بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين, اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا وعملًا يا كريم, واغفر اللهم لنا ولشيخنا والحاضرين والمسلمين.
(المتن)
قال الشيخ: حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله تعالى:
فصل في بيان النوع الثاني من نوعي التوحيد, وهو توحيد الطلب والقصد، وأنه معنى "لا إله إلا الله".
(الشرح)
وهو توحيد العبادة والألوهية, قال: توحيد الطلب والقصد, وهذا التوحيد الإرادي والطلبي, والفعلي.
(المتن)
قال رحمه الله تعالى:
هذا وثاني نَوعَيِ التوحيدِ |
|
إفرادُ ربِّ العرشِ عن نَديدِ
|
أن تعبدَ الله إلهًا واحدَا
|
|
مُعترفًا بحقِه لا جاحدَا
|
(الشرح)
(عن النديد) يعني: عن الند, تفرد الله عن الند, والند هو المثيل والشبيه, تُفرده سبحانه وتعالى بالعبادة, وتخلص العبادة له.
(المتن)
هذا وثاني نَوعَيِ التوحيدِ |
|
إفرادُ ربِّ العرشِ عن نَديدِ
|
أن تعبدَ الله إلهًا واحدَا
|
|
مُعترفًا بحقِه لا جاحدَا
|
وهْو الذي به الإلهُ أرسلا
|
|
رُسْلَهُ يدعون إليه أوّلا
|
وأنزل الكتابَ والتِبيانَا
|
|
مِن أجلِه وفرَقَ الفُرقانَا
|
وكلَّفَ اللهُ الرسولَ المُجتبَى
|
|
قِتالَ مَن عنه تولَّى وأبى
|
(الشرح)
هو الذي أرسل الله الرسل وأنزل إليهم الكتب من أجله, والذي أمرهم بقتال الكفار من أجله.
(المتن)
وكلَّفَ اللهُ الرسولَ المُجتبَى
|
|
قِتالَ مَن عنه تولَّى وأبى
|
حتى يكونَ الدينُ خالصًا لَهُ
|
|
سرًا وجهرًا دقَّه وجلَّهُ
|
(الشرح)
هذا من الحديث: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله, فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم».
(المتن)
وهكذا أمتُه قد كُلفوا
|
|
بذا وفي نَصِّ الكتاب وُصِفوا
|
وقد حَوَته لفظةُ الشهادةْ
|
|
فهْيَ سبيلُ الفوز والسعادةْ
|
مَن قالها معتقِدًا معناها
|
|
وكان عاملًا بمقتضاها
|
في القول والفعل ومات مؤمنَا
|
|
يُبعثُ يومَ الحشرِ ناجٍ آمنَا
|
فإنَّ معناها الذي عليهِ
|
|
دلَّتْ يقينًا وهَدَتْ إليهِ
|
أنْ ليس بالحق إلهٌ يُعبدُ
|
|
إلا الإلهُ الواحدُ المنفردُ
|
بالخلقِ والرزق وبالتدبيرِ
|
|
جَلَّ عن الشريك والنظيرِ
|
(الشرح)
يعني: التوحيد والربوبية تجعل توحيد الألوهية, الخالق, الرازق, المدبر, المحي, المميت, كل هذه يستحق أن يُعبد, ولابد من الشروط: العلم, اليقين, الإخلاص, الصدق, المحبة, والانقياد, القبول, العلم بمعنى هذه الكلمة وأنها تستدل على النفي والإثبات, واليقين المنافي للشك, العلم منافي للجهل, واليقين منافي للشك والريب, والإخلاص والتبرأ من الشرك, والانقياد بحقوق هذه الكلمة, والقبول وعدم الرد, لابد من الإتيان بكل هذه الشروط, وآخر ذلك: الكفر بما يُعبد من دون الله.
(المتن)
بالخلقِ والرزق وبالتدبيرِ
|
|
جَلَّ عن الشريك والنظيرِ
|
وبشروطٍ سبعةٍ قد قُيدتْ
|
|
وفي نصوص الوحي حقًّا وَرَدتْ
|
فإنه لم ينتفِعْ قائلُها
|
|
بالنطق إلا حيثُ يستكملُها
|
العلمُ واليقينُ والقبولُ
|
|
والانقيادُ فادرِ ما أقولُ
|
والصدقُ والإخلاصُ والمحبةْ
|
|
وفقك الله لما أحبهْ
|
(الشرح)
على شرط المحبة, المحبة لهذه الكلمة ولأهلها, مع الشروط أيضًا: العلم, واليقين, والإخلاص, والصدق, والمحبة, والانقياد, والقبول, والكفر بما يُعبد من دون الله.
(المتن)
فصل في تعريف العبادة، وذكر بعض أنواعها، وأن من صرف منها شيئًا لغير الله فقد أشرك.
قال رحمه الله تعالى:
ثم العبادةُ هِيَ اسمٌ جامعُ
|
|
لكل ما يَرضَى الإلهُ السامعُ
|
(الشرح)
هذه العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة, هذا تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
(المتن)
ثم العبادةُ هِيَ اسمٌ جامعُ
|
|
لكل ما يَرضَى الإلهُ السامعُ
|
وفي الحديث مُخُّها الدعاءُ
|
|
خوفٌ توكلٌ كذا الرجاءُ
|
(الشرح)
«الدعاء مخ العبادة» هذا الحديث فيه ضعف, وأصح منه: «الدعاء هو العبادة».
(المتن)
ورغبةٌ ورهبةٌ خشوعُ
|
|
وخشيةٌ إنابةٌ خضوعُ
|
(الشرح)
الرغبة والرهبة, كل هذه من أنواع العبادة.
(المتن)
والاستعاذةُ والاستعانَةْ
|
|
كذا استغاثةٌ به سبحانَهْ
|
(الشرح)
الاستعانة, والاستعاذة, والاستغاثة؛ الاستغاثة: هو الدعاء بالمكروب, والدعاء عام.
(المتن)
والذبحُ والنذرُ وغيرُ ذلكْ
|
|
فافهَمْ هُدِيتَ أوضحَ المسالِكْ
|
وصرفُ بعضِها لغيرِ اللهِ
|
|
شركٌ وذاك أقبحُ المناهي
|
(الشرح)
من صرف أشياء منها لغير الله وقع في الشرك, مثل: الدعاء, الذبح, النذر, الاستعاذة, الاستغاثة, الركوع, السجود.