بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين, وصل الله وسلم عَلَى نبينا محمدٍ وَعَلَى آله وصحبه أجمعين.
(المتن)
قَالَ الشيخ حافظ بْنَ أحمد الحكمي رَحِمَهُ الله تعالى فِي منظومته سلم الوصول إِلَى علم الأصول فِي توحيد الله وَاتِّبَاعِ الرسول صلى الله عليه وسلم, فِي تتمة كلامه عَلَى فصل فِي كون الإيمان يزيد بِالطَّاعَةِ وينقص بالمعصية,وأن فاسق أهل الْمَلَّة لاَّ يكفر بذنب دون الشِّرْك إِلاَّ إِذَا استحله وَأَنَّهُ تحت المشيئة وأن التوبة مقبولة ما لَمْ يغرغر:
والفاسقُ المِلِّيُّ ذو العصيانِ
|
|
لم يُنفَ عنه مُطلقُ الإيمانِ
|
لَـكِن بقَدْر الفِسقِ والمعاصي
|
|
إيمانُه ما زال في انتقاصِ
|
(الشرح)
يَعْنِي الفاسق الملي الَّذِي داخل تحت مِلَّة الْإِسْلَام, الفاسق هُوَ من ارتكب الكبيرة أو داوم عَلَى صغيرة يقال له: فاسق, والكبيرة هَلْ كُلّ ذنبٍ وجب فيه حد فِي الدنيا أو وعيد فِي الآخرة بالنار أو اللعنة أو الغضب أو ينفى عَنْ صاحبه الإيمان.
الفاسق الملي عِنْدَ أهل السُّنَّةِ لاَّ يخرج من مِلَّة الْإِسْلَام, ولمن ينقص إيمانه ويضعف, يكون إيمانه ضعيف بقدر نقصه, ولا ينتهي الإيمان إِلاَّ بالكفر.
(المتن)
والفاسقُ المِلِّيُّ ذو العصيانِ
|
|
لم يُنفَ عنه مُطلقُ الإيمانِ
|
(الشرح)
الَّذِي ينفي عنه الإيمان هم الخوارج والمعتزلة يكفرون بالمعصية ويخلدون فِي النار.
(المتن)
لَـكِن بقَدْر الفِسقِ والمعاصي
|
|
إيمانُه ما زال في انتقاصِ
|
(الشرح)
يَعْنِي ينقص أصل إيمانه بسبب الفسق والمعصية.
الطالب: ولا يؤخذ أيضًا مطلق الإيمان.
الشيخ: نعم هُوَ لاَّ يُعطى الإيمان المطلق الكامل فلا يقال مؤمن, ولا ينفى عنه مطلق الإيمان؛ لِأَنَّ إِذَا نفيت عنه الإيمان وقلت: ليس بمؤمن وافقت الخوارج والمعتزلة, وإِذَا أعطيته مطلق الإيمان قلت: مؤمن وسكت, وافقت الْمُرْجِئَة الَّذِينَ يَقُولُونَ: لاَّ يضر مع الإيمان ذنب.
(المتن)
ولا نقولُ إنه في النارِ
|
|
مخلَّدٌ بل أمرُه للباري
|
تحتَ مشيئةِ الإلهِ النافِذَةْ
|
|
إن شاء عفا عنه وإن شاء آخذَهْ
|
(الشرح)
يَعْنِي لاَّ نقول: إِنَّهُ مخلد فِي النار كما يَقُول الخوارج والمعتزلة وَلَـكِن نقول: تحت مشيئة الله كما قَالَ الله تعالى: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﯘ) [النساء/48]؛ إِن شاء عذبه الله سُبْحَانَهُ بجرائمه يطهر ثُمَّ يدخل إِلَى الجنة, وإن شاء غفر له وعفا عنه وَلَمْ يدخل النار.
تحتَ مشيئةِ الإلهِ النافِذَةْ |
|
إن شاء عفا عنه وإن شاء آخذَهْ |
بقَدْرِ ذنبِهْ وإلى الجنانِ
|
|
يُخْرَجُ إن مات على الإيمانِ
|
والعَرْضُ تَيْسِيرُ الحسابِ في النَّبَا
|
|
ومَنْ يُناقَشِ الحِسابَ عُذِّبا
|
(الشرح)
نعم وهذا جاء فِي سؤال عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله, الله يَقُول: (ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ) [الانشقاق/7-8] .
قال النَّبِيّ: «إِنَّمَا ذَلِكَ العرض ومن نوقش الحساب عذب», معناه المؤمن يعرض عَلَيْهِ عرضًا, يعرض عَلَيْهِ أَمَّا من نوقش الحساب فَإِنَّهُ يعذب.
(المتن)
ولا تُكَفِّرْ بالمعاصي مُؤمِنَا
|
|
إلا معَ استِحلالِهِ لِمَا جَنَى
|
(الشرح)
يَعْنِي لاَّ نكفر العاصي بالمعصية إِلاَّ إِذَا استحل الزنا والكفر أو الخمر هَـذَا يكفر لِأَنَّهُ مكذب لله ورسوله, استحله اعتقد حله؛ لِأَنَّهُ كذب الله وكذب رسوله, أَمَّا من فعل المعصية الخمر أو الربا ويعلم أَنَّهُ عاصي؛ لَـكِن غلبته نفسه وهواه وشيطانه فعمل المعصية هَـذَا ضعيف الإيمان مرتكب كبيرة ولا يكفر.
(المتن)
وتُقبَلُ التوبةُ قبلَ الغَرْغَرَةْ
|
|
كما أتى في الشِّرعَةِ المطهَّرَةْ
|
أما متى تُغلَقُ عن طالِبِها
|
|
فبِطُلوعِ الشمسِ مِن مَغرِبِها
|
(الشرح)
تقبل التوبة ما لَمْ يغرغر يَعْنِي المريض فِي مرض الموت تقبل توبته ما لَمْ تصل الروح إِلَى الحلقوم ويصل إِلَى الغرغرة؛ ففي هَذِهِ الحالة لاَّ تقبل توبته؛ لِأَنَّهُ فِي هَذِهِ الحالة يكشف له مستقبله ويعاين الْمَلَائِكَة ويعلم الغيب وَالشَّهَادَة وانتهى الأَمْر, فِي الحديث يَقُول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله يقبل توبة العبد ما لَمْ يغرغر», هَـذَا بالنسبة للشخص أَمَّا بالنسبة لعموم النَّاس فَإِن التوبة مقبولة؛ حَتَّىَ طلوع الشمس من مغربها فِي آخر الزمان, يَقُول النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: «لاَّ تنطع الهجرة حَتَّىَ تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة؛ حَتَّىَ تطلع الشمس من مغربها».
جاء فِي تفسير قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭸ) [الأنعام/158], جاء في تفسير الآية أنها طلوع الشمس من مغربها.
الطالب: أيضًا يا شيخ خروج الدابة أيضًا؟.
الشيخ: خروج الدابة مقارن لطلوع الشمس من مغربها, فأيهما خرجت فالأخرى عَلَى إثرها قريبة, مقترنتان.
(المتن)
فصل في معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم، وتبليغه الرسالة، وإكمال الله لنا به الدين، وأنه خاتم النبيين، وسيد ولد آدم أجمعين، وأن من ادعى النبوةَ من بعده فهو كاذب:
(الشرح)
الطالب: (..)تحت مشيئة الله؟.
الشيخ: فِي خلاف بعض العلماء جعلها حكمها حكم الكبائر, القول الثَّانِيَ: أَنَّهُ لاَّ يُغفر, تأدبًا مع الْقُرْآن؛ لِأَنَّ الله قَالَ: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﯘ) [النساء/48]؛ وهذا شامل للشرك الأكبر والأصغر؛ لَـكِن الشِّرْك الأصغر يدخل تحت الموازنة بين الحسنات والسيئات, إِنَّ رجحت الحسنات فَإِنَّهُ تسقط السيئات, وإن رجحت السيئات عذب بها ثُمَّ يخرج, وَأَمَّا الكبائر تحت المشيئة.
الطالب: (..)؟.
الشيخ: نعم خروج المهدي من العلامات الكبرى من أَوَّل العلامات الكبرى.