أبا هر؟ قلت: لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن لا ينجُس».
(الشرح)
تخريجه, قَالَ: إسناده صحيح عَلَى شرطهما, وتكلم عَلَى الإسناد وقال: أخرجه النسائي وابن أبي شيبة.