شعار الموقع

الحث على الاتباع وترك الابتداع -وذكر بعض بدع شهر رجب-

00:00
00:00
تحميل
131

متابعة الرسول والاقتداء به

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، أحمده سبحانه وـشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كاشف الكرب والغمة ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله، نبي التوبة والرحمة، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم وسار على نهجهم من هذه الأمة وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى وتدبروا قول الله  قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وقوله سبحانه اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ.

أيها المسلمون، لقد حذر النبي ﷺ أصحابه فمن بعدهم الناس البدع ومحدثات الأمور، وأمروهم بالاتباع والأخذ بكتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ، قال الله تعالى اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ. وقال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وقال تعالى وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال تعالى فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال تعالى وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ.

وعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله ﷺ قال مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ، وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ وفي رواية: يهتدون بهديه ويستنون بسنته ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ

وروى مسلم في صحيحه عن جابر قال: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ، وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ: «صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ»، وَيَقُولُ: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ»، وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ، وَالْوُسْطَى، وَيَقُولُ: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ﷺ، وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ وفي رواية للنسائي وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ

وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ﷺ أنه قال مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ.

وفي الحديث الصحيح الذي رواه أهل السنن عن  العرباض بن سارية  صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ فَقَالَ «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.

وعن عبدالله بن مسعود قال خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ خَطًّا، ثُمَّ قَالَ: " هَذَا سَبِيلُ اللهِ "، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون متفق عليه.

ولما قيل لعبدالله بن مسعود  إن في المسجد قوما حلقا جلوسا ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مئة فيكبرون مئة فيقول هللوا مئة فيهللون مئة فيقول سبحوا مئة فيسبحون مئة ،وقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟ قالوا: يا أبا عبدالرحمن حصا نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد قال :فعدوا سيئاتكم، فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ،ويحكم يا أمة محمد! ما أسرع هلكتكم هؤلاء صحابة نبيكم محمد ﷺ متوافرون وهذه ثيابه لم تبل وآنيته لم تكسر، والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو افتتحوا باب ضلالة قال يا أبا عبدالرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم مريد للخير لم يصبه، إن رسول الله ﷺ حدثنا أن قوما يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله ما أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم، قال عمرو بن سلمة: رأينا عامة أولئك يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج.

 وعن الحسن رحمه الله قال: سنتكم والله الذي لا إله إلا هو بين الغالي والجافي فاصبروا عليها رحمكم الله فإن أهل السنة كانوا أقل الناس فيما بقي الذين لم يذهبوا مع أهل الاتراف في أترافهم ولا مع أهل البدع في بدعهم فصبروا على سنتهم حتى لقوا ربهم فكذلك ان شاء الله فكونوا.

أيها المسلمون، هذه النصوص التي سمعتم تدل على أن المسلم  يجب عليه أن يحذر كل الحذر من أن يتعبد لله تعالى بالبدع ، وفيما شرعه الله في كتابه أو على لسان رسوله ﷺ غنيتك وكفايتك عن البدع والمحدثات في الدين.

ومن البدع المحدثة في شهر رجب صلاة الرغائب وهي ثنتا عشرة ركعة بين العشاءين أول خميس من رجب ليلة أول جمعة في شهر رجب، وكذلك صيام هذا اليوم أول خميس من رجب قال النووي رحمه الله: هذه الصلاة بدعة مذمومة منكرة قبيحة، ولا تغتروا بذكرها في كتاب قوت القلوب والاحياء، وحكى عن الإمام الطرطوشي وعن البرهان الحلبي وغيرهم القول بوضعها و قد ألف لها الإمام أبو شامة كتاب سماه :الباعث على إنكار البدع والحوادث، بين فيه بطلانها قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم: يوم لم تعظمه الشريعة أصلا ولم يكن له ذكر في وقت السلف ولا جرى فيه ما يجب تعظيمه مثل أول خميس من رجب وليلة تلك الجمعة التي تسمى الرغائب فإن تعظيم هذا اليوم والليلة إنما حدث في الإسلام بعد المئة الرابعة ،وروي فيه حديث موضوع باتفاق العلماء مضمونه قضية صيام ذلك اليوم وفعل هذه الصلاة المسماة عند الجاهلين بصلاة الرغائب ،وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين من العلماء من الأصحاب وغيرهم ، والصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم النهي عن إفراد هذا اليوم بالصوم وعن هذه الصلاة المحدثة ، وعن كل ما فيه تعظيم لهذا اليوم من صناعة الأطعمة وإظهار الزينة ونحو ذلك حتى يكون هذا اليوم بمنزلة غيره من بقية الأيام ،وحتى لا يكون له مزية أصلا وكذلك يوم آخر في وسط رجب تصلى فيه صلاة تسمى صلاة أم داود فإن تعظيم هذا اليوم لا أصل له في الشريعة أصلا وكل حديث في صلاة أول رجب أو وسطة أو آخره فغير مقبول لا يعمل به ولا يلتفت إليه.

فاتقوا الله عباد الله ، وتعبدوا لله تعالى بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ فإن ذلك هو الذي  يقربكم من الله، واحذروا من أن تتعبدوا لله بالبدع فتكونوا من الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۝ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا

 بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، ووفقني واياكم للعمل الصالح والتوبة النصوح.

أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الله تعظيما لشانه سبحانه وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسول  الداعي إلى رضوانه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وإخوانه وسلم تسليما كثيراً.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أننا في شهر حرام في شهر رجب، فإن السنة اثنا عشر شهرا، وإن منها أربعة حرم هي ثلاثة متواليات، وهي ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، وواحد فرد وهو رجب بين جمادى وشعبان، هذه الأشهر الحرم يجب تعظيمها فإنها من شعائر الله،  ويجب اجتناب المعاصي فيها أكثر من غيرها، قال الله تعالى في كتابه العظيم إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ.

ولا يجوز للإنسان أن يظلم نفسه بالشرك والمعاصي في أي وقت وفي أي زمن ولكن ظلم النفس بالمعاصي في الأشهر الحرم أشد وـغلظ، لـن الأشهر الحرم يجب تعظيمها ويجب اجتناب المعاصي أكثر من غيرها قال تعالى ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ

ولكن الأشهر الحرم ليس هناك شيء يخصها ،ليس هناك شيء من العبادات تختص به، فشهر رجب كغيره من الشهور لا يختص بصلاة خاصة، ولا بذكر خاص، لا يختص بصلوات خاصة ولا بأذكار خاصة، ولا بعبادة خاصة، فشهر رجب كغيره من الشهور، يصلي فيه المسلم ، يحافظ على الصلوات الخمس ويؤدي السنن الرواتب ، ويصوم في هذا الشهر ما يصومه في غيره من الأشهر، فيشرع أن يصوم يوم الاثنين والخميس، ويصوم أيام البيض، وإذا كان يصوم يوما ويفطر يوما فلا بأس كغيره من الشهور، أما أن يخص شهر رجب بصلاة خاصة أو بصيام خاص أو بأذكار خاصة أو باحتفالات خاصة فإن هذا من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، ومن البدع التي تبعد من الله ولا تقرب إليه.

 وإن كثيرا من الإخوان الوافدين إلى هذه البلاد يعلمون أنه يوجد في بلادهم من يفعل بدعا كصلوات خاصة في هذا الشهر أو صيام خاص في هذا الشهر، أو احتفالات خاصه ،أو أذكار خاصة، فعليهم أن يحذروا بأنفسهم، ويحذروا غيرهم حتى يكون لهم مثل أجرهم، فإن المسلم إذا تعبد لله تعالى بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ فإن الله يبارك في عمله، ويقبل عمله، ولو كان قليلا أما اذا تعبد لله ببدع ولو كان كثيرا فإن الله تعالى لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجه وموافقا لكتابه ولسنه رسوله ﷺ، فإن العمل الصالح المقبول عند الله لا بد فيه من الإخلاص لله ، إخلاص الدين لله وإخلاص العمل لله، ولا بد فيه من المتابعة لنبي الله ﷺ، قال الله تعالى فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.

فإذا كان العمل ليس خالصا فإنه مردود على صاحبه، وإذا كان العمل خالصا ولكنه ليس موافقا لشرع لله ليس موافقا لكتاب الله ولا لسنة رسول الله ﷺ فإنه مردود على صاحبه، كما سمعتم في الحديث قول النبي ﷺ مَن أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ وفي لفظ لمسلم مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ.

فاتقوا الله يا عباد الله، وتعبدوا لله بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله، واحذروا أن تتعبدوا لله بالبدع، فإنها تبعدكم من الله ولا تقربكم منه ، و تدبروا كتاب ربكم وسنة نبيكم  محمد ﷺ، اقرؤوهما تعلموا معانيهما تفقهوا في أحكامهما ،تحاكموا إليهما حكموهما وتحاكموا إليهما في كل شأن من شؤونكم، حتى تكونوا أعزاء في الدنيا وسعداء في الآخرة.

وإٍنَّ أًحسَنَ الحديثِ كتابُ اللهِ ، وَخَيرُ الهديِ هديُ محمَّدٍ ﷺ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها ، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ

والزموا جماعة المسلمين الزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عبادتهم وفي بلدانهم وأوطانهم؛ فإن يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ومن شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة.

ألا وصلوا على محمد ﷺ فإن الله أمركم بذلك حيث قال إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد