شعار الموقع

شرح كتاب القواعد الحسان الدرس الأول

00:00
00:00
تحميل
358

بسم الله الرحمن الرحيم

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والعاقبة للمُتَّقِين، ولا عُدوانَ إلا على الظَّالمين، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له، إلهُ الأولِين والآخِرِين، وأشهدُ أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبدُ الله ورسوله، خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسول ربِّ العالمين، صلَّى اللهُ وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

أَمَّا بَعْدُ:

فنحمدُ اللهَ أنْ وفّقنا عقْد هذه المجالس العلمية، ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا الإخلاصَ في العَملِ، والصدقَ في القول، وأنْ يجعل أَعمَالنا خالصةً لوجهِ الله الكريم، وصوابًا على هدي نبينا ﷺ.

وهذا هو الدرس الثاني يُعقد في هذا اليوم، يوم السبت الموافق الحادي والعشرين من شهرِ رَجَب الحرام، من عامِ 1431 للهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصَّلاة والسَّلام.

وهو الكلام على ما يَفْتح اللهُ به على هذه الرسالة المفيدة النافعة، التي سمّاها مؤلفها: القواعد الحِسان لتفسيرِ القرآنِ بالقرآنِ، تأليف  العلَّامة المحقِّق الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السِّعدي رَحِمَهُ اللهُ، وأَسْكنه فسيحَ جنّاته.

هذه الرسالة ضَمَّنها المؤلف رَحِمَهُ اللهُ قواعد، قواعد وصفها بأنها حِسان؛ تُعِين مَن يريد فهْم كتاب الله والعملَ به، وتنيرُ له الطريق، وتفتحُ ذهنه، وفهْمه.

فمَن ألقى السَّمعُ وهو شهيد فإنه يستفيد بإذن الله تعالى، إذا أراد اللهُ هِدَايته وَتوفيقه، إذا قرأ هذه الرسالة بإمعان وتدبُّر، وتفهُّم، قاصدًا الاستفادة، متضرعًا إلى الله ، طالبًا منه الإعانةَ وأن يفتح عليه، فإنه يُوفق بإذن الله.

فهي رسالةٌ عظيمة ضمّنها المؤلف رَحِمَهُ اللهُ سبعين قاعدةً، سبعين قاعدة لتفسير القرآن بالقرآن، وابتدأها بمقدمة، مقدمة مختصرة نافعة، ثم بعد ذلك بدأ المؤلف رَحِمَهُ اللهُ يتكلم على هذه القواعد ويشرحها قاعدةً قاعدةً.

فنبدأ على بركةِ الله، ليقرأ القارئ المقدمة.

القارئ:

الحمدُ لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

قال العلامة عبد الرحمن السعدي رَحِمَهُ اللهُ تعالى:

المتن

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا.

أمَّا بعدُ:

فهذه أصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم.

الشرح

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

ابتدأ المؤلف رَحِمَهُ اللهُ هذه الرسالة، افتتحها بالبسملة؛ ببسم الله الرحمن الرحيم؛ اقتداءً بالكتاب العزيز، فإن الله افتتح كتابه بالبسملة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ۝ لْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 1، 2].

ثُم ثنَّى بـ "الحمدِ"، والحمدُ: هو الثناء على المحمود، بصفاته الاختيارية مع حبه وإجلاله، هذا هو الحمد.

الحمد: الثناء على المحمود بصفاته الاختيارية، مع حبِّه وإجلاله، وهو أبلغ من المدح، فإن المدحَ هو الإخبار بصفات الممدوح، وقد لا يكون معه محبة، بخلاف الحمد فإنه ثناءٌ مع محبةٍ.

ولهذا فإنَّ الوارد في حقِّ الله الحمد، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، افتتح اللهُ تعالى كتابه العزيز: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]، سورة الفاتحة.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ [الكهف: 1]، سورة الكهف.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [سبأ: 1]، سورة السبأ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ [فاطر: 1]، ولمْ يأتِ يمدح اللهُ؛ لأن الحمد أبلغ، والثناء على المحمود بصفاته الاختيارية التي يفعلها باختياره، هذا يُسمى حمدًا.

أمَّا الثناء على المحمود بذكرِ صفاته التي ليست اختيارية فهذا يُسمى مدحًا ولا يُسمى ثناءً، فمثلًا أنتَ تمدح الأسد بأنه قوي، وبأنه مَلك الحيوانات، وبأنه قوي، مفتول الأعضاء، هذا مدحٌ؛ لأنه ليس له اختيار في هذا.

وكذلك تمدح الإنسان بأنه طويل القامة، وبأنه أبيض البَشرة، هذا ليس له اختيار فيه، بأنه طويل أو قصير، لكن إذا مدحته بأنه كريم أو جواد أو شجاع أو طالبُ عِلم، هذه صفات اختيارية، هذا يُسمى بالحمد؛ لأنه يفعلها باختياره.

أمَّا الصفات التي ليس له اختيار، كونه طويل، كونه جميل، كونه.. هذا ليس له اختيار فيه.

فالله تعالى محمود على صفاته الاختيارية، وهو خلقَ الخَلق وأنشأهم من العدم، باختياره ، هو الذي ربّى العالمين بنعمه، وهو الذي منَّ على المؤمنين بالإيمان وهداهم للإسلام، وهو الذي أعطاهم الأسماع والأبصار والأفئدة، فهو محمود على ما له من الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وعلى ما له من النِّعم على عباده.

و(أل) الحمدُ لله: للاستغراق، (أل) للاستغراق؛ جميع أنواع المحامد كلها مُلكٌ لله، جميع أنواع المحامد لله مُلكًا واستحقاقًا، "الحمدُ".

"لله": اللام للمُلك؛ يعني اللهُ مالك هذا الحمد.

واللهُ: الاسم الشريف هذا، اسم الله الذي لا يُسمى به غيره.

وأصلُ الله: الإله، حُذفت الهمزة فلصقت اللام باللام، فُخِّم فصار الله، وأصل هذه الإله.

والإله: على وزنِ فِعال؛ بمعنى مفعول، فاللهُ الإله هو المألوه؛ الذي تألهه القلوب محبةً وإجلالًا وخوفًا ورجاءً وتعظيمًا.

قال ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: اللهُ ذو الألوهية والعبودية على خَلقِه أجمعين([1]).

"الحمد لله، نحمده": بأن نثني عليه، بصفاته الاختيارية .

"ونستعينه": نطلبُ منه العَون على أمور الدين والدنيا، كما قال تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة: 5].

"ونستهديه": نطلبُ منه الهداية، فهو الهادي، يهدي مَن يشاء فضلًا منه وإحسانًا، ويضل مَن يشاء عدلًا وحكمةً.

"ونستغفره": نسأله المغفرةَ لذنوبنا، نسأله أن يغفر ذنوبنا وأن يسترها؛ حتى نَسْلَمَ من شرِّها في الدنيا والآخرة.

الشرور الواقعة في الدينا من العقوبات والمصائب والنكبات، بسبب الذنوب والمعاصي، والعقوبات، عذاب القبر بسبب الذنوب والمعاصي، وعذاب النار سببه المعاصي، فإذا استغفر الإنسان ربَّه وتاب إليه، وقاه من شرِّ هذه الذنوب في الدنيا والآخرة، ونستغفره.

"ونتوب إليه"؛ يعني نرجع إليه.

التوبة: هي الرجوع، نرجع إلى الله بالندم، والإقلاع عن المعاصي والتخلي عنها، والعزم على عدم العودة إليها.

"ونعوذ بالله من شرور أنفسنا": نعوذُ: من العَوْذ؛ وهو الالتجاء والاعتصام؛ يعني نلتجأ إلى الله، ونعتصم به من شرور أنفسنا، وسيِّئات أعمالنا.

هل النفوس لها شرٌّ؟

نَعم، النفس تكون أمارة بالسوء، ويُستعاذ من شرها، قال تعالى: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي [يوسف: 53].

النفس تكون أمارة بالسوء، وتكون مطمئنة، وتكون لوَّامة.

"وسيئات أعمالنا": نعوذُ بالله من سيئات الأعمال. الأعمال السيئة كما سبقَ هي من أسباب العقوبات والمصائب والنكبات في الدنيا، ومن أسباب عذاب القبر، ومن أسباب عذاب النار؛ ولهذا استعاذ من سيئات أعمالنا.

"مَن يهده الله فلا مضلَّ له"؛ لأنَّ الله هو الذي بيده الهداية، مَن هداه الله فلا يستطيع أحدٌ أن يضله، ولو اجتمع الخَلق كلهم على أن يضلوه ما استطاعوا.

"ومَن يضلل فلا هادي له": مَن أضلَّه الله، وخذله، وتخلّى عنه، فلا يستطيع أحدٌ أنْ يهديه، فهو يهدي مَن يشاء بفضله وإحسانه، ويضل مَن يشاء بعدله وحكمته.

"وأشهد ألا إله إلا الله":  أشهدُ؛ يعني أُقر وأعترف، "ألا إله إلا الله"، بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله.

لا إله إلا الله، هذه كلمةُ التوحيد، وهي كلمةُ التقوى، تَقِي من الشِّرك، وهي أصلُ الدِّين وأساسُ المِلة؛ أن تشهد لله تعالى بالوحدانية، وتشهد لنبيه محمدٍ ﷺ بالرسالة.

أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، هذا أصلُ الدِّين وأساس الملة، ولا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بهاتين الشهادتين، ومفتاح الجنة، و مَنْ كَانَ آخِرُ كَلامِهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ([2]).

أشهد: أقر وأعترف، بأنه لا إله إلا الله، ومعناها: لا معبود حق إلا الله.

الإله: هو المعبود.

لا إله: لا نافية للجنس، من أخوات إِنَّ، النحاة الذين يعرفون عِلم النحو، يقول: لا نافة للجنس، من أخوات إِنَّ، تنصب الاسم وترفع الخبر.

إلهَ: اسمها، والخبر: محذوف تقديره: لا إلهَ حقٌّ إلا الله، والمعنى: لا معبود بحقٍّ إلا الله.

المعبودات كثيرة الآن، الشمس عُبدت، والقمر عُبد، والنجوم عُبدت، والكواكب عُبدت، والأشخاص عُبدوا، والبقر عُبدوا، بل إن المعبودات ليس لها نهاية، يُوجد في الهند أكثر من مائة معبودٍ! حتى عُبد الفَرْج، وعُبد الشيطان، كلهم عُبدوا بالباطل، والعبادة بالحق لله وحده، كما قال سبحانه: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [الحج: 62].

أشهد ألا إله إلا الله: يعني أُقِرُّ وأعترف بأنه لا معبودَ بحقٍّ إلا الله، لا يستحق العبادة إلا الله، وما عُبد من دونه فهو بالباطل.

"وحده": تأكيدٌ.

"لا شريك له": لا شريك له في الألوهية والعبادة، كما أنه لا شريك له الربوبية، وكما أنه لا شريك له في المُلك، وكذلك لا شريك له في الألوهية والعبادة.

"وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله": هذه الشهادة الثانية.

"وأشهد أن محمدًا": محمدًا: اسمًا، "عبده" خبرٌ.

"محمد": هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العربي المكي، ثم المدني.

"أشهد أن محمدًا عبده ورسوله": عبدُ الله ورسوله، وُصف بأنه عبدُ الله، وهذه أشرف مقامات النبي ﷺ، أشرف المقامات مقام العبودية الخاصة والرسالة.

"عبده": عبدَ الله باختياره، والنبيُّ ﷺ أعرفُ الناس بالله، وهو عبدَ الله حقٌّ عبادته، وهو أعرفُ الناس بربه ، وأعظم الناس عبوديةً لله ، فالنبي ﷺ أعبدُ الناس، وأتقى الناس، وأكرمُ الناس، وأشيعُ الناس، وأكملهم في جميع الصفات الحميدة عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

"ورسوله": ورسولُ الله، أرسله اللهُ إلى الثقلين؛ الجن والإنس، من العرب والعجم، وجعل شريعته هي الشريعة الخاتمة، وهي ناسخة لجميع الشرائع.

فلابد من الشهادة لله تعالى بالوحدانية، ثم الشهادة للنبي ﷺ محمد بالرسالة، ولا يصحُّ الإسلام إلا بذلك.

ولابد من الشهادة بأنَّ محمدًا رسولُ الله إلى الثقلين: الجن والإنس، فمَن قال: إنه أُرسل إلى الإنس فقط كفرَ، بل الإنس والجن، ومَن قال: إنه أُرسل إلى العرب خاصة كفر، بل هو رسولٌ إلى العرب والعجم، ومَن قال: إنَّ رسالته تنتهي أو بعده نبي، فقد كفر، هو خاتم النبيين، قال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب: 40].

وقال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: أُعطيتُ ستًّا لمْ يُعطهن أحد من الأنبياء قَبلي»، وذكرَ منها: «وخُتم بي النبيون ([3]) عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

"وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله"، عبدٌ: هذا فيه الرد على مَن غلا في الرسول، عبده وجعله إلهًا، هذا عبدٌ، عبدٌ ليس إلهًا يُعبد، ولكنه نبيٌّ كريم، يُطاع ويُتَّبَع.

"ورسوله": ردٌّ على مَن جَفَا، جفاه وأنكر رسالته.

ثم قال: "صلَّى الله عليه": صلاةُ الله على عبده، أصح ما قيل في تعريف صلاة الله على عبده ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي العالية (...........) قال: صلاةُ الله على عبده: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى([4]).

هذه هي الصلاة، ومن العلماء مَن قال: إن الصلاة هي الرحمة، وقد عطف الله الرحمة على الصلاة، فقال: أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ [البقرة: 157].

وصلى الله عليه: يعني أنتَ تسأل ربك أن يثني على نبيه في الملأ الأعلى؛ الملائكة.

صلى الله عليه: اللهم أثنِ عليه في الملأ الأعلى، صلى الله عليه، هذه هي الصلاة.

"وعلى آله": اختُلف في الآل، قيل: آلُه هم ذريته، وقيل: أتباعه على دينه، وهذا هو الصواب، ويدخل في ذلك دخولًا أوليًّا أزواجه وذريته، المؤمنون يدخلون في الآل، ويدخل في ذلك الصحابة وجميع مَن آمن به إلى يوم القيامة، كلهم داخلون في الآل.

"وصحبه": جمعُ صاحب، والصحابي: أصح ما قيل في تعريف الصحابي أنه هو الذي لقي النبي ﷺ مؤمنًا، ولو لحظة من اللحظات، وماتَ على الإسلام.

وهذا أدق من قوله: هو الذي رأَى النبيَّ ﷺ؛ لأن عبد الله بن مكتوم، لقي النبي ﷺ ولم يره؛ لأنه أعمى، وهو صحابي، فهم لم يره لكنه لقيه، فالتعبير بلقي أدق، أولى من التعبير برأى.

كلُّ مَن لقي النبي ﷺ مؤمنًا ومات على الإسلام، ولو تخللت رِدَّة، فهو صحابي.

والصحابة يتفاوتون؛ منهم ارتبطوا بالصحبة، منهم الصحابي المتقدِّم، ومنهم الصحابي المتأخِّر، والسابقون الأولون من الصحابة هم الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، قبل الفتح، ثُم يليهم الذين أسلموا بعد صلح الحديبية، ثُم يليهم الذين أسلموا بعد فتحِ مكة، هم مستويات في الفتح، هم يتفاوتون.

"وسلَّم": دعاءٌ بالسلامة، تدعو للنبي  بالسلامة، قد استنبط العلماء كالشيخ محمد بن عبد الوهاب من الصلاة على النبي والسلام أنّك حينما تُسلِّم على النبي ﷺ تقول: اللهم سلِّم؛ يعني تسأل ربَّك أن يسلمه من الآفات والنقائص والعيوب.

وهذا دليلٌ على أنه ليس بإلهٍ؛ لأن الإله يُدعى ولا يُدعى له، فلما دُعي للنبي ﷺ بالسلامة دلَّ على أنه ليس إلهًا، ليس إلهًا فيه الرد على مَن عبدَ النبي ﷺ، بل هو نبيٌّ كريم، يُطاع، ويُتَّبع، ويُحب، يجب محبته، أعظم من محبتنا لأنفسنا وأهلينا ووالدينا، لكن لا نعبده، فالعبادة حقُّ الله.

اللهُ له الحق، هو العبادة، والرسول ﷺ له الحق، هو الطاعة والاتباع والمحبة، تقديم محبته على النفس والمال والولد والمال، قال عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين([5]).

هذا حقُّه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لكن لا يُعطى حقَّ الله، اللهُ حقه العبادة، والرسول ﷺ حقه الطاعة والاتباع والمحبة.

والمؤمنون حقهم كذلك المحبة والاقتداء بأفعالهم الطيبة.

"تسليمًا": تأكيدًا، مصدرٌ مُؤكّد، "سلَّمَ تسليمًا"، ثم أيضًا وصفَ التسليم بأنه "تسليمًا كثيرًا" عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.

ثم قال: "أمَّا بعدُ".

"أما بعدُ": كلمةُ يُؤتى بها للانتقال من شيء إلى شيء، انتقل من الخطبة إلى الدخول في صلبِ الموضوع، وكان النبيُّ ﷺ كثيرًا ما يأتي: أمَّا بعد، في خُطبه وفي رسائله.

كان إذا خطبَ الناس يوم الجمعة، يقول: أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وإن خير الهدي هدي رسول الله ﷺ([6]).

وإذا كتبَ رسالة للملوك ورؤساء القبائل والعشائر، كتبَ: أما بعد، «لما كتبَ إلى هرقل، كتبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، أما بعد، أَسْلِمْ تَسْلَم، يؤتك الله أجرك مرتين، وإنْ توليتَ فإن عليك إثم الأريسيين([7]). فأتى بـ: أما بعد.

واختُلف في أول مَن قال: أما بعد، فقيل: أولُ مَن قالها قس بن ساعدة الإيادي، وقيل أول مَن قالها: داود عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وهي فصلُ الخطاب الذي أُوتيه.

وعلى كلِّ حالٍ، كان النبي ﷺ يحافظ عليها في كتبه، وفي رسائله وخطبه.

وهي أولَى من قول: وبعد، بعض الناس يقول: وبعد، أمَّا بعد أحسن، أحسن من: وبعد.

بعد ذلك دخلَ المؤلِّف رَحِمَهُ اللهُ في صُلْبِ.. أمَّا بعد، نعم.

المتن

أمَّا بعدُ: فهذه أصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم، جليلة المقدار، عظيمة النفع، تعين قارئها ومتأملها على فهمِ كلام الله، والاهتداء به، ومَخْبَرُها أجل من وصفها؛ فإنها تفتح للعبد من طرق التفسير ومنهاج الفهم عن الله ما يُعين على كثير من التفاسير..

الشرح

ما يُغْنِي عن كثير..

المتن

ما يُغْنِي عن كثير من التفاسير الخاليةِ في هذه البحوث النافعة. أرجو الله وأسأله أن يتم ما قصدنا إلى إيراده، ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما يكون سببًا للوصول إلى العلم النافع، والهدى الكامل.

الشرح

يقول المؤلِّف رَحِمَهُ اللهُ تعالى: "أمَّا بعدُ: فهذه أصول وقواعد في تفسير القرآن الكريم"؛ يعني جمعَ المؤلف هذه الأصول والقواعد في تفسير القرآن الكريم، وهي سبعون قاعدة، سبعون أصل.

قال: "جَليلةُ المقْدار، عظيمة النفع"؛ يعني قدرُها جليل؛ لأنَّ الإنسانَ إذا فَهِم هذه الأصول استفاد فائدة عظيمة، فتح له أسرار معاني كتاب الله ، والشيء الكثير.

ولهذا قال: "جَليلة المقدار"؛ قدرها جليل هذه القواعد والأصول، "عظيمة النفع"؛ نفعها عظيم؛ لأن المسلم إذا ضبطَ هذه الأصُول، وبواسطتها استفاد من كتاب الله، حصل على خيرٍ عَظيم.

لهذا كتاب الله فيه الهدى والنور، كتاب الله خيرُ كتاب، وأعظم كتاب، وأفضل كتاب؛ فهو كلام الله، وفضلُ كلام الله على خَلقه، على كلام سائر الناس، كفضلِ الله على خَلقه، فتتفهّم كلام الله، وتدبَّر كلام الله.

فأيُّ نفعٍ أعظم من هذا؟! أن يفتح الله لك الانتفاع.

ولهذا قال: "جليلةُ المقدار، عظيمة النفع، تُعين قارئها ومُتأمِّلها على فهمِ كلام الله"؛ يعني هذه الأصول تُعين القارئ، وتُعينُ المتأمل على فَهم لكلام الله .

"والاهتداء به"؛ وإذا فَهم المسلم كلام الله، واهتدى بها حَصل على السعادة، لأن اللهَ أنزل كتابه لماذا؟ أنزله كتابه للاهتداء، فالكتاب هذا كتاب هداية، كتاب سعادة.

ولذلك بعض الناس، يُخطئ بعض الناس ويُحمّل القرآن ما لا يتحمل، فيَستدل على الطب بالقرآن، ويَستدل على الفلك بالقرآن، ويستدل على الصيدلة بالقرآن، ويَستدل على الزراعة بالقرآن.

القرآن كلام الله، ليس كتاب طبٍّ، ولا صيدلة، ولا فلك، ولا رياضة؛ كتابُ هداية، كتاب تَشريع، ما أنزله الله، وإن كان كلام الله شفاءٌ، وطبٌّ للقلوب والأبدان.

لا شك في هذا.

لكن كون بعض الناس يُحمّله ما لا يَتحمل، ويقول: إنَّ فيه الطّب، وفيه كذا، وفيه كذا، نَعم، أصلوُ الطبِّ كما هو معلوم في القرآن.

أصولُ الطِّب ثلاثة:

قال في الصيام، قال: وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ [البقرة: 187]، فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا [البقرة: 187].

هذه أصول المفطّرات، أصول مفطِّرات الصائم ثلاثة: الجماع والأكل والشُّرب، هذه أصولها، بيَّنها اللهُ في آخر كتاب الصيام.

فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ؛ هذا الجماع، وَكُلُوا وَاشْرَبُوا؛ هذا على الأكل والشُّرب، هذه أصول المفطرات.

المقصود: أنَّ القرآن كتابُ هداية، لا يُحمّل ما لا يتحمل، فالمؤلف رَحِمَهُ اللهُ يقول: إن هذه القواعد والأصول في تفسير كلام الله جليلة المقدار عظيمة النفع، تُعين قارئها، وتُعين متأملها على فهم كلام الله، والاهتداء به".

وهذا هو المقصود: تُعينهُ على الاهتداء؛ لأنه كتاب هداية.

"ومَخْبَرُها أجلُّ من وصفها"؛ يعني يقول المؤلف: هذه الأصول إذا خبَرتها وقرأتها وتأملتها تجد أفضل من كونها تُوصف لك، لو وصفتَ فقلتَ: هناك قواعد وأصول صفتُها كذا وكذا، قواعد وأصول لتفسير القرآن، ثم أنت قرأتها بنفسك لرأيتَ أن ما قَرأت أفضل مما وُصف لك.

المَخْبر أفضل من الوَصْف، إذا خَبرتها بنفسك وقرأتها وتدبرتها، وجدتها خيرًا مما وُصف لك. هذا معنى قوله: "ومخبرها أجلُّ من وصفها".

"وصفها"؛ أن يصف لك الإنسان، يقول: هناك مؤلَّف للشيخ عبد الرحمن بن سِعدي، سمّاها القواعد الحِسان في سبعين قاعدة، والقواعد فيها كذا، وكذا، وجعل يصفها لكَ، ثم أنت قرأتها بنفسك، تجد.. تستفيد من القراءة أكثر من الوصف، تجد ما في قراءتها وتأمُّلها فوق ما وُصف لك، هذا معنى قوله: "ومَخْبرها أجلُّ من وَصْفها".

ثم بيّن ذلك.

ما وجه كون المخْبر أفضل من الوَصف؟

قال: "فإنها تفتح للعبد من طرق التفسير ومنهاج الفهم عن الله ما يُغْنِي عن كثيرٍ من التفاسير الخاليةِ من هذه البحوث النافعة".

يعني هذه القواعد إذا ضبطها الإنسان وتأملها،  وتَفهّمها فُتح للعبد طُرق التفسير، ومنهاج الفهم عن الله، ما يُغنيه عن كثيرٍ من كُتب التفسير التي خَلت من هذه البحوث.

فمثلًا: يأخذ من القواعد مثل: تفسير القرآن بالقرآن، إذا جاءت آية مُجملة، وجاءت في موضعٍ آخر مفصّلة، خلاص فسِّر هذه الآية بهذه الآية، يبدأ في تفسير القرآن أولًا بالقرآن، ثم تفسير القرآن بالسُّنة.

تأتي آية مُطْلَقة، وتأتي آية مقيّدة، فسّر كلام الله بكلامِ الله.

مثلًا في سورة هود، يقول الله تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ۝ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ [هود: 15- 16].

معنى الآية: مَن أراد الحياة الدنيا أعطاه الله الدنيا، ثم يُفضي إلى النار.

فلو قال قائل: نجدُ بعض الناس يريد الدنيا، ولا يُعطاها، تجد نصرانيًّا وفقير، يهوديًّا فقيرًا، ما أُعطي من الدنيا، كيف الآية، وجاءت آية أخرى تُقيّدها؛ وهو قول الله في آية الإسراء: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ؛ وهي الدُنيا، عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [الإسراء: 18].

ليس لكلِّ أحد، لمَن أراد الله، ومَن لم يُرد يَجمع له بين عذاب الآخرة، وفقر الدُّنيا -نعوذ بالله-.

آية الإسراء تُقيّد آية هود، هذا تفسير القرآن بالقرآن؛ آية هود: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ [هود: 15]، دلّت على أنه كُل مَن أراد الدنيا أُعطيها، لكن قيّد إطلاقها آية الإسراء: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [الإسراء: 18]، ومَن لم يُرد الله فلا.

واضح هذا؟

هذا من القواعد العظيمة، تأتي مثلًا قصة؛ قصة ثمود أو صالح، تأتي أحيانًا مُطوَّلة كما في سورة الأعراف وغيرها، وأحيانًا تأتي مختصرة، كما في سورة الشمس: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1)} [الشمس: 1].. {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ۝ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ۝ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ۝ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ۝ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا [الشمس: 11 - 15].

جاءت مختصرةً، وفيها العِظة وفيها العِبرة، كذّبت ثمود بسبب طُغيانها، إِذِ انْبَعَثَ [الشمس: 12] لقتلها أشقى القوم، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا [الشمس: 13]؛ اتركوها، اتركوا ناقة الله، واتركوا سُقياها معها، فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا [الشمس: 14]؛ قتلوها.

ماذا كانت النتيجة؟ فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ۝ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا [الشمس: 14، 15].

يقول المؤلف رَحِمَهُ اللهُ: "أرجو الله وأسأله أن يُتمَّ ما قصدنا إلى إيرادِه"؛ لأنه كتب المقدمة هذه قبل أن يكتب القواعد، هو سأل ربّه أن يوفِّقه لإتمامها، فاستجاب الله دعاءه، ووفّقه لإتمامها.

"أرجو الله وأسأله أن يُتمَّ ما قصدنا إلى إيرادِه، ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما يكون سببًا للوصول إلى العلم النافع، والهُدى الكامل".

العلم النافع: هو الذي ينتفع به صاحِبه، فيزداد به خَشية، وخوفٌ من الله، ويقوده إلى العمل، والهَدي الكامل هو العَمل، وبهذا يكون الإنسان من المُنعَم عليه، إذا أعطاهُ الله العِلم فالعمل صار من المنعَم عليه، صار من الذين هَداهُم الله إلى الصراط المستقيم؛ لأن الله تعالى قسّم الناس في سورة الفاتحة ثلاثة أقسام: مُنعمٌ عليهم، ومَغضوبٌ عليهم، والضالُّون.

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ۝ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة: 6، 7]، هؤلاء الذين أَنعَم الله عليهم، أَنعمَ عليهم بأيِّ شيء؟ بالعِلم والعَمل.

ومَن هُم؛ هؤلاء الذين أَنعم الله عليهم؟

أربعة أصناف، أربعة أصناف ذَكَرَهم الله في سورة النساء، سُور القرآن يُفسّر بعضُه بعضًا، هذا من التفسير.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة: 7]، مَن هُم المُنعَم عليهم؟ ارجع إلى آية النساء: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ [النساء: 69] (...........)

الأنبياء، ثُم الصِّدّيق، الصِّدِّيق: هو قويُّ الإيمان، الذي يُصدّق عَمله قوله، من قوة تصديقه وإيمانه.. قوة الإيمان، وقوة التصديق يُحرِق الشُّبهات والشَّهوات، حتى لا يُصرُّ على معصية، وفي مقدمتهم الصِّدِّيق الأكبر: أبو بكر، ومرتبةٌ تلي مرتبة الأنبياء.

ثم الشهداء؛ الشَّهيد الذي بَذلَ روحه لإعلاء كلمة الله، أغلى ما يملك الإنسان نفسه التي بيْن جَنبيه، فالشهيد يبذُلها رخيصة؛ لإعلاء كلمة الله، فصار في المَرتبة الثالثة.

ثم الصالحون؛ الصالح: هو الذي أَخلَص عَملَهُ لله، وكان عمله موافقٌ للشرع، فهُم يتفاوتون، منهم: السابقون المقرَّبون، ومنهم: المقتصدون، ومنهم: الظالمين لأنفسهم.

يقول المؤلف رَحِمَهُ اللهُ، يسأل ربه، ويقول: "ويفتح لنا من خزائن جوده وكرمه ما يكون سببًا للوصول إلى العلم النافع، والهُدى الكامل".

المتن

واعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق، وأفضلها، وأوجبها، وأحبها إلى الله؛ لأن الله أمر بتدبُّر كتابه، والتفكُّر في معانيه، والاهتداء بآياته، وأثنى على القائمين بذلك، وجعلهم في أعلى المراتب، ووعدهم أسنى المواهب، فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيرًا في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصدِ، وأصل الأصول كلها، وقاعدة أساس السعادة في الداريْن، وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وكانت حياة العبد زاهرة بالهُدى والخير والرحمة، وطيب الحياة، والباقيات الصالحات.

الشرح

 فيه اختلاف في النسخة: وبه يَتحقق للعبد حياةٌ زاهرة بالهُدى والخير والرحمة.

المتن

وبه يَتحقق للعبد حياةٌ زاهرة بالهُدى والخير والرحمة. وطيب الحياة، والباقيات الصالحات.

الشرح

لا، ويهيئ له أطيب الحياة والباقيات الصالحات.

المتن

ويهيئ له أطيب الحياة والباقيات الصالحات.

الشرح

نَعم.

المؤلف رَحِمَهُ اللهُ يقول: "اعلم".

اعلَم: هذا أمرٌ، اعلَم؛ يعني تيقّن واجزِم، العلم: هو حُكم الذهن الجازِم، يقال له:  عِلْم.

والمدركات أربعة أمور: عِلمٌ، وظنٌّ، وشكٌّ، ووهمٌ.

فالعلم: هو حكم الذهن الجازم.

والظن: إدراكُ الراجح من الأمرين المحتملين، إذا كان الأمر يحتمل أمرين أحدهما أرجح من الآخر، فالراجح يُسمى ظنًّا والمرجوح يُسمى وهمًا، وإذا كانا على حدٍّ سواء يكون شكًّا.

فالمؤلف يقول: "اعلم"، تيقَّنْ، واجزِم، ولا تشك، ولا تتوهم.

"اعلم"؛ يعني تيقَّنْ، واجزِم، ولا تشك، ولا تظن، ولا تتوهم.

"اعلم أن عِلم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق"؛ أجلها، "وأفضلها، وأوجبها، وأحبها إلى الله"، هذا وصفٌ لعلم التفسير، التفسير معناه التوضيح، فسَّر بمعنى وضَّح وبيَّن.

تفسير القرآن: يعني توضيحه، وتبيين معانيه، هذا أجلُّ العلوم على الإطلاق، علمُ التفسير أجلُّ من علم الحديث، وأجل من علم الفقه.

لماذا كان أجلَّ العلوم؟

لأنه تفسيرٌ لكلام الله، وكلامُ الله أعظم كلام، القرآن هو كلام الله، وهو أعظم كلامٍ، فلما كان التفسير توضيحًا لمعاني كلام الله والحديث توضيحًا لمعاني كلام رسول الله، صار التفسير أجلَّ، ثُم يليه الحديث.

التفسير تبيين وتوضيح لمعاني كلام الله، والحديث تبيين وتوضيح لمعاني كلام النبي ﷺ، فصار التفسير أجلَّ  العلوم، أجل العلوم على الإطلاق كلها، أجل من علم الحديث، ومن علم الفقه، ومن العلوم الأخرى، العلوم كثيرة؛ علم الحديث، علم الفقه، علم التفسير، علم النحو، علم البلاغة، الأصول..

فالعلومُ كثيرة، أجلها على الإطلاق علمُ التفسير؛ لأن موضع محله كلام الله، ولهذا قال المؤلف: "فاعلم أن علم التفسير أجل العلوم على الإطلاق، وأفضلها"، أفضلها؛ يعني مُقدَّمٌ عليها.

أفضل العلوم علم التفسير؛ لأنك حينما تشتغل به تشتغل في فهْمِ كلام الله، فصار أفضل، فإنْ تشتغل بكلام الله أفضل من أن تشتغل في كلام النبي ﷺ، وإن كان كلٌّ منهما لابد منه، وأفضل من كونك تشتغل في علم النحو، وفي علم البلاغة.

أفضلُ علمٍ تشتغل به علمُ التفسير.

"وأوجبها": واجب عليكَ أن تتعلمَ وتتفهم كلام الله ؛ لأن الله أنزله لماذا؟ لمْ يُنزل القرآن ليُقرأ على المآتم أو يُقرأ في الحفلات، وإنْ كان قراءة القرآن عبادةً لكن أنزله الله للهداية، والتفكر، والتأمل في معانيه، والعمل به.

"وأحبها إلى الله": أحبُّ شيء إلى الله أنْ تفهمَ كلامه، وأن تتدبر كلامه؛ لأن الله أمرك بذلك، وأوجب عليكَ ذلك، أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ [محمد: 24]، نَعَى على مَن لا يتدبرون.

ولهذا قال المؤلف، بيَّن التعليل، لماذا كان أجل العلوم على الإطلاق، وأفضل العلوم، وأوجب العلوم، وأحب العلوم إلى الله علم التفسير؟ قال: "لأن الله أمر بتدبُّر كتابه، والتفكُّر في معانيه".

"أمرَ الله بتدبر كتابه"؛ كقوله تعالى: كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص: 29].

وقال سبحانه: وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الأنعام: 155].

وقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24].

وقال سبحانه: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [النساء: 82].

قال تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [القمر: 17]؛ هل من مُتذكِّر؟

ولهذا بيّن المؤلف رَحِمَهُ اللهُ كون علم التفسير أجل العلوم، وأفضلها، وأوجبها، وأحبها إلى الله، قال: "لأن الله أمرَ بتدبر كتابه، والتفكر في معانيه، والاهتداء بآياته".

"الاهتداء بآياته"؛ كما قال في القرآن: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى: 52].

سمَّى اللهُ القرآن روحًا؛ لتوقف الحياة الحقيقية عليه، كما أن الروح حياة للجسد، فالقرآن حياة للقلب، روح القلب القرآن، والروح حياة الجسد، والقرآن حياةٌ للقلب.

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا [الشورى: 52]، سماه نورًا؛ لتوقف الهداية في  الحقيقة عليه، كما أن نور المصباح تتوقف عليه اهتداء الجسد، فكذلك القرآن يتوقف.. هداية القلب متوقفةٌ على القرآن، قال سُبْحَانَهُ: وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ [يونس: 37].

وقال في القرآن: الم ۝ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ [البقرة: 1، 2]، هداية، الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ۝ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ [البقرة: 3 - 5].

وقال سبحانه: الم ۝ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ۝ هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [لقمان: 1 - 5].

وقال سبحانه: تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ۝ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [النمل: 1- 3]، طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ۝ هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ [النمل: 1 - 3].

فالشاهد أن الله سمَّاه هدايةً، فهو كتاب هداية، ليس كتاب فلك، ولا رياضة، ولا صيدلة، وإنما كتاب هداية؛ ولذا قال: "والاهتداء بهديه بآياته".

"وأثنى على القائمين بذلك"، أثنى الله عليهم، "وجعلهم في أعلى المراتب"، القائمين.. إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: 2 - 4].

فهم في أعلى المراتب.

"ووعدهم أسنى المواهب"، الهدية السنية؛ يعني الثمينة، أثمن المواهب وعدَ الله تعالى القرآن، ولهذا قال المؤلف: "فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيرًا في جنب ما هو أفضل المطالب".

فلو أنفق العبد جواهر، الجوهرة معروفة، هي الدرة العظيمة، والعمر له جوهرة، ما هي جوهرة العمر؟ حياته وشبابه، لو أنفق شبابه وعمره في فهمِ كلام الله لم يكن ذلك كثيرًا؛ لأنه أنفقه في أفضلِ المطالب.

"فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن"؛ فن التفسير، "لم يكن ذلك كثيرًا في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصدِ".

أفضل المطالب الذي ينبغي للإنسان أن يطلبه، ويتحصَّل عليه، "وأعظم المقاصد"؛ ما يقصده هو فهمُ كلام الله ، "لم يكن ذلك كثيرًا".

"وأصل الأصول كلها": أصل الأصول فهمُ كلام الله.

 "وقاعدة أساس السعادة في الداريْن": قاعدة أساس السعادة في الدارين، في الدنيا والآخرة، فهمُ كلام الله والعمل به.

 وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة بذلك، وبه يتحقق للعبد حياة زاهرة بالهُدى والخير والرحمة، بفهمِ كلام الله والعمل به، ويهيئ الله له أطيب الحياة، والباقيات الصالحات. نعم.

طيب، الآن بس نكمل المقدمة، "فلنشرع..".

المتن

فلنشرع الآن بذكر القواعد والضوابط على وجه الإيجاز الذي يحصل به المقصود؛ لأنه إذا انفتح للعبد الباب، وتمهَّدت عنده القاعدة، وتدرَّب منها بعدة أمثلة توضحها، وتبين طريقها ومنهجها، لم يحتج إلى زيادة البسط، وكثرة التفاصيل.

ونسأله أن يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه، وأن يجعلنا هادين مهتدين بمنِّه وكرمه.

الشرح

نعم، المؤلف رَحِمَهُ اللهُ ختمَ هذه المقدمة، قال: نريد أن نشرع في القواعد والضوابط.

القاعدة: هي التي تجمع أمورًا من المسائل متعددة، تجمعها في كلماتٍ قليلة.

والضابط: أقل من القاعدة.

المؤلف رَحِمَهُ اللهُ قال: "فلنشرع الآن بذكر القواعد والضوابط"، الآن هذه المقدمة الآن سينتقل بعدها، يبدأ القواعد، وهي سبعون قاعدة.

قال: الآن نشرع، بعد أن عرفتَ أهمية علم التفسير، وأنه أعظم المطالب، وأفضل ما يحصِّله الإنسان، فنشرع بذكر القواعد والضوابط.

القواعد أوسع من الضوابط، الضوابط جمعُ ضابطٍ، والضابط هو الذي يجمع مسائل معينة، والقاعدة أكبر من الضابط، قد تجمع عددًا من الضوابط، عددٌ من الضوابط تجمعه قاعدةٌ واحدة.

"فلنشرع بذكر القواعد والضوابط على وجه الإيجاز"؛ لأنه لو أرادَ أن يتوسع.. على وجهِ الاختصار والإيجاز؛ لأنه لو توسع المؤلف رَحِمَهُ اللهُ في هذه القواعد لجاءت في مجلد، لكنه اختصر، ولهذا قال: "على وجهِ الإيجاز الذي يحصل به المقصود".

ثم قال تعليلًا: "لأنه إذا انفتح للعبد الباب، وتمهَّدت بفهمِ القاعدة الأسباب، وتدرَّب منها بعدة أمثلة توضحها، وتبين طريقها ومنهجها، لم يحتج إلى زيادة البسط".

إذا انفتح للعبد الباب، وعرف القواعد وضبطها، وتدرب عليها، وتمهد هذه القاعدة بفهم الأسباب، وتدرب عليها بعدة أمثلة، مثل: قيل له: فسِّر القرآن بالقرآن، مثل ما ذكرتُ لكم، فسَّر آية هود، قيَّدها بإيش؟ بآية الإسراء.

عرف الطريق الآن، عرف الأمثلة الآن، وصار يستطيع بنفسه الآن ينظر للآية، إذا أشكل عليه ينظر آية أخرى، هل هناك آية تقيدها؟ هل هناك آية توضحها؟ هل هناك آية تفصِّلها؟ وتدرب وتمرس، وصار عنده مَلَكَة.

ولهذا قال المؤلف: "لأنه إذا انفتح للعبد الباب، وتمهَّدت بفهمِ القاعدة الأسباب، وتدرَّب منها بعدة أمثلة توضحها، وتبين طريقها ومنهجها، لم يحتج إلى زيادة البسط، وكثرة التفاصيل"؛ لأنه حينئذٍ صار عنده ملكة، وعنده تصوُّر.

صار هذه القواعد أمامه تعينه، على فهمِ كلام الله، فلا يحتاج إلى زيادة البسط وكثرة التفاصيل.

ثم ختمَ هذه القاعدة بسؤاله: "ونسأل اللهَ تعالى أن يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه".

نعم؛ لأن الله تعالى هو الخالق للإنسان، وهو يعلم، خلقَ الإنسان وهو يعلم ما توسوس به نفسه، فإذا أمدَّ اللهُ العبدَ بعونه ولطفه وتوفيقه، فإنه يكون موفقًا، أما إذا لم يمدَّه بعونه وتوفقيه، فأكثر ما يجني عليه اجتهاده.

"نسأل الله أن يمدنا بعونه ولطفه وتوفيقه، وأن يجعلنا هادين مهتدين": هادين لغيرنا، مهتدين بأنفسنا.

"بمنِّه"؛ لأنه هو الذي يمنُّ بذلك ، هو الذي بيده ذلك التوفيق.

"وكرمه وإحسانه"، وهذا تفضُّلًا منه وإحسانًا.

وبهذا نكون انتهينا من المقدمة، ونقف عند القاعدة الأولى، وفَّق اللهُ الجميعَ لطاعته، وصلى الله على محمدٍ، وعلى أصحابه.

 

([1]) أخرجه الطبري في "التفسير" (141) (1/123)، وفيه بشر بن عمارة. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناد هذا الخبر ضعيف.

([2]) أخرجه أحمد (22034), وأبو داود في كتاب الجنائز- باب في التلقين (3116). وصححه الألباني.

([3]) أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير- باب قول النبي: «نصرت بالرعب مسيرة شهر» (2977)، ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة (523).

([4]) أخرجه البخاري تعليقًا في كتاب تفسير القرآن- باب قوله: {إن الله وملائكته يصلون على النبي} (6/120).

([5]) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان- باب حب الرسول من الإيمان (15)، ومسلم في كتاب الإيمان- باب وجوب محبة رسول الله (44).

([6]) أخرجه مسلم في كتاب الجمعة- باب تخفيف الصلاة والخطبة (867).

([7]) أخرجه البخاري في كتاب بدء الوحي- باب بدء الوحي (7)، ومسلم في كتاب الجهاد- باب كتاب النبي إلى هرقل (1773).

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد