(المتن)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصبحه وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمنا الله وإياه:
(الشرح)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
إِيَّاكَ نَعْبُدُ معناها أي لا نعبد غيرك لأن تقديم الظرف إِيَّاكَ يفيد الحصر والاختصاص والمعنى نخصك يا الله بالعبادة ونعبدك ولا نعبد غيرك وهذا الحصر مأخوذ من تقديم الظرف إِيَّاكَ نَعْبُدُ لو قيل نعبدك ما أفادت فلما قدم الظرف إِيَّاكَ نَعْبُدُ صار يفيد الحصر والاختصاص والمعنى نعبدك يا الله ولا نعبد غيرك وصار المعنى إِيَّاكَ نَعْبُدُ هو معنى لا إله إلا الله, فصار فيها نفي و إثبات لأن معناها لا معبود حقٌ إلا الله فلا إله إلا الله مشتملة على نفي وإثبات النفي في قولك لا إله والإثبات في قولك إلا الله لا إله هذا كفر بالطاغوت والبراءة من كل عبادة لغير الله إلا الله إثبات العبادة لله وحده إيمان بالله ليس هناك توحيد إلا بأمرين كفر بالطاغوت وإيمان بالله قوله لا إله كفر بالطاغوت إلا الله إيمان بالله قال تعالى فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وليس هناك توحيد إلا بأمرين بالنفي والإثبات نفي العبادة من غير الله وإثباتها لله وكذلك إِيَّاكَ نَعْبُدُ نعبدك ولا نعبد غيرك نعبدك هذا إثبات ولا نعبد غيرك هذا النفي قال المؤلف عهد بين العبد وبين ربه ألا يعبد غيره.
وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يعني نستعين بك يا الله ولا نستعين بغيرك كعهد بين العبد وبين ربه بألا يستعين بأحد غير الله هذا عهد والتزام كما قلت إِيَّاكَ نَعْبُدُ عهد والتزام التزمت وعاهدت ربك ألا تعبد غيره والتزام وعهد بينك وبين الله ألا تستعين بغيره إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ولهذا يقول الرب سبحانه في الحديث القدسي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ نعم فالعبادة لله والاستعانة من العبد لربه. نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ هذه الآية الخامسة يقول اهْدِنَا يعني معناها دلنا وأرشدنا وثبتنا على الصراط المستقيم اهدنا دلنا وأرشدنا لما جهلنا وثبتنا بما علمناه, ووفقنا للعمل لأن هناك شيء هناك شيء من الحق تجهله ولا تعلمه فأنت تسأل ربك أن يهديك له وأن يرشدك ويدلك عليه وهناك شيء علمته وعملت به فأنت تسأل الله أن يثبتك عليه وهناك شيء علمته ولكن لم تعمل به فأنت تسأل الله أن يوفقك له و كل هذا داخل في قوله اهْدِنَا يا الله يعني أرشدنا ودلنا لما خفي علينا من الحق وعلمناه وثبتنا على ما علمناه من الحق وعملنا به ووفقنا لما علمناه من الحق ولا (4:43) و وفقنا للعمل بالحق الذي علمناه ولم نعمل به.
الصِّرَاطَ اهدنا الصراط المؤلف يقول في الصراط وفيه ثلاثة أقول لهذا الصراط قيل الإسلام وقيل الرسول وقيل القرآن والكل حق فدين الإسلام حق والرسول حق والقرآن حق فمن استقام على دين الإسلام فهو على الصراط ومن تبع الرسول ﷺ فهو على الصراط ومن عمل بالقرآن فهو على الصراط كلها حق لا تنافي بينها الاختلاف تنوع فالذي يقول الصراط الإسلام أصاب والذي يقول القرآن أصاب والذي يقول الرسول أصاب وكلها مؤداها شيء واحد وهو لزوم الحق من عمل بالإسلام فقد لزم الحق ومن اتبع الرسول ﷺ فقد عمل الحق ومن عمل بالقرآن فقد لزم الحق وهذا هو الصراط.
والْمُسْتَقِيمَ الذي لا عوج فيه الصراط الطريق الذي لا عوج فيه والمراد بهذا الصراط, الصراط المعنوي وهو الحق لزوم الحق وهناك صراط حسي يوم القيامة وهو جسر يوضع ينصب على متن جهنم يمر الناس فيه على قدر الأعمال فهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة فمن استقام على الصراط المستقيم في الدنيا عبر الصراط, الصراط الحسي يوم القيامة وتجاوزه إلى الجنة ومن (....) الصراط المستقيم في الدنيا فإنه يسقط في جهنم ولا يعبر الصراط الحسي الذي ينصب في جهنم صراطان صراط حسي وصراط معنوي من استقام على الصراط المعنوي في الدنيا نجى يوم القيامة و تجاوز الصراط إلى الجنة الجسر المنصوب على متن جهنم ومن (6:42) الصراط المستقيم في الدنيا فلا يتجاوز الصراط لأن الصراط الحسي الذي ينصب على متن جهنم عليه كلاليب تخطف من (6:53) مسلّم وهو مكردسٌ على وجهه في النار والنبي ﷺ قائم على الصراط يقول اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ. الْمُسْتَقِيمَ قال الذي لا عوج فيه. نعم
(المتن)
(الشرح)
وهذه الآية السادسة صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ هذا تفسير للصراط المستقيم اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ هذا الصراط المستقيم هو صراط المنعم عليهم الصراط بمعنى الطريق اهدنا يا الله للطريق المستقيم وهو الإسلام وما جاء به الرسول ﷺ وما جاء في القرآن الكريم وهو صراط المنعم عليهم اهدنا يا الله ودلنا و أوصلنا للصراط المستقيم وهو صراط الذين أنعمت عليهم يا الله يعني طريق المنعم عليهم أنعم الله عليهم بأي شيء بالعلم والعمل من عليهم بالعلم فعلموا الحق ثم من عليهم بالعلم فعملوا به علم وعمل علموا الحق ثم عملوا به.
ومن هم الذين أنعم الله عليهم أربع طوائف أربعة أصناف من الناس: الصنف الأول الأنبياء الصنف الثاني الصديقون الصنف الثالث الشهداء الصنف الرابع الصالحون هؤلاء هم الذين أنعم الله عليهم بالعلم والعمل على الطريق المستقيم, فأنت تسأل الله أن يهديك طريق الطريق المستقيم الذي هو طريق هؤلاء الذين أنعم الله عليهم الطوائف الأربع والدليل قول الله تعالى وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ هذه الطائفة الأولى وَالصِّدِّيقِينَ الصنف الثاني وَالشُّهَدَاءِ الصنف الثالث وَالصَّالِحِينَ هذا الصنف الرابع وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا حسن مرافقة هؤلاء الأخيار ما أحسن مرافقتهم نعمة مرافقتهم أعلاهم الأنبياء من الله عليم بالنبوة والرسالة.
ثم الصديقون جمع صديق هو الذي قوى إيمانه وتصديقه حتى أحرق الشبهات والشهوات فلا يصر على معصية لقوة الإيمان والصديق ما يصر على المعصية مجرد ما تأتي شبهة أو شهوة يحرقها صدقه وإيمانه وفي مقدمتهم الصديق الأكبر أبو بكر اسم صديق فعيل ودرجتهم تلي درجة الأنبياء ثم الشهداء المرتبة الثالثة جمع شهيد والشهيد هو الذي قتل في المعركة لإعلاء كلمة الله هذا الشهيد بذل نفسه وأتلف جسده لله نفسه أعظم ما يملكه الإنسان ما هو نفسه الذي بين جنبيه هذا الشهيد أتلفها رخيصة لإعلاء كلمة الله بذل نفسه ومهجته حتى قتل وحتى تمزق هذا الجسد لإعلاء كلمة الله فنقلت روحه إلى الجنة وصارت تتنعم بأجساد أخرى عوض الله أرواحهم التي أتلفوها في الدنيا أجساداً أخرى تتنعم بواسطتها وهي حواصل طير خضر كما قال عليه الصلاة والسلام إنَّ أرواح الشُّهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنَّة ترد أنهارها وتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش وأما المؤمن غير الشهيد فإن روحه تنقل إلى الجنة إذا مات وله صلة بالجسد لكن تتنعم وحدها بدون (11:3) تأخذ شكل طائر كما ثبت في الحديث أن النبي ﷺ قال نَسَمَة الْمُؤْمِن يعني روحه طَائِر يَعْلُق فِي شَجَر الْجَنَّة يعني يأكل حَتَّى يُرْجِعهُ اللَّه إِلَى جَسَده يَوْم يَبعَثُهُ فالمؤمن روحه وحدها تتنعم في الجنة تأخذ شكل طائر غير الشهيد والشهيد تتنعم روحه بواسطة طير حواصل طير خضر تتنعم أرواح الشهداء أكمل من تنعم غير الشهداء, هؤلاء الشهداء الصنف الثالث.
الشهيد الذي قتل في المعركة لإعلاء كلمة الله المؤمن الموحد أما من قاتل عصبية أو للرياء أو قاتل لأجل للقومية أو لأي مقصد آخر فهذا باطل ليس فيه ليس لله سئل النبي ﷺ عن الرجل يقاتل شجاعة ورجل يقاتل حمية ورجل يقاتل ليرى مكانه أي ذلك في سبيل الله فقال مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ.
والصالحون جمع صالح الذين صلحت أعمالهم وبرت أعمالهم وأخلصوها لله وصوبوها على كتاب الله وسنة رسوله ﷺ.
وهم ثلاثة أصناف الصالحون:
الصنف الأول السابقون المقربون الذين أدوا الفرائض والواجبات وتقربوا إلى الله بفعل النوافل والمستحبات وتركوا المحرمات وتركوا مع ذلك المكروهات كراهة التنزيه وتركوا مع ذلك التوسع في المباحات حذرا من الوقوع في المكروهات هؤلاء لهم درجة عالية السابقون المقربون.
والصنف الثاني: المقتصدون أصحاب اليمين المقتصدون أصحاب اليمين أدوا الواجبات فقط ووقفوا عند هذا الحد ولم يكن عندهم نشاط في فعل النوافل والمستحبات وتركوا المحرمات ووقفوا عند هذا الحد ولم يتركوا المكروهات كراهة تنزيه وقد يتوسع في المباحات.
وكل من الصنفين يدخل الجنة من أول وهلة فضل من الله تعالى لكن درجة السابقين المقربين أعلى الجنة درجات وهؤلاء المقتصدون دخلوا الجنة لأنهم أدوا ما عليهم لكن ما توسعوا, ما كان عندهم نشاط في فعل المستحبات والنوافل.
والصنف الثالث الظالمون لأنفسهم مؤمنون موحدون ماتوا على التوحيد لم يقعوا عمل الشرك لكن ظلموا أنفسهم بالتقصير في بعض الواجبات أو فعل بعض المحرمات فهؤلاء على خطر من العذاب في القبر بسبب معاصيهم وعلى خطر من دخول النار قد يعفى عنهم قد يعفو الله عنهم وقد يشفع فيهم فلا يدخلون النار وقد يعذبون في النار مدة لكن لا يخلدون فإذا طهروا خرجوا من النار أخرجهم الله بشفاعة أشفع الشافعين ورحمة أرحم الراحمين هؤلاء الأصناف وهم داخلون في الصالحين عندهم صلاح التوحيد صلاح سلموا من الشرك لأن هذه طبقة من الطبقات من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
قال الله تعالى وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ثناء عليهم حسن مرافقة هؤلاء وكلها الأصناف الثلاثة اصطفاهم الله حتى الظالمين أنفسهم اصطفاهم الله فلم يشركوا بالله وكلهم ممن أورثه الله كتاب وكلهم مآلهم إلى الجنة قال الله تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا ثم قال وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ هذا الصنف الرابع.
(المتن)
(الشرح)
نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
هذه الآية ايش الآية السابعة غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ وأنت وهذا دعاء آخر الفاتحة أوله ثناء الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ثناء مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ثم إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ثم يأتي الدعاء أعظم دعاء وأنفع دعاء وأجمع دعاء, دعاء الفاتحة وحاجة الإنسان لهذا الدعاء والهداية أعظم من حاجته للطعام والشراب بل أعظم من حاجته إلى النفس الذي يتردد بين جنبي الإنسان لأن الإنسان إذا فقد الطعام والشراب و النفس مات و الموت لا بد منه عاجلا أو آجلا و لا يضر الإنسان إذا مات وهو مستقيم على طاعة الله موحد لكن إذا فقد الهداية مات روحه وقلبه وصار إلى النار فصار فقد الهداية أعظم وأشد من فقد الطعام والشراب والنفس ولهذا حاجة الإنسان إلى هذا الدعاء حاجة عظيمة أشد من حاجته إلى كل شيء اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ يا لله صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غير صراط المغضوب عليهم غير صراط الضالين فأنت تسأل الله أن يجنبك طريق المغضوب عليهم وتسأل الله أن يجنبك طريق الضالين.
ومن هم المغضوب عليهم قال المؤلف وهم اليهود معهم علم ولم يعملوا به تسأل الله أن يجنبك طريقهم هذا مثال من المؤلف اليهود معهم علم ولم يعملوا به فهم مغضوب عليهم حل عليهم الغضب وكل من لم يعمل بعلمه فله نصيبه من الغضب من فسد من علماء هذه الأمة فهو مع اليهود مغضوب عليه وَلَا الضَّالِّينَ النصارى يقول المؤلف النصارى وهم النصارى يعبدون الله على جهل وضلال هذا مثال وكل من فسد من العُباد هذه الأمة فهو مع النصارى لضلاله فالمغضوب عليه هو الذي معه علم ولم يعمل به والضالين هم الذين يعبدون الله على جهل وضلال وهذا الغالب على اليهود أنهم معهم علم بعض اليهود يوجد منهم جهال قال تعالى وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ والنصارى فيهم علماء لكن الغالب على اليهود العلم والغالب على النصارى الجهل.
فتكون الطوائف كم ثلاثة في السورة ذكر ثلاث طوائف المنعم عليهم والضالون والمغضوب عليهم والضالون فأنت تسأل الله أن يهديك صراط المنعم عليهم المنعم عليهم هم الذين من الله عليهم بالعلم والعمل وتسأل الله أن يجنبك طريق المغضوب عليهم وهم الذين يعلمون ولا يعملون عندهم علم لكن لا يعملون أهل غواية غاوون منحرفون عن بصيرة تسأل الله أن يجنبك طريقهم يعلمون الحق لكن لا يعملون به هؤلاء مغضوب عليهم كاليهود وأشباههم والنصارى وَلَا الضَّالِّينَ الضالون هم الذين ليس معهم علم معهم عمل بدون علم كيف يعملون بدون علم على جهل وضلال تعبد على جهله كالنصارى وأشباههم فصارت الطائفة الأولى معهم علم وعمل والطائفة الثانية معهم علم بدون عمل وهم اليهود وهم المغضوب عليهم كاليهود, والطائفة الثالثة معهم عمل بلا علم وهم الضالون كالنصارى وأشباههم فأنت تسأل الله أن يهديك صراط المنعم عليهم الذين معهم علم وعمل من الله بالعلم و العمل وتسأل الله أن يجنبك طريق المغضوب عليهم هم الذين يعلمون ولا يعملون وتسأل الله أن يجنبك طريق الضالين وهم الذين يعملون بدون علم بل على جهل وضلال.
وقول المؤلف وهم اليهود وهم النصارى هذا مثال أراد أن يمثل يعني مثاله اليهود مثال الذين المغضوب عليهم ومثال الضالين النصارى وليس خاصا بهم من شارك اليهود في أنه لا يعمل بعلمه فهو معهم ومثلهم ومن شارك النصارى في العمل على جهل وضلال فهو منهم. نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم هذا الدليل قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً إذا ضلالة يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً وهم يعبدون على جهل وضلال نعم وهم ضالون. نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم الحديث هذا أيضاً دليل لأن ضلال النصارى وانحرافهم قال عليه الصلاة والسلام لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كَانَ قبلَكم يعني طرقهم مسالك تسلكون مسالكهم وتعملون مثل عملهم لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ يعني طرق مَن كَانَ قبلَكم حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ القذة ريشة السهم كما أن ريشة السهم تشبه الريشة لا تزيد عنها وكذلك أنتم يوجد في هذه الأمة من يشابه النصارى سواء بسواء يفعل مثل فعلهم (21:10) حتى إن منهم لَو كَانَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَى أُمَّهُ عَلاَنِيَةً لَكَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَأتِي أُمَّهُ عَلاَنِيَةً قال لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن كَانَ قبلَكم يعني ايش يعني لتفعلن مثل فعل السابقين حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ يعني تساوونهم كما تساوي القذة القذة, والقذة ريشة السهم حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ، معلوم جحر الضب ما هل يستطيع الإنسان أن يدخل جحر الضب ما يستطيع والمعنى شدة التشبه بهم حتى إن اليهود لو دخلوا جحر ضب لدخل من هذه الأمة جحر الضب معهم مثلهم ولو دخل النصارى جحر الضب لوجد في هذه الأمة من يدخل ايش جحر الضب والمراد المشابهة مشابهتهم وتقليدهم في الباطل.
وهل معنى ذلك أن الأمة كلها تفعل هذا لا المراد أنه يوجد في هذه الأمة من يتبع اليهود والنصارى ويشابههم ويقلدهم وتكون مشابهته دقيقة كما تشابه ريشة السهم الريشة الأخرى ويكون اتباعه لهم شديداً حتى إنهم يلحقونه ويتابعونه في كل شيء حتى لو دخل الواحد من اليهود والنصارى جحر الضب لكان في هذه الأمة من يدخل جحر الضب تبعا لهم والمعلوم أن جحر الضب لا يسع أحدا لكن المراد المبالغة المبالغة في التقليد وليس المراد أن كل الأمة تفعل هذا لا بل المراد أنه يوجد من هذه الأمة من يفعل مثل فعل اليهود والنصارى وليس (23:5) الأمة تفعل, لأن الأمة فيها الأخيار وفيها الصالحون الصحابة والتابعون والأئمة والعلماء وقال النبي ﷺ لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
وهذا الحديث يفيد أمرين:
الأمر الأول أنه يوجد في هذه الأمة من يفعل فعل اليهود والنصارى لا بد أن يوجد.
والأمر الثاني التحذير تحذير من فعل اليهود والنصارى تحذير لهذه الأمة أن تسلك مسالكهم فيصيبها ما أصابهم الرسول ﷺ يحذر (23:41) أن الرسول ﷺ يأمر الناس يتبعون اليهود والنصارى لا يحذر من اتباع اليهود و النصارى ويخبر أيضا في نفس الوقت أن اتباع اليهود والنصارى لا بد أن يوجد في هذه الأمة من يفعل فعلهم ويشابههم ويحاكيهم ويتبعهم في كل شيء حتى من شدة المتابعة لو دخلوا جحر الضب للحقوهم ودخلوا معهم جحر الضب نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم وهذا الحديث الثاني أيضا دليل على أن النصارى ضالون قال افترقتِ اليهودُ على إحدَى وسبعينَ فرقةً , وافترقتِ النصارَى على اثنتَينِ وسبعينَ فرقةً, وستفترقُ هذه الأمةُ على ثلاثٍ وسبعينَ تزيد عليها واحدة كلُّها في النارِ إلا واحدةً، قلنا ماهي الواحدة يا رسول الله قال مَن كَانَ عَلَى مِثلِ مَا أَنَا عَلِيهِ وَأَصحَابِي. (24:54) وهم الفرقة الناجية وهم الفرقة المنصورة كل هذه أوصاف لهم وهم الصحابة والتابعون هم أهل الحق تبقى طائفة هذه بشرى بشارة أنه لا بد أن تبقى طائفة على الحق وأن الحق ما يزل ولا يضمحل من هذه الأمة وتبقى طائفة تكون على الحق و تتوصى خطى النبي ﷺ تعمل مثل عمل مثل عمل الصحابة وهم مثل عمل الصحابة وصفهم النبي ﷺم قال مَن كَانَ عَلَى مِثلِ مَا أَنَا عَلِيهِ وَأَصحَابِي. من كان على مثل ما عليه النبي ﷺ الصحابة وهو الناجي وهم أهل السنة والجماعة وهم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة كل هذه أسماء لهم ومن قال إن الفرقة الناجية غير الطائفة المنصورة غير (25:51) فقد أخطأ أهل السنة والجماعة هم الفرقة الناجية وهم الطائفة المنصورة وهم أهل حق, نعم
(المتن)
(ايش ما عندك العناوين الركن الرابع الركوع الركن الخامس الرفع منه كذا ساقطة عندك الركن السادس السجود على الأعضاء السبعة الركن السابع الاعتدال منه الركن الثامن الجلسة بين السجدتين).
(لا(26:26) .... الركوع الركن الخامس الرفع منه) أحسن الله إليك يا شيخ.
(الشرح)
نعم لما انتهى المؤلف من الكلام على الركن الرابع وهو قراءة الفاتحة وفسر الفاتحة الآيات السبع انتقل إلى الركن الرابع من أركان الصلاة وقال الركن الرابع الركوع, الركوع هذا ركن في الصلاة ومعنى الركوع هو الانحناء بأن ينحني ويمد ظهره ويلقم يديه ركبتيه مفرجة الأصابع ويقول سُبحان ربِّي العظيمِ هذا ركن هذا الركوع من لم يأت بالركوع لم تصح صلاته (3627:) ركوع في ركعة من الركعات إن كان لم يصل إلى الركوع فإنه يأتي به وبما بعده وإن كان قد قام للركعة التي بعدها لغت الركعة الأولى التي ترك منها الركوع وصارت الثانية بدلا عنها هذا الركن الرابع الركوع.
الركن الخامس الرفع منه كونه يرفع ثم يعتدل الركوع الركن ايش الخامس هنا قد جعل السادس الركن الخامس الاعتدال منه الركوع ركن والرفع من الركوع ركن والاعتدال منه ركن وهذا فيه خلاف الرابع الركوع لا بأس به أما الرفع منه كونه يعني يعد ركنا فيه نظر الركوع هذا على مذهب الحنابلة أن الركوع ركن الرابع والركن الخامس الرفع من الركوع يرفع رأسه من الركوع والركن السادس الاعتدال رفع رأسه ويعتدل حتى (29:4) إلى موضعه (29:6) أركان ركن الركوع والرفع منه والاعتدال بنفسه منه ثم الركن السابع السجود على الأعضاء السبعة لقول النبي ﷺ أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وفي لفظ (29:21) والأعضاء السبعة هي اليدين والركبتين وأطراف القدمين والسابع الجبهة والأنف يسجد عليها أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ جاء في الحديث أن من رفع عضوا منها ظل ذلك العضو يلعنه.
والدليل قوله تعالى الركن الذي بعد هذا قرأته.؟ نعم الركن الرابع السجود على الأعضاء السبعة نعم.
قرأت الحديث أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ
نعم الركن الرابع الركوع والركن الخامس الرفع من الركوع والركن السادس الاعتدال منه يكون هذا في الركوع هذا ركن لكن الرفع والاعتدال أنه جعله ركنان فيه نظر الرفع والاعتدال قد يقال ركن واحد الركن السابع السجود على الأعضاء السبعة وهي اليدين والركبتين وأطراف القدمين والجبهة والأنف الجبهة والأنف عضو واحد اليدين والركبتين وأطراف القدمين الدليل على هذه الأركان الركوع والسجود قول الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ والحديث عنه ﷺ قال أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ وهي الآراب يقال لها الآراب, جاء في الحديث الآخر الأمر بالسجود على هذه الأعضاء السبعة وأن أي عضو رفعه ظل ذلك العضو يلعنه وإذا رفع رجله أو رفع ركبتيه إذا رفع عضواً من هذه الأعضاء السبعة من أول السجود إلى آخره لا يصح السجود لكن لو رفع مثلا يده في بعض السجود ثم أعادها أو رفع ركبته في أو أطراف القدمين ثم أعادها صح السجود لكن لو رفع عضواً منها من أول السجود حتى يرفع ما سجد عليه فالسجود لا يصح لأنه سجد على ستة أعضاء لو رفع يده من أول السجود إلى آخره أو ركبته أو أطراف القدمين إحدى رجليه من أول السجود إلى آخره لم يصح, والدليل على هذه الدليل على هذه الأركان قوله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا دليل للركوع والسجود والحديث عنه ﷺ قال أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ أعظم وفسرها قال اليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، والجبهة والأنف. نعم
(المتن)
(نعم)
الثامن الجلسة.
(الشرح)
نعم الجلسة بين السجدتين إذا رفع رأسه من السجود جلس جلسة حتى يعود كل مفصل إلى موضعه.
وهذه الجلسة كان النبي ﷺ يطيلها حتى يقول القائل قد أوهم أو قد نسي كما أنه يطيل القيام بعد الركوع إذا رفع رأسه من الركوع أطاله وقف حتى يقول القائل قد نسي وإذا رفع رأسه من السجدة جلس حتى يقول القائل قد نسي هكذا ثبت في الحديث الصحيح والمعنى أنه عليه الصلاة والسلام يطول هذين الركنين على خلاف ما يفعله بعض الناس تجد الأحناف لا يرون القيام بعد الركوع ركنا ولا يرون الجلسة بين السجدتين فبعض الأحناف مجرد ما يرفع رأسه من الركوع يهوي للسجود (34:14) سمع الله لمن حمده الله أكبر ما يطمئن لأنه ما يرون أن الطمأنينة ركن وإذا رفع رأسه من السجدة الله أكبر الله أكبر ما يعتدل ولا يطمئن هذا غلط لا بد من الطمأنينة و صلاة النبي ﷺ واضحة في هذا هكذا رويت عن النبي ﷺ كان يطيل القيام بعد الركوع ويطيل الجلسة بين السجدتين. نعم
(المتن)
الركن التاسع الطمأنينة في جميع الأفعال, الركن العاشر الترتيب بين الأركان.
والدليل حديث المسيء: عن أبي هريرة قال: بينما نحن جلوس عند النبي ﷺ إذ دخل رجل فصلى فقام فسلم على النبي ﷺ قال: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، فعلها ثلاثا، ثم قال: والذي بعثك بالحق نبيا لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي ﷺ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذلِكَ فِي كُلِّ صَلاَتِكَ كُلِّهَا.
والتشهد الأخير
(الشرح)
نعم هذا الركن التاسع الطمأنينة, الطمأنينة في جميع الأفعال عام الطمأنينة, الطمأنينة في الركوع الطمأنينة في السجود الطمأنينة في القراءة الطمأنينة في الرفع من الركوع الطمأنينة في الرفع من الجلوس في جميع الأركان الطمأنينة.
ومعنى الطمأنينة السكون والتمهل والانتظار حتى يعود كل مفصل إلى موضعه فتتمهل في القراءة تتمهل في تكبيرة الإحرام ما تسرع فيها تطمئن تتمهل في قراءة الفاتحة تقرأ بتؤدة وطمأنينة تطمئن في الركوع تمد ظهرك حتى يعود كل مفصل إلى موضعه ترفع رأسك ولا تنقر الصلاة كنقر الغراب لا, تطمئن في السجود تمد صلبك الطمأنينة واجبة في جميع الأفعال.
فمثلا تكبيرة الإحرام (36:51) الله أكبر بطمأنينة لكن عدم الطمأنينة الله أكبر هذا ما فيه طمأنينة اطمئن, اطمئن (37:2) الله أكبر هذا فيه سرعة يسقط بعض الحروف الله أكبر بطمأنينة.
كذلك الفاتحة لا بد أن تطمئن في القراءة الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كان النبي ﷺ يقف على الرحمن على رؤوس الآية وإذا قرأت آيتين سردتها مع الطمأنينة لا بأس الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لكن بعض الناس ما يطمئن الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ يسقط بعض الحروف هذا ما فيه طمأنينة ما فيه داعي له قرأها الفاتحة بنفس واحد بعض الناس هذا فيه عجلة وسرعة قد تسقط بعض الحروف لا بد من الطمأنينة.
الطمأنينة في الركوع بعض الناس يقول الله أكبر سمع الله لمن حمده الله أكبر سمع الله لمن حمده الله أكبر سمع الله لمن حمده أين الطمأنينة اطمئن الله أكبر (37:55) سبحان رب العظيم سبحان رب العظيم سبحان رب العظيم سبحانك اللهم ربنا وبحمدك (38:00) سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد تقرأ الذكر بعض الناس ينقر صلاته نقر الغراب ركوع وسجود هذه الصلاة صورية.
الدليل على أن الطمأنينة واجبة حديث المسيء ما هو حديث المسيء الرجل الذي جاء والنبي ﷺ جالس في المسجد دخل فصلى ركعتين لكن لم يطمئن نقره نقر الغراب فجاء فسلم على النبي ﷺ فقال وَعَلِيكَ السَّلَامُ، ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ كيف يقول ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ألم يكن صلى, صلى كيف يقول لم تصل يعني لم تصل صلاة شرعية وإن كان صلى صلاة صورية صلى صلاة في الصورة نعم ركوع وسجود هذا في الصورة والظاهر لكن ليس صلاة شرعية ارْجِعْ فَصَلِّ يعني صلاة شرعية فإنك لم تصل صلاة شرعية فرجع الرجل وصلى مثل صلاته الأولى فأمره بالرجوع قال ﷺ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ ثم رجع فصلى مثل صلاته الأولى النبي ﷺ كرره لماذا.؟ لعله ينتبه لعله ينتبه للخطأ ولأن تعليمه بعد ذلك يكون أوقع في النفس فقال الرجل في المرة الثالثة يا رسول الله ما أعرف غير هذا ما عندي غير هذا والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه النبي ﷺ (39:20) فقال إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ وفي رواية (39:24) فَأَسبِغِ الوُضُوءَ استقبل القبلة وكبر ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً هذه طمأنينة لا تعجل اطمئن ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِماً، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِداً، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِساً، ثُمَّ افْعَلْ ذلِكَ فِي كُلِّ صَلاَتِكَ كُلِّهَا. هذا دليل على أن الطمأنينة تكون ايش في جميع الأركان.
وفي الحديث أن النبي ﷺ قال أَسْوَأُ النَّاسِ سَرِقَةً الَّذِي يَسْرِقُ مِنْ صَلَاتِهِ قيل يا رسول الله وكيف يسرق من صلاته قال لَا يُتِمُّ رُكُوعَهَا وَلَا سُجُودَهَا قال مالك يقال في كل شيء وفاء وتطفيف فمن طفف فقد علمت بما قال الله للمطففين وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ والمعنى أن الله إذا توعد المطفف في الكيل والميزان في الدنيا بالويل وهو شدة العذاب فالذي يطفف بمكيال الدين وينقص صلاته وينقرها نقر الغراب أشد.
والترتيب بين الأركان هذا الركن ايش الركن العاشر الترتيب بن الأركان كيف الترتيب بين الأركان لأنه لا بد أن يرتب يكبر تكبيرة الإحرام أولا ثم يقرأ الفاتحة ثم يركع لو كبر تكبيرة الإحرام ثم ركع ثم قرأ الفاتحة ما رتب أو سجد ثم قام وركع ما رتب لا بد من الترتيب بين الأركان أولا تكبيرة الإحرام ثم قراءة الفاتحة بالترتيب ثم الركوع ترتيب ثم الرفع منه ثم السجود ثم الرفع وهكذا لا بد من الترتيب بين الأركان نعم الركن الحادي عشر.
(المتن)
(الشرح)
نعم هذا الركن الحادي عشر التشهد الأخير وأما التشهد الأول فليس ركنا وإنما هو واجب بدليل أن النبي ﷺ لما ترك التشهد الأول (42:8) أن النبي ﷺ (42:10) جلوس وترك التشهد الأول ناسياً فلما كان في آخر الصلاة انتظر الناس تسليمه فسجد سجدتين قبل أن يسلم فلما جبر التشهد الأول بالسجود دل أنه ليس بركن لأن الركن لا يسقط لا سهواً ولا عمداً وأما التشهد الأخير فهو ركن هذا عند الحنابلة يعني لأن المؤلف مشي على مذهب الحنابلة التشهد الأخير ركن وهو الركن الحادي عشر والركن الثاني عشر الجلوس له ما الفرق بينهما.؟ التشهد الأخير التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ إلى آخره يعني هذا الذكر ركن لو لم يأت بالتشهد ما صحت صلاته الركن اثنين الجلوس له كونه يأتي بالتشهد وهو جالس غير قائم هذا ركن فجعل المؤلف التشهد والجلوس له ركنان وقد يقال إنه ركن واحد المهم أنها أربعة عشر ركناً على هذا المذهب الركن الحادي عشر التشهد الأخير أما التشهد الأول فهو واجب الركن الثاني عشر الجلوس له الجلوس للتشهد يجلس هذا ركن ثم يأتي بالتشهد هذا ركن.
والركن الثالث عشر الصلاة على النبي ﷺ الركن الرابع عشر التسليمتان هذه أربعة عشر و القول هذا فيه خلاف بين أهل العلم بين التشهد الأخير والجلوس له والركن الثالث عشر الصلاة على النبي ﷺ يقول اللَهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ هذا ركن عند الحنابلة وقيل الصلاة على النبي ﷺ واجب إذا تركه سهوا جبره (44:6) وقيل سنة ثلاثة أقوال لأهل العلم الصلاة على النبي ﷺ قيل ركن في الصلاة وقيل واجب وقيل سنة والأقرب أنها واجبة أنه واجب.
والركن الرابع عشر التسليمتان بأن يقول السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه وعن شماله بهذا تمت الأركان الأربعة عشر.
ثم شرح المؤلف التشهد الأخير قال والتشهد الأخير ركنٌ مفروض واستدل على أن التشهد الأخير ركن قال كما في حديث الحديث عن ابن مسعود قال كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد قول قبل أن يفرض علينا التشهد فقول يفرض هذا على أنه فرض ركن هذا الدليل ايش الدليل على أن التشهد الأخير فرض قول ابن مسعود كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد فدل على أنه مفروض وأنه فرض ومن الأدلة أيضا أن النبي ﷺ علم ابن مسعود التشهد قال علمني النبي ﷺ التشهد كما يعلمني السورة من القرآن كفي بين كفيه هذا التشهد هذا تشهد ابن مسعود التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ
وهناك تشهد ورد أنواع للتشهد تشهد عبد الله بن عباس وتشهد عدة تشهدات أنواع التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ المُبَارَكَاتُ, وفي بعضها أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحدَه لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أنواع لكن أصحها أصح هذه الأنواع تشهد ابن مسعود لأنه اعتنى به قال علمني النبي ﷺ التشهد كفي بين كفيه كما يعلم السورة من القرآن , عناية وضبط كفي بين كفيه يعلم كما يعلم السورة من القرآن فصار أصح التشهدات تشهد ابن مسعود عبد الله بن مسعود التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ هذا تشهد ابن مسعود في تشهد ابن عباس فيه خلاف التحيات المباركات الطيبات لله وفي بعضها خلاف لكن هذا وإذا أتى بنوع من هذه الأنواع الثابتة صح لكن الأفضل أفضلها وأصحها تشهد ابن مسعود قال كنا نقول قبل أن يفرض علينا التشهد السلام على الله من عباده السلام على جبريل...
(المتن)
وَالصَّلَوَاتُ معناها جميع الدعوات، وقيل: الصلوات الخمس. وَالطَّيِّبَاتُ الله طيب ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها.
(الشرح)
نعم هذا معنى ألفاظ التشهد يشرحها الإمام رحمه الله قال معنى التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ معناها جميع التعظيمات لله ملكا واستحقاقا (47:53) الانحناء لا يكون إلا لله هذا تعظيم ومثل الركوع ما يكون إلا لله والسجود ما يكون إلا لله والبقاء والدوام لا يكون إلا لله فلا يجوز أن تنحي لشخص وأنت تسلم الانحناء تعظيم والتعظيم خاص بالله أو تركع له وتسجد له هذا حرام هذه العبادة لا تكون إلا لله هذه التعظيمات تكون لله هذه التحيات هي لله هو المستحق لها والمالك لها أما المخلوق لا يستحقها لا يستحق أن يركع له ولا أن يسجد له ولا أن ينحنى له وكذلك البقاء والدوام لله أما المخلوق يفنى لا يبقى كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ لكن البقاء والدوام لله هذا معنى التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ أن التعظيمات مملوكة لله وهو المستحق لها كالانحناء والركوع والسجود والبقاء والدوام وجميع ما يعظم رب العالمين جميع التعظيمات التي يعظم بها الله ملك له واستحقاق له لا يستحقها المخلوق فهو لله كل التعظيمات لله فمن صرف منها شيئا لغير الله فهو مشرك كافر من ركع لغير الله تعبداً له كفر من سجد لغير الله كفر من عظم غير الله فيما هو من خصائص الله كفر وهكذا من اعتقد أن أحدا له البقاء والدوام غير الله كفر البقاء والدوام لله والمخلوق يفنى ولا يبقى إلا من كتب الله له البقاء لأنها لا تفنى هناك بعض المخلوقات كتب الله لها البقاء وهي العرش باقٍ ما يفنى والكرسي (49:34) والجنة والنار دائمتان لا تفنيان وعَجب الذنب إذا مات الإنسان عجب الذنب وهو العصعص وهو عظمٌ صغير آخر فقرة في العمود الفقري كل إنسان يبلى جسده إلا العظم الصغير هذا في الحديث كُلُّ ابْنِ آدَمَ يَبلَى إلَّا عجُبَ الذَّنَبِ ، منهُ خُلِقَ ابنُ آدَمَ ومنهُ يُرَكَّبُ رواه مسلم في صحيحه والأرواح الروح إذا خرجت ما تفنى تبقى في نعيم أو في عذاب روح المؤمن تنقل إلى الجنة ولها صلة بالجسد تنعم مفردة و متصلة بالجسد وتعذب مفردة ومتصلة بالجسد روح الكافر تنقل إلى النار ولها صلة بالجسد والجسد يفنى ويصير ترابا والروح باقية تبقى
ثَمَــــانِــيَـــةٌ حُـــكْــمُ الْبــــقَـــــــاءِ يَــــعُــمُّـهَـــا | مِنَ الْـــخَــــلْــقِ وَالْـــبَــاقُـــونَ فِــــي حَــيِّـزِ الْعَدَمْ |
هِـــيَ الْــعَــــــــرْشُ وَالْــكُـــرْسِـــــيُّ نَــــــارٌ وَجــــنَّــةٌ | وَعَـــجْــــبٌ وَأَرْوَاحٌ كَـــــذَا الـلَّوْحُ وَالْــــقَـلَـــمُ |
اللوح المحفوظ هذا يبقى والقلم قلم القدر الذي كتب الله لها البقاء.
(المتن)
(الشرح)
نعم الصلوات, الصلوات لله يعني جميع الدعوات لله وقيل الصلوات الخمس لله معبود بها سبحانه لأنه هو المعبود الحق.
طيبات الأعمال الطيبة من الأقوال طيبات الأقوال والأعمال الطيبة كلها لله فالصلوات قيل الدعوات وقيل الصلوات الخمس والطيبات لله يعني الأعمال والأقوال الطيبة, أعد الطيبات
(المتن)
(الشرح)
نعم لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم إنَّ الله طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلاَّ طيِّباً، وإنَّ الله أمرَ المُؤْمِنينَ بما أمرَ به المُرسَلين فهو طيب (51:38) طيبا لا يقبل إلا الطيب من الأقوال والأعمال, وهي الخالصة لله الموافقة للسنة رسول الله ﷺ. نعم
(المتن)
السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ندعو للنبي ﷺ بالسلامة والرحمة والبركة ورفع الدرجة والذي يدعى له ما يدعى مع الله.
(الشرح)
نعم السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ هذا دعاء هذا دعاء للنبي ﷺ بالسلامة والرحمة والبركة وهذا دليل على أنه لا يستحق العبادة لأنه يدعى له والذي يدعى له لا يدعى مع الله فمن عبد الرسول ﷺ فقد صرف حق الله لغيره لأن الرسول ﷺ يدعى له تدعو له السَّلاَمُ عَلَيْكَ السلام دعاء فأنت تدعو للنبي ﷺ بالسلامة والرحمة والبركة إذن هو محتاج والمحتاج لا يكون إلهاً ولا يكون معبوداً أما الله فلا أحد يدعو لله بالسلامة والبركة لأنه الله هو السلام ومنه السلام و هو رب الجميع وفوق الجميع وليس فوقه أحد حتى يدعى بخلاف الرسول عليه الصلاة و السلام فإنه محتاج فلا يعبد هو نبي كريم يطاع ويتبع ولكن لا يعبد المعبود هو الله ولهذا المؤلف استنبط من كون الرسول ﷺ يدعى له بالسلام والرحمة والبركة أنه لا يستحق العبادة لا يعبد الرسول ﷺ لا يعبد بالركوع ولا بالسجود ولا بالدعاء ولا بالذبح الذي يعبد هو الله لأن الرسول ﷺ مخلوق بشر لكنه أشرف البشر شرفه الله وكرمه بالنبوة والعبودية والرسالة وهو عبد ورسوله يطاع ويتبع و يصدق ويحب أعظم محبة المال و النفس لكن لا يعبد العبادة حق الله المؤلف استنبط (53:39) السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ أن الرسول ﷺ لا يعبد لأنه يدعى له بالسلام بالسلامة والرحمة والبركة والذي يدعى له لا يدعى من دون الله ولا يعبد من دون الله. نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ: تسلم على نفسك بقولك السَّلاَمُ عَلَيْنَا وتسلم على كل عبدٍ صالح في السماء والأرض وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ كل عبد صالح في السماء وهم الملائكة وكل عبد صالح في الأرض من المؤمنين من الإنس والجن تشمله هذا كل عبد صالح في السماء وفي الأرض تشمله هذه الدعوة السلام علينا وعلى, السلام دعاء تدعو له بالسلامة السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ
والسلام يقول المؤلف و السلام دعوة, والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله هذا المؤلف يرد على الذين يعبدون أصحاب القبور يقولون هذا رجل صالح يدعوه من دون الله لا , يدعون يدعى لهم تدعو له هو محتاج إليك تدعو له بالمغفرة والرحمة أما أنت ما تدعوه من دون الله هو الآن مرتهن بقبره ما يملك لنفسه فضلا عن غيره ما يستطيع نفع نفسه ولا يستطيع أن يزيل ما به أنت حي تقدر لكن هو ما يستطيع المشي ولا الحركة ولا ما معه روح مات فكيف تدعوه من دون الله هو محتاج إلى أن تدعو له وأنت تذهب تدعو له وتدعوه من دون الله تقول يا فلان اشفع لي أغثني فرج لي, كيف هو تراب الآن بلي جسده محتاج لك وأنت لست محتاجا إليه فكيف تدعوه مع الله أين عقول المشركين غلت عقولهم وأفهامهم ولهذا قال المؤلف والصالحون يدعى لهم اللهم اغفر لهم و ارحمهم ولا يدعى له مع الله لا تقول يا فلان أغثني اشفع لي لا, لا يدعون مع الله الدعاء حق الله المؤلف استنبط من التشهد المعاني معنى إخلاص العبادة لله نعم
(المتن)
(الشرح)
نعم بعد ذلك تأتي الشهادتين أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أشهد يعني أقر وأعترف أقر وأعترف وأصدق وأشهد شهادة اليقين بأنه لا يستحق العبادة إلا الله في الأرض ولا في السماء تشهد أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ معناه تشهد شهادة اليقين ألا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله ليس هناك معبود بالحق في السماء و الأرض إلا الله لكن هناك معبود بالباطل في الأرض مثل ايش مثل أصحاب القبور عبدوا بالحق والا بالباطل وكذلك عبادة الملائكة باطل العبادة حق الله وهناك من عبد الشجر وهناك من عبد الحجر وهناك من عبد الماء هناك من عبد الفروج حتى يقال في الهند مئات المعبودات منها الفروج يعبدونه وهناك عباد الشيطان (....) إلى الآن موجودين في لبنان وفي غيرهم من قديم ومن حديث يسمون معبودهم الشيطان عباد الشيطان, الشيطان يعبدونه من دون الله قال الله تعالى أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ هذه المعبودات بالحق والا بالباطل كلها بالباطل وليس هناك عبادة بالحق إلا عبادة الله قال الله تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يعني أقر وأعترف وأشهد شهادة اليقين بأن العبادة حق الله وبأنه لا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ يعني أقر وأعترف وأشهد شهادة اليقين بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف الهاشمي القرشي العربي المكي ثم المدني أنه رسول الله وأنه عبد الله ورسوله وأنه ليس إلها يعبد بل هو رسول وعبد عبد لله هو أعظم الناس عبودية لله وأفضل الناس وأشدهم له إخلاصا في العبادة أعبد الناس هو الرسول ﷺ هو عبد الله وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ليس إلهاً ولكنه رسول عبدٌ ورسولٌ كريم وأشهد أن محمدا.
ولهذا قال المؤلف وشهادة أن محمداً رسول الله تشهد بأنه عبدٌ لا يعبد ورسولٌ لا يكذب بل يطاع ويتبع هذه وظيفته, وظيفته أنه رسول الله يبلغ الرسالة يعبد الله ورسول الله, والواجب على المسلم أن يصدق أخباره وأن يطيعه ويتبعه وينفذ أحكامه ويتعبد لله بما شرعه ويقدم محبته على محبة المال والنفس والولد وكل الناس شرفه الله بالعبودية والرسالة قال تعالى تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً والشاهد قوله عبده وصفه بالعبودية في مواضع إنزال الكتاب وفي مقام الإسراء سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ مقام الدعوة وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ مقام التحدي وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا نعم
(المتن)
(الشرح)
سنن وأقوال وأفعال انتهى التشهد يعني التشهد يقول المؤلف بعد هذا تصلي على النبي ﷺ من الذي رتب هذا التشهد الترتيب انظر الترتيب العجيب أولا حق الله التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ, ثم السلام على النبي ﷺ الدعاء للنبي ﷺ ثم السلام على نفسك وعلى كل عبد صالح في السماء و الأرض ثم الشهادة لله تعالى بالوحدانية ثم الشهادة للنبي ﷺ بالرسالة ثم الصلاة على النبي ﷺ شوف الترتيب هذا ترتيب توقيفي ليس لك أن تقدم ولا تأخر فرض.
ولهذا قال المؤلف التشهد ركن وأعده ركن من أركان الصلاة لا بد أن ترتب هكذا ما تقدم ولا تأخر فسر النبي ﷺ قال اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ تسأل الله أن يصلي على محمد ما معنى الصلاة على محمد ما معنى اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ فسره المؤلف قال المعنى اللهم أثني على محمد في الملأ الأعلى الصلاة من الله لها معنى والصلاة من الملائكة لها معنى والصلاة من الآدميين معنى ما هي الصلاة من الله قلت اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ تسأل الله أن يثني على عبده في الملأ الأعلى الملائكة والدليل على هذا الذي يقول أصح ما قيل في الصلاة على الله الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى كما حكى البخاري في صحيحة عن أبي العالية (71:2:3) أنه قال صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى فأنت إذا قلت اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كأن اللهم أثني على محمد في الملأ الأعلى الملائكة في الملأ الأعلى الذين هم أشرف الملائكة الله تعالى يثني عليه.
وقال بعض العلماء الصلاة من الله معناها الرحمة والمعنى اللهم ارحم محمدا وقيل إنها تشمل الثناء والرحمة إلا إذا جمع بينهما كقوله عطف أحدهما على الآخر, كقوله تعالى أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ هنا فصل عطف الرحمة على الصلاة فصارت الصلاة الثناء والرحمة, و الشيخ الإمام رحمه الله يقول إن صلاة الله على عبده أصح ما قيل فيها ثناؤه عليه في الملأ الأعلى فأن تقول اللهم أثن على عبدك محمد في الملأ الأعلى يشرفه الله بالثناء عليه.
ومن الملائكة, الملائكة إذا صلوا على النبي ﷺ معناه يستغفرون له ومن الآدميين الدعاء.
فالصلاة من الله الثناء عليه في الملأ الأعلى والصلاة من الملائكة استغفارهم له والصلاة من الآدميين دعاؤهم له فأنت إذا صليت عليه تدعو له والملائكة إذا صلوا عليه يستغفروا له والله إذا صلى على عبده يثني عليه في الملأ الأعلى.
هذه الصلاة أنواع الصلاة على النبي ﷺ جاء فيها أنواع من هذه الأنواع ما ذكره المؤلف اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وفي نوع آخر اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ وفيه اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ومنها اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ, وفيه أصح ما ورد في الصلاة على النبي ﷺ ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء وهو الجمع بين محمد وآل محمد في الصلاة والتبريك والجمع بين إبراهيم وآل إبراهيم في الصلاة والتبريك اللهم صل قال اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
لكن هذا أكملها المؤلف يقول إذا قلت اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ انتهى التشهد إذا قال التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ إلى قول اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ السلام عليكم ورحمة الله انتهت الصلاة, ما زاد عن قول اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ سنة وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
وأما الاستعاذة بالله من أربع اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ جاء في الحديث أن النبي ﷺ قال إذا صلى أحدكم فليكن من آخر ما يدعو به أن يستعيذ بالله من أربع: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ جمهور العلماء على أن هذا سنة مستحب لو تركه صحت الصلاة لأن الواجب اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ والاستعاذة (1:7:7) والدعاء سنة.
وذهب طاووس بن كيسان اليماني التابع إلى الجليل إلى أن الاستعاذة بالله من أربع واجب يجب على المصلي أن يستعيذ بالله من أربع اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ثبت عنه أنه قال لابنه مرة لما صلى هل استعذت بالله من أربع قال لا قال أعد صلاتك هو يرى أنها أنه لا بد من الاستعاذة من أربع لكن جمهور العلماء على أنه مستحبة.
وكذلك ورد دعاء أيضا في آخر التشهد علمه النبي ﷺ أبا بكر اللَّهمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كثِيرًا، وَلا يَغْفِر الذُّنوبَ إِلاَّ أَنْتَ وفي لفظ ظلما كَبِيراً وورد أيضا اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وَأعُوذُ بِكَ أنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ العُمُرِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ كل هذا مستحب نعم ما بعد قوله وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ يقولون سنة إما قولية أو فعلية سنن أقوال وأفعال, انتهى التشهد عند قولهاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نعم , لكن الأكمل أن يكمل وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ ويستعيذ بالله من أربع ويستعيذ ويقول رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ, ويجعلها من آخر الدعاء هذا مستحب ما ينبغي الإنسان أن يترك الفضائل. نعم
(المتن)
فالأركان ما سقط منها سهوا أو عمدا بطلت الصلاة بتركه. والواجبات ما سقط منها عمدا بطلت الصلاة بتركه، وسهوا جبره السجود للسهو. والله أعلم.
(الشرح)
نعم لما انتهى المؤلف من أركان الصلاة تكلم على واجبات الصلاة أركان الصلاة أربعة عشر والواجبات كم ثمانية ما الفرق بين الواجبات والأركان قال المؤلف في فرق الركن أربعة عشر ركنا على خلاف كما سبق إن فيها خلاف يقول الركن ما سقط منها سهواً و عمداً تبطل الصلاة بتركه إذا ترك الركوع سهواً تبطل الصلاة إذا تركه عمداً تبطل الصلاة ما في فرق لا فرق بين السهو والعمد لا بد من الإتيان به, ترك قراءة الفاتحة عمداً بطلت الصلاة سهواً بطلت الصلاة من الإمام والمنفرد ترك السجود, الركن لا يمكن أن يسقط أبداً ولو صلى وقد ترك ركنا لا بد أن يأتي وإذا طال الفصل يعيد الصلاة أما الواجب فإذا تركه عمداً بطلت الصلاة وإذا تركه سهواً سجد سجدتين للسهو في آخر صلاته يجبرها بسجدتين.
ما هي الواجبات:
كم الواجبات ثمانية عُدها الآن
الواجب الأول: جميع التكبيرات غير تكبيرة الإحرام هذه واجب, واجب تكبيرة الإحرام واجب ركن تكبيرة الإحرام هذه ليست من الواجبات بل هي ركن الركن الأعظم في الصلاة لا تنعقد الصلاة إلا بها لكن غير تكبيرة الإحرام مثل ايش تكبيرة الركوع تكبيرة السجود تكبيرة الرفع من السجود تكبيرة القيام من التشهد الأول كل هذه التكبيرات هذا واجب إذا تركها عمداً بطلت الصلاة وإذا تركها سهواً يسجد سجدتين في آخر صلاته.
الواجب الثاني قول سُبحان ربِّي العظيمِ يقول سُبحان ربِّي العظيمِ متى في الركوع لأن النبي ﷺ لما قال فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ قال النبي ﷺ اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ يقول سُبحان ربِّي العظيمِ مرة الواجب وأداء الكمال ثلاثا وإذا زاد فهو خير قال أهل العلم وأعلاه بحق الإمام عشر سُبحان ربِّي العظيمِ سبحان وكان النبي ﷺ يطيل في ركوعه وسجوده يطيل الركوع والسجود في الفريضة حتى يحسب يحزر له تسبيحات عشر تسبيحات مع التدبر في الركوع وعشر تسبيحات مع التدبر في السجود وإذا رفع رأسه من الركوع وقف حتى يقول القائل قد نسي يطيله وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى جلس حتى يقول القائل قد نسي لكن العلماء يقولون الواجب مرة يقول سُبحان ربِّي العظيمِ مرة أديت الواجب وإذا قلتها ثلاثا أفضل وإذا قلتها سبعاً أو عشراً أفضل إذا تركت قول سُبحان ربِّي العظيمِ إذا ترك متعمداً بطلت الصلاة وناسيا يجبرها بسجدتين في آخر الصلاة هذا الواجب الثاني.
الواجب الثالث ما هو قول سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ للإمام والمنفرد سمع الله لمن حمد للإمام سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ وأما المأموم ماذا يقول رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ ما يقول سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ لأنه يجيب.
ومعنى سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ استجاب الله استجاب الله لمن حمده وقال بعض العلماء المأموم أيضا يقول سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ لكن الصواب أنه خاص بالأمام والمنفرد, الواجب.
الرابع: قول رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ للكل بمعنى المراد بالكل من الإمام والمأموم والمنفرد كلهم يقولون رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ ولك الحمد ورد فيها أربع سنن السنة الأولى رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ بالواو السنة الثانية رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ بدون واو السنة الثالث اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ اللهم والواو والسنة الرابعة اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ اللهم بدون واو كلها وردت رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ ، رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحَمدُ أي واحدة أتى بها فإنه أتى بالذكر المشروع.
الآن التكبيرات غير تكبيرة الإحرام وقول سُبحان ربِّي العظيمِ في الركوع قول سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ للإمام والمنفرد وقول رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ للكل هذا أربع واجبات.
الواجب الخامس قول سُبحان ربِّي الأَعلَى في السجود الواجب كما سبق مرة وأن الكمال ثلاث وإذا زاد سبعة أو عشرة فهو خير إذا ترك سُبحان ربِّي الأَعلَى عامداً بطلت الصلاة وإن تركها ناسياً جبره بسجدة سهو.
السادس قول رَبِّ اغفِر لِي بين السجدتين قول رَبِّ اغفِر لِي الواجب مرة وإذا قال كررها ثلاث ربي اغفر لي ربي اغفر لي ربي اغفر لي وإذا زاد رَبِّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَاجْبُرْنِي، وَعَافِنِي، كما ورد سنة الزيادة سنة لكن قول رَبِّ اغفِر لِي مرة واحدة واجب إذا تركها و لم يقل رَبِّ اغفِر لِي عامداً بطلت الصلاة وناسيا جبره بسجدة السهو.
السابع و هذه الواجبات ستة عند الحنابلة واجب بمعنى أنه لو تركها عمداً بطلت الصلاة و جمهور العلماء يرون أنها ليست واجبة وهي مستحبة قالوا هذه الأذكار مستحبة فلو تركها عمداً لا تبطل الصلاة تكبيرات غير الركوع قولرَبِّ اغفِر لِي بين السجدتين قول سُبحان ربِّي العظيمِ في الركوع قول سُبحان ربِّي الأَعلَى في السجود رَبَّنَا وَلَكَ الحَمدُ كلها مستحبات عند الجمهور عند أكثر العلماء ولا تبطل الصلاة بتركها وعند الحنابلة واجب يقول لأن النبي ﷺ حافظ عليها وقال خُذُوا عَنِّي، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي.
السابع من الواجبات التشهد الأول, التشهد الأول واجب يجلس للتشهد الأول ويقرأ التشهد التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، وَالصَّلَوَاتُ إلى وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ واجب لو تركه عمداً بطلت الصلاة وسهواً يجبره بسجدة.
والدليل على أنه يجبر بسهو أن النبي ﷺ صلى كما جاء في الحديث مرة بأصحابه وقام للتشهد الأول ناسياً فلما قضى صلاته ترك التشهد ناسيا انتظر الناس تسليمه فسجد سجدتين قبل أن يسلم هذا جاء في حديث عبد الله (1:16:5).
وإذا قام الإنسان للتشهد الأول هل يرجع أو لا يرجع له ثلاث حالات:
الحالة الأولى أن يتذكر قبل أن يستتم قائماً وفي هذه الحالة يجب عليه أن يرجع ويسجد سجدتي السهو.
الحالة الثانية أن يتذكر بعد أن يستتم قائماً وقبل أن يشرع في القراءة فهذا الأفضل أنه يستمر ولا يرجع فإن رجع فهو مكروه في حقه.
الحالة الثالثة ألا يتذكر حتى يشرع في قراءة الفاتحة وفي هذه الحالة يحرم عليه الرجوع لأنه تلبس بالركن.
الثامن الجلوس له الجلوس التشهد واجب والجلوس له واجب الجلوس واجب وقراءة التشهد واجب هذه ثمان هذه الواجبات الثمانية.
وقال المؤلف رحمه الله الفرق بينها أن الركن لا يسقط لا سهواً ولا عمداً والواجب إذا تركه عمداً بطلت الصلاة وسهواً يجبره بسجود سهو.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
بهذا نكون انتهينا من هذا الرسالة، وفق الله الجميع لطاعته ورزق الله الجميع العلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على محمدٍ وعلى آله وصحبه.