شعار الموقع

البدع في شهر رجب

00:00
00:00
تحميل
145

الخطبة الأولى

الحمدلله، الحمدلله القائل اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، أمرنا أن نعبده بما شرعه لنا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، حذرنا من البدع والمحدثات في ديننا صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه المتمسكين بسنته الذين عضوا عليها بالنواجذ ومن تبعهم وسار على نهجهم عملًا بسنته واستنانًا وسلم تسليما كثيرًا، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، وتمسكوا بسنة رسول الله ﷺ، واعملوا بكتاب ربكم فقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا النعمة ورضيَ الإسلام لنا دينًا، قال الله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينًا .
أيها المسلمون، إن العبادة لا تصح ولا تكون نافعة ومقبولة عند الله إلا إذا توفر فيها هذان الأصلان:

أحدهما أن تكون خالصةً لله، مرادًا بها وجه الله، ومطلوبًا بها رضى الله وجنته.

الثاني أن تكون موافقة لشرع الله وصوابًا على هدي رسول الله ﷺ، قال الله تعالى: فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا وقال تعالى:   بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون.
عباد الله، لا يجوز للمسلم أن يتعبد لله بالبدع، فإن فعل فهي مردودة عليه، وهي لا تقربه من الله، وإنما تبعده منه، وقد كثرت البدع في شهر رجب من كثير من الناس، فمن الناس من ابتدع في شهر رجب صلوات خاصة به، ومن الناس من ابتدع في رجب صيامًا خاصًا به، ومن الناس من ابتدع في رجب احتفالات خاصة، ومن الناس من ابتدع في رجب أذكارًا خاصة به، ومن الناس من ابتدع في رجب قيام ليالٍ خاصة، ورويت في ذلك أحاديث وآثار لا يثبت شيء منها، وبناءً على ذلك فلا يسوء للمسلم أن يتعبد لله بشيء لم يثبت في كتاب الله تعالى ولم يثبت في سنة رسول الله ﷺ؛ لأن عبدالله على الحقيقة هو المطيع لله والمطيع لله هو المتعبد له بما شرعه لا بما تهواه نفسه ولا بما ابتدعه الناس واحدثوه في الدين مما لم يأذن به الله.
أيها المسلمون، وتخصيص رجب بالصوم او تخصيص ايام منه بالصوم لا أصل له، وكذا سرد الأشهر الثلاثة: رجب، وشعبان، ورمضان بالصوم، قال الإمام ابن القيم رحمه الله "ولم يصم ﷺ الثلاثة الأشهر سردًا كما يفعله بعض الناس، ولا صام رجبًا قط، ولا استحب صيامه، بل روي عنه النهي عن صيامه" رواه ابن ماجه.
وقال الحافظ ابن حجر في كتابه تبيين العجب بما ورد في فضل رجب: " لم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصةٍ، فيه حديث صحيح يصلح للحجة، وقد سبقني إلى الجزم بذلك الإمام ابو إسماعيل الهروي الحافظ وكذلك رويناه عن غيره
وقال عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامخ في كتابه الباعث على إنكار البدع والحوادث قال: " إن الصديق أنكر على أهله صيام رجب، وإن عمر كان يضرب بالدرة صُوّامه، ويقول: إنما هو شهر كانت تعظمه الجاهلية، وروي عنه أنه كان يضرب أيدي الرجال في رجب إذا رفعوها عن الطعام حتى يضعوها فيه، ويقول إنما هو شهر كان أهل الجاهلية يعظمونه.
وقال النووي رحمه الله: "ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب بعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه
وقال الحافظ بن رجب رحمه الله:" وأما الصيام، فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي ﷺ ولا عن اصحابه".
أيها المسلمون، إليكم بعض النصوص التي وردت في شهر رجب، وحكم العلماء عليها:
منها حديث أنس عن النبي ﷺ أنه قال: من صام من كل شهر حرام الخميس والجمعة والسبت كتبت له عبادة سبع مئة سنة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: رويناه في فوائد تمام الرازي، وفي سنده ضعفاء ومجاهيل وأورد البخاري غالب طرقه ثم قال وبالجملة فهو باطل متنًا وتسلسلًا.
ومنها حديث أنس بن مالك إن في الجنة نهرا يقال له رجب، ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، من صام يومًا من رجب سقاه الله من ذلك النهر قال ابن الجوزي في العلل المتناهية فيه مجاهيل وقال الذهبي الحديث باطل.
ومنها حديث أبي هريرة : أن رسول الله ﷺ لم يصم بعد رمضان إلا رجبًا وشعبان قال الحافظ ابن حجر هو حديث منكر.
 ومنها حديث: صوم أول يوم من رجب كفارة ثلاث سنين، والثاني كفارة سنتين، والثالث كفارة سنة، ثم في كل يوم شهرًا ذكره في الجامع عن الخلاني وضعَّفه وقال شارحه وإسناده ساقط. 
ومنها حديث أبي سعيد الخدري " رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي، فمن صام رجب فذكر في فضله حديثًا طويلًا" قال أبو الخطاب: هذا حديث موضوع على رسول الله ﷺ.
ومنها حديث أنس قال: " كان رسول الله ﷺ إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان وهذا الحديث تفرد به زائدة بن أبي الرقاد عن زياد بن ميمون البصري بن ميري عن أنس قال الحافظ أبو عبدالرحمن النسائي: زائدة بن ابي الرقاد ابو معاذ منكر الحديث، وزياد بن ميمون أبو عمار البصري متروك الحديث.
ومن البدع التي تفعل في شهر رجب، قراءة قصة المعراج، ومنها الاحتفال في ليلة السابع والعشرين من رجب أو تخصيص هذه الليلة بشي من الذكر والعبادة، والإسراء يزعمون أنها ليلة الإسراء، والإسراء لم يقم دليل على ليلته، ولا على شهره، ولو قام دليل على تعيينه لم يجز تخصيص وقته بعبادة ولا ذكر إلا بدليل.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: "سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن رجل قال: ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر وقال آخر: بل ليلة القدر أفضل فأيهم المصيب؟ فأجاب: الحمد لله، أما القائل بأن ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدر، إن أراد به أن تكون الليلة التي أسري فيها بالنبي ﷺ ونظائرها من كل عام أفضل لأمة محمد ﷺ من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها أفضل منه في ليلة القدر فهذا باطل، لم يقله احد من المسلمين وهو معلوم الفساد بالإطراد من دين الإسلام، هذا إذا كانت ليلة الإسراء تُعرف عينها فكيف ولم يقم دليل معلوم لا على شهرها، ولا عشرها، ولا على عينها، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره " انتهى كلامه رحمه الله.
أيها المسلمون وصلاة ليلة المعراج لا أصل له، ومسألة ذهاب النبي ﷺ ورجوعه ليلة الإسراء ولم يبرد فراشه لم تثبت، بل هي أكذوبة من أكاذيب الناس، وقصة المعراج المنسوبة إلى ابن عباس رضي الله عنهما كلها أباطيل وأضاليل ولم يصح منها إلا أحرف قليلة.
وأما حديث سلمان الفارسي "في رجب يوم وليلة، من صام ذلك اليوم، وقام تلك الليلة، كان كمن صام من الدهر مئة سنة، وقام مئة سنة، وهو لثلاث بقين من رجب وفيه بعث الله محمدًا" قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: هذا حديث منكر إلى الغاية.
وحديث أنس قال : "قال رسول الله ﷺ : بُعثت نبيًا في السابع والعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كان له كفارة ستين شهرًا".
ومثله حديث أبي هريرة " من صام يوم سبعٍ وعشرين من رجب، كُتب له صيام ستين شهرًا، وهو اليوم الذي هبط فيه جبريل بالرسالة" قال أبو الخطاب: وهذا حديث لا يصح، وقال الحافظ ابن حجر: وهذا موقوف ضعيف الاسناد.
وقصة ابن السلطان الرجل المسرف الذي كان لا يصلي إلا في رجب، فلما مات ظهرت عليه علامات الصلاح، فسُئل عنه الرسول ﷺ فقال: إنه كان يجتهد ويدعو في رجب.
 هذه قصة مكذوبة مُفتراة تحرم قرأتها وروايتها إلا للبيان.
أيها المسلمون، لو صام أحد من رجب بقصد الصوم في الجملة من غير أن يجعله حتمًا أو يخص منه أيامًا معينة يواظب على صومها، أو ليال معينة يواظب على قيامها، بحيث يظن أنها سنة، فهذا لا بأس به فإن خص ذلك أو جعله حتمًا فهو محظور.
قال الشافعي رحمه الله في القديم: " أكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور، كما يكمل رمضان، قال وكذلك أكره أن يتخذ الرجل يوماً من الأيام، وإنما كرهت هذا؛ لئلا يتأسى جاهل، فيظن أن ذلك واجب" انتهى كلامه رحمه الله.
وقال أبو بكر الطرطوشي في كتابه البدع والحوادث: " يكره صوم رجب على ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه إذا خصه المسلمون بالصوم في كل عام حَسِبَ العوام، إما أنه فرض كشهر رمضان، وإما أنه سنة ثابتة كالسنن الثابتة، وإما لأن الصوم فيه مخصوص بفضل ثواب على صيام باقي الشهور، ولو كان من هذا شيء لبينه النبي ﷺ".
فاتقوا الله عباد الله، وتعبدوا لله بما شرع، واحذروا أن تتعبدوا لله بالبدع فتكونوا من الأخسرين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
اللهم ارزقنا التمسك بكتابك وسنة نبيك، وجنبنا البدع والمحدثات في الدين، إنك جواد كريم، اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر حكيم، ووفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح. أقول هذا القول، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، وتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه سبحانه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وإخوانه وسلم تسليمًا كثيرًا،  أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، وقد سمعتم أنه لم يرد في شهر رجب شيء بخصوصه من العبادات، لا الصيام، ولا القيام، ولا الدعاء، ولا الذكر، وإنما شهر رجب كسائر الشهور، إلا أنه شهر حرام من الأشهر الحرم كما قال الله تعالى : إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ثم قال سبحانه : فلا تظلموا فيهن أنفسكم فلا يجوز للإنسان أن يظلم نفسه بالشرك والمعاصي في جميع الشهور، وفي جميع الأزمان، ولكن ظلم النفس بالمعاصي في الأشهر الحرم أشد وأعظم لقول الله : ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له ولقوله سبحانه: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب.
فالزموا عباد الله كتاب ربكم، وسنة نبيكم محمدًا ﷺ، واعلموا أن شهر رجب ليس فيه شيء بخصوصه، لا يخص بذكر خاص، ولا يخص بأذكار خاصة، ولا يخص بصيام خاص، ولا يخص بقيام ليال خاصة، فهو كسائر الشهور، يصوم المسلم في شهر رجب ما يصومه في سائر الأشهر، ويقوم في شهر رجب في الليل ما يقومه في سائر الليالي، ولا يخص رجب بشيء من الصيام، ولا يخص لياليه بشيء من القيام، وإن كثيرًا من الناس ولاسيّما في خارج هذه البلاد يحتفلون بشهر رجب ويحتفلون ليلة سبع عشرين ويزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج، وهذا من الخطأ الكبير ومن البدع، فعليكم أن تحذروا بأنفسكم، وتحذروا أهاليكم وأقاربكم ومن يسمع نصيحتكم، لعل الله ينفعهم بنصيحتكم، حذروهم وقولوا لهم: إن ليلة سبع وعشرين لم يرد دليل على أنها ليلة الإسراء، ولو قام دليل على أنها ليلة الإسراء فإنه لا يجوز أن تخص بأذكار خاصة، ولا باحتفالات خاصة؛ لأن النبي ﷺ لم يفعل ذلك، ولم يفعله الخلفاء الراشدون، ولم يفعله الصحابة، ولم يفعله التابعون، ولم يفعله تابعو التابعون، ولم تفعله القرون المفضلة، وعلينا أن نقتدي بهم وأن نسلك مسلكهم، وأن نقتدي بنبينا ﷺ، وكذلك قراءة سورة يس بعد المغرب، تُقرأ في كثير من البلدان، يقرأ الإمام سورة يس ثم يدعو بدعوات ويرفع يديه والناس يأمنون في شهر رجب، كل ذلك لا أصل له، فعلينا أن نحذر من البدع، فإن البدع تبعد من الله ولا تقرب منه، وإنما يقرب من الله العمل بكتابه وسنة رسوله ﷺ، التعبد لله بما شرعه والتعبد لله بما شرعه الله في كتابه وبما شرعه رسوله ﷺ فالزموا كتاب ربكم، وسنة نبيكم محمد ﷺ، وادرسوهما، وتعلموا معانيهما، وتفقهوا في أحكامهما، وتحاكموا إليهما، وحكمهما في كل شأن من شؤونكم، حتى تكونوا أعزاء في الدنيا، وسعداء في الآخرة، وإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة،و كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، والزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عباداتهم وفي بلدانهم وأوطانهم، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة، ألا وصلوا على محمد ﷺ فإنه الله أمركم بذلك حيث قال : إنّ اللهَ وملائكتَهُ يُصَـلُّونَ على النبي يا أيها الذين آمنوا صَلُّوا عليه وسلِّمُوا تسليما وقد قال عليه الصلاة والسلام: من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد ،كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وارضى اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين، أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين، وتابعيهم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وعفوك وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين المؤمنين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا، وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتذكرهم إذا نسوا يارب العالمين، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، وأبعد عنهم شرارهم، في مشارق الأرض ومغاربها إنك على كل شيء قدير، اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر الرشد، يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء، اللهم أعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يارب العالمين، اللهم انصر دعاة الخير، وأئمة الهدى، والمجاهدين في سبيلك، والدعاة إلى سبيلك، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر في كل مكان، اللهم انصر إخواننا المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك، واعزاز دينك في كل مكان، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم ثبت قلوبهم، اللهم انزل عليهم الطمأنينة السكينة، اللهم ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وتولى أمرهم، اللهم عليك بأعدائهم الكفرة فإنهم لا يعجزونك، اللهم اشدد وطأتك عليهم، وشتت شملهم،  واقذف الرعب في قلوبهم، وخالف بين قلوبهم وكلمتهم، ومزقهم كل ممزق، واجعلهم غنيمة للمسلمين يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والفساد والريب والزيغ والعناد، وانشر رحمتك على العباد، يامن له الدنيا والآخرة وإليه المعاد، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله في نفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم أدر عليه دائرة السوء، وأنزل عليه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكنن من الخاسرين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا، ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرًا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلًا إن الله يعلم ما تفعلون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد