شعار الموقع

فضل شهر رمضان

00:00
00:00
تحميل
160

فضل شهر رمضان

الخطبة الأولى

الحمد لله، الحمد لله الذي هدانا للإسلام ووفقنا لإدراك شهر الصيام والقيام، نحمده سبحانه وأشكره واسع الفضل والإنعام، وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له فضل أيام رمضان على سائر الأيام، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أفضل من صلى وصام، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه هداة الأنام ومصابيح الظلام ومن تبعهم بإحسان في التعبد والتهجد والقيام وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا انه قد نزل بساحتنا شهر كريم وموسم عظيم هو شهر رمضان المبارك ،خصه الله تعالى على سائر الشهور بالتشريف والتكريم، وأنزل فيه القرآن العظيم، وفرض صيامه شكرا على هذا الإنعام والفضل العميم ،وجعل صيامه أحد مباني الإسلام التي لا يقوم على غيرها ولا يستقيم، وسن لنا قيامه نبينا الكريم شهر البركات والخيرات شهر إجابه الدعوات ،شهر إقالة العثرات ،شهر مضاعفة الحسنات، شهر الإفاضات والنفحات، شهر إعتاق الرقاب الموبقات، شهر لا يعدل به سواه من الأوقات النافلة فيه تعدل فريضة والفريضة تعدل سبعين فريضة لمن تقبل منه مولاه.

أيها المسلمون، يقول الله تعالى في كتابه العظيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ۝ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

وثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ الحَرَامِ وفسر النبي ﷺ الإسلام في حديث جبرائيل المشهور بهذه الخمس.

أيها المسلمون، بهذه النصوص وما في معناها يعلم أنه لا يصح إسلام من جحد صوم رمضان، وأن من ترك الصوم لذلك جاحدا لوجوبه فإنه يعتبر غير مسلم، ومن أقر بوجوبه ولكنه تساهل وأفطر فعليه الوعيد الشديد.

ففي الحديث الذي رواه الإمام احمد وأبي داود والبخاري تعليقا مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ كُلَّهُ

أيها المسلمون، إن الله تعالى بنى دين الإسلام على شرائع وعبادات، وفرائض وواجبات، أقامها على دعائم من الخير وقواعد من البر تفيد أهلها في الدنيا وتنفعهم في العقبى وتسعدهم في الدنيا والآخرة، وإن أعظم تلك الشرائع وأجلها بعد الشهادتين والصلاة والزكاة هو صوم شهر رمضان المبارك الذي جعله الله فريضة على هذه الأمة ووسيلة عظمى لتقواه تعالى حقيقة.

أيها المسلمون، إن الله تعالى لم يشرع صوم رمضان لحاجته إليه كلا فهو تعالى الغني عما سواه ،ولكن الله سبحانه شرع صيام شهر رمضان لصالحنا نحن المسلمين، شرح الله تعالى الصيام تربية للأجسام، وترويضا لها على الصبر وتحمل الآلام، شرع الله الصيام تقويما للأخلاق، وتهذيبا للنفوس، وتعويدا لها على ترك الشهوات ومجانبة المنهيات شرع الله الصيام ليعلمنا تنظيم معايشنا ، وتوحيد أمورنا نحن المسلمين، شرع الله الصيام ليبلونا أينا أحسن عملا شرع الله الصيام ليضفي علينا بسبب الصوم من أفضاله وإنعامه، شرع الله الصيام ليكون وسيلة عظمى لتقواه تعالى وتقواه جماع خيري الدنيا والآخرة .

أيها المسلمون، لقد أودع الله في الصوم من الحكم والأسرار والمصالح الدنيوية والأخروية ما هو فوق تصورات البشر ورتب الله تعالى على الصوم من جزيل الثواب وعظيم الجزاء ما لو تصورته نفس صائمة لطارات فرحا وغبطة وتمنت أن تكون السنة كلها رمضان لتبقى دوما ممتعة بهذا الروح والريحان، يقول النبي ﷺ فيما رواه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، الْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ قَالَ اللهُ : إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ.

فاتقوا الله أيها المسلمون فاتقوا الله وأدوا فريضة الصيام ،أدوا فريضة الصيام بإخلاص ورغبة وصبر وطواعية وانشراح صدر ،أدوا فريضة الصيام كما يؤديها المؤمنون الخلص محفوظة عن كل ما يشينها، فالصوم الحقيقي ليس مجرد إمساك عن الأكل والشراب والتمتع الجنسي فحسب ، ولكنه مع ذلكم إمساك وكف عن اللغو والرفث والصخب والجدال بغير حق ،إمساك وكف عن الغيبة والنميمة وقول الزور وشهادة الزور، إمساك وكف عن الكذب والبهتان والهمز واللمز والأيمان الكاذبة ، إمساك عن النظر المحرم ، إمساك عن السباب وعن قذف المحصنين والمحصنات ،إمساك وكف عما لا يحل سماعه من لهو وغيبة وسماع غنى وغير ذلك، إمساك عن إرسال النظر إلى ما لا يحل فالصائم حقيقة من خاف الله في عينية فلم ينظر بها نظرة محرمة ، واتقى الله في لسانه فكف عن الكذب والشتم والغيبة وكل قوم محرم وخشي الله في أذنه فلم يسمع بها منكرا ، وخشي الله في يديه فمنعهما من السرقة والغصب والغش والإيذاء، وخشي الله في رجليه فلم يمش بهما ليرتكب منكرا ، وخشي الله في قلبه فطهره من الحقد والغل والحسد والبغضاء ،قال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء )وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وقال ﷺ وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ

فاحفظوا صيامكم أيها الإخوان فإنه نعمة كبرى، به تكفر الذنوب وترفع الدرجات ، وبه يقهر العبد الشيطان لتضيق مجاري الطعام والشراب لأن الشيطان يجري مع الشهوات من ابن آدم مجرى الدم ، وهي تضعف بالصوم وبالصوم تقوى صلة العبد بربه لأنه عمل خفي وكلما كان العمل خفيا كان أقرب إلى الإخلاص، فاحفظوا صيامكم يضاعف الله لكم ثوابا، وتحمد عقباه يوم القدوم على الله يوم الفرحة العظمى التي قال فيه النبي ﷺ لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ.

فاتقوا الله أيها المسلمون وقوموا بحق هذا الشهر قيام طاعة واتباع لا معصية وابتداع، وتزودوا فيه من التقوى فإن خير الزاد التقوى، واشكروا الله على ما من عليكم من إدراك هذا الشهر الكريم، والموسم العظيم، واغتنموا أوقاته بالأعمال الصالحة ، وابتعدوا فيه عن الأعمال المحرمة التي تحبط صيامكم أو تنقص ثوابه، وعظموا هذا الشهر بما يليق بمكانته عند الله ، وبادروا الخيرات وسابقوا إليها  وتنافسوا فيها لتكونوا مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا.

 أسال الله بأسمائه الحسنى أن يجعل هذا الشهر الكريم حالا علينا وعلى الأمة الإسلامية في كل مكان باليمن والخير والرشاد، وأسأله سبحانه أن يرد في هذا الشهر شارد المسلمين وضالهم إلى حظيرة الحق والصواب ، وأسأله سبحانه أن يثبت مستقيمهم وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق ، وأسأله سبحانه أن يجزل لنا الأجر والثواب وأن يمحوا فيه الذنوب والآثام، وأن يبارك لنا بالقرآن العظيم ،وأن ينفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأن يوفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح.

 أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم إنه هو التواب الرحيم الغفور.

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله من خلقه، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.

أما بعد:

أيها الناس اتقوا الله تعالى، واعلموا أن للصيام أحكام وسنن وآداب ينبغي مراعاتها منها:

أن صوم شهر رمضان فريضة في الكتاب والسنة والاجماع، قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال عليه الصلاة والسلام بُنِيَ الإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ بَيْتِ اللَّهِ الحَرَامِ. وأجمع المسلمون على فرضية صوم شهر رمضان.

ومن أحكام الصيام: أنه يجب الصوم على كل مسلم بالغ عاقل ذكرا كان أو أنثى.

 ومن أحكام الصيام أنه لا يصح صوم رمضان إلا بنية من الليل لقول النبي ﷺ مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ ومعنى تبييت النية: أن يعلم في أي جزء من الليل أنه سيصوم غدا ولقول النبي ﷺ إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى.

ومن أحكام الصيام أنه يجوز للمريض والمسافر في شهر رمضان أن يفطرا ويقضيا الأيام التي أفطرا فيها لقول الله تعالى فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ولقول النبي ﷺ عَلَيْكُمْ بِرُخْصَةِ اللَّهِ الَّتِي رَخَّصَ لَكُمْ فَاقْبَلُوهَا وإن صام المريض أو المسافر أجزأه الصيام لقول النبي ﷺ وقد سأله رجل أصوم في السفر؟ قال: إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ.

ومن أحكام الصيام أن المرأة الحائض والنفساء لا يصح منها الصوم في حال الحيض والنفاس وتفطر كل منهما إذا خرج منها الدم وهي صائمة ويجب عليهما قضاء الأيام التي أفطرتا فيها لقول عائشة رضي الله عنها كُنَّا نَحِيضُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ.

ومن أحكام الصيام أن الحامل والمرضع إذا خافتا على أنفسهما فحكمها حكم المريض تفطران وتقضيان ،وإن خافتا على ولديهما فإنهما تفطران وتقضيان وتطعمان عن كل يوم مسكينا.

ومن أحكام الصيام أنه يحرم على الصائم الأكل والشرب بعد تبين الفجر الثاني فمن أكل أو شرب مختارا ذاكرا لصومه بغير عذر فسد صومه وعليه الوعيد الشديد لقول الله تعالى وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ولقول النبي ﷺ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ مِنْ غَيْرِ رُخْصَةٍ وَلَا مَرَضٍ، لَمْ يَقْضِ عَنْهُ صَوْمُ الدَّهْرِ وَإِنْ صَامَهُ كُلِّهِ.

ومن أحكام الصيام أن من أكل أو شرب ناسيا أتم صومه ولا قضاء عليه ولا كفارة، لما ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة أن النبي ﷺ قال مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ.

ومن أحكام الصيام أن من احتلم وهو صائم فإنه يغتسل ولا يضره ذلك، لأنه ليس له اختيار في ذلك.

 ومن أحكام الصيام أن من جامع في نهار رمضان وهو صائم  بطل صيامه وعليه القضاء والكفارة، والكفارة هي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا، لأن النبي ﷺ أمر الأعرابي الذي وقع على امرأته في نهار رمضان بذلك.

ومن أحكام الصيام إن أخراج الدم بالحجامة يفسد الصيام للحاجم والمحجوم، لحديث رافع ابن خديج قال: قال رسول الله ﷺ أَفْطَرَ الحَاجِمُ وَالمَحْجُومُ أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي، ولا يفسد الصوم إذا خرج منه الدم بغير حجامة ولا قسط كأن يحصل له رعاف أو ينقلع سنه أو ينجرح شيء من بدنه فيخرج الدم فلا شيء عليه، والدم الذي في الأسنان إذا ابتلعه عامدا أفطر وإن لفظه فصوم صحيح.

 ومن أحكام الصيام أن من أخرج القيء عامدا فسد صومه، ومن ذرعه القيء وغلبه فلا يفسد صومه ، لحديث أبي هريرة قال قال رسول الله ﷺ مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ.

ومن أحكام الصيام أن من نام جميع النهار صح صومه لأن النوم لا يزول به الإحساس بالكلية، ومن أغمي عليه جميع النهار فإنه يقضي صيام ذلك اليوم لأنه مكلف، ولا يقضي مجنون زمن جنونه لعدم تكليفه.

 ومن أحكام الصيام أن من جامع بالليل أهله ولم يغتسل حتى طلع الفجر فصومه صحيح مع إمساكه عن الطعام والشراب والمفطرات لحديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما أن النبي ﷺ: كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يصوم في رمضان. متفق عليه

فاتقوا الله أيها المسلمون ،وتعرضوا لنفحات ربكم، واغتنموا مواسم الخير لما يقربكم إلى ربكم ،واحذروا من التفريط والإضاعة قبل أن تعضوا أصابع الندم ،واشغلوا قلوبكم والسنتكم بحمد الله وذكره وشكره وتلاوة كتابة، واعمروا المساجد بالجمع والجماعات وغيرها من نوافل الصلوات، ففي هذا الشهر تفتح أبواب الجنة ،وتغلق أبواب النار ويتجلى الرب لعباده فيستجيب الدعاء ،ويعطي السائل ،ويتوب على التائب.

فاتقوا الله وتنافسوا في الخيرات التي هيأ الله لكم أسبابها، وأكثروا من تلاوة القرآن بتدبر وخشوع ورغبة ورهبة، فـإٍنَّ أًحسَنَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وَخَيرُ الهديِ هديُ محمَّدٍ ﷺ، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلُّ محدثةٍ بِدعةٌ، وكُلُّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلُّ ضلالةٍ في النَّارِ

والزموا جماعة المسلمين الزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم وفي عبادتهم وفي بلدانهم وأوطانهم؛ فإن يَدُ اللَّهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ومن شذ عنهم في الدنيا شذ في النار يوم القيامة.

ألا وصلوا على محمد ﷺ فإن الله أمركم بذلك حيث قال إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا وقد قال عليه الصلاة والسلام: مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

logo
2024 م / 1446 هـ
جميع الحقوق محفوظة


اشترك بالقائمة البريدية

اشترك بالقائمة البريدية للشيخ ليصلك جديد الشيخ من المحاضرات والدروس والمواعيد