الخطبة الأولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله على كل حال، وأعوذ به من أحوال أهل الضلال، وأسأله العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الحال والمآل. نحمده سبحانه وهو الكبير المتعال، وأشكره على نعمه والله يحفظها علينا من الزوال، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، يُضل من يشاء بعدله وحكمته، ويهدي من يشاء بفضله ورحمته، وهو لما يريد فعَّال، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، المحذر من الشرور والفتن المهلكات العضال صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وصحبه السابقين إلى الخيرات والمتباعدين عن سيئ الخصال، ومن تبعهم بإحسانٍ في صالح الأعمال، وسلَّم تسليمًا كثيرة.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، يقول الله -تعالى-: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41]. في هذه الآية الكريم يُحذر الله عباده من الأعمال السيئة، التي تكون سببًا في العقوبات والمصائب والنكبات. فعلى المسلمين أن يتقوا الله .
فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنًا ويمسى كافرًا، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وتمسكوا بالقرآن باطناً وظاهرًا، وأطيعوا الله ورسوله في الأوامر والنواهي، ولا يفتننكم الذين كفروا عن الإيمان، فيبيع أحدكم دينه بعرضٍ من الدنيا قليل فيصبح خاسرًا، ولا تكونوا من الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا [الأعراف:51] يعبدون الهوى، ويسلكون طريق الغواية، ويهجرون الطريق السوي، أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [الجاثية:23].
أيها المسلمون: استمعوا إلى بعض ما يقول الرسول ﷺ في فساد الزمان وتقلبات الأحوال:
يقول: -عليه الصلاة والسلام-: ليأتيَنَّ على الناسِ زمانٌ، يُكذب فيه الصادق، ويُصدَّقُ فيه الكاذب، ويُخون فيه الأمين، ويؤتمن الخؤون، ويشهد المرء ولم يُستشهد، ويحلف وإن لم يُستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكُع ابن لكع.
وقال -عليه الصلاة والسلام- أيضًا: إذا رأيتَ الناسَ قد مَرِجتْ عهودُهم، وخَفَّت أماناتُهم، و كانوا هكذا وشبَّك بين أناملِه فالْزمْ بيتَك، وأمْلِكْ عليك لسانَك، وخذ ما تعرِف، ودع ما تُنْكر، وعليك بخاصَّةِ أمرِ نفسِك، ودع عنك أمر العامة.
وعن زينب بنت جحش -رضي الله عنها- قالت: استيقظ رسول الله ﷺ ذات ليلةٍ فزعًا محمراً وجهه، يقول: «لا إله إلَّا الله، ويلٌ للعرب من شرٍ قد اقترب، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا» وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها، قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم إذا كثر الخبث. رواه البخاري. والخبث: المعاصي.
فقابل أيها المسلم ما سمعت من كلام نبيك -عليه الصلاة والسلام-، وبين ما عليه كثيرٌ من المجتمعات اليوم، من المجتمعات الإسلامية اليوم تبيّن لك أنك في زمان غربة الإسلام، وهذا مصداق قول النبي -ﷺ: بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبة للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس، وفي روايةٍ: يصلحون مع أفسد الناس، وفي رواية: هم قومٌ صالحون قليل في قومٍ سوءٍ كثير، وفي رواية: هم النزَّاع من القبائل.
أيها المسلمون: في آخر الزمان يستخف كثيرٌ من الناس بالقرآن، ويتساهل كثيرٌ من الناس بدينهم، فيطيعون الشيطان ويعصون ربهم الرحمن، وتستيقظ الفتنة، ويتكلم الجاهل ويسكت العالم، ويظهر الباطل وكثيرٌ من الناس له أعوان، ويخفت صوت الحق وتصرف عن القلوب وتصم دونه الآذان، وتحل المزامير والعيدان محل التلاوة والقرآن، ويتشبه الرجال بالنساء وتتشبه النساء بالرجال. كيف بك أيها المسلم إذا رأيت شُحًّا مطاعًا، وهوًى متبعًا، وإعجاب كل ذي رأيٍ برأيه، ووسد الأمر إلى غير أهله واتخذ الناس رؤساء جهالًا فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا، فيكثر الجهل ويقل العلم، ويضعف التمسك بالدين وأحكامه.
وأكثر الناس، وأكثر المجتمعات اليوم، وأكثر أهل الأرض يعبدون المال ولو جاءهم من غير حِلّه، يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يومًا ثقيلًا، ويأكلون التراث أكلًا لما ويحبون المال حبًا جمًا، ويقول بعضهم، ويقول أحدهم: لو كان فلانٌ كريمًا على الله لأطعمه من وسع فضله، ويستبيح القوي منهم مال أخيه الضعيف وعرضه، وربما استباح ضربه أو سجنه أو قتله، وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ [البقرة:251].
ولكن والحمد لله لا تزال طائفةٌ من هذه الأمة على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله -تبارك وتعالى-؛ لذلك حسبك الحديث الصحيح عن النبي ﷺ، والمحفوظ من حفظه الله من السوء في قوله وفي فعله.
أيها المسلم: ليست المصيبة أن تصاب في نفسك أو مالك أو أهلك أو ولدك، وإنما المصيبة التي يُستعاذ بالله منها هي المصيبة في الدين، وأعظمها أن يحل الشك محل اليقين، وأن يخرج الأمر من يد الصالحين، ويصبح المنكر معروفًا والمعروف منكرًا، ويستبد بالأمر أهل الظلم. وإذا رأيت ما انتشر في هذا الزمان في كثيرٍ من المجتمعات، من فساد الأخلاق، ومجاهرة الفساق بالمعاصي، رأيت بونًا شاسعًا بين ما عليه كثيرٌ من المجتمعات الإسلامية، وبين تعاليم الكتاب المبين، وسنة خاتم النبيين ﷺ.
يروى عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأمركم شورى بينكم، فظهر الأرض خيرٌ لكم من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم أشراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم، فبطن الأرض خيرٌ لكم من ظهرها.
ما أبعد ما بين الصحابة والتابعين، وبين حال كثيرٍ من المجتمعات اليوم، والله لا تقوم الساعة إلَّا على شرار الخلق عند الله، ولا تقوم الساعة وعلى الأرض من يقول: الله الله، ولا تقوم الساعة حتى يُرفع القرآن، ويكثر القتال، ويسبق ذلك فتنٌ وأمورٌ عِظام، ويقل الرجال وتكثر النساء، حتى ما يكون لخمسين امرأة إلَّا قيمٍ واحد، ويذهب الصدق وترفع الأمانة، ويُستخف بالصلاة، ويظهر اللواط والزنا، ويتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويفيضُ المال عند السفهاء.
أيها المسلمون: كتاب الله يُنادينا للإيمان، ونصر الله يدعونا إلى الإحسان، فما بال الكثير لا يستجيبون لله والرسول، ولا يُجيبون القرآن، أفي آذانهم وقرٌ أم على قلبوهم الران، أم استحوذ عليهم الشيطان، وزين لهم الفسوق والعصيان، فأقبلوا على الفساد وأعرضوا عن تعاليم الإسلام.
كان المسلمون إذا سمعوا الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية، قالوا: سمعنا وأطعنا وأقلعوا عن الخطيئة والذنب، ولم يصروا على ما فعلوا من المخالفات الشرعية، فترى أعينهم تفيض من الدمع لما عرفوا من الحق، ونفوسهم عن الضلال مائلة، ويقولون ما أخبر الله عنهم: رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ [آل عمران:193]. إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [النور:51]. وإذا نظروا في الآيات الكونية، وتفكروا في المخلوقات الإلهية عرفوا قدرة الصانع الحكيم، وقالوا: رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران:191]، وكثير من الناس اليوم عن الحق معرضون، وفي الباطل يخوضون، ولصرح الإسلام ينقضون.
انغمس كثيرٌ من الناس في كثيرين من المجتمعات، في المعاصي والكبائر، فحشٌ وفجور، وقمارٌ ولهوٌ وخمور، واستهتارٌ وسفور، وخيانة نذور، وجهلٌ وغرور، ونعمٌ تصرف في المعاصي والشرور، أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ [الملك:21]. وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم:34]، فالشباب والشيوخ يفعلون كثيرًا من الموبقات ويتركون كثيرًا من الواجبات، وكثيرٌ من النساء خارجاتٌ عن الآداب مستخفاتٌ بالحجاب، والأبناء والنبات معرضون للفتنة والفساد إلَّا من عصم الله، ووفقه للاستقامة ولزوم الصراط المستقيم.
فتوبوا إلى الله جميعًا -أيها العباد- وتدبروا قول الله -: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ [إبراهيم:42]. فتوبوا إلى الله -أيها العباد- قبل أن تموتوا، ولا تصروا على العصيان والضلال، واسبقوا بأنفسكم سبيل الرشاد، فإن من تاب تاب الله عليه، والله لا يحب الفساد، والله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.
جعلني الله وإياكم من التوابين المتطهرين الأوابين، ووفقنا لمتابعة كتابه العزيز وسنة سيد المرسلين، وبارك لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم لما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ووفقنا للعمل الصالح والتوبة النصوح. أقول هذا القول، واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين، فتوبوا إليه واستغفروه يتب عليكم ويغفر لكم، إنه هو التواب الرحيم الغفور.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه -سبحانه-، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأعوانه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن هذه النصوص التي وردت فيما يحصل في آخر الزمان من الفتن تدل على أمرين:
الأمر الأول: أن هذا الأمر واقعٌ لا بد منه، ففيها علمٌ من أعلام النبوة، وهي دليلٌ على صدق نبينًا ﷺ، وأنه رسول الله حقًا.
والأمر الثاني: التحرير، التحرير من هذه الفتن، والتحرير من المعاصي والشرور، وأن يلزم الإنسان تقوى الله .
والله من فضله وإحسانه إلى عباده، أنه يثبت المؤمنين على الحق ويؤيدهم وينصرهم، قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال: لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله -تبارك وتعالى-.
وهذه الطائفة المنصورة هم أهل السنة والجماعة، هم أهل الحق، هم الذين لزموا كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، هم من كان على مثل ما عليه النبي ﷺ وأصحابه، أهل السنة وأهل الحق الذين يلزمون كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، يؤدون ما أوجب الله عليهم، وينتهون عما حرَّم الله عليهم، يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ويصومون رمضان ويحجون بيت الله الحرام، ويبرون آبائهم وأمهاتهم، ويصلون أرحامهم، ويستقيمون على طاعة الله، ويجتنبون المنكرات، ويلزمون ولاة أمر المسلمين الذين ولَّاهم الله يتعاونون معهم على البر والتقوى، هؤلاء هم أهل الحق، هم أهل الاستقامة، الذين وفقهم الله للعمل الصالح.
فعلى المسلم أن يلزم طاعة الله ، وأن يكون من هؤلاء المؤمنين المستقيمين على طاعة الله ، وأن يجاهد نفسه على إخلاص العمل لله، ومتابعة رسوله ﷺ، والإكثار من الأعمال الصالحة بعد أداء الواجبات، وأن يتعاهد نفسه بالتوبة النصوح، على كلٍ منا أن يتعاهد نفسه بالتوبة النصوح، وأن يلزم طاعة الله ، وأن ينتهي عما حرم الله عليه، وأن يندم على ما مضى عليه من تقصيرٍ واستباحة لما حرم الله -.
فعلينا جميعًا أن نتوب إلى الله ، وأن نكثر من الأعمال الصالحة، وأن نلزم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فإن فيهما الخير والسعادة، طريق النجاة وطريق السعادة أن تلزم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، وكتاب الله هو أحسن الحديث، وأحسن الحديث وأحسن الكلام، وأصدق قولٍ وأصدق مقال، فكتاب الله أحسن الحديث، وسنة رسوله ﷺ، فذلك أصدق قول، فالزموا كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ ﷺ، وشر الأمور مُحدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
والزموا جماعة المسلمين في معتقداتهم، وفي وعباداتهم، وفي بلدانهم وأوطانهم، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ عنهم في الدنيا شذَّ في النار يوم القيام.
ألَا وصلوا على محمدٍ ﷺ، فإن الله أمركم بذلك حيث قال: إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: من صلى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشراً.
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد. وارض اللهم على الأربعة الخلفاء الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن التابعين وتابعيهم، من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنّك وعطفك، وكرمك وجودك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأزل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين وأنصر عبادك الموحدين المؤمنين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين. اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أصلح ولاة أمورنا، اللهم أرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتذكره إلى إذا نسوا يا رب العالمين. اللهم ولّي على المسلمين خيارهم، اللهم ولي على المسلمين خيارهم اللهم ولي على المسلمين خيارهم، وأبعد عنهم شرارهم في مشارق الأرض ومغاربها، إنك على كل شيءٍ قدير.
اللهم وأبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاة.
اللهم أعذنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهم ارفع عنا الغلاء والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامةً يا رب العالمين.
اللهم انصر دعاة الخير وأئمة الهدى، والمجاهدين في سبيلك، والدعاة إلى سبيلك، والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في كل مكان.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك في كل مكان، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم ثبت قلوبهم وأنزل عليهم الطمأنينة والسكينة، اللهم ارحم ضعفهم وأجبر كسرهم وتول أمرهم.
اللهم عليك بأعدائهم الكفرة فإنهم لا يعجزونك، اللهم أشدد وطأتك عليهم، وشتت شملهم، وأقذف الرعب في قلوبهم، وخالف بين قلوبهم وكلمتهم، ومزقهم كل ممزق واجعله غنيمةً للمسلمين، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.
اللهم أقم علم الجهاد، وأقمع أهل الشرك والفساد والريب والزيغ والعناد، وانشر رحمتك على العباد يا من له الدنيا والآخرة وإليه المعاد.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل كيده في نحره، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم اجعل تدبيره تدميرًا عليه، اللهم أدر عليه دائرة السوء وأنزل عليه بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا، رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.