(المتن)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين (اللهم صل وسلم).
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وغفر له ولشيخنا وللحاضرين:
القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام، وقراءة الفاتحة، والركوع، والرفع منه، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال منه، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب والتشهد الأخير، والجلوس له، والصلاة على النبي ﷺ، والتسليمتان.
(الشرح)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
قال المؤلف الشيخ الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالته شروط الصلاة قال وأركان الصلاة أربعة عشر ثم سردها هذه أركان الصلاة إجمالاً وسيفصل المؤلف رحمه الله ويتكلم على كل ركن القيام مع القدرة تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة والركوع والرفع منه والسجود على الأعضاء السبعة والاعتدال منه والجلسة بين السجدتين والطمأنينة في جميع الأركان والترتيب والتشهد الأخير والجلوس له والصلاة على النبي ﷺ والتسليمتان هذا ما ذهب إليه الحنابلة، أن أركان الصلاة أربعة عشر وخالف بعض العلماء فيما في بقية الأركان فهناك من الأركان ما هو متفق عليه وهناك ما مختلف فيه والصلاة لها واجبات ولها أركان فالركن هو جانب الشيء الأقوى الركن لا يسقط إذا تركه المصلي لا يسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلاً لا بد من الإتيان به وإذا لم تأت به لم تصح وإذا لم يأت به لم تصح الصلاة بخلاف الواجب فإن الواجب إذا تركه عمداً بطلت الصلاة بتركه وإذا تركه سهواً جبره بسجدتي السهو، أما الركن فلا يسقط لا جهلا ولا عمدا ولا سهوا إن ترك قراءة الفاتحة الإمام المنفرد أو المنفرد ما صحت الصلاة أو لم يكبر تكبيرة الإحرام (2:38) وهكذا أو ترك الركوع ما صحت الصلاة حتى يأتي بالركوع كترك السجود كذلك لا بد من الإتيان به إذا ترك الركوع ناسياً يأتي به لا بد يأتي به وبما بعده إلا إذا تجاوزه ووصل إلى الركوع في الركعة الثانية فإنها تسقط أو تلغى الركعة الأولى وتكون الثانية عوضا عنها.
المقصود أن هذه الأركان على مذهب الحنابلة وفيها خلاف عد التسليمتان بعض العلماء لا يعدها من الأركان وكذلك الصلاة على النبي ﷺ فيها خلاف بعض العلماء يعدها من الأركان وبعضهم من الواجبات وكذلك الجلسة، الجلوس له، المقصود أن هذه الأركان بعضها بعضها فيها خلاف والشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جرى على مذهب الحنابلة المتأخرين أن أركان الصلاة أربعة عشر ومنهم من قال اثنتا عشر وأسقط الصلاة على النبي ﷺ وأصحابه والتسليمتان وسيفصل المؤلف رحمه الله، يتكلم على كل ركن على حدة نعم.
(المتن)
(الشرح)
أنا عندي النسخة التي عندي والدليل قوله تعالى حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ أي بدأنا من أولها حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ .
هذا الركن الأول من أركان الصلاة القيام مع القدرة فلو صلى قاعداً وهو يقدر لن تصح الصلاة لأنه ترك ركنا من أركان الصلاة القيام مع القدرة أما مع العجز فيسقط القيام ويصلي جالسا القيام ركن متى يكون مع القدرة الصحيح، أما المريض العاجز فيسقط عنه القيام ويصلي قاعداً، لقول النبي ﷺ الدليل على أن القيام ركن من أركان الصلاة مع القدرة قول الله تعالى حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ولقول النبي ﷺ لعمران بن حصين صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ زاد النسائي فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا.
فإذاً المصلي يجب عليه أن يصلي قائماً مع القدرة فلو صلى قاعداً وهو يقدر بطلت صلاته لم تصح الصلاة، لكن إذا كان مريضاً عاجزاً لا يستطيع القيام صلى قاعداً، فإن عجز عن القعود صلى على جنبه الأيمن فإن عجز صلى مستلقيا ورجلاه إلى القبلة لحديث عمران بن حصين: صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ زاد النسائي فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَمُسْتَلْقِيًا.
هذا في صلاة الفريضة، أما في صلاة النافلة فيجوز للمصلي فيجوز للمسلم أن يصلي قاعداً وهو قادر على القيام يجوز أن تصلي الضحى وأنت قاعد، لأنها سنة ليست فرضا ويجوز أن تصلي تحية المسجد وأنت جالس ويجوز أن تصلي سنة الوضوء وأنت جالس ويجوز أن تصلي الوتر وأنت جالس يجوز أن تصلي صلاة الليل وأنت جالس يجوز أن تصلي السنة الراتبة سنة الفجر وسنة الظهر وسنة العشاء وسنة المغرب وأنت جالس لكن ليس لك إلا نصف الأجر إذا صلى القادر قاعداً فليس له إلا نصف الأجر ، صلاته في الحديث صَلاةُ القَاعِدِ على نِصفِ أِجرِ القائِمِ في الحديث صَلاةُ القَاعِدِ على نِصفِ أِجرِ القائِمِ، وصَلاةُ النَّائِمِ على نِصفِ أجرِ القاعِدِ النائم المستلقي الذي صلى على جنبه، هذا إذا كان قادراً إذا كنت قادرا ما في مانع تصلي النافلة وأنت وأنت جالس ولو كنت ولو كنت تستطيع لكن ليس لك إلا نصف الأجر لكن من كان مريضاً فله الأجر كاملا المريض له الأجر كاملا لأن هذه استطاعته لكن إذا كان مستطيعا وصلى قاعداً فله نصف أجر القائم ، أما الفريضة الفرائض فلا يجوز أن يصلي قاعداً وهو قادر فإن صلى قاعداً وهو قادر بطلت صلاته لأنه ترك ركناً من أركان الصلاة وهو القيام، القيام ركن لا يجوز أن يصلي وهو قاعد نعم
(المتن)
الثاني. تكبيرة الإحرام. والدليل: الحديث: تَحْرِيمهَا التَّكْبِير، وَتَحْلِيلهَا التَّسلِيمُ
وبعدها الاستفتاح- وهو سنة- قول: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ.
ومعنى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ: أي أنزهك التنزيه اللائق بجلالك. وَبِحَمْدِكَ أي ثناء عليك. وَتَبَارَكَ اسْمُكَ أي البركة تنال بذكرك . وَتَعَالَى جَدُّكَ: أي جلت عظمتك. وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ: أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله.
(الشرح)
نعم الركن الثاني تكبيرة الإحرام، تكبيرة الإحرام، وهي أن نقول الله أكبر ناوياً الدخول في الصلاة وهذه يقال لها تكبيرة الإحرام وهي ركن الصلاة الأعظم فلو تركها تكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاته إذا ترك تكبيرة الإحرام ما دخل في الصلاة من الأساس فلا تنعقد الصلاة ولا يدخل فيها إلا بتكبيرة الإحرام وهي أن يقول الله أكبر.
سميت تكبيرة الإحرام لأنه إذا كبر حرم عليه ما كان حلالا له قبل الصلاة قبل أن يكبر يحل له الكلام ويحل له الأكل ويحل له الشرب ويحل له المشي والحركة، إذا كبر حرم عليه الأكل وحرم عليه الشرب حرم عليه الكلام وحرم عليه المشي حرم عليه الالتفات الانحراف عن القبلة، ولهذا سميت تكبيرة الإحرام لأنه بالتكبير يحرم عليه ما كان حلالاً له قبل التكبير.
وأما السلام فهو تحليل ، تحليل لأنه بالسلام يحل له ما كان محرم عليه والدليل الحديث تَحْرِيمهَا التَّكْبِير، وَتَحْلِيلهَا التَّسلِيمُ تحريمها تحريم الصلاة يعني تحريمها التكبير إذا كبرت هذا التحريم حرم عليك يحرم عليك ما كان مباحا لك قبل التكبير وليس معنى ذلك أن الإنسان إذا سلم يحل له فعل المحرمات لا المعنى يحل له المباحات التي كانت قبل ذلك الأشياء التي كانت مباحة له قبل ذلك، أما المحرمات في كل وقت هذه لا تجوز ما يجوز شرب الدخان ولا يجوز السباب والشتام هذا مطلقا لكن الشيء الذي الشيء الأشياء التي كانت مباحة له قبل الصلاة قبل التحريم تحرم عليه مثل الأكل مثل الشرب مثل المشي والحركة مثل النداء والإجابة لقول النبي ﷺ: تَحْرِيمهَا التَّكْبِير، وَتَحْلِيلهَا التَّسلِيمُ .
ولا يجزي إلا التكبير لا يجزي إلا أن يقول الله أكبر فلو قال الله الأجل أو الله الأعظم لم يصح لا يجزئ إلا التكبير الله أكبر خلافاً لما يروى عن بعض الأحناف (11:20) قال الله الأجل أو الله الأعظم.
فتكبيرة الإحرام هي الركن الثاني الركن، الأول القيام مع القدرة، وتكبيرة الإحرام الركن الثاني من أركان الصلاة، فلو لم يكبر تكبيرة الإحرام لم تصح صلاته بل لم تنعقد صلاته لأنه لم يدخل في الصلاة ما دخل في الصلاة لا يدخل بها إلا بالتكبير.
وبعدها الاستفتاح وهو سنة المؤلف تكلم عن الاستفتاح الاستفتاح سنة والسنة ما أثيب فاعله ولم يعاقب تاركه، الاستفتاح يكون متى بعد تكبيرة الإحرام تقرأ دعاء الاستفتاح دعاء الاستفتاح سنة إذا أتيت به أثابك الله وإذا تركته فصلاتك صحيحة ولا إثم عليك، بخلاف تكبيرة الإحرام تكبيرة الإحرام ركن لا تصح الصلاة إلا بها، أما الاستفتاح فهو سنة تصح الصلاة بدونه.
ويستحب للإنسان أن يستفتح ، وسمي استفتاحا لأن الإنسان يأتي به بعد تكبيرة الإحرام يفتتح بها صلاته بعد تكبيرة الإحرام، والاستفتاحات ودعاء الاستفتاح له أنواع متعددة وردت في الأحاديث ومنها ما ذكره المؤلف هنا أصح ما ورد في الاستفتاحات حديث أبي هريرة الاستفتاح الذي رواه أبو هريرة ، رواه الشيخان البخاري ومسلم، أنه قال قلت يا رسول الله (13:5) ماذا تقول بعد حينما تكبر تسكت هنيهة، قال أقول اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطايايَ بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ. هذا أصح (13:21) لأنه رواه الشيخان البخاري ومسلم.
ومنها الاستفتاحات الذي ذكرها المؤلف هذا الاستفتاح هذا الاستفتاح سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ. وهذا أفضل الاستفتاحات في ذاته لأنه كله ثناء على الله وتنزيه وتحميد هذا أفضل وفي ذاته وحديث اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ أصحها لأنه رواه الشيخان البخاري ومسلم، أما هذا فرواه الإمام مسلم بسند منقطع لكن ثبت أن عمر كان يلقنه الناس على منبر النبي ﷺ هذا الاستفتاح وكله ثناء على الله والمؤلف رحمه الله أتى به اختاره لأنه سهل كلٌ يحفظه ولأنه ثناء على الله.
وفسر المؤلف جمل هذا الاستفتاح، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ. كم جملة أربع، أربع جمل بعض العامة يزيد جملة خامسة تسمع بعض العامة يقول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ. ولا معبود سواك ولا معبود سواك هذه زيادة ما لم ترد ولا معبود سواك هذه زيادة لم ترد. ومعنى لا إله غيرك هي معناها لا معبود سواك لا إله غيرك لا معبود بحق يعني سواك، فزيادة بعض العامة، العامة يزيدون أشياء من عند أنفسهم لا يعول عليهم، كما أنهم يزيدون في الدعاء بعد الأذان آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ يزيد بعض العامة آت محمدا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة الدرجة الرفيعة هي الوسيلة لكن لم ترد في الأحاديث، العوام عندهم زيادات أحيانا ومن زيادتهم أنهم يزيدون في هذا الاستفتاح جملة خامسة وهي لم ترد.
ومعنى -المؤلف فسر- قال ومعنى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يعني أنزهك يا الله التنزيه اللائق بجلالك سبحان تنزيه التسبيح تنزيه تنزه الله عن النقائص والعيوب سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ يعني أنزهك يا الله التنزيه اللائق بجلالك وَبِحَمْدِكَ يعني أثني عليك وأجمع لك بين التنزيه وبين الحمد أحمدك وأثني عليك على ما لك من الأسماء ما لك من الأسماء الحسنى والصفات العلى وعلى ما أنعمت به على عبادك أنزهك يا الله التنزيه اللائق بجلالك مع الثناء عليك، هذا معنى سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ يعني يجمع لك بين التسبيح والتحميد بين التنزيه والتحميد.
وَتَبَارَكَ اسْمُكَ قال المؤلف المعنى أي البركة تُنال بذكرك البركة تُنال بذكرك بذكرك يا الله تَبَارَكَ اسْمُكَ البركة، البركة تنال بذكرك، فالله تعالى هو المتبارك وعبده المبارك تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا، تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ. فتبارك هذه تقال في جناب الرب ولا يقال للمخلوق تبارك يغلط بعض الناس بعض الناس إذا زار فلانا تباركت علينا تباركت علينا يا فلان هذا غلط وإنما يقول يا فلان تحصل البركة من زيارتك أو أنت شخص مبارك إذا كان فيه خير أو هذا من بركتك يعني الذي جعلها الله فيك أما يقول تبارك علينا لا هذا من صفات الله تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ حتى بعض العامة من جهل بعض العامة قديما كان يسوق الدابة وهو من حمار وكذا فإذا (17:27) جعلك تتبارك أو جعلك تبارك للعامة يقول للدابة هذا من الأخطاء والأغلاط، كلمة تبارك هذه هذا وصف الله تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ، تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا، تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ. فالله هو المتبارك وعبده المبارك قال الله عن عيسى أنه قال وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وقال أسيد بن حظير وعباد بن بشر لعائشة رضي الله عنها لما تأخر الجيش وليسوا على ماء ونزلت آية التيمم قال ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر لأن آل أبا بكر مباركون من ذلك أنها لما حبستهم عن الجيش شرع الله التيمم صار فيه فرج على الناس فيه تشريع عظيم، قال ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فلا ينبغي للإنسان أن يقول تباركت علينا يا فلان وَتَبَارَكَ اسْمُكَ أي البركة تنال بذكرك.
وَتَعَالَى جَدُّكَ قال جلت عظمتك الجد هنا بمعنى العظمة يعني ارتفعت عظمتك جلت عظمتك الجد يطلق على معانٍ يطلق الجد على أبي الأب قال جد فلان يعني أب الأب ويطلق الجد على العظمة كما في هذا ويطلق الجد على الحظ ومنه الذكر بعد الصلاة اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ المراد بالجد هنا الحظ كالشرف والمنصب والمال يعني صاحب الحظ ما ينفعه حظ من الله ولا يقربه من الله ماله وجاهه وسلطانه ما ينفعه إلا إذا كان خادماً للدين وتابعا له ولا يغني كون الإنسان له جاه أو ملك أو سلطان لا يغنيه من الله وهو عاصي لا يرفع لا يرفع عند الله ولا يقدس حظه وجاهه في الدنيا لا يرفع صاحب الحظ حظه فالجد يطلق على الحظ ويطلق على أبي الأب ويطلق على العظمة كما في هنا وَتَعَالَى جَدُّكَ يعني ارتفعت عظمتك.
وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ. قال المؤلف معناه أي لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله وَلا إِلَهَ غَيْرُكَ. لا معبود لا معبود بحق ، لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله، والمعبودات في الأرض الشمس عبدت والقمر عبدت والنجوم والأشخاص والملائكة والأنبياء والصالحون عبدوا لكن عبادة بالباطل العبادة حق الله فمن عبد غير الله فعبادته باطلة حتى ولو كان نبياً لأن الله له حق والنبي ﷺ له حق، حق الله العبادة وحق النبي ﷺ الإيمان وهو اتباعه تصديق أخباره وتنفيذ أحكامه، أما العبادة فهي حق الله لا يعبد أحد الله العبادة حق الله لا معبود في الأرض ولا في السماء بحق سواك يا الله انتهى الاستفتاح، وأما زيادة بعض العامة ولا معبود سواك فهذه زيادة لا من عند أنفسهم ليست موجودة في الاستفتاح نعم
(المتن)
مداخلة الشيخ: (الركن الثالث ما عندك الركن الثالث الركن الثالث قراءة الفاتحة ساقطة عندك.؟ الركن الثالث قراءة الفاتحة بعدها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
ركن في كل ركعة قراءة الفاتحة (نعم نعم) قراءة الفاتحة ركنٌ في كل ركعة (إيه ما قرأته) لا في قبلها يا شيخ (هاه) في قبلها (وش) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم معنى الاستعاذة بالله.
الشيخ: (لا قبلها هذه ستأتي الركن الثالث قراءة الفاتحة بعدها أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).
(المتن)
(الشرح)
هنا في عنوان الآن تقرأ العنوان الركن الأول القيام مع القدر الركن الثاني تكبيرة، الركن الثالث قراءة الفاتحة وقبلها يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الركن الثالث قراءة الفاتحة عنوان تكتبها قبل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الركن الثالث قراءة الفاتحة الركن الثالث قراءة الفاتحة.
الآن سبق الركن الأول وهو القيام مع القدرة الركن الثاني تكبيرة الإحرام الركن الثالث قراءة الفاتحة وهي سبع آيات سبع آيات يقرؤها وهي ركن في حق الإمام والمنفرد لا تسقط لا سهواً ولا عمداً ولا جهلا لا بد أن يقرأها الإمام والمنفرد ركن في حق فلو تركها الإمام بطلت صلاته ولو لم يقرأ الفاتحة في ركعة من الركعات تبطل هذه الركعة ويأتي بركعة بدلها وكذلك المنفرد وأما المأموم فإن قراءة الفاتحة في حقه واجب مخفف تسقط إذا جاء والإمام راكع سقطت الفاتحة حق المأموم لحديث أبي بكرة لما جاء والنبي ﷺ راكع دب دبيبا ثم دخل في الصف فقال له النبي ﷺ: زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا، وَلاَ تَعُدْ ولم يأمره بإعادة الركعة وكذلك إذا جاء ولم يبق إلا من القيام إلا قدر يسير لا يكفي لقراءة الفاتحة تسقط وكذلك إذا قلد من يقول بأنها غير واجبة من العلماء وكذلك إذا نسيها فقراءة الفاتحة في حق المأموم واجب مخفف تسقط مع النسيان ومع التقليد أو إذا جاء والإمام راكع، أما الإمام و المنفرد فهي ركن بحقه لا تصح صلاته إلا بها الإمام والمنفرد يصلي وحده وكذلك الإمام.
وقبلها قبل قراءة الفاتحة يستعيذ بالله يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والاستعاذة سنة مثله مثل الاستفتاح سنة نعم أعوذ بالله الشيطان الرجيم، نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم هذا الاستفتاح الاستعاذة بالله سنة ويكون هذا في الركعة الأولى فقط الركعة الثانية والثالثة والرابعة ما فيها استعاذة على الصحيح قال بعض العلماء في كل ركعة استعاذة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أعوذ معناها ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي هذا معناه الشيطان سمي شيطانا من شطن إذا بعد لبعده عن الخير أو من شاط إذا احترق الرجيم المرجوم المبعد المطرود عن رحمة الله هذا معنى أعوذ أعوذ ألوذ وألتجئ وأعتصم بك يا الله من الشيطان الرجيم المطرود المبعد عن رحمة الله لا يضرني في ديني ولا في دنياي هذا الاستعاذة في الركعة الأولى على الصحيح وقال بعض العلماء في كل ركعة استعاذة سنة والاستفتاح لا يكون إلا في الركعة الأولى في كل صلاة استفتاح في الركعة (25:19) فريضة ونافلة في الركعة الأولى وفي كل صلاة تعوذ في الركعة الأولى فقط على الصحيح قال بعض العلماء في كل ركعة تعوذ.
وأما البسملة بسم الله الرحمن الرحيم هذه تكون في أول كل سورة بسملة ما عدا سورة براءة قبل الفاتحة يبسمل وإذا أراد أن يقرأ سورة يبسمل من أولها وإذا أراد أن يقرأ من آيات من وسط السورة لا يبسمل إنما يبسمل إذا كان في أول السورة ثم يقرأ الفاتحة، نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذه بركة واستعانة (26:1) نستعين بك يا الله نستعين بالله الرَّحْمَنِ اسم الله الرَّحِيمِ اسمه مشتمل على صفة الرحمة، الرحمن الرحيم، الرحمن الرحيم اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر، فمعنى بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ بركة واستعانة ، إذاً أتبرك بذكر اسم الله وأستعين بالله في أموري.
والبسملة سنة مثل التعوذ ثم يقرأ الفاتحة والفاتحة هي أم القرآن وهي ركن في كل ركعة لحديث لَا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وهي أم القرآن وهي سبع آيات من غير البسملة الآية الأولى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الثانية الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الثالثة مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ الرابعة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الخامسة اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ السادسة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ السابعة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ لا بد من الإتيان بالفاتحة وقراءة سبع آيات ولا يسقط حرف منها إذا أسقط حرفا منها بطلت الصلاة والحرف المشدد بحرفين فيها أحد عشر شدة لا بد أن يأتي بها الْحَمْدُ لِلَّهِ هذه الشدة الأولى رَبِّ هذه الشدة الثانية الرَّحْمَنِ الشدة الثالثة الرَّحِيمِ الشدة الرابعة يَوْمِ الدِّينِ ، إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الَّذِينَ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ فيها شدتان الضاد واللام أحد عشر شدة لا بد من الإتيان بها فإذا أسقط حرفا منها لم تصح الصلاة وهي سبع آيات بدون البسملة.
وقال بعض العلماء إن البسملة هي الآية الأولى وهو مكتوب في المصاحف الآن مكتوب في المصاحف بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رقم واحد وجعلوا الآية السادسة والسابعة جعلوها آية واحدة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ. والصواب الأول الصواب أنها سبع آيات بدون البسملة والبسملة آية مستقلة ليست من الفاتحة.
والدليل على أن الفاتحة سبع آيات بدون البسملة الحديث القدسي الذي رواه (28:33) أن الله تعالى قال قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ الصلاة يعني الفاتحة لها أسماء تسمى الصلاة تسمى الفاتحة تسمى الشفاء تسمى أم القرآن من أسمائها الصلاة قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ فإِذَا قَالَ العَبدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ اللَّه حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ اللَّه مَجَّدَنِي عَبْدِي، فإِذَا قَالَ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ قَالَ اللَّه أَثنَى عَلَيَّ عَبْدِي، فإِذَا قَالَ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ قال هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي، فإِذَا قَالَ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قَالَ اللَّه: هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ، فقوله فإِذَا قَالَ العَبدُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين . دل على أن (29:12) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لو كانت البسملة من الفاتحة لقال الرب فإذا قال العبد بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ولو كانت البسملة من الفاتحة وهي آية منها لكان بعض الأئمة تبطل صلاتهم ما يقرأ البسملة في الركعة الثانية فأنت ترى بعض الأئمة إذا قام للركعة الثانية قال الله أكبر الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . قرأ البسملة والا ما قرأها ما قرأها ويكون أسقط آية فتبطل صلاته على القول بأن الآية الأولى البسملة بعض الأئمة ما يقرأ البسملة في الركعة الثانية لأنك تسمع بأذنك الله أكبر الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بسمل أو لم يبسمل لم يبسمل أسقط آية فبطلت صلاته لكن الصواب أن البسملة سنة ليست من الفاتحة وإنما الآية الأولى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ نشوف المصحف الآن افتح المصحف رقم واحد ما هي من الفاتحة الآن الآية الأولى الآية الأولى إيه ها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والآية السابعة هذا على القول الثاني على هذا القول الذي يترك البسملة ما تصح صلاته، صلاته باطلة لأنه ترك آية ولو ترك حرفاً بطلت صلاته من الفاتحة فكيف إذا ترك آية لكن الصواب خلاف هذا أن البسملة ليست هي الآية الأولى الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ وصِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هي السادسة وغَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ هي السابعة كما سمعنا الدليل الحديث.
فالفاتحة ركن من أركان الصلاة الدليل على أنها ركن قول النبي ﷺ: لَا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ
وهي أم القرآن هي أم القرآن ولهذا قيل جميع ما في الكتب من المعاني الإلهية جمع ما في القرآن وما في القرآن جمع في الفاتحة وجمع ما في الفاتحة في آية إِيَّاكَ نَعْبُدُ يعني لا معبود إلا إياك وهي معنى لا إله إلا الله وهي التي من أجلها خلق الخلق نعم.
(المتن)
(الشرح)
المؤلف رحمه الله يبين يشرح الفاتحة صفحة كاملة وهذا كله تابع للركن الثالث وهو القراءة وهي ايش قراءة الفاتحة والركن الرابع متى يأتي بعد صفحة بعد ما يتكلم المؤلف بعد ما يشرح الفاتحة ينتقل إلى ايش الركن الرابع وهو ايش الركوع نحن الآن في الركن الثالث وهو الفاتحة الحمد.
الْحَمْدُ لِلَّهِ المؤلف يقول لك الحمد ثناء والألف واللام لاستغراق جميع المحامد فأن تقول يا الله جميع المحامد كلها لك (32:19) جميع أنواع المحامد ال للاستغراق.
قال وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً يعني الحمد أن هو أن تثني على المحمود بصفاته الاختيارية التي يفعلها باختياره مثل لما تثني على شخص بأنه كريم بأنه جواد بأنه شجاع بأنه محسن هذه صفات اختياريه أو إجبارية.؟ اختيارية هذا يسمى حمدا لكن إذا أثنيت عليه بأنه طويل بأنه طويل القامة وبأنه أبيض اللون هذا له اختيار والا ما له اختيار فيها ماله اختيار هذا يسمى مدحا فإذا أثنيت عليه بالصفات التي لا اختيار له فيها يسمى مدحا وإذا أثنيت عليه بالصفات الاختيارية يسمى حمدا والله تعالى له الحمد لأنه يفعل بقدرته وإرادته واختياريه الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ولم يقل أمدح الله رب العالمين لما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى والنعم على عباده ، ثنى على المحمود بصفاته الاختيارية وأما الجميل الذي لا صنع له فيه مثل الجمال ونحوه فالثناء به يسمى مدحاً لا حمداً والثناء على المحمود بصفاته الاختيارية أكمل لأنه يفعله باختياره، نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم المؤلف فسر الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يقول رَبِّ هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف سمى بالرب لأنه سبحانه مربي جميع الخلق بالنعم يربيهم بنعمه حتى الكفار الله تعالى يربي جميع الخلق بنعمه المؤمنون والكفار يربيهم بنعمه ينعم عليهم يعافيهم يعطيهم الأسماع والأبصار والأفئدة يرزقهم هذا عام للمؤمن و الكافر.
وهناك تربية خاصة بالمؤمن وتربية بالإيمان والعمل الصالح خاصة بالمؤمن ومربي عباده بنعمه ومربي المؤمنين تربية الخاصة مربيهم يوفقهم ويهديهم ويسددهم يوفقهم للإيمان يربيهم على تألهه سبحانه والتعبد له وطاعتهم له باختيارهم وإفراده بالعبادة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ هذا معنى الرب الرب هو المعبود الخالق الرازق المالك المتصرف الذي يربي جميع الخلق بالنعم ويربي المؤمنين تربية دينية.
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ فسر المؤلف العالمين قال كل ما سوى الله عالم كل ما سوى الله عالم الجن عالم والإنس عالم والملائكة عام عالم والطيور عالم والحشرات عالم والوحوش عالم ولكل نوع من أنواع الوحوش عالم والسموات عالم والأرضين عالم والبحار عالم كل ما سوى الله عالم والله رب الجميع رب جميع هذه العوالم ربها وهو الذي خالقها ومدبرها والمتصرف فيها وموجدها وهي في قبضته جميع العالم تحت قبضة الله يصرف ويدبره فهو رب العالمين فالعالم كل ما سوى الله وأنا وأنت من العالم والله رب الجميع والسماوات من العالم والأرضين من العالم والبحار من العالم والوحوش من العالم والملائكة من العالم والإنس من العالم والجن من العالم والله تعالى رب الجميع الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كل ما سوى الله عالم والله رب الجميع . نعم
(المتن)
(الشرح)
هذه آية الثانية الثالثة الثانية أو الثالثة من الفاتحة.؟ الثانية على الصحيح وعلى القول الثاني الذي مشى عليه المصحف تكون الآية الثالثة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هذه الآية الأولى الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هذه الآية الثانية.
قال الرَّحْمَنِ : الرحمن والرحيم اسمان من أسماء الله والرحمن.
وأسماء الله نوعان قسمان:
قسم خاص بالله لا يسمى به غيره مثل الرحمن لا يمكن لأحد أن يسمى بالرحمن خاص بالله الله أعرف المعارف اسم الله الأعظم لا يسمى به غيره الرحمن رب العالمين مالك الملك خالق الخلق النافع الضار المعطي المانع القابض الباسط الخافض الرافع هذه أسماء خاصة بالله.
وهناك أسماء مشتركة يسمى بها الله ويسمى بها المخلوق لكن إذا سمي بها الله له الكمال ولو وإذا سمي المخلوق له ما (38:37) مثل الرحيم (38:39) الرحيم يسمى به مشترك من أسماء الله ومن أسماء المخلوق سمى نفسه الرحيم وسمى نبيه (38:50) بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ومثل العزيز والقدير والسميع والبصير كلها هذه أسماء مشتركة فالرحمن من الأسماء الخاصة بالله والرحيم من الأسماء المشتركة.
الرحمن معناه قال المؤلف رحمة عامة لجميع المخلوقات تشمل المؤمن والكافر ومن رحمة الله تعالى بالكافر أنه خلقه وأوجده وأطعمه وسقاه ورزقه وأمهله وهو كافر أما الرحيم فهو خاص بالمؤمنين يقول تعالى وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً.
وكل اسم من أسماء الله مشتق مشتمل على صفة أسماء الله ليست جامدة الرحمن مشتمل على صفة الرحمة العليم مشتمل على صفة العلم القدير مشتمل على صفة القدرة السميع مشتمل على صفة السمع البصير مشتمل على صفة البصر الحكيم مشتمل على صفة الحكمة العظيم مشتمل على صفة العظمة وهكذا، ولَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ، والكافر الله تعالى يعافيه ويرزقه ويعطيه المال والولد وهو كافر والله تعالى يمهل ولا يهمل، نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يوم الجزاء والحساب يقول المؤلف، ساقطة الجملة، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يوم الجزاء والحساب فسر الدين بمعنى الجزاء والحساب.
والدين له معان يطلق على الجزاء والحساب كما في هذه الآية مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ وهو يوم القيامة يسمى يوم الدين بمعنى المحاسبة يوم المحاسبة ويطلق الدين على العبادة لقوله تعالى مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ مخلصين له العبادة مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ يعني مخلصين له العبادة فالدين يطلق على الجزاء والحساب ويطلق على العبادة له اطلاقات والمراد هنا أيهما المراد الجزاء والحساب مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ هو يوم القيامة سمي يوم الدين لأنه يدان فيه الخلائق ويجازون ويحاسبون على أعمالهم مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ يوم الجزاء والحساب ولهذا قال المؤلف يومٌ كلٌ يجازى بعمله إن خيراً فخير وإن شراً فشر من عمل خيراً جُزيَ بالخير ومن عمل الشر جُزيَ بالشر قال تعالى فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ والدليل أن كلاً يجازى بعمله قول الله تعالى وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ وكرّره لتفخيمه ثم فسر فقال يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ وهو يوم القيامة لا تملك نفس لنفس شيئا نكرة في سياق ايش.؟ النفي عام حتى نفس النبي ﷺ أفضل الأنفس ما تملك لغيرها النبي ﷺ قال للقبائل قال أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، أَنْقِذُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ النَّارِ؛ لَا أُغْنِي عَنْكُم مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ أنقذي نفسك من النار لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي من مالي ما شئت لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا حتى الرسول ﷺ ما يملك لأحد نفعا ولا ضرا يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً أي نفس نكرة في سياق النفي وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ يوم القيامة لمن لِلَّهِ كل الخلائق منصتون والله تعالى يحاسبهم ويجازيهم.
والحديث عنه ﷺ أنه قال الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَمَانِي. الكَيِّس يعني العاقل الفطن الحازم الذي يرجو فكاك نفسه مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ومعنى دان نفسه يعني حاسب نفسه في الدنيا كلمه دان معنى حاسب هذا الدين معناه الحساب من حاسب نفسه يحاسب نفسه ويوقفها عند حدها وينظر في عمله إن كان عمله خيرا استمر عليه وإن كان عمله شرا أمسك زمام نفسه ومنعها هذا الحساب ومن حاسب نفسه في الدنيا خفف عليه الحساب يوم القيامة، ولهذا عمر بن الخطاب كان يخطب الناس ويقول لمن هو، وقيل إن هذا روي عن الحسن البصري أنه قال (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتأهبوا للعرض الأكبر على الله يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ.
فالكيس يقول المؤلف الحديث هذا الحديث في كلامه في تخريجه الحديث له تخريج يقول الحديث الكَيِّس يعني العاقل الفطن الحازم مَنْ دَانَ نَفْسَهُ من حاسب نفسه وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ ما هو الذي بعد الموت القبر والبعث والجزاء والحساب والجنة والنار يعمل عملاً صالحا ينجيه من عذاب القبر وينجيه من أهوال يوم القيامة وينجيه من عذاب النار وهو التوحيد بأن يوحد الله ويخلص له العبادة ويقوم بأمره ويمتثل أوامر الله ويقف عند حدود الله ويستقيم على طاعة الله بهذا ينجو هذا العاقل العاقل الكيس العاقل الفطن الذي يحاسب نفسه ويعمل لما بعد الموت لأهوال يوم القيامة وأما وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا يترك لنفسه الزمام العنان تفعل ما تشاء يفعل المنكرات يقصر في الواجبات لا يبالي يعطي نفسه ما تهوى ثم وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَمَانِي. يتمنى على الله أنه يكون مثل المؤمن الكيس الذي حاسب نفسه ما يمكن العاجز، الكيس الفطن العاقل من حاسب نفسه وأمسك زمامها وعمل لما بعد الموت وأما العاجز من أتبع نفسه هواها يعطيها ما تشهي ويتمنى على الله الأماني يعطي نفسه هواها يفعل المحرمات يقصر بالواجبات ثم يتمنى على الله الأماني أنه يثيبه مثلما يثيب الطائر و يعطيه مثل ما يعطي الطائر هذا تمني والتمني غرور ما ينفع هذا معنى الحديث الكَيِّس العاقل الفطن مَنْ دَانَ نَفْسَهُ حاسبها وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ
وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على الهدى وصلى الله وسلم على محمدٍ وآله وصحبه
