شعار الموقع

الزكاة وفضلها -2

00:00
00:00
تحميل
107

الزكاة وفضلها

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله الجواد الكريم الرحمن الرحيم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله فرض الزكاة لما فيها من المصالح العظيمة والخير العميم، واشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، أمره الله بأخذ الصدقات من الأموال، تطهيرا وتزكية للنفس من الشح اللئيم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان في الجود بالمال والنفس طلبا لرضى الرب العظيم، وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله فرض الزكاة في أموال الأغنياء من عباده المؤمنين، لتطهيرهم وتزكيتهم، قال الله تعالى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ وقال تعالى وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وقال تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

وأمر الله تعالى بقتال من لم يزك حتى يؤديها، قال الله تعالى فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الإِسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ 

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: وَاللَّهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ، فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ المَالِ، وَاللَّهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ لَقَاتَلْتُهُمْ  عَلَى مَنْعِه.

 وفي الصحيح أن النبي ﷺ قال مَنْ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلاَ: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ

قال ابن مسعود : لا يوضع دينار على دينار، ولا درهم على درهم، ولكن يوسع جلده حتى يوضع كل دينار ودرهم في موضع على حدته.

أيها المسلمون، والزكاة تزكي المال وتنميه، فإخراجها سبب لزيادة المال، والبخل بها سبب لهلاكه، كما في الحديث عن النبي ﷺ أنه قال: ما خالطت الزكاة مالاً قط إلا أهلكته. والمال غربال فتنة قال الله تعالى إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ۝ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

أيها المسلمون، من أحكام الزكاة: أن من الأصناف الذين تدفع إليهم الزكاة، المؤلفة قلوبهم وهم: السادة المطاعون في عشائرهم ممن يرجى إسلامه أو يخشى شره، أو يرجى بعطيته قوة إيمانه، أو يرجى بعطيته إسلام نظيره، أو يرجى بعطيته جباية الزكاة ممن لا يعطيها، أو يرجى بعطيته الدفع للمسلمين.

ومن الأصناف الذين تدفع لهم الزكاة: الغارمون وهم: المدينون، وهم: نوعان:

أحدهما: الغارمون لإصلاح نفوسهم، والمدينون العاجزون عن وفاء ديونهم.

لكن من غرم في معصية، مثل أن يشتري خمرا، أو يصرفه في زنا أو قمار أو الآت لهو أو نحو ذلك فإنه لا يدفع إليه قبل التوبة شيء لأنه أعانه له على المعصية.

النوع الثاني: الغارمون لإصلاح ذات البين، كمن يتحمل حمالة بسبب سعية في الاصلاح بين المتخاصمين، بين حيين مثلا أو أهل قريتين بينهما عداوت وبغائض فيهما نفس ومال ويتوقف صلحهم على ذلك ، وكانت العرب تعرف ذلك قبل الإسلام ، فكان الرجل يتحمل الحمالة ثم يخرج في القبائل فيسأل حتى يؤديها فجاء الشرع بإباحه المسألة فيها، وجعل لهم نصيبا من الصدقة المفروضة، روى مسلم بإسناده عن قبيصة بن مخارق : قال تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَسْأَلُهُ فِيهَا، فَقَالَ: أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ، فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: " يَا قَبِيصَةُ إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِأَحَدِ ثَلَاثَةٍ رَجُلٍ، تَحَمَّلَ حَمَالَةً، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا، ثُمَّ يُمْسِكُ، وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - وَرَجُلٌ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ حَتَّى يَقُومَ ثَلَاثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلَانًا فَاقَةٌ، فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ - أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ - فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا

أيها المسلمون، ومن الأصناف الذين تدفع لهم الزكاة: ابن السبيل وهو المسافر المنقطع به، وهو الغريب الذي ليس له ما يرجع به إلى بلده فيعطى من الزكاة ما يوصله إلى بلده، وإن كان غنيا في بلده، ولا يعطى المنشأ السفر من بلده إذا كان غنيا.

ومن أحكام الزكاة: أنها لا تصرف إلى آل النبي ﷺ، وهم بنو هاشم، وبنو المطلب، وذلك أن بني المطلب لم يفارقوا بني هاشم في جاهلية ولا في إسلام.

ومن أحكام الزكاة: أنه لا يجوز للمخرج أن يقي الزكاة ماله، ولا أن يدفع بالزكاة مذمة، ولا أن يجر بالزكاة محمدة.

أيها المسلمون، والزكاة من النماء والزيادة، سميت بذلك لأنها: تثمر المال وتنميه، يقال زكا الزرع إذا كثر ريعه، وزقت النفقة إذا بورك فيها، فالزكاة تزيد في المال الذي أخرجت منه وتنميه وتوفره وتقيه الآفات، والنماء والطهارة ليسا مقصورين على المال بل يتجاوزناه إلى نفس المعطي، كما قال الله تعالى خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا قال ابن قتيبة : نفس المتصدق تزكو وماله يزكو، يطهر ويزيد في المعنى.

ويستحب للمزكي أن يحمد الله على التوفيق لأدائها، وأن يقول عند الدفع، اللهم اجعلها مغنما ولا تجعلها مغرما، لما روى أبو هريرة ، قال: قال رسول الله ﷺ إِذَا أَعْطَيْتُمُ الزَّكَاةَ فَلَا تَنْسَوْا ثَوَابَهَا، أَنْ تَقُولُوا: اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا مَغْنَمًا، وَلَا تَجْعَلْهَا مَغْرَمًا أخرجه ابن ماجه.

أيها المسلمون لا تبرأ ذمة المزكي حتى يدفعها إلى أحد الأصناف الثمانية الذين ذكرهم الله في كتابه ، في قوله سبحانه إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ كما قال النبي ﷺ لرجل قال له أعطيني يا رسول الله من هذه الصدقات، فقال له النبي ﷺ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَرْضَ بِحُكْمِ نَبِيٍّ وَلَا غَيْرِهِ فِي الصَّدَقَاتِ، حَتَّى حَكَمَ فِيهَا هُوَ، فَجَزَّأَهَا ثَمَانِيَةَ أَجْزَاءٍ، فَإِنْ كُنْتَ مِنْ تِلْكَ الْأَجْزَاءِ أَعْطَيْتُكَ حَقَّكَ

أيها المسلمون ومن الأصناف الذين تدفع لهم الزكاة: الفقراء، والفقير هو الذي تدفع الزكاة إليه، هو الذي لا يقدر على كسب ما يقع موقعا من كفايته، ولا له من الأجرة من المال الدائم، أو المرتب ما يقع موقعا من كفايته، كالزمنى والمرضى والعميان الذين لا يبصرون، هؤلاء في الغالب لا يقدرون على اكتساب يقع موقعا من كفايته، وقد لا يقدرون على شيء أصلا، كما قال الله تعالى لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا

فاتقوا الله يا عباد الله واشكروا ربكم أن أمدكم بأنعام وبنين، وأخرجوا زكاة أموالكم، طيبة بها نفوسكم، واصرفوها في مصارفها الشرعية على الوجه المطلوب لتكون نافعة عند الله وتبرأ بها الذمة، وتحوزوا الخيرات المترتبة على دفعها من الغنيمة والربح والنماء والخير والطهر والبركة، وتسلم من تبعات هذا المال وشروره وويلاته ومصائبه في الدنيا والآخرة.

اللهم وفقنا لأداء حقوق هذا المال، اللهم وفقنا لأداء حقوق هذا المال، اللهم وفقنا لأداء حقوق هذا المال، وسلمنا من شروره وتبعاته، واجعل في قلوبنا حب المساكين، والعطف عليهم بما أوجبت علينا من زكاة أموالنا، ووفقنا للكسب الحلال وصرفه في وجوه البر والإحسان والإفضال إنك جواد كريم.

اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ووفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح.

 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه سبحانه وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسول الداعي إلى رضوانه صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه واعوانه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الفقير الذي تدفع له الزكاة هو الذي لا يقدر على كسب يكفيه، وليس له أجرة مستمرة أو مال دائم أو مرتب كالزمنى والمرضى والعميان الذين لا يبصرون في الغالب أنهم لا يقدرون على الاكتساب ،قد يكون الأعمى والزمن والمريض عنده مال ، عنده مال ورثه أو له تجارات يكتسب منها فلا يعطى، والله تعالى وصف الفقراء بقوله لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا أما الفقير الذي يسأل فيحصل على الكفاية أو معظمها من مسألته فهو من المساكين، فيعطى من الزكاة ما يكمل كفايته ليغتني عن السؤال، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ، وَلَا بِالَّذِي تَرُدُّهُ االلُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ، والأكلة والأكلتان، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ: الْمُتَعَفِّفُ الَّذِي لَا يَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا، وَلَا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ وإنما نفى النبي ﷺ المسكنة عنه مع وجودها حقيقة فيه، مبالغة في إثابتها في الذي لا يسأل الناس، والمعنى: الذي لا يسأل الناس أشد حاجة ممن يسأل الناس، لأن من يسأل الناس في الغالب يعطى كفايته بخلاف الذي لا يسأل فقد لا يفطن له.

ومن ملك مالا يقوم بكفايته، ولا يقدر على كسب ما يكفيه، وليس له من ينفق عليه ، جاز له الأخذ من الزكاة، لأنه فقير محتاج والله تعالى جعلها في الفقراء والمساكين ومن ملك شيئا يقوم بكفايته ويغنيه كمن له مكسب يكفيه من تجارة أو عقار أو مرتب شهري، أو حرفة أو صنعة أو غير ذلك، أو يقدر على كسب يومي يكفيه أو له من ينفق عليه فليس له الأخذ من الزكاة ، لقول النبي ﷺ لَا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ لِغَنِيٍّ، وَلَا لقوي مكتسب ولما ورد في الحديث: أن رجلين أتيا رسول الله ﷺ، فسألاه الصدقة يعني الزكاة فصعد فيهما النظر فرآهما جلدين أي نشيطين قويين فقال عليه الصلاة والسلام إِنَّ شِئْتُمَا أَعْطَيْتُكُمَا، وَلَا حَظَّ فِيهَا لِغَنِيٍّ، وَلَا لِقَوِيٍّ مُكْتَسِبٍ.

فاتقوا الله عباد الله وإن بعض الفقراء يتساهل في أخذ الزكاة فتجده يأخذ وهو غير محتاج أو يأخذ لأجل أن يشتري الكماليات وهذا لا يجوز له فإن الزكاة إنما يأخذ بها ما يحتاج إليه، وما يضطر إليه، وما يقوم بكفايته، أما الكماليات والحاجيات والتوسع فيها فإنه لا يجوز له أن يأخذ من الزكاة للكماليات التي هي خلاف الضروريات والحاجيات، وكذلك بعض الناس يتساهل فيعطي الزكاة من لا يستحقها، يعطيها من يريد أن يشتري بها كماليات أو يتاجر بها وهذا لا يجوز ولا تبرأ ذمته.

فاتقوا الله عباد الله، وتدبروا كتاب ربكم وسنة نبيكم محمد ﷺ اقرؤوهما وتعلموا معانيهما، وتفقهوا في أحكامهما ليتبين لكم في خلال ذلك عظم شأن الزكاة وأهميتها، ومن الذي يستحقها وتدفع إليه، وذلك أنَّ أًحسَنَ الحديثِ كتابُ اللهِ ، وَخَيرُ الهديِ هديُ محمَّدٍ ﷺ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ

والزموا جماعة المسلمين الزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عبادتهم وفي بلدانهم وأوطانهم؛ فإن يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ومن شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة.

ألا وصلوا على محمد ﷺ فإن الله أمركم بذلك حيث قال إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌوارض اللهم على الأربعة الخلفاء الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم، من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وعطفك، وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين المؤمنين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

 اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في أوطاننا اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمرنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.

 اللهم أصلح ولاة أمرنا اللهم أصلح ولاة أمرنا اللهم أصلح ولاة أمرنا اللهم ارزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على الخير وتذكرهم إذا نسوا يا رب العالمين

اللهم اجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.

اللهم ول على المسلمين خيارهم، اللهم ول على المسلمين خيارهم، اللهم ول على المسلمين خيارهم وأبعد عنهم شرارهم في مشارق الأرض ومغاربها إنك على كل شي قدير.

اللهم وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.

اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم انصر إخواننا أهل السنة في الشام، اللهم انصر إخواننا أهل السنة في الشام، اللهم انصر إخواننا أهل السنة في الشام، اللهم قوي عزائمهم ووحد صفوفهم، واجمع كلمتهم، واربط على قلوبهم، وفقههم في الدين، اللهم وارحم ضعفهم ، واجبر كسرهم، وتول أمرهم  اللهم وارحم مواتهم ، واشف مراضاهم، وداو جرحاهم ، وفك أسراهم، وأطعم جائعهم، وتول أمرهم. 

اللهم عليك بأعدائهم الكفرة بشار وأعوانه اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم شتت شملهم اللهم وخالف بين قلوبهم وكلمتهم اللهم اقذف الرعب في قلوبهم اللهم مزقهم كل ممزق اللهم واجعلهم غنيمة لإخواننا أهل السنة في الشام، ياذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.

اللهم عليك بهؤلاء الكفرة فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنهم طغوا وبغوا وأسرفوا في الأرض وافسدوا، وسفكوا الدماء ورملوا النساء، ويتموا الأيتام ودفنوا الأحياء وادعوا الربوبية والألوهية، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم واشدد وطأتك عليهم، اللهم أنزل عليهم بأسك ورجزك إله الحق اللهم أنزل عليهم بأسك ورجزك إله الحق، اللهم أنزل عليهم بأسك ورجزك إله الحق.

اللهم نصرك العاجل لإخواننا أهل السنة في الشام، اللهم نصرك العاجل لإخواننا أهل السنة في الشام، اللهم نصرك العاجل لإخواننا أهل السنة في الشام، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم، يا قريب مجيب، يا سميع الدعاء.

اللهم أعذنا من الفتن ما ظهره منها وما بطن.

 اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والرباء والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللهم انصر دعاة الخير وأئمة الهدى، والمجاهدين في سبيلك والدعاة إلى سبيلك، والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في كل مكان.

اللهم أقم علم الجهاد وأقمع أهل الشرك والفساد والريب والزيغ والعناد وانشر رحمتك على العباد يا من له الدينا والآخرة وإليه المعاد.

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل كيده في نحره اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرا عليه، اللهم ادر عليه دائرة السوء وأنزل عليه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين. 

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۝ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ

فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد